الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: كسرى: غير أنكم إذا عاهدتم غير وافين "وهو يعرض به في تركه الوفاء بضمانه السواد1" قال قيس: أيها الملك ما كنت في ذلك إلا كواف غدر به، أو كخافر أخفر بذمته. قال كسرى: ما يكون لضعيف ضمان، ولا لذليل خفارة، قال قيس: أيها الملك، ما أنا فيما أخفر من ذمتي أحق بإلزامي العار منك فيما قتل من رعيتك، وانتهك من حرمتك، قال كسرى: ذلك؛ لأن من ائتمن الخانة2، واستنجد الأثمة، ناله من الخطأ ما نالني، وليس كل الناس سواء، كيف رأيت حاجب بن زرارة، لم يحكم قواه، فيبرم، ويعهد فيوفي، ويعد فينجز، قال وما أحقه بذلك، وما رأيته إلا لي، قال كسرى: القوم بزل3 فأفضلها أشدها.
1 أي سواد العراق.
2 الخانة والخونة: جمع خائن.
3 البازل: الجمل في السنة التاسعة، والرجل الكامل في تجربته جمع بزل وبزل.
39-
خطبة عامر بن الطفيل العامري:
ثم قام عامر بن الطفيل العامري فقال:
"كثر فنون المنطق، ولبس القول أعمى من حندس1 الظلماء؛ وإنما الفخر في الفعال، والعجز في النجدة، والسودد مطاوعة القدرة2، وما أعلمك بقدرنا، وأبصرك بفضلنا، وبالحرى3 إن أدالت4 الأيام، وثابت الأحلام أن تحدث لنا أمورًا لها أعلام5. قال كسرى: وما تلك الأعلام، قال مجتمع6 الأحياء من ربيعة ومضر، على أمر يذكر قال كسرى: وما الأمر الذي يذكر؟ قال: ما لي علم بأكثر مما خبرني به مخبر، قال كسرى: متى تكاهنت يابن الطفيل؟ قال: لست بكاهن، ولكني بالرمح
1 الليل المظلم والظلمة.
2 أي أن يأتي المرء ما يقدر عليه، فإن ذلك يبلغه السودد.
3 خليق وجدير.
4 نصرتنا.
5 أي مشهورة.
6 اجتماع.