الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطائف، وهم الذين خطوا مشاربها، وأتوا جداولها1، وأحيوا غراسها، ورفعوا عريشها، ثم قال: وإن حمير ملكوا معاقل الأرض وقرارها، وكهول الناس وأغمارها2 ورءوس الملوك وعرارها؛ فكان لهم البيضاء والسوداء، وفارس الحمراء، والجزية الصفراء3، فبطروا النعم، واستحقوا النقم، فضرب الله بعضهم ببعض، ثم قال: وإن قبائل من الأزد نزلوا على عهد عمرو بن عامر؛ ففتحوا فيها الشرائع4، وبنوا فيها المصانع5، واتخذوا الدسائع6، ثم ترامت مذحج بأسنتها، وتنزت7 بأعنتها؛ فغلب العزيز أذلها، وقتل الكثير أقلها، ثم قال: وكان بنو عمرو بن خالد بن جذيمة يخبطون عضيدها8، ويأكلون حصيدها، ويرشحون9 حصيدها".
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن نعيم الدنيا أقل وأصغر عند الله من خرء بعيضة، ولو عدلت عند الله جناح ذباب لم يكن لكافر منها خلاق، ولا لمسلم منها لحاق".
" العقد الفريد 1:110".
1 أتى الماء تأتيه سهل وأصلح مجراه، أي سهلوا طرق المياه إليها.
2 جمع غمر مثلث الغين: وهو الحدث لا تجربة له، والعرار: الرفعة والسودد.
3 أي الذهبية.
4 جمع شريعة، وهي مورد الشاربة كالمشرعة.
5 المباني من القصور والحصون.
6 جمع دسيعة، وهي الجفنة والدسكرة.
7 تنزى: ثوثب وتسرع.
8 العضيد: ما قطع من الشجر، أي يضربونه ليسقط ورقة فيتخذوه علفًا لإبلهم.
9 الترشيح: التربية وحسن القيام على المال، والخضيد: ما خضد من الشجر ونحي عنه، وكل ما قطع من عود رطب "فعيل بمعنى مفعول" أي يصلحونه ويقومون بأمره.
23-
خطبة مالك بن نمط
بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم:
وقدم وفد همدان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم مالك بن نمط أبو ثور، فقام بين يديه ثم قال: