الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفريع أبواب الصفوف
96 - باب تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ
661 -
حَدَّثَنا عَبْد اللهِ بْن محَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، حَدَّثَنا زهَيْرٌ قال: سَألت سُلَيْمانَ الأعمَشَ، عَنْ جابِرِ بْنِ سَمُرَةَ فِي الصُّفوفِ المقَدَّمَةِ، فَحَدَّثَنا عَنِ المسَيَّبِ بْنِ رافِعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرْفَةَ، عَنْ جابِرِ بْنِ سَمرَةَ قال: قال رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلا تَصُفُّون كما تَصُفُّ المَلائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَلَّ وَعَزَّ". قُلْنا: وَكَيْفَ تَصُفُّ الملائِكَة عِنْدَ رَبِّهِمْ؟ قال: "يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ المُقَدَّمَةَ وَيَتَراصُّونَ فِي الصَّفِّ"(1).
662 -
حَدَّثَنا عُثْمان بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا وَكِيعٌ، عَنْ زَكَرِيّا بْنِ أَبِي زائِدَةَ، عَنْ أَبِي القاسِمِ الجَدَلِيِّ قال: سَمِعْتُ النُّعْمانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ أقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى النّاسِ بِوَجْهِهِ فَقال: "أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ" ثَلاثًا "والله لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ". قال: فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يلْزِق مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صاحِبِهِ وَركْبَتَهُ بِرُكْبَةِ صاحِبِهِ وَكَعْبَهُ بِكَعْبِهِ (2).
663 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، عَنْ سِماكِ بْنِ حَرْبٍ قال: سَمِعْتُ النُّعْمانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُسَوِّينا فِي الصُّفوفِ كَما يُقَوَّمُ القِدْحُ حَتَّى إِذا ظَنَّ أَنْ قَدْ أَخَذْنا ذَلِكَ عَنْه، وَفَقِهْنا أَقْبَلَ ذاتَ يَوْمٍ بِوَجْهِهِ إِذا رَجُلٌ مُنْتَبذٌ بِصَدْرِهِ فَقال:"لتسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ"(3).
(1) رواه مسلم (430).
(2)
رواه بتمامه أحمد 4/ 276، وابن حبان (2176).
وحسنه النووي في"المجموع" 1/ 421، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(668). وروى البخاري (717)، ومسلم (436) من طريق سالم بن أبي الجعد عن النعمان قوله:" لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم".
(3)
رواه مسلم (436/ 128).
664 -
حَدَّثَنا هَنّادُ بْن السَّرِيِّ وَأَبُو عاصِمِ بْنِ جَوّاسٍ الحَنَفِيُّ، عَنْ أَبِي الأحوَصِ، عَنْ مَنْصورٍ، عَنْ طَلْحَةَ اليامِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ البَراءِ بْنِ عازِبٍ قال: كانَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَلَّل الصَّفَّ مِنْ ناحِيَةٍ إِلَى ناحِيَةٍ يَمْسَحُ صُدُورَنا وَمَناكِبَنا وَيَقُولُ: "لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوُبكُمْ". وَكانَ يَقُول: "إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الأُوَلِ"(1).
665 -
حَدَّثَنا ابن مُعاذٍ، حَدَّثَنا خالِدُ بْن الحارِثِ، حَدَّثَنا حاتِم -يَعْنِي ابن أَبِي صَغِيرَةَ- عَنْ سِماكٍ قال: سَمِعْتُ النُّعْمانَ بْنَ بَشِيرٍ قال: كانَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي صُفُوفَنا إِذا قُمْنا لِلصَّلاةِ فَإِذا اسْتَوَيْنا كَبَّرَ (2).
666 -
حَدَّثَنا عِيسَى بْن إِبْراهِيمَ الغافِقِي، حَدَّثَنا ابن وَهْبٍ ح، وحَدَّثَنا قُتَيْبَة بْن سَعِيدٍ، حَدَّثَنا اللَّيْث -وَحَدِيثُ ابن وَهْبٍ أَتَمُّ- عَنْ معاوِيَةَ بْنِ صالِحٍ، عَنْ أَبِي الزّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ -قال قُتَيْبَة: عَنْ أَبِي الزّاهِرِيَّةِ، عَنْ أَبِي شَجَرَةَ لَمْ يَذْكُرِ ابن عُمَرَ- أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"أَقِيمُوا الصُّفُوفَ وَحاذُوا بَيْنَ المَناكبِ وَسُدُّوا الخَلَلِ وَلينُوا بِأَيْدِي إِخْوانِكُمْ". لَمْ يَقلْ عِيسَى: - "بِأَيْدِي إِخْوانِكُمْ"- "وَلا تَذرُوا فُرُجاتٍ لِلشَّيْطان، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللهُ وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللهُ ".
قال أَبو داوُدَ: أَبُو شَجَرَةَ: كَثِيرُ بْنْ مرَّةَ.
قال أَبو داوُدَ: وَمَعْنَى: "وَلينُوا بِأَيْدِي إِخْوانِكُمْ": إِذا جاءَ رَجُلٌ إِلَى الصَّفِّ فَذَهَبَ يَدْخل فِيهِ فَيَنْبَغِي أَنْ يُلَيِّنَ لَه كلُّ رَجُل مَنْكِبَيْهِ حَتَّى يَدْخُلَ فِي الصَّفِّ (3).
(1) رواه أحمد 4/ 285، والنسائي 2/ 89. وصححه الألباني (670).
(2)
رواه أبو عوانة 2/ 40 - 41، والبيهقي 2/ 21، والبغوي في "شرح السنة"(810). وصححه الألباني (671).
(3)
رواه أحمد 2/ 97، والطبراني 13/ 319 (14113)، والبيهقي 3/ 143.
وصححه الألباني (672)، "الصحيحة"(743).
667 -
حَدَّثَنا مُسْلِم بْنُ إِبْراهِيمَ، حَدَّثَنا أَبانُ، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"رُصُّوا صُفُوفَكُمْ وَقارِبُوا بَيْنَها وَحاذُوا بِالأعْناقِ، فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأرَى الشَّيْطانَ يَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّها الحَذَفُ"(1).
668 -
حَدَّثَنا أَبُو الوَلِيدِ الطَّيالِسِيُّ وَسُلَيْمانُ بْن حَرْبٍ قالا: حَدَّثَنا شعْبَةُ، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمامِ الصَّلاةِ"(2).
669 -
حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنا حاتِمُ بْنُ إِسْماعِيلَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثابِتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ محَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ السّائِبِ صاحِبِ المقْصُورَةِ قال: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ يَوْمًا فَقال: هَلْ تَدْرِي لِمَ صُنِعَ هذا العُودُ؟ فَقلْتُ: لا والله. قال: كانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهِ فَيَقولُ: "اسْتَوُوا وَعَدِّلُوا صُفُوفَكُمْ"(3).
670 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا حميْدُ بْن الأسوَدِ، حَدَّثَنا مُصْعَب بْن ثابِتٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مسْلِمٍ، عَنْ أَنَسٍ بهذا الحَدِيثِ، قال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا قامَ إِلَى الصَّلاةِ أَخَذَهُ بِيَمِينِهِ ثمَّ التَفَتَ فَقال: "اعْتَدِلُوا سوُّوا صُفُوفَكُمْ". ثُمَّ أَخَذَهُ بِيَسارِهِ فَقال: "اعْتَدِلُوا سوُّوا صُفُوفَكُمْ"(4).
671 -
حَدَّثَنا مُحَمَّد بْنُ سُلَيْمانَ الأنبارِيُّ، حَدَّثَنا عَبْد الوَهّابِ -يَعْنِي ابن عَطَاءٍ- عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "أَتِمُّوا الصَّفَّ المُقَدَّمَ ثُمَّ الذِي يَلِيهِ فَما كانَ مِنْ نَقْصٍ فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ
(1) رواه النسائي في "الكبرى" 3/ 142 (5179)، وابن خزيمة 3/ 22 (1545)، وابن حبان (2166). وصححه الألباني (673).
(2)
رواه البخاري (723)، ومسلم (433).
(3)
رواه أحمد 3/ 254، وابن حبان (2170). وضعفه الألباني (102).
(4)
رواه ابن حبان (68 - 21)، والبيهقي 3/ 130. وضعفه الألباني (103).
المُؤَخَّرِ" (1).
672 -
حَدَّثَنا ابن بَشَّارٍ، حَدَّثَنا أَبُو عاصِمٍ، حَدَّثَنا جَعْفَرُ بْنُ يحيَى بْنِ ثَوْبانَ قال: أَخْبَرَني عَمِّي عُمارَةُ بْنُ ثَوْبانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عَبّاسٍ قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خيارُكُمْ أَلْيَنكُمْ مَناكِبَ فِي الصَّلاةِ". (2)
قال أَبو داوُدَ: جَعْفَرُ بْنُ يحيَى مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ.
* * *
[تفريع أبواب الصفوف](3)
باب في تسوية الصفوف
[661]
(ثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: ثنا زهير، قال: سألت سليمان الأعمش عن حديث جابر بن سمرة في الصفوف المقدمة) يتم صفوفها قبل ما بعدها.
(فحدثنا عن المسيب بن رافع) الضرير الكاهلي، روى له الشيخان.
(عن تميم بن طرفة) بفتح الطاء المهملة والراء والفاء، الطائي التابعي من أهل الكوفة.
(عن جابر بن سمرة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا) للعرض والتحضيض، ومعناها طلب الشيء بحث (4)، ولكن العرض طلب
(1) رواه أحمد في 3/ 233، و"ابن حبان"(2155)، وحسنه النووي في "المجموع" 4/ 227، وصححه الألباني (675).
(2)
رواه ابن حبان (1756)، والبيهقي 3/ 101، وصححه الألباني (676).
(3)
من (س، م).
(4)
في (س): بحب.
بلين (1) والتحضيض وتختص ألا (2) هذِه بالفعلية، كقوله تعالى:{أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ} (3){أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} (4).
(تصفون) بفتح التاء وضم الصاد، وبضم أوله مبني للمفعول أي: في صلاتكم (كما تصف الملائكة) فيه الاقتداء بأفعال الملائكة في صلاتهم وتعبداتهم وغير ذلك، كما استدل بقوله تعالى:{بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} (5) على أنه يستحب أن يكون للمجاهدين علامة يعرفون بها من غيرهم، لرواية ابن عباس: كانت سيماء الملائكة يوم بدر عمائم بيض ويوم حنين (6) عمائم خضر، ولم تقاتل الملائكة في يوم (7) سوى يوم بدر إنما يكونون في سواه مددًا (8). وفيه الحث على الاصطفاف في الصلاة وفي الجهاد (عند ربهم) كذا للنسائي، ولابن حبان: عند ربها (9). وفيه مشروعية الاصطفاف في الجلوس عند الكبير، ولو بالتحليق.
(قلنا) كذا لابن حبان، وللنسائي (10) (وكيف تصف الملائكة عند
(1) في (ص): تثبت.
(2)
سقط من (م).
(3)
التوبة: 13.
(4)
النور: 22.
(5)
آل عمران: 125.
(6)
في (م): خيبر.
(7)
سقط من (م).
(8)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(12085)، وعند الطبراني: عمائم حمر. بدل خضر.
(9)
"المجتبى" 2/ 92، و"صحيح ابن حبان"(2162).
(10)
"المجتبى" 2/ 92، و"صحيح ابن حبان"(2162).
ربهم؟ قال: يتمون الصفوف) الأُوَل (1)(المقدمة) أي (2): المتقدمة (3) ولابن حبان والنسائي: "يتمون الصف الأول"(4)، ورواية الطبراني في "الأوسط" عن ابن عمر:"صفوا كما تصف الملائكة عند ربهم" قالوا: يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال: "يقيمون الصفوف، ويجمعون مناكبهم"(5). وبوَّب عليه ابن حبان: باب استحباب إتمام الصف الأول إقتداءً بالملائكة في صفوفها (6). وفيه: فضيلة الصف الأول والأمر بسد الفرج فيه، لكن بحيث أن لا يجيء المتأخر، فيزاحم من سبق إلى الصف الأول ويؤذيه، وربما أدته المزاحمة إلى ترك سنة من سنن (7) الصلاة وهي [ .... ](8) في الركوع والسجود، ويدل على ذلك ما رواه الطبراني في "الأوسط"، عن ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من ترك الصف الأول مخافة أن يؤذي أحدًا أضعف الله له أجر الصف الأول"(9).
(1) سقط من (م).
(2)
من (س، ل).
(3)
سقط من (م).
(4)
"المجتبى" 2/ 92، و"صحيح ابن حبان" (2154) وعنده: الصفوف الأول.
(5)
"المعجم الأوسط"(8449)، وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 249: فيه من لم أعرف ولم أجد من ترجمه.
(6)
"صحيح ابن حبان" 5/ 527.
(7)
في (ص، ل): سن.
(8)
كلمة غير مقروءة في (ص) رسمها: النحوبه. ولعل المراد: التمكن.
(9)
"المعجم الأوسط"(537)، وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 259: وفيه نوح ابن أبي مريم وهو ضعيف. =
(ويتراصُّون) بضم الصاد المشددة، أصله يتراصصون بفتح الأولى وضم الثانية، ثم أدغمت الصاد الأولى فسكنت وأدغمت في الثانية وجوبًا، واستمرت ضمة الثانية على حالها، فإن القاعدة أنه يجب إدغام أول المثلين المحركين (1) في كلمة واحدة سواء كان يحرك أول المثلين بالضمة (2) أو الفتحة أو الكسرة، وسواء كانت الكلمة اسمًا أو فعلًا أو حرفًا إلا ما استثني مما هو مذكور في كتبه (في الصف)(3) أي في كل صف، وتراص القوم في الصفوف مأخوذ من رصصت البنيان رصًّا من باب قتلت قتلًا، إذا ضممت بعضه إلى بعض، وفيه دليل على استحباب انضمام المصلين بعضهم إلى بعض ليس بينهم فرجة ولا خلل كما يصفون في قتالهم لا يزولون عن أماكنهم كأنهم بنيان مرصوص رص بعضه إلى بعض، وألزق بعضه إلى بعض وأحكم.
[662]
(ثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا وكيع، عن زكريا (4) بن أبي زائدة، عن أبي القاسم) حسين (5) بن الحارث الكوفي (الجدلي) بفتح الجيم والدال المهملة، ذكره ابن حبان في "الثقات"(6)، أخرج له
= لكن نوح هذا كذاب فالحق أن يقال: موضوع. وكذا حكم عليه الألباني رحمه الله بالوضع في "السلسلة الضعيفة"(5046).
(1)
في (م): المتحركين.
(2)
في (ص، س، ل): بالضم.
(3)
أخرجه مسلم (430/ 119) بنحوه، والنسائي 2/ 92، وابن ماجه (992)، وابن خزيمة (1544) جميعًا من حديث تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة.
(4)
في (س): زائدة.
(5)
في (ص): عن أبي حسين. وبياض في (ل).
(6)
"الثقات" لابن حبان 4/ 155.
النسائي أيضًا، لعله نسبة إلى جديلة قبيلة من طيءٍ.
(قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس بوجهه) عند تسوية الصفوف كذا في تبويب البخاري (1).
(فقال: أقيموا صفوفكم) أي سووها وعدلوها، يقال: أقام العود [إذا عدله](2) وسواه (ثلاثًا) رواية النسائي عن أنس بلفظ: "استووا استووا استووا"، وبوب عليه: باب كم مرة يقول: استووا (3)(والله لتقيمُن) بضم الميم أصلها لتقيمُون (صفوفكم) قال ابن دقيق العيد: معناه: أو ليخالفن إن لم يساووا؛ لأنه قابل بين التسوية وبينه، أي: الواقع أحد الأمرين التسوية أو المخالفة (4). فتكون أو فيه للتقسيم الذي عبر عنه ابن مالك بالتفريق (5) المجرد، واختلف في معنى قوله (أو ليخالفن الله بين قلوبكم)[كذا رواية ابن حبان (6)](7).
قال النووي: اختلاف القلوب أن يوقع بينكم (8) العداوة والبغضاء، كما يقال: لا تُغيِّر قلبك عليَّ (9)(قال: فرأيت الرجل يلزق) بضم أوله
(1)"صحيح البخاري" قبل حديث (719).
(2)
في (م): أعدله.
(3)
"سنن النسائي" 2/ 91.
(4)
"إحكام الأحكام" 1/ 136.
(5)
في (ص، س، ل): بالتنوين.
(6)
"صحيح ابن حبان"(2176).
(7)
سقط من (م).
(8)
في (ص، س): بينهم.
(9)
"شرح النووي على مسلم" 4/ 157.
يتعدى بالهمزة والتضعيف (1)، يقال: ألزقته ولزَّقته تلزيقًا فعلته من غير إحكام ولا إتقان (2)، وأما ألصقته ففيه الإحكام والإتقان (3)، يقال: ألصق الجرح على الدواء إذا شده على العضو للتداوي.
(منكِبه بمَنكِب صاحبه) منكب الرجل هو مجتمع العضد والكتف؛ لأنه يعتمد عليه والمراد بإلصاق المنكب بالمنكب (وركبته بركبة صاحبه) والقدم بالقدم في الصف المبالغة في تعديل الصف وسد خلله، وقد (4) ورد الأمر بسد خلل الصف، والترغيب فيه في أحاديث كثيرة (5). (وكعبه بكعبه)(6).
استدل به على أن المراد بالكعب في قول تعالى: {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (7) العظم الناتئ في جانبي الرجل عند مفصل الساق،
(1) في (ص، س): والتصغير.
(2)
في جميع النسخ: اتفاق. والتصويب من "المصباح المنير": لزق.
(3)
في جميع النسخ: الاتفاق. وانظر التعليق السابق.
(4)
في (ص، ل، م): وقيل.
(5)
سيأتي في ذلك أحاديث خلال الأبواب التالية إن شاء الله.
(6)
أخرجه أحمد 4/ 276، وصححه ابن خزيمة (160) وقال عقب روايته معرِّضًا بمن يقول إن الكعب هو ظهر القدم قال: وفي هذا الخبر ما نفى الشك والارتياب أن الكعب هو العظم الناتئ الذي في جانب القدم الذي يمكن القائم في الصلاة أن يلزقه بكعب من هو قائم إلى جنبه في الصلاة، والعلم محيط عند من ركب فيه العقل أن المصلين إذا قاموا في الصف لم يمكن أحد منهم إلزاق ظهر قدمه بظهر قدم غيره، وهذا غير ممكن، وما كونه غير ممكن لم يتوهم عاقل كونه. اهـ.
وحسنه النووي في "المجموع" 1/ 421، وذكره البخاري معلقًا بصيغة الجزم في أبواب تسوية الصفوف. وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(668).
(7)
المائدة: 6.
والقدم وهو الذي يمكن أن يلزق بالذي إلى جانبه خلافًا لمن ذهب إلى أن المراد بالكعب هو مؤخر القدم، وهو قول شاذ ينسب إلى بعض الحنفية (1)، ولم يثبته (2) محققوهم، وكذا أنكر الأصمعي قول من زعم أنه في ظهر القدم (3).
[663]
(ثنا موسى بن إسماعيل قال: ثنا حماد، عن سماك بن حرب، قال: سمعت النعمان بن بشير) رضي الله عنهما فإنه صحابي ابن صحابي أمير الكوفة وحمص، وقاضي حمص، وأول مولود وُلد للأنصار بعد الهجرة، وكان جوادًا شاعرًا.
(يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسوينا في الصفوف كما يُقوَّم) أي: يُسوَّي (القدح)(4) القداح جمع قِدْح، بكسر القاف وإسكان الدال، هو السهم قبل أن يُراش ويركب فيه النصل، [مبني للمفعول](5) جمعه قداح، وفيه إشارة إلى أنه يستحب لصانع السهام أن يجتهد في تقويم السهام وتسويتها؛ ليستقيم الرمي بها، وكذلك كل صاحب صنعة من الصنائع التي هي آلة للعبادة من جهاد وحج، وغير ذلك.
وفيه: استحباب تسوية الإمام الصفوف وقبل الدخول في الصلاة ويأمرهم به، ملتفتًا يمينه ويساره.
(1) حكاه هشام عن محمد بن الحسن قالوا: وهو سهو منه ولم يعن محمد بن الحسن ما حكاه عنه هشام. انظر: "البحر الرائق" 1/ 14.
(2)
في (ص): يتنبه.
(3)
"لسان العرب": كعب.
(4)
زاد هنا في (م): الأكبر.
(5)
سقط من (س، ل، م).
(حتى إذا ظن أن) مخففة من الثقيلة ولها شرطان:
الأول: أن يكون اسمها ضميرًا مستورًا، تقديره: ظن أننا.
الثاني: شرط خبرها أن يكون جملة، ويقع هذا (1) بعد اليقين، أو ما نزل منزلته نحو {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} (2)، {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ} (3) فيمن رفع.
(قد أخذنا ذلك عنه) هذِه الجملة الخبرية في موضع [رفعٍ، خبرٌ](4) لـ"أنْ" المخففة، (وفقهنا) بكسر القاف، ذلك أي: علمناه عنه.
قال ابن فارس: كل علم بشيء (5) فهو فقه (6). والفقه (7) على لسان (8) حملة الشرع علم خاص (أقبل ذات يوم بوجهه) الكريم علينا؛ لتسوية الصفوف (إذا) هذِه الفجائية (رجل) مبتدأ، وهذا شاهد على ما ذكره النحاة أن من مسوغات الابتداء أن تقع النكرة بعد إذا (9) الفجائية نحو: خرجت فإذا أسدٌ ورجلٌ بالباب؛ إذ لا توجب العادة أن لا يخلو الحال من أن يفاجئك عند خروجك أسد أو رجل (منتبذ) أي
(1) في (م): هذه.
(2)
طه: 89.
(3)
المائدة: 71. قرأها بالرفع أبو عمرو وحمزة والكسائي، انظر: "الحجة" 3/ 246.
(4)
في (ص، س، ل): خبر رفع.
(5)
في (ص، ل): يبنى. وفي (س): شيء.
(6)
"مجمل اللغة" 1/ 703.
(7)
في (ص، س، ل): والفقيه.
(8)
من (م).
(9)
في (م): إذ.
خارج (بصدره) قال الله تعالى: {إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} (1) أي خرجت من عند أهلها آخذة {مَكَانًا شَرْقِيًّا} ورواية النسائي: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم الصفوف كما تقوم القداح، فأبصر رجلًا خارجًا صدره من الصف (2).
(فقال: لتسوُّنَّ) جواب قسم محذوف، والأصل في لتسوُّنَّ لتسوون الواو (3) الأولى المشددة من أصل الفعل (4)، والواو التي بعدها واو الضمير فحذفت استثقالًا، وأُبقيت الضمة على الواو قبلها دالة عليها، وحذفت أيضًا نون الرفع، والنون المشددة النافية هي نون التوكيد، لمَّا استثقل اجتماع النونين (5) حذفت إحداها، وقيل: المحذوف إحدى نوني التوكيد، ووُجِّهَ أيضًا بوجوه مشهورة (6) في العربية.
(صفوفكم، أو ليخالفن الله) فيه من اللطائف وقوع الوعيد من جنس الجناية، وهي المخالفة، لما خالف هذا المخالف بصدره صدور المصلين، ومقتضى هذا الوعيد وجوب استواء الصفوف إذ لا يحصل الوعيد إلا على محرم التفريط فيه، ويؤيده حمله على ظاهره حديث أبي أمامة (7) بلفظ:"لتُسَوُّنَّ صفوفكم، أو لتطمسن (8) الوجوه"(9)؛
(1) مريم: 16.
(2)
"المجتبى" 2/ 89.
(3)
سقط من (م).
(4)
في (ص، ل): النقل.
(5)
في جميع النسخ: النونان. والمثبت هو الصواب.
(6)
في (ص، س، ل): مستمدة.
(7)
زاد هنا في (م): أخرجه.
(8)
هكذا هي في (م)، وفي بقية النسخ: لتطمس.
(9)
أخرجه أحمد 5/ 258. وفي إسناده عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد وهما ضعيفان. =
ولهذا قال ابن الجوزي (1): الظاهر أنه مثل الوعيد الذي في قوله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} (2)، وحديث أبي أمامة أخرجه أحمد، وإن كان في إسناده ضعف (3)(بين وجوهكم)(4).
قال القرطبي: معناه تفترقون فيأخذ كل واحد وجهًا غير الذي أخذ صاحبه (5)؛ لأن تقدم (6) الشخص على غيره مظنة الكبر المفسد للقلب الداعي إلى القطيعة.
[664]
(ثنا هناد بن السري، وأبو عاصم) أحمد (بن جواس) بفتح الجيم (الحنفي) أخرج له مسلم.
(عن أبي الأحوص) سلام بن سليم الحنفي (7) الكوفي.
(عن منصور) ابن المعتمر بن عبد الله الكوفي أحد الأعلام.
(عن طلحة) بن مصرف (اليامي، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصف)(8) رواية النسائي:
= "مجمع الزوائد" 2/ 90. وضعف إسناده الحافظ في "الفتح" 2/ 207.
(1)
في (س): الجوهري.
(2)
النساء: 47، وانظر:"فتح الباري" 2/ 243.
(3)
أخرجه أحمد 5/ 258. وفي إسناده عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد وهما ضعيفان.
(4)
أخرجه مسلم (436/ 128)، والترمذي (227)، والنسائي 2/ 89، وابن ماجه (994) جميعًا من طريق سماك بن حرب عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
(5)
في (ص، ل): أخر صاحبه. وفي (س): أخذ جناحيه.
(6)
في (م): تقديم.
(7)
من (م).
(8)
في (س): الصفوف.
يتخلل الصفوف (1). وهو من تخللت القوم إذا دخلت بين خللهم، وخلالهم (من ناحية إلى ناحية) من الصف (2)، فـ (يمسح صدورنا) أي: يضع يده على صدورنا لتستوي صدورنا (ومناكبنا) في الصف، رواية ابن حبان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا فيمسح عواتقنا، وصدورنا (3) (ويقول: لا تختلفوا) رواية ابن حبان: "لا تختلف صفوفكم" أي: بالتقدم والتأخر (فتختلف) منصوب بأن المقدرة؛ لأنها جواب للنهي (قلوبكم) أي بالعداوة والبغضاء كما تقول تغير وجه فلان عليَّ إذا ظهر في وجهه الكراهة؛ لأن مخالفتهم في الصفوف مخالفة في ظواهرهم، واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن.
(وكان يقول: إن الله وملائكته يصلون) أي يستغفرون (على الصفوف الأول)(4) رواية النسائي (5): "الصفوف المتقدمة"، ولابن حبان:"على الصف الأول"(6). وروى البزار عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر للصف الأول ثلاثًا، وللثاني مرتين، وللثالث مرة (7).
[665]
(ثنا عبيد الله) بالتصغير (ابن معاذ) العنبري.
(1)"المجتبى" 2/ 89.
(2)
في (س): الصفوف.
(3)
"صحيح ابن حبان"(2157).
(4)
أخرجه النسائي 2/ 89، وابن ماجه (997) بنحوه، وأحمد 4/ 285، وصححه ابن خزيمة (1551، 1552)، وابن حبان (670).
(5)
"المجتبى" 2/ 89. وزاد بعدها في (م): أي.
(6)
"صحيح ابن حبان"(2157).
(7)
"البحر الزخار" 15/ 213 (8623).، قال الهيثمي في "المجمع" 2/ 92: فيه أيوب بن عتبة ضُعف من قبل حفظه.
(ثنا خالد بن الحارث قال: ثنا حاتم بن أبي صغيرة) ضد كبيرة ثقة (1).
(عن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا) بعد إقامة الصلاة؛ لأنه قال (إذا قمنا إلى الصلاة) لأن القيام إلى الصلاة لا يكون إلا بعد الإقامة؛ لأن المتقدم على الشيء متقدم على ما بعده (فإذا استوينا) أي: استوت صفوفنا (كبَّر)(2) للإحرام، فيه: أن التسوية بعد الإقامة، وأن الإمام لا يكبر حتى تستوي الصفوف، وهذا هو المشهور، وذهب بعض أصحابنا كما قال الروياني في "تلخيصه": إلى أنه يسوي الصفوف في (3) أواخر الإقامة، فإذا فرغ المؤذن كبر. قال: وهو خلاف النص، وظاهر هذا الحديث يخالفه.
[666]
(ثنا عيسى بن إبراهيم) بن مثرود (4)(الغافقي) بالغين المعجمة، وثقوه (5).
(قال: ثنا ابن وهب ح) تحويل سند (وثنا قتيبة بن سعيد قال: ثنا الليث، وحديث) عبد الله (بن وهب أتم) من حديث الليث.
(عن معاوية بن صالح) الحضرمي، قاضي الأندلس أخرج له مسلم
(1)"الكاشف" للذهبي 1/ 191.
(2)
أخرجه أبو عوانة في "صحيحه"(1380)، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود"(671).
(3)
ساقطة من (ص).
(4)
في (ص): فيروز. وسقطت من (س، ل).
(5)
"تهذيب الكمال" 22/ 583.
(عن أبي الزاهرية) بالزاي وكسر الهاء والراء وتشديد ياء النسب، واسمه: حُدير -بضم الحاء وفتح الدال المهملتين (1) مصغر- ابن كريب الحميري، أخرج له مسلم في الصيد (2).
(عن كثير بن مرة، عن عبد الله بن عمر، قال: قتيبة) في روايته: (عن أبي الزاهرية، عن أبي شجرة) بفتح الشين المعجمة والجيم وسيأتي اسمه، و (لم يذكر) عبد الله (بن عمر) في روايته هذِه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أقيموا الصفوف) أي: سووها فإن (3) إقامة الصف من حُسْن (4) الصلاة (5)، وقد تقدم (وحاذوا) بالحاء المهملة والذال المعجمة، أي: اجعلوا بعضها حذاء بعض (بين المناكب)(6) أي: بحيث يكون منكب كل واحد من المصلين موازيًا لمنكب الآخر، ومسامتًا له؛ فتكون المناكب والأعناق والأقدام على سمت واحد (وسدوا الخلل) بفتحتين: الفرجة بين الشيئين، أي: إذا كانت تسَع المصلي بلا مزاحمة مؤذية للمصلين مانعة من المجافاة المرفقين.
(ولينوا) بكسر اللام وسكون المثناة تحت من لان الشيء يلين لينًا وليانًا فهو لين، ومنه الحديث:"خياركم ألينكم مناكب"(7)، فإن أفعل
(1) في (ص، س، ل): المهملة.
(2)
برقم (1931/ 11، 1975/ 35).
(3)
في (م): كأن.
(4)
في (ص): جنس.
(5)
في (س): الصفوف.
(6)
زاد في (م): أي اجعلوا بعضها حذاء بعض.
(7)
أبو داود (672)، ورواه ابن خزيمة في "صحيحه"(1566).
التفضيل لا يستعمل إلا من الثلاثي (بأيدي إخوانكم) ورواية أحمد: "لينوا في أيدي إخوانكم"(1) أي: إذا جاء المصلي ووضع يده على منكب المصلي فيلين له بطبعه، وكذا إذا أمره من يُسوي الصفوف بالإشارة بيده أن يستوي في الصف، أو وضع يده على منكبه (2) ليستوي فيستوي بطبعه كما أمره، وكذا لو أراد أحد أن يدخل في الصف فيوسع له بلين جانبه ليدخل ولا يمنعه.
قال في "المفاتيح شرح المصابيح": وهذا أولى وأليق من معنى قول الخطابي أن معنى لين المنكب السكون والخشوع في الصلاة (3). والله أعلم.
[(لم يقل عيسى: بأيدي إخوانكم](4)، ولا تذروا) أي تتركوا، وأماتت (5) العرب ماضيه ومصدره فإذا أريد الماضي قيل: تَرَكَ، ولا يستعمل منه اسم الفاعل (فُرُجَاتٍ) بالتنوين بضم الفاء والراء، جمع فرْجة بسكون الراء، ويجمع على فُرَج كغرفة وغُرُفات، وكل [منفرج بين شيئين] (6) فرجة. ورواية أحمد:"وسدوا الخلل فإن الشيطان يدخل فيما بينكم"(7). (للشيطان) فيه: الحث على المنع من كل سبب يؤدي
(1)"مسند أحمد" 2/ 97.
(2)
في (س): منكبيه.
(3)
"معالم السنن" 1/ 159.
(4)
سقط من (س، ل، م).
(5)
في (ص): وأماير.
(6)
في (م): مفرج بين الشيئين.
(7)
"مسند أحمد" 5/ 262.
إلى دخول الشيطان، وسد ذلك عنه، كما أمر عند التثاؤب بكظم يده على فيه لئلا يدخل الشيطان في فيِهِ (ومن وصل صفًّا وصله الله تعالى) برحمته.
وروى الطبراني عن عائشة رضي الله عنها قال صلى الله عليه وسلم: "من سدَّ فرجة في صف رفعه الله بها درجة، وبنى له بيتًا في الجنة"(1).
(ومن [قطع صفًا)] (2) بِأَن كان في صف فخرج منه أو جاء إلى صف وترك بينه وبين من في الصف فرجة بغير حاجة.
(قطعه الله) فيه أن الجزاء من قبيل العمل.
(وأبو شجرة) اسمه (كثير (3) بن مرة) (4) الحضرمي الرهاوي الحمصي، [روايته المتأخرة](5) مرسلة وثقه ابن سعد (6)(7)،
(1)"المعجم الأوسط"(5797) من طريق مسلم بن خالد الزنجي عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها به، ورواه ابن أبي شيبة 3/ 290 (3844) عن عروة مرسلا. وأخرجه ابن أبي شيبة (3844) من طريق وكيع عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن عروة مرسلًا.
لكن أخرجه المحاملي في "أماليه"(221) بسندٍ رجاله ثقات عن وكيع بإسناده عن عائشة مرفوعًا. وصححه الألباني في "الصحيحة"(1892).
(2)
في (س، ل، م): قطعه.
(3)
في (ص): بشر. وفي (م): كثيرة.
(4)
أخرجه النسائي 2/ 93 مقتصرًا على الجملة الأخيرة، وكذا ابن خزيمة (1549)، وأخرجه أحمد 2/ 97 بنحوه.
وصححه الحاكم 1/ 213 في "مستدركه" على شرط مسلم.
وقال الألباني في "صحيح أبي داود"(672): إسناده صحيح.
(5)
في (ص، ل): رواية المتأخرة.
(6)
في (ص، س): أبو سعد. وفي (م): ابن سعيد.
(7)
"الطبقات الكبرى" 7/ 448.
والعجلي (1) قيل: إنه أدرك سبعين بدريًّا، قال أبو الزاهرية عنه قال: دخلت المسجد يوم الجمعة فمررت بعوف بن مالك الأشجعي، وهو باسط رجليه فضمهما ثم قال: يا كثير أتدري لما بسطت رجلي؟ بسطتهما (2) رجاء أن يجيء رجل صالح وإني أرجو أن تكون رجلًا صالحًا. قال أبو مسهر: بقي إلى خلافة عبد الملك بن مروان (3).
[667]
(ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا أبان، عن قتادة، عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رصوا) بضم الراء (صفوفكم) الرص الاجتماع والانضمام، ومنه قوله تعالى:{كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (4) أي: متصل بعضه ببعض بحيث لا يكون بينهم فرجة يدخل الشيطان فيها.
وفي رواية الطبراني، عن علي قال صلى الله عليه وسلم:"استووا وتماسوا"(5).
قال سُرَيج: تماسوا يعني: ازدحموا في الصلاة. وقال غيره: تماسوا: تواصلوا (6)(وقاربوا بينها) المقاربة ضد المباعدة، فيه: فضيلة المقاربة بين الصفوف ليشاهد كل صف أفعال ما (7) أمامه في الانتقالات وغيرها، وليكونوا أقرب إلى الإمام، فإن القرب منه معتبر لسماع القراءة وغيرها.
(1)"تاريخ الثقات"(1410).
(2)
في (م): بسطها. وفي (ل): بسطهما.
(3)
انظر: "سير أعلام النبلاء" 4/ 47.
(4)
الصف: 4.
(5)
من (م).
(6)
"المعجم الأوسط"(5121).
(7)
ليست في (س).
(وحاذوا بالأعناق) أي: تكون الأعناق محاذية، ومسامتة لبعض، ولا يتقدم بعضها على بعض (فو الذي نفسي بيده إني لأرى) هذِه اللام لام الابتداء، وفائدتها توكيد مضمون الجملة، ولهذا أخروها بعد إنَّ عن (1) صدر الكلام كراهية ابتداء الكلام بمؤكدين، وتخلص المضارع للحال، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بهذا حال رؤيته كما يقتضيه سياق الكلام، كذا قاله الأكثرون، واعترض ابن مالك على هذا بقوله تعالى:{وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (2)، ووجدت في بعض النسخ المعتمدة، فإني لا أرى، بزيادة ألف، وإن صح هذا فهو محمول على الزيادة كما قيل في قوله تعالى:{لَا أُقْسِمُ} أن التقدير لَأُقسِمُ. قال الزمخشري: لأقسم هي لام الابتداء دخلت (3) على مبتدأ محذوف تقديره: لأَنا أقسم (4). ولم يقدرها لام القسم؛ لأنها عنده ملازمة لنون التوكيد.
ورواية أبي يعلى، عن ابن عباس، قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-:"تراصوا الصفوف فإني رأيت (الشيطان) تخللكم كأنها أولاد الحذف"(5).
(يدخل من خلل) أي من فرج (الصف كأنها) أولاد (6)(الحذف)(7)
(1) في (ص): عبر.
(2)
النحل: 124.
(3)
في (م): أدخلت.
(4)
"الكشاف عن حقائق التنزيل" 4/ 660.
(5)
"مسند أبي يعلى"(2657).
(6)
سقط من (ص).
(7)
أخرجه النسائي 2/ 92، وأحمد 3/ 260، وصححه ابن خزيمة (1545)، =
قال النووي بحاء مهملة وذال معجمة مفتوحتين، ثم فاء (1)، أي: واحدتها: حذفة (2) مثل: قصب وقصبة، وبمصغر الواحدة سُمِّي حذيفة، وهي غنم سود صغار تكون باليمن، والحجاز، والضمير في "كأنها" راجع إلى مقدار، أي: جعل نفسه شاة أو ماعزة كأنها أولاد (3) الحذف، وقيل: هي غنم صغار ليس لها [أذناب و](4) لا آذان يُجَاء بها من جرش، سميت حَذَفًا، لأنها محذوفة عن مقدار الكبار، وتشبيهه صلى الله عليه وسلم بالغنم الصغار ليدل على أن النهي حاصل في الفرجة الصغيرة، فتدخل في الفرجة الكبيرة من باب الأولى، والتشبيه بالسواد في الغنم أقرب إلى صورة الشيطان.
[668]
(ثنا أبو الوليد) هشام بن عبد الملك (الطيالسي، وسليمان بن حرب قالا: ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: سووا صفوفكم" فيه الأمر بتسوية الصفوف الأول فالأول، وهو اعتدال القائمين للصلاة على سمت واحد، والأمر في تسويتها موافقة للملائكة كما تقدم (فإنَّ) هذا كالتعليل لما قبله (تسوية الصف) فيه رد على من يقول أن المفرد المحلى بالألف واللام لا يعم، ووجهه أنه
= وابن حبان (2166) جميعًا من طريق قتادة عن أنس به. وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(673).
(1)
"تهذيب الأسماء واللغات" 3/ 63، "رياض الصالحين"(ص 406).
(2)
من (م).
(3)
في (ص): أو.
(4)
من (م).
أضاف الصفوف بصيغة (1) الجمع فَعمَّت ثم أفرد؛ فلو لم يكن للعموم (2) لتناقض بالعموم في الأول والتخصيص في الثاني، فدل على أن المراد بالصف العموم أيضًا (من تمام الصلاة)(3) فيه، كما قال ابن دقيق العيد (4) وغيره: قرينة صارفةٌ الأمرَ (5) بالتسوية قبله، عن الوجوب إلى الندب خلافًا لمن يحمله على الوجوب كابن (6) حزم (7)؛ لأن تمام الشيء أمر زائد على حقيقة الوجوب.
قال القاضي عياض: تمام الشيء وحسنه، وكماله بمعنى واحد؛ ولهذا جاء في رواية ابن حبان بلفظ:"من حسن الصلاة"(8)[مكان "تمام"](9).
[669]
(ثنا قتيبة) بن سعيد (قال: ثنا حاتم بن إسماعيل) المدني أبو إسماعيل (عن مصعب بن (10) ثابت بن عبد الله بن الزبير) الأسدي، قال أبو حاتم: صدوق كثير الغلط (11).
(1) في (ص، ل): لصفة. وفي (س): بصفة.
(2)
في (م): للمعهود.
(3)
أخرجه البخاري (723)، ومسلم (433/ 124)، وابن ماجه (993)، وأحمد 3/ 122 بنحوه، جميعًا من طريق قتادة عن أنس به.
(4)
"إحكام الأحكام" 1/ 26.
(5)
في (م): لأمره.
(6)
في (ص): كانت.
(7)
"المحلى" 4/ 55.
(8)
"صحيح ابن حبان" 5/ 551 (2177).
(9)
في (ص): مكان حمام. وفي (ل، م): حمام! والمثبت ملفق من (ص، س).
(10)
في (م): عن.
(11)
"الجرح والتعديل" 8/ 304، وزاد: ليس بالقوي.
(عن محمد بن مسلم بن السائب) بن خباب (1) المدني (صاحب المقصورة) ذكره ابن حبان في "الثقات"(2).
(قال: صليت إلى جنب أنس بن مالك يومًا فقال: هل تدري لم) أصلها: لما، حُذفت ألف ما الاستفهامية (3).
(صنع هذا العود) وأشار إلى عود كان في القبلة معد لتسوية الصفوف به مستويًا (فقلت: لا والله) فيه جواز الحلف من غير استحلاف (قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده عليه) حين يسوي الصفوف، فيأخذه فيشير (4) به كما سيأتي بعده (5) (فيقول: استووا وعدلوا) بالتشديد (صفوفكم) أي: سووها، يقال: عدلته تعديلًا فاعتدل أي سويته فاستوى، ومنه قسمة التعديل فيكون من الأفعال المترادفة، وإذا اختلف اللفظ جاز عطف أحدهما على الآخر، ويحتمل أن يكون اللفظان على حالين فإذا التفت إلى اليمين قال: استووا، وإذا التفت إلى اليسار قال: عدلوا صفوفكم.
[670]
(ثنا مسدد، قال: ثنا حميد بن الأسود) أبو الأسود الكرابيسي أخرج له البخاري.
(قال: ثنا مصعب بن ثابت) بن عبد الله بن الزبير الأسدي.
(1) في جميع النسخ: حبان. والمثبت من المصادر.
(2)
"الثقات" 5/ 373.
(3)
جاءت هذه الجملة بعد موضعها بسطرين وشيء في (ص، س، ل) وسقطت من (م).
(4)
في (ص): فيسند.
(5)
هنا جاءت جملة: في أصلنا لما حذفت ألف ما الاستفهامية. وقد نبهنا إلى أن هذا ليس موضعها.
(عن محمد بن مسلم، عن أنس [بهذا الحديث] (1) قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة أخذه) أي العود يحتمل أن يكون هذا العود هو العرجون الذي كان يأخذه بيده، وتقدم في (2) باب المساجد أنه لما رأى النخامة في المسجد أقبل عليها فحتها بالعرجون، وسيأتي في باب: الرجل يعتمد في الصلاة على عصا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسن وحمل اللحم اتخذ عمودًا في مصلاه يعتمد عليه (3)، ويحتمل أن العرجون الذي أشار به غير هذا (بيمينه) فيه: استحباب الأخذ باليمين، وكذا الإعطاء باليمين، وورد النهي عن الأخذ باليسار؛ فإن الشيطان يأخذ بشماله، ويعطي بشماله، أو كما قال (4).
(ثم التفت) إلى الصف (فقال)(5) أي: مشيرًا به لمن عن يمينه (اعتدلوا سووا صفوفكم) فيه دليل على ما قاله أصحابنا وغيرهم (6) أنه يستحب للإمام أن يلتفت يمينًا فيقول: سووا صفوفكم رحمكم الله، أو أقيموا صفوفكم بارك الله فيكم، ونحو ذلك (ثم أخذه بيساره) يحتمل أنه يتناوله من الأرض باليمين ثم نقله إلى اليسار ليشير به إلى جهة اليسار (فقال) مشيرًا به (اعتدلوا سووا صفوفكم) فيه: أن الإمام إذا فرغ
(1) و (2) سقط من (م).
(3)
سيأتي برقم (948).
(4)
روي من حديث أبي هريرة وغيره، فأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن ماجه (3266)، والطبراني في "الأوسط"(6775)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة"(1236).
(5)
زاد هنا في (س): قم مكان.
(6)
انظر: "الحاوي" 2/ 297، "المغني" 2/ 126.
من جهة اليمين، يلتفت إلى جهة الشمال فيقول أيضًا: أعتدلوا [سووا صفوفكم](1) غفر الله لكم، ونحو ذلك.
[671]
(ثنا محمد بن سليمان الأنباري قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء) الخفاف العجلي أخرج له مسلم.
(عن سعيد) بن أبي (2) عروبة (عن قتادة، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتموا)، ويجوز فك التشديد فيقال: أَتْمِموا بسكون التاء وكسر الميم الأولى (الصف المقدم)(3) يعني: الأول، قال الغزالي في "الإحياء": إن المنبر يقطع بعض الصفوف، وإنما الصف الأول المتصل الذي في فناء المنبر فهو الأول، وما عن طرفيه مقطوع، قال: وكان سفيان الثوري يقول: الصف الأول هو الخارج بين يدي المنبر، وهو مستحب؛ لأنه متصل؛ ولأن الجالس (4) فيه يقابل الخطيب ويسمع، قال: ولا يبعد أن يقال: الأقرب إلى القبلة هو الصف الأول (5)، وما قاله من تفسير الصف الأول مقالة مرجوحة (6).
قال النووي في "شرح مسلم": الصف الأول الممدوح الذي وردت الأحاديث بفضله هو الصف الذي (7) يلي الإمام سواء جاء صاحبه مقدمًا
(1) تكررت في (ص).
(2)
سقط من (م).
(3)
في (س): الأول.
(4)
في (س): الجالسين.
(5)
"إحياء علوم الدين" 1/ 183.
(6)
في (ص، ل، م): مرفوضة. والمثبت من (س).
(7)
من (س، م).
أو مؤخرًا، سواء تخلله مقصورة ونحوها هذا هو الصحيح الذي جزم به المحققون، وقالت طائفة من العلماء: الصف الأول هو المتصل من طرف المسجد إلى طرفه لا يقطعه مقصورة ونحوها، فإن تخلل الذي يلي الإمام فليس بأول، بل الأول ما لم يتخلله شيء، وهذا هو الذي ذكره الغزالي.
وقيل: الصف الأول عبارة عن مجيء الإنسان إلى المسجد أولًا وإن صلى في صف آخِر (1)، قيل لبشر بن الحارث: نراك تبتكر وتصلي في آخر الصفوف، فقال: إنما يراد قرب القلوب لا قرب الأجساد، وأشار بذلك إلى أن ذلك أسلم لقلبه (2).
قال سعيد بن عامر: صليتُ إلى جنب أبي الدرداء فجعل يتأخر في الصفوف حتى كنا في آخر الصفوف، فلما صلينا قلتُ له: أليس خير الصفوف أولها؟ قال: نعم. إن هذِه الأمة مرحومة (3) منظور إليها من بين الأمم، فإن الله تعالى إذا نظر إلى عبدٍ في صلاة غفر له ولمن وراءه من الناس، وإنما تأخرتُ رجاء أن يغفر لي بواحد منهم ينظرُ الله تعالى إليه (4).
وذكر بعض الرواة أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك، فمن تأخر
(1)"شرح النووي" لصحيح مسلم 4/ 160، قال: وهذان القولان -يعني المتأخرين- غلط صريح، وإنما أذكره ومثله لأنبه على بطلانه لئلا يغتر به، والله أعلم.
(2)
انظر: "قوت القلوب" لأبي طالب المكي 1/ 125.
(3)
في (س): مرجوحة.
(4)
"إحياء علوم الدين" 1/ 183.
بهذِه النية إيثارًا لغيره فلا بأس، والأعمال بالنيات.
قلت (1): قال العراقي في تخريج أحاديثه: هذا الحديث لم أجده (2).
(ثم) أتموا الصف (الذي يليه) ثم الذي يليه، وهلم جرا.
(فما كان من نقص) في صف (فليكن) النقص (في الصف المؤخر)(3) فهو أولى بالنقص.
[672]
(ثنا) محمد (بن بشار) بن عثمان العبدي.
(قال: ثنا أبو عاصم) الضحاك بن مخلد النبيل.
(قال: ثنا جعفر بن يحيى بن ثوبان) أخرج له البخاري في "الأدب".
(قال: أخبرني عمي عمارة بن ثوبان) وثق (4) لكن لم يرو عنه غير ابن أخيه جعفر بن يحيى (عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خياركم ألينكم مناكب (5) في الصلاة) (6).
(1) في (م): لكن.
(2)
"المغني عن حمل الأسفار"[تخريج أحاديث إحياء علوم الدين] 1/ 136 (535).
(3)
أخرجه النسائي 2/ 93، وأحمد 3/ 132، وصححه ابن خزيمة (1546). وحسنه النووي في "المجموع" 4/ 227. وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (675).
(4)
وثقه ابن حبان (4685).
(5)
في (ص): مناكبا.
(6)
أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(1566) من هذا الطريق، قال: خيركم بدل خياركم، وكذا ابن حبان (1756)، والبيهقي 3/ 144 من طريق المصنف.
وأخرجه البزار في "مسنده"(5195) وقال: وجعفر بن يحيى وعمه من أهل مكة مستورون. وله شواهد، منها حديث ابن عمر: رواه البزار (5922) قال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن نافع إلا ليث. وليث هو ابن أبي سليم.
لكن أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق أيوب السختياني عن نافع عن =
قال الخطابي (1): لين المنكب لزوم السكينة في الصلاة والطمأنينة فيها (2) وأن لا يحاكك بمنكبه منكب صاحبه، وفيه [وجوه أخر](3) وهو أن لا يمتنع على من يريد الدخول بين الصفوف لسد الخلل أو لضيق المكان، بل يمكنه من ذلك، ويلين له (4) معطفه، ولا يدفعه (5) بمنكبه، وقد يراد المجموع، قيل: كانت الصحابة يتحاذون (6) بالمناكب ويتضامون بالكعاب.
* * *
= ابن عمر به (5291) لكن تفرد به عاصم بن هلال عن أيوب، وعاصم حدث عن أيوب بأحاديث مناكير كما قال أبو زرعة عنه.
وضعفه الدارقطني وغيره. على أن ليث بن أبي سليم قد روى هذا الحديث، عن مجاهد عن ابن عمر، كما في "معجم الطبراني الأوسط"(5217)، ورواه أيضًا عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه الخطيب 12/ 49. فليث بن أبي سليم له في هذا الحديث ثلاثة أسانيد، وليث ممن لا يحتمل هذا رحمه الله. والحديث صححه الألباني في "صحيح أبي داود" بشواهده (676).
(1)
"معالم السنن" المطبوع مع "مختصر سنن أبي داود" 1/ 334.
(2)
في (ص): منها.
(3)
في (م): وجه آخر.
(4)
سقطت من (ص، س، ل).
(5)
في (م): يمكنه بدفعه.
(6)
في (ص): يحاذوه.