الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
101 - باب مُقامِ الإِمامِ مِن الصَّفِّ
681 -
حَدَّثَنا جَعْفَرُ بْن مُسافِرٍ، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ يحيَى بْنِ بَشِيرِ بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ أُمِّهِ أنَّها دَخَلَتْ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِي فَسَمِعَتْهُ يَقول: حَدَّثَنِي أَبو هُرَيْرَةَ قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَسِّطُوا الإِمامَ وَسدُّوا الخَلَلَ"(1).
* * *
باب في مقام الإمام من الصف
[681]
(ثنا جعفر بن مسافر) التنيسي أبو صالح الهذلي، قال النسائي: صالح (2)، قال:(ثنا) محمد بن إسماعيل (ابن أبي فديك، عن يحيى بن بشير) بفتح الباء الموحدة، وكسر المعجمة (ابن خلاد) الأنصاري.
(عن أمه) أمة الواحد بن يامين بفتح الياء المثناة تحت أوله، ولم يسمها في "السنن"(3)، وسماها إبراهيمُ بن المنذر (4).
(أنها دخلت على محمد بن كعب) القرظي من حلفاء الأوس، وأبوه من سبي بني قريظة سكن الكوفة مدة، قال: لأنْ أقرأ في ليلتي حتى أصبح بإذا زلزلت والقارعة لا أزيد عليهما وأتردد فيهما وأتفكر، أحب إليَّ من
(1) رواه الطبراني في "الأوسط" 4/ 369 (4457)، والبيهقي 3/ 104.
وضعف الألباني إسناده (106).
(2)
"مشيخة النسائي"(55).
(3)
في (س): النسب.
(4)
كما في رواية الطبراني في "المعجم"(4457) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي عن يحيي بن خلاد عن أمِّه أمة الواحد بنت يامين بن عبد الرحمن بن يامين. انظر أيضًا "تهذيب الكمال" 35/ 129.
أن أهذ (1) القرآن ليلتي هذا وأنثره نثرًا (2).
(فسمعته يقول: حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وسِّطوا) بتشديد السين المكسورة (الإمام) أي: اجعلوه وسط الصفوف؛ لينال كل واحد ممن على يمينه وشماله حظه من السماع والقرب وغيرهما، كما أن الكعبة وسط الأرض لينال كل جانب منها حظه من البركة، ولذلك جعل المحراب الذي يقف فيه في وسط (3) القبلة.
ويحتمل أن يكون معنى: (وسطوا الإمام) من (4) قولهم: [فلان واسطة](5) قومه، أي: خيارهم وأكثرهم حسبًا وعلمًا؛ لما روى الطبراني في "الكبير"، عن مرثد (6) بن أبي مرثد (7) الغنوي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن سَرَّكم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم علماؤكم؛ فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم"(8) لكن سياق الحديث إنما هو في الصف لا في الإمام، ويجوز أن يستدل به على أنَّ (9) إمامة النساء تقف وسطهُنَّ؛ لولا (10) أن الخطاب للذكور (11) لأن عائشة وأم سلمة أمَّتا نساء فقامتا وسطهن، رواه البيهقي والشافعي بإسنادين حسنين (12). وإنما قيل الإمام
(1) في (ص): أهدر.
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/ 214 - 215.
(3)
في (ص): وسطه.
(4)
في (م): أي.
(5)
في (ص): ولأن واسطة. وفي (م): فلان وسط. والمثبت من (س، ل).
(6)
و (7) في (ص، س): مزيد.
(8)
"المعجم الكبير" 20/ 328 (777)، ورواه الدارقطني 2/ 88 وقال: إسناد غير ثابت.
(9)
من (م).
(10)
تكررت في (م).
(11)
في (م): للمذكرين.
(12)
"السنن الكبرى" للبيهقي 3/ 131، وانظر كلام الشيخ الألباني عليه في "تمام المنة" =
ولم يُقَل الإمامةُ؛ لأن أئمة اللغة نقلوا أن الإمام هو من يؤتم به في الصلاة (1)، وأنه يطلق على الذكر والأنثى، حتى قال بعضهم: الهاء في الإمامة خطأ، والصواب حذفها؛ لأن الإمام اسم لا صفة.
ويقرب من هذا ما (2) حكاه ابن السكيت، تقول العرب: أميرنا امرأة، وإنما ذكر لأنه يكون في الرجال أكثر مما يكون في النساء، فلما احتاجوا فيه للنساء أخذوه على الأكثر في موضعه (3)، وقوله تعالى {لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ} (4)، فذكر نذيرًا، وهو لإحدى؛ لأن النذير يكثر في الرجال؛ بل لا يكون إلا فيهم، وعلى هذا فلا يمتنع أن يقال: امرأة إمامة بالهاء؛ لأن الإمام هنا صفة (5) لكن الأول أقرب؛ لأن الإمامة تقل في النساء، بل منعها بعضهم، قلت: وإنما ذكرت هذين الاحتمالين لأن ظاهر لفظ الحديث أن الإمام يكون وسط الصف فيما بينهم غير متقدم عليهم، فإن مساواة الإمام مكروهة كما ذكره النووي في "شرح المهذب"(6)، ولم أرَ من قال بأن المساواة أفضل. (وسدوا الخلل) قال المنذري: هو بفتح الخاء المعجمة واللام أيضًا، وهو ما يكون (7) بين الاثنين من الاتساع عند عدم التراص.
* * *
= (ص 153، 154).
(1)
سقط من (م).
(2)
في (س): كما.
(3)
انظر: "التوقيف على التعاريف" للمناوي ص 90.
(4)
المدثر: 35 - 36.
(5)
في (م): صيغة.
(6)
"المجموع" 4/ 292.
(7)
سقط من (م).