الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
103 - باب الرَّجُل يَرْكع دُون الصّفِّ
683 -
حَدَّثَنا حُمَيْدُ بْنُ مَسعَدَةَ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ زرَيْعٍ حَدَّثَهمْ، حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ أَبي عَرُوبَةَ، عَنْ زِيادٍ الأعلَمِ، حَدَّثَنا الْحَسَنُ، أَنَّ أَبا بَكْرَةَ حَدَّثَ أَنَّهُ دَخَلَ المَسْجِدَ وَنَبِيّ اللهِ صلى الله عليه وسلم راكِعٌ قال: فَرَكَعْتُ دُونَ الصَّفِّ، فَقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"زادَكَ اللهُ حِرْصًا وَلا تَعُدْ"(1).
684 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، أَخْبَرَنا زِيادٌ الأعلَمُ، عَنِ الحَسَنِ أَنَّ أَبا بَكْرَةَ جاءَ وَرَسُولُ اللهِ راكِعٌ فَرَكَعَ دُونَ الصَّفِّ ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّفِّ فَلَمّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَلاتَهُ قال:"أَيُّكُمُ الذِي رَكَعَ دُونَ الصَّفِّ ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّفِّ؟ ". فَقال أَبو بَكْرَةَ أَنا. فَقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "زادَكَ اللهُ حِرْصًا وَلا تَعُدْ"(2).
قال أَبُو داوُدَ: زِيادٌ الأعلَمُ: زِيادُ بْنُ فُلانِ بْنِ قُرَّةَ وَهُوَ ابن خالةِ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ.
* * *
باب الرجل يركع دون الصف
[683]
(ثنا حميد بن مسعدة) بن مبارك السَّامي (3) أو الباهلي، روى له مسلم والأربعة (أن يزيد بن زريع حدثهم) قال: (ثنا سعيد بن أبي
(1) رواه البخاري (783).
(2)
رواه أحمد 5/ 45، والطحاوي 1/ 395 (2306)، والبيهقي 3/ 105 - 106.
وصححه الألباني (685).
(3)
السامي بالسين المهملة نسبة إلى بني سامة بن لؤي وهم جماعة منهم: عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي شيخ أحمد، ومحمد بن عبد الرحمن السامي شيخ ابن حبان، وغيرهم. انظر:"تبصير المنتبه" لابن حجر 2/ 802.
عروبة، عن زياد) بن حسان بن (1) قرة (الأعلم) الباهلي، قال ابن حنبل: ثقة ثقة (2)(3).
قال: (ثنا الحسن، أن أبا بكرة) نُفَيعًا (4)(حدَّث (5): أنه دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم راكع، قال: فركعت دون الصف) اختلف العلماء فيمن ركع دون الصف فروي عن زيد بن ثابت، وابن مسعود أنهما فعلا (6) ومشيا إلى الصف ركوعًا، وفعله عروة، وسعيد بن جبير (7)، وأبو سلمة، وعطاء، وقال: مالك (8)، والليث (9): لا بأس به إذا كان قريبًا قدر ما يلحق (10) به. وحد القرب فيما حكاه القاضي إسماعيل، عن مالك، أن يصل إلى الصف قبل سجود الإمام.
وفي "العتبية"(11) ثلاثة صفوف (12). وفي "الأوسط" للطبراني من حديث ابن (13) جريج، عن عطاء، أن ابن الزبير قال على المنبر: إذا دخل أحدكم المسجد، والناس ركوع، فليركع حين (14) يدخل ثم
(1) زاد في (م): مهران اليشكري. وموضعها عند قوله: أبي عروبة وهذا اسمه.
(2)
"العلل ومعرفة الرجال" برواية عبد الله (3462).
(3)
سقطت: (ثقة) الثانية من (ص، س، ل).
(4)
من (م).
(5)
في (ص، س): حدثه.
(6)
في (م): فعلاه.
(7)
انظر هذه الآثار في "مصنف ابن أبي شيبة"(2637 - 2642).
(8)
"الاستذكار" 6/ 246.
(9)
"الاستذكار" 6/ 246.
(10)
في (ص): تخلف. وفي (س، ل): يحلق.
(11)
في (ص): الهشة.
(12)
انظر: "الذخيرة" للقرافي 2/ 273.
(13)
من (م).
(14)
في (ص، م): حتى.
يدب (1) راكعًا حتى يدخل في الصف، فإن ذلك السنة. قال عطاء: فقد رأيته يصنع ذلك (2). وفي "مصنف عبد الرزاق" بسند صحيح (3)، عن زيد بن وهب قال: خرجت مع عبد الله [من دَارِه](4) فلما توسطنا المسجد ركع الإمام فكبر عبد الله، ثم ركع وركعت معه، ثم مشينا إلى الصف الأخير حتى رفع القوم رؤوسهم، فلما قضى الإمام الصلاة قمت لأصلي فأخذ بيدي عبد الله فأجلسني، وقال: إنك قد أدركت.
وبسند صحيح أن أبا لبابة فعل ذلك، وزيد بن ثابت، وسعيد بن جبير، وعروة، وعطاء كما سلف، وقال أبو حنيفة والثوري: يكره ذلك للواحد ولا يكره للجماعة (5).
ذكره الطحاوي قال: وأجاز أبو حنيفة (6)، ومالك (7)، والشافعي (8)، والليث صلاة المنفرد وحده دون الصف، وقال مالك (9): لا يجذب إليه رجلًا. وقال الأوزاعي، وأحمد، وإسحاق (10): إن ركع دون الصف بطلت صلاته محتجين بقوله: "ولا تَعُد".
(1) من (م).
(2)
"المعجم الأوسط"(7016).
(3)
هذا الذي نقله المصنف إنما هو لفظ ابن أبي شيبة (2637)، ورواه عبد الرزاق بنحوه (3381).
(4)
في جميع النسخ: بن والمثبت من المصادر.
(5)
"الاستذكار" 6/ 246.
(6)
"المبسوط" 1/ 350.
(7)
"المدونة" 1/ 194.
(8)
"الحاوي الكبير" 2/ 340.
(9)
"المدونة" 1/ 194.
(10)
في "مسائل الإمام أحمد وإسحاق" برواية الكوسج (260): قال أحمد: إذا كان وحده وظن أنه يدرك فعَل وإن كان مع غيره فيركع حيثما أدركه الركوع. قال إسحاق: لا يركع أبدًا إذا كان وحده.
(فقال النبي صلى الله عليه وسلم: زادك الله حرصًا) فيه الدعاء لمن فعل فعلًا أراد به فعل الخير ولم يصب في فعله تحريضًا وحثًّا على أفعال الخير، وفيه جواز الاجتهاد بحضرته صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقره على ما فعله باجتهاد ولم يصب فيه (ولا تعُد) بفتح التاء وضم العين.
اختلف (1) العلماء في معناه، فقيل: معناه: لا تعد أن تركع دون الصف حتى تقوم في الصف (2). حكاه ابن التين (3) عن الشافعي، ويؤيده ما رواه ابن أبي شيبة عن أبي هريرة بإسناد صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا أتى أحدكم إلى الصف فلا يركع دون الصف، ولا تُكبِّر حتى تأخُذَ مقامك (4) من الصف"(5) وقال ابن حبان: لا تعد في إبطاء المجيء إلى الصلاة (6)، وقال المهلب بن أبي صفرة: معناه لا تعد إلى دخولك في الصف تمشي وأنت راكع فإنها كمشية البهائم.
قال ابن القطان: وهذا هو المراد فإن في "مصنف حماد بن سلمة" عن الأعلم، عن الحسن، عن أبي بكرة، أنه دخل المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، وقد ركع فركع ثم دخل الصف وهو راكع فلما انصرف النبي
(1) في (ص): اخلف.
(2)
انظر: "شرح صحيح البخاري" لابن بطال 2/ 401.
(3)
في (ص): أنس.
(4)
في (ص): مقامه.
(5)
أخرجه ابن أبي شيبة موقوفًا على أبي هريرة (2651) قال: "لا تكبر حتى تأخذ مقامك من الصف".
وأما مرفوعًا فقد رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 396 من طريق المقدَّمي، وهو يدلس تدليس السكوت وهذا النوع من التدليس سيء جدًّا، وانظر تعليق الألباني في "الضعيفة"(977).
(6)
"صحيح ابن حبان" 5/ 570 - 571.
- صلى الله عليه وسلم قال: "أيكم دخل الصف، وهو راكع؟ "، فقال له أبو بكرة: أنا. فقال: زادك الله حرصًا ولا تعُد.
قال ابن القطان: فبيَّن بهذِه الزيادة أن الذي أنكر عليه الشارع إنما هو أَن دَبَّ راكعًا (1).
قال الطحاوي: ولا يختلفون فيمن صلى وراء الإمام في صف فخلى موضع رجل أمامه، أنه ينبغي أن يمشي إليه (2)، وقيل: معناه: لا تعد إلى إتيان الصلاة مسرعًا (3) بل تأتي وعليك السكينة والوقار، واحتج له بما رواه ابن السكن في "صحيحه" بلفظ: أقيمت الصلاة فانطلقت أسعى حتى دخلت في الصف فلما قضى الصلاة، قال:"من (4) المصلي آنفًا؟ " قال أبو بكرة: فقلت: أنا. فقال: "زادك الله حرصًا ولا تعُد"(5).
[684]
(ثنا موسى بن إسماعيل) قال: (ثنا حماد) قال: (أنا زياد) بن حسان (الأعلم، عن الحسن، أن أبا بكرة جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم راكع) قوله (ورسول الله صلى الله عليه وسلم راكع) جملة اسمية في موضع نصب على الحال، كقوله تعالى:{مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} (6) فجملة: {اسْتَمَعُوهُ} حال من مفعول: {يَأْتِيهِمْ} أو من فاعله، وأما {وَهُمْ يَلْعَبُونَ} فحال من فاعل:{اسْتَمَعُوهُ} ، و {لَاهِيَةً} أيضًا حال
(1)"بيان الوهم والإيهام" 5/ 610.
(2)
"شرح معاني الآثار" 1/ 397.
(3)
كلمة غير مقروءة في (م).
(4)
في (م): أين.
(5)
انظر: "التلخيص الحبير" 1/ 285.
(6)
الأنبياء: 2.
من فاعل {يَلْعَبُونَ} (فركع دون (1) الصف ثم مشى) بفتح الشين (إلى الصف) أي: دب (2) دبيبًا كمشية البهائم.
(فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته قال: أيكم الذي ركع دون الصف، ثم مشى إلى الصف؟ ) رواية حماد بن سلمة المتقدمة: فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيكم دخل الصف وهو راكع؟ "(فقال أبو بكرة: أنا) فيه أنه لا كراهة في قول الإنسان: أنا (فقال النبي صلى الله عليه وسلم: زادك الله حرصًا)[على أفعال الخير](3)(ولا تعُد) قال السبكي: الظاهر أن معناه ولا تعُد إلى الإحرام خارج الصف (4).
وإذا قلنا: إن الإحرام في آخر المسجد والانتقال في أثناء الصلاة إلى القرب من الإمام أو إلى الصف منهي عنه، فيؤخذ منه ما قاله أصحابنا أن الإمام إذا أحَسَّ في الركوع بمن دخل المسجد، وهو قريب فيستحب له أن ينتظره حتى يصل إلى الصف، ولا يحوجه أن يحرم آخر المسجد ويمشي إلى الصف؛ فإنه مكروه، كما تقدم على الأصح، أما إذا لم يكن دخل المسجد، فلا ينتظره، قولًا واحدًا (5).
* * *
(1) في (ص، س، ل): إلى.
(2)
في (م): يدب.
(3)
سقط من (م).
(4)
في جميع النسخ: الصلاة. والمثبت من "فتاوى السبكي" 1/ 140.
(5)
انظر: "الحاوي الكبير" 2/ 320 - 321.