الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
148 - باب رَفعِ النِّساءِ إِذا كُنَّ مَعَ الرِّجالِ رُؤوسَهُنَّ مِنَ السَّجْدَةِ
851 -
حَدَّثَنا مُحَمَّد بْنُ المتَوَكِّلِ العَسقَلانِيُّ، حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّزّاقِ أَنْبَأَنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَوْلَى لأسماءَ ابنةِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَسْماءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قالتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "مَنْ كانَ مِنْكُنَّ يُؤْمِنُ باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلا تَرْفَعْ رَأْسَها حَتَّى يَرْفَعَ الرِّجال رُءُوسَهُمْ". كَراهَةَ أَنْ يَرَين مِنْ عَوراتِ الرِّجالِ (1).
* * *
باب رفع النساء رؤوسهن من السجود إذا كن مع الرجال
[851]
(ثنا محمد بن المتوكل) بن عبد الرحمن بن حسان (العسقلاني) مولى بني هاشم، قال:(ثنا عبد الرزاق) بن همام. قال أحمد بن حنبل: إذا اختلف الناس في حديث معمر فالقول ما قال عبد الرزاق (2)، قال:(أنا معمر) قال: (عن (3) عبد الله بن مسلم) بن عبد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري المدني (أخي الزهري)، وكان الأكبر (عن مولى لأسماء بنت أبي بكر) قال المنذري: مولى أسماء مجهول (4).
(1) رواه أحمد 6/ 348، والطبراني 24/ 97، 98 (262، 263)، والبيهقي 2/ 241. قال الألباني في "صحيح أبي داود" (797): حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير مولى أسماء فإنه مجهول.
(2)
رواه السراج في "حديثه"(345).
(3)
في (ص، س): ثنا.
(4)
"مختصر سنن أبي داود" 1/ 404.
(عن أسماء بنت أبي بكر) الصديق، كانت تحت الزبير بن العوام، وأسلمت قديمًا بمكة، وهاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبد الله بن الزبير فوضعته بقباء، وتوفيت بمكة سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير بيسير، لم تلبث بعد إنزاله من الخشبة (1) ودفنه إلا ليالي، وكان قد ذهب بصرها [وهي ذات النطاقين](2).
(قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان) هذا من مراعاة لفظ من، وهو أولى من مراعاة معناها، ولو روعي المعنى لقيل: من كانت.
(منكن يؤمن) بالتحتانية للمؤنث بالرفع والمثناة تحت (بالله واليوم الآخر) أي: يؤمن حق الإيمان، ومن كانت كذلك تأتمر بما أمرت به، كقولك: إن كنت حرًّا فانتصر. وأنت تخاطب حرًّا.
(فلا ترفع) بالمثناة الفوقانية (رأسها)(3){وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا} (4) قال أبو البقاء: قرئ الأولى بالياء والثانية بالتاء (5).
قال بعضهم: هذا ضعيف (6)؛ لأن التذكير أصل فلا يجعل تبعًا للتأنيث، وتعقب بقوله تعالى:{خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا} (7) وهذا من أمر (8) مراعاة المعنى بعد مراعاة اللفظ كقوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي} (9) فراعى فيه (10) اللفظ، ثم
(1) في (ص، س، ل): الحبشة.
(2)
من (س، ل، م).
(3)
سقط من (س، م).
(4)
الأحزاب: 31.
(5)
"إعراب القرآن" 7/ 183.
(6)
زاد في (م): رأسها.
(7)
الأنعام" 139.
(8)
سقط من (س، م).
(9)
التوبة: 49.
(10)
من (م).
قال: {أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} (1) فراعى المعنى، ويعتبر المعنى بعد اعتبار اللفظ كثيرًا.
(حتى يرفع الرجال رؤوسهم) ثم ذكر العلة في سبب النهي عن هذا فقال: (كراهية) يحتمل أنه مدرج من كلام، بتخفيف الياء منصوب على أنه مفعول له (أن يرين) بالتحتانية، النساء (من) للتبعيض أي: بعض (عورات الرجال) الذين هم قدامهن، فإن السنة أن تصلي النساء خلف الرجال، فنهيت المرأة إذا صلت خلف الرجل أو الرجال أن ترفع رأسها من السجود قبل أن يرفع الرجال رؤوسهم ويجلسوا على الأرض، فإن المرأة إذا رفعت رأسها قبل الرجال ربما رأت عورة رجل في حال سجوده، أو في جلوسه وحركته للجلوس؛ لِقِصَرٍ في ثوبه أو شق أو قطع وتخرق ونحو ذلك كما في قصة عمرو (2) بن سلمة لما كان يؤم قومه وهو ابن سبع سنين فقالت امرأة ممن صلين خلفه:"غطوا عنا است قارئكم .. "(3) الحديث، وفي الحديث (4):"رأيت الرجال عاقدي أزُرِهم .. "(5) يعني: لئلا ينكشف شيء من العورة.
* * *
(1) التوبة: 49.
(2)
من (س، ل، م).
(3)
أخرجه البخاري (4302)، وأحمد 5/ 30، وابن خزيمة (1512) من حديث عمرو بن سلمة.
(4)
في (س، ل، م): الصحيح.
(5)
رواه مسلم (441) من حديث سهل بن سعد.