المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ما دار من الحديث بين المنذر بن النعمان الأكبر وبين عامر بن جوين الطائي - جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة - جـ ١

[أحمد زكي صفوت]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌فهرس: مآخذ الخطب في هذا الجزء:

- ‌الباب الأول: الخطب والوصايا في العصر الجاهلي

- ‌إصلاح مرثد الخير بين سبيع بن الحارث، وبين ميثم بن مثوب

- ‌مدخل

- ‌ مقال مرثد الخير:

- ‌مقال سبيع بن الحارث

- ‌ مقال ميثم بن مثوب:

- ‌ مقال مرثد الخير:

- ‌ طريف بن العاصي والحارث بن ذبيان يتفاخران

- ‌وفود العرب يعزون سلامة ذا فائش بابن له مات

- ‌مدخل

- ‌ خطبة الملبب بن عوف

- ‌ خطبة جعادة بن أفلح:

- ‌ تساؤل عامر بن الظرب وحممة بن رافع: عند أحد ملوك حمير:

- ‌ خطبة عامر بن الظرب العدواني وقد خطبت ابنته

- ‌ حديث بعض مقاول حمير مع ابنيه:

- ‌ إحدى ملكات اليمن وخاطبوها

- ‌ رواد مذحج يصفون ما ارتادوا من المراعي:

- ‌ ما دار من الحديث بين المنذر بن النعمان الأكبر وبين عامر بن جوين الطائي

- ‌قيس بن رفاعة والحارث بن أبي شمر الغساني

- ‌ قيس بن خفاف البرجمي وحاتم طيئ:

- ‌ مقال قبيصة بن نعيم لامرئ القيس بن حجر:

- ‌ رد امرئ القيس عليه:

- ‌ خطبة هانئ بن قبيصة الشيباني:

- ‌ خطبة عمرو بن كلثوم

- ‌ أكثم بن صيفي يعزّي عمرو بن هند عن أخيه:

- ‌ خطبة قس بن ساعدة الإيادي:

- ‌ قس بن ساعدة عند قيصر:

- ‌ خطبة المأمون الحارثي:

- ‌ بين مهلهل بن ربيعة ومرة بن ذهل بن شيبان:

- ‌ منافرة علقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل العامريين:

- ‌أشراف العرب بين يدي كسرى

- ‌مدخل

- ‌مقالة حذيفة بن بدر الفزاري

- ‌مقال الأشعث الكندري

- ‌ مقال بسطام الشيباني:

- ‌ مقال حاجب بن زرارة:

- ‌ مقال قيس بن عاصم السعدي:

- ‌وفود العرب على كسرى

- ‌مدخل

- ‌ خطبة النعمان بن المنذر:

- ‌ خطبة أكثم بن صيفي:

- ‌ خطبة حاجب بن زرارة:

- ‌ خطبة الحارث بن عباد:

- ‌ خطبة عمرو بن الشريد:

- ‌ خطبة خالد بن جعفر الكلابي:

- ‌ خطبة علقمة بن علاثة العامري:

- ‌ خطبة قيس بن مسعود الشيباني:

- ‌ خطبة عامر بن الطفيل العامري:

- ‌خطبة عمرو بن معد يكرب الزبيدي

- ‌ خطبة الحارث بن ظالم المري:

- ‌ مخالس بن مزاحم وقاصر بن سلمة عند النعمان بن المنذر:

- ‌ ضمرة بن ضمرة عند النعمان بن المنذر:

- ‌ لبيد بن ربيعة يصف بقلة:

- ‌ كلمات هند بنت الخس الإيادية:

- ‌ خطبة كعب بن لؤي:

- ‌ خطبة هاشم بن عبد مناف:

- ‌ خطبة هاشم بن عبد مناف في قريش وخزاعة:

- ‌ خطبة عبد المطلب بن هاشم:

- ‌ خطبة أبي طالب:

- ‌خطبة الكهان

- ‌الكاهن الخزاعي ينفر هاشم بن عبد مناف

- ‌ عوف بن ربيعة الأسدي يتكهن بمقتل حجر بن الحارث:

- ‌كاهن بن الحارث بن كعب يحذرهم غزو بني تميم

- ‌ أحد كهان اليمن يفصل في أمر هند بنت عتبة:

- ‌ خمسة نفر من طيئ يمتحنون سواد بن قارب الدوسي:

- ‌حديث مصاد بن مذعور القيني

- ‌ حديث خنافر بن التوءم الحميري مع رئية شصار:

- ‌ شافع بن كليب الصدفي يتكهن بظهور النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌ وفود عبد المسيح بن بقيلة على سطيح:

- ‌ شق وسطيح ينبئان بأصل ثقيف:

- ‌تنافر عبد المطلب بن هاشم والثقفيين إلى عزى سلمة الكاهن

- ‌ منافرة عبد المطلب بن هاشم وحرب بن أمية:

- ‌ ما أمر به عبد المطلب بن هاشم في منامه من حفر زمزم:

- ‌خطب الكواهن:

- ‌ الشعثاء الكاهنة تصف سبعة إخوة:

- ‌ طريفة الخير تتكهن بسيل العرم وخراب سد مأرب:

- ‌ حديث زبراء الكاهنة مع بني رئام من قضاعة:

- ‌ كاهنة ذي الخلصة تتكهن بما في بطن رقية بنت جشم:

- ‌ رأى سلمى الهمدانية في حريم المرادي:

- ‌تنافر الجعفاء بنت علقمة وصواحباتها إلى الكاهنة السعدية

- ‌ عفيراء الكاهنة تعبر رؤيا مرثد بن عبد كلال:

- ‌الوصايا:

- ‌ وصية أوس بن حارثة لابنه مالك:

- ‌ وصية ذي الإصبع العدواني لابنه أسيد

- ‌ وصية الحارث بن كعب لبنيه:

- ‌ وصية عامر بن الطرب العدواني لقومه:

- ‌ وصية دويد بن زيد لبنيه:

- ‌ وصية زهير بن جناب الكلبي:

- ‌ وصية النعمان بن ثواب العبدي لبنيه

- ‌ وصية قيس بن زهير لبني النمر بن قاسط

- ‌ وصية حصن بن حذيفة لبنيه:

- ‌ وصية لأكثم بن صيفي:

- ‌ وصية أكثم بن صيفي لطيئ:

- ‌ وصية أكثم بن صيفي لبنيه ورهطه:

- ‌ نصيحة أكثم بن صيفي لقومه:

- ‌ نصيحة الجمانة بنت قيس بن زهير لجدها الربيع بن زياد:

- ‌ وصف عصام الكندية أم إياس بنت عوف بن محلم الشيباني:

- ‌ وصية أمامة بنت الحارث لابنتها أم إياس:

- ‌الباب الثاني: الخطب والوصايا في عصر صدر الإسلام

- ‌خطب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أول خطبة خطبها بمكة حين دعا قومه

- ‌أول خطبة بالمدينة

- ‌ خطبته في أول جمعة جمعها بالمدينة:

- ‌ خطبة له يوم أحد:

- ‌ خطبته بالخيف:

- ‌ خطبة له عليه الصلاة والسلام:

- ‌ خطبته يوم فتح مكة:

- ‌ خطبته في الاستسقاء:

- ‌ خطبته في مرض موته

- ‌ خطبة أكثم بن صيفي يدعو قومه إلى الإسلام:

- ‌ وصية أبي طالب لوجوه قريش عند موته:

- ‌خطب الوفود

- ‌خطبة عطارد بن حاجب بن زرارة بين يدي النبي

- ‌ خطبة ثابت بن قيس بن الشماس:

- ‌ عمرو بن الأهتم والزبرقان بن بدر

- ‌ خطبة طهفة بن أبي زهير النهدي

- ‌ رده صلى الله عليه وسلم

- ‌ خطبة ظبيان بن حداد

- ‌ خطبة مالك بن نمط

- ‌ سفانة بنت حاتم

- ‌ وصية دريد بن الصمة:

- ‌ وصية عمير بن حبيب الصحابي لبنيه:

- ‌ وصية قيس بن عاصم المنقري لبنيه:

- ‌خطب يوم السقيفة

- ‌مدخل

- ‌ خطبة سعد بن عبادة:

- ‌ خطبة أبي بكر رضي الله عنه:

- ‌ نص آخر لخطبة أبي بكر يوم السقيفة:

- ‌ خطبة الحباب بن المنذر:

- ‌ خطبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

- ‌ خطبة أخرى للحباب بن المنذر:

- ‌ خطبة بشير بن سعد:

- ‌خطب أبي بكر الصديق ووصاياه رضي الله عنه:

- ‌ خطبته يوم قبض الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌ خطبته بعد البيعة:

- ‌ خطبة أخرى له بعد البيعة:

- ‌ خطبة أخرى:

- ‌ خطبة له:

- ‌ خطبة له في الأنصار:

- ‌ وصيته لأسامة بن زيد:

- ‌وصيته لعمرو بن العاص والوليد بن عقبة

- ‌ خطبة خالد بن الوليد:

- ‌ خطبة لأبي بكر في ندب الناس لفتح الشأم:

- ‌فتح الشام

- ‌مدخل

- ‌ خطبة أبي بكر:

- ‌ خطبة عمر:

- ‌ خطبة عبد الرحمن بن عوف:

- ‌ خطبة خالد بن سعيد بن العاص:

- ‌ خطبة ذي الكلاع:

- ‌ وصية خالد بن سعيد بن العاص لأبي بكر:

- ‌ووصية أبي بكر لخالد بن سعيد بن العاص

- ‌ وصية أبى بكر لعمرو بن العاص:

- ‌ وصية أخرى:

- ‌ وصية أبي بكر ليزيد بن أبي سفيان:

- ‌ وصية أخرى ليزيد بن أبي سفيان:

- ‌ دعاء أبي بكر:

- ‌ وصيته لشرحبيل بن حسنة:

- ‌ وصيته لأبي عبيدة بن الجراح:

- ‌ وصيته لأبي عبيدة بن الجراح أيضًا:

- ‌ وصية أبي بكر لهاشم بن عتبة:

- ‌ خطبة خالد بن الوليد يوم اليرموك:

- ‌ خطبة أبي عبيدة في وقعة اليرموك:

- ‌ قصص معاذ بن جبل:

- ‌ خطبة عمرو بن العاص:

- ‌ خطبة أبي سفيان بن حرب:

- ‌ وصية أبي بكر لعمر رضي الله عنهما عند موته:

- ‌ كلامه لعبد الرحمن بن عوف في علته التي مات فيها:

- ‌ خطبة السيدة عائشة في الانتصار لأبيها:

- ‌ رثاؤها لأبيها:

- ‌خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

- ‌ خطبته حين ولي الخلافة:

- ‌ خطبة أخرى:

- ‌ خطبة له:

- ‌ خطبته عام الرمادة:

- ‌ خطبته وقد بلغه أن قومًا يفضلونه على أبي بكر:

- ‌خطب الفتوح في عهد عمر في فتح فارس

- ‌مدخل

- ‌خطبة المثنى بن حارثة الشيباني

- ‌ خطبة عمر رضي الله عنه:

- ‌ وصية عمر لأبي عبيد بن مسعود:

- ‌ خطبة له وقد شيع جيش سعد بن أبي وقاص:

- ‌ وصيته لسعد بن أبي وقاص:

- ‌ وصيته لسعد بن أبي وقاص أيضًا

- ‌ وصية أخرى كتبها إلى سعد بن أبي وقاص:

- ‌ وصيته للمجاهدين:

- ‌وصية عمر ليعلى بن أمية في إجلاء نهر نجران

- ‌ خطبة لعمر:

- ‌ خطبة جرير بن عبد الله البجلي:

- ‌خطبة سعد ابن أبي وقاص يوم أرماث

- ‌ خطبة عاصم بن عمرو:

- ‌ خطبة طليحة بن خويلد الأسدي:

- ‌ الخنساء تحرض أولادها على القتال:

- ‌ خطبة عتبة بن غزوان:

- ‌ خطبة لسعد بن أبي وقاص:

- ‌ خطبة لعلي:

- ‌ خطبة طلحة بن عبيد الله:

- ‌ خطبة عثمان بن عفان:

- ‌ خطبة علي بن أبي طالب:

- ‌ خطبة النعمان بن مقرن:

- ‌خطب رجال من الفاتحين بين يدي يزدجرد ملك الفرس وقواده

- ‌مدخل

- ‌ خطبة النعمان بن مقرن:

- ‌ خطبة المغيرة بن زرارة:

- ‌ مقال ربعي بن عامر عند رستم قائد جيش الفرس:

- ‌ خطبة المغيرة بن شعبة في حضرة رستم:

- ‌ خطبة المغيرة بن شعبة:

- ‌ خطبة عمر:

- ‌ خطبة عثمان بن أبي العاص:

- ‌في فتح الشام:

- ‌ بين الروم ومعاذ بن جبل:

- ‌ بين أبي عبيدة ورسول الروم:

- ‌ بين باهان وخالد بن الوليد:

- ‌ جواب خالد:

- ‌ خطبة عمرو بن العاص:

- ‌ خطبة لعمر:

- ‌ وصية أبي عبيدة للمسلمين وقد أصابه طاعون عمواس:

- ‌ خطبة معاذ بن جبل عند موت أبي عبيدة:

- ‌ رثاء معاذ بن جبل لأبي عبيدة:

- ‌ ابن العاص ومعاذ والطاعون:

- ‌ وصية لمعاذ بن جبل:

- ‌ وصية لمعاذ بن جبل أيضًا:

- ‌ خطبة عبادة بن الصامت:

- ‌ خطبة شداد بن أوس:

- ‌ خطبة أبي الدرداء:

- ‌ خطبة يزيد بن أبي سفيان:

- ‌ وصية العباس بن عبد المطلب "المتوفى سنة 32هـ" لابنه عبد الله:

- ‌ وصية عمر للخليفة من بعده:

- ‌خطب يوم الشورى

- ‌مدخل

- ‌ خطبة عبد الرحمن بن عوف:

- ‌ خطبة عثمان بن عفان:

- ‌ خطبة الزبير بن العوام:

- ‌ خطبة سعد بن أبي وقاص:

- ‌ خطبة علي بن أبي طالب:

- ‌خطب عثمان بن عفان رضي الله عنه:

- ‌ خطبته حين بايعه أهل الشورى:

- ‌ خطبته بعد البيعة:

- ‌ خطبة أخرى:

- ‌ خطبة لعثمان:

- ‌ خطبة عثمان:

- ‌ خطبته حين نقم عليه الناس:

- ‌ خطبته التي نزع فيها، وأعطى الناس من نفسه التوبة:

- ‌ خطبته في الرد على الثوار:

- ‌ خطبته وقد اشتد عليه الحصار:

- ‌ آخر خطبة خطبها عثمان:

- ‌ خطبة الوليد بن عقبة:

- ‌ خطبة سعيد بن العاص حين قدم الكوفة واليًا عليها:

- ‌ خطبة عبد الله بن الزبير حين قدم بفتح إفريقية:

- ‌ خطبة عبد الله بن مسعود "المتوفى سنة 32ه

- ‌ أبو زبيد الطائي يصف الأسد:

- ‌خلافة الإمام علي كرم الله وجهه:

- ‌ وصية علي لقيس بن سعد:

- ‌ خطبة لقيس بن سعد:

- ‌فتنة أصحاب الجمل

- ‌مدخل

- ‌ خطبة طلحة:

- ‌ خطبة السيدة عائشة بالمربد:

- ‌ خطبة لعلي:

- ‌ خطبة عدي بن حاتم، يستنفر قومه لنصرة الإمام علي:

- ‌ خطبة زفر بن زيد يستنفر قومه لنصرة علي أيضًا:

- ‌ خطبة علي بالربذة:

- ‌ خطبة الحسن بن علي:

- ‌ خطبة أخرى للحسن:

- ‌ خطبة عمار بن ياسر:

- ‌ خطبة أبي موسى الأشعري:

- ‌صورة أخرى:

- ‌ خطبة أبي موسى الأشعري:

- ‌ صورة أخرى:

- ‌ خطبة زيد بن صوحان:

- ‌ خطبة القعقاع بن عمرو:

- ‌ خطبة سيحان بن صوحان:

- ‌ خطبة الحسن بن علي:

- ‌ وفادة القعقاع بن عمرو إلى أصحاب الجمل:

- ‌ خطبة علي بن أبي طالب:

- ‌ خطبة الأشتر:

- ‌ خطبة لعلي:

- ‌ خطبة السيدة عائشة يوم الجمل:

- ‌ خطبة زفر بن قيس:

- ‌ خطبة جرير بن عبد الله البجلي:

- ‌ خطبة زياد بن كعب:

- ‌ خطبة الأشعث بن قيس:

- ‌ خطبة معاوية:

- ‌فتنة معاوية استطلاع الإمام علي كرم الله وجهه آراء أصحابه وقد أراد المسير إلى الشأم

- ‌مدخل

- ‌ خطبة الإمام علي:

- ‌ خطبة هاشم بن عتبة:

- ‌ خطبة عمار بن ياسر:

- ‌ خطبة قيس بن سعد بن عبادة:

- ‌ خطبة سهل بن حنيف:

- ‌ خطبة الأشتر النخعي:

- ‌ مقال من ثبطوه عن المسير:

- ‌ رد الإمام عليهم:

- ‌ خطبة عدي بن حاتم الطائي:

- ‌ خطبة زيد بن حصين الطائي:

- ‌ خطبة أبي زينب بن عوف:

- ‌ خطبة يزيد بن قيس الأرحبي:

- ‌ خطبة زياد بن النضر:

- ‌ خطبة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي:

- ‌ أدب الإمام علي، وكرم خلقه:

- ‌ مقال عمرو بن الحمق:

- ‌ مقال حجر بن عدي:

- ‌ مقال هاشم بن عتبة:

- ‌ خطبة الحسن بن علي:

- ‌ خطبة الحسين بن علي:

- ‌ خطبة عبد الله بن عباس:

- ‌ خطبة لمعاوية:

- ‌وفد علي على معاوية

- ‌مدخل

- ‌ خطبة بشير بن عمرو:

- ‌ خطبة شبث بن ربعي:

- ‌ خطبة معاوية:

- ‌وفد علي إلى معاوية أيضاً

- ‌مدخل

- ‌ خطبة عدي بن حاتم:

- ‌ جواب معاوية:

- ‌ خطبة يزيد بن قيس:

- ‌ خطبة معاوية:

- ‌وفد معاوية إلى علي

- ‌مدخل

- ‌ خطبة حبيب بن مسلمة:

- ‌ خطبة علي بن أبي طالب:

- ‌التحريض على القتال من قبل معاوية:

- ‌ خطبة عمرو بن العاص

- ‌ خطبة أخرى لعمرو بن العاص:

- ‌خطبة معاوية بن أبي سفيان يحرض أهل الشأم:

- ‌ خطبة ذي الكلاع الحميري:

- ‌خطبة يزيد بن أبي أسد البجلي

- ‌التحريض على القتال من قبل الإمام علي أيضًا:

- ‌ خطبة الإمام علي:

- ‌ ومن كلام له كرم الله وجهه:

- ‌ خطبة أخرى للإمام:

- ‌ خطبة عبد الله بن عباس:

- ‌ خطبة عبد الله بن بديل الخزاعي:

- ‌ خطبة أبي الهيثم بن التيهان:

- ‌ خطبة سعيد بن قيس:

- ‌ خطبة يزيد بن قيس الأرحبي:

- ‌ خطبة هاشم بن عتبة المرقال:

- ‌ خطبة عمار بن ياسر:

- ‌ خطبة الأشعث بن قيس:

- ‌ خطبة الأشتر في المنهزمين من الميمنة:

- ‌ خطبة أخرى له فيهم:

- ‌ خطبة علي فيهم وقد عادوا إلى مواقفهم:

- ‌ خطبة خالد بن معمر:

- ‌ خطبة عقبة بن حديد النمري:

- ‌ خطبة خنثر بن عبيدة بن خالد:

- ‌ تحريض معاوية أيضًا:

- ‌ ما خاطب به النعمانُ بنُ بشيرٍ قيسَ بنَ سعد في وقعة صفين:

- ‌ جواب قيس بن سعد:

- ‌خطب الشيعيات في وقعة صفين:

- ‌ خطبة عكرشة بنت الأطرش:

- ‌ خطبة أم الخير بنت الحريش:

- ‌ خطبة الزرقاء بنت عدي الهمداني

- ‌اختلاف أهل العراق في الموادعة

- ‌مدخل

- ‌ خطبة الإمام علي كرم الله وجهه:

- ‌ خطبة كردوس بن هانئ:

- ‌ خطبة سفيان بن ثور:

- ‌ خطبة حريث بن جابر:

- ‌ خطبة خالد بن معمر:

- ‌ خطبة الحصين بن المنذر:

- ‌ خطبة عثمان بن حنيف:

- ‌ خطبة عدي بن حاتم:

- ‌ خطبة عبد الله بن حجل:

- ‌ خطبة صعصعة بن صوحان:

- ‌ خطبة المنذر بن الجارود:

- ‌ خطبة الأحنف بن قيس:

- ‌ خطبة عمير بن عطارد:

- ‌ خطبة علي بن أبي طالب:

- ‌ مقال عدي بن حاتم:

- ‌ مقال الأشتر النخعي:

- ‌ مقال عمرو بن الحمق:

- ‌ مقال الأشعث بن قيس:

- ‌ مقال عبد الرحمن بن الحارث:

- ‌ مقال عمار بن ياسر:

- ‌التحكيم بين علي ومعاوية:

- ‌ كلام عبد الله بن عباس لأبي موسى الأشعري:

- ‌ وصية شريح بن هانئ لأبي موسى الأشعري:

- ‌ وصية الأحنف بن قيس لأبي موسى الأشعري:

- ‌ رد عمرو بن العاص عليه:

- ‌ مقال شرحبيل بن السمط لعمرو:

- ‌ خطبة أبي موسى الأشعري:

- ‌ خطبة عمرو بن العاص:

- ‌ خطبة الإمام علي بعد التحكيم:

- ‌ خطبة الحسن بن علي:

- ‌ خطبة عبد الله بن جعفر:

- ‌ خطبة لمعاوية:

- ‌خطبة محمد بن أبي بكر

- ‌ خطبة لمحمد بن أبي بكر:

- ‌ خطبة لعلي وقد استصرخه محمد بن أبي بكر:

- ‌ خطبة علي حين بلغه مقتل محمد بن أبي بكر:

- ‌فتنة الخوارج:

- ‌ مناظرة عبد الله بن عباس لهم:

- ‌ مناظرة الإمام علي لهم:

- ‌ مناظرة ابن عباس لهم:

- ‌ خطبة يزيد بن عاصم المحاربي:

- ‌خطبة عبد الله بن وهب الراسي

- ‌ خطبة حرقوص بن زهير السعدي:

- ‌ خطبة حمزة بن سنان الأسدي:

- ‌ خطبة شريح بن أوفى العبسي:

- ‌ مقال زيد بن حصين الطائي:

- ‌ خطبة علي في تخويف أهل النهروان:

- ‌ خطبة المستورد بن علفة:

- ‌خور أصحاب الإمام

- ‌خطبة عبد الله بن عباس في أهل البصرة

- ‌خطبة الإمام وقد أراد الانصراف من النهروان

- ‌ خطبة الإمام بالكوفة بعد قدومه من حرب الخوارج

- ‌ خطبة له أيضًا في استنفارهم لقتال معاوية:

- ‌صورة أخرى1

- ‌مدخل

- ‌وزاد ابن قتيبة في الإمامة والسياسة:

- ‌ خطبة أبي أيوب الأنصاري:

- ‌ خطبة الإمام وقد أغار النعمان بن بشير على عين التمر:

- ‌ خطبة الإمام وقد أغار الضحاك بن قيس على الحيرة

- ‌ خطبة الإمام:

- ‌خطبة الحسن بن علي في يوم جمعة

- ‌ خطبة معاوية وقد بلغه هلاك الأشتر:

- ‌فتنة البصرة

- ‌مدخل

- ‌ خطبة عبد الله بن عامر الحضرمي:

- ‌خطبة الضحاك بن عبد الله الهلاكي

- ‌ خطبة عبد الرحمن بن عمير القرشي:

- ‌ خطبة زياد بن أبيه:

- ‌ خطبة شيمان الأزدي:

- ‌ خطبة صبرة بن شيمان:

- ‌ خطبة الإمام علي:

- ‌ خطبة أعين بن ضبيعة:

- ‌ خطبة جارية بن قدامة:

- ‌ خطبة زياد:

- ‌ خطبة خنفر الحماني:

- ‌ صعصعة بن صوحان ومعاوية:

- ‌ صورة أخرى:

- ‌ تتمة في الحكم

- ‌خطب الوفود

- ‌مدخل

- ‌ خطبة هلال بن بشر:

- ‌خطبة زيدان بن جبلة

- ‌ خطبة الأحنف بن قيس:

- ‌ خطبة الأحنف بن قيس، بين يدي عمر

- ‌فهرس الجزء الأول

- ‌فهرس أعلام الخطباء:

الفصل: ‌ ما دار من الحديث بين المنذر بن النعمان الأكبر وبين عامر بن جوين الطائي

وغيل1 يواصى غيلًا، قد ارتوت أجرازها2، ودمث عزازها3، والتبد أقوازها4، فرائدها أنق5 وراعيها سنق6 فال قضض ولا رمض7، عازبها8 لا يفزع، وواردها لا ينكع9، فاختاروا مراد10 النخعي". "الأمال 1: 183".

1 الغيل: الماء الجاري على وجه الأرض، ويواصى: يواصل.

2 الأجراز: جمع جرز "بضمتين" وهي التي لم يصبها المطر، أو التي قد أكل نباتها، أو التي لا تنبت.

3 دمث: لين "وروى دمث كفرح" ودمث: لان، والعزاز: الأرض الصلبة.

4 الأقواز جمع قوز "كشمس": وهو المستدير من الرمل.

5 أي معجب بالمرعى.

6 من سنق كفرح أي بشم واتخم، وراعيها: الذي يرعاها.

7 القضض: الحصى الصغار، يريد أن النبات قد غطى الأرض فلا ترى هنالك قضضًا، والرمض: أن يحمى الحصى والحجارة من شدة الحر، يقول: ليس هناك رمض؛ لأن النبات قد غطى الأرض.

8 العازب: الذي يعزب بإبله أي يبعد بها في المرعى.

9 أي لا يمنع.

10 أي مرعى.

ص: 27

13-

‌ ما دار من الحديث بين المنذر بن النعمان الأكبر وبين عامر بن جوين الطائي

.

وفد عامر بن جوين الطائي على المنذر بن النعمان الأكبر، جد النعمان بن المنذر؛ وذلك بعد انقضاء ملك كندة، ورجوع الملك إلى لخم، وكان عامر قد أجار امرأ القيس ابن حجر، أيام كان مقيمًا بالجبلين1، وقال كلمته التي يقول فيها:

هنالك لا أعطي مليكًا ظلامةً

ولا سوقة حتى يثوب ابن مندله2

1 الجبلان: سلمى وأجأ "كجيل" شرق المدينة، وهما لطيئ، قال رجل من بني سلامان جاور في طيئ:

ألفت مساكن الجبلين إني

رأيت الغوث يألفها الغريب

والغوث قبيلة من طيئ

2 قال صاحب اللسان: "ابن مندلة رجل من سادات العرب، قال عمرو بن جوين فيما زعم السيرافي، أو امرؤ القيس فيما حكى الفراء:

وآليت لا أعطى مليكًا مقادتى

ولا سوقة حتى يثوب ابن مندله

وقال الميداني في شرح المثل "لا غزو إلا التعقيب" - جـ2: ص131: "يقال عقب الرجل: وهو أن يغزو مرة ثم يثنى من سنته، وأول من قال ذلك حجر بن الحارث بن عمرو آكل المرار "أبو امرئ =

ص: 27

وكان المنذر ضغنًا عليه؛ فلما دخل عليه قال له: يا عام، لساء مثوًى أثويته ربك وثويك1؛ حين حاولت إصباء طلته2 ومخالفته إلى عشيره، أما والله لو كنت كريمًا لأثويته مكرمًا موفرًا، ولجانبته مسلمًا؛ فقال له: أبيت اللعن3 لقد علمت

= القيس" وذلك؛ لأن الحارث بن مندلة ملك الشام، وكان من ملوك سليح من ملوك الضجاعم "سليح كجريح قبيلة باليمن، والضجاعم كانوا ملوكًا بالشام" وهو الذي ذكره مالك بن جوين الطائي في شعره فقال:

هنالك لا أعطي رئيسًا مقادة

ولا ملكًا حتى يثوب ابن مندله

وكان قد أغار على أرض نجد، وهي أرض حجر بن الحارث هذا، وذلك على عهد بهرام جور، وكان بها أهل حجر فوجد القوم خلوفًا، "الخلوف بالضم: الذين ذهبوا من الحي، ومن حضر منهم أيضًا" ووجد حجرًا قد غزا أهل نجران؛ فاستاق ابن مندلة مال حجر، وأخذ امرأته هند الهنود "وهي هند بنت ظالم بن وهب بن الحرث بن معاوية" ووقع بها فأعجبها، وكان آكل المرار شيخًا كبيرًا، وابن مندلة شابًّا جميلًا؛ فقالت له: النجاء النجاء، فإن وراءك طالبًا حثيثًا، وجمعًا كثيرًا، ورأيًا صلبًا، وحزمًا وكيدًا، فخرج ابن مندلة مغذا إلى الشام "أي مسرعًا"؛ فلما رجع حجر وجد ماله قد استيق، ووجد هند قد أخذت فقال: من أغار عليكم؟ قالوا ابن مندلة، قال: مذكم؟ قالوا: ثماني ليال؛ فقال حجر: لا غزو إلا التعقيب، فأرسلها مثلًا يعني غزوه الأول والثاني.

ثم جد في طلب ابن مندلة، حتى دفع إلى واد دون منزل ابن مندلة فكمن فيه، وبعث سدوس بن شبيان؛ فقال له: اذهب متنكرًا إلى القوم حتى تعلم لنا علمهم؛ فانطلق حتى انتهى إلى ابن مندلة، ثم رجع إلى حجر فحدثه بحديث امرأته مع ابن مندلة، فضرب حجر بيده على المرار "والمرار كغراب: شجرة مرة إذا أكلت منها الإبل تقلصت مشافرها" فأكل منها من الغضب، سمته العرب آكل المرار، "وقيل: آكل المرار هو أبوه الحارث"، ثم خرج حتى أغار على ابن مندلة فقتله ثم قتل هندًا وأنشأ يقول:

إن من يأمن النساء بشيء

بعد هند لجاهل مغرور

كل أنثى وإن تبينت منها

آية الحب، حبها خيتعور

"والخيتعور: كل شيء لا يدوم على حالة واحدة، ويضمحل كالسراب، وكالذي ينزل من الهواء في شدة الحر كمسج العنكبوت".

وذكر أبو الفرج الأصبهاني هذه القصة في الأغاني "15: 82" ولكنه روى أن الذي أغار على حجر هو زياد بن الهبولة قال: "ثم إن زياد بن الهبولة بن عمرو بن عوف بن ضجعم بن حماطة بن سعد بن سليح القضاعي أغار عليه وهو ملك في ربيعة بن نزار، وكان قد غزا بربيعة البحرين؛ فبلغ زيادًا غزاته فأقبل حتى أغار في مملكة حجر فأخذ مال كثيرًا وسبى امرآة حجر

إلى آخر القصة".

1 ثوى المكان وبه: نزل، وأثواه،: أضافه، والمثوى: المنزل، والثوى: كغنى البيت المهيأ له، والضيف وهو المراد هنا.

2 الطلة العجوز، وصبا الرجل مال إلى الجهل والفتور وأصبته المرأة والمراد حاولت رد عزاء السالف إليه.

3 أبيت اللعن: تحية جاهلية أي أبيت أن تأتي ما تعلن به.

ص: 28

أبناء أدد1 إني لأعزها جارًا، وأكرمها جوارًا وأمنعها دارًا، ولقد أقام وافرًا، وزال شاكرًا؛ فقال له المنذر: "يا عام، وإنك لتخال هضيبات أجأ ذات الوبار2، وأفنيات سلمى ذات الأغفار3، وما نعاتك من المجر4 الجرار، ذي العدد الكثار5 والحصن والمهار6 والرماح الحرار7، وكل ما مضى الغرار8، بيد كل مسعر كريم النجار9؟ قال عامر: أبيت اللعن، إن بين تلك الهضيبات والرعان10 والشعاب والمصدان11 لفتيانًا أبطالًا، وكهولًا أزوالًا12، يضربون القوانس13 ويستنزلون الفوارس، بالرماح المداعس14 لم يتبعوا الرعاء15، ولم ترشحهم16 الإماء؛ فقال الملك: يا عام لو قد تجاوبت الخيل في تلك الشعاب صهيلًا؛ كانت الأصوات قعقعة17 وصليلًا، وفغر الموت18، وأعجز الفوت، فتقارشت الرماح19 وحمي السلاح، لتساقى قومك كأسًا لا صحو بعدها؛ فقال مهلًا أبيت اللعن، إن شرابنا وبيل،

1 هو أدد بن زيد بن يشجب "بضم الجيم" بن عريب "بفتح العين" بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وبنو أدد: هم مذحج وطيئ والأشعر.

2 الوبار: شجرة حامضة شائكة.

3 الغفر بالتحريك: صغار الكلأ.

4 المجر: الجيش العظيم.

5 الكثير.

6 الحصن: جمع حصان، وهو الفرس الذكر، والمهار: جمع مهر، وهو ولد الفرس.

7 الحرار والأحرار: جمع حر، وهو خيار كل شيء.

8 الغرار: حد الرمح والسهم والسيف.

9 يقال هو مسعر حرب: أي موقد نارها كأنه آلة لسعر الحرب أي إيقادها، والنجار: الأصل.

10 الرعان: جمع رعن "كشمس" وهو أنف يتقدم الجبل، والجبل الطويل ويجمع أيضًا على رعون.

11 الشعب: بالفتح الجبل، وبالكسر: الطريق في الجبل، ومسيل الماء في بطن أرض، أو ما انفرج بين الجبلين، المصد "كشمس وكتف" والمصاد "كسحاب" الهضبة العالية وجمعه أمصدة ومصدان.

12 أزوال: جمع زوال، وهو الشجاع.

13 القوانس: جمع قونس كجعفر، والقونس والقونوس: أعلى بيضة الحديد.

14 المداعس: جمع مدعس، وهو الرمح الذي لا ينثني.

15 الرعاء: بالضم والكسر، الرعاة: جمع راع.

16 الترشيح: التربية.

17القعقعة: حكاية صوت السلاح، وتحريك الشيء اليابس الصلب مع صوت.

18 فغر الموت فاه: أي فتحه.

19 تقارشت الرماح: تداخلت في الحرب.

ص: 29

وحدّنا أليل1، ومعجمنا صليب2، ولقاءنا صهيب؛ فقال له: يا عام إنه لقليل بقاء الصخرة الصراء3 على وقع الملاطيس4؛ فقال: أبيت اللعن، إن صفاتنا عبر المراديس5؛ فقال: لأوقظن قومك من سنة الغفلة. ثم لأعقبنهم بعدها رفدة لا يهب راقدها، ولا يستيقظ هاجدها6؛ فقال له عامر: إن البغي أباد عمرا7، وصرع حجرًا8، وكانا أعز منك سلطانًا، وأعظم شأنًا، وإن لقيتنا لم تلق أنكاسًا

1 حاد، وألّلَه تأليلًا حدّده.

2 عجم العود كنصر: إذا عضه ليعرف صلابته من خوره، والمعجم اسم مكان منه وصليب، وهو كناية عن شدتهم ومنعتهم.

3 صخرة صراء: صماء.

4 الملطس: كمنبر، والملطاس: المعول الغليظ لكسر الحجارة.

5 الصفاة: الحجر الصلد الضخم، ويقال ناقة عبر أسفار "بتثليث العين" أي قوية على السفر تشق مامرت به، تقطع الأسفار عليها، وكذا الرجل الجريء على الأسفار الماضي فيها القوي عليها، والمردس والمرداس: شيء صلب عريض تدك به الأرض، ورجسها دكها وردس الحجر بالحجر "كنصر وضرب" كسره، ومعنى العبارة إن صفتنا تحتمل دك المراديس فلا تتحطم تحتها، كناية عن صلابتهم وشدتهم.

6 الهجود: النوم.

7 هو عمرو بن المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة، وكان يلقب مضرط الحجارة نشدة ملكه، وقوة سياسته "وهو عمرو بن هند" وأمه هند بنت الحارث بن عمرو عمة امرئ القيس بن حجر بن الحارث، وكان سبب قتله أنه قال يومًا لجلسائه: هل تعلمون أن أحدًا من العرب يأنف أن تخدم أمه أمي؟ قالوا: ما نعرفه إلا أن يكون عمرو بن كلثوم التغلبي؛ فإن أمه ليلى بنت مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب وائل، وزوجها كلثوم بن عتاب، وابنها عمرو؛ فسكت مضرط الحجارة على ما في نفسه وبعث إلى عمرو بن كلثوم يستزيره، ويسأله أن تزور أمه أمه؛ فقدم عمرو بن كلثوم في فرسان من بني تغلب، ومعه أمه ليلى؛ فنزل على شاطئ الفرات، وبلغ عمرو بن هند قومه، أمر فضربت خيامه بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته، فصنع لهم طعامًا، ثم دعا الناس إليه فقرب إليهم الطعام على باب السرادق، وجلس وهو وعمرو بن كلثوم وخواص أصحابه في السرادق، ولأمه هند قبة في جانب السرادق، وليلى أم عمرو بن كلثوم معها في القبة "وقد قال مضرط الحجارة لأمه إذا فرغ الناس من الطعام ولم يبق إلا الطرف فنحي خدمك عنك؛ فإذا دنا الطرف فاستخدمى ليلى ومريها فتناولك الشيء بعد الشيء؛ ففلعت هند ما أمرها به ابنها؛ فلما استدعى الطرف، قالت هند لليلى: ناوليني ذلك الطبق. قالت لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فألحت عليها، وقالت ليلى: واذلاه يا آل تغلب فسمعها ولدها عمرو بن كلثوم، فثار الدم في وجهه والقوم يشربون، فعرف عمرو بن هند الشر في وجهه وثار ابن كلثوم إلى سيف ابن هند وهو معلق في السرادق وليس هناك سيف غيره فأخذه، ثم ضرب به رأس مضرط الحجارة فقتله، وخرج فنادى يا آل تغلب فانتهبوا ماله وخيله، وسبوا النساء، وساروا فلحقوا بالحيرة "تاريخ الكامل لابن الأثير 1: 197".

8 هو حجر بن الحارث "أبو امرئ القيس" وقد تقدم خبره.

ص: 30

ولا أغساسًا1، فهبش وضائعك وصنائعك2، وهلم إذا بدا لك؛ فنحن الألى قسطوا3 على الأملاك قبلك، ثم أتى راحلته فركبها، وأنشأ يقول:

تعلم "أبيت اللعن" أن قناتنا

تزيد على غمز الثقاف تصعبا4

أتوعدنا بالحرب؟ أمك هابل

رويدًا برقًا، لا أبا لك، خلبا5

إذا خطرت دوني جديلة بالقنا

وجامت رجال الغوث دوني تحدبا6

أبيت التي تهوى، وأعطيتك التي

تسوق إليك الموت أخرج أكهبا7

فإن شئت أن تزدار فأت تعترف

رجالا يذيلون الحديد المعقربا8

وإنك لو أبصرتهم في مجالهم

رأيت لهم جمعًا كثيفًأ وكوكبا9

وذكرك العيش الخري جلادهم

وملهى بأكتاف الدير ومشربا10

فأغض على غيظ ولا ترم التي

تحكم فيلك الزاعبي المحربا11

"ذيل الأمالي ص 179".

1 الأنكاس: جمع نكس بالكسر وهو الضعيف، والأغساس: جمع غس بالضم وهو الضعيف أيضًا.

2 هبش: جمع، والوضائع: جمع وضعية، أثقال القوم وما يأخذه السلطان من الخراج والعشور. والصنائع: جمع صنيعة: يقال هو صنيعة فلان، وصنيعه إذا اصطنعه وأدبه وخرجه ورباه، والمعنى: فتجهز للحرب، وأجمع الأموال اللازمة لذلك واحشد رجالك المدربين على القتنال.

3 أي جاروا.

4 الثقاف: ما تسوى به الرماح.

5 هبلته أمه "كفرح" فقدته، والبرق الخلب: المطمع المخلف.

6 خطر الرجل بسيفه ورمحه: رفعة مرة ووضعه أخرى، وجديلة والغوث من طيئ، وتحدب به تعلق، وتحدب عليه تعطف.

7 الخرج كسبب: لونان من بياض وسواد خرج كفرح فهو أخرج، وظليم أخرج: هو الذي لون سواده أكثر من بياضه كلون الرماد، والكهبة: الدهمة "السواد" أو غبرة مشربة سوادًا، كهب كفرح وكرم فهو أكهب وكاهب.

8 ازداده: زاره "افتعل من الزيارة" واعترف الشيء عرفه، وأذال ثوبه: إذا أطلق ذيله قال كثير:

على ابن أبي العاصي دلاص حصينة

جاد المسدى سردها فأذالها

والحديد: الدروع، وشيء معقرب: أي معوج معطوف، يريد أنها دروع مزرودة "الزرد والسرد بالفتح: تداخل حلق الدرع بعضها في بعض" والمعنى تجد أبطالًا قد لبسوا الدروع السابغة المزرودة، وهناك معنى آخر وهو: يقال أذال فرسه إذا أهانه، والحديد: أي الفرس الحديد السير أي السريع، والمعقرب الشديد الخلق المجتمعه. وحمار معقرب الخلق أي ملزز مجتمع شديد؛ فالمعنى: تجد أبطالًا يجهدون في ميدان القتال أفراسهم كرًّا وصولًا على الأعداء.

9 الكوكبة: الجماعة.

10 السدير والخورنق: قصران بناهما النعمان الأكبر بالحيرة.

11 الرمح الزاعبي: هو الذي إذا هز كأن كعوبه يجري بعضها في بعض للنيه، والمحرب: المحدد.

ص: 31