الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: وما ذاك؟ قالوا: تشم هذه البقلة -وقدامهم بقلة دقيقة القضبان، قليلة الأوراق، لاصقة بالأرض، تدعى التربة- فقال:
"هذه التربة التي لا تذكي1 نارًا، ولا تؤهل2 دارًا، ولا تسر جارًا، عودها ضئيل، وفرعها كليل3، وخيرها قليل، أقبح البقول مرعى، وأقصرها فرعًا، وأشدها قلعًا، فتعسًا لها وجدعًا4، وبلدها شاسع5، ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها قانع6؛ فالقوا بي أخا بني عبس، أرده عنكم بتعس7 ونكس، وأتركه من أمره في لبس".
فلما أصبحوا غدوا به معهم إلى النعمان؛ فذكروا حاجتهم، فاعترض الربيع، فرجز به ليبد رجزًا ما لبث معه النعمان أن تقزز منه، وأمره بالانصراف إلى أهله
"مجمع الأمثال 2: 33 وجمهرة الأمثال 2: 116، والأغاني 14: 91، أبناء نجباء الأبناء ص 171، وأمالي السيد المرتضى 1: 135".
1 تذكي: تشعل.
2 أي ولا تؤدم أهل دار من الإهالة "ككتابة" وهي كل ما يؤتدم به، ويقال ثريدة مأهولة: أي فيها إهالة.
3 ضعيف.
4 قطعًا.
5 بعيد.
6 أي سائل.
7 التعس: الهلاك.
45-
كلمات هند بنت الخس الإيادية:
أتى رجل هند بنت الخس الإيادية يستشيرها في امرأة يتزوجها؛ فقالت: "انظر رمكاء1 جسيمة، أو بيضاء وسيمة، في بيت جد، أو بيت حد، أو بيت عز" قال: ما تركت من النساء شيئًا، قالت:"بلى، شر النساء تركت: السويداء الممراض2، والحميراء المحياض3 الكثيرة المظاظ4".
وقيل لها: أي النساء أسوأ؟ قالت: "التي تعقد بالفناء، وتملأ الإناء، وتمذق5
1 الرمكاه: السمراء، والرمكة كحمرة لون الرماد.
2 الممراض: المسقام.
3 الكثيرة الحيض.
4 المظاظ: المنازعة والمشارة.
5 تمزج.
ما في السقا" قيل: فأي النساء أفضل؟ قالت: "التي إذا مشت أغيرت1، وإذا نطقت صرصرت2، متوركة جارية3، في بطنها جارية، يتبعها جارية4".
قيل: فأي الغلمان أفضل؟ قالت: "الأسوق الأعنق5، الذي إن شب كأنه أحمق" قيل: فأي الغلمان أفسل6؟ قالت: "الأويقص7 القصير العضد، العظيم الحاوية8، الأغيبر الغشاء، الذي يطيع أمه، ويعصي عمه".
"الأمالي 2: 260".
وقيل لها: أي الرجال أحب إليك؟ قالت: السهل النجيب، السمح الحسيب، الندب9 الأريب، السيد المهيب، قيل لها: فهل بقي أحد من الرجال أفضل من هذا؟ قالت: نعم الأهيف الهفهاف10، الأنف العياف، المفيد المتلاف، الذي يخيف ولا يخاف، قيل لها: فأي الرجال أبغض إليك؟ قالت: الأوره11 النئوم، الوكل السئوم، الضعيف الحيزوم، اللئيم الملوم، قيل لها: فهل بقي أحد شر من هذا؟ قالت: نعم، الأحمق النزاع، الضائع المضلع، الذي لايهاب ولا يطاع، قالوا: فأي النساء أحب إليك؟ قالت: البيضاء العطرة، كأنها ليلة قمرة12 قيل: فأي النساء
1 أثارت الغبار في مشيتها
2 أحدت صوبها.
3 أي حاملة لها على وركها.
4 أي هي مئناث.
5 الأسوق: الطويل الساق، والأعنق: الطويل العنق.
6 أفعل من فسل: ككرم وعلم وعني فسالة فهو فسل، أي رذل لا مروءة له.
7 الأويقص: تصغير أوقص، وهو الذي يدنو رأسه من صدره.
8 ما تحوي من الأمعاء أي استدار.
9 الندب: الخفيف في الحاجة الظريف النجيب، والأريب: العاق.
10 الأهيف وصف من الهيف بالتحريك، وهو رقة الخاصرة، والقميص الهفهاف، أي الرقيق الشفاف.
11 الأوره: الأحمق من وره كفرح.
12 ليلة قمرة وقراء ومقمرة: فيها القمر.
أبغض إليك؟ قالت: العنقص1 القصيرة، التي إن استنطقتها سكتت، وإن سكت عنها نطقت".
"ذيل الأمالي ص 120".
وقال لها أبوها يومًا: أي المال خير؟ قالت: "النخل، الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل2" قال: وأي شيء؟ قالت: "الضأن: قرية لا وباء بها. تنتجها رخالًا3، وتحلبها علالًا4، وتجز لها جفالًا5، ولا أرى مثلها مالًا" قال: فالإبل مالك توخرينها؟ قالت: "هي أذكار الرجال، وإرقاء الدماء، ومهور النساء" قال: فأي الرجال خير؟ قالت:
خير الرجال المرهقون كما
خير تلاع البلاد أوطؤها6
قال: أيهم؟ قالت: "الذي يسأل ولا يسأل، ويضيف ولا يضاف، ويصلح ولا يصلح". قال: فأي الرجال شر؟ قالت:"الثصيط النطيط7 الذي معه سويط8، الذي يقول أدركوني من عبد بني فلان، فإني قاتله أو هو قاتلي". قالت: فأي النساء خير؟ قالت: "التي في بطنها غلام، تحمل على وركها غلامًا، يمشي وراءها غلام" قال: فأي الجمال خير؟ قالت: "السبحل الربحل9، الراحلة الفحل". قال:
1 العنقص: المرآة البذيئة القليلة الحياء، والقليلة الجسم الكثيرة الحركة.
2 المحل: الشدة والجدب وانقطاع المطر.
3 الرخال جمع رخل كمحل وكتف، وهو الأنثى من أولاد الضأن.
4 يقال عاللت الناقة، وهو أول تحلب أول النهار ووسطه وآخره، والاسم علال ككتاب.
5 الجفال: الكثير من الصوف.
6 المرهق: من يغشاه الناس والأضياف.
7 الثطيط: الذي لا لحية له، والنطيط: الهذريان "بكسر الهاء والراء" وهو الكثير الكلام يأتي بالخطأ والصواب عن غير معرفة.
8 تصغير سوط.
9 السبحل والربحل: البعير الضخم الكثير اللحم.
أرأيتك الجذع1، قالت: لا يضرب، ولايدع، قال: أرأيتك الثني2 قالت: يضرب، وضرابه وفي3، قال: أرأيتك السدس4، قالت: ذاك العرس5.
"ذيل الأمالي ص 108".
وقيل لها: أي الخيل أحب إليك؟ قالت: "ذو الميعة الصنيع6، السليط التليع7، الأيد الضليع8 الملهب9 السريع" فقيل لها: أي الغيوث أحب إليك؟ قالت: "ذو الهيدب المنبعق10، الأضخم المؤتلق11 الصخب المنبثق12" وقيل لها: ما مائة من المعز؟ قالت: موبل يشف الفقر من ورائه، مال الضعيف، وحرفة العاجز" قيل: فما مائة من الضأن؟ قالت "قرية لاحمى بها" قيل: فما مائة الإبل؟ قالت: "بخ 13، جمال ومال، ومنى الرجال". قيل: فما مائة من الخيل؟ قالت:
1 أرأيتك: كلمة تقولها العرب بمعنى أخبرني: البعير إذا كان في السنة الخامسة.
2 البعير إذا كان في السادسة وألقى ثنيته.
3 قال أبو علي: الصواب أني أي بطيء.
4 السدس: البعير إذا كان في الثامنة.
5 العرس: الأسد.
6 ماع الفرس يميع: جرى، وصنعة الفرس: حسن القيام عليه، صنعت فرسي صنعًا وصنعة "بفتح الصاد فيهما" والصنيع ذلك الفرس.
7 السليط: الشديد، والحديد من كل شيء، والتليع: الطويل العنق من التلع بفتحتين وهو طول العنق.
8 الأيد ككيس: القوي، من آد يئيد أيدًا أي قوي واشتد، والضليع وصف من ضلع كفصح ضلاعة، وهي القوة وشدة الأضلاع.
9 هو الذي يجتهد في عدوه حتى يثير الغبار، من ألهب.
10 الهيدب: السحاب المتدلي، والمنبعق: المنبعج بالمطر.
11 الضخم: كشمس وسبب وأحمد وغراب: العظيم من كل شيء، وائتلق البرق وتألق: لمع.
12 الصخب: وصف من الصخب كسبب وهو شدة الصوت، والمنبثق: المتفجر.
13 بخ كقد: أي عظم الأمر وفخم، تقال وحدها وتكرر، بخٍ بخْ الأول منون مكسور، والثاني مسكن، ويقال في الإفراد: بخ ساكنة الخاء، وبخ مكسورة، وبخ منونة مضمومة، ويقال بخ بخ مسكنين، وبخ بخ منونين مكسورين، وبخ بخ مكسورين مشددين منونين كلمة تقال عند الرضا والإعجاب بالشيء.
"طغى من كانت له ولا يوجد" قيل: فما مائة من الحمر؟ قالت: عازبة1 الليل، وخزي المجلس، لا لبن فيحلب، ولا صوف فيجز، إن ربط عيرها2 أدلى، وإن ترك ولى، وقيل لها: من أعظم الناس في عينك؟ قالت: "من كانت لي إليه حاجة".
"سرح العيون ص184".
وقالت: "أخبث الذئاب ذئب الغضا3، وأخبث الأفاعي أفعى الجدب، وأسرع ظباء الحلب4، وأشد الرجال الأعجف5، وأجمل النساء الفخمة الأسيلة6، وأقبح النساء الجهمة القفرة7، وآكل الدواب الرغوث8، وأطيب اللحم عوذه9، وأغلظ المواطئ الحصى على الصفا، وشر المال مالًا يزكى10 ولا يذكي11، وخير المال سكة مأبورة12، أو مهرة مأمورة13".
"مجمع الأمثال 1: 174".
1 يقال جمل عازب: أي لا يروح على الحي من العزوب: وهو الغيبة والذهاب، وقولها: خزى المجلس، أي بما تحدثه من النهيق المزعج والإدلاء.
2 العير: الحمار "وغلب على الوحشي"، وأدلى: أي أخرج قضيبه ليبول أو يضرب.
3 الغضا: شجر له جمر يبق طويلًا.
4 الحلب: نبت، قال حمزة:"العرب تسمى ضروبًا من البهائم بضروب من المراعي تنسبها إليها؛ فيقولون: ظبي الحلب، وتيس الربلة "والربل محركة نبات شديد الخضرة"، وشيطان الحماطة "والحماطة كسحابة: شجر شبيه بالتين، أحب شجر إلى الحيات".. إلخ وذلك كله على قدر طباع الأمكنة والأغذية العاملة في طباع الحيوان.
5 من العجف بالتحريك وهو ذهاب السمن.
6 الطويلة المسترسلة.
7 الجهمة: مؤنث الجهم وهو الوجه الغليظ المجتمع السمج، والفقرة: القليلة الفقر بالتحريك: أي الشعر.
8 الرغوث: كل مرضعة كالمرغث.
9 ما عاذ بالعظم من اللحم.
10 زكى كرضى نما وزاد كزكا يزكو.
11 ذكى تذكية: سمن وبدن "بضم الدال".
12 السكة: السطر من النخل، والمأبورة: المصلحة، من أبرت النخل آبره إذا لقحته وأصلحته.
13 مأمورة: أي كثيرة الولد، من آمرها الله أي كثرها، وكان ينبغي أن يقال مؤمرة، ولكنه أتبع مأبورة -اقرآ كتاب بلاغات النساء ص57 فصلًا طويلًا في كلام هند بنت الخس وأختها جمعة.