الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
99 - باب مُقامِ الصِّبْيان مِنَ الصَّفِّ
677 -
حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ شاذانَ، حَدَّثَنا عَيّاشٌ الرَّقّامُ، حَدَّثَنا عَبْدُ الأعلَى، حَدَّثَنا قُرَّةُ بْنُ خالِدٍ، حَدَّثَنا بُدَيْلٌ، حَدَّثَنا شَهْرُ بْن حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْم قال: قال أَبُو مالِكٍ الأشعَرِيُّ: أَلا أُحَدِّثكُمْ بِصَلاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: فَأَقامَ الصَّلاةَ وَصَفَّ الرِّجال وَصَفَّ خَلْفَهم الغِلْمانَ ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ، فَذَكَرَ صَلاتَهُ ثُمَّ قال: هَكَذا صَلاةُ، قال عَبْدُ الأعلَى: لا أَحْسَبُهُ إِلا قال: "صَلاةُ أُمَّتِي"(1).
* * *
باب مقام الصبيان من الصف
[677]
(ثنا عيسى بن شاذان) بالشين والذال المعجمتين، البصري القطان الحافظ مات شابًا. (قال: ثنا عياش) بالمثناة تحت والشين المعجمة (ابن الوليد الرقام) بتشديد القاف، شيخ البخاري، والرقام (2) نسبة إلى رقم الثياب وهو وشيها ونقشها (قال: ثنا عبد الأعلى) بن عبد الأعلى الشامي. قال: (قال: ثنا قرة بن خالد، قال: ثنا بُديل) بضم الموحدة مصغر، بن ميسرة العقيلي، أخرج له مسلم.
(قال: ثنا شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم) بفتح الغين المعجمة وسكون النون، الأشعري الشامي، أدرك الجاهلية والإسلام، وأسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يره ولم يَفِد (3) عليه ولازم معاذ
(1) رواه أحمد 5/ 341، والطبراني 3/ 281 (3416). وضعفه الألباني (105).
(2)
في (ص): والرقام يشبه، وسقطت كلمة:"الرقام" من (م).
(3)
في جميع النسخ: يعبر، والمثبت مستفاد من "الاستيعاب" 2/ 850.
ابن جبل منذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن إلى أن مات معاذ.
وقال البخاري: له صحبة (1). والصحيح الأول، وكان أفقه أهل الشام، وهو الذي فقه عامة التابعين بالشام.
(قال: قال أبو مالك الأشعري: ألا أحدثكم بصلاة (2) النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى. قال: فأقام الصلاة، وصف الرجال) خلفه (وصف خلفهم الغلمان) رواه أحمد من طريق عبد الرحمن بن غنم أيضًا، عن أبي مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بزيادة، ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسوي بين الأربع ركعات في القراءة والقيام، ويجعل الركعة الأولى من أطولهن لكي يثوِّب الناس، ويجعل الرجال قدام الغلمان، والغلمان خلفهم، والنساء خلف الغلمان (3).
(فصلَّى (4) بهم، ثم ذكر صلاته) فيه دلالة على أنه إذا كثر (5) الرجال، والصبيان، والنساء، فيقدم الرجال، ثم الصبيان، ثم النساء. هكذا قال أصحابنا وأكثر (6) العلماء، وبالتعبير (7) بالغلمان كما في الحديث أولى من الصبيان، فإن الصبي يطلق على من لم يميز بخلاف الغلام، فإنه
(1)"التاريخ الكبير" 5/ 247.
(2)
في (ص): بكلام.
(3)
"مسند أحمد" 5/ 344.
(4)
في (ص، س، ل): يصلى.
(5)
في (ص): كبروا. وفي (م): كبر. والمثبت من (ل).
(6)
في (م): أكثرهم.
(7)
في (ص، س، ل): وبالعبيد.
مشتق من غَلِمْتُ (1) بكسر اللام، كبعتُ (2) إذا اشتد شبقه للنكاح.
هكذا إذا كان الغلمان عدد، فإن كان صبي واحد دخل مع الرجال، ولا ينفرد خلف الصف، قاله السبكي، وقيل عند اجتماع الرجال والصبيان يقف بين كل رجلين صبي ليتعلموا منهم الصلاة وأفعالها، والحديث حجة على هذا، قلت: ينبغي إذا كان الصبيان يكثر منهم اللعب إذا اجتمعوا صفًّا بانفرادهم، بأن يقع منهم الضحك، ودفع بعضهم لبعض في السجود، وغير ذلك مما شاهدناه في زماننا فيعمل بالأول (ثم قال هكذا صلاة)(3) هكذا الرواية يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحذف المضاف للعلم به، وهو شاهد على ذلك ومنه قوله تعالى:{فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (4) فيمن لم يُنَوِّنْ، أي: فلا خوفَ شيءٍ عليهم، وسمع: سلام عليكم فالتقدير سلام الله عليكم، ويحتمل أن يكون من حذف (ال) والتقدير. هكذا الصلاة المشروعة كما قيل تقدير سلام عليكم بلا تنوين: السلام عليكم، والأول أظهر.
(قال عبد الأعلى: لا أحسبه إلا قال: صلاة أمتي)(5) فيه التعليم بالفعل كما بالقول، والتعليم بهما أقوى وأبلغ، والله سبحانه أعلم.
* * *
(1) في (ص، س، ل): غلم.
(2)
كذا في جميع النسخ، ولعلها: كلَعِبْتُ.
(3)
في (ص): الصلاة. وسقطت من (س).
(4)
البقرة: 38.
(5)
ضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود"(105) لضعف شهر بن حوشب، ولكونه لم يجد له شاهدًا ولا متابعًا، والله تعالى أعلم.