الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
100 - باب صَفِّ النِّساءِ وَكَراهِيَةِ التَّأَخُّرِ عن الصَّفِّ الأَوَّل
678 -
حَدَّثَنا محَمَّد بْن الصَّبّاحِ البَزّاز، حَدَّثَنا خالِدٍ وإسْماعِيل بْن زَكَرِيّا، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبى صالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبي هرَيْرَةَ قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجالِ أَوَّلُها وَشَرُّها آخِرُها، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّساءِ آخِرُها وَشَرُّها أَوَّلُها"(1).
679 -
حَدَّثَنا يحيَى بْن مَعِينٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّزّاقِ، عَنْ عِكرِمَةَ بْنِ عَمّارٍ، عَنْ يحيَى بْنِ أَبى كَثِيرٍ، عَنْ أَبي سَلَمَةَ، عَنْ عائِشَةَ قالتْ: قال رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَزال قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ، عَنِ الصَّفِّ الأَوَّلِ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ فِي النّارِ"(2).
680 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ وَمُحَمَّدُ بْن عَبْدِ اللهِ الخزاعِي قالا: حَدَّثَنا أَبُو الأشهَبِ، عَنْ أَبي نَضْرَةَ، عَنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي أَصْحابِهِ تَأَخُّرًا فَقال لَهُمْ:"تَقَدَّمُوا فائتمُّوا بِي وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ وَلا يَزال قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ عز وجل"(3).
* * *
باب صف النساء وكراهة التأخر عن الصف الأول
[678]
(ثنا محمد بن الصباح البزاز) بزائين معجمتين، تقدم.
(قال: ثنا خالد) بن عبد الله الواسطي مولى مزينة، اشترى نفسه من الله ثلاث مرات بزنة (4) نفسه فضة (وإسماعيل بن زكريا، عن سهيل بن أبي
(1) رواه مسلم (440).
(2)
رواه ابن خزيمة 3/ 97 (1696)، وابن حبان (2156).
وقال الألباني (682) حديث صحيح، دون قوله:"في النار".
(3)
رواه مسلم (438).
(4)
في (م): بوزن.
صالح) قال ابن عيينة: كنا نعده [ثبتًا في](1) الحديث (2)(عن أبيه) أبي صالح ذكوان السمان.
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير صفوف الرجال) يعني: أكثرها أجرًا وثوابًا، وأقربها من مطلوب الشرع (أولها) هذا على عمومه، فخيرها الصف الأول، ثم الذي يليه، كما تقدم أبدًا، "وشرها آخرها" أبدًا، (و) أما قوله (خير صفوف النساء آخرها) فالمراد به اللواتي يصلين مع الرجال، وأما إذا صلين متميزات لا مع الرجال فهن كالرجال خير صفوفهن أولها، وشرها آخرها، ألا أنَّ ذلك ذم لآخرها] (3)(وشرها) أي؟ أقلها ثوابًا وفضلًا (أولها) وإنما كان الصف الأول من [صفوف النساء](4) شرًّا من آخرها لما فيه من مقاربة أنفاس (5) الرجال للنساء؛ فقد يُخاف أن تشوش المرأة على الرجل برائحتها ونفسها أو تظهر زبنتها كما هو مشاهد الآن، وإذا كان هذا في الصلاة فغيرها (6) أولى ببعدهن عن الرجال.
[679]
(ثنا يحيى بن معين) بفتح الميم قال: (ثنا عبد الرزاق، عن عكرمة بن (7) عمار) العجلي اليمامي، أخرج له مسلم.
(1) في (ص): ساقي.
(2)
انظر: "الكواكب النيرات" 1/ 245.
(3)
سقط من (م).
(4)
في (ص): الصفوف. وفي (ل): من صفوفهن.
(5)
في (س): الناس.
(6)
في (م): فغير.
(7)
في (س، م): عن.
(عن يحيى بن أبي (1) كثير، عن أبي سلمة) بن (2) عبد الرحمن بن عوف قيل: اسمه كنيته، وقيل: اسمه عبد الله، وهو الأصح عند أهل (3) النسب، قاله ابن عبد البر (4). وهو أحد فقهاء المدينة (عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله) تعالى، عن رحمته وعظيم فضله، وعن رتبة العلماء المأخوذ عنهم، أو عن رتبة السابقين (في النار) (5) قيل: إنَّ هذا في المنافقين، والظاهر أنه عامٌّ في المنافقين وغيرهم.
[680]
(ثنا موسى بن إسماعيل ومحمد بن عبد الله الخزاعي قالا: ثنا أبو الأشهب) جعفر بن حيان العطاردي من كبار قراء البصرة ذكر أبو عمرو أنه قرأ على أبي رجاء العطاردي (عن أبي نضرة) المنذر بن مالك
(1) سقط من (ص).
(2)
في (س، م): عن.
(3)
سقط من (م).
(4)
"التمهيد" 7/ 57.
(5)
أخرجه عبد الرزاق (2453)، وصححه ابن خزيمة (1559)، وابن حبان (2156) بنحوه.
قال النووي في "خلاصة الأحكام"(2490): رواه أبو داود بإسنادٍ على شرط مسلم. إلا أن أحاديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير قد ضعفها المحققون فقال ابن معين: ليست بصحاح، انظر:"الجرح والتعديل" 1/ 236، 7/ 10. وقال أبو حاتم: في حديثه عن يحيى بن أبي كثير بعض الأغاليط. "الجرح والتعديل" 7/ 11. والحديث صححه الألباني في "صحيح أبي داود" (682) دون قوله: "في النار" فإنه حكم بأنها زيادة منكرة.
والحديث التالي عن أبي سعيد رضي الله عنه يقويه.
العبدي (1) أخرج له مسلم، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرًا) عن الصف الأول (فقال لهم: تقدموا) إلى الصف الأول (فَأتمُّوا بي) واقتدوا بي في صلاتي (وليأْتْمَّ بكم من بعدكم) تمسك به الشعبي على (2) قوله أن كل صف منهم إمام لمن وراءه، وعامة الفقهاء لا يقولون بهذا؛ بل المراد به (3) أن تقديره أن من بعدكم يقتدون بي، مستدلين على أفعالي بأفعالكم، ففيه جواز اعتماد المأموم على متابعة الإمام الذي لا يراه ولا يسمعه على مبلغ عنه، أو صفَّ قدامه يراه متابعًا لإمامه (ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله تعالى) فيه ما تقدم، والله أعلم.
* * *
(1) في (ص): المعبدي.
(2)
في (س): عن.
(3)
من (م).