الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
82 - باب فِي الرَّجُلِ يُصلِّي فِي قمِيصٍ واحِدٍ
632 -
حَدَّثَنا القَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنا عَبْدُ العَزِيزِ -يَعْنِي: ابن مُحَمَّدٍ- عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْراهِيمَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قال: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ إِنِّي رَجُلٌ أَصِيدُ، أَفأُصَلِّي فِي القَمِيصِ الواحِدِ؟ قال:"نَعَمْ وازْرُرْهُ وَلَوْ بِشَوْكَةٍ"(1).
633 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْن حاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ، حَدَّثَنا يَحْيَى بْن أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ إِسْرائِيلَ، عَنْ أَبِي حَوْمَلٍ العامِرِيِّ.
قال أَبُو داوُدَ: كَذا قال والصَّوابُ أَبُو حَرْمَلٍ عَنْ -مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قال: أَمَّنا جابِرُ بْن عَبْدِ الله فِي قَمِيصٍ لَيْسَ عَلَيْهِ رِداءٌ، فَلَمّا انْصَرَفَ قال: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي قَمِيصٍ (2).
* * *
باب الرجل يصلي في قميص
[632]
(ثنا القعنبي قال: ثنا عبد العزيز بن محمد) الدراوردي (عن موسى بن إبراهيم) بن أبي ربيعة المخزومي، ذكره ابن حبان في مسند هذا الحديث (عن سلمة بن الأكوع قال: قلت يا رسول الله، إني رجل أصيد) رواية ابن حبان: إني أكون في الصيد وليس علي إلا قميص واحد (3)(أفأصلي في القميص الواحد؟ ) رواية النسائي: إني لأكون في
(1) رواه النسائي 2/ 70، وأحمد 4/ 49، 54.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(643).
(2)
رواه البيهقي 2/ 239 من طريق أبي داود.
وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(96).
(3)
"صحيح ابن حبان"(2294).
الصيد (1) وليس علي إلا قميص (2) أفأصلي فيه (3)؛ (قال: نعم، وازرره) بضم الراء الأولى، رواية ابن حبان والنسائي: قال: "زرَّه"(4)، بتشديد الراء، والصحيح المختار ضمها، وجوّز ثعلب فتحها وكسرها (5)، وإذا كانت الكلمة فعلًا مضارعًا مجزومًا أو فعل أمر جاز الفك والإدغام فالفك لغة أهل الحجاز؛ لقوله تعالى:{وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} (6) والإدغام لغة تميم، وقرئ بالفك والإدغام في السبع في قوله تعالى:{وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} (7).
(ولو) أن تزره (بشوكة) من شوك الشجر بأن تجمع بين طرفيه بشوكة، واستدل بهذا على أن الصلاة في القميص أولى من الصلاة في الثوب الذي ليس بمخيط؛ لأنه أعم في الستر؛ لأنه يستر العورة ويحصل على الكتف، فإن كان القميص واسع الفتح بحيث يرى عورته في قيامه أو ركوعه أو سجوده، فليزره بأزرار أو غيرها ولو بشوكة؛ فإن لم يزره فليطرح على عاتقه شيئًا يستره؛ لأن الستر يحصل به أو ليشد وسطه،
(1) في (ص، ل): الصيف.
(2)
في (ص، س، ل): واحد.
(3)
"سنن النسائي" 2/ 70.
(4)
هي رواية النسائي 2/ 70 ولم أقف عليها عند ابن حبان.
(5)
وغلَّطوه في تجويزه الفتح، انظر:"حاشية الخضري على ابن عقيل" 3/ 276.
(6)
لقمان: 19.
(7)
البقرة: 217، ولم يختلف فيها القراء، إنما الاختلاف حدث في آية المائدة: 54 {مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} فقرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي {يَرْتَدِدْ} وقرأ نافع وابن عامر (يرتدد). انظر: "السبعة" لابن مجاهد ص 245، "إتحاف فضلاء البشر" ص 201.
فإن تركه على حاله لم تصح صلاته، وفي الحديث دليل على أمر شرع في فضائل (1) الأفعال التي تحتاج إلى حركة ونشاط ينزع عنه بعض ثيابه إذا لم يخَف بردًا وغيره ويقتصر على ما يستر العورة لأن الثياب كلما خفت عن الآدمي كان أنشط وأسرع في حركته ويدخل في هذا نزع بعض الثياب للاستنجاء والوضوء والغسل ونحو ذلك.
[633]
(ثنا محمد بن حاتم بن بزيع) بفتح الباء الموحدة وكسر الزاي البصري، شيخ البخاري (قال: ثنا يحيى بن أبي (2) بكير) النخعي الكوفي، حدث بمصر (3)(عن إسرائيل، عن أبي (4) حومل) بفتح الحاء المهملة وإسكان الواو وفتح الميم (العامري) وكذا ذكره الذهبي في "التذهيب"(5) وغيره (6).
(قال أبو داود: كذا قال) أظنه إسرائيل (والصواب) أنه هو (أبو (7) حرمل) بالراء بدل الواو، وكذا ذكره ابن عبد البر في "الكُنى" في النسخة التي وقفت (8) عليها، وهي معتمدة، وذكره في القسم الثاني
(1) في (ص): فصل يل. وفي (س، ل): تعديد.
(2)
سقط من (م).
(3)
يحيى بن أبي بكير المذكور هنا هو ابن أسيد العبدي القيسي كوفي الأصل ولي قضاء كرمان، وهو ثقة. وأما النخعي هذا، فهو مستور لم يخرج له أحدٌ من الستة، وليس في طبقة ابن أبي بكير القيسي، وذكره المزي في "تهذيبه" تمييزا. انظر:"تهذيب الكمال" 31/ 245، 248.
(4)
في (م): ابن.
(5)
في (ص، س، ل): التهذيب.
(6)
"تذهيب التهذيب" 10/ 245 (8115)، "الكاشف"(6597).
(7)
في (م): ابن.
(8)
في (س): وقعت.
الذي لم يعرف أسماؤهم ولم يذكر الذهبي أيضًا اسمه (1)(عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أبيه) عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه (2)(قال: أمنا) بتشديد الميم (جابر بن عبد الله رضي الله عنه في قميص ليس عليه رداء) القميص ما كان مخيطًا، والرداء بالمد ما يرتدى به على ظهره، والإزار ما يجعل في الوسط (قال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في قميص) ولابن ماجه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس قميصًا قصير اليدين والطول (3)، وسيأتي لأبي داود والترمذي والنسائي من حديث أم سلمة (4): كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص (5)؛ لأنه يستر أكثر من الرداء ونحوه، والله أعلم.
* * *
(1)"الاستغنا"(1565).
(2)
ليس الأمر كما قال الشارح رحمه الله فليس هذا الراوي محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ولا أبوه ابن الصديق وإنما هو راوٍ مجهول، قال بعضهم: إنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن جدعان المليكي وهو متروك.
وردَّ المزي هذا في "التهذيب"(3770) فقال: خلط بعضهم هذه الترجمة بترجمة المليكي وذلك وهم، فإن هذا أقدم من المليكي وليس للمليكي رواية عن أحد من الصحابة.
(3)
"سنن ابن ماجه"(3577)، وفي إسناده مسلم بن كيسان الأعور الملائي، وهو ضعيف. "التقريب"(6641).
(4)
في (س): أم سليم.
(5)
"سنن أبي داود"(4025)، والترمذي (1762)، والنسائي في "الكبرى"(9668)، وسيأتي تخريجه عند الكلام عليه إن شاء الله تعالى.