الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الفصيح وما عليه من الشروح
كتاب الفصيح مؤلفه أبو العباس أحمد المشهور بثعلب، الكوفي، المتوفَّى سنة 291. وقد نسب كتاب الفصيح إلى يعقوب بن إسحاق السكيت المتوفَّى سنة 244 صاحب إصلاح المنطق، فقيل إن ثعلبًا استعار من ابن السكيت كتاب إصلاح المنطق ونظر فيه، فلما ظهر كتابه الفصيح قال ابن السكيت: "جدع كتابي جدع الله أنفه". (1) وهذا لا يفيد أكثر من دعوى ابن السكيت أن ثعلبًا نقل مسائل إصلاح المنطق في كتابه. وبقطع النظر عن صحة ظن ابن السكيت، فإن منهج كتاب الفصيح غير منهج إصلاح المنطق، وليس يبعد أن يكون ما توافقا فيه هو من آثار الاتفاق في الانتقاء من كتب العلماء الذين سبقوهما. وقد قيل إن كتاب الفصيح أصله لابن الأعرابي، ذكره في كشف الظنون عن ابن باقياء (أحد شارحي الفصيح، يظهر أنه بباء موحدة في أول الاسم).
قال ثعلب في أول كتابه: "هذا كتاب اختيار فصيح الكلام، مما يجري في كلام الناس وكتبهم، فمنه ما فيه لغة واحدة والناس على خلافها، ومنه ما فيه لغتان واكثر فاخترت أفصحهن، ومنه ما فيه لغتان كثرتا واستعملتا [فلم تكن إحداهما أكثر من الأخرى فأخبرنا بهما] ". (2) وبوَّب الأفعال بحسب حركة العين في الماضي، وذكر فروقها المشهورة وما يختلف مصدره باختلاف معنى الفعل، وأبوابه ثمانية وعشرون بابًا.
وقد شُرح شروحًا كثيرة، عدَّ منها صاحب كشف الظنون تسعةَ عشر شرحًا، فقال: "فشرحه أبو العباس محمد بن يزيد المبرد (المتوفَّى سنة 285 خمس وثمانين ومائتين)، وابن درستويه عبد الله بن جعفر المتوفَّى سنة 347 سبع وأربعين
(1) قال حاجي خليفة: "الفصيح - في اللغة - اختلف في مؤلِّفه فقيل للحسن بن داود الرقي، وقيل لابن السكيت، والأصح أنه لأبي العباس أحمد بن يحيى الملقب بثعلب الكوفي". كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، ج 2، ص 1272.
(2)
كتاب الفصيح، ص 260.
وثلاثمائة)، ويوسف الزجاجي المتوفَّى سنة 410 وعثمان بن جني المتوفَّى سنة 392)، ومحمد بن علي الهروي المتوفَّى سنة 421 (وسمى شرحه التلويح)، وأحمد بن يوسف اللبلي المتوفَّى سنة 691 شرحه شرحين، وعبد الكريم السكري، وحسين بن أحمد الإستربادي، وأبو البقاء العكبري المتوفَّى سنة 616، وعبد الله ابن السيد البطليوسي المتوفَّى سنة 511، ومحمد بن علي الأصفهاني كان حيًّا سنة 416، وعمر بن محمد القضاعي المتوفَّى في حدود سنة 375، ومحمد بن هشام اللخمي (السبتي) كان حيًّا سنة 557، وأحمد المعروف بابن المأمون المتوفَّى سنة 556، وعبد القادر بن مكتوم المتوفَّى سنة 749، وعبد الله أو عبد الباقي بن ناقيا (كذا بنون في أوله، ولعل صوابه بباء موحدة) ويقال داود الشاعر (كذا) المتوفَّى سنة 485، ومحمد بن إدريس القضاعي المتوفَّى سنة 707". (1)
وزاد اللبلي في ديباجته خمسةَ شروح، وهي شروح ابن خالويه، والمطرز، ومكي، والتندفيري (بالتاء أو بالنون)، وابن طلحة الإشبيلي. وزاد البغدادي في خزانة الأدب شرح المرزوقي، فصارت خمسة وعشرين.
والذي رأيتُه من هذه الشروح هو التلويح للهروي، وتوجد منه نسخة مخطوطة بمكتبتنا العاشورية بخط نسخي عتيق يظهر أنه من القرن السابع، وفيها تحريفات كثيرة، ولا يوجد هذا الشرحُ في مخطوطات مكتبة جامع الزيتونة ولا المكتبة العبدلية ولا المكتبة العمومية بسوق العطارين، وهو موجودٌ في بعض المكتبات بالآستانة وبإسبانية. وقد طُبع بمطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1325 هـ عن نسخة منسوبة إلى الشيخ أحمد عمر المحمصاني الأزهري، ذكر أنه ضبطها وقرأها على شيخه الأستاذ محمد محمود التركزي الشنقيطي. وقد جاءت صحيحة الضبط، إلا أن فيها زيادات على النسخة المخطوطة يظهر أنها كانت تعليقات من إملاء
(1) حاجي خليفة: كشف الظنون، ج 2، ص 1272 - 1273. (وقد أورد المصنف كلامه بتصرف).
العلامة الشنقيطي أدخلها الطبع في صلب الكتاب بدون تنبيه إلا في مواضع ثلاثة في صفحة 75 وفي صفحة 79 وفي صفحة 86. مثال ذلك ما وقع في صفحة 6 في السطر 13: "لعبيد الله بن قيس الرقيات"، والذي في المخطوطة هكذا: "لأبي زبيد الطائي في لحم شبلين وهما في مغارة".
أما "تحفة المجد الصريح" الذي نحن بصدد التعريف به، فقد قال مؤلفُه:"إني ألفته بإشارة الوزير أبي بكر ابن الوزير أبي الحسن؟ حين استحسن ما شاهده من تفسيري غريبَه وشرح معانيه واستصوب تنبيهي عند الإقراء على سهو مَنْ نسب السهوَ لمؤلفه"، قال:"فشرحت الكتاب شرح استيفاء واستيعاب، وتكلمت على شواهد أبياته، واستدركت ما يجب استدراكه" إلخ (1). وذكر أسماء الكتب التي أخذ
(1) ساق المصنف كلام اللبلبي بتصرف، ونصه بعد تجاوز عبارات الإطراء التي وضعنا مكانها نقطًا متوالية:"وبعد فإن الوزير الأجل، والقائد الأعلى الأمجد. . . أبو بكر (كذا، والصواب: أبا بكر) ابن الوزير - الجليل الماجد. . . - أبي الحسن، وصل الله سعوده، وحفظ على المعالي والمآثر وجوده، أشار علي إشارة النصيح بشرح كتاب الفصيح، حين استحسن ما شاهده من تفسيري لغريبه، وشرحي لمعانيه، واستصوب تنبيهي عند الإقراء على سهو من نسب السهو لمؤلفه فيه، فأجبته إلى ما سأل، وبادرت إلى أمره الممتثل، وشرعت في عمله شروع من انشرح صدرًا لما ندب إليه، وأكببت على تتبع ألفاظه وتبيين معانيه إكبابَ من بذل من الاجتهاد أقصى ما لديه، فشرحت الكتاب شرحَ استيفاء واستيعاب، وتكلمت على شواهد أبياته بما عن في معانيها من إغراب، وفي ألفاظها من إعراب، واستدركت ما يجب استدراكه، مذيلًا لكلامه وقاصدًا لإكمال ما تحصل الفائدة به وإتمامه. . ." اللبلي، أبو جعفر أحمد بن يوسف الفهري: تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح (السفر الأول)، تحقيق عبد الملك بن عيضه بن رداد الثبيتي (القاهرة: مكتبة الآداب، 1418/ 1997)، ص 3. هذا وقد ذكر محقق الكتاب (ص: ب - ج - د) أنه حققه اعتمادًا على نسختين: إحداهما من مقتنيات دار الكتب المصرية وأنها بخط مغربي مشكول، والأخرى من محفوظات الزاوية الحمزاوية بالمغرب وهي تزيد على نسخة دار الكتب ببابين. ثم قرر أن الموجود من الكتاب يمثل "السفر الأول كاملًا، بل ربما يزيد على ذلك"، مستدلًّا على ذلك بما أفاد به العلامة عبد العزيز الميمني عليه رحمة الله في مجلة المجمع العربي العلمي بدمشق من أنه "رأى نسخة كاملة من هذا الشرح في حجته سنة 1376 هـ تقع في مجلدتين ضخمتين بخط مغربي".