الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بمكارم الأخلاق فإنها رفعة، وإياكم والأخلاق الدنية فإنها تضع الشرف، وتهدم المجد، وإن نهنهة1 الجاهل أهون من جريرته2، ورأس العشيرة يحمل أثقالها، ومقام الحليم عظة لمن انتفع به".
فقالت قريش: "رضينا بك أبا نضلة" وهي كنيته.
"بلوغ الأرب 1: 322".
1 نهنهة عن الأمر: كفه وزجره.
2 في الأصل "حزيرته" وفي كتب اللغة: "حزره المال، وحزيرته: خياره" ولا معنى لها هنا، وأرى أنها مصحفة عن "جريرته".
49-
خطبة عبد المطلب بن هاشم:
يهنئ سيف بن ذي يزن باسترداد ملكه من الحبشة.
لما ظفر سيف بن ذي يزن بالحبشة، أتته وفود العرب وأشرافها وشعراؤها تهنئه وتمدحه، ومنهم وفد قريش، وفيهم عبد المطلب بن هاشم؛ فاستأذنه في الكلام فأذن له، فقال:
"إن الله تعالى -أيها الملك- أحلك محلًّا رفيعًا، صعبًا منيعًا، باذخًا1 شامخًا، وأنبتك منبتًا طابت أرومته2، وعزت جرثومته3، وثبت أصله، وبسق4 فرعه، في أكرم معدن، وأطيب موطن، فأنت -أبيت اللعن- رأس العرب وربيعها الذي به تخصب، وملكها الذي به تنقاد، وعمودها الذي عليه العماد، ومعقلها5 الذي إليه يلجأ العباد، سلفك خير سلف، وأنت لنا بعدهم خير خلف، ولن يهلك من أنت
1 عليًا، من بذخ بذخًا كفرح.
2 أرومة: بالصم والفتح أي أصل.
3 أصله أيضًا.
4 علا وطال.
5 الملجأ.