المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌153 - باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده - شرح سنن أبي داود لابن رسلان - جـ ٤

[ابن رسلان]

فهرس الكتاب

- ‌70 - باب الرَّجُلَين يَؤمُّ أَحَدهما صاحبهُ كيْفَ يقُومان

- ‌71 - باب إِذا كانوا ثَلاثةً كيْف يَقُومُونَ

- ‌72 - باب الإِمامِ يَنْحَرِفُ بَعْدَ التَّسْلِيمِ

- ‌73 - باب الإمامِ يتطَوَّعُ في مَكانه

- ‌74 - باب الإِمامِ يُحْدثُ بَعْد ما يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنْ آخِرِ الرَّكْعَة

- ‌75 - باب في تحْرِيمِ الصَّلاة وتَحْليلِها

- ‌76 - باب ما يُؤْمَرُ بِهِ المَأْمُومُ مِنَ اتباع الإِمامِ

- ‌77 - باب التَّشْدِيدِ فيمَنْ يرْفَعُ قبْل الإِمامِ أَوْ يَضَعُ قَبْلَهُ

- ‌78 - باب فِيمَنْ يَنْصَرِفُ قَبْلَ الإِمامِ

- ‌79 - باب جِماع أَثْوابِ ما يُصَلَّى فِيهِ

- ‌80 - باب الرَّجُلِ يَعْقِدُ الثوبَ فِي قَفاهُ ثُمَّ يُصَلِّي

- ‌81 - باب الرَّجُلِ يُصَلِّي في ثَوْبٍ واحِدٍ بَعْضُهُ علَى غيْرِهِ

- ‌82 - باب فِي الرَّجُلِ يُصلِّي فِي قمِيصٍ واحِدٍ

- ‌83 - باب إذا كان الثَّوْبُ ضَيِّقًا يَتَّزِرُ بِهِ

- ‌85 - باب الإسْبالِ فِي الصَّلاةِ

- ‌84 - باب مَنْ قال: يَتَّزِرُ بهِ إِذا كانَ ضَيِّقًا

- ‌86 - باب فِي كَمْ تُصَلِّي المَرْأَةُ

- ‌87 - باب المَرْأَةِ تُصَلِّي بِغَيْرِ خِمارٍ

- ‌88 - باب ما جاءَ فِي السَّدْلِ فِي الصّلاةِ

- ‌89 - باب الصَّلاةِ فِي شُعرِ النِّساءِ

- ‌90 - باب الرَّجُلِ يُصَلِّي عاقِصًا شَعْرَهُ

- ‌91 - باب الصّلاةِ في النَّعْلِ

- ‌92 - باب المُصَلِّي إذا خَلَعَ نَعْلَيْهِ أَيْنَ يضَعهما

- ‌93 - باب الصَّلاةِ عَلَى الخُمْرة

- ‌94 - باب الصّلاةِ عَما الحَصِيرِ

- ‌95 - باب الرَّجُل يَسْجُدُ على ثَوْبِهِ

- ‌96 - باب تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ

- ‌97 - باب الصُّفُوفِ بَينَ السَّوارِي

- ‌98 - باب مَنْ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَلِيَ الإِمامَ فِي الصَّفِّ وكراهِيَةِ التأَخُّر

- ‌99 - باب مُقامِ الصِّبْيان مِنَ الصَّفِّ

- ‌100 - باب صَفِّ النِّساءِ وَكَراهِيَةِ التَّأَخُّرِ عن الصَّفِّ الأَوَّل

- ‌101 - باب مُقامِ الإِمامِ مِن الصَّفِّ

- ‌102 - باب الرَّجلِ يُصَلِّي وَحْدَهُ خَلْفَ الصَّفِّ

- ‌103 - باب الرَّجُل يَرْكع دُون الصّفِّ

- ‌104 - باب ما يَسْتُرُ المُصَلِّي

- ‌105 - باب الخَطِّ إِذا لَمْ يجِدْ عَصًا

- ‌106 - باب الصَّلاة إِلَى الرّاحِلَةِ

- ‌107 - باب إِذا صَلَّى إِلَى سارِيَةٍ أَوْ نَحْوِها، أَيْنَ يَجْعلُها مِنْهُ

- ‌108 - باب الصَّلاةِ إِلَى المُتَحَدِّثِينَ والنِّيامِ

- ‌109 - باب الدُّنُوِّ مِنَ السُّتْرَةِ

- ‌110 - باب ما يؤْمَرُ المُصَلِّي أَنْ يَدْرَأَ عَنِ المَمَرِّ بَينَ يَدَيْهِ

- ‌111 - باب ما يُنْهَى عَنْهُ مِنَ المُرُورِ بينَ يَدَي المُصَلِّي

- ‌112 - باب ما يَقْطَعُ الصَّلاةَ

- ‌113 - باب سُتْرَة الإِمامِ سُتْرَةُ مَنْ خلْفَهُ

- ‌114 - باب منْ قال: المَرْأَةُ لا تقْطعُ الصَّلاة

- ‌115 - باب مَنْ قال: الحِمارُ لا يَقْطَعُ الصَّلاة

- ‌116 - باب مَنْ قال: الكَلْبُ لا يَقْطَعُ الصَّلاةَ

- ‌117 - باب مَنْ قال: لا يَقْطَعُ الصَّلاةَ شَيءٌ

- ‌118 - باب رَفْعِ اليَدَيْنِ فِي الصَّلاةِ

- ‌119 - باب افتِتاح الصَّلاةِ

- ‌120 - باب

- ‌121 - باب مَنْ لَمْ يَذْكُرِ الرَّفْعَ عنْدَ الرُّكُوعِ

- ‌122 - باب وضْعِ اليُمْنَى عَلَى اليُسْرَى فِي الصَّلاةِ

- ‌123 - باب ما يُسْتَفْتَحُ بِهِ الصَّلاةُ مِنَ الدُّعاءِ

- ‌124 - باب مَنْ رَأى الاسْتِفْتاحَ بِسُبْحانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ

- ‌125 - باب السَّكْتةِ عِنْد الافْتِتاحِ

- ‌126 - باب مَنْ لَمْ يَرَ الجَهْرَ بِـ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)

- ‌127 - باب مَنْ جهَرَ بِها

- ‌129 - باب فِي تَخْفِيفِ الصَّلاةِ

- ‌128 - باب تَخْفِيفِ الصَّلاةِ لِلأَمْرِ يَحْدْثُ

- ‌130 - باب ما جاءَ فِي نُقْصانِ الصَّلاةِ

- ‌131 - باب ما جَاءَ فِي القِراءَةِ فِي الظُّهْر

- ‌132 - باب تَخْفِيفِ الأُخْرَيَيْنِ

- ‌133 - باب قَدْرِ القِراءَةِ في صَلاةِ الظُّهْرِ والعَصْرِ

- ‌134 - باب قَدْرِ القِراءَةِ فِي المَغْرِبِ

- ‌135 - باب مَنْ رَأَى التَّخْفِيفَ فِيهَا

- ‌137 - باب القِرَاءَةِ فِي الفَجْرِ

- ‌136 - باب الرَّجُلِ يُعِيدُ سُورَةً واحِدَةً فِي الرَّكْعَتَيْنِ

- ‌138 - باب مَنْ تَرَكَ القِراءَةَ فِي صَلاتِهِ بِفَاتِحَة الكِتَابِ

- ‌139 - باب مَنْ كَرِهَ القِراءَة بِفاتِحَةِ الكِتابِ إِذَا جَهَرَ الإِمامُ

- ‌140 - باب مَنْ رَأَى القِراءَةَ إِذَا لَمْ يَجْهَرْ

- ‌141 - باب ما يُجْزِئُ الأُمِّيَّ وَالأَعْجَمِيَّ مِنَ القِراءَةِ

- ‌142 - باب تَمامِ التَّكْبِيرِ

- ‌143 - باب كَيْف يضَع رُكْبَتَيْه قبْلَ يدَيْهِ

- ‌144 - باب النُّهُوضِ فِي الفَرْدِ

- ‌145 - باب الإِقْعاء بَينَ السَّجْدَتيْنِ

- ‌146 - باب ما يَقُولُ إذا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ

- ‌147 - باب الدُّعاءِ بَينَ السَّجْدَتَيْنِ

- ‌148 - باب رَفعِ النِّساءِ إِذا كُنَّ مَعَ الرِّجالِ رُؤوسَهُنَّ مِنَ السَّجْدَةِ

- ‌149 - باب طُولِ القِيامِ مِنَ الرُّكُوعِ وَبَينَ السّجْدَتيْنِ

- ‌150 - باب صَلاةِ مَنْ لا يُقِيمُ صُلْبَهُ في الرُّكُوعِ والسُّجودِ

- ‌151 - باب قَوْلِ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ صَلاةٍ لا يُتِمُّها صاحِبُها تَتِمُّ منْ تَطوُّعِهِ

- ‌152 - باب وَضْعِ اليَدَيْنِ عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ

- ‌153 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ فِي رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ

- ‌154 - باب فِي الدُّعاء فِي الرُّكوعِ والسُّجُودِ

الفصل: ‌153 - باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده

‌153 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ فِي رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ

861 -

حَدَّثَنا الرَّبِيعُ بْنُ نافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ وَمُوسَى بْن إِسْماعِيلَ -الْمَعْنَى- قالا: حَدَّثَنا ابن المُبارَكِ عَنْ مُوسَى -قال أَبُو سَلَمَةَ: مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ- عَنْ عَمِّهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامِرٍ قال: لَمّا نَزَلَتْ {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اجْعَلُوها فِي رُكُوعِكُمْ". فَلَمّا نَزَلَتْ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال: "اجْعَلُوها فِي سُجُودِكُمْ"(1).

870 -

حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنا اللَّيْثُ -يَعْنِي ابن سَعْدٍ- عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى -أَوْ مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ- عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامِرٍ بِمَعْناهُ، زادَ قال: فَكانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا رَكَعَ قال: "سُبْحانَ رَبِّيَ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ". ثَلاثًا وَإِذا سَجَدَ قال: "سُبْحانَ رَبِّيَ الأعلَى وَبِحَمْدِهِ". ثَلاثًا.

قال أَبُو داوُدَ: وهذِه الزِّيادَةُ نَخافُ أَنْ لا تَكُونَ مَحْفُوظَةً.

قال أَبُو داوُدَ: انْفَرَدَ أَهْلُ مِصْرَ بإِسْنادِ هَذَيْنِ الحدِيثَيْنِ حَدِيثِ الرَّبِيعِ وَحَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ (2).

871 -

حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنا شعْبَة قال: قُلْتُ لِسُلَيْمانَ: أَدْعُو فِي الصَّلاةِ إِذا مَرَرْتُ بِآيَةِ تَخَوُّفٍ؟ فَحَدَّثَنِي عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُسْتَوْرِدٍ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فكانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ:"سُبْحانَ رَبِّيَ العَظِيمِ". وَفِي سُجُودِهِ: "سُبْحانَ رَبِّيَ الأَعْلَى". وَما مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلا وَقَفَ عِنْدَها

(1) رواه ابن ماجه (887)، وأحمد 4/ 155.

وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(152).

(2)

رواه البيهقي 2/ 86 من طريق المصنف.

وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(153).

ص: 677

فَسَأَلَ، وَلا بِآيَةِ عَذابٍ إِلا وَقَفَ عِنْدَها فَتَعَوَّذَ (1).

872 -

حَدَّثَنا مُسْلِمُ بْن إِبْراهِيمَ، حَدَّثَنا هِشامٌ، حَدَّثَنا قَتادَة، عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ عائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقُول فِي رُكوعِهِ وَسُجُودِهِ:"سُبُّوحٌ قُدُوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ والرُّوحِ"(2).

873 -

حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ صالِحٍ، حَدَّثَنا ابن وَهْبٍ، حَدَّثَنا مُعاوِيَةُ بْنُ صالِحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مالِكٍ الأَشْجَعِيِّ قال: قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليْلَةً فَقامَ فَقَرَأ سُورَةَ البَقَرَةِ لا يَمرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلا وَقَفَ فَسَأَلَ وَلا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذابٍ إِلا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ قال: ثُمَّ رَكَعَ بِقَدْرِ قِيامِهِ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: "سُبْحانَ ذِي الجَبَرُوتِ والمَلَكُوتِ والكِبْرِياءِ والعَظَمَةِ". ثمَّ سَجَدَ بِقَدْرِ قِيامِهِ ثمَّ قال: في سُجُودِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قامَ فَقَرَأَ بِآلِ عِمْرانَ ثُمَّ قَرَأَ سُورَةً سُورَةً (3).

874 -

حَدَّثَنا أَبُو الوَلِيدِ الطَّيالِسِيُّ وَعَلِيُّ بْن الجَعْدِ قالا: حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ مَوْلَى الأَنْصارِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَكانَ يَقُولُ:"اللهُ أَكْبَرُ -ثَلاثًا- ذُو المَلَكُوتِ والجَبَرُوتِ والكِبْرِياءِ والعَظَمَةِ". ثُمَّ اسْتَفْتَحَ فَقَرَأَ البَقَرَةَ ثُمَّ رَكَعَ فَكانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيامِهِ وَكانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: "سُبْحانَ رَبِّيَ العَظِيم سُبْحانَ رَبِّيَ العَظِيمِ". ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكوعِ فَكانَ قِيامُهُ نَحْوًا مِنْ رُكُوعِهِ يَقول: "لِرَبِّيَ الحَمْدُ". ثمَّ سَجَدَ فَكانَ سُجُودُهُ نَحْوًا مِنْ قِيامِهِ فَكانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: "سُبْحانَ رَبِّيَ الأعلَى". ثُمَّ

(1) رواه مسلم (772).

(2)

رواه مسلم (487).

(3)

رواه النسائي 2/ 191، 223، وأحمد 6/ 24.

قال النووي في "خلاصة الأحكام" 1/ 395 - 396 (1254): رواه أبو داود بإسناد صحيح.

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(817).

ص: 678

رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجودِ وَكانَ يَقْعُدُ فِيما بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ نَحْوًا مِنْ سُجُودِهِ وَكانَ يَقُولُ: "رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي". فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعاتٍ فَقَرَأَ فِيهِنَّ البَقَرَةَ وَآلَ عِمْرانَ والنِّساءَ والمائِدَةَ أَوِ الأنعامَ شَكَّ شُعْبَةُ (1).

* * *

باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده

[869]

(حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة) الحلبي ساكن طرسوس (وموسى بن إسماعيل) التبوذكي (المعنى (2)، قالا (3): حدثنا) عبد الله (ابن المبارك) بن (4) واضح المروزي شيخ الإسلام (عن موسى بن أيوب) الغافقي المصري أخرج له النسائي في "مسند علي"، ووثقه ابن معين (5)، وأبو داود (6) (عن عمه) إياس بن عامر الغافقي (عن عقبة بن عامر قال: لما نزلت (7): {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} (8) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعلوها في ركوعكم) أي: قولوا في الركوع: سبحان ربي العظيم. ويستحب أن يضيف إليه وبحمده، كما جزم به النووي (9) في "التحقيق"؛ لما روى الدارقطني من حديث ابن مسعود قال: من السنة أن يقول الرجل في ركوعه: سبحان ربي العظيم وبحمده. وفي سجوده سبحان ربي الأعلى وبحمده (10).

(1) رواه مسلم (772).

(2)

في (م): العمي.

(3)

في (ص): قال.

(4)

من (ل، م).

(5)

"تاريخ ابن معين برواية الدوري" 4/ 429.

(6)

"تهذيب الكمال" 29/ 32.

(7)

زاد في (م): سورة.

(8)

الواقعة: 74.

(9)

"المجموع" 3/ 412 - 413.

(10)

"سنن الدارقطني" 1/ 341 - 342.

ص: 679

وفي [سنده السري](1) بن إسماعيل، عن الشعبي، عن مسروق، عنه، والسري (2) ضعيف، وأنكر ابن الصلاح وغيره هذِه الزيادة.

وسئل أحمد بن حنبل عنها (3) فيما حكاه ابن المنذر فقال: أما أنا فلا أقول: وبحمده (4).

(فلما نزلت: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (5) قال: اجعلوها في سجودكم) وهكذا رواه ابن حبان في "صحيحه"(6) والحاكم في "مستدركه"(7)، وقال: إنه صحيح الإسناد. والحكمة في هذا التخصيص أن الأعلى أفعل تفضيل بخلاف العظيم، فإنه لا يدل على رجحان معناه على غيره، والسجود في غاية التواضع لما فيه من وضع الجبهة التي هي أشرف الأعضاء على مواطئ الأقدام، ولهذا كان أفضل من الركوع، فجعل الأبلغ مع الأبلغ، والمطلق مع المطلق.

[870]

(حدثنا أحمد) بن عبد الله (بن يونس) اليربوعي الحافظ قال: (حدثنا الليث بن سعد، عن أيوب بن موسى أو) عن (موسى بن أيوب) الغافقي كما تقدم، وهذا هو المعروف (عن رجل من قومه) يعني: من غافق، وهذا الرجل هو إياس بن عامر الغافقي كما أفاده الحافظ جمال الدين المزي (8)، وصرح به في "مستدرك الحاكم"(9) كما تقدم

(1) في (ص، س، ل): مسند السندي.

(2)

في (ص، س): السدي.

(3)

في (م): عنهما.

(4)

"الأوسط" 3/ 159.

(5)

الأعلى: 1.

(6)

"صحيح ابن حبان"(1898).

(7)

1/ 225.

(8)

"تهذيب الكمال" 3/ 404.

(9)

"المستدرك" 2/ 519.

ص: 680

قبله (1).

(عن عقبة بن عامر بمعناه (2) [زاد قال) عقبة (فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال) في ركوعه (سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثًا، وإذا سجد قال) في سجوده (سبحان ربي الأعلى وبحمده. ثلاثًا)، (3). ورواه الدارقطني (4) أيضًا من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن (5) الشعبي، عن صلة (6)، عن حذيفة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه: "سبحان ربي العظيم وبحمده" ثلاثًا، وفي سجوده:"سبحان ربي الأعلى وبحمده" ثلاثًا. ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ضعيف.

(قال المصنف: وهذِه الزيادة نخاف) بفتح النون (أن لا تكون محفوظة) ولهذا أنكرها ابن الصلاح وغيره كما تقدم.

وسئل عنها أحمد فقال: أما أنا فلا أقول: وبحمده (7).

[871]

(حدثنا حفص بن عمر) بن الحارث بن سخبرة الحوضي شيخ الشيخين، قال:(حدثنا شعبة قال: قلت لسليمان) بن مهران الأعمش (أدعو في الصلاة إذا مررت بآية تخوف) أو عذاب (فحدثني عن سعد بن عبيدة) السلمي (عن مستورد) بن الأحنف الكوفي، أخرج له مسلم والأربعة (عن صلة (8) بن زفر) بالنصب غير منصرف للعلمية والعدل،

(1) من (م).

(2)

زاد في (م): "وبحمده ثلاثًا".

(3)

تأخرت هذه العبارة في (م) فجاءت بعد قوله: ابن أبي ليلى ضعيف.

(4)

"سنن الدارقطني" 1/ 341.

(5)

في (م): على.

(6)

في (ص): جبلة.

(7)

انظر: "المغني" 2/ 180.

(8)

في (ص): جبلة.

ص: 681

ابن زفر العبسي أبي العلاء.

(عن حذيفة) بن اليمان (أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، وفي سجوده سبحان ربي الأعلى) وليس في هذه الرواية وبحمده. وكذا رواه النسائي (1)، وكذا رواه الطبراني (2) وأحمد (3) من حديث أبي مالك الأشعري وفيه:"وبحمده". وأحمد (4) من حديث ابن السعدي وليس فيه: "وبحمده"، وإسناده حسن.

(وما مر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل) الله تعالى فقال: "اللهم ارحمني"(ولا بآية عذاب) أو تخويف (إلا وقف عندها فتعوذ) بالله من عذابه وشر عقابه، ولا بآية تسبيح إلا سبح وكبر، ولا بآية دعاء واستغفار إلا دعا واستغفر، [وإن مر بمرجو سأل، يفعل](5) ذلك بلسانه أو بقلبه.

[872]

(حدثنا مسلم بن إبراهيم) الأزدي الفراهيدي شيخ البخاري قال: (حدثنا هشام) بن أبي (6) عبد الله الدستوائي كان يبيع الثياب الدستوائية، ودستوا من الأهواز قال:(حدثنا قتادة، عن مطرف، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: سبوح قدوس) بضم السين والقاف وفتحهما، والضم أفصح وأكثر، قال ثعلب: كل اسم على فعول مفتوح الأول إلا السبوح والقدوس، فإن الضم فيهما

(1)"سنن النسائي" 2/ 176.

(2)

"المعجم الكبير" 3/ 284 (3422).

(3)

"مسند أحمد" 5/ 343.

(4)

"مسند أحمد" 5/ 271.

(5)

في (ص): ففعل.

(6)

من (م).

ص: 682

أكثر، وكذلك الذروح بحاء مهملة آخره، وهي دويبة حمراء منقطة بسواد تطير، وهي من ذوات السموم، ويقال لها الذرحرح (1).

قال ابن فارس: سبوح هو الله تعالى (2). والمراد بالسبوح والقدوس المسبح والمقدس (3). فكأنه قال: مسبح ومقدس، ومعناهما المنزه عن صفات (4) المخلوقات، وهما خبران مبتدؤهما محذوف تقديره: ركوعي وسجودي لمن هو سبوح قدوس.

(رب الملائكة والروح) هو من (5) عطف الخاص على العام، والروح من الملائكة، وأفرد بالذكر مع أنه من الملائكة للتشريف والتخصيص، والروح ملك عظيم يكون إذا [وقف كجميع](6) الملائكة، وقيل: خلق لا تراهم الملائكة [كما لا نرى نحن الملائكة](7) فنسبتهم من اللطافة إلى الملائكة كنسبة الملائكة إلينا. وقيل: الروح جبريل عليه السلام.

[873]

(حدثنا أحمد بن صالح) المصري، قال:(أنبأنا) عبد الله (ابن وهب) قال: (حدثني معاوية بن صالح) بن حدير الحضرمي قاضي الأندلس، أخرج له مسلم والأربعة (عن عمرو بن قيس) الكندي السكوني الحمصي سيد أهل حمص في زمانه، عمي (عن عاصم بن

(1) انظر: "لسان العرب": (سبح)، (قدس).

(2)

"المجمل" 1/ 482 قال: وفي صفات الله جل ثناؤه سبوح قدوس.

(3)

انظر: "شرح النووي" 4/ 204.

(4)

في (س، ل، م): أوصاف.

(5)

زاد في (ص، س، ل): فقرأ سورة البقرة. وستأتي في مكانها بعد قليل.

(6)

بياض في (ص، س).

(7)

من (س، ل، م).

ص: 683

حميد) السكوني الحمصي. قال الدارقطني: ثقة (1)(عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قمت)(2) إلى الصلاة (مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة) في قيام الليل، وفيه فضيلة الحض على قيام الليل والحرص على الاقتداء بالعلماء العاملين وعباد الله الصالحين (فقام)(3) رواية النسائي [فبدأ واستاك](4) وتوضأ، ثم قام فصلى فبدأ (5) فاستفتح (6)(7).

(فقرأ سورة البقرة) فيه جواز تسمية السور بالبقرة وآل عمران والعنكبوت والروم ونحو ذلك خلافًا لمن كره ذلك وقال: إنما يقال: السورة التي يذكر فيها البقرة، وفيه استحباب تطويل صلاة الليل الا يمر بآية) فيها ذكر (رحمة إلا وقف) عن القراءة (فسأل) الله تعالى من فضله العظيم.

(ولا يمر بآية) تخويف و (عذاب إلا وقف فتعوذ) بالله من عذابه وأليم عقابه كما تقدم. قال عياض: وفيه آداب تلاوة القرآن في الصلاة وغيرها واستعمال حدود كتاب الله. قال النووي: وفيه استحباب هذِه الأمور لكل قارئ في الصلاة وغيرها، يعني: فرضها ونفلها. ومذهبنا استحبابها للإمام والمأموم والمنفرد (8).

(1)"سؤالات البرقاني للدارقطني"(341).

(2)

في (ص، س، ل): قمنا.

(3)

زاد في (ص، س، ل): فقرأ سورة البقرة. وستأتي في مكانها بعد قليل.

(4)

في (ص): فيه فاستاك.

(5)

في (ص): فقرأ.

(6)

"سنن النسائي" 2/ 223.

(7)

زاد في (ص، س، ل): البقرة. وزاد في الأصول: لا يمر بآية رحمة إلا. وستأتي.

(8)

"شرح النووي" 6/ 62.

ص: 684

(قال: ثم ركع بقدر قيامه) لفظ النسائي: ثم ركع فمكث راكعًا بقدر قيامه (1). وفيه فضيلة تطويل الركوع والسجود.

(يقول في ركوعه: سبحان ذي الجبروت) من جبر الفقير، قال بعض المتأخرين يقال في الآدمي: جبرؤت بالهمز؛ لأن زيادة الهمزة تؤذن بزيادة الصفة، وتجددها مأخوذ من كلام "التهذيب"(2) للأزهري فإنه مهموز في صفات الآدمي والهمز للفرق بين صفة الله وصفة الآدمي، وهو فرق حسن هو فعلوت (3) من الجبر وهو القهر يقال: جبرت وأجبرت بمعنى قهرت، وفي الحديث:"ثم يكون ملك، وجبروت (4) "(5)، أي: عتو (6) وقهر، يقال: جبار بين الجبرية والجبروة والجبروت (والملكوت) والرهبوت اشتق (7) من الملك والرهبة، وهي الخوف كالجبروت فيما تقدم.

(والكبرياء) تكرر ذكرها في الحديث، وهي من الكبر بكسر الكاف وهي العظمة، ويقال: منه كبر بضم الكاف، أي: عظم، والكبرياء قيل: هي العظمة والملك (8) فعلى هذا هو من الأسماء المترادفة، وقيل: هي عبارة عن كمال الذات والوجود، ولا يوصف بها (9) إلا الله تعالى.

(1)"سنن النسائي" 2/ 223.

(2)

"تهذيب اللغة": (جبر).

(3)

في (ص): فعول.

(4)

في النسخ الخطية: جبروه. والمثبت كما في "سنن الدارمي".

(5)

أخرجه الدارمي في "سننه"(2146).

(6)

في (ص، س، ل): عنوة.

(7)

في (س، ل، م): اسم.

(8)

من (م).

(9)

سقط من (م).

ص: 685

(ثم سجد بقدر قيامه) رواية النسائي: ثم سجد بقدر ركوعه (1)(ثم قال في سجوده مثل ذلك) يعني: قال في السجود: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، وصرح به النسائي.

(ثم قام فقرأ بآل عمران ثم قرأ سورة سورة) يحتمل أن المراد ثم قرأ بسورة النساء، ثم سورة المائدة، زاد النسائي: ثم فعل مثل ذلك (2). أي فعل في الركوع والسجود مثل ما فعل في الركعتين قبلهما.

[874]

(حدثنا أبو الوليد) هشام بن عبد الملك (الطيالسي، وعلي بن الجعد) بن عبيد الجوهري الهاشمي مولاهم، روى عنه البخاري في كتابه اثني عشر حديثًا.

([قالا: حدثنا] (3) شعبة، عن عمرو بن مرة) الجملي أحد الأعلام.

(عن أبي حمزة) طلحة بن يزيد (مولى الأنصار) يعني: مولى قرظة (4) ابن كعب الأنصاري (عن رجل) قال النسائي: يشبه أن يكون صلة (5)(6) يعني: صلة (7) بن زفر العبسي الكوفي كنيته أبو بكر، [ويقال: أبو] (8) العلاء. احتج به البخاري ومسلم.

(من بني عبس) بن بغيض بن ريث بن غطفان (عن حذيفة) بن اليمان (أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فكان يقول: الله أكبر ثلاثًا.

وروى الإمام أحمد وأبو يعلى عن علي، عن أبي أمامة الباهلي قال:

(1)"سنن النسائي" 2/ 223.

(2)

السابق.

(3)

في (م): قال.

(4)

في (ص): قريظة.

(5)

في (ص): جبلة.

(6)

"السنن الكبرى"(1379).

(7)

في (ص): جبلة.

(8)

في (ص): قال ابن.

ص: 686

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة من الليل كبر ثلاثًا وسبح ثلاثًا وهلل ثلاثًا، ثم يقول:"اللهم (1) إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه وشركه"(2).

سبحان (ذي [الملكوت) الملك والجبروت والكبرياء والعظمة فالملكوت] (3) في صفات الله بلا همز بالاتفاق (والجبروت والكبرياء)(4) فيه ما تقدم.

(ثم استفتح) القراءة (فقرأ) سورة (البقرة ثم ركع فكان ركوعه نحوًا من قيامه) أي: قريبًا منه.

(وكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم)(5) أي: ثلاثًا كما في الروايات المتقدمة.

(ثم رفع رأسه من الركوع (6)، فكان قيامه نحوًا من قيامه) (7) فيه جواز تطويل الاعتدال وأنه لا يبطل عمده الصلاة؛ لأن الصحيح المختار عند

(1) سقط من (م).

(2)

رواه أحمد 5/ 253 عن شيخ من أهل دمشق أو عن رجل عن أبي أمامة به، ولم يذكر في سنده عليًّا. ولم أقف عليه عند أبي يعلى إلا من رواية ابن مسعود (4994) بلفظ: عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه" فقال: فهمز ته: الموتة، ونفثه: الشعر، ونفخه: الكبر. قال الهيثمي عن حديث أبي أمامة في "المجمع " 2/ 265: رواه أحمد، وفيه من لم يسم.

(3)

في (م): الملكوت كالملكوت. وفي (ص، س، ل) الملك والجبروت والكبرياء والعظمة فالملكوت.

(4)

من (م).

(5)

تكرر التسبيح في (م) فقط.

(6)

في (م): الركعة.

(7)

في مطبوعة "سنن أبي داود": ركوعه.

ص: 687

الشافعية (1) أن إطالته بالذكر لا تضر للأحاديث الصحيحة به، وقيل إن تطويله يبطل الصلاة؛ لأنه ركن قصير كالجلوس بين السجدتين والغرض منهما الفصل؛ فيبطل تطويلهما.

((2) وكلان يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى (3)، ثم رفع رأسه من السجود وكان يقعد فيما (4) بين السجدتين نحوًا من سجوده) فيه جواز تطويل القعود بين السجدتين بالذكر، وهو المختار الصحيح كما تقدم.

(وكان يقول: رب اغفر لي رب اغفر لي) يكرر ذلك (فصلى أربع ركعات) ففعل فيهن مثل ذلك (فقرأ فيهن) سورة (البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة) أي: قرأ في الأربع ركعات بهذِه السور الأربع الأولى للأولى والثانية للثانية والثالثة للثالثة والرابعة للرابعة (أو الأنعام) هذا (شك) من (شعبة) الراوي هل قرأ في الرابعة المائدة أو الأنعام.

* * *

(1)"أسنى المطالب" 1/ 188.

(2)

النص في "السنن" فيه هنا: قولُ: "لِرَبِّيَ الحَمْدُ". ثُمَّ سَجَدَ فَكانَ سُجُودُهُ نَحْوًا مِنْ قِيامِهِ.

(3)

تكرر التسبيح في (م، ص) فقط.

(4)

من (م).

ص: 688