الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
127 - باب مَنْ جهَرَ بِها
786 -
أَخْبَرَنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ يَزِيدَ الفارِسِيِّ قال: سَمِعْتُ ابن عَبّاسٍ قال: قُلْتُ لِعُثْمانَ بْنِ عَفّانَ: ما حَمَلَكمْ أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى بَراءَةَ وَهِيَ مِنَ الِمئِينَ وَإلَى الأَنْفالِ وَهِيَ مِنَ المثانِي فَجَعَلْتُمُوهُما فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ وَلَمْ تَكْتُبُوا بَيْنَهُما سَطْرَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ؟ قال عُثْمانُ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِمّا يَنْزِلُ عَلَيْهِ الآياتُ فَيَدْعُو بَعْضَ مَنْ كانَ يَكْتُبُ لَهُ وَيَقُولُ لَهُ: "ضَعْ هذِه الآيَةَ فِي السُّورَةِ التِي يُذْكَرُ فِيها كَذا وَكَذا". وَتَنْزِلُ عَلَيْهِ الآيَةُ والآيَتانِ فَيَقولُ مِثْلَ ذَلِكَ وَكانَتِ الأَنْفال مِنْ أَوَّلِ ما أُنْزِلَ عَلَيْهِ بِالمدِينَةِ وَكانَتْ بَراءَةُ مِنْ آخِرِ ما نَزَلَ مِنَ القُرْآنِ وَكانَتْ قِصَّتُها شَبِيهَةً بِقِصَّتِها فَظَنَنْتُ أَنَّها مِنْها فَمِنْ هُناكَ وَضَعْتُهُما فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ وَلَمْ أَكْتُبْ بَيْنَهُما سَطْرَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (1).
787 -
حَدَّثَنا زِيادُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنا مَرْوانُ -يَعْنِي: ابن مُعاوِيَةَ- أَخْبَرَنا عَوْفٌ الأَعْرابِيُّ، عَنْ يَزِيدَ الفارِسِيِّ، حَدَّثَنا ابن عَبّاسٍ بِمَعْناهُ قال فِيهِ: فَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنا أَنَّها مِنْها (2).
قال أَبُو داوُدَ: قال الشَّعْبِيُّ وَأَبُو مالِكٍ وَقَتادَةُ وَثابِتُ بْنُ عُمارَةَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكْتُبْ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} حَتَّى نَزَلَتْ سُورَةُ النَّمْلِ هذا مَعْناهُ.
788 -
حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ وابْنُ السَّرْحِ قالوا: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ -قال قُتَيْبَةُ فِيهِ- عَنِ ابن عَبّاسٍ قال: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لا يَعْرِفُ فَصْلَ السُّورَةِ حَتَّى تُنَزَّلَ عَلَيْهِ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .
(1) رواه الترمذي (3086)، وأحمد 1/ 69، والنسائي في "الكبرى" 5/ 10 (8007).
وضعفه الألباني (140).
(2)
رواه الترمذي (3086)، أحمد 1/ 57، والنسائي في "الكبرى" 5/ 10 (8007).
وضعفه الألباني (140).
وهذا لَفْظُ ابن السَّرْحِ (1)
* * *
باب من جهر بها
هذا في بعض النسخ.
[786]
(أخبرنا عمرو بن عون) قال: (أنا هشيم) ابن بشير الواسطي (عن عوف)(2) بن أبي جميلة، بندويه، ويقال: رزينة، يعرف بالأعرابي، وليس بأعرابي الأصل (عن يزيد) البصري (الفارسي) كتب مصحفًا لعبيد الله بن زياد، وروى له الترمذي والنسائي.
(قال: سمعت ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم) على (أن عمدتم) بفتح الميم، كضرب أي: قصدتم وتعمدتم.
(إلى) سورة (براءة) لها عشرة أسماء براءة والتوبة، والمقشقشة؛ لأنها تقشقش من النفاق (3)، أي:[تتبرأ منه](4)، والمبعثرة؛ لأنها تبعثر عن أحوال المنافقين وتبحث عنها، والفاضحة؛ لأنها فضحت المنافقين، وسورة العذاب، والمخزية؛ لأن فيها خزي المنافقين (5).
(1) رواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/ 407 (1376)، والحاكم 2/ 610، والبيهقي 2/ 42، والضياء في "المختارة" 4/ 498 (336).
وصححه الألباني (754).
(2)
في (ص، س): عون.
(3)
في (م): المنافقين.
(4)
في (م): تتبرى منهم.
(5)
ذكر المصنف سبعة أسماء فقط من العشرة، وتتمتها: المثيرة؛ لأنها أثارت مخازي المنافقين، والمشردة؛ لأنها تشرد بالمنافقين، والمدمدمة؛ لأنه تدمدم عليهم. انظر:"الكاشف" للزمخشري 2/ 229.
(وهي من المئين) والمراد والله أعلم بالمئين (1) ما زادت عدد آياته على المائة، فجعلوا الزائد على المائة الذي هو بعضها منزل منزلة المائة بكمالها؛ لأن الشيء يذكر بلفظ الكل، ويراد به بعضه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أيام منى أيام أكل وشرب"(2) وإنما هي يومان وبعض (3) الثالث، ومنه قوله تعالى:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} (4) وإنما هي شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة، وتقول: جئتك العام ورأيتك اليوم، وإنما رآه في بعضه، وجعل [الاثنين جمع](5) على ما ذهب إليه مالك والأستاذ والغزالي محتجين بأن الجمع مشتق من اجتماع الشيء بالشيء، ومذهب الشافعي وأبي حنيفة لا يطلق على الاثنين جمع إلا (6) مجازًا.
[قال الشيخ برهان الدين المقرئ الجعبري: سميت المئين لمقاربتها المائة وهي إحدى عشرة سورة: يونس، وهود، ويوسف، والنحل، وسبحان، والكهف، وطه، والأنبياء، والمؤمنون، والشعراء، والصافات. وقيل: من سبحان إلى المؤمنين](7).
(و) عمدت (إلى الأنفال، وهي من المثاني) قيل: هي السور التي
(1) في (ص): بالمائتين.
(2)
أخرجه مسلم (1142)(145) من حديث كعب بن مالك.
(3)
في (م): تعين.
(4)
البقرة: 197.
(5)
في (ص): الأشيب. وفي (س): الأيتين.
(6)
سقط من (م).
(7)
سقط من (م).
تقصر (1) عن المئين وتزيد على المفصل، قال ابن الأثير: كأن المئين جعلت مبادي يعني: بعد الطول، والتي تليها مثاني (2). وهذا يرجح أحد الأقوال في قوله تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} (3) أن المثاني هي السور التي هي (4) دون الطول، وفوق المفصل، وهي المئين، وحجة هذا القول ما أخرجه البغوي بإسناد الثعلبي، عن ثوبان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله أعطاني السبع الطول مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني مكان الزبور المثاني، وفضلني ربي بالمفصل"(5). قال برهان الدين (6) الجعبري: سميت المثاني لقصورها عن المئين وهي عشرون سورة: الرعد، وإبراهيم، والحجر، ومريم، والحج، والنور، والفرقان، والنمل، والقصص، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة، والأحزاب، وسبأ، وفاطر، ويس، وص، والزمر، ومحمد صلى الله عليه وسلم (فجعلتموهما) أي: قرنتم (7) بينهما وجعلتموهما سورة واحدة (في السبع الطول) بضم الطاء وفتح الواو، جمع طولى، ككبرى وكبر،
(1) في (ص، س): نقص.
(2)
"النهاية في غريب الحديث"(ثنا).
(3)
الحجر: 87.
(4)
سقط من (م).
(5)
أخرجه البغوي في "تفسيره" 4/ 391 من طريق الثعلبي في "الكشف والبيان" 9/ 67 - 68.
(6)
سقط من (م).
(7)
في (م): فرقتم.
وفضلى وفضل.
(ولم تكتبوا بينهما سطرًا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فيه دليل على أن البسملة إذا كتبت بين سورتين [تكتب سطرًا واحدًا بمفردها بينهما، يفصل بين السورتين](1) ليعلم الناظر انتهاء الأولى وابتداء الثانية، وعلى هذا فالأولى أن تستعمل في المكاتبات وغيرها سطرًا بمفردها، بل إفرادها في المكاتبات أولى فلا يخلط بها بعدها غيرها تفضيلًا لها على ما يأتي بعدها من كلام الآدميين.
(قال عثمان: كان النبي صلى الله عليه وسلم مما ينزل عليه) يحتمل أن يكون في هذا شاهد لما قاله ابن خروف والسيرافي وابن طاهر والأعلم: أن (من) تأتي بمعنى رُبَّ إذا اتصلت بـ (ما) كقوله:
وإنا (2) لمَّا نضرب الكبش ضربة
…
على رأسه تلقي اللسان من الفم (3)
والتقدير على هذا ربما (4) ينزل عليه، وكذا تحتمله رواية الترمذي: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي الزمان وهو ينزل عليه السور (5) ذوات العدد (6)(الآيات) من السورة (فيدعو بعض من كان يكتب له) قد يستدل به على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحسن الكتابة.
(1) سقط من (م).
(2)
في الأصول الخطية: إنما. والمثبت من "همع الهوامع" للسيوطي 2/ 463.
(3)
البيت لأبي حية النميري. انظر: "الكتاب" 3/ 156، "مغني اللبيب" ص 409.
(4)
في (م): إنما.
(5)
في (ص): السورة.
(6)
"سنن الترمذي"(3086).
(ويقول ضع هذِه الآية في السورة)(1) فيه دليل على أن ترتيب الآيات في السور (2) على ما هو عليه في مصحفنا توقيف (3) من النبي صلى الله عليه وسلم.
قال القرطبي (4): وقراءة القرآن منكوسًا فيبتدئ من آخر السورة إلى أولها حرام محظور؛ لأن فيه إفساد لنظم السورة، ومخالفة لما قصد منها.
(التي يذكر فيها كذا وكذا) قد يستدل به لما قاله بعض السلف كما حكاه النووي، وهو أنه يكره أن يقول: سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء، وسورة العنكبوت، وكذلك البواقي بل يقال: السورة التي يذكر فيها البقرة، [والسورة التي يذكر فيها آل عمران](5) والسورة التي يذكر فيها النساء كما في هذا الحديث.
قال النووي: والصواب أن ذلك جائز لا كراهة فيه، وهو قول جماهير المسلمين من سلف الأمة وخلفها (6). والأحاديث فيه أكثر من أن تحصر لقوله صلى الله عليه وسلم:"من قرأ الآيتان من آخر سورة البقرة كفتاه"(7) وعلى هذا فأقل مراتب هذا الحديث أن يحمله على أنه خلاف الأولى، وأن الأولى أن يقول: السورة التي يذكر فيها كذا، بل يقال
(1) زاد في (س، م): التي. وبياض في (ل).
(2)
في (م): السورة.
(3)
في (ص، س): توفيق. والمثبت من (م)، وبياض في (ل).
(4)
"الجامع لأحكام القرآن" 1/ 61.
(5)
سقط من (س، ل، م).
(6)
"شرح النووي على مسلم" 6/ 90.
(7)
رواه البخاري (4008، 4009)، ومسلم (807، 808).
بالكراهة، فإنها أدنى مراتب الحديث، ويكون فيه (1) جمع بين الأحاديث؛ فإن هذا الحديث أخرجه أصحاب السنن، وابن حبان، وأحمد، ويدل عليه أيضًا قوله (وتنزل عليه الآية والآيتان، فيقول مثل ذلك) أي: ضعوها في مكان كذا، وروي عن ابن عباس: آخر ما نزل من القرآن: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} (2) فقال جبريل: يا محمد ضعها في رأس ثمانين ومائتين من البقرة.
(وكانت الأنفال (3) من أول ما أنزل عليه بالمدينة) فيه التصريح بأنها نزلت بالمدينة يعني إلا سبع آيات فإنها نزلت بمكة، وهي من قوله تعالى:{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} (4) هذا هو الأصح، وإن كانت (5) الواقعة مكية.
وفي الصَّحيحين من رواية سعيد بن جبير: قلت لابن عباس: سورة (6) الأنفال؟ قال: نزلت في بدر (7).
(وكانت براءة من آخر ما نزل من القرآن) ونزلت جملة واحدة كما روى الثعلبي بإسناد واهٍ، عن عائشة: "ما نزل عليّ القرآن إلا آية آية،
(1) في (ص، س، ل): تحته.
(2)
البقرة: 281.
(3)
في (م): الآيتان.
(4)
الأنفال: 30.
(5)
في (ص، س، ل): كان.
(6)
سقطت من (م).
(7)
أخرجه البخاري (4645)، ومسلم (3031)(31).
ما خلا سورة براءة، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ؛ فإنهما نزلتا عليّ ومعهما سبعون ألف ملك من الملائكة" (1). والإجماع منعقد على أن براءة أيضًا نزلت بالمدينة سوى آيتين.
(وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها) زاد إسحاق بن راهويه في "مسنده": فلذلك قرنت بينهما. وهذا الحديث رواه أصحاب السنن، وابن حبان، وأحمد، وإسحاق، وأبو يعلى، والبزار من طريق يوسف بن مهران، عن ابن عباس، وذكروا الحديث سوى قوله: تدعى القرينتين. فلم يذكرها إلا إسحاق (2).
(فمن هناك وضعتها (3) في السبع الطول) قال الزجاج: والشبه (4) الذي بين السورتين أن في الأنفال ذكر العهود، وفي براءة نقضها (5)، وكان قتادة يقول: هما سورة واحدة (6)، وقيل: إن الصحابة اختلفوا في أن سورة الأنفال وسورة براءة هل هما سورة واحدة أم سورتان؟ فقال بعضهم: سورة واحدة؛ لأنهما نزلتا في القتال، ومجموعهما معًا مائتان وخمس آيات، فكانت هي السابعة (7) من السبع الطول، وقال
(1) أخرجه الثعلبي في "الكشف والبيان" 5/ 5.
(2)
انظر: "تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الكشاف" للزيلعي (519).
(3)
في (ص): وضعها. وفي (س): وصفها.
(4)
في (ص، س): التنبيه.
(5)
في الأصول الخطية: بعضها. والمثبت من "تفسير الخازن" 3/ 56، وتفسير "زاد المسير" لابن الجوزي. 3/ 390.
(6)
انظر: "زاد المسير" 3/ 390، و"تفسير الخازن" 3/ 56.
(7)
في (ص، س، ل): السابع.
بعضهم: هما سورتان، فلما حصل هذا الاختلاف من الصحابة تركوا بينهما فرجة تنبيهًا (1) على قول من يقول هما (2) سورتان، ولم يكتبوا بينهما بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تنبيهًا (3) على قول من يقول: هما سورة واحدة.
(ولم أكتب بينهما سطرًا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فيه دلالة على أنهم كانوا يكتبون بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بين غير هاتين السورتين سطرًا، قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أحسن ما يحتج به أصحابنا أن البسملة من القرآن في فواتح السور كتابتها في المصاحف في غير براءة، فكيف يتوهم عليهم أنهم كتبوا مائة وثلاثة عشر آية ليست من القرآن (4).
وقال الغزالي: أظهر الأدلة كونها مكتوبة بخط القرآن، ونحن نقنع في هذِه المسألة (5) بالظن ولاشك أنه حاصل قالوا: أثبتت (6) للفصل بين السور؟ قلنا: كان الفصل ممكن بدون هذِه الزيادة في كتابة القرآن، وهو ما فصل به بين الأنفال وبراءة، لم (7) ينتقض بكتابتها في أول الفاتحة (8).
(1) من (س، ل، م)
(2)
من (س، ل، م).
(3)
في (ص): بينما.
(4)
"معرفة السنن والآثار" للبيهقي 1/ 512.
(5)
في (ص، س، ل): البسملة.
(6)
في (ص، س): اثنين.
(7)
في (م): ثم.
(8)
"المستصفى" 1/ 82 - 83.
[787]
(ثنا زياد بن أيوب) قال: (ثنا مروان بن معاوية) بن الحارث الفزاري الكوفي.
قال أبو داود عن أحمد: ما كان أحفظه، كان يحفظ حديثه، قال:(أنا عوف) بن أبي جميلة (الأعرابي، عن يزيد الفارسي) قال: (حدثني ابن عباس بمعناه) و (قال فيه: فقبض (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أنها منها) ولا بكتابتها في أولها، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر في كل سورة بكتابة {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فيها، فضمت إلى الأنفال لشبهها بها (2)، قاله أبي بن كعب.
(قال الشعبي) واسمه عامر (وأبو مالك) سعد بن طارق الأشجعي (وقتادة وثابت بن عمارة) بضم العين الحنفي البصري، وثقه ابن معين وغيره وكذلك روى الأعمش.
(إن رسول الله صلى الله عليه وسلم) كان يكتب باسمك اللهم حتى أُمِرَ أن يكتب بسم الله فكتبها فلما نزلت {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} (3) كتب بسم الله الرحمن.
و(لم يكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) قد يستدل به أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتب؛ لأن مفهومه كان يكتب غيرها، وقد يجاب عنه بأن التقدير لم يأمر كاتبه أن يكتبها في شيء من كتبه (حتى نزلت سورة النمل) فكتب {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (هذا معناه).
(1) في (م): فقضى.
(2)
من (م).
(3)
الإسراء: 110.
فائدة: روى القرطبي، عن ابن مسعود: من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقل: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يجعل الله بكل حرف منها جُنَّة من كل واحد، فالبسملة تسعة عشر حرفًا على عدد الزبانية، قال الله فيهم:{عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)} (1)، وهم يقولون في كل أفعالهم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فمن هنالك قوتهم (2).
وروى البيهقي في "الشعب" عن أحمد بن حنبل، أنه قال: من لم يقرأ في كل سورة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فقد ترك مائة وثلاثة عشر آية من كتاب الله تعالى (3).
قال الشهرزوري في "المصباح": إنما لم يقل: [أربعة عشر](4)؛ لأن براءة لا بسملة فيها (5).
[788]
(ثنا قتيبة بن سعيد، وأحمد بن محمد المروزي، و) أحمد بن عمرو (بن السرح) المصري (قالوا: ثنا سفيان) بن عيينة (عن عمرو) بن دينار (عن سعيد بن جبير (6)، قال قتيبة) بن سعيد (عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة) أي: انقضائها تدل عليه رواية ابن حبان: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: إن المؤمنين كانوا في
(1) المدثر: 30.
(2)
ذكره القرطبي "الجامع لأحكام القرآن" 1/ 92، ورواه الثعلبي مسندًا في "الكشف والبيان" 1/ 91.
(3)
"شعب الإيمان" للبيهقي 2/ 440.
(4)
في (م): أربع عشرة.
(5)
انظر تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف 1/ 22.
(6)
في (ص): جنيد.
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلمون انقضاء السورة (1)(حتى تنزل (2) عليه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) زاد ابن حبان: فإذا نزل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علموا أن السورة قد انقضت، ونزلت سورة أخرى. وأخرج الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" ثلاثة أحاديث كلها عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاءه جبريل فقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علم أنها سورة (3).
الثاني: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم ختم السورة حتى تنزل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (4).
الثالث: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فإذا نزلت علم أن السورة قد انقضت (5).
* * *
(1) رواه ابن حبان كما في "إتحاف المهرة" 7/ 74 (7365).
(2)
في (ص، س، ل): نزلت.
(3)
"المستدرك" 1/ 231.
(4)
"المستدرك" 1/ 231.
(5)
"المستدرك" 1/ 232.