الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على ما يمكن من النسخ الموجودة منه، مثل مصورة "خدابخش" التي نعتها الأستاذ التنوخي والنسخة التي في مكتبتنا.
فهاتان نسختان في الكف، ويمكن أن نعثر على نسخة أخرى أو اثنتين بعد البحث. وأنا على استعدادٍ للتمكين من إعطاء صورة من نسختنا أو إخراج نسخة منها بواسطة مَنْ يُكَلَّف بنسخِها بتعيين الأستاذين الناشرين، فعسى أن تخرج من الكتاب طبعةٌ علمية مستوفاة. ومن الجدير بالعناية في الطبعة المرجوة التعليقُ على أبيات محتاجة إلى بيان مغلقها وذكر بحورها.
مقارنة وتحليل بين كتاب "المثل السائر" وكتاب "الجامع الكبير
"
وإذ قد جرى خوضُ الأستاذين الناشرين والأستاذ الناقد في أي كتابي ابن الأثير أسبقُ تأليفًا وفي طريقة كل من الكتابين، وجرى تنبيهُ الأستاذ الناقد على إقامة بعض الأبيات، فقد رأيتُ أن أُبديَ ما أراه في المقارنة بينهما وانتسابِ مباحثِ أحدِهما من مباحثِ الآخر.
فالكتابان متحدا الغرض، متماثلانِ في غالب الأبواب، إلا أن بينهما فرقًا في الأسلوب يظهر منه الفرقُ بينهما في غرض المؤلِّف من كليهما. وينجلي من ذلك إبداءُ الرأي في أيُّهما أسبقُ صدورًا عن مؤلفه، وفي سبب رواج "المثل السائر" وخمول "الجامع الكبير"، وأُتْبِعُه بنموذج من إقامة بعض الأبيات.
فأما اتحادُ الغرضِ من الكتابين فيُعلم من تسميتهما؛ فـ "المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر"، و"الجامع الكبير في صناعة المنظوم من الكلام والمنثور". فالغرضُ واحد، والموضوعُ واحد. ولكنه سلك في كتاب "المثل" إلى تربيةِ الذوق، والتمرُّسِ بالصناعة، وتطبيقِ القواعد والمسائل الأدبية على مُثُلها وشواهدِها، حتى يكتسب مزاولُه أدبَ الكتابة والشعر ويرتاضَ به. ولذلك جعله في أدب الكاتب والشاعر؛ فإن اسم الأدب مؤذِنٌ بكمالِ صاحِبِه فيما يُراد منه، كما سلك عبد القاهر الجرجاني في كتاب "دلائل الإعجاز" وكتاب "أسرار البلاغة". وقصدَ في كتاب
"الجامع الكبير" إلى سلوك طريقةِ ضبطِ القواعد، وتزويدِ عقول مزاولي هذه الصناعة، مثلما سلك أبو يعقوب السكاكي في القسم الثالث من كتابه "مفتاح العلوم"(1). فـ "المثل السائر" يُفيدُ الصناعةَ العملية، و"الجامع الكبير" يُفيد الصناعةَ النظرية. وهما متفقان في المباحث والعناوين، إلا في قليلٍ من المباحِثِ انفرد بها أحدُهما عن الآخر: يظهرُ ذلك لك من الفرق بين أسلوبِ كلامِه على آلات البيان وأدواته في "المثل السائر"(صفحة 4، مطبعة بولاق)، وكلامه على أدواته في "الجامع الكبير"(صفحة 21 مطبعة المجمع العراقي)(2).
وكأنه لم يُرد في أحد الكتابين ذكرَ الكتاب الآخر؛ لأنه قصد غَرَضَيْن، وإن اتحدت الرمايةُ، واختلف المجرى في بلوغ الغاية.
وأما سببُ رواج "المثل السائر" وخمول "الجامع الكبير"، فقد تبين أن هذا الرواج والخمول أمر قديم؛ إذ قل أن يخلوَ كتابٌ مؤلَّف في صناعة الأدب والبيان بعد ابن الأثير عن ذكر كتاب "المثل السائر"، بخلاف ذكر كتاب "الجامع الكبير". وهذا البغدادي في كتابه "خزانة الأدب" قد ذكر مصادر كتابه، فعد منها "المثل السائر" ولم يذكر "الجامع الكبير"، مع اعتنائه بالنظائر والمؤلفات، وخاصة إذا كانت لمؤلِّفٍ واحد. وهذه نسخ "المثل السائر" مسير الأمثال، وقل أن تجد نسخةً من "الجامع الكبير" في أشهر المكتبات.
1 -
ولعل أولَ أسبابِ رواجِ "المثل السائر" أنه ألفه أول من "الجامع الكبير"، فسار بين الناس، فلما ظهر "الجامع الكبير" كان الناسُ قد ملأوا أيديَهم منه فلم
(1) وهو القسم الذي تضمن تفصيل القول في علمي المعاني والبيان وعلم الاستدلال خاصة. السكاكي: مفتاح العلوم، ص 247 - 616 (نشرة هنداوي).
(2)
ابن الأثير: المثل السائر، ج 1، ص 29؛ الجامع الكبير (نشرة عبد الحميد هنداوي)، ص 127 - 146.
يُقبلوا عليه (1)، وقديمًا كان السبقُ سبيلًا للإيثار. وأيضًا لأن الأدباء آثروا "المثل السائر" بما احتوى عليه من كثير الرسائل الإنشائية والشواهد الشعرية، وأعرضوا عن " الجامع الكبير"؛ لأنهم رأوه لائقًا بالدراية والمدارسة الأدبية، فوجدوا في تآليف علم البيان والبديع غنيةً عنه، مثل كتابَيْ عبد القاهر وكتاب السكاكي ومَنْ حذا حذوهما.
على أن ما تضمنه "المثل السائر" من ذكر النكت والنوادر ومجاذبة البحث مع علماء الأدب مسح عليه مسحة من حسن كتب المحاضرات والأمالي، وذلك مما يروق للمطالع ويشوقه. إلا أنه يشتت على الناظر ارتباطَ مسائله وأخذ بعضها بحجز بعض، ولو اقتصد في كثير من نقده على علماء الأدب وأهله؛ فإن كثيرًا من حجاجه محلُّ نظر على إعجابه بأنظاره. و"المثل السائر" أمتعُ للناظر، و"الجامع الكبير" أجمع للخاطر. وكلاهما لا بد منه، ولا غنى للأديب عنه.
وأما تعرف أي كتابيه أسبق فِبنا أن نتوسمه من خلال كلامه في هذا وذاك؛ إذ لم يحتو أحدُ كتابيه على ذكر الآخر، وليس يكفي للحكم في هذا الشأن أن نجعل السبقَ للأخير منهما؛ فربَّ مؤلِّفِ كتاب يبدو له بعد إتمامه أن يختصره، ورب مؤلف يكون عمله بعكس ذلك.
وقد لاح لي مما ترَسَّمْتُه وتوَسَّمْتُه أن "الجامع الكبير" هو آخر كتابيه من عدة وجوه: أولها أنه رتب أبوابَ "المثل السائر" على تقديم ما يرجع إلى الصناعة اللفظية، وأردفَها بالأبواب التي ترجع إلى الصناعة المعنوية (2). وعكس ذلك في "الجامع
(1) معاد الضمير في "منه" إلى "المثل السائر"، وفي "عليه" إلى "الجامع الكبير".
(2)
ابن الأثير: المثل السائر، ج 1، ص 149 - 300 (حيث تكلم على الصناعة اللفظية)، وج 1، ص 301 - 411 وج 2، ص 3 - 397 (حيث تحدث عن الصناعة المعنوية).
الكبير" بتبيين أن المعاني أشرفُ من الألفاظ (ص 68) (1)، وذلك مما خلا عنه "المثل السائر" (2).
2 -
ثانيًا أنا نجد "الجامع الكبير" أحكمَ ترتيبَ أبوابٍ من "المثل السائر"، وأقوى انتسابًا بينها في ترتيبِ بعضها على بعض. فانظر كلامَه في المعاظلة اللفظية والمعاظلة المعنوية في المثل السائر (ص 177 وص 186 طبعة بولاق) مع كلامه في ذلك في الجامع الكبير (ص 108 - 211؟ وص 230 - 231)(3). وانظر أيضًا كلامَه عند تقسيم صناعة تأليف الألفاظ إلى ثمانية أنواع، وأن ثامنها هو نوع تكرير الحروف. ثُمَّ لَمَّا أخذ يفصلها أدمج نوعين - هما السجع والترصيع - في نوع واحد (4)، فصارت سبعةَ أنواع، ولَمَّا بلغ إلى النوعْ السابع سماه المعاظلة (ص 177
(1) وفي ذلك يقول: "وينبغي أن يستسيقن المصنف، ويتحقق أن المعاني أشرف أضرف من الألفاظ؛ والدليل على ذلك ما أذكره: وهو أنا لو خلعنا من هذه الألفاظ دلالتها على المعاني، لما كان شيء منها أحق بالتقديم من شيء، بل كانت بمنزلة أصداء الأجسام والأصوات الناشئة عنها. ويزيد ما ذكرناه وضوحًا أن هذه الصناعة من النظم والنثر التي يتواصفها البلغاء بينهم، وتتفاضل بها مراتب البلاغة، إنما هي شيء يُستعان عليه بتدقيق الفكرة، وكثرة الروية والتدبر. ومن المعلوم أن الذي يستخرج بالفكرة ويُنعم فيه النظر، إنما هو المعنى دون اللفظ؛ لأن اللفظَ يكون معروفًا عند أرباب صناعة التأليف دائرًا فيما بينهم، والمعنى قد يُبتَدَعُ؛ فيذكر المصنف معنًى لم يُسبَق إليه". ابن الأثير: الجامع الكبير، نشرة هنداوي، ص 192.
(2)
يرى ابن الأثير أن آلات التأليف تنحصر في قسمين: قسم يشترك فيه النطم والنثر، وقسم يخص النطم دون النثر. ويشمل القسم الأول "سبعة أنواع: الأول معرفة علم العربية من النحو والتصريف والإدغام، الثاني معرفة ما يحتاج إليه من اللغة، الثالث معرفة أمثال العرب وأيامهم، الرابع الاطلاع على تأليفات من تقدمه من أرباب هذه الصناعة، المنظوم منها والمنثور، والتحفظ للكثير من ذلك، الخامس معرفة الأحكام السلطانية في الإمامة والقضاء وغير ذلك، السادس حفظ القرآن الكريم، والممارسة لغرائبه، والخوض في بحور عجائبه، السابع حفظ ما يحتاج إليه من الأخبار الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم". أما القسم الثاني فيشمل "علم العروض والقوافي، الذي يقام به ميزان الشعر". الجامع الكبير، نشرة هنداوي، ص 128.
(3)
ابن الأثير: المثل السائر، ج 1، ص 285 - 296؛ الجامع الكبير، ص 388 - 389.
(4)
ابن الأثير: المثل السائر، ج 1، ص 195 - 240.
بولاق) (1)، ثم جعل نوعًا ثامنًا سماه تكرير الحروف، وهو الذي عده ثامنًا في التنويع (2). ثم أتى بنوع ثامن جديد وهو تنافر الألفاظ (ص 109)(3)، على أنه اعتذر عن تسمية ما يقبح من التقديم والتأخير معاظلة بأنه تِبع فيه مَنْ تقدمه (ص 231 الجامع الكبير)(4).
3 -
ثالثًا أنه ذكر في "الجامع الكبير" النوعَ الأول من أنواع صفات اللفظة المفردَة، فبسط القولَ في ذلك، وأبدى رأيًا له مبتكَرًا (ص 34 من الجامع الكبير)(5)، ولا نجد له في "المثل السائر" في ذلك إلا كلامًا مختصرًا خليًّا عن إثبات رأيه فيه (ص 92 - 93 من المثل السائر طبع بولاق)(6). فإثبات رأيه في الجامع الكبير يدل على أنه متأخر عما حرره في المثل السائر؛ لأن زيادة الآراء تدل على أنها حدثت له بعد ما سبق.
(1) المصدر نفسه، ص 285.
(2)
المصدر نفسه، ص 195.
(3)
المصدر نفسه، ص 296.
(4)
ابن الأثير: الجامع الكبير، نشرة هنداوي، ص 388 - 389.
(5)
لعل المصنف يشير بهذا إلى ما قاله ابن الأثير: "وإذا كانت الحال كذلك، فمن أي وجه تكتسب اللفظة الجودةَ والحسنَ غذا تركبت من حروف متباعدة المخارج؟ ومن أي وجه تكتسب الرداءة والقبح، إذا تركبت من حروف متقاربة المخارج؟ الجواب على ذلك أنا نقول: إنها اكتسبت حسنًا عند تلاكيبها من حروف متباعدة المخارج، واكتسبت قبحًا عند تركيبها من حروف متقاربة المخارج؛ لأن النطق إذا أتى على مخارج حروف اللفظة، وهي متباعدة، ليجمعها ويؤلفها، كان له في ذلك مهلة وأناة؛ لأن بين المخرج فسحةً وبعدًا، فتجيء الحروف عند ذلك متمكنة في مواضعها، غير قلقة ولا مكدودة. وإذا أتى النطقُ على مخارج حروف اللفظة وهي متقاربة، ليجمعها، لم يخلص من مخرج إلا وقد وقع في المخرج الذي يليه؛ لقرب ما بينها، فيكاد عند ذلك يعتبر أحدهما بالآخر، فتجيء مخارج حروف اللفظة قلقة مكدودة، غير مستقرة في أماكنها". الجامع الكبير، ص 161.
(6)
ابن الأثير: المثل السائر، ج 1، ص 149 - 151.
4 -
رابعًا نراه في صفة الكلمة الوحشية من "المثل السائر"(ص 99 بولاق) يذكر قيدًا استخرجه، وهو أن الغريبَ من الكلم قد يسوغ استعمالُه في الشعر ولا يسوغ في النثر، ويذكر عدةَ أمثلة من الشعر وقع فيها الغريب، ويحيل في كراهتها على الذوق، ولم يورد مثالًا من النثر (1). وحين تعرض لذلك في "الجامع الكبير"(ص 48)، أورد له مثالين من النثر، واختصر ما أطاله في "المثل السائر" وهذبه، وبيَّن علةَ تسويغه للشاعر دون الناثر، مما ينبئ بأنه استخلص من استقراء كلام البلغاء قاعدةً مضبوطة جعلها نتيجةَ قياس الاستقراء، وعدل عن إحالة ذلك على الذوق؛ لأنه ذكر في المثل أن الناس متفاوتون في الذوق (2).
5 -
خامسًا: ذكر في "الجامع الكبير"(ص 34 وص 59) أنه ابتكر نوعًا سابعًا في أنواع أوصاف الكلمة قال إنه ابتكره، وهو أن تكون الكلمة مبنيةً من حركات خفيفة، وبَيَّن علةَ ذلك وأطال فيه (3). ولمَّا ذكر هذا الوصف في "المثل السائر"
(1) ابن الأثير: المثل السائر، ج 1، ص 167 - 172. قال ابن الأثير في خاتمة كلامه على الألفاظ الوحشية:"وعلى هذا فاعلم أن كل ما يسوغُ استعماله في الكلام المنثور من الألفاظ يسوغ استعماله في الكلام المنظوم، وليس كل ما يسوغ استعماله في الكلام المنظوم يسوغ استعماله في الكلام المنثور. وذلك شيء استنبطته، واطلعت عليه؛ لكقرة ممارستي لهذا الفن، ولأن الذوق الذي عندي دلني عليه. فمن شاء فلْيُقَلِّدنِي فيه، وإلا فَلْيُدْمِنْ النَّظرَ حتى يطلع على ما اطلعت عليه، والأذهان في مثل هذا المقام تتفاوت".
(2)
وقد خص بذلك "النوع الثاني من القسم الأول من الباب الأول: وهو أن لا تكون الكلمة وحشية ولا متوعرة"، الجامع الكبير، نشرة هنداوي، ص 164 - 170. أما تسويغُه استعمالَ الوحشي من الكلام للشاعر دون الناثر فهو قوله:"واعلم أن الإنكار على الناثر في استعمال الوحشي من الكلام أكثر من الإنكار على الناظم، وذلك لأن الناثر واسع المجال، مطلق العنان، متصرف كيف شاء، قادر على أن يقيم مكان اللفظة التي ذكرها لفظة أخرى مما هو في معناها. والناظم قد لا يمكنه ذلك، لأن مجال التأليف عليه حرج ونطاقه ضيق. وإذا أراد أن يقيم لفظة مكان لفظة لا يتأتى له ذلك في جميع الحالات، لانفساد الوزن عليه". (ص 170).
(3)
حيث قال: "وأما النوع السابع الذي ابتكرناه نحن فهو أن تكون الكلمة مبنية من حركات خفيفة، وسبب ذلك سرعة النطق بها، ومضاؤه فيها من غير عناء يلحقه ولا كلفة"، الجامع الكبير، ص 184.
(ص 113 بولاق) ذكر كلامًا مختصرًا، ولم يذكر أنه ابتكر ذلك الوصف (1)، فأنبأنا بإطالة البحث أنه لم يقتنع بما ذكره في "المثل السائر" وتدارك ما فاته من التنبيه على أنه مبتكِرٌ منه.
6 -
سادسًا: أنه ذكر في أول الباب الثاني في الكلام على المعاني من "الجامع الكبير"(ص 68) بَحْثًا احتفل به، وهو أن المعانِي أشرفُ من الألفاظ، وذلك مما فاته التعرضُ إليه في "المثل السائر".
7 -
سابعًا أنه ذكر في ديباجة "المثل السائر" أنه اعتمد على كتاب "الموازنة" للآمدي وكتاب "سر الفصاحة" لابن سنان الخفاجي (2)، في حين أنه زاد عليهما في ديباجة "الجامع الكبير" بذكر كتب علي بن عيسى الرماني والجاحظ وقدامة وأبي هلال العسكري والغانمي (3).
8 -
ثامنًا نتيجة لما لاحظه الأستاذان الناشران في التصدير للجامع الكبير من "أن أسلوبه هادئ وجداله في الآراء كذلك، وهذا ما لا نراه في المثل السائر"، نرى أنه ألف "الجامع الكبير" بعد أن انخفضت منه سَوْرَةُ الشباب، واكتمل رأيُه، وغلب حلمه على غضبه.
(1) ابن الأثير: المثل السائر، ج 1، ص 193 - 194.
(2)
ابن الأثير: المثل السائر، ج 1، ص 122 - 123.
(3)
ابن الأثير: الجامع الكبير، ص 122 - 123.