الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَكَأْسٍ كَرِيقِ الإِلْفِ شَعْشَعَتْهَا بِهِ
…
وَعَيْشِيَ مِنْ هَذَا الشَّرَابِ المُشَعْشعِ
عَلَى رَوْضَةٍ قَامَتْ لَنَا بِدران (1)
…
وَقَامَ لَنَا فِيهَا الذُّبَابُ بِمَسْمَعِ" (2)
ومما يحقق أن مؤلف هذا الكتاب أندلسي قوله هنا: "وقد قال بعضُ أهل أفقنا، وهو يوسف بن هارون الرمادي؛ فإن يوسف هذا من أهل رمادة التي هي من غرب الأندلس، كما أن شنترين من غرب الأندلس.
صفة نسخة كتاب "سرقات المتنبي ومشكل معانيه" لابن بسام النحوي:
هذه النسخةُ التي بين أيدينا من كتاب ابن بسام نُسخت بخط مشرقي، فهي مكتوبة في المشرق لا محالة، وذلك في رجب سنة خمس عشرة وستمائة (615 هـ). وكُتِبَ في أعلاها بعد البسملة:"قال الشيخ الإمام العالم الفاضل العلامة ابن بسام النحوي رضي الله عنه: هذا كتاب في ذكر سرقات أبي الطيب ومشكل معانيه المرتبة على القوافي". وكُتب بخطِّ ناسخها على الورقة الأولى بالمداد الأحمر والأسود: "كتاب سرقات المتنبي ومشكل معانيه تأليف الشيخ ابن بسام النحوي رحمه الله، آمين".
وكُتب بإثر ذلك بالمداد الأحمر بخط مشرقي أيضًا هذه العبارة: "وهو ابن بسام صاحب كتاب الذخيرة في شعراء الجزيرة". وكُتب عقبه بخط مغربي: "هذا الكتاب في حل مشكل معاني أبي الطيب وبيان ما وافق فيه كلامُه كلامَ غيره ممن تقدمه من الشعراء، ألفه الفاضل العلامة ابن بسام النحوي اللغوي صاحب كتاب
(1) كتب في النسخة "بدران"، ولعله تحريف ولعل صوابه "بدكادك"، والدكادك جمع دكدك، وهو الرمل الغليظ المتلبد. - المصنف. قال الميساوي: الذي أثبته الدكتور شوقي ضيف في تحقيقه "بدرانك". والدرانك جمع درنك، ويجمع كذلك على درانيك، ويقال أيضًا دُرنوك، وهو الطِّنفسة والخميلة، أو ضرب من الثياب له خَمَل قصير كخمل المناديل. وقال أبو عبيدة: الدرنوك البساط، وجمعه درانك. كذا جاء في لسان العرب. ولعلها "درامك" جمع درمك، وهو التراب الناعم. - المحقق.
(2)
ابن بسام: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، ج 2، ص 702 - 703 (نشرة شوقي ضيف). - المحقق.
الذخيرة في شعراء الجزيرة، وقد شاهدتُ جزءًا منه (1) ببلاد المغرب، قاله عبدُ الله تعالى أبو عبد الله الكاتب".
وهذه النسخةُ في سفرٍ ضمَّها مع رسالة للحاتمي في مناظرةٍ بينه وبين المتنبي، ورسالة له في مآخذ المتنبي معانيَ عدة أبيات من كلام الحكيم أرسطاطاليس (2). وهما بخط من سمى نفسه أنه "أبو عبد الله الكاتب"، وذكر أنه نسخ تينك الرسالتين بالقاهرة في رجب سنة 662 (بأرقام الزمام المغربية)، وكتب على ظهر الورقة الأولى من هاتين الرسالتين ما نصُّه:"الحمد لله أبو عبد الله الكاتب قال الإمام الحافظ يحيى بن شرف بن. . ."(3) ابن حسن بن حسين بن محمد النووي في كتاب الإشارات إلى بيان الأسماء المبهمات في فصل أحرف أشير بها إلى أسماء جماعة من المشهورين بأنسابهم بعد كلام ما نصه: "ومنهم المتنبي الشاعر المشهور أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي. اهـ. من خط مؤلفه لفظًا ومباشرة". فأبو عبد الله الكاتب هذا لقي النووي وشافهه.
وفي هذه النسخة تحريفٌ كثير، وضبطٌ غيرُ صحيح، لكن أكثره واضحُ التصحيح. وبقيت هذه النسخةُ من كتاب ابن بسام بالمشرق إلى أواسط القرن الحادي عشر، فقد تملكها عبد المنعم بن محمد الصديقي الشافعي سنة 1052 هـ. وانتقلت إلى المغرب بعد ذلك، فصارت إلى ملك الشيخ محمد الأصرم رئيس ديوان الإنشاء بباردو من تونس. وهو وهبها إلى حفيده أحمد ابن ابنه الحاج محمد حمدة الأصرم سنة 1272 هـ.
(1) أي من كتاب الذخيرة، لأنه المجزَّأ أجزاء. - المصنف.
(2)
وقد ذكر العميدي هذه المناظرة في كتابه "الإبانة". العميدي، محمد بن أحمد: الإبانة عن سرقات المتنبي (ويليه سرقاتٌ أخرى نسبت للمتنبي ورسالة الصاحب بن عباد في كشف عن مساوئ المتنبي والرسالة الحاتمية)، تحقيق إبراهيم الدسوقي البسطامي (القاهرة: دار المعارف، 1961)، ص 251 - 270.
(3)
بالأصل كلمة مأروضة. - المصنف. معنى مأروضة: أكلتها الأرَضة.
وبهذه النسخة نقصٌ في موضعين: أحدُهما يقدر بورقة بعد ورقة 19، والثاني بمقدار ورقتين بعد ورقة 26. وقد بحثتُ فيما دخلت من المكتبات وما راجعتُ من الفهارس عن نسخة من هذا الكتاب، فلم أجد نسخةً أخرى. ولذلك غلب على ظني أنها النسخةُ الوحيدة.