الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1952 - (4) زيد بن عياش، أبو عياش الزرقي، ويقال: المخزومي، ويقال: هو مولى بني زهرة مدني
(1)
لم يذكر المزي من حاله شيئا، بل ساق له حديثًا من طريقه بسند طويل.
أيجزئ حديثا جاء من نحو له عن الجرح والتعديل والموت والكنى؟ [الطويل]
هلموا لنا يا تابعيه دلالة على
…
كل ما قد قاله والذي ادعى
خذوا قول أصحاب الحديث فإنه
…
شفاء من العي الذي ظل واغتدى
قال أبو عيسى الترمذي لما خرج حديثه "أينقص الرطب": هذا حديث حسن صحيح، وقال أبو علي الطوسي رحمه اللَّه تعالى لما خرجه: هذا حديث صحيح، وخرجه ابن خزيمة، وابن حبان، والدارمي في صحاحهم.
وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات"، وكذلك ابن خلفون.
وذكر الدارقطني في كتابه "أحاديث الموطأ" أن أبا داود الحفري، قال في روايته: عن مالك، عن عبد اللَّه بن يزيد عن أبي عياش مولى سعد، وقال مغيث بن بديل، عن مالك: أن زيدا أبا عياش مولى بني زهرة.
وقال أبو عمر ابن عبد البر في "الاستذكار": وأما زيد فقيل: إنه مجهول لم يرو عنه أحد غير ابن يزيد، وقد قيل: أيضًا روى عنه عمران بن أبي أنس، وقد قيل: إن زيدا أبا عياش هذا هو أبو عياش الزرقي واسمه عند طائفة من أهل العلم زيد بن الصامت. حدثني عبد الوارث، ثنا قاسم، ثنا الخشى، ثنا ابن أبي عمر حدثني ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد اللَّه بن يزيد، عن أبي عياش الزرقي، أن رجلا سأل سعدا. . . الحديث، ورواه الحميدي، عن ابن عيينة بإسناده مثله؛ إلا أنه لم يقل في أبي عياش الزرقي.
وقال أبو جعفر الطحاوي في كتابه "مشكل الآثار": لم يختلف عن مالك في هذا الحديث إلا ما قاله أحد الرواة عنه في أبي عياش أنه مولى سعد، وأما أسامة بن زيد فاختلف عنه فيه فروى: عن عبد اللَّه بن يزيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بعض الصحابة، ورواه عن عبد اللَّه غير أبي سلمة، عن أبي عياش الزرقي، عن سعد، وهذا
(1)
انظر: تهذيب الكمال 1/ 354، 456، تهذيب التهذيب 3/ 423، تقريب التهذيب 1/ 276، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 354، الكاشف 1/ 341، ميزان الاعتدال 2/ 155، لسان الميزان 7/ 224.
محال؛ لأن أبا عياش الزرقي من جلة الصحابة لم يدركه ابن يزيد، وإنما يروي عن أبي سلمة وأمثاله، وقد روى أيضًا عن ابن يزيد، عن سعد بن مالك، وعياش هذا لا يعرف وقد روى أيضًا: عن ابن يزيد، عن زيد بن أبي عياش، عن سعد، وقد روى أيضًا: عن مولى بني مخزوم أنه سأل سعدا.
قال أبو جعفر: فبان فساد هذا الحديث في إسناده ومتنه، وأنه لا حجة لمن خالف أبا حنيفة ومن تابعه فيه.
وقال أبو الحسين ابن الحصار في كتابه "تقريب المدارك في الكلام على موطأ مالك": اختلف في زيد بن أبي عياش، فقال البخاري في "تاريخه": زيد أبو عياش هو زيد بن الصامت من صغار الصحابة.
ولما ذكره البزار في "مسنده" وذكره من طريق مالك قال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. انتهى، وفيه نظر لما أسلفناه ولما يأتي بعد أيضًا.
وقال أبو محمد ابن حزم في "المحلى": زيد أبو عياش لا يدري من هو.
وقال أبو زيد الدوسي في كتاب "الأسرار": هو ضعيف في النقلة.
وفي "كتاب الصريفيني" عن الإمام أبي حنيفة: هو مجهول.
وقال أبو الحسن الدارقطني: ثقة.
ولما ذكر الإشبيلي هذا الحديث قال: اختلف في صحته، ويقال: إن أبا عياش هذا مجهول، وأقره ابن القطان ولم ينكر عليه، وفي "كتاب ابن المواق": عينه معروفة وحاله مجهولة.
ولما خرجه الحاكم قال: هذا حديث صحيح لإجماع أئمة أهل النقل على إمامة مالك وأنه محكم في كل ما يرويه من الحديث، إذ لم يوجد في روايته إلا الصحيح خصوصا في حديث أهل المدينة لمتابعة هؤلاء الأئمة - يعني: يحيى بن أبي كثير، وإسماعيل بن أمية في روايته عن أبي يزيد، والشيخان لم يخرجاه لما خشيا من جهالة زيد أبي عياش. وفرق أبو أحمد الحاكم بين زيد أبي عياش الزرقي الصحابي، وبين زيد بن عياش أبي عياش الزرقي التابعي، وكذا فعله مسلم والنسائي وغيرهما، وأما ابن أبي حاتم، والبخاري، وابن أبي خيثمة فلم يذكروا التابعي جملة.