الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما الثاني، فسأذكرُ ما انتهى إلَيَّ من ترجمته. وأما الثالثُ فهو محمد بن أيوب، كبير فقهاء مالقة، ولي قضاءها. ترجمه عياض في المدارك في أهل الطبقة العاشرة. وأما الرابع، فهو جابر بن بسام أبو الحسن من أهل بيت الثالث. كان مفتيًا بمالقة، وتوفي بعد العشرين وخمسمائة، ذكره في "المدارك" في ترجمة الثالث (1).
من هو ابن بسام صاحب الذخيرة
؟
إن ابنَ بسام صاحب "الذخيرة" خاملُ الترجمة، بعكس ما لكتابه الذخيرة من الشهرة بين أهل الأدب في الشرق والغرب. فلم يترجمه صاحبُ "الصلة" ابنُ بشكوال، مع كونه من أهل عصره وبلاده، وسبقت وفاتُه وفاةَ صاحب الصلة بنيفٍ وثلاثين عامًا، ولم يُترجم في دائرة المعارف الإسلامية. وترجمه صاحبُ "المغرب في حُلى المغرب" بقوله:"أبو الحسن علي بن بسام التغلبي (2) الشَّنْتَريني"، وذكر كتابه "الذخيرة" ولم يزد على ذلك (3).
وقال الأستاذ الزركلي في كتابه الأعلام: إنه من الكتاب والوزراء، وإنه توفي سنة 542 هـ (4). ولعل مستندَه في سنة وفاته ما قاله صاحبُ "نفح الطيب"، فذكره
(1) قال القاضي عياض: "محمد بن أيوب بن بسام من أهل مالقة، وكبير فقهائها، ومشاهير بيوت العلم والقضاء، وبقي ذلك فيهم غلى وقتنا هذا. وآخر من بقي منهم من أهل النباهة أبو الحسن جابر بن بسام بن مسلم، كان مفتيًا في بلده في ومننا، نبيلًا، عاقلًا سريًّا، توفي بعد عشرين وخمسمائة". اليحصبي، القاضي أبو الفضل عياض بن موسى: ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، نشرة بعناية محمد سالم هاشم (بيروت: دار الكتب العلمية، ط 1، 1418/ 1998)، ج 2، ص 339.
(2)
رسم التغلبي في طبعة المغرب بمثناة فوقية بعدها غين معجمة.
(3)
صفحة 417 جزء 1 من المغرب، طبع دار المعارف بمصر سنة 1953 م بتحقيق الدكتور شوقي ضيف. - المصنف. ضيف، شوقي (محقق): المغرب في حُلى المغرب (القاهرة: دار المعارف، ط 4، 1993)، ج 1، ص 417 - 418 (والكتاب تعاقب على تصنيفه وتنقيحه ستةُ مؤلفين خلال مدة مائة وخمس عشرة سنة، كما بين ذلك محققُه في مقدمة الطبعة الأولى).
(4)
الزركلي، خير الدين: الأعلام، ج 2، ص 51. ولم أجد العبارة الواصفة لابن بسام التي نسبها المصنف للزركلي، ولعلها في موضع آخر من كتاب "الأعلام" أو مما استنتجه ابن عاشور من السياق العام للكتاب.
ولم يصفه بالتغلبي، وقال: إنه تأخرت وفاته إلى سنة 542 هـ (1)، وليس ذلك صريحًا في أنه توفي فيها، وإنما يقتضي أنه كان حيًّا سنتئذ.
وقد وُصِف في أول نسخة كتاب "سرقات المتنبي ومشكل معانيه" بالنحوي، فاحتمل أنه نسبةٌ إلى علم النحو وهو الأظهر، واحتمل أنه نسبةٌ إلى جد. وفي القاموس وتاج العروس:"بنو نحو بطن من الأزد، وهم بنو نحو بن [شمس بن] عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب بن عبد الله بن الحارث بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد". (2) وفي اللباب لابن الأثير: "النحوي نسبة إلى معرفة النحو، وهو هذا العلم، وإلى قبيلة. [فأما العلم فيُنسب إليه جماعة، منهم أبو عمرو بن العلاء]. . . وأما القبيلةُ فهي وُلْد نحو بن شمس [بن عمرو بن عيمان بن غالب بن عيمان بن نصر بن زهران] من الأزد". (3) فإذا فرضنا أن يكون وصفُه بالنحويِّ نسبةً إلى هذا البطن، تعين أن لا يكون تغلبيًّا (بمثناة فوقية وعين معجمة)؛ إذ لا صلةَ بين تغلب والأزد، فإن تغلب من قبائل قضاعة والأزد من قبائل سبأ. وقد يكون لفظُ التغلبي تحريف الثعلبي (بمثلثة في أوله بعدها عين مهملة)؛ فإن في بطون الأزد بطنًا يُعرفون ببني ثعلبة.
(1) صفحة 272 جزء نفح الطيب طبع الوهبانية بمصر سنة 1304 هـ. - المصنف. قال المقري التلمساني: " [. . .] أبو الحسن علي بن بسام الشنتريني صاحب الذخيرة، وشهرته تغني عن ذكره، ونظمه دون نثره"، ثم قال:"وتأخرت وفاته إلى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وهو منسوب إلى شنترين من الكُوَر الغربية البحرية من أعمال بَطَلْيوس". نفح الطيب، تحقيق إحسان عباس، ج 3، ص 458.
(2)
الزبيدي: تاج العروس، ج 40، ص 45.
(3)
ابن الأثير الجزري، عز الدين: اللباب في تهذيب الأنساب (بغداد: مكتبة المثنى، بدون تاريخ)، ج 3، ص 301.