المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ طريفة الخير تتكهن بسيل العرم وخراب سد مأرب: - جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة - جـ ١

[أحمد زكي صفوت]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌فهرس: مآخذ الخطب في هذا الجزء:

- ‌الباب الأول: الخطب والوصايا في العصر الجاهلي

- ‌إصلاح مرثد الخير بين سبيع بن الحارث، وبين ميثم بن مثوب

- ‌مدخل

- ‌ مقال مرثد الخير:

- ‌مقال سبيع بن الحارث

- ‌ مقال ميثم بن مثوب:

- ‌ مقال مرثد الخير:

- ‌ طريف بن العاصي والحارث بن ذبيان يتفاخران

- ‌وفود العرب يعزون سلامة ذا فائش بابن له مات

- ‌مدخل

- ‌ خطبة الملبب بن عوف

- ‌ خطبة جعادة بن أفلح:

- ‌ تساؤل عامر بن الظرب وحممة بن رافع: عند أحد ملوك حمير:

- ‌ خطبة عامر بن الظرب العدواني وقد خطبت ابنته

- ‌ حديث بعض مقاول حمير مع ابنيه:

- ‌ إحدى ملكات اليمن وخاطبوها

- ‌ رواد مذحج يصفون ما ارتادوا من المراعي:

- ‌ ما دار من الحديث بين المنذر بن النعمان الأكبر وبين عامر بن جوين الطائي

- ‌قيس بن رفاعة والحارث بن أبي شمر الغساني

- ‌ قيس بن خفاف البرجمي وحاتم طيئ:

- ‌ مقال قبيصة بن نعيم لامرئ القيس بن حجر:

- ‌ رد امرئ القيس عليه:

- ‌ خطبة هانئ بن قبيصة الشيباني:

- ‌ خطبة عمرو بن كلثوم

- ‌ أكثم بن صيفي يعزّي عمرو بن هند عن أخيه:

- ‌ خطبة قس بن ساعدة الإيادي:

- ‌ قس بن ساعدة عند قيصر:

- ‌ خطبة المأمون الحارثي:

- ‌ بين مهلهل بن ربيعة ومرة بن ذهل بن شيبان:

- ‌ منافرة علقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل العامريين:

- ‌أشراف العرب بين يدي كسرى

- ‌مدخل

- ‌مقالة حذيفة بن بدر الفزاري

- ‌مقال الأشعث الكندري

- ‌ مقال بسطام الشيباني:

- ‌ مقال حاجب بن زرارة:

- ‌ مقال قيس بن عاصم السعدي:

- ‌وفود العرب على كسرى

- ‌مدخل

- ‌ خطبة النعمان بن المنذر:

- ‌ خطبة أكثم بن صيفي:

- ‌ خطبة حاجب بن زرارة:

- ‌ خطبة الحارث بن عباد:

- ‌ خطبة عمرو بن الشريد:

- ‌ خطبة خالد بن جعفر الكلابي:

- ‌ خطبة علقمة بن علاثة العامري:

- ‌ خطبة قيس بن مسعود الشيباني:

- ‌ خطبة عامر بن الطفيل العامري:

- ‌خطبة عمرو بن معد يكرب الزبيدي

- ‌ خطبة الحارث بن ظالم المري:

- ‌ مخالس بن مزاحم وقاصر بن سلمة عند النعمان بن المنذر:

- ‌ ضمرة بن ضمرة عند النعمان بن المنذر:

- ‌ لبيد بن ربيعة يصف بقلة:

- ‌ كلمات هند بنت الخس الإيادية:

- ‌ خطبة كعب بن لؤي:

- ‌ خطبة هاشم بن عبد مناف:

- ‌ خطبة هاشم بن عبد مناف في قريش وخزاعة:

- ‌ خطبة عبد المطلب بن هاشم:

- ‌ خطبة أبي طالب:

- ‌خطبة الكهان

- ‌الكاهن الخزاعي ينفر هاشم بن عبد مناف

- ‌ عوف بن ربيعة الأسدي يتكهن بمقتل حجر بن الحارث:

- ‌كاهن بن الحارث بن كعب يحذرهم غزو بني تميم

- ‌ أحد كهان اليمن يفصل في أمر هند بنت عتبة:

- ‌ خمسة نفر من طيئ يمتحنون سواد بن قارب الدوسي:

- ‌حديث مصاد بن مذعور القيني

- ‌ حديث خنافر بن التوءم الحميري مع رئية شصار:

- ‌ شافع بن كليب الصدفي يتكهن بظهور النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌ وفود عبد المسيح بن بقيلة على سطيح:

- ‌ شق وسطيح ينبئان بأصل ثقيف:

- ‌تنافر عبد المطلب بن هاشم والثقفيين إلى عزى سلمة الكاهن

- ‌ منافرة عبد المطلب بن هاشم وحرب بن أمية:

- ‌ ما أمر به عبد المطلب بن هاشم في منامه من حفر زمزم:

- ‌خطب الكواهن:

- ‌ الشعثاء الكاهنة تصف سبعة إخوة:

- ‌ طريفة الخير تتكهن بسيل العرم وخراب سد مأرب:

- ‌ حديث زبراء الكاهنة مع بني رئام من قضاعة:

- ‌ كاهنة ذي الخلصة تتكهن بما في بطن رقية بنت جشم:

- ‌ رأى سلمى الهمدانية في حريم المرادي:

- ‌تنافر الجعفاء بنت علقمة وصواحباتها إلى الكاهنة السعدية

- ‌ عفيراء الكاهنة تعبر رؤيا مرثد بن عبد كلال:

- ‌الوصايا:

- ‌ وصية أوس بن حارثة لابنه مالك:

- ‌ وصية ذي الإصبع العدواني لابنه أسيد

- ‌ وصية الحارث بن كعب لبنيه:

- ‌ وصية عامر بن الطرب العدواني لقومه:

- ‌ وصية دويد بن زيد لبنيه:

- ‌ وصية زهير بن جناب الكلبي:

- ‌ وصية النعمان بن ثواب العبدي لبنيه

- ‌ وصية قيس بن زهير لبني النمر بن قاسط

- ‌ وصية حصن بن حذيفة لبنيه:

- ‌ وصية لأكثم بن صيفي:

- ‌ وصية أكثم بن صيفي لطيئ:

- ‌ وصية أكثم بن صيفي لبنيه ورهطه:

- ‌ نصيحة أكثم بن صيفي لقومه:

- ‌ نصيحة الجمانة بنت قيس بن زهير لجدها الربيع بن زياد:

- ‌ وصف عصام الكندية أم إياس بنت عوف بن محلم الشيباني:

- ‌ وصية أمامة بنت الحارث لابنتها أم إياس:

- ‌الباب الثاني: الخطب والوصايا في عصر صدر الإسلام

- ‌خطب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أول خطبة خطبها بمكة حين دعا قومه

- ‌أول خطبة بالمدينة

- ‌ خطبته في أول جمعة جمعها بالمدينة:

- ‌ خطبة له يوم أحد:

- ‌ خطبته بالخيف:

- ‌ خطبة له عليه الصلاة والسلام:

- ‌ خطبته يوم فتح مكة:

- ‌ خطبته في الاستسقاء:

- ‌ خطبته في مرض موته

- ‌ خطبة أكثم بن صيفي يدعو قومه إلى الإسلام:

- ‌ وصية أبي طالب لوجوه قريش عند موته:

- ‌خطب الوفود

- ‌خطبة عطارد بن حاجب بن زرارة بين يدي النبي

- ‌ خطبة ثابت بن قيس بن الشماس:

- ‌ عمرو بن الأهتم والزبرقان بن بدر

- ‌ خطبة طهفة بن أبي زهير النهدي

- ‌ رده صلى الله عليه وسلم

- ‌ خطبة ظبيان بن حداد

- ‌ خطبة مالك بن نمط

- ‌ سفانة بنت حاتم

- ‌ وصية دريد بن الصمة:

- ‌ وصية عمير بن حبيب الصحابي لبنيه:

- ‌ وصية قيس بن عاصم المنقري لبنيه:

- ‌خطب يوم السقيفة

- ‌مدخل

- ‌ خطبة سعد بن عبادة:

- ‌ خطبة أبي بكر رضي الله عنه:

- ‌ نص آخر لخطبة أبي بكر يوم السقيفة:

- ‌ خطبة الحباب بن المنذر:

- ‌ خطبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

- ‌ خطبة أخرى للحباب بن المنذر:

- ‌ خطبة بشير بن سعد:

- ‌خطب أبي بكر الصديق ووصاياه رضي الله عنه:

- ‌ خطبته يوم قبض الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌ خطبته بعد البيعة:

- ‌ خطبة أخرى له بعد البيعة:

- ‌ خطبة أخرى:

- ‌ خطبة له:

- ‌ خطبة له في الأنصار:

- ‌ وصيته لأسامة بن زيد:

- ‌وصيته لعمرو بن العاص والوليد بن عقبة

- ‌ خطبة خالد بن الوليد:

- ‌ خطبة لأبي بكر في ندب الناس لفتح الشأم:

- ‌فتح الشام

- ‌مدخل

- ‌ خطبة أبي بكر:

- ‌ خطبة عمر:

- ‌ خطبة عبد الرحمن بن عوف:

- ‌ خطبة خالد بن سعيد بن العاص:

- ‌ خطبة ذي الكلاع:

- ‌ وصية خالد بن سعيد بن العاص لأبي بكر:

- ‌ووصية أبي بكر لخالد بن سعيد بن العاص

- ‌ وصية أبى بكر لعمرو بن العاص:

- ‌ وصية أخرى:

- ‌ وصية أبي بكر ليزيد بن أبي سفيان:

- ‌ وصية أخرى ليزيد بن أبي سفيان:

- ‌ دعاء أبي بكر:

- ‌ وصيته لشرحبيل بن حسنة:

- ‌ وصيته لأبي عبيدة بن الجراح:

- ‌ وصيته لأبي عبيدة بن الجراح أيضًا:

- ‌ وصية أبي بكر لهاشم بن عتبة:

- ‌ خطبة خالد بن الوليد يوم اليرموك:

- ‌ خطبة أبي عبيدة في وقعة اليرموك:

- ‌ قصص معاذ بن جبل:

- ‌ خطبة عمرو بن العاص:

- ‌ خطبة أبي سفيان بن حرب:

- ‌ وصية أبي بكر لعمر رضي الله عنهما عند موته:

- ‌ كلامه لعبد الرحمن بن عوف في علته التي مات فيها:

- ‌ خطبة السيدة عائشة في الانتصار لأبيها:

- ‌ رثاؤها لأبيها:

- ‌خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

- ‌ خطبته حين ولي الخلافة:

- ‌ خطبة أخرى:

- ‌ خطبة له:

- ‌ خطبته عام الرمادة:

- ‌ خطبته وقد بلغه أن قومًا يفضلونه على أبي بكر:

- ‌خطب الفتوح في عهد عمر في فتح فارس

- ‌مدخل

- ‌خطبة المثنى بن حارثة الشيباني

- ‌ خطبة عمر رضي الله عنه:

- ‌ وصية عمر لأبي عبيد بن مسعود:

- ‌ خطبة له وقد شيع جيش سعد بن أبي وقاص:

- ‌ وصيته لسعد بن أبي وقاص:

- ‌ وصيته لسعد بن أبي وقاص أيضًا

- ‌ وصية أخرى كتبها إلى سعد بن أبي وقاص:

- ‌ وصيته للمجاهدين:

- ‌وصية عمر ليعلى بن أمية في إجلاء نهر نجران

- ‌ خطبة لعمر:

- ‌ خطبة جرير بن عبد الله البجلي:

- ‌خطبة سعد ابن أبي وقاص يوم أرماث

- ‌ خطبة عاصم بن عمرو:

- ‌ خطبة طليحة بن خويلد الأسدي:

- ‌ الخنساء تحرض أولادها على القتال:

- ‌ خطبة عتبة بن غزوان:

- ‌ خطبة لسعد بن أبي وقاص:

- ‌ خطبة لعلي:

- ‌ خطبة طلحة بن عبيد الله:

- ‌ خطبة عثمان بن عفان:

- ‌ خطبة علي بن أبي طالب:

- ‌ خطبة النعمان بن مقرن:

- ‌خطب رجال من الفاتحين بين يدي يزدجرد ملك الفرس وقواده

- ‌مدخل

- ‌ خطبة النعمان بن مقرن:

- ‌ خطبة المغيرة بن زرارة:

- ‌ مقال ربعي بن عامر عند رستم قائد جيش الفرس:

- ‌ خطبة المغيرة بن شعبة في حضرة رستم:

- ‌ خطبة المغيرة بن شعبة:

- ‌ خطبة عمر:

- ‌ خطبة عثمان بن أبي العاص:

- ‌في فتح الشام:

- ‌ بين الروم ومعاذ بن جبل:

- ‌ بين أبي عبيدة ورسول الروم:

- ‌ بين باهان وخالد بن الوليد:

- ‌ جواب خالد:

- ‌ خطبة عمرو بن العاص:

- ‌ خطبة لعمر:

- ‌ وصية أبي عبيدة للمسلمين وقد أصابه طاعون عمواس:

- ‌ خطبة معاذ بن جبل عند موت أبي عبيدة:

- ‌ رثاء معاذ بن جبل لأبي عبيدة:

- ‌ ابن العاص ومعاذ والطاعون:

- ‌ وصية لمعاذ بن جبل:

- ‌ وصية لمعاذ بن جبل أيضًا:

- ‌ خطبة عبادة بن الصامت:

- ‌ خطبة شداد بن أوس:

- ‌ خطبة أبي الدرداء:

- ‌ خطبة يزيد بن أبي سفيان:

- ‌ وصية العباس بن عبد المطلب "المتوفى سنة 32هـ" لابنه عبد الله:

- ‌ وصية عمر للخليفة من بعده:

- ‌خطب يوم الشورى

- ‌مدخل

- ‌ خطبة عبد الرحمن بن عوف:

- ‌ خطبة عثمان بن عفان:

- ‌ خطبة الزبير بن العوام:

- ‌ خطبة سعد بن أبي وقاص:

- ‌ خطبة علي بن أبي طالب:

- ‌خطب عثمان بن عفان رضي الله عنه:

- ‌ خطبته حين بايعه أهل الشورى:

- ‌ خطبته بعد البيعة:

- ‌ خطبة أخرى:

- ‌ خطبة لعثمان:

- ‌ خطبة عثمان:

- ‌ خطبته حين نقم عليه الناس:

- ‌ خطبته التي نزع فيها، وأعطى الناس من نفسه التوبة:

- ‌ خطبته في الرد على الثوار:

- ‌ خطبته وقد اشتد عليه الحصار:

- ‌ آخر خطبة خطبها عثمان:

- ‌ خطبة الوليد بن عقبة:

- ‌ خطبة سعيد بن العاص حين قدم الكوفة واليًا عليها:

- ‌ خطبة عبد الله بن الزبير حين قدم بفتح إفريقية:

- ‌ خطبة عبد الله بن مسعود "المتوفى سنة 32ه

- ‌ أبو زبيد الطائي يصف الأسد:

- ‌خلافة الإمام علي كرم الله وجهه:

- ‌ وصية علي لقيس بن سعد:

- ‌ خطبة لقيس بن سعد:

- ‌فتنة أصحاب الجمل

- ‌مدخل

- ‌ خطبة طلحة:

- ‌ خطبة السيدة عائشة بالمربد:

- ‌ خطبة لعلي:

- ‌ خطبة عدي بن حاتم، يستنفر قومه لنصرة الإمام علي:

- ‌ خطبة زفر بن زيد يستنفر قومه لنصرة علي أيضًا:

- ‌ خطبة علي بالربذة:

- ‌ خطبة الحسن بن علي:

- ‌ خطبة أخرى للحسن:

- ‌ خطبة عمار بن ياسر:

- ‌ خطبة أبي موسى الأشعري:

- ‌صورة أخرى:

- ‌ خطبة أبي موسى الأشعري:

- ‌ صورة أخرى:

- ‌ خطبة زيد بن صوحان:

- ‌ خطبة القعقاع بن عمرو:

- ‌ خطبة سيحان بن صوحان:

- ‌ خطبة الحسن بن علي:

- ‌ وفادة القعقاع بن عمرو إلى أصحاب الجمل:

- ‌ خطبة علي بن أبي طالب:

- ‌ خطبة الأشتر:

- ‌ خطبة لعلي:

- ‌ خطبة السيدة عائشة يوم الجمل:

- ‌ خطبة زفر بن قيس:

- ‌ خطبة جرير بن عبد الله البجلي:

- ‌ خطبة زياد بن كعب:

- ‌ خطبة الأشعث بن قيس:

- ‌ خطبة معاوية:

- ‌فتنة معاوية استطلاع الإمام علي كرم الله وجهه آراء أصحابه وقد أراد المسير إلى الشأم

- ‌مدخل

- ‌ خطبة الإمام علي:

- ‌ خطبة هاشم بن عتبة:

- ‌ خطبة عمار بن ياسر:

- ‌ خطبة قيس بن سعد بن عبادة:

- ‌ خطبة سهل بن حنيف:

- ‌ خطبة الأشتر النخعي:

- ‌ مقال من ثبطوه عن المسير:

- ‌ رد الإمام عليهم:

- ‌ خطبة عدي بن حاتم الطائي:

- ‌ خطبة زيد بن حصين الطائي:

- ‌ خطبة أبي زينب بن عوف:

- ‌ خطبة يزيد بن قيس الأرحبي:

- ‌ خطبة زياد بن النضر:

- ‌ خطبة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي:

- ‌ أدب الإمام علي، وكرم خلقه:

- ‌ مقال عمرو بن الحمق:

- ‌ مقال حجر بن عدي:

- ‌ مقال هاشم بن عتبة:

- ‌ خطبة الحسن بن علي:

- ‌ خطبة الحسين بن علي:

- ‌ خطبة عبد الله بن عباس:

- ‌ خطبة لمعاوية:

- ‌وفد علي على معاوية

- ‌مدخل

- ‌ خطبة بشير بن عمرو:

- ‌ خطبة شبث بن ربعي:

- ‌ خطبة معاوية:

- ‌وفد علي إلى معاوية أيضاً

- ‌مدخل

- ‌ خطبة عدي بن حاتم:

- ‌ جواب معاوية:

- ‌ خطبة يزيد بن قيس:

- ‌ خطبة معاوية:

- ‌وفد معاوية إلى علي

- ‌مدخل

- ‌ خطبة حبيب بن مسلمة:

- ‌ خطبة علي بن أبي طالب:

- ‌التحريض على القتال من قبل معاوية:

- ‌ خطبة عمرو بن العاص

- ‌ خطبة أخرى لعمرو بن العاص:

- ‌خطبة معاوية بن أبي سفيان يحرض أهل الشأم:

- ‌ خطبة ذي الكلاع الحميري:

- ‌خطبة يزيد بن أبي أسد البجلي

- ‌التحريض على القتال من قبل الإمام علي أيضًا:

- ‌ خطبة الإمام علي:

- ‌ ومن كلام له كرم الله وجهه:

- ‌ خطبة أخرى للإمام:

- ‌ خطبة عبد الله بن عباس:

- ‌ خطبة عبد الله بن بديل الخزاعي:

- ‌ خطبة أبي الهيثم بن التيهان:

- ‌ خطبة سعيد بن قيس:

- ‌ خطبة يزيد بن قيس الأرحبي:

- ‌ خطبة هاشم بن عتبة المرقال:

- ‌ خطبة عمار بن ياسر:

- ‌ خطبة الأشعث بن قيس:

- ‌ خطبة الأشتر في المنهزمين من الميمنة:

- ‌ خطبة أخرى له فيهم:

- ‌ خطبة علي فيهم وقد عادوا إلى مواقفهم:

- ‌ خطبة خالد بن معمر:

- ‌ خطبة عقبة بن حديد النمري:

- ‌ خطبة خنثر بن عبيدة بن خالد:

- ‌ تحريض معاوية أيضًا:

- ‌ ما خاطب به النعمانُ بنُ بشيرٍ قيسَ بنَ سعد في وقعة صفين:

- ‌ جواب قيس بن سعد:

- ‌خطب الشيعيات في وقعة صفين:

- ‌ خطبة عكرشة بنت الأطرش:

- ‌ خطبة أم الخير بنت الحريش:

- ‌ خطبة الزرقاء بنت عدي الهمداني

- ‌اختلاف أهل العراق في الموادعة

- ‌مدخل

- ‌ خطبة الإمام علي كرم الله وجهه:

- ‌ خطبة كردوس بن هانئ:

- ‌ خطبة سفيان بن ثور:

- ‌ خطبة حريث بن جابر:

- ‌ خطبة خالد بن معمر:

- ‌ خطبة الحصين بن المنذر:

- ‌ خطبة عثمان بن حنيف:

- ‌ خطبة عدي بن حاتم:

- ‌ خطبة عبد الله بن حجل:

- ‌ خطبة صعصعة بن صوحان:

- ‌ خطبة المنذر بن الجارود:

- ‌ خطبة الأحنف بن قيس:

- ‌ خطبة عمير بن عطارد:

- ‌ خطبة علي بن أبي طالب:

- ‌ مقال عدي بن حاتم:

- ‌ مقال الأشتر النخعي:

- ‌ مقال عمرو بن الحمق:

- ‌ مقال الأشعث بن قيس:

- ‌ مقال عبد الرحمن بن الحارث:

- ‌ مقال عمار بن ياسر:

- ‌التحكيم بين علي ومعاوية:

- ‌ كلام عبد الله بن عباس لأبي موسى الأشعري:

- ‌ وصية شريح بن هانئ لأبي موسى الأشعري:

- ‌ وصية الأحنف بن قيس لأبي موسى الأشعري:

- ‌ رد عمرو بن العاص عليه:

- ‌ مقال شرحبيل بن السمط لعمرو:

- ‌ خطبة أبي موسى الأشعري:

- ‌ خطبة عمرو بن العاص:

- ‌ خطبة الإمام علي بعد التحكيم:

- ‌ خطبة الحسن بن علي:

- ‌ خطبة عبد الله بن جعفر:

- ‌ خطبة لمعاوية:

- ‌خطبة محمد بن أبي بكر

- ‌ خطبة لمحمد بن أبي بكر:

- ‌ خطبة لعلي وقد استصرخه محمد بن أبي بكر:

- ‌ خطبة علي حين بلغه مقتل محمد بن أبي بكر:

- ‌فتنة الخوارج:

- ‌ مناظرة عبد الله بن عباس لهم:

- ‌ مناظرة الإمام علي لهم:

- ‌ مناظرة ابن عباس لهم:

- ‌ خطبة يزيد بن عاصم المحاربي:

- ‌خطبة عبد الله بن وهب الراسي

- ‌ خطبة حرقوص بن زهير السعدي:

- ‌ خطبة حمزة بن سنان الأسدي:

- ‌ خطبة شريح بن أوفى العبسي:

- ‌ مقال زيد بن حصين الطائي:

- ‌ خطبة علي في تخويف أهل النهروان:

- ‌ خطبة المستورد بن علفة:

- ‌خور أصحاب الإمام

- ‌خطبة عبد الله بن عباس في أهل البصرة

- ‌خطبة الإمام وقد أراد الانصراف من النهروان

- ‌ خطبة الإمام بالكوفة بعد قدومه من حرب الخوارج

- ‌ خطبة له أيضًا في استنفارهم لقتال معاوية:

- ‌صورة أخرى1

- ‌مدخل

- ‌وزاد ابن قتيبة في الإمامة والسياسة:

- ‌ خطبة أبي أيوب الأنصاري:

- ‌ خطبة الإمام وقد أغار النعمان بن بشير على عين التمر:

- ‌ خطبة الإمام وقد أغار الضحاك بن قيس على الحيرة

- ‌ خطبة الإمام:

- ‌خطبة الحسن بن علي في يوم جمعة

- ‌ خطبة معاوية وقد بلغه هلاك الأشتر:

- ‌فتنة البصرة

- ‌مدخل

- ‌ خطبة عبد الله بن عامر الحضرمي:

- ‌خطبة الضحاك بن عبد الله الهلاكي

- ‌ خطبة عبد الرحمن بن عمير القرشي:

- ‌ خطبة زياد بن أبيه:

- ‌ خطبة شيمان الأزدي:

- ‌ خطبة صبرة بن شيمان:

- ‌ خطبة الإمام علي:

- ‌ خطبة أعين بن ضبيعة:

- ‌ خطبة جارية بن قدامة:

- ‌ خطبة زياد:

- ‌ خطبة خنفر الحماني:

- ‌ صعصعة بن صوحان ومعاوية:

- ‌ صورة أخرى:

- ‌ تتمة في الحكم

- ‌خطب الوفود

- ‌مدخل

- ‌ خطبة هلال بن بشر:

- ‌خطبة زيدان بن جبلة

- ‌ خطبة الأحنف بن قيس:

- ‌ خطبة الأحنف بن قيس، بين يدي عمر

- ‌فهرس الجزء الأول

- ‌فهرس أعلام الخطباء:

الفصل: ‌ طريفة الخير تتكهن بسيل العرم وخراب سد مأرب:

لا نفع معه؛ إنما أبكي على عصياني أختي، وقولها:"ترى الفتيان كالنخل، وما يدريك ما الدخل" وأخبرتهم كيف خطبوها، فقال لها رجل منهم يكنى أبا نواس شاب أسود أفوه1 مضطرب الخلق: أترضين بي، على أن أمنعك من ذئاب العرب؟ فقالت لأصحابه: أكذلك هو؟ قالوا: نعم، إنه مع ما ترين ليمنع الحليلة2، وتتقيه القبيلة، قالت: هذا أجمل جمال، وأكمل كمال، قد رضيت به، فزوجوها منه.

"مجمع الأمثال للميداني 1: 91".

1 الأفوه: وصف من الفوه بالتحريك، وهو سمة الفم.

2 الزوجة.

ص: 105

67-

‌ طريفة الخير تتكهن بسيل العرم وخراب سد مأرب:

قال عبد الملك بن عبد الله بن بدرون في شرح قصيدة الوزير عبد المجيد بن عبدون، التي قالها في رثاء دولة بني الأفطس بالأندلس:

كان أوَّل من خرج من اليمن في أول تمزيقهم، عمرو بن عامر مزيقياء1، زمان سبب خروجه، أنه كانت له زوجة كاهنة، يقال لها "طريفة الخير"، وكانت رأت في منامها أن سحابة غشيت أرضهم فأرعدت وأبرقت، ثم صعقت، فأحرقت كل ما وقعت عليه؛ ففزعت طريفة لذلك فزعًا شديدًا، وأتت الملك عمرًا، وهي تقول:"ما رأيت اليوم، أزال عني النوم، رأيت غيمًا رعد وبرق2 طويلًا، ثم صعق، فما وقع على شيء إلا احترق"؛ فلما رأى ما داخلها من الفزع سكنها، ثم إن عمرًا دخل حديقة له، ومعه جاريتان من جواريه؛ فبلغ ذلك طريفة، فخرجت إليه وخرج معها وصيف3، لها اسمه سنان؛ فلما برزت من بيتها عرض لها ثلاث مناجيد منتصبات على

1 لقب بذلك؛ لأنه كان يلبس كل يوم حلتين، ويمزقهما بالعشي، يكره العود فيهما، ويأنف أن يلبسها غيره.

2 رعدت السماء وبرقت "كنصر"، وأرعدت السماء وأبرقت، وأنكر الأصمعي الرباعي فيهما.

3 الوصيف: الخادم والخادمة.

ص: 105

أرجلهن، واضعات أيديهن على أعينهن -وهي دواب تشبه اليرابيع1- فقعدت إلى الأرض واضعة يديها على عينيها، وقالت لوصيفها: إذا ذهبت هذه المناجيد فأخبرني؛ فلما ذهبت أعلمها، فانطلقت مسرعة؛ فلما عارضها خليج الحديقة التي فيها عمرو، وثبت من الماء سلحفاة. فوقعت في الطريق على ظهرها، وجعلت تروم الانقلاب فلا تستطيع، وتستعين بذنبها، فتحثو التراب على بطنها من جنباته، وتقذف بالبول قذفًا، فلما رأتها طريفة جلست إلى الأرض، فلما عادت السلحفاة إلى الماء، مضت إلى أن دخلت على عمرو وذلك حين انتصف النهار في ساعة شديدة الحر، فإذا الشجر يتكفأ من غير ريح، فلما رآها عمرو استحيا منها، وأمر الجاريتين بالتنحي، ثم قال لها يا طريفة: فكهنت وقالت: "والنور والظلماء، والأرض والسماء، إن الشجر لهالك، وليعودن الماء كما كان في الزمان السالك". قال عمرو: ومن خبرك بهذا؟ قالت: "أخبرتني المناجد، بسنين شدائد، يقطع فيها الولد الوالد" قال: ما تقولين.؟ قالت: "أقول قول الندمان لهفًا، لقد رأيت سلحفًا2، تجرف التراب جرفًا، وتقذف بالبول قذفًا، فدخلت الحديقة، فإذا الشجر من غير ريح يتكفَّا" قال عمرو: وماترين؟ قالت: "داهية دهياء، من أمور جسيمة، ومصائب عظيمة" قال: وما هو؟ ويلك! قالت: "أجل، إن فيه الويل، وما لك فيه من قيل3، وإن الويل فيما يجيء به السيل" فألقى عمرو نفسه عن فراشه، وقال: ما هذا يا طريفة؟ قالت: "هو خطب جليل، وحزن طويل، وخلف قليل" قال: وما علامة ما تذكرين؟ قالت "اذهب إلى السد؛ فإذا رأيت جردًا يكثر بيديه في السد الحفر، ويقلب برجليه من أجل الصخر، فاعلم أن غمر الغمر4

1 اليربوع: دويبة نحو الفأرة لكن ذنبه وأذناه أطول منها، ورجلاه أطول من يديه عكس الزرافة.

2 يقال: سلحفاة وسلحفاء وسلحفا، ويقال أيضًا سحلفا ساكنة اللام مفتوحة الحاء.

3 قال قيلًا: نام في القائلة، وهي نصف النهار، والمراد هنا الإقامة والمكث.

4 الغمر: الماء الكثير.

ص: 106

وأن قد وقع الأمر"، قال: وما هذا الذي تذكرين؟ قالت: "وعد من الله نزل" وباطل بطل، ونكال بنا نكل؛ فبغيرك يا عمرو فليكن النكل1، فانطلق عمرو فإذا الجوذ يقلب برجليه صخرة ما يقبلها خمسون رجلًا، "كذا" فرجع إلى طريفة فأخبرها الخبر وهو يقول:

أبصرت أمرًا عادني منه ألَمْ

وهاج لي من هوله برح السقم2

من جرذ كفحل خنزير الأجم

أو كبش صرم من أفاريق الغنم3

يسحب صخرًا من جلاميد العرم

له مخاليب وأنياب قضم4

ما فاته سحلًا من الصخر قصم5

فقالت طريفة: وإن من علامات ما ذكرت لك أن تجلس فتأمر بزجاجة فتوضع بين يديك؛ فإن الريح تملؤها من تراب البطحاء6، من سهلة7 الوادي ورمله، وقد علمت أن الجنان مظللة لا يدخلها شمس ولا ريح، فأمر عمرو بزجاجة فوضعها بين يديه ولم يمكث إلا قليلًا حتى امتلأت من تراب البطحاء، فأخبر عمرو طريفة بذلك وقال لها: متى يكون هلك السد؟ قالت له: فيما بينك وبين سبع سنين. قال: ففي أيها يكون؟ قالت: "لا يعلم بذلك إلا الله، ولو علمه أحد لعلمته، ولا تأتي علي ليلة فيما بيني وبين سبع السنين إلا ظننت الهلاك في غدها، أو في مسائها، ثم رأى عمرو في نومه سيل العرم، وقيل له: آية ذلك أن ترى الحصباء في سعف النخل؛ فنظر إليها، فوجد الحصباء فيها قد

1 الثكل كسبب وقفل: الموت والهلاك.

2 البرح: الشدة.

3 الأجم جمع أجمة: وهي الشجر الكثير الملتف، والصرم: الجماعة والفرقة تجمع على فرق، وجمع الجمع أفراق، وجمع جمع الجمع أفاريق، والجلاميد جمع جلمود كعصفور: الصخر.

4 العرم: السد يعترض به الوادي "ومن معانيه أيضًا المطر الشديد، والجرذ، وواد جاء السيل من قبله".

5 سحله كمنع: فشره ونحته، وقصمه: كسره.

6 البطحاء والأبطح: مسيل واسع فيه دقاق الحصى.

7 السهلة بالكسر: تراب كالرمل يجيء به الماء، وأرض سهلة كفرحة: كثيرتها.

ص: 107

ظهرت؛ فعلم أن ذلك واقع، وأن بلادهم ستخرب، فكتم ذلك وأخفاء، وأجمع على بيع كل شيء له بأرض مأرب1 وأن يخرج منها هو وولده2، فخرج ثم أرسل الله تعالى على السد3 السيل فهدمه.

"شرح قصيدة ابن عبدون لابن بدرون ص98".

1 مأرب: مدينة باليمن، وكان في الزمان الأول قاعدة التبابعة، وهي مدينة بلقيس، بينها وبين صنعاء نحو أربع مراحل، وتسمى سبأ باسم بانيها سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان.

2 وقد خشي أن يستنكر الناس عليه ذلك؛ فأمر أحد أولاده إذا دعاه لما يدعوه إليه أن يتأبى عليه، وأن يفعل ذلك به في الملأ من الناس، وإذا لطمه، يرفع هو يده ويلطمه، ثم صنع طعامًا وبعث إلى أهل مأرب أن عمرًا صنع يوم مجد وذكر، فأحضروا طعامه؛ فلما جلس الناس للطعام جلس عنده ابنه الذي أمره بما أمر، فجعل يأمره بأمور فيتأبى عليه وينهاه فلا ينتهي، فرفع عمرو يده فلطمه على وجهه فلطمه ابنه، وكان اسمه ملكًا، فصاح عمرو واذلاه يوم فخر عمرو يهيجه صبي ويضرب وجهه وحلف ليقتلته، فلم يزالوا بعمرو يرغبون إليه حتى تركه، فقال والله لا أقيم بموضع صنع بي فيه هذا: ولأبيعن أموالي حتى لا يرث منها بعدي شيئًا، فقال الناس بعضهم لبعض: اغتنموا غضب عمرو واشتروا منه أمواله قبل أن يرضى فابتاع الناس منه كل أمواله التي بأرض مأرب، وفشا بعض حديثه فيما بلغه من شأن سيل العرم؛ فقام الناس من الأزد فباعوا أموالهم؛ فلما أكثروا البيع استنكر الناس ذلك فأمسكوا أيديهم عن الشراء، ولما اجتمعت إلى عمرو أمواله أخبر الناس بشأن سيل العرم، ولما خرج عمرو من اليمن خرج لخروجه منها بشر كثير؛ فنزلوا أرض عك فحاربتهم عك. فارتحلوا عنها، ثم اصطلحوا وبقوا بها حتى مات عمرو بن عامر، وتفرقوا على البلاد؛ فمنهم من صار إلى الشام، وهم أولاد جفنة بن عمرو بن عامر، ومنهم من صار إلى يثرب، وهم أبناء قبيلة الأوس والخزرج، وأبوهما حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، وصارت أزد الشراة إلى أرض الشراة، وأزد عمان إلى عمان، وصار ملك ابن فهم إلى العراق، ثم خرجت بعد عمرو بيسير من أرض اليمن طيئ فنزلت جبل طيئ أجأ وسلمى، ونزلت ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر تهامة، وسموا خزاعة لانخزاعهم وتمزقوا في البلاد كل ممزق.

3 كان السد فيما يذكر قد بناه لقمان الأكبر بن عاد، وكان رصفه لحجارة السد بالرصاص والحديد ويقال إن الذي بناه كان من ملوك حمير، وذلك أن الماء كان يأتي أرض سبأ من الشحر وأودية اليمن، فردموا ردما بين جبلين وحبسوا الماء وجعلوا في ذلك الردم ثلاثة أبواب بعضها فوق بعض، فكانوا يسقون من الباب الأعلى ثم من الثاني ثم من الثالث، فأخصبوا وكثرت أموالهم؛ فلما كذبوا رسولهم أرسل الله عليهم سيل العرم

ص: 108

وقال أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني:

وسارت القبائل من أهل مأرب حين خافوا سيل العرم، وعليهم مزيقياء، ومعهم طريفة الكاهنة، فقالت لهم:

"لا تؤموا مكة حتى أقول، وما علمني ما أقول إلا الحكيم المحكم، رب جميع الأمم، من عرب وعجم" قالوا لها: ما شأنك يا طريفة؟ قالت: خذوا البعير الشدقم1، فخضبوه بالدم، تكن لكم أرض جرهم2، جيران بيته المحرم".

"الأغاني 13: 105".

وروى الميداني في مجمع الأمثال قال:

"ألقت طريفة الكاهنة إلى عمرو ين عامر الذي يقال له مزيقيا بن ماء السماء، وكانت قد رأت في كهانتها3 أن سد مأرب سيخرب، وأنه سيأتي سبل العرم، فيخرب الجنتين4، فباع عمرو بن عامر أمواله، وسار هو وقومه حتى انتهوا إلى مكة، فأقاموا بمكة وما حولها، فاصابتهم الحمى، وكانوا ببلد لا يدرون فيه ما الحمى، فدعوا طريفة فشكوا إليها الذي أصابهم، فقالت لهم: قد أصابني الذي تشكون، وهو مفرق بيننا. قالوا: فما تأمرين؟ قالت:

1 الواسع الشدق.

2 وكانوا يسكنون مكة؛ فأرسل إليهم عمرو أن أفسحوا لنا في بلادكم حق نقيم قدر ما نستريح ونرسل روادًا إلى الشأم وإلى الشرق؛ فحيثما بلغنا أنه أمثل لحقنا به، فأبت ذلك جرهم إباء شديدًا، وقالوا: لا والله ما نحب أن ينزلوا فيضيقوا علينا مرابعنا ومواردنا، وكانت الحرب بين الفريقين، وانهزمت جرهم فلم يفلت منهم إلا الشريد.

3 كهن كهانة بالفتح فهو كاهن، وحرفته الكهانة بالكسر.

4 قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} [سبأ: 15] .

ص: 109