الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
145 - باب الإِقْعاء بَينَ السَّجْدَتيْنِ
845 -
حَدَّثَنا يحيَى بْن مَعِينٍ، حَدَّثَنا حَجّاج بْنُ محَمَّدٍ، عَنِ ابن جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أنَّه سَمِعَ طاوسًا يَقولُ قلْنا لايْنِ عَبّاسٍ فِي الإِقْعاءِ عَلَى القَدَمَيْنِ فِي السُّجودِ. فَقال: هِيَ السُّنَّةُ. قال: قُلْنا: إِنّا لَنَراهُ جَفاءً بِالرَّجُلِ. فَقال ابن عَبّاسٍ: هِيَ سُنَّةُ نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم (1)
* * *
باب الإقعاء بين السجدتين
[845]
(ثنا يحيى بن معين) بفتح الميم، أبو زكريا المري (2) البغدادي [إمام المحدثين](3)، قال:(ثنا (4) حجاج بن محمد) المصيصي الأعور الحافظ (عن) عبد الملك (ابن جريج) قال: (أخبرني أبو الزبير) محمد بن مسلم بن تدرس (أنه سمع طاوسًا يقول: قلنا لابن عباس في الإقعاء) قال في "النهاية": الإقعاء [المنهي عنه](5) هو أن يلصق الرجل أليتيه بالأرض وينصب ساقيه وفخذيه، ويضع يديه على الأرض كما يقعى الكلب، وقيل: هو أن يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين، والقول الأول أصح (6).
(1) رواه مسلم (536).
(2)
في (ل، م): المزني.
(3)
في (ص): إمام الحرمين.
(4)
من (م).
(5)
في (م): قلت.
(6)
"النهاية": 4/ 89.
(على القدمين في السجود) هكذا الرواية، فإن قلت الروايات المشهورة منها رواية مسلم: قال طاوس: قلت لابن عباس في الإقعاء على القدمين؟ قال: هي السنة (1).
وكذا رواية الترمذي (2) وغيره، ولم يذكر فيهما ولا في غيرهما فيما رأيت:"في السجود" وظاهره غير متصور، والصور التي ذكرها أهل اللغة والفقهاء إنما هي بين السجدتين.
وقد صرح به البيهقي فيما رواه، عن ابن عباس قال: من سنة الصلاة أن تمس إليتاك عقبيك بين السجدتين (3).
ثم روى البيهقي، عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا:"أنه كان إذا رفع رأسه من السجدة الأولى يقعد على أطراف أصابعه ويقول: إنه من السنة"(4)، ثم روى عن ابن عباس، وابن عمر:"أنهما كانا يقعيان" وروى عن طاوس: "أنه كان يقعي"، ثم قال البيهقي: وحديث (5) ابن عباس، وابن عمر صحيح (6).
قلت: الجواب: أن الإقعاء متعلق بالسجود أيضًا، والتقدير في الإقعاء على القدمين، إذا رفع رأسه من السجود الأول، وعلى هذا
(1)"صحيح مسلم"(536).
(2)
"سنن الترمذي"(283).
(3)
السنن الكبرى" 2/ 119.
(4)
"السنن الكبرى" 2/ 119.
(5)
من (س، ل، م).
(6)
"السنن الكبرى" 2/ 120.
فيجوز أن تكون "في" بمعنى "من" قول الشاعر:
ألا عم صباحًا أيها الطلل البالي
…
وهل [يعمن من](1) كان في (2) العصر (3) الخالي
وهل يعمن (4) من كان أحدث عهده
…
ثلاثين شهرًا في ثلاثة أحوال
أي من ثلاثة أحوال، وقيل: الأحوال جمع حال لا حول. وقال ابن جني: التقدير في عقب ثلاثة أحوال، ولا دليل على هذا التقدير (5).
قال البيهقي: وهذا الإقعاء المرخص فيه أو المسنون على ما روينا عن ابن عباس وابن عمر هو أن يضع أطراف أصابع رجليه على الأرض ويضع إليتيه على عقبيه ويضع ركبتيه على الأرض (6). ثم روى الأحاديث الواردة في النهي عن الإقعاء بأسانيد عن الصحابة وضعفها كلها، وبين ضعفها ثم قال: حديث ابن عباس وابن عمر صحيح. انتهى (7).
وحديث النهي عن الإقعاء في الصلاة رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط البخاري (8)، أي: في أن الحسن سمع من سمرة مطلقًا، كما
(1) في (م): يعمر من في.
(2)
سقطت من الأصول الخطية واستدركتها من المصادر اللغوية.
(3)
في (ص): لقصر.
(4)
في (م): يعمر.
(5)
"الخصائص" لابن جني 2/ 314، وانظر:"مغني اللبيب" لابن هشام 1/ 225.
(6)
"السنن الكبرى" 2/ 119.
(7)
"السنن الكبرى" 2/ 120.
(8)
"المستدرك" 1/ 272.
نقله ابن عبد البر في "الاستذكار" عن الترمذي خلافًا لمن قال أنه لم يسمع منه إلا حديث العقيقة (1).
(فقال: هي) يعني فعلة الإقعاء (السنة) أي من سنة النبي صلى الله عليه وسلم (قال: قلنا: إنا لنراه جفاء) بمد الهمزة (بالرجل) قال المنذري (2): هو بفتح الراء وضم الجيم يعني بالمصلي نفسه، وروي بالرجل بكسر الراء وسكون الجيم يريد جلوسه على رجله في الصلاة، ووقع في "مسند الإمام أحمد" إنا لنراه جفاء بالقدم (3). وهو شاهد لرواية الكسر وسكون الجيم.
وفي كتاب ابن أبي خيثمة: إنا لنراه جفاء بالمرء (4) وهذا (5) شاهد لمن (6) رواه بفتح الراء وضم الجيم، قال: وحكاه المعافري (7)، قال النووي: ضبطناه بفتح الراء وضم الجيم.
قال القرطبي (8): كذا في روايتنا (9)، وكذا نقله القاضي عن جميع رواة مسلم، قال: وضبطه أبو عمر بن عبد البر بكسر الراء وإسكان
(1)"الاستذكار" 4/ 271، 5/ 19.
(2)
زاد في (م): صح.
(3)
كذا عزاه ابن الملقن لأحمد في "البدر المنير" 3/ 672. ولم أقف عليه في نسخة "المسند" المطبوعة.
(4)
كذا عزاه ابن الملقن لابن أبي خيثمة كما في "البدر المنير" 3/ 672. ولم أقف عليه.
(5)
في (س، م): هو.
(6)
في (ص، س، ل): من.
(7)
في (ص): المعاقدي.
(8)
"المفهم" 2/ 137.
(9)
في (ص): روايته.
الجيم قال أبو عمر: ومن ضم الجيم فقد غلط (1)، ورد الجمهور على ابن عبد البر وقالوا: الصواب الضم، وهو الذي يليق به إضافة الجفاء إليه (2) يعني: في جلسته المكروهة (3) عند العلماء ولا معنى للرجل بكسر الراء.
(فقال ابن عباس: هي سنة نبيك صلى الله عليه وسلم)(4) فيه دليل على جواز قول الرجل لمن يخاطبه قال: نبيك، ولم يقل نبينا، مع أنه نبي الخلق كافة صلى الله عليه وسلم.
* * *
(1)"إكمال المعلم" 2/ 460.
(2)
"شرح النووي" 5/ 19.
(3)
في (ص): المكذوبة.
(4)
أخرجه مسلم (536)(32)، والترمذي (283)، وأحمد 1/ 313، وابن خزيمة (680) من حديث أبي الزبير به.