الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
27 - باب فِي الأَكْفاءِ
2102 -
حَدَّثَنا عَبْدُ الواحِدِ بْنُ غِياثٍ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبا هِنْدٍ حَجَمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي اليافُوخِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يا بَنِي بَياضَةَ أَنْكِحُوا أَبا هِنْدٍ وانْكِحُوا إِلَيْهِ". قَالَ: "وَإِنْ كَانَ فِي شَيء مِمّا تَداوَوْنَ بِهِ خَيْرٌ فالحِجامَةُ"(1).
* * *
باب في الأكفاء
[2102]
(ثنا عبد الواحد بن غياث) المربدي بكسر الميم وسكون الراء نسبة إلى مربد موضع بالبصرة، وعبد الواحد بصري صدوق (عن أبي هريرة: أن أبا هند) قيل: اسمه عبد الله وهو مولى فروة بن عمرو البياضي، وبنو بياضة بطن من الأنصار، وذكر ابن وهب في "موطأه" أن اسمه كيسان، تخلف أبو هند عن بدر ثم شهد سائر المشاهد (حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ) وسط الرأس، ولم يذكره الأطباء في مواضع المحاجم وهي أربعة عشر، بل قال معمر: احتجمت فذهب عقلي حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في صلاتي، وكان احتجم في هامته (2). أي: رأسه بقرن وشفرة من الشكوى الذي كان يعتريه من الأكلة التي أكلها بخيبر (3)(فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا بني بياضة) بطن من الأنصار نسب إليه غير
(1) رواه ابن ماجه (3476)، وأحمد 2/ 342، 423، وأبو يعلى (5911)، وابن حبان (6078)، والحاكم 3/ 410. وسيأتي الحديث الثاني برقم (3857).
وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود"(1832).
(2)
سيأتي قوله في الحديث رقم (3860)، وهو في "جامع معمر" 11/ 29.
(3)
"الجامع" لابن وهب 1/ 99.
واحد من الصحابة منهم سلمة بن صخر البياضي الصحابي (أنكحوا) بفتح الهمزة (أبا هند) أي: زوجوه (وانكحوا) بوصل الهمزة (إليه) يعني: انكحوا من ينتسب إليه من ذريته كابنته وابنة ابنه، قيل: في الحديث حجة لمن ذهب أن الكفاءة في الدين واجبة، ويمكن أن يقال: إنه صلى الله عليه وسلم ندبهم إلى ما هو أنفع لهم في الدنيا والآخرة بتزويج أهل الصلاح وإن لم يكونوا أكفأ في النسب كما قال لفاطمة بنت قيس رضي الله عنها: "انكحي أسامة"(1).
(وقال: إن كان في شيء مما تداوون) بفتح التاء والواو الأولى أصله تتداوون ثم حذفت إحدى التاءين تخفيفًا (به خير) يعني به: الشفاء، وجاء في هذا الحديث كما في الصحيحين (2) بصيغة الاشتراط من غير تحقيق الأخبار، وقد جاء في البخاري من حديث ابن عباس مرفوعًا:"الشفاء في ثلاث: في شرطة محجم، أو شربة من عسل، أو كية بنار"(3). فحقق الخبر (فالحجامة) فيه حذف تقديره: فهو الحجامة، وفي معناه الفصد والبط (4) والعلق، فهذِه تذهب غلبة أحد الأخلاط الأربعة التي هي الدم والبلغم والصفراء والسوداء باستفراغ الدم الذي يحصل به الداء.
(1) أخرجه مسلم (1480)(36)، وسيأتي تخريجه في باب نفقة المبتوتة (2284).
(2)
تحرفت في الأصل إلى: لذغة.
(3)
"صحيح البخاري"(5683)، "صحيح مسلم"(2205) من حديث جابر.
(4)
البط: الشق. يقال: بططت القرحة أي: شققتها.