الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
343-
تتمة في الحكم
1:
من كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
"إن الله قرن وعده بوعيده ليكون العبد راغبًا راهبًا. ليست مع العزاء مصيبة، الموت أهون مما بعده وأشد مما قبله. ثلاث من كن فيه كن عليه: البغي، والنكث، والمكر، ذل قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة، لا يكونن قولك لغوًا في عفو ولا عقوبة. إذا فاتك خير فأدركه، وإن أدركك شر فاسبقه. إن عليك من الله عيونًا تراك. احرص على الموت توهب لك الحياة –قاله لخالد بن الوليد حين بعثه إلى أهل الردة- رحم الله امرأً أعان أخاه بنفسه. أطوع الناس لله أشدهم بغضًا لمعصيته، إن الله يرى من باطنك ما يرى من ظاهرك، إن أولى الناس بالله أشدهم توليًا له. لا تجعل سرك مع علانيتك، فيمرج2 أمرك، خير الخصلتين لك أبغضهما إليك. صنائع المعروف تقي مصارع السوء".
ومن كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"من كتم سره كان الخيار في يده. أشقى الولاة من شقيت به رعيته. اتقوا من تبغضه قلوبكم. أعقل الناس أعذرهم للناس. لا تؤجل عمل يومك لغدك. من لم يعرف الشر كان جديرًا أن يقع فيه. ما الخمر صرفًا بأذهب للعقول من الطمع. قلما أدبر شيء فأقبل. مر ذوي القرابات أن يتزاوروا ولا يتجاوروا، غمض عن الدنيا عينك وول عنها قلبك. وإياك أن تهلكك كما أهلكت من كان قبلك، فقد رأيت مصارعها،
1 في كتب الحديث الشريف مأثور أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وجوامع كلمه، وفي نهج البلاغة، وشرح ابن أبي الحديد عليه وغيرهما كثير من حكم الإمام علي كرم الله وجهه فاقرأها هنالك.
2 يفسد ويختلط.
وعاينت سوء آثارها على أهلها، وكيف عري من كست، وجاع من أطعمت، ومات من أحيت. احتفظ من النعمة احتفاظك من المصيبة، فوالله لهي أخوفهما عندي عليك أن تستدرجك وتخدعك. الدنيا أمل مخترم وأجل منتقص، وبلاغ إلى دار غيرها، وسير إلى الموت ليس فيه تعريج، فرحم الله امرأ فكر في أمره، ونصح لنفسه، وراقب ربه واستقال ذنبه. إياكم والبطنة فإنها مكسلة عن الصلاة، مفسدة للجوف، مؤدية إلى السقم. رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي، أفلح من حفظ من الطمع والغضب والهوى نفسه".
ومن كلام عثمان رضي الله عنه:
"ما يزع1 الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن. يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك. أنتم إلى إمام فعال أحوج منكم إلى إمام قوال –قاله يوم صعد المنبر فأرتج عليه".
ومن كلام ابن عباس رضي الله عنه:
"صاحب المعروف لا يقع، فإن وقع وجد متكا. الحرمان خير من الامتنان. ملاك أمركم الدين، وزينتكم العلم، وحصون أعراضكم الأدب، وعزكم الحلم. وحليتكم الوفاء. القرابة تقطع. والمعروف يكفر. ولم ير كالمودة. لا تمار سيفهًا ولا حليمًا. فإن السفيه يؤذيك.
والحليم يقليك2. واعمل عمل من يعلم أنه مجزي بالحسنات. مأخوذ بالسيئات".
ومن كلام ابن مسعود رضي الله عنه:
"ما الدخان على النار بأدل من الصاحب على الصاحب، الدنيا كلها غموم، فما كان منها في سرور فهو ربح".
1 يكف.
2 يبغضك.
ومن كلام المغيرة بن شعبة:
"إن المعرفة لتنفع عند الكلب العقور، والجمل الصئول1، فكيف بالرجل الكريم! ".
ومن كلام أبي الدرداء:
"السودد اصطناع العشيرة، واحتمال الجريرة، والشرف كف الأذى، وبذل الندى، والغنى قلة التمني، والفقر شره النفس".
ومن كلام أبي ذر:
"إن لك في مالك شريكين: الحدثان2 والوارث، فإن قدرت ألا تكون أخس الشركاء حظًّا فافعل".
"مجمع الأمثال للميداني 2: 276، ونهاية الأرب 3: 4".
1 صؤل الجمل: واثب الناس أو صار يقتلهم ويعدو عليهم.
2 حدثان الدهر: نوبه وأحداثه.