الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2064 - (ع) سعد بن أبي وقاص مالك بن أُهيب، ويقال: وهيب القرشي أبو إسحاق الزهري أحد العشرة المشهود لهم بالجنة
(1)
قال إبراهيم بن المنذر الحزامي في كتاب "الطبقات" تأليفه: أمه حمنة بنت أبي سفيان أمية بن عبد شمس، وكان جعد الشعر، أشعر الجسد، آدم، طويل، أفطس.
في رواية ابنته عائشة: كان قصيرا دحداحا، غليظا، ذا هامة، شثن الأصابع.
وكان هو، وعلي بن أبي طالب، والزبير، وطلحة: عذار عام واحد.
وتوفي في عشر سنين بقين من أيام معاوية بن أبي سفيان. وفي "تاريخ البخاري": وقال إبراهيم بن موسى، عن ابن أبي زائدة: أخبرني هاشم بن هاشم، عن ابن المسيب، قال: سمعت سعدًا يقول: ما أسلم أحدا إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ومكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام.
وعن أبي بكر بن حفص: مات بعد ما مضى من إمارة معاوية عشر سنين.
وفي "كتاب ابن سعد": قلت: "يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ مَنْ أَنَا؟ قَالَ: سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ وَهِيبِ بْنِ عَبدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، مَنْ قَالَ غَيرَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ".
وله من الولد: إسحاق، ومحمد، وعمر، وعامر، وإسحاق الأصغر، وإسماعيل، وإبراهيم، وموسى، وعبد اللَّه، ومصعب، وعبد اللَّه الأصغر، وبجير، واسمه: عبد الرحمن، وعمير، وعمران، وعمرو، وصالح، وعمير الأصغر، وعثمان، وكان سعد يصبغ بالسواد، ويلبس الخز وخاتمًا من ذهب، ويسبح بالحصا، ومات سنة خمس وخمسين وهو يومئذ ابن بضع وسبعين سنة.
قال محمد بن عمرو: هذا أثبت ما روينا في وقت وفاته. قال ابن سعد: وسمعت غير محمد ممن قد حمل العلم ورواه، يقول: مات سعد سنة خمسين، وترك يوم مات مائتي ألف وخمسين ألف درهم، وكان عمر لما عزله قاسمه ماله، وآخى النبي
(1)
انظر: تهذيب الكمال 1/ 371، تهذيب التهذيب 3/ 479، تقريب التهذيب 1/ 289، الكاشف 1/ 354، تاريخ البخاري الكبير 4/ 73، تاريخ البخاري الصغير 1/ 26/ 51، 69، 72، 91، 100، 101، 104، 108، 114، 250، الجرح والتعديل 4/ 93، أسد الغابة 2/ 366، تجريد أسماء الصحابة 1/ 218، الاستيعاب 2/ 606، الإصابة 3/ 73، طبقات ابن سعد 9/ 80، الحلية 1/ 368، سير أعلام النبلاء 1/ 92، الوافي بالوفيات 15/ 199، البداية والنهاية 3/ 8، 319/ 72 أسماء الصحابة الرواة ت 16.
صلى اللَّه عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير، وقيل: سعد بن معاذ.
وفي كتاب "الاستيعاب": أسلم بعد سنة، وهو الذي كوّف الكوفة، ولما قعد عن إجابة علي طمع فيه معاوية فكتب إليه سعد
(1)
: [الوافر]
معاوي داؤك الداء العياء
…
وليس لما تجيء به دواء
أيدعوني أبو حسن علي
…
فلم أردد عليه ما يشاء
وقلت له أعطني سيفا بصيرا
…
تبين به العداوة والولاء
فإن الشر أصغره كبير
…
وإن الظهر تثقله الدماء
أتطمع في الذي أعيا عليا
…
على ما قد طعمت به العفاء
ليوم منه خير منك حبًّا
…
أنت للمرء الغداء
فأما أمر عثمان فدعه
…
فإن الرأي أذهبه البلاء
وقال الزبير بن أبي بكر، والفلاس، والحسن بن عثمان: توفي سنة أربع وخمسين.
وذكر أبو العباس في كتاب "المفجعين" تأليفه: لما جعل عمر الشورى، قالوا: إن نحب أن تقول فيهم قولا نريد أن تدبر برأيك فيهم.
قال: أفعل، لا يمنعني من سعد بن أبي وقاص إلا فظاظته وعنفه، وذكر الخمسة الباقين.
وفي "كتاب أبي نعيم": أسلم بعد أربعة، وقال الزهري: رمى سعد يوم أحد ألف سهم.
وعن عائشة ابنته، قالت: حدثني أبي، قال: رأيت قبل أن أسلم كأني في ظلمة لا أبصر شيئًا، إذ أضاء لي قمر فاتبعته، فكأني انظر إلى من سبقني إلى ذلك القمر، فأنظر إلى زيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، وأبي بكر، وكأني أسألهم متى انتهيتم إلى هاهنا؟ قالوا: الساعة. فلما استيقظت بلغني أن رسول اللَّه يدعو إلى الإسلام مستخفيا، فلقيته في شعب أجياد وقد صلى العصر فأسلمت فما تقدمني أحد إلا هم، وفيه نزل قوله تعالى:{وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 15]. انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث إن صلاة العصر لم تفرض إلا بعد إسلامه بدهر، اللهم إلا أن يكون أراد أنه صلى صلاة في
(1)
انظر: شرح نهج البلاغة 3/ 114، نهاية الأرب في فنون الأدب 20/ 144.