الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمى بشار:
بشار في عداد شعراءَ كثيرين أُصيبوا بالعمى، وأولُ شعراء التاريخ في العميان الشاعر اليوناني هوميروس صاحب أناشيد الإلياذة والأوديسة. ومن الشعراء العميان في الجاهلية معن بن أوس.
ومن الشعراء العميان في الإسلام حسان بن ثابت، وأبو العباس الأعمى
السائب المكي، وصالح بن عبد القدوس، وأبو العَيْنَاءِ محمد بن قاسم، والمؤَمَّل،
وأبو العلاء المعري، وابن العلّاف الحسن النَّهْرواني، والرَّقِّي أبو شَبَانَة (1) ربيعة بن
ثابت، وسعادة الحمصي واسمه سعيد، وسليمان بن مسلم بن الوليد ابن صريع
الغواني، وقال الجاحظ في كتاب الحيوان:"وكان أخا مسلم بن الوليد الأنصاري"(2)،
وابن الموصلايا العلاء بن الحسن البغدادي (3)، وموفق الدين مظفر المصري، وسبط
التعاويذي محمد، والعَكوَّك علي بن جبلة، وأبو الزهر ثابت الهجّاء، ومحمد بن
خلصة النحوي الشاعر، وأبو بكر الأسْعردي محمد بن عبد العزيز، والصَّرصَري
= في أمر قينة كان يهواها حتى اشتهر بها، وأنه قال له:"إن قومك يشكونك ويقولون: إنك تفضحهم بشهرتك بهذه المرأة، وقد لحقهم العيب والعار من أجلها"، فقال مطيع الأبيات المشار إليها. وقد جاء آخر البيت في هذه الرواية بلفظ "ضجر" بدل "قدر". كتاب الأغاني، ج 13، ص 286 (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج 5/ 13، ص 189 (نشرة الحسين).
(1)
جاء عند البغدادي: أبو أسامة بدل "أبو شبانة"، وهو ربيعة بن ثابت. البغدادي، عبد القادر بن عمر: خزانة الأدب، ج 6، ص 277 وما بعدها وكذلك ج 13 (الفهارس: فهرس الأعلام)، ص 217.
(2)
الجاحظ: كتاب الحيوان، ج 4، ص 195.
(3)
هو العلاء بن الحسن بن وهب البغدادي ابن الموصلايا (412/ 1021 - 497/ 1104 م)، منشئ دار الخلافة. كان نصرانيًّا وأسلم على يدي المقتدي بالله. خدم الخلفاء خَمْسًا وستين سنة، واستنيب في الوزارة مدة، وكفّ بصره في أواخر عمره. له رسائل وأشعار مدونة. وقد حقق رسائله عصام مصطفى عبد الهادي عقله، وصدرت سنة 2003 عن مركز زايد للتراث والتاريخ بمدينة العين بعنوان "رسائل أمين الدولة ابن الموصلايا".
يحيى البغدادي، وهمام بن غانم (1) السعدي البغدادي، وكان مجدورَ الوجه مثل بشار، وشافع بن علي العسقلاني ثم المصري.
ومن المغاربة الأُعَيني التُّطيلي أحمد الإشبيلي، وابن البقال عبد العزيز الخشَني القيرواني، ومحمد بن جابر الأندلسي، وعلي بن عبد الغني الحصري القيرواني، وابن الخواض القيرواني.
وكان بشار يَعُد للعمى محاسن منها ما ذكرناه آنفًا، ويأتي بعضُها في ذكر مُلحه (2).
ومن اللطائف ما في الأغاني في ترجمة أبي زكّار الأعمى، عن حماد بن إسحاق، قال:"غَنَّى عَلَّويه يومًا بحضرة أبي، فقال أبي: مَه! هذا الصوت معروف في العمى، الشعر لبشار الأعمى، والغناء لأبي زكّار الأعمى"، وأول الصوت:"عميت أمري"(3). ومع أن بشارًا كان أعمى، فإنه لم يكن يأتِي في شعره بما يناسب العمى، فإذا قرأتَ شعرَه لم تشعر بأنه أعمى، وذلك من فرط دقة علمه ووصفه للأشياء، إلا قوله في ورقة 178:
(1) جاء عند الصفدي همام بن غالب بدل غانم. الصفدي، صلاح الدين بن أيبك: نكت الهميان في نكت العميان (القاهرة: المطبعة الجمالية بمصر، 1329/ 1911)، ص 305.
(2)
ومما قاله بشار في محاسن العمى:
وَعَيَّرَنِي الأَعْدَاءُ وَالعَيْبُ فَيهِمُ
…
وَلَيْسَ بِعَارٍ أَنْ يُقَالَ ضَرِيرُ
إِذَا أَبْصَرَ المَرْءُ المُرُوءَةَ وَالتُّقَى
…
فَإِنَّ عَمَى العَيْنَيْنِ لَيْسَ يضِيرُ
رَأَيْتُ العَمَى أَجْرًا وَذُخْرًا وَعِصْمَةً
…
وَإِنِّي إِلَى تِلْكَ الثَّلَاثِ فَقِيرُ
الوطواط، أبو إسحاق برهان الدين الكتبي: غُرر الخصائص الواضحة وعُرر النقائص الفاضحة، نشرة بعناية إبراهيم شمس الدين (بيروت: دار الكتب العلمية، ط 1، 1429/ 2008)، ص 244. ديوان بشار بن برد، ج 2/ 4، ص 65 (الملحقات).
(3)
الأصفهاني: كتاب الأغاني، ج 7، ص 213 (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج 3/ 7، ص 166 (نشرة الحسين). "غَنَّى علويه يومًا بحضرة أبي، فقال أبي: مه! هذا الصوت معرقٌ في العمى. الشعر لبشار الأعمى، والغناء لأبي زكار الأعمى، وأول الصوت: عميت أمري". وفيه "معرقٌ" بدل "معروف".