الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
80 - باب الرَّجُلِ يَعْقِدُ الثوبَ فِي قَفاهُ ثُمَّ يُصَلِّي
630 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْن سُلَيْمانَ الأَنْبارِيُّ، حَدَّثَنا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيانَ، عَنْ أَبِي حازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قال: لَقَدْ رَأَيْتُ الرِّجال عاقِدِي أُزُرِهِمْ فِي أَعْناقِهِمْ مِنْ ضِيقِ الأُزُرِ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلاةِ كَأَمْثالِ الصِّبْيانِ فَقال قائِلٌ: يا مَعْشَرَ النِّساءِ لا تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ حَتَّى يَرْفَعَ الرِّجال (1).
* * *
باب الرجل يعقد الثوب في قفاه ثم يصلي
[630]
(ثنا محمد بن سليمان الأنباري)(2) بتقديم النون على الباء الموحدة تحت.
(قال: ثنا وكيع، عن سفيان) الثوري (عن أبي حازم) بالحاء المهملة والزاي، واسمه سلمة بن دينار (3).
(عن سهل بن سعد) الساعدي (4)(قال: لقد)(5) اللام الداخلة على قد جواب القسم (رأيت الرجال) رواية البخاري: كان رجال (6). بالتنكير وهو أظهر؛ لأن التنكير للتنويع، أي بعض الرجال، والمعرَّف يفيد الاستغراق وهو غير المقصود فإن بعضهم كان بخلاف ذلك، ويحتمل أن تكون اللام
(1) رواه البخاري (362)، ومسلم (441).
(2)
في (س): الأنصاري.
(3)
ثقة حكيم زاهد. انظر: "تهذيب الكمال"(2450).
(4)
من (س، ل، م).
(5)
في (س): أحد.
(6)
"صحيح البخاري"(362).
هنا للتعريف الذهني، أي: رجال معهودين عند الراوي والسامعين (عاقدي) جمع عاقد وحذفت النون منه للإضافة، وهو منصوب (1)؛ لأنه مفعول ثانٍ لرأيت (أزرهم) بضم الزاي جمع إزار جمع كثرة، وأما جمع القلة فآزِرَة كحمار (2) وأحمرة، وجمع الكثرة كحمار وحُمُر (في أعناقهم لضيق (3) الأزر) اللام للتعليل، أي كانوا يعقدون الأزر لأجل ضيق أزرهم وصغرها، فلم تكن كبيرة يتمكنون من الاستتار بها، ورواية البخاري: على أعناقهم (4)، ولم تكن لهم (5) سراويلات تسترهم فكان أحدهم يعقد إزاره في قفاه ليكون مستورًا إذا ركع وسجد.
(خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة) إذا صلوا جماعة (كأمثال الصبيان) رواية البخاري: كهيئة الصبيان (6)، أي: كما يُعقد للصبيان يؤخذ منه أن الالتحاف أولى من الاتزار لأنه أبلغ في التستر.
(فقال قائل) وفي رواية للبخاري: ويقال للنساء (7)، وهي رواية الكشميهني، أي: يقال للنساء بسبب (8) ذلك: (يا معشر النساء لا ترفعن رؤوسكن) أي من السجود (حتى يرفع) رواية البخاري: حتى
(1) زاد في (ص، س، ل): المحل.
(2)
في (م): كحمارة.
(3)
في (م): من ضيق. وكذا في "السنن".
(4)
"صحيح البخاري"(362).
(5)
من (م).
(6)
"صحيح البخاري"(362).
(7)
السابق.
(8)
من (م).
يستوي (1)(الرجال) أي يعتدلوا في الجلوس أو القيام، من سويت السهم إذا عدلته فاستوى أي: اعتدل، وهو أبلغ من الرفع فإن فيه معنى زائدًا وهو الاعتدال ولم أر من نبه على هذا، فإنه يؤخذ منه وجود الاعتدال في الجلوس بين السجدتين وتساوي الظهر وفقاراته كما في القيام، وزاد البخاري فقال: حتى يستوي الرجال جلوسًا (2)، فهو جمع جالس أو مصدر بمعنى جالسين كقوله تعالى:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا} (3) أي: غائرًا، وإنما نهى عن ذلك لئلا يلمحن عند رفع رؤوسهن من السجود شيئًا من عورات الرجال عند نهوضهم، ويؤخذ منه أنه لا يجب الستر للدورة من أسفل، والله سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
(1)"صحيح البخاري"(362).
(2)
"صحيح البخاري"(362).
(3)
الملك: 30.