الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فما نفروا ولا تيسروا؛ فتركهم أيامًا حتى إذا أيس من أن يفعلوا دعا رؤساءهم ووجوههم؛ فسألهم عن رأيهم، وما الذي ينظرهم1، فمنهم المعتل، ومنهم المتكره، وأقلهم من نشط، فقام فيهم خطيبًا فقال:
"شرح ابن أبي الحديد م 1: ص179، والإمامة والسياسة 1: 110، وتاريخ الطبري 6: 51".
1 يؤخرهم.
319-
خطبة له أيضًا في استنفارهم لقتال معاوية:
"عباد الله: ما لكم إذا أمرتكم أن تنفروا في سبيل الله اثاقلتم1 إلى الأرض! أرضيتم بالحياة الدينا من الآخرة بدلًا، وبالذل والهوان من العز خلفًا؟ أوكلما ندبتكم إلى الجهاد دارت أعينكم؛ كأنكم من الموت في سكرة، وكأن قلوبكم مألوسة2 فأنتم لا تعقلون، وكأن أبصاركم كمه3 فأنتم لا تبصرون، لله أنتم! ما أنتم إلا أسود الشرى4 في الدعة5، وثعالب رواغة حين تدعون إلى البأس! ما أنتم لي بثقة سجيس الليالي6، ما أنتم بركب يصال بكم، ولا ذي عز يعتصم إليه، لعمر الله لبئس حشاش7 الحرب أنتم، إنكم تكادون ولا تكيدون، وتنتقص أطرافكم ولا تتحاشون8، ولا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهون، إن أخا الحرب اليقظان ذو العقل، وبات لذل من وادع، وغلب المتخاذلون، والمغلوب مقهور ومسلوب، ثم قال:
1 تثاقلتم.
2 من الألس: كشمس، وهو الجنون واختلاط العقل، ألس "كعني" فهو مألوس.
3 كمه: جمع أكمه من كمه بصره "كفرح" اعترته ظلمة تطمس عليه.
4 الشرى: موضع تنسب إليه الأسد، قيل هو شرى الفرات وناحيته وبه غياض وآجام ومأسدة.
5 أي في وقت الدعة والخفض.
6 يقال: لا آتيك سجيس الليالي: أي أبدًا.
7 جمع حاش اسم فاعل، من حش النار: أي أوقدها.
8 أي ولا تبتعدون عن ذلك وتتلافونه بالدفاع عنها، من حاشية الشيء وهي ناحيته كما تقول تنحى عنه: أي تباعد عنه من الناحية.