الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"والله يا رسول الله، إنه ليعلم مني أكثر مما قال، ولكنه حدني شرفي" فقال عمرو: "أما لئن قال ما قال؛ فوالله ما علمته إلا ضيق الصدر، زمر المروءة1، أحمق الوالد، لئيم الخال، حديث الغنى"؛ فلما رأى أنه خالف قوله الآخر قوله الأول، ورأى الإنكار في عين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا رسول الله رضيت؛ فقلت أحسن ما علمت، وغضبت فقلت أقبح ما علمت، وما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الأخرى؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك:"إن من البيان لسحرًا".
"البيان والتبيين 1: 31، والعقد الفريد 1: 117، ومجمع الأمثال للميداني 1: 5".
1 قليل المروءة.
20-
خطبة طهفة بن أبي زهير النهدي
بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لما قدمت وفود العرب على النبي صلى الله عليه وسلم قام طهفة بن أبي زهير النهدي فقال: "يا رسول الله أتيناك من غوري1 تهامة بأكوار الميس، ترمي بنا العيس2 نستحلب الصبير3، ونستجلب الخبير4، ونستعضد5 البرير، ونستخيل الرهام6، ونستحيل الجهام7، من أرض غائلة النطاء8، غليظة الوطاء، نشف المدهن9،
1 الغور: كل ما نحدر مغربًا عن تهامة، والأكوار: جمع كور بالضم، وهو الرحل أو بأداته، والميس، شجر عظام أي بالأكوار المصنوعة منه.
2 العيس جمع عيساء: الإبل البيض يخالط بياضها شقرة.
3 الصبير: السحاب الكثيف.
4 العشب.
5 استعضد الثمرة: اجتناها، والبرير: ثمر الأراك، وكانوا يأكلونه وقت الجدب لقلة الزاد.
6 الرهم جمع رهمة بالكسر: وهي المطر الضعيف الدائم. ونستخبل: نخال ونظن. وسحابة مخيلة بضم فكسر: أي تحسبها ماطرة.
7 الجهام: السحاب قد أراق ماءه.
8 النطاء: البعد، أي بعيدة بعدًا مهلكًا.
9 مستنقع الماء: أو كل موضع حفره سيل، ونشف الحوض الماء: شربه.