الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
69 - باب الأَشْهُرِ الحُرُمِ
1947 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا إِسْماعِيلُ، حَدَّثَنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابن أَبي بَكْرَةَ، عَنْ أَبي بَكْرَةَ أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم خَطَبَ في حَجَّتِهِ فَقَالَ:"إِنَّ الزَّمانَ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَواتِ والأَرْضَ السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الذي بَيْنَ جُمادى وَشَعْبانَ"(1).
1948 -
حَدَّثَنا محَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ فَيّاضٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ الوَهّابِ، حَدَّثَنا أَيُّوبُ السَّخْتِيانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابن أَبي بَكْرَةَ، عَنْ أَبي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم بِمَعْناهُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمّاهُ ابن عَوْنٍ فَقَالَ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ في هذا الحَدِيثِ (2).
* * *
باب الأشهر الحرم
[1947]
(ثنا مسدد) قال (ثنا إسماعيل) بن إبراهيم ابن علية، قال:(ثنا أيوب) بن أبي تميمة كيسان.
(عن محمد) بن سيرين، أحد الأعلام.
(عن أبي بكرة) واسمه نفيع بالتصغير (أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجته) أي: حجة الوداع.
(فقال) في خطبته (إن الزمان قد استدار) أي: استقر الأمر وثبت على ما جعله الله في أول الأمر من غير تقديم ولا تأخير ولا تبديل والأمر
(1) رواه البخاري (3197، 4406، 5550، 7447)، ومسلم (1679).
(2)
انظر السابق.
شرعًا، كما ابتدأ (1) الله ذلك في كتابه (2) يوم خلق السموات والأرض وصار (كهيئه يوم خلق الله السموات والأرض) فوافق حج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي الحجة؛ فإن الله تعالى منذ خلق السموات والأرض خلق الليل والنهار يدوران في الفلك، وخلق ما في السماء من الشمس والقمر والنجوم [وجعل الشمس والقمر](3) يسبحان في الفلك فنشأ منهما ظلمة الليل وبياض النهار، فمن حينئذٍ جعل (السنة اثنا عشر شهرًا) بحسب الهلال، فالسنة في الشرع مقدرة بسير القمر وطلوعه لا بسير الشمس وانتقالها، كما يفعله أهل الكتاب فإنهم يعملون على أن السنة ثلاثمائة وخمسة وستون يومًا وبعض يوم، وعلى هذا يجري أمر النصارى واليهود، فأعلم الله أن سني السنة مرتب على أهلة القمر واستهلاله، كما في كتاب الله. يعني: اللوح المحفوظ، قاله الواحدي، وهو قول عامة أهل التأويل، وجعل الله من هذِه الأشهر الاثني عشر (منها (4) أربعة) أشهر (حرم) أي: يعظم انتهاك المحارم فيها أكثر مما يعظم في غيرها من الأشهر.
قال أهل المعاني: وفي جعل بعض الشهور أعظم حرمة من بعض فوائد من المصلحة في الكف عن الظلم فيها؛ لعظم منزلتها عند الله تعالى، فربما أدى ذلك إلى ترك الظلم رأسًا لانتفاء (5) الثائرة في تلك
(1) في (م): أيد.
(2)
في (م): حكاية.
(3)
من (م).
(4)
سقط من (م).
(5)
في (م): لانطفاء.
المدة، وسميت حرمًا لتحريم القتال [أو لعظم](1) انتهاك المحارم فيها، وذكر ابن قتيبة عن بعضهم أنها الأشهر التي أجل المشركون فيها (2) أن يسيحوا.
وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، وذكر أنها (ثلاثة متواليات) وهي (ذو القعدة) وفتح القاف أفصح (وذو الحجة) وكسر الحاء أفصح (والمحرم) قيل: إن سبب تحريم هذِه الأشهر الأربعة بين العرب (3) لأجل التمكن من الحج والعمرة فحرم شهر ذي الحجة لوقوع الحج فيه، وحرم معه شهر ذي القعدة للسير فيه إلى الحج، وحرم شهر المحرم للرجوع فيه من الحج؛ حتى يأمن الحاج على نفسه من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع.
(و) حرم شهر (رجب) للاعتمار فيه في وسط السنة، فيعتمر فيه من كان قريبًا من مكة (مضر الذي بين جمادى) بضم الجيم (وشعبان) وإضافته إلى مضر، قيل: لأن مضر كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنسب إليهم لذلك، وقيل: بل كانت ربيعة تحرم رمضان، ومضر تحرم رجبًا، فلذلك أضيف إليه، وحقق ذلك بقوله:(الذي بين جمادى وشعبان) واختلفوا في حكم القتال في الأشهر الحرم، هل تحريمه باقٍ لم ينسخ، والجمهور على أنه نسخ تحريمه، وذهب طائفة من السلف منهم عطاء إلى بقاء تحريمه، ورجحه بعض المتأخرين، واستدلوا بآية المائدة، والمائدة
(1) في (م): فيها أو لتحريم.
(2)
من (م).
(3)
في (ر): الأربعة.
من آخر ما نزل من القرآن.
[1948]
(ثنا محمد [بن يحيى] (1) بن فياض) أبو الفضل الزماني قال (ثنا عبد الوهاب) بن عبد المجيد الثقفي قال (ثنا أيوب) بن أبي تميمة (السختياني) بفتح السين، نسبة إلى عمل السختيان، (عن ابن سيرين عن)(2) عبد الرحمن (ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة) بإسكان الكاف (عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه) المتقدم.
(قال أبو داود: سماه) عبد الله (بن عون) مولى عبد الله بن مغفل، (فقال: عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة في هذا الحديث).
(1) ساقطة من (م).
(2)
في (ر): بن.