الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
143 - باب كَيْف يضَع رُكْبَتَيْه قبْلَ يدَيْهِ
838 -
حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْن عَلِيٍّ وَحسَين بْن عِيسَى قالا: حَدَّثَنا يَزِيدُ بْن هارونَ، أَخْبَرَنا شَرِيكٌ، عَنْ عاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وائِلِ بْنِ حجْرٍ قال: رأيْت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذا سَجَدَ وَضَعَ ركبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ، وإذا نَهَضَ رَفَعَ يَدَيْهِ قَبلَ رُكْبَتَيهِ (1).
839 -
حَدَّثَنا محَمَّد بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنا حَجّاجُ بْنُ مِنْهالٍ، حَدَّثَنا هَمّامٌ، حَدَّثَنا مُحَمَّد بْنُ جُحادَةَ، عَنْ عَبْدِ الجَبّارِ بْنِ وائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ حَدِيثَ الصَّلاةِ قال: فَلَمّا سَجَدَ وَقَعَتا رُكْبَتاهُ إِلَى الأرْضِ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ كَفّاهُ. قال هَمّام وحَدَّثَنا شَقِيقٌ قال حَدَّثَنِي عاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بمِثْلِ هذا وَفِي حَدِيثِ أَحَدِهِما وَأكبَرُ عِلْمِي أنَّه فِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ جُحادَةَ: وإذا نَهَضَ نَهَضَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ واعْتَمَدَ عَلَى فَخِذِهِ (2).
840 -
حَدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ العَريزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي محَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أَبي الزِّنادِ، عَنِ الأعرَجِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قال: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلا يَبْرُكْ كَما يَبْرُكُ البَعِيرُ وَلْيَضَعْ يَدَيْهِ قَبْلَ ركبَتَيْهِ"(3).
841 -
حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْن نافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أَبي الزِّنادِ، عَنِ الأعرَجِ، عَنْ أَبي هرَيْرَةَ قال: قال رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ فَيَبْرُكُ كما يَبْرُكُ الجَمَلُ"(4).
(1) رواه الترمذي (268)، والنسائي 2/ 206، 234، وابن ماجه (882).
وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(151).
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" 22/ 27 (60)، والبيهقي 2/ 98، 99. وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" (121).
(3)
رواه الترمذي (269)، والنسائي 2/ 207.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(789).
(4)
راجع السابق.
باب يضع يديه قبل ركبتيه
[838]
(ثنا الحسن بن علي) الهذلي الحلواني الخلال شيخ الشيخين (وحسين بن عيسى) البسطامي الدامغاني، أخرج له الشيخان، شيخ الشيخين أيضًا [كما هو مفهوم] (1) (قالا: ثنا يزيد بن هارون) بن زاذان (2) السلمي.
قال: (أنا شريك) بن عبد الله النخعي القاضي، قال الدارقطني: تفرد بهذا الحديث يزيد، عن شريك، ولم يحدث به عن عاصم بن كليب غير شريك، وشريك ليس بالقوي فيما تفرد (3) به (4).
وقال أبو بكر البيهقي: هذا حديث يعد في أفراد شريك القاضي، وإنما يتابعه همام مرسلًا، هكذا ذكره البخاري وغيره من الحفاظ المتقدمين رحمهم الله تعالى (5). هذا آخر كلامه.
وشريك أخرج له مسلم في المتابعة قال أبو توبة الربيع بن نافع: سمعت عيسى بن يونس يقول: ما رأيت أحدًا قط أورع في علمه من شريك. وقال أبو توبة أيضًا: كنا بالرملة فقالوا: من رجل الأمة؟ فقال عيسى بن يونس: رجل الأمة شريك بن عبد الله، وكان يومئذٍ حيًّا (6).
(1) سقط من (س، م).
(2)
في (ص): داود.
(3)
في (م): ينفرد. وفي "سنن الدارقطني": يتفرد.
(4)
"سنن الدارقطني" 1/ 345.
(5)
"السنن الكبرى" 2/ 99.
(6)
"تهذيب الكمال" 12/ 470 - 471.
(عن عاصم بن كليب) بن شهاب الكوفي، استشهد به البخاري في "الصحيح" وروى له في كتاب "رفع اليدين في الصلاة" وروى له في "الأدب".
(عن أبيه) كليب بن شهاب الجرمي روى له الأربعة وثق، (عن وائل بن حجر)(1) أبي هنيدة الكندي.
(قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع) لفظ الترمذي: "يضع"(ركبتيه قبل يديه) بوب عليه ابن حبان: ذِكْر أن المصلي إذا أراد السجود يجب أن يضع أولًا ركبتيه ثم يديه. والمراد باليد هو الكف، وأما الذراع فيرفعه.
قال الخطابي: إن تقديم الركبتين أثبت (2) من تقديم اليدين، وهو أرفق بالمصلي (3). ورجحوه بقول سعد بن أبي وقاص: كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأمرنا (4) بالركبتين قبل اليدين. رواه ابن خزيمة في "صحيحه"(5)، وله شاهد من وجه آخر، روى الدارقطني (6) والحاكم (7)
(1) في (ص): حجير.
(2)
في (ص): أبين.
(3)
"معالم السنن" 1/ 208.
(4)
في (ص): فأمر.
(5)
"صحيح ابن خزيمة"(628).
وقال الألباني: إسناده ضعيف جدًّا، فيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة وهو متروك، وابنه إبراهيم ضعيف.
(6)
"سنن الدارقطني" 1/ 345.
(7)
"المستدرك" 1/ 226.
والبيهقي (1) من طريق حفص بن غياث (2)، عن عاصم الأحول، عن أنس في حديث فيه: ثم انحط بالتكبير فسبقت ركبتاه يديه.
(وإذا نهض) من السجدة الثانية أو الأولى (رفع يديه قبل ركبتيه)(3) استدل به وبالرواية الآتية أحمد بن حنبل على أنه إذا نهض للقيام بعد سجدتيه ينهض على صدور قدميه معتمدًا على ركبتيه بيديه رافعًا يديه قبل ركبتيه. قال القاضي من أصحابه: لا يختلف قوله أنه لا يعتمد على الأرض سواء قلنا يجلس للاستراحة أو لا يجلس (4) وحمل حديث مالك بن الحويرث في صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنه كان لمشقة القيام عليه لضعفه وكبره، فإنه قال عليه السلام:"إني قد بدنت فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود".
[839]
(ثنا محمد بن معمر) بن ربعي [القيسي، قال: ](5)(ثنا حجاج بن منهال) قال: (ثنا همام) بن يحيى العوذي الحافظ.
قال: (ثنا محمد بن جحادة) الأودي الكوفي (عن عبد الجبار بن وائل) بن حجر الحضرمي، أخرج له مسلم، ووثقه ابن معين وقال: لم
(1)"السنن الكبرى"2/ 99.
(2)
في (م): عباد.
(3)
أخرجه الترمذي (268)، والنسائي 2/ 206، وابن ماجه (882)، وابن خزيمة (626)، وابن حبان (1912) من طريق يزيد بن هارون به.
وقال الألباني في "ضعيف سنن أبي داود"(151): إسناده ضعيف.
(4)
"المغني" 2/ 213.
(5)
في (ص، س، ل): النبيسى.
يسمع من أبيه شيئًا (1)، وقال أيضًا: مات وهو حمل (2). قال الذهبي: وهذا القول مردود بما صح عن عبد الجبار قال: كنت غلامًا لا أعقل صلاة أبي (3)(عن أبيه) وائل بن حجر بضم الحاء المهملة أوله: (أن النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكر حديث الصلاة) المذكور قبل هذا الإسناد و (قال) في هذه الرواية: (فلما سجد وقعتا ركبتاه) هكذا الرواية بإثبات ألف التثنية مع أن الفاعل المسند إليه ظاهر، وهذا على اللغة المعروفة بأكلوني البراغيث، وحمل ابن مالك عليها:"يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل"(4) وقد نوزع في ذلك.
(إلى الأرض قبل أن يقعا) بفتح المثناة تحت، وبألف التثنية كقول المتنبي:
ورمى (5) وما رمتا يداه فصابني
…
سهم يعذب والسهام تريح (6)
وهذِه الألف علامة للاثنين، وهي حرف (يداه)(7) وهو أيضًا على اللغة المذكورة.
(1)"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 3/ 11.
(2)
"تهذيب الكمال" 16/ 394 - 395.
(3)
تهذيب الكمال" 16/ 394 - 395.
(4)
رواه البخاري (555)، ومسلم (55).
(5)
ليست بالأصول الخطية، وأثبتُّها من "ديوان المتنبي".
(6)
"ديوان المتنبي" ص 66.
(7)
الحديث أخرجه البيهقي 2/ 98 - 99 من طريق حنبل بن إسحاق. وقال الألباني في "ضعيف سنن أبي داود"(121): إسناده ضعيف.
(قال همام) بن يحيى (وثنا شقيق) أبو ليث (قال: حدثني عاصم بن كليب، عن أبيه) كليب بن شهاب، تقدم، قال المزي في "تهذيب الكمال": همام بن يحيى، عن عاصم بن شنتم، عن أبيه، هكذا قيده الأمير أبو نصر بن ماكولا، بالشين المعجمة المفتوحة وبالنون الساكنة، وهكذا أخرجه القاضي أبو الحسين عبد الباقي بن قانع، في حرف الشين المعجمة (1) روى له أبو داود هذا الحديث الواحد، فإن صحت رواية ابن قانع فيشبه أن يكون الحديث متصلًا، وإن كانت (2) رواية أبي داود هي الصحيحة فالحديث مرسل (3).
(عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا) الحديث المذكور (و (4) في حديث أحدهما) يعني: همامًا أو (5) شقيفا قال: (وأكبر) بفتح الباء الموحدة (علمي) إن قلنا: إن (6) العلوم تتفاوت فيقال: علم أجلى من علم، فهذا العلم على بابه، وإن قلنا العلوم لا تتفاوت كما حكاه إمام الحرمين عن المحققين، فلا يقال: علم أبين من علم، إذ المعلم (7) يبين المعلوم على ما هو معه (8)، ولا يجامعه استرابة أصلًا، فعلى هذا المراد
(1) في (م): في معجمه.
(2)
زاد في (ص، ل): من.
(3)
"تهذيب الكمال" 12/ 558، وانظر:"معجم الصحابة" 1/ 350، وفيه: شُتَيم.
(4)
سقطت من (م).
(5)
في (م): و.
(6)
سقطت من (م).
(7)
في (م): العلم.
(8)
في (ص، س): منه.
بقوله: أكبر علمي، أي: أكبر ظني (أنه في حديث محمد بن جحادة) بضم الجيم (و) قال فيه: (إذا نهض نهض (1) على ركبتيه واعتمد) بيديه (على فخذه)(2) بالإفراد هكذا الرواية، وفي رواية أظنها لغير المصنف على فخذيه بالتثنية (3)، وهو اللائق بالمعنى، يعني لا على الأرض كما تقدم توجيهه (4).
[840]
(ثنا سعيد بن منصور) الخراساني، نشأ ببلخ وسكن مكة ومات بها، شيخ مسلم، قال:(ثنا عبد العزيز بن محمد) الدراوردي، قال:(حدثني محمد بن عبد الله بن حسن) بن حسن بن علي بن أبي طالب العلوي، قال النسائي: ثقة (5).
(عن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان، مولى مسة بنت ربيعة (عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير) على الأرض (وليضع يديه قبل (6) ركبتيه) استدل به على أن المصلي يضع يديه قبل ركبتيه، وقال نافع: كان (7) ابن عمر يضع يديه قبل ركبتيه، وبه قال الأوزاعي ومالك أنه يضع يديه قبل ركبتيه (8)، وهو رواية عن أحمد (9).
(1) من (م).
(2)
في (س، م): فخذيه.
(3)
بل هي عند المصنف في "المراسيل"(42).
(4)
من (م).
(5)
تهذيب الكمال" 25/ 465.
(6)
في (ص، س): على.
(7)
في (ص). قال.
(8)
"مواهب الجليل" 2/ 247 - 248.
(9)
"المغني" لابن قدامة 2/ 193.
وذكر ابن حبان بعد أن (1) روى بسنده حديث ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه، ويقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، ثم قال: باب (2) البيان بأن خبر ابن عمر الذي ذكرناه خبر منسوخ، نسخه خبر وائل وغيره، ثم روى بسنده (3) إلى شعد بن أبي وقاص قال: كنا نضع اليدين قبل الركبتين، فأمرنا بالركبتين قبل اليدين (4).
وقال في "شَرح السُّنَّة" بعد ذكر حديث وائل المذكور في هذا الباب: ذكر بعض العلماء أنه منسوخ بحديث مصعب بن سعد: كنا نضع اليدين قبل الركبتين، فأمرنا بالركبتين قبل اليدين (5).
[841]
(ثنا قتيبة بن سعيد) البلخي، قال:(ثنا عبد الله بن نافع) بن أبي نافع الصائغ المدني مولى بني مخزوم، أخرج له مسلم والأربعة.
(عن محمد بن عبد الله بن حسن) تقدم قبله (عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) أكثر النسخ "يعتمد"(يعمد) كيضرب (أحدكم) أي: يقصد (في صلاته) إلى السجود، وفي رواية:" يعتمد أحدكم" وهو بمعناه، فيقصد (فيبرك) بركبتيه قبل يديه (كما يبرك الجمل) فيه النهي عن التشبه بالبعير في البروك، [وأما (6)
(1) سقط من (م).
(2)
في (ص): بأن.
(3)
من (م)
(4)
سبق تخريجه قريبًا.
(5)
"شرح السنة" 3/ 135، وفيه: زعم. بدل: ذكر.
وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود"(789) إسناده صحيح.
(6)
في (ص، س، ل): إنما.
في الخضوع والانقياد والطيوع لمالك أمره فورد في الحديث التشبيه به لما روى الترمذي (1) وابن ماجه (2)] (3): "المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد". [وفي رواية لغيرهما: "المؤمنون هينون لينون كالخف الأنف المأنوف"(4). والأنف بضم الهمزة والنون: المخزوم الذي لا يمتنع على قائده.
قال ابن الأثير: الأنف: الذي عقر الخشاش أنفه فهو لا يمتنع على قائده للوجع الذي به، وقيل: الأنف (5) الذلول، ويروى الآنف بمد الهمزة، يقال: أنف البعير يأنف أنفًا فهو آنف إذا اشتكى أنفه من الخشاش، (6)، وكان الأصل أن يقال: مأنوف؛ لأنه مفعول كما يقال: مصدور (7) ومبطون للذي يشتكي صدره (8) وبطنه، وإنما جاء هذا بالمد شاذا، والله أعلم (9).
* * *
(1) لم أقف عليه عند الترمذي.
(2)
"سنن ابن ماجه"(43)، وأخرجه أحمد 4/ 126، والطبراني في "الكبير"(18/ 247 رقم 619) من حديث العرباض بن سارية مرفوعا.
وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود"(43): صحيح.
(3)
من (م).
(4)
في (ل، م): المألوف.
(5)
من (ل، م)، و"النهاية".
(6)
تكرار في (ص، ل) مع بعض الزيادة.
(7)
في (ص، س، ل): مصدر.
(8)
في (ص): ضرره.
(9)
"النهاية": 1/ 75.