الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
139 - باب مَنْ كَرِهَ القِراءَة بِفاتِحَةِ الكِتابِ إِذَا جَهَرَ الإِمامُ
826 -
حَدَّثَنا القَعْنَبِيُّ، عَنْ مالِكٍ، عَنِ ابن شِهابٍ، عَنِ ابن أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِنْ صَلاةٍ جَهَرَ فِيها بِالقِراءَةِ فَقال:"هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ مِنْكُمْ آنِفًا". فَقال رَجُلٌ: نَعَمْ يا رَسُولَ اللهِ. قال: "إِنِّي أَقُولُ ما لِي أُنازَعُ القُرْآنَ". قال: فانْتَهَى النّاسُ، عَنِ القِراءَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا جَهَرَ فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالقِراءَةِ مِنَ الصَّلَواتِ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
قال أَبُو دَاوُدَ: رَوَى حَدِيثَ ابن أُكَيْمَةَ هذا مَعْمَرٌ وُيُونسُ وَأُسَامَة بْن زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَلَى مَعْنَى مالِكٍ.
827 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ وَأَحْمَدُ بْن محَمَّدٍ المرْوَزِيُّ وَمحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبي خَلَفٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ محَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ وابْن السَّرْحِ قالوا: حَدَّثَنا سُفْيان، عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعْتُ ابن أُكَيْمَةَ يُحَدِّث سَعِيدَ بْنَ المسَيَّبِ قال: سَمِعْتُ أَبا هُريرَةَ يَقولُ صَلَّى بِنا رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاةً نَظنُّ أنَّها الصُّبْح بِمَعْناهُ إِلَى قَوْلهِ: "ما لِي أُنازَعُ القُرْآنَ"(2).
قال أَبُو دَاوُدَ: قال مُسَدَّدٌ فِي حَدِيثِهِ: قال مَعْمَرٌ: فانْتَهَى النَّاسُ عَنِ القِراءَةِ فِيما جَهَرَ بِهِ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم وقال ابن السَّرْحِ فِي حَدِيثِهِ قال مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قال أَبُو هُرَيْرَةَ: فانْتَهَى النّاسُ. وقال عَبْدُ اللهِ بْن مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيّ مِنْ بَيْنِهِمْ، قال سُفْيانُ: وَتَكَلَّمَ الزُّهْرِيُّ بِكَلِمَةٍ لَم أَسْمَعْها فَقال مَعْمَرٌ: إِنَّهُ قال: فانْتَهَى النّاسُ.
قال أَبُو دَاوُدَ: وَرَواهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن إِسْحاقٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وانْتَهَى حَدِيثهُ إِلَى قَوْلِهِ:"ما لِي أُنازَعُ القُرْآنَ". وَرَواهُ الأوْزاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قال فِيهِ قال الزُّهْرِيُّ:
(1) رواه الترمذي (312)، وأحمد 2/ 285، 301.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(781).
(2)
رواه ابن ماجة (848).
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" 3/ 412.
فاتَّعَظَ المُسْلِمُونَ بِذَلِكَ فَلَمْ يَكُونُوا يَقْرَءُونَ مَعَهُ فِيما يَجهَرُ بِهِ صلى الله عليه وسلم.
قال أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ فارِسٍ قال: قَوْلُهُ: فانْتَهَى النّاسُ. مِنْ كَلامِ الزُّهْرِيِّ.
* * *
[باب من كره القراءة بفاتحة الكتاب إذا جهر الإمام](1)
[826]
(ثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن ابن أكيمة) قال الترمذي، والبغوي في "شَرح السُّنَّة": ابن أكيمة اسمه عمارة، ويقال: عمرو بن أكيمة (الليثي)(2) روى له الأربعة.
(عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة) كالصبح والمغرب والعشاء.
(فقال: هل قرأ معي أحد منكم آنفًا؟ ) بمد الهمزة وقصرها، لغتان قُرِيء بهما في السبع (3)، أي: قريبًا.
(فقال رجل: نعم) أنا. كذا لابن حبان (4)(يا رسول الله. قال: إني أقول ما لي أنازع)[بكسر الزاي](5) وبضم همزة المتكلم مضارع [لم يسم](6) فاعله، ومفعوله الأول مضمر فيه، والقرآن مفعوله الثاني، قاله شارح المصابيح (7).
(1) من (م).
(2)
"شرح السنة" 3/ 84.
(3)
انظر: "النشر" لابن الجزري 2/ 374.
(4)
"صحيح ابن حبان"(1849).
(5)
في (ص): القرآن. وليست في (س، ل).
(6)
في (م): اسم.
(7)
"مرقاة المفاتيح" 3/ 393.
(القرآن)(1) قال في "النهاية": أي أجاذب في قراءته كأنهم جهروا بالقراءة خلفه فشغلوه فالتبست عليه القراءة، وأصل النزع (2) الجذب، ومنه نزع الميت بروحه (3).
(قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جهر فيه النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة من الصلوات حيث)(4) رواية الترمذي (5): "حين"(سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم)(6).
ورواية ابن حبان (7) انتهت عند قوله: "حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم) وبوب عليه ذكر خبر (8) أوهم عالمًا من الناس أن قراءة الفاتحة لا يلزم فرضها لمن صلى صلاة يجهر فيها بالقراءة، وسيأتي أن قوله:
(1) من (م).
(2)
في (م): النزاع.
(3)
"النهاية": نزع.
(4)
رواية أبي داود كما في المطبوع: حين.
(5)
"سنن الترمذي"(312).
(6)
الحديث أخرجه مالك في "الموطأ"(193)، ومن طريقه الترمذي (312)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 140، وأحمد 2/ 301، وابن حبان (1849).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود (781): إسناده صحيح.
وأخرجه ابن ماجة (849)، وأحمد 2/ 284، وعبد الرزاق في "مصنفه"(2795) من طريق معمر بن راشد البصري، وأخرجه ابن ماجة (848)، وأحمد 2/ 240 من طريق سفيان بن عيينة.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(96) من طريق يونس بن يزيد الليثي.
(7)
"صحيح ابن حبان"(1849).
(8)
في (ص): حين.
"فانتهى الناس .. " إلى آخره من كلام الزهري لا عن أبي هريرة.
(وروى حديث [ابن أكيمة) هذا] (1)(معمر) بن راشد البصري الأزدي (ويونس) بن يزيد الليثي (وأسامة بن زيد) الليثي، قال ابن معين: ثقة (2).
وكذا رواه ابن عيينة كلهم (عن الزهري) عن ابن أكيمة، عن أبي هريرة، فقوى الحديث بمتابعتهم (على معنى) رواية (مالك) عن ابن شهاب الزهري.
[827]
(ثنا مسدد، وأحمد بن محمد) بن شبويه (المروزي، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف) القطيعي شيخ مسلم.
(وعبد الله بن محمد الزهري، و) أحمد بن عمرو (بن (3) السرح) المصري (قالوا) الخمسة: (ثنا سفيان) بن عيينة.
(عن الزهري قال: سمعت ابن أكيمة) ذكر غير الترمذي أن اسمه عامر، وقيل: عمار، وقيل: يزيد، وقيل: عباد، وأن كنيته أبو الوليد حكاها المنذري (4).
(يحدث سعيد بن المسيب قال: سمعت أبا هريرة يقول (5): صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة نظن أنها (صلاة (الصبح) ثم ذكر (بمعناه إلى قوله: ما لي أنازع القرآن .. ) الحديث (6).
(قال مسدد في حديثه) بالسند المذكور: (فانتهى الناس عن القراءة
(1) من (س، ل، م).
(2)
"تاريخ ابن معين برواية الدوري"(665).
(3)
زاد في (م) أبي.
(4)
"مختصر سنن أبي داود" للمنذري (789).
(5)
سقط من (م).
(6)
تقدم تخريجه.
فيما جهر به رسول الله صلى الله عليه وسلم) (1) أي: انتهوا عن قراءة ما زاد على الفاتحة، وأما الفاتحة فيقرؤون بها في أنفسهم.
وروى الطبراني عن عبد الله بن جهر قال: قرأت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرف قال: "يا جهر أسمع ربك ولا تسمعني"(2). قال الهيثمي: وعبد الله بن جهر لم أجد من ذكره (3).
(وقال) أحمد بن عمرو (بن السرح في حديثه: قال معمر، عن الزهري) في روايته (قال أبو هريرة: فانتهى الناس) يعني عن القراءة، هذا يخالف ما نقله المصنف عن ابن فارس فيما سيأتي أن قوله:"فانتهى الناس" من كلام الزهري، وهذا يدل على أنه إنما هو من كلام أبي هريرة، وأنه نقله عنه.
(وقال عبد الله بن محمد) بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة (الزهري) المسوري البصري أخرج له مسلم (قال سفيان) بن عيينة: (وتكلم الزهري بكلمة لم (4) أسمعها فقال معمر) عنه: (إنه قال: فانتهى الناس) عن القراءة (5).
(وروى (6) عبد الرحمن بن إسحاق) بن عبد الله بن الحارث القرشي العامري، مولاهم المدني، ويقال له: عباد بن إسحاق، أخرج له مسلم والأربعة، (عن الزهري) قال في روايته: (وانتهى حديثه إلى قوله: ما لي
(1) أخرجه مسدد كما في "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري (1074).
(2)
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(2200).
(3)
"مجمع الزوائد" 2/ 110.
(4)
من (م، ل).
(5)
حكاه الحميدي في "مسنده"(953).
(6)
في مطبوعة "سنن أبي داود": ورواه.
أنازع القرآن) أي ولم يذكر: "فانتهى الناس"(1).
(ورواه الأوزاعي، عن الزهري وقال فيه: قال الزهري: فاتعظ الناس بذلك) أي بقوله: "ما لي أنازع القرآن"(فلم يكونوا يقرؤون معه فيما جهر به) غير أم القرآن.
(قال) المصنف: (وسمعت محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد (بن فارس) الذهلي النيسابوري، شيخ البخاري (قال: قوله: ) في الحديث المتقدم (فانتهى الناس) هو (من كلام الزهري) مدرج في الحديث، وليس هو من كلام أبي هريرة.
قال النووي: وهذا مما لا خلاف فيه بينهم، وممن قال ذلك الأوزاعي، ومحمد بن يحيى الذهلي إمام أهل نيسابور، وقاله البخاري في "تاريخه"، والخطابي، وغيرهم (2).
وعلى تقدير أن يكون من كلام أبي هريرة فقال البغوي في "شَرح السُّنَّة": ليس فيه ما يدخل على من رأى القراءة خلف الإمام؛ لأن أبا هريرة الراوي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج"، فقال له حامل الحديث: إني أحيانًا أكون وراء (3) الإمام؟ قال: اقرأها (4) في نفسك (5). والله أعلم (6).
* * *
(1) رواه بهذه الطريق البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة"(1074)(2).
(2)
"المجموع" 3/ 368.
(3)
في (م): خلف وراء.
(4)
في (م): اقرأ بها. وفي (س). اقرأ.
(5)
سلف برقم (821).
(6)
"شرح السنة"(3/ 84).