الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7-
خطبة جعادة بن أفلح:
وقام جعادة فقال: "أيها الملك، لا تشعر قلبك الجزع على ما فات؛ فيغفل دهنك عن الاستعداد لما يأتي، وناضل عوارض الحزن بالأنفة عن مضاهاة1 أفعال أهل وهي2 العقول؛ فإن العزاء لحزماء الرجال، والجزع لربات الحجال3، ولو كان الجزع يرد فائتًا، أو يحيي تالفًا، لكان فعلًا دنيئًا، فكيف وهو مجانب لأخلاق ذوي الألباب، فارغب بنفسك أيها الملك عما يتهافت4 فيه الأرذلون، وصن قدرك عما يركبه المخسوسون، وكن على ثقة أن طمعك فيما استبدت به الأيام، صلة كأحلام النيام". "الأمالي 2: 101".
1 مشاكلة.
2 ضعف.
3 والحجال جمع حجلة "بفتحتين"، وهي القبة وموضع يزين بالثياب والستور للعروس.
4 التهافت: التتابع.
8-
تساؤل عامر بن الظرب وحممة بن رافع: عند أحد ملوك حمير:
اجتمع عامر بن الظرب العدواني، وحممة بن رافع الدوسي عند ملك من ملوك حمير؛ فقال: تساءلًا حتى أسمع ما تقولان. قال عامر لحممة: أين تحب أن تكون أياديك؟ قال: عند ذي الرثية1 العديم، وذي الخلة2 الكريم، والمعسر الغريم، والمستضعف الهضيم. قال: من أحق الناس بالمقت؟ قال: الفقير المختال، والضعيف الصوال، والعيي القوال. قال: فمن أحق الناس بالمنع؟ قال: الحريص الكاند3، والمستميد4 الحاسد، والملحف الواجد. قال: فمن أجدر الناس بالصنيعة؟ قال: من إذا أعطى شكر، وإذا
1 الرثية: وجع المفاصل واليدين والرجلين "الروماتزم".
2 الخلة الخاجة.
3 الكاند: الذي يكفر النعمة، والكنود الكفور:"إن الإنسان لربه لكنود".
4 المستميد والمستمير: المستعطى.