الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عز وجل، فإن فعلتم فأنتم إخواننا في الإسلام، لكم ما لنا، وعليكم ما علينا، وإن أبيتم فإنا نفرض عليكم أن تعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، فإن فعلتم قبلنا منكم وكففنا عنكم، وإن أبيتم أن تفعلوا فقد والله جاءكم قوم هم أحرص على الموت منكم على الحياة، فاخرجوا بنا على اسم الله حتى نحاكمكم إلى الله، فإنما الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين" ثم سكت خالد.
فقال باهان: أما أن ندخل في دينكم فما أبعد من ترى من الناس من أن يترك دينه ويدخل في دينكم، وأما أن نؤدي الجزية –فتنفس الصعداء1 وثقلت عليه وعظمت عنده- فقال: سيموت من ترى جميعًا قبل أن يؤدوا الجزية إلى أحد من الناس، وهم يأخذون الجزية ولا يعطونها، وأما قولك: فاخرجوا حتى يحكم الله بيننا، فلعمري ما جاءك هؤلاء القوم وهذه الجموع إلا ليحاكموك إلى الله، وأما قولك: إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده فصدقت، والله ما كانت هذه الأرض التي نقاتلكم عليها وتقاتلوننا فيها، إلا لأمة من الأمم كانوا قبلنا فيها، فقاتلناهم عليها، فأخرجناهم منها، وقد كانت قبل ذلك لقوم آخرين فأخرجهم منها هؤلاء الذين كنا قاتلناهم عنها، فابرزوا على اسم الله، فإنا خارجون إليكم".
"فتوح الشام: 179".
1 التنفس الطويل.
122-
خطبة عمرو بن العاص:
ولما نقض أهل الأردن العهد الذي كان بينهم وبين المسلمين، قام عمرو بن العاص، وجمع إليه من كان قبله من المسلمين:
فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال:
"أما بعد فقد برئت ذمة الله من رجل من أهل عهدنا من أهل الأردن قدم
على رجل من أهل إيليا، أو كان عنده لم يأتنا به، ولم يرفعه إلينا، ألا ولا يبقين رجل من أهل عهدنا إلا تهيأ واستعد، حتى يسير معي إلى أهل إيليا، فإني أريد المسير إليهم، والنزول بساحتهم، ثم لا أزايلهم حتى أقتل مقاتلتهم، وأسبي ذراريهم، أو يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون".
"فتوح الشام ص146".
123-
خطبة عمر:
ولما حصر أبو عبيدة أهل إيليا ورأوا أنهم لا طاقة لهم بحربه سألوه الصلح على أن يكون عمر هو الذي يعطيهم العهد، ويكتب لهم الأمان، فأقبل عمر إلى الشام حتى انتهى إلى الجابية، فقام في الناس، فقال:
"الحمد لله الحميد المستحمد المجيد، الدفاع الغفور الودود، الذي من أراد أن يهديه من عباده اهتدى، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا.
أما بعد؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن خيار أمتي الذين يلونكم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يشهد الرجل على الشهادة ولم يستشهد عليها، وحتى يحلف على اليمين ولم يسألها، فمن أراد بحبوحة1 الجنة فليلزم الجماعة، ولا يبالي الله شذوذ من شذ، ألا لا يخلون رجل منكم بامرأة إلا أن يكون لها محرمًا؛ فإن ثالثهما الشيطان".
"فتوح الشام ص 226".
1 وسطها.
124-
خطبة عمر:
ولما كان عمر رضي الله عنه بالشام، قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: