الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
78 - باب فِيمَنْ يَنْصَرِفُ قَبْلَ الإِمامِ
624 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلاءِ، حَدَّثَنا حَفْصُ بْن بُغَيْلٍ المُرْهِبِيُّ، حَدَّثَنا زائِدَةُ، عَنِ المُخْتارِ بْنِ فُلْفلٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَضَّهُمْ عَلَى الصَّلاةِ وَنَهاهُمْ أَنْ يَنْصَرِفوا قَبْلَ انْصِرافِهِ مِنَ الصَّلاةِ (1).
* * *
باب فيمن ينصرف قبل الإمام
[624]
(ثنا محمد بن العلاء قال: أنا حفص بن بغيل) بضم الباء الموحدة وفتح الغين المعجمة، تصغير بغل، وهو الحيوان المعروف، (المرهبي) بضم الميم وإسكان الراء المهملة وكسر الهاء والباء الموحدة، الكوفي، وفي بعض النسخ:(الدهني) بضم الدال وكسر النون، وفي عبد القيس دهن بن عذرة (2)، وفي بجيلة دهن بن معاوية (قال: ثنا زائدة) بن قدامة (عن المختار بن فلفل) أخرج له مسلم.
(عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم حضهم على الصلاة) أي في جماعة، أي: حملهم عليه.
قال النحاة: التحضيض (3) على المستقبل حث على الفعل وطلب له، وعلى الماضي توبيخ على ترك (4) الفعل نحو: هلا تنزل عندنا وهلا نزلت
(1) رواه مسلم (426) بمعناه، ورواه الحاكم بلفظه: 1/ 218، وصححه على شرط مسلم.
(2)
في (ص): غدرة.
(3)
في (ص، ل): التحضض.
(4)
في (ص، س): بدل.
عندنا (1)(ونهاهم أن ينصرفوا قبل انصرافه من الصلاة) أي: قبل انصراف الإمام إلى بيته إن كان ينصرف (2) وإلا قبل انتقاله إلى موضع آخر أو يستقبلهم بوجهه؛ فإن الإمام له ثلاثة أحوال.
وقد روى الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات، عن عبد الله بن مسعود (3) قال: إذا سلم الإمام وللرجل حاجة فلا ينتظره إذا سلم أن يستقبله بوجهه وإن فصل الصلاة التسليم وكان عبد الله إذا سلم لم يلبث أن يقوم أو يتحول من مكانه أو (4) يستقبلهم بوجهه (5).
ومن فوائد النهي عن الانصراف قبل الإمام والتأخر في المصلى لاحتمال أن يكون الإمام قد حصل له في صلاته سهو فيذكر وهو في المسجد وعاد قبل طول الفصل إلى تكميل الصلاة وسجود السهو، فيكون مدركًا للتكميل والسجود معه كما في قصة ذي اليدين أنه سلم وقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ (6) عليها ووضع يده اليمنى على اليسرى وشبك بين أصابعه وخرجت السرعان (7) من أبواب المسجد، فقال ذو اليدين: أنسيت أم قصرت؟ فصلى ما ترك ثم سلم (8).
(1) من (م). وفي بقية النسخ: عنده.
(2)
في (م): منصرف.
(3)
زاد في (ص، س، ل): و.
(4)
في (س): وأن.
(5)
"المعجم الكبير"(9339).
(6)
من (م). وفي باقي النسخ: واتكأ.
(7)
في (ص، س): للسرعان.
(8)
طرف حديث أخرجه البخاري (482)، ومسلم (573). وسيأتي تخريجه إن شاء الله تعالى عند شرحه.
لكن في رواية في "السنن"(1) أنه صلى العصر فسلم من ثلاث ركعات، ثم دخل منزله، وفي لفظ: فدخل الحجرة، فقال الخرباق: وذكر له صنعه فخرج يجر رداءه حتى انتهى إلى الناس فصلى ركعة ثم سلم ثم سجد سجدتين ثم سلم (2).
وقد يؤخذ من الحديث أن المأموم لا ينصرف من المسجد حتى (3) يحضر الدعاء مع الإمام فإن في الدعاء معه فضيلة.
وقد يؤخذ منه أن التلميذ إذا كان مع شيخه في عبادة من طواف أو سعي أو جهاد أو مجلس علم أو سماع حديث لا يفارقه حتى يفرغ من تلك العبادة، والله أعلم.
* * *
(1) في (ص، س): أنسيت.
(2)
أخرجه مسلم (574). وأخرجه المصنف في "السنن"(1018) وسيأتي أيضًا إن شاء الله تعالى.
(3)
في (س): حين.