الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
86 - باب الحائِضِ تَخْرُجُ بَعْدَ الإِفاضَةِ
2003 -
حَدَّثَنا القَعْنَبيُّ، عَنْ مالِكٍ، عَنْ هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَي فَقِيلَ: إِنَّها قَدْ حاضَتْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَعَلَها حابِسَتُنا". فَقَالُوا: يا رَسُولَ اللهِ إِنَّها قَدْ أَفاضَتْ. فَقَالَ: "فَلا إِذًا"(1).
2004 -
حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنا أَبُو عَوانَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطاءٍ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الحارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ فَسَأَلْتُهُ، عَنِ المَرْأَةِ تَطُوفُ بِالبَيْتِ يَوْمَ النَّحْرِ ثمَّ تَحِيضُ؟ قَالَ: لِيَكُنْ آخِرُ عَهْدِها بِالبَيْتِ. قَالَ: فَقَالَ الحارِثُ: كَذَلِكَ أَفْتاني رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: أَرِبْتَ عَنْ يَدَيْكَ سَأَلْتَني عَنْ شَيء سَأَلْتَ عَنْهُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِكَيْما أُخالِفَ (2).
* * *
باب الحائض تخرج بعد الإفاضة
[2003]
(ثنا) عبد الله بن مسلمة بن قعنب (3)(الحارثي، عن مالك) ابن أنس (عن هشام بن عروة، عن أبيه) عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنه.
(عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر) زوجته (صفية بنت حيي) بن أخطب بسكون الخاء المعجمة بن سعنة بفتح السين المهملة وسكون العين المهملة، فيه تفقد الكبير أهله وأصحابه ورفقته (فقيل: إنها قد حاضت) القائل بأنها قد حاضت عائشة، لما في البخاري (4)
(1) رواه البخاري (1733)، ومسلم (1211).
(2)
رواه أحمد 3/ 416، وابن أبي شيبة 3/ 553.
وصححه الألباني وقال: لكن الحديث منسوخ بحديث عائشة الذي قبله وغيره.
(3)
في (م): كعب.
(4)
"صحيح البخاري"(1757).
عن عائشة أن صفية حاضت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم.
(فقال رسول الله: لعلها حابستنا) قال القرطبي: فيه دليل على أن الكَرِي (1) يحبس على التي حاضت ولم تطف طواف الإفاضة حتى تطهر، وهو قول مالك، وقال الشافعي: لا يحبس عليها كري، ولتكري جملها أو تحمل مكانها غيرها، قال: وهذا كله في الأمن ووجود المحرم، وأما مع الخوف وعدم ذي محرم فلا تحبس باتفاق؛ إذ لا يمكن أن [يسير بها وحدها](2) ويفسخ الكري، ولا يحبس عليها الرفقة إلا أن يبقى لطهرها كاليوم ونحوه (3).
(قالوا: يا رسول الله إنها قد أفاضت) رواية مسلم: إنها قد زارت يوم النحر (4)(فقال: فلا) أي: فلا تحبسنا (إذًا) التنوين في إذا بدل من (5) الجملة المحذوفة عوض عنها، تقديره: فلا تحبسنا إذا أفاضت يوم النحر؛ لأنها أتت بالطواف الذي هو ركن الحج.
[2004]
(ثنا عمرو (6) بن عون) بن أوس بن الجعد السلمي، قال:(أخبرنا أبو عوانة) الوضاح (عن يعلى بن عطاء) الطائفي نزل واسطًا، ثقة (7). (عن الوليد بن عبد الرحمن) الحرشي (عن الحارث بن عبد الله
(1) في (ر): الذي.
(2)
في (ر، م): يسترها وحده. والمثبت من "المفهم".
(3)
"المفهم" 3/ 428، و"الاستذكار" 13/ 262، و"المجموع" 8/ 258.
(4)
"صحيح مسلم"(1211)(386).
(5)
في (م): عن.
(6)
سقط من (ر).
(7)
"تقريب التهذيب"(7899).
ابن أوس) بن ربيعة الثقفي، يعد في الحجازيين، ويذكر في (1) الوحدان، سكن الطائف، (2) عده ابن الأثير في الصحابة (3)، وروى عنه أيضًا [عمرو بن أوس مع](4) أنه أخوه.
(قال: أتيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسألته عن المرأة تطوف بالبيت يوم النحر) أي: طواف الإفاضة (ثم تحيض) هل عليها طواف الوداع؟ (قال: ليكن (5) آخر عهدها بالبيت) بالبيت (6) خبر كان وهو متعلق بمحذوف وهو الخبر حقيقة، وهذا مذهب عمر بن الخطاب وابنه أنهما أمرا الحائض بالمقام لطواف الوداع، أي: إذا يمكنها الإقامة.
وكان زيد بن ثابت يقول به ثم رجع عنه، فروى مسلم أن زيد بن ثابت خالف ابن عباس في هذا، قال طاوس: كنت مع ابن عباس إذ قال زيد بن ثابت: ليكن آخر عهدها بالبيت، فقال ابن عباس: أما لي، فسل (7) فلانة الأنصارية هل أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك؟ قال: فرجع زيد إلى ابن عباس وهو يضحك وهو يقول: ما أراك إلا قد صدقت (8). وروي عن عمر (9) أيضًا أنه رجع إلى قول الجماعة.
(1) سقط من (م).
(2)
ساقطة من (ر).
(3)
زاد في (ر): وروي.
(4)
"أسد الغابة"(847، 910).
(5)
في (ر): عمر وأوس يقال.
(6)
في (ر): لم يكن.
(7)
في (م): قال.
(8)
"صحيح مسلم"(1328)(381).
(9)
في (م): ابن عمر.
(قال: فقال الحارث: كذلك أفتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم) فيه نسبة الفتوى إليه صلى الله عليه وسلم (فقال عمر: أربت) بفتح الهمزة [وكسر الراء](1) وفتح تاء المخاطب وسكون الباء الموحدة (عن يديك) أي: سقطت آرابك، يديك وغيرها، والآراب بالمد: الأعضاء، واحدها إرب بكسر الهمزة وسكون الراء.
وعن ابن الأنباري: معناه ذهب ما في يديك حتى تحتاج، وقد أرب الرجل إذا احتاج إلى الشيء وطلبه (2). وهذِه كلمة لا يراد بها الدعاء ولا وقوع الأمر كما قال: تربت يداك وأشباهه (3). ولا يليق [بعمر أن](4) يدعو على صحابي بسبب سؤال [سأل عنه](5) رسول الله، بل المعنى: أصابك خجل إذ أردت أن تخجلني بخلاف رسول الله.
(سألتني عن شيء سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم) قال أبو عمرو بن الصلاح: ينبغي للمستفتي أن يحفظ الأدب مع المفتي ويجله في خطابه وسؤاله ونحو ذلك، ولا يقول للمفتي إذا أجابه: كذا أفتاني (6) فلان أو غيرك (7)، ولا يقول: كذا قلت أنا، ولا كذا وقع لي، وما
(1) سقط من (م).
(2)
"تهذيب اللغة"(أرب).
(3)
زاد في (ر): سألتني عن شيء سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وستأتي في (م) في موضعها.
(4)
في (ر): بأن عمر.
(5)
سقط من (م).
(6)
في (ر): أجابني.
(7)
في (م): غيره.
أشبه ذلك، قال (1): وإذا سأل مفتيًا آخر فيبدأ بالأسن الأعلم وبالأولى (2).
(لكي ما أخالف) منصوب بكي، واللام لام الجر، وفيه أن الإنسان إذا سأل الشيخ المعلم عن مسألة وأخذ بقوله فلا يسأل بعده المتعلم به، لاحتمال أن يجيب بخلاف ما أجاب به شيخه، فربما أدى ذلك إلى انتقاص المسؤول واستجهاله، لكن لا يظن هذا بالصحابة رضي الله عنهم.
(1) من (م).
(2)
"أدب المفتي والمستفتي" 1/ 91.