الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
165-
خطبة لعلي:
حمد الله وصلى على رسوله ثم قال:
"أما بعد فإنه لما قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، قلنا نحن أهله وورثته وعترته وأولياؤه دون الناس، لا ينازعنا سلطانه أحد، ولا يطمع في حقنا طامع، إذ انبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا، فصارت الإمرة لغيرنا، وصرنا سوقة يطمع فينا الضعيف، ويتعزز علينا الذليل، فبكت الأعين منا لذلك، وخشنت الصدور، وجزعت النفوس. وايم الله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين، وأن يعود الكفر ويبور الدين، لكنا على غير ما كنا لهم عليه، فولي الأمر ولاة لم يألوا الناس خيرًا، ثم استخرجتموني أيها الناس من بيتي، فبايعتموني على شين مني لأمركم، وفراسة تصدقني ما في قلوب كثير منكم، وبايعني هذان الرجلان في أول من بايع –تعلمون ذلك- وقد نكثا وغدرا ونهضا إلى البصرة بعائشة، ليفرقا جماعتكم، ويلقيا بأسكم بينكم، اللهم فخذهما بما عملا أخذة واحدة رابية، ولا تنعش لهما صرعة، ولا تقل لهما عثرة، ولا تمهلهما فواقا1، فإنهما يطلبان حقًّا تركاه، ودمًا سفكاه، اللهم إني أقتضيك وعدك، فإنك قلت وقولك الحق: {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} اللهم فأنجز لي موعودك، ولا تكلني إلى نفسي، إنك على كل شيء قدير".
"ابن أبي الحديد م 1: 101".
1 الفواق بالضم وبفتح: ما بين الحلبتين من الوقت، أو ما بين فتح يدك وقبضها على الضرع.
166-
خطبة عدي بن حاتم، يستنفر قومه لنصرة الإمام علي:
ولما شخص الإمام علي كرم الله وجهه من المدينة إلى البصرة وقد علم بمسير طلحة والزبير وعائشة إليها، قام عدي بن حاتم إليه فقال: يا أمير المؤمنين لو تقدمت إلى قومي