الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفود العرب يعزون سلامة ذا فائش بابن له مات
مدخل
…
وفود العرب: يعزون سلامة ذا فائش بابن له مات:
نشأ لسلامة ذي فائش ابن كأكمل أبناء المقاول، وكان مسرورًا به يرشحه لموضعه؛ فركب ذات يوم فرسًا صعبًا؛ فكبا به فوقصه1؛ فجزع عليه أبوه جزعًا شديدًا، وامتنع من الطعام واحتجب عن الناس، واجتمعت وفود العرب ببابه ليعزوه؛ فلامه نصحاؤه في إفراط جزعه؛ فخرج إلى الناس فقام خطباؤهم يؤسونه2، وكان في القوم الملبب ابن عوف، وجعادة بن أفلح فقام الملبب فقال:
1 وقص عنقه: كسرها.
2 أساه تأسيه: عزاء، وأصله: أن يقول له لك أسوة بفلان وفلان.
1-
خطبة الملبب بن عوف
.
أيها الملك، إن الدنيا تجود التسلب، وتعطى لتأخذن وتجمع لتشتت، وتحلى لتمر، وتزرع الأحزان في القلوب، بما تفجأ به من استرداد الموهوب، وكل مصيبة تخطأتك جلل1، ما لم تدن الأجل، وتقطع الأمل، وإن حادث ألم بك؛ فاستبد2 بأقلك، وصفح عن أكثرك، لمن أجل النعم عليك، وقد تناهت إليك أنباء من رزئ فصبر، وأصيب فاغتفر؛ إذ كان شوًى3 فيما يرتقب ويحذر؛ فاستشعر اليأس مما فات، إذ كان ارتجاعه ممتنعًا، ومرامه مستصعبًا؛ فلشيء ما ضربت الأسى، وفزع أولو الألباب إلى حسن العزاء.
1 الجلل: العظيم والحقير وهو هنا بالمعنى الثاني.
2 البدة بالضم: النصيب: النصيب، واستبد به: جعله نصيبه.
3 الشوى: الهين اليسير ورذال المال.