الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
107 - باب إِذا صَلَّى إِلَى سارِيَةٍ أَوْ نَحْوِها، أَيْنَ يَجْعلُها مِنْهُ
؟
693 -
حَدَّثَنا مَحْمُودُ بْنُ خالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ عَيّاشٍ، حَدَّثَنا أَبُو عُبَيْدَةَ الوَلِيدُ بْنُ كامِلٍ، عَنِ المهَلَّبِ بْنِ حُجْرٍ البَهْرانيِّ، عَنْ ضُباعَةَ بِنْتِ الِمقْدادِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيها قال: ما رَأَيْتُ رَسُوِلَ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَى عُودٍ وَلا عَمُودٍ وَلا شَجَرَةٍ إِلَّا جَعَلَهُ عَلَى حاجِبِهِ الأَيْمَنِ أَوِ الأَيْسَرِ وَلا يَصْمُدُ لَهُ صَمْدًا (1).
* * *
باب إذا صلى إلى سارية أو نحوها، أين يجعلها منه؟
[693]
(ثنا محمود (2) بن خالد الدمشقي) بفتح الميم، وثقه أبو حاتم والنسائي (3)، قال:(ثنا علي بن عياش) بالمثناة تحت والشين المعجمة، الألهاني البكاء، روى عنه البخاري، قال يحيى بن أكثم: أدخلته على المأمون فتبسم ثم بكى، فقال: أدخلت عليَّ مجنونًا؟ .
قلت: هذا خير أهل الشام وأعلمهم بالحديث، ما خلا أبا (4) المغيرة (5).
قال: (ثنا أبو عبيدة الوليد بن كامل) البجلي الشامي، قواه ابن حبان (6)
(1) رواه أحمد 6/ 4، والطبراني 20/ (610)، والبيهقي 2/ 271.
وضعفه الألباني (109).
(2)
في (م): محمد بن محمود.
(3)
"الجرح والتعديل" 8/ 292، و"مشيخة النسائي"(151).
(4)
في (س): أنبأنا.
(5)
انظر: "سير أعلام النبلاء" 10/ 339.
(6)
"الثقات" لابن حبان (7/ 554)، وقال: يروي المراسيل والمقاطيع.
(عن المهلب (1) بن حُجر) بضم المهملة وإسكان الجيم (البهراني) بفتح الباء الموحدة، وثق (2).
(عن ضُباعة) بضم الضاد المعجمة (بنت المقداد بن الأسود) ويقال: ضبعة بنت المقدام بن معدي كرب، فقال بقية: ضبعة بنت المقدام. وقال علي بن عياش (3): ضباعة بنت المقداد. كما ذكره المصنف (عن أبيها) المقداد بن الأسود.
(قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى عود) واحد العيدان (ولا عمود) واحد العَمَد (4)(ولا شجرة) أي: ولا غيرها مما هو شاخص على قدر ثلثي ذراع فصاعدًا (إلا جعله على حاجبه الأيمن أو الأيسر)،
ولعل الأيمن أولى ولهذا بدأ به في الحديث، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن، وقد استدل به على أن المصلي إذا صلى إلى سترة أو عصا أو خطًّا ونحوه، فيستحب له أن تكون السترة على يمينه أو شماله. (ولا يصمد) بفتح أوله وضم ثالثه (له صمدًا)[بسكون الميم](5) أي لا يجعله قصده الذي يصلي إليه تلقاء وجهه، والصمد في اللغة القصد، قال الله تعالى:{اللَّهُ الصَّمَدُ} الذي {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)} (6).
(1) في (ص، س): المهلب بن معاذ. وهو خطأ. وابن معاذ هذا إنما هو الوليد بن كامل الراوي قبله.
(2)
"الكاشف" 3/ 180.
(3)
في (س): عباس.
(4)
في (م): العمدة.
(5)
من (س، ل، م).
(6)
الإخلاص: 2 - 3.
قال البيهقي: قال أبو سليمان الأشقر فيما أخبرت عنه: الصمد الذي يصمد إليه في الأمور ويقصد في الحوائج والنوازل.
قال: وأصل الصمد القصد، يقال للرجل: اصمد صمد فلان. أي: أقصد قصده، قال: واحتج بما يشهد له من الاشتقاق (1). قال: وقال الحليمي: معنى الصمد المقصود بالحوائج المصمود بها، قال: وقد يقال ذلك على أنه المستحق بأن يقصد بها، قال: ثم لا يبطل هذا الاستحقاق، ولا تزول هذِه الصفة بذهاب من يذهب عن الحق ويضل السبيل؛ لأنه إذا كان هو الخالق المدبر لما خلق، وهي بالحقيقة لا قاضي لها غيره جهل من جهل، وحمق والجهل بالله تعالى حدُّه (2) جهلٌ وكفر انتهى (3).
وقد استدل ابن الرفعة بهذا الحديث واستأنس به على أن الخط الذي يصلَّى إليه يكون إلى القبلة، قال: ووجه التمسك به على المدعي أنه لم يجعل السترة قصده، وجعل الخط بين يديه يكون قصده، والله أعلم.
* * *
(1)"الأسماء والصفات" للبيهقي 1/ 160.
(2)
من (م).
(3)
"الأسماء والصفات" للبيهقي 1/ 155.