الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أتاني البرجمي أبو جبيل
…
لهم في حمالته طويل
فقلت له خذ المرباع رهوًا
…
فإني لست أرضى بالقليل1
على حال، ولا عودت نفسي
…
على علاتها عال البخيل
فخذها إنها مائتا بعير
…
سوى الناب الرذية والفصيل2
فلا من عليك بها؛ فإني
…
رأيت المن يزري بالجزيل
فآب البرجمي وما عليه
…
من اعباء الحمالة من فتيل
يجر الذيل ينفض مذرويه
…
خفيف الظهر من حمل ثقيل3
"ذيل الأمالى 22، والأغاني 7: 145".
1 يقال: آتيك به رهوًا أي آتيك به عفوًا سهلًا لا احتباس فيه.
2 الناقة المسنة، والرذية: مؤنث الرذي، وهو الضعيف من كل شيء ومن أثقله المرض.
3 المذروان. أطراف الألية بلا واحد أو هو المذري، ومن الرأس ناحيتاه، ويقال جاء ينفض مذرويه. أي باغيًا متهددًا.
16-
مقال قبيصة بن نعيم لامرئ القيس بن حجر:
قدم علي امرئ القيس بن حجر الكندي بعد مقتل أبيه رجال من قبائل بني أسد وفيهم قبيصة بن نقيم يسألونه العقو عن دم أبيه1؛ فخرج عليهم في قباء وخفة وعمامة سوداء -وكان العرب لا تعتم بالسواد في الترات- فلما نظرو إليه قاموا له، وبدر إليه قبيصة فقال:
"إنك في المحل والقدر، والمعرفة بتصرف الدهر، وما تحدثه أيامه، وتنتقل به أحواله؛ بحيث لا تحتاج إلى تذكير من واعظ، ولا تبصير من مجرب، ولك من سودد منصبك، وشرف أعراقك2، وكرم أصلك في العرب، محتد3 يحتمل ما حمل عليه
1 وكانت بنو أسد "وهم من المضرية" خاضعة لموك كندة، وآخر ملك عليهم هو حجر أبو امرئ القيس، وقد ثاروا عليه وقتلواه؛ لأنه كان قد عسف في حكمه لهم، واشتط عليهم في الإتاوة التي يؤدونها إليه.
2 الأعراق: جمع عرق وهو أصل كل شيء.
3 المحتد: الأصل.
من إقالة العثرة، ورجوع عن الهفوة، ولا تتجاوز الهمم إلى غاية إلا رجعت إليك؛ فوجدت عندك من فضيلة الرأي، وبصيرة الفهم، وكرم الصفح، ما يطول رغباتها، ويستغرق طلباتها، وقد كان الذي كان من الخطب الجليل، الذي عمت رزيته نزارًا واليمن، ولم تخصص بذلك كندة دوننا، للشرف البارع كان لحجر، التاج والعمة فوق الجبين الكريم، وإخاء الحمد وطيب الشيم، ولو كان يفدى هالك بالأنفس الباقية بعده لما بخلت كرائمنا بها على مثله؛ ولكنه مضى به سبيل لا يرجع أخراه على أولاه، ولا يلحق أقصاه أدناه.
فأحمد الحالات في ذلك أن تعرف الواجب عليك في إحدى خلال ثلاث: إما أن اخترت من بني أسد أشرفها بيتًا، وأعلاها في بناء المكرمات صوتًا؛ فقدناه إليك بنسعة1، تذهب مع شفرات حسامك بباق قصرته2، فنقول: رجل امتحن بهالك عزيز؛ فلم يستل سخيمته3 إلا تمكينه من الانتقام. أو فداء بما يروح4 على بني أسد من نعمها، فهي ألوف تجاوز الحسبة؛ فكان ذلك فداء رجعت به القضب5 إلى أجفانها، لم يرددها تسليط الإحن6 على البرآء. وإما أن وادعتنا إلى أن تضع الحوامل؛ فتسدل الأزر، وتعقد الخمر فوق الرايات".
فبكى امرؤ القيس ساعة، ثم رفع رأسه فقال:
1 النسع: سير عريض به الرحال، والقطعة منه نسعة.
2 القصرة: أصل العنق.
3 السخيمة: الحقد.
4 يرجع، وأراح الإبل: ردها إلى المراح بالضم أي المأوى، والنعم الإبل والشاء، أو خاص بالإبل، وهو المراد هنا.
5 السيوف.
6 الإحن: جمع إحنة، وهي الحقد.