الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة آل عمران
مدنية إلا خمس آيات (1) فمكية، وهى مائتا آية، وتقدم سكت أبى جعفر (2) على الميم (3)، وإمالة التوراة [آل عمران: 3].
وفى توجيه [فتح](4) الميم من الم الله [آل عمران: 1، 2]- أقوال:
الأول: مذهب سيبويه، والجمهور: أنها لالتقاء الساكنين.
فإن (5) قيل: أصله الكسر:
فالجواب: لأن الكسر يفضى إلى ترقيق لام الجلالة، والمحافظة على تفخيمها أهم منها على الكسر؛ لأنه لم يقصد لذاته بل للتخلص من (6) الساكنين.
وأيضا: فقبل الميم ياء، وهى أخت الكسر (7) فكان يلزم اجتماع كسرتين.
وأيضا: قبل الياء كسرة فيلزم اجتماع ثلاث متجانسات.
والساكنان على هذا كله الميم واللام.
الثانى (8): أن الفتح أيضا للساكنين (9)، ولكنهما الياء والميم، ومثله «أين» و «كيف» ونحوهما، وهذا على قولنا: إنه لم ينو الوقف على هذه الحروف المقطعة، بخلاف القول الأول؛ فإنه [نوى فيه الوقف](10) عليها؛ فسكنت أواخرها، وبعدها ساكن آخر، وهو لام الجلالة.
وعلى [هذا](11) القول الثانى: ليس لإسقاط الهمزة تأثير فى التقاء الساكنين، بخلاف الأول؛ فإن التقاء الساكنين إنما نشأ من حذفها درجا.
الثالث (12): أن هذه الحركة حركة نقل من الهمزة نحو: قد افلح [المؤمنون: 1، الأعلى: 14]، وبه قرأ، ورش، وحمزة فى بعض طرقه فى الوقف، وقاله (13) الفراء.
واحتج له بأن هذه الحروف النية بها الوقف، فتسكن (14) أواخرها، والنية بما بعدها الابتداء؛ فأجريت همزة الوصل مجرى الثانية (15)، وما قبلها ساكن صحيح قابل لحركتها؛
(1) فى ز: يا آت.
(2)
ينظر: إتحاف الفضلاء (170).
(3)
فى م، ص: على حروف الفواتح.
(4)
سقط فى م.
(5)
فى م: أى.
(6)
زاد فى ص: التقاء.
(7)
فى م، ص: الكسرة.
(8)
فى م: أى.
(9)
فى م: لساكنين.
(10)
فى م: فاستوى فى الوقف.
(11)
سقط فى م، ص.
(12)
فى ص: أى.
(13)
فى د: وقال.
(14)
فى م، ص: فيسكن.
(15)
فى م: الثابتة.
فخففت.
ص:
سيغلبون يحشرون (ر) د (فتى)
…
يرونهم خاطب (ث) نا (ظ) لّ (أ) تى
ش: أى: قرأ [ذو راء (رد)، ومدلول (فتى) الكسائى وحمزة وخلف](1) سيغلبون ويحشرون [آل عمران: 12] بالياء تحت، وفهم من الإطلاق، والباقون (2) بالتاء على الخطاب.
وقرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، وظاء (ظل) يعقوب، وألف (أتى) نافع ترونهم مثليهم رأى العين [آل عمران: 13] بالتاء على الخطاب، [والباقون (3) بالياء على الغيب](4).
وجه غيب الأولين: قال الزجاج: بلّغهم بأنهم سيغلبون على حد قل للمؤمنين يغضّوا [النور: 30].
ووجه خطابهما: أن معناه: قل لهم فى خطابك.
وضمير «كفروا» وتاليه للمشركين، وغلبهم كان يوم بدر.
وقيل: لليهود و [يؤيده] ما روى ابن عباس أنه- عليه السلام جمع اليهود يوم بدر بالمدينة، وقال:«يا معشر اليهود: احذروا ما نزل بقريش، وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم» .
فقالوا: «لا تغرنك نفسك؛ أنك لقيت أقواما أغمارا بالحرب، لئن قاتلتنا لتعلمن أننا نحن الناس» فنزلت.
وقال الفراء: الأول لليهود، والأخيران للمشركين.
ووجه غيب يرونهم [آل عمران: 13] توجيهه للمسلمين المقاتلين (5) ببدر، أى:
يرى المسلمون المشركين مثلى عدد المسلمين، كان المسلمون ثلاثمائة، وبضعة عشر (6)، والكفار نحو: ألف، فقللهم الله- تعالى- فى أعينهم حتى رأوهم نحو: ستمائة؛ توطينا لأنفسهم على القتال؛ لقوله: مائة صابرة يغلبوا مائتين [الأنفال: 66].
ووجه التاء: توجيهه إلى اليهود مناسب لقوله: قد كان لكم [آل عمران: 13]، أو إلى المسلمين المنزل عليهم، وتقديرها (7): ترونهم لو رأيتموهم.
(1) فى م، ص: رد الكسائى وفتى حمزة وخلف.
(2)
ينظر: إتحاف الفضلاء (170)، الإملاء للعكبرى (1/ 74)، البحر المحيط (2/ 392)، التبيان للطوسى (2/ 405)، التيسير للدانى (86)، تفسير الطبرى (6/ 226).
(3)
ينظر: إتحاف الفضلاء (171)، الإملاء للعكبرى (1/ 74)، البحر المحيط (2/ 394)، التبيان للطوسى (2/ 407)، تفسير الطبرى (6/ 233)، تفسير القرطبى (4/ 25).
(4)
سقط فى م.
(5)
فى م، ص: القائلين.
(6)
فى م، ص: وبضعة عشرة.
(7)
فى م، ص: تقديره.
أو إلى الكفار، أى: يا مشركى قريش ترون المسلمين مثلى فئتكم، ثم حذف وأضمر.
تتمة (1):
تقدم إبدال فية وفيتين لأبى جعفر.
ص:
رضوان ضمّ الكسر (ص) ف وذو السّبل
…
خلف وإنّ الدّين فافتحه (ر) جل
ش: أى: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر رضوان حيث وقع بضم الراء اتفاقا، إلا فى المائدة يهدى به الله من اتّبع رضونه [الآية: 16] فكسر راءه (2) من طريق العليمى.
واختلف فيه عن يحيى بن آدم عنه، فروى أبو عون عن شعيب ضمه عنه.
وكذلك روى الخبازى والخزاعى عن الشذائى عن نفطويه عن شعيب، وهما صحيحان عن يحيى وعن أبى بكر أيضا.
وروى الضم فيه كأخواته عن يحيى [ابن](3) خلف، وابن المنذر، وهى رواية الكسائى، والأعشى وابن أبى حماد، كلهم عن أبى بكر.
وروى الكسر فيه خاصة عن يحيى الوكيعى، والرفاعى، وأبو حمدون، وهى رواية العليمى والبرجى، وابن أبى أمية، وعبيد نعيم، كلهم عن أبى بكر.
وكسر الباقون (4) الراء فى جميع القرآن.
وقرأ ذو راء (رجل) الكسائى أن الدين عند الله الإسلام [آل عمران: 19] بفتح الهمزة، والباقون (5) بكسرها (6).
ويقال فى: مصدر «رضى» : «رضا» «مرضاة» و «رضوانا» بالكسر لغة (7) الحجازيين، والضم لغة تميم، وقيس: كحرمان ورجحان.
وجه الاستثناء: الجمع فى صورة أو صيغة.
ووجه فتح أن الدين [آل عمران: 19]: أنه بدل كل من أنّه لا إله إلّا هو [آل
(1) فى م، ص: تنبيه.
(2)
فى ز: رائه.
(3)
مثبت من غاية النهاية (2/ 369).
(4)
ينظر: إتحاف الفضلاء (172)، الإملاء للعكبرى (1/ 75)، البحر المحيط (2/ 399)، التبيان للطوسى (413)، التيسير للدانى (86)، تفسير الطبرى (6/ 262).
(5)
ينظر: إتحاف الفضلاء (172)، الإملاء للعكبرى (1/ 75)، البحر المحيط (2/ 407)، التبيان للطوسى (2/ 418)، التيسير للدانى (87)، تفسير الطبرى (2/ 268).
(6)
فى د: يكسرونها.
(7)
فى م، ص: على لغة.
عمران: 18]، أو اشتمال؛ لأن الإسلام يشتمل على التوحيد، أو عطف نسق على «أنه» بمقدر، أى: شهد الله بأنه
…
وبأن الدين، والموضع نصب أو جر على خلاف الأولى.
أو بدل كل من بالقسط فينعكس الموضع، أو بإيقاع شهد [آل عمران: 18] فالأول مفعول له.
ووجه الكسر: الاستئناف، والوقف على ما قبل «أن» غير تام على الفتح مطلقا وعلى الكسر إن قصد التأكيد، وإلا فتام.
ص:
يقاتلون الثّان (ف) ز فى يقتلو
…
تقيّة قل فى تقاة (ظ) لل
ش: أى: قرأ ذو فاء (فز) حمزة ويقاتلون الذين يأمرون [آل عمران: 21] بفتح القاف، وكسر التاء، وألف بينهما، والباقون (1) بسكون القاف، وضم التاء، وحذف الألف.
تتمة (2):
تقدم ليحكم لأبى جعفر والميت كلاهما بالبقرة.
وقرأ ذو ظاء (ظل) يعقوب (3) أن تتقوا منهم تقية [آل عمران: 28] بفتح التاء وكسر القاف وتشديد الياء.
واستغنى [الناظم](4) بلفظ القراءتين فى الموضعين عن قيدهما.
وجه المد: أنه من المقاتلة، والسياق دل على القتل، ويوافق وقتلوا [البقرة: 190، 244] وبعض الرسوم.
ووجه (5) القصر: أنه من القتل، وعليها بعض الرسوم، ويوافق قراءة الحذف والتشديد.
ووجه تقية وتقية [آل عمران: 28]: أن كلا منهما مصدر، يقال: اتقى يتقى اتقاء وتقوى و (تقاة) و (تقية)، والتاء فى جميع هذه الألفاظ بدل من الواو، وأصله: وقية مصدر على فعلة من الوقاية، وتقدم إمالة تقاة [آل عمران: 28] وبين بين، وإمالة عمرن [آل عمران: 35، التحريم: 12] حيث وقع لابن ذكوان.
ص:
كفّلها الثّقل (كفى) واسكن وضم
…
سكون تا وضعت (ص) ن (ظ) هرا (ك) رم
(1) ينظر: الإعراب للنحاس (1/ 317)، البحر المحيط (2/ 413)، التبيان للطوسى (2/ 422)، التيسير للدانى (87)، تفسير الطبرى (6/ 284)، الحجة لأبى زرعة (158).
(2)
فى م، ص: تنبيه.
(3)
ينظر: الإملاء للعكبرى (1/ 76)، البحر المحيط (2/ 424)، التبيان للطوسى (2/ 433)، تفسير الطبرى (6/ 317)، تفسير القرطبى (4/ 57).
(4)
زيادة من م، ص.
(5)
فى م، ص: وجب.
ش: أى: قرأ مدلول (كفا) الكوفيون وكفّلها [آل عمران: 37] بتشديد الفاء، والباقون (1) بتخفيفها.
وقرأ ذو صاد (صن) أبو بكر وظاء (ظهر)(2) يعقوب وكاف (كرم) ابن عامر بما وضعت [آل عمران: 36] بسكون العين وضم التاء، والباقون (3) بفتح العين وسكون التاء، وقيد الضم؛ لأجل المفهوم.
وخرج وضعتها [آل عمران: 36].
وعلم أن السكون فى العين من اللفظ، وقدم (وكفلها) للوزن.
قال أبو عبيدة: كفل غيره: ضمن القيام به.
وقيل: ضمه إليه، يتعدى لواحد، وبالتضعيف لآخر.
وجه التشديد: إسناده إلى الله تعالى؛ إذ الضمير فيه راجع إلى ربها أى (4) الله تعالى، والهاء (5) مفعوله الثانى، و «زكريا» الأول، خلافا لمن عكس؛ لأنه فاعل لازمه، ومعناه:
أن أمها لما ولدتها حملتها (6) للمعبد فتنافسوا فيها رغبة؛ فاقترعوا (7)، فألقوا أقلام (8) الوحى بنهر، فارتفع قلم زكريا فكأن الله تعالى ألزمه بها (9).
ووجه تخفيفه: إسناده إلى زكريا، والهاء (10) مفعوله على [حد] (11) أيّهم يكفل مريم [آل عمران: 44].
ووجه وضعت [آل عمران: 36] بالإسكان والضم: إسناد الفعل لضمير أم مريم، والجملة من كلام [أمها](12) وعدلت عن الإضمار تفخيما (13).
ووجه الفتح والإسكان: إسناده إلى ضميرها على وجه الغيبة.
ومن ثم استتر، وبقى الماضى على فتحه.
والأحسن أن يكون من كلام الأم، أى: وأنت أعلم بما وضعت أمتك.
(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (173)، الإملاء للعكبرى (1/ 77)، البحر المحيط (2/ 442)، التبيان للطوسى (2/ 446)، التيسير للدانى (87)، تفسير الطبرى (6/ 345)، تفسير القرطبى (4/ 70).
(2)
فى م، ص: ظهرا.
(3)
ينظر: إتحاف الفضلاء (173)، الإعراب للنحاس (1/ 325)، الإملاء للعكبرى (1/ 77)، البحر المحيط (2/ 439)، التبيان للطوسى (2/ 443)، التيسير للدانى (87، تفسير
الطبرى (6/ 334).)
(4)
فى ص، د: أو إلى.
(5)
زاد فى م، ص: لمريم.
(6)
فى د: جعلتها.
(7)
فى ص: فأقرعوا.
(8)
فى م، ص: أقلامهم.
(9)
فى م، ص: إياها.
(10)
فى م، ص: وأنها.
(11)
سقط فى د.
(12)
سقط فى د.
(13)
فى م: تفخيمها.
وجاز أن يكون من كلام الله- تعالى- تعظيما لهما، والاحتمالان فى وليس الذّكر كالأنثى [آل عمران: 36].
ص:
وحذف همز زكريّا مطلقا
…
(صحب) ورفع الأوّل انصب (ص) دّقا
ش: أى: حذف مدلول (صحب)[حمزة والكسائى وحفص وخلف](1) همز زكريّا [آل عمران: 37]، والباقون (2) بهمزة بعد الألف، وكل من همز رفع وكفلها زكرياء وهو الأول فاعلا، إلا ذو صاد (صدق) أبو بكر، فإنه نصبه مفعولا؛ فصار غير الكوفيين (3) بخف وهمز ورفع، وأبو بكر بثقل و (همز) ونصب، وبقية الكوفيين بثقل [وألف](4).
تنبيه:
علم أن الباقين بهمزة من ضد الحذف، وأنها بعد الألف من قرينة الإعراب، وزكريا:
اسم أعجمى.
قال الفراء: فيه ثلاث لغات: الهمز، وحذفه حجازيتان، ولا ينصرفان؛ [وزكرى](5) وهى نجدية، وألفه للتأنيث.
ص:
نادته ناداه (شفا) وكسر أن
…
ن الله (ف) ى كم يبشر اضمم شدّدن
ش: أى: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائى وخلف فناداه الملائكة [آل عمران:
39] بألف على التذكير، والباقون (6) بالتاء على التأنيث، واستغنى بلفظهما (7).
وقرأ ذو فاء (فى) حمزة وكاف (كم) ابن عامر إن الله يبشرك [آل عمران: 39] بكسر الهمزة والباقون (8) بفتحها.
تنبيه (9):
علم أن الخلاف [فى](10) أنّ الله يبشّرك [آل عمران: 39] لا إنّ الله يرزق [آل
(1) فى ص: وخلف وحفص.
(2)
ينظر: الإعراب للنحاس (1/ 334)، الإملاء للعكبرى (1/ 79)، البحر المحيط (2/ 466)، التبيان للطوسى (2/ 467)، التيسير للدانى (88)، تفسير الطبرى (6/ 425)، الحجة لأبى زرعة (164)، السبعة لابن مجاهد (206)، الغيث للصفاقسى (176)، الكشف للقيسى (1/ 345)، المجمع للطبرسى (2/ 444).
(3)
فى ز: الكوفيون.
(4)
سقط فى د.
(5)
سقط فى م.
(6)
ينظر: الإعراب للنحاس (1/ 327)، الإملاء للعكبرى (1/ 78)، المعانى للفراء (1/ 210).
(7)
فى م: بلفظها.
(8)
ينظر: إتحاف الفضلاء (174)، الإعراب للنحاس (1/ 328)، الإملاء للعكبرى (1/ 78)، البحر المحيط (2/ 446)، التبيان للطوسى (2/ 450)، التيسير للدانى (87)، تفسير الطبرى (6/ 366).
(9)
فى م: وجه.
(10)
زيادة من م.
عمران: 37] من الترتيب، والمميلون على أصولهم.
وجه التذكير: أنه مسند لجمع مذكر، والتأنيث: أنه مسند لجمع مؤنث، أو على تأويل جمع وجماعة، أو باعتبار الحقيقى والمجازى، والرسم واحد.
ووجه كسر: (إن) تضمين (ناداه) معنى القول، أو إضماره بعده، والهاء مفعوله الأول، وثانيهما مقدر، أى: يا زكريا ومن ثم تعين كسر «إن» لئلا يعمل «نادى» فى ثلاثة.
ووجه فتحهما: تقديره: بأن الله، والمحل على الخلاف، وهو ثانى مفعوليه.
تتمة:
تقدم ترقيق المحراب [آل عمران: 39] للأزرق، وإمالته لابن ذكوان، والخلاف فى غير المجرور.
ثم كمل فقال:
ص:
كسرا كالاسرى الكهف والعكس (رضى)
…
وكاف أولى الحجر توبة (ف) ضا
و (د) م (رضى)(ح) لا الّذى يبشّر
…
نعلّم اليا (إ) ذ (ثوى)(ن) ل واكسروا
ش: أى: قرأ القراء كلهم يبشّرك بيحيى [آل عمران: 39]، ويبشّرك بكلمة منه هنا [آل عمران: 45] [و] ويبشّر المؤمنين بالإسراء [الآية: 9] والكهف [الآية: 2] بضم الياء، وفتح الباء الموحدة، وتشديد الشين.
وعكس مدلول (رضى) حمزة والكسائى، فقرأ بفتح الياء وسكون الباء وضم الشين، وتخفيفها.
وقرأ ذو فاء (فضا) حمزة بهذه الترجمة فى سورة «مريم» ، وهى مراده ب (كاف)؛ لأنها أول هجائها (1) - يا زكريا إنا نبشرك بغلام [الآية: 7]، ولتبشر به التقين [الآية:
97]، وإنا نبشرك بغلام (أول) [الحجر] [الآية: 7]، ويبشرهم ربهم بالتوبة [الآية: 21].
والباقون (2) بالتشديد كالأولى، وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير و (رضى) حمزة والكسائى وحاء (حلا) أبو عمرو ذلك الذى يبشر الله بالشورى [الآية: 23]، بالفتح والتخفيف،
(1) فى م، ص: هجاية.
(2)
ينظر: الإملاء للعكبرى (1/ 78)، البحر المحيط (2/ 447)، التبيان للطوسى (2/ 450)، التيسير للدانى (87)، تفسير الطبرى (6/ 368)، تفسير القرطبى (4/ 75).
والباقون بالضم والتشديد.
وقرأ ذو ألف (إذ) نافع ونون (نل) عاصم و (ثوى) أبو جعفر ويعقوب- ويعلّمه الكتب [آل عمران: 48] بالياء، والباقون (1) بالنون.
تنبيه:
علمت كيفية العكس من اللفظ، وكلمة (الحجر) وأول «مريم» بالنون، وآخرها بالتاء (2)، والبواقى ست بالياء، وصح عطفها باعتبار المضارع، وقيد (الحجر) بالأول؛ ليخرج مّسّنى الكبر فبم تبشّرون [الحجر: 54]؛ فإنه متفق بالتشديد (3)؛ لمناسبة ما قبله وما بعده من الأفعال المجمع على تشديدها.
والبشرة: ظاهر الجلد، وبشره بالتشديد للحجاز (4)، [و] بالتخفيف لغيرهم، وكلاهما بمعنى.
أو المخفف بمعنى: أفرحه، وأبشره أقل إذا أخبره بما يغير بشرة وجهه بانبساط خير وانقباض شر.
[قال الجوهرى: ولا يستعمل فى الشر إلا مقيدا؛ فدل على عكسه فى الخير](5).
وجه تشديد الكل: الحجازية.
ووجه تخفيفه الأخرى، ويعطى المعنى؛ إذ لا مبالغة فى المرة، وهى الفصحى؛ بدليل [نحو:] (6) فبشّرنها بإسحق [هود: 71][هود: 71].
ووجه التخصيص (7): الجمع.
وقال اليزيدى عن أبى عمرو: إنه إنما (8) خفف الشورى؛ لأنها (9) بمعنى ينضرهم؛ إذ ليس فيه نكد، أى: يحسن وجوههم، يتعدى (10) لواحد.
ووجه ياء الغيب: مناسبة قوله: يبشّرك [آل عمران: 39] ويخلق [آل عمران:
47] وقضى [آل عمران: 47] ووجه النون: أنه إخبار من الله تعالى بنون العظمة خبرا (11) لقولها: أنّى يكون لى ولد
(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (174)، الإعراب للنحاس (1/ 334)، الإملاء للعكبرى (1/ 79)، البحر المحيط (2/ 463)، التبيان للطوسى (2/ 466)، التيسير للدانى (88)، تفسير الطبرى (6/ 422).
(2)
فى ز: بالياء.
(3)
فى م، ص: على التشديد.
(4)
فى ص: للحجازيين.
(5)
ما بين المعقوفين من الجعبرى.
(6)
سقط فى م، ص.
(7)
فى ص: وجه التخصص.
(8)
فى م: ما.
(9)
فى م، ص: إلا أنها.
(10)
فى م: معه.
(11)
فى ز: جبرا.
[آل عمران: 47] على الالتفات، وهو المختار، ثم كمل فقال:
ص:
أنّى أخلق (ا) تل (ث) ب والطّائر
…
فى الطّير كالعقود (خ) ير (ذ) اكر
وطائرا معا بطيرا (إ) ذ (ث) نا
…
(ظ) بى نوفّيهم بياء (ع) ن (غ) نا
ش: أى: كسر همزة [إنى أخلق لكم](1)[آل عمران: 49] ذو ألف (اتل) نافع، وثاء (ثب) أبو جعفر، وفتحها الباقون (2).
وقرأ ذو خاء (خير) وذال (ذاكر) عيسى، وابن جماز- راويا أبى جعفر- كهيئة الطائر هنا [آل عمران: 49] وفى [المائدة [الآية: 110] بألف بعد الطاء، وهمزة مكسورة بعدها.
وقرأ ذو ألف (إذ) نافع وثاء (ثنا) زبو جعفر وظاء (ظبا) يعقوب فيكون طائرا (3) فى السورتين [آل عمران: 49، والمائدة: 110] بالألف والهمز، والباقون (4) بحذفهما.
واستغنى الناظم بلفظهما.
وقرأ ذو عين (عن) حفص، وغين (غنا) رويس فيوفّيهم أجورهم [آل عمران: 57] بياء الغيب، والباقون بالنون (5).
[تنبيه:](6) خرج بتخصيص السورتين نحو: ولا طئر يطير بجناحيه [الأنعام: 38]، والطّير صفّت [النور: 41]، والطّير وألنّا [سبأ: 10].
ووجه فتح «أن» : أنه بدل كل من باية [آل عمران: 49] فالمحل جر، أو من أنّى [آل عمران: 49] فنصب، أو خبر (هى) فرفع، وهى صفة أو مستأنفة.
ووجه الكسر: الاستئناف، أو التغيير كخلقة (7) بعد آدم، أو تقدير القول، ويتم الوقف قبله على هذا.
(1) سقط فى ص.
(2)
ينظر: إتحاف الفضلاء (175) الإملاء للعكبرى (1/ 79)، البحر المحيط (2/ 465)، التبيان للطوسى (2/ 467)، التيسير للدانى (88)، الحجة لابن خالويه (109).
(3)
فى د: طيرا.
(4)
ينظر: الإعراب للنحاس (1/ 334)، الإملاء للعكبرى (1/ 79)، البحر المحيط (2/ 466)، التبيان للطوسى (2/ 467)، التيسير للدانى (88)، تفسير الطبرى (6/ 425).
(5)
ينظر: إتحاف الفضلاء (175)، الإعراب للنحاس (1/ 338)، البحر المحيط (2/ 475)، التبيان للطوسى (2/ 467)، التيسير للدانى (88)، الحجة لابن خالويه (110) الحجة لأبى زرعة (164).
(6)
سقط فى ص.
(7)
فى م: أو التفسير، وفى د: أو التفسير كخلق.
ووجه طيرا [آل عمران: 49]: إرادة الجنس، وطائرا إرادة الواحد.
ويوافق الرسم تقديرا.
ووجه التخصيص: الجمع بين المعنيين.
ووجه الياء: مناسبة غيب إذ قال الله [آل عمران: 55]: أى: فيوفيهم الله.
ووجه النون مناسبة فأعذّبهم [آل عمران: 56] معنى، ومناسبة نتلوه [آل عمران: 58] لفظا.
تتمة: (1) تقدم خلاف أبى جعفر فى كهيّة [آل عمران: 49 والمائدة: 110][ومدة الأزرق](2) وإمالة دورى (3) الكسائى أنصارى [آل عمران: 52، والصف: 14]، وهأنتم [آل عمران: 119] فى الهمز المفرد، وآن يؤتى [آل عمران: 73] لابن كثير [فيه](4) ويؤده [آل عمران: 75] معا فى الكناية.
ص:
وتعلمون ضمّ حرّك واكسرا
…
وشدّ (كنزا) وارفعوا لا يأمرا
ش: أى: قرأ مدلول (كنز) الكوفيون وابن عامر بما كنتم تعلّمون الكتب [آل عمران: 79] بضم التاء وتحريك العين وتشديد اللام وكسرها، والباقون (5) بفتح التاء وإسكان العين وفتح اللام وتخفيفها.
وجه التشديد: أنه عداه لآخر (6)؛ فصار من التعليم، أى: بما كنتم تعلمون الناس الكتاب، وبتلاوتكم من التأويل الثانى.
ووجه التخفيف: أنه من العلم المتعدى إلى واحد من التأويل الأول وهو المختار، وعليه قول الحسن:«كونوا [علماء] (7) فقهاء» .
ثم كمل فقال:
ص:
(حرم)(ح) لا (ر) حبا لما فاكسر (ف) دا
…
آتيتكم يقرا أتيناكم (مدا)
ش: أى: قرأ ذو (حرم) المدنيان وابن كثير وحاء (حلا) أبو عمرو وراء (رحبا)
(1) فى م: وجه.
(2)
سقط فى م، ص.
(3)
فى م: الدورى.
(4)
سقط فى م.
(5)
ينظر: إتحاف الفضلاء (177)، الإعراب للنحاس (1/ 346)، الإملاء للعكبرى (1/ 82)، البحر المحيط (2/ 506)، التبيان للطوسى (2/ 510)، التيسير للدانى (89).
(6)
فى ص: الآخر.
(7)
سقط فى د.
الكسائى- ولا يأمركم أن [آل عمران: 80] برفع الراء، والباقون (1) بنصبها.
وقرأ ذو فاء (فدا) حمزة لما آتيتكم [آل عمران: 81] بكسر اللام، والباقون (2) بفتحها (3).
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان آتيناكم من كتاب بنون بعد الياء وألف بعدها.
والباقون (4) بتاء بدل النون وحذف الألف. واستغنى بلفظيهما.
وجه رفع يأمركم [آل عمران: 80]: قطعه عما قبله؛ فيرتفع بالمعنوى، وفاعله ضمير اسم الله تعالى أو بشر (5)، و «لا» نافية.
قال الأخفش: تقديره: وهو لا يأمركم.
ووجه نصبه: عطفه على أن يؤتيه [آل عمران: 79] فالفاعل (6) ضمير للبشر (7) فقط.
قال سيبويه: المعنى: وما كان لبشر أن يأمركم، و «لا» مكررة؛ لتأكيد النفى، والصحيح عموم «بشر» لا خصوصه بالنبى صلى الله عليه وسلم.
ووجه (8) كسر لما: أنها لام الجر متعلقة ب «أخذ» و «ما» مصدرية و «من» مبعضة، ويجوز موصوليتها، وحذف عائدها المنصوب.
وقال الأخفش: قام لما آتيتكم [آل عمران: 81] مقام «به» ؛ لأنه بمعناه.
ووجه فتحها: أن يكون (9) لام الابتداء.
قال المازنى: واختار الخليل وسيبويه أن تكون «ما» شرطية منصوبة ب ءاتيتكم [آل عمران: 81]، وهو ومعطوفه جزم بها، واللام موطئة للقسم.
ووجه ما آتيتكم إسناد الفعل إلى ضمير الله تعالى على حد فخذ مآ ءاتيتك [الأعراف: 144].
ووجه النون: أنه مسند [إلى ضميره](10) تعالى على جهة التعظيم؛ إذ حقيقة التعظيم
(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (177)، الإعراب للنحاس (1/ 347)، الإملاء للعكبرى (1/ 83)، البحر المحيط (2/ 507)، التبيان للطوسى (2/ 512)، التيسير للدانى (89)، تفسير الطبرى (6/ 547).
(2)
ينظر: إتحاف الفضلاء (177)، الإعراب للنحاس (1/ 348)، الإملاء للعكبرى (1/ 83)، البحر المحيط (2/ 509)، التبيان للطوسى (2/ 513)، التيسير للدانى (89)، تفسير الطبرى (6/ 552).
(3)
فى م، ص: بنصبها.
(4)
ينظر: إتحاف الفضلاء (177)، الإملاء للعكبرى (1/ 83)، البحر المحيط (2/ 513)، التبيان للطوسى (2/ 513)، التيسير للدانى (89)، تفسير الطبرى (6/ 550)، تفسير القرطبى (4/ 126).
(5)
فى م، ص: أو لبشر.
(6)
فى د: والفاعل.
(7)
فى م، ص: بشر.
(8)
فى ص: وجه، وفى م: قوله.
(9)
فى م، ص: أن تكون.
(10)
فى ص: إلى ضمير الله.
لوجه (1) الكريم على حد ولقد ءاتينك [الحجر: 87].
تتمة:
تقدم إسكان أبى عمرو ولا يأمركم [أيأمركم][آل عمران: 80]، واختلاسهما (2)، وللدورى إشباعهما (3).
ص:
ويرجعون (ع) ن (ظ) بى يبغون (ع) ن
…
(حما) وكسر حجّ (ع) ن (شفا)(ث) من
ش: أى: قرأ ذو عين (عن) حفص وظاء (ظبى) يعقوب وإليه يرجعون [آل عمران: 83] بياء الغيب، والباقون (4) بتاء الخطاب.
وقرأ ذو عين (عن) حفص و (حما) البصريان يبغون [آل عمران: 83] بياء الغيب والباقون بتاء الخطاب.
وقرأ ذو عين (عن) حفص و [(حما) البصريان](5)، و (شفا) حمزة والكسائى وخلف، وثاء (ثمن) أبو جعفر (6) حجّ البيت [آل عمران: 97] بكسر الحاء، والباقون (7) بفتحها.
وذكر حج نكرة؛ ليخرج وأذّن فى النّاس بالحجّ [الحج: 27] ونحوه.
وجه غيب يرجعون [آل عمران: 83]، ويبغون [آل عمران: 83]: جريه على غيب هم الفسقون [82] أو الثانى على من فى السّموت والأرض [آل عمران:
83]، أى: أفغير دين الله يبغى الكفار؟! [ووجه خطابهم (8): التفات إليهم، أى (9): قل لهم يا محمد.
ووجه المخالفة: التنبيه على التغاير؛ كأنه وجه الأول إلى المتولى، والثانى إلى جميع من فى السماء (10) والأرض على حد إليه مرجعكم [يونس: 4].
(1) فى م، ص: لوجهه.
(2)
فى م: واختلاسها.
(3)
فى م، ص: إشباعها.
(4)
ينظر: إتحاف الفضلاء (177)، البحر المحيط (2/ 516)، التيسير للدانى (89)، تفسير الطبرى (6/ 563، 564)، تفسير القرطبى (4/ 127)، الحجة لابن خالويه (112).
(5)
سقط فى ص.
(6)
فى د: حفص.
(7)
ينظر: إتحاف الفضلاء (178)، الإملاء للعكبرى (1/ 84)، البحر المحيط (3/ 10)، التبيان للطوسى (2/ 536)، التيسير للدانى (90)، الحجة لابن خالويه (112)، الحجة لأبى زرعة (170).
(8)
فى م، ص: وجه خطابها.
(9)
فى م، ص: أو.
(10)
فى م، ص: السموات.
و [وجه](1) فتح حج [آل عمران: 97] لغة الحجاز وأسد.
والكسر (2): قال أبو عمرو: لتميم.
وقال الفراء: لبعض قيس.
وقال الكسائى: الفتح [لأهل](3) العالية، والكسر لنجد.
وقال الزجاج: بالفتح مصدر، وبالكسر اسم.
تتمة:
تقدم همزة ءأقررتم [آل عمران، 81] وإمالة الكسائى تقاته [آل عمران: 102] وتقليلها للأزرق، وتشديد البزى ولا تفرقوا [آل عمران: 103] وترجع الأمور [آل عمران: 109] وإمالة دورى الكسائى وسارعوا [آل عمران: 133] ويسارعون [آل عمران: 114].
ص:
ما يفعلوا لن يكفروا (صحب)(ط) لا
…
خلفا يضركم اكسر اجزم (أ) وصلا
ش: أى: قرأ [ذو](4)(صحب) حمزة والكسائى وخلف و [حفص](5) وما يفعلوا من خير فلن يكفروه [آل عمران: 115] بياء الغيب، والباقون (6) بتاء الخطاب.
واختلف عن ذى طاء (طلا) دورى أبى عمرو، فروى النهروانى، وبكر بن شاذان عن زيد بن فرح عنه بالغيب (7).
وهى رواية عبد الوارث والعباس عن أبى عمرو، وطريق [النقاش](8) عن أبى الحارث عن السوسى.
وروى المهدوى [من طريق ابن مجاهد عن أبى الزعراء عن الدورى](9) التخيير، وعليه أكثر أصحاب اليزيدى عنه.
وكلهم نص عن أبى عمرو أنه قال: ما أبالى بالتاء أم بالياء قرأتهما (10)، وهما صحيحان، والخطاب أكثر وأشهر.
(1) سقط فى د، ز.
(2)
فى ز: والقيد والكسر، وفى م، ص: وجه الكسر.
(3)
سقط فى ص، م.
(4)
زيادة من م، ص.
(5)
ما بين المعقوفين سقط فى ز.
(6)
ينظر: إتحاف الفضلاء (178)، البحر المحيط (3/ 36)، التبيان للطوسى (2/ 566)، التيسير للدانى (90)، تفسير الطبرى (7/ 131، 132)، تفسير القرطبى (4/ 177).
(7)
فى م، ص: عنه بياء الغيب.
(8)
سقط فى د.
(9)
ما بين المعقوفين سقط فى م.
(10)
فى د: ما أبالى بالياء فقرأهما.
وقرأ ذو ألف (أوصلا) نافع و «حقا» أول الآتى البصريان وابن كثير لا يضركم كيدهم [آل عمران: 120] بكسر الضاد وسكون الراء، والباقون (1) بضم الضاد ورفع الراء.
تنبيه:
فهم الغيب من إطلاقه، [وضد الجزم الرفع](2)، وفيه تجوز بلقب الإعراب عن البناء؛ لأنه مجزوم فى القراءتين.
ووجه غيبهما: إسناده إلى أهل الكتاب؛ لتقدمهم فى قوله تعالى: من أهل الكتب أمّة [آل عمران: 113] إلى الصّلحين [آل عمران: 114].
ووجه الخطاب إسناده إلى المسلمين المشار إليهم بقوله: كنتم خير أمّة
…
الآية [آل عمران: 110]، واعترضت قصتهم، أو التفت إليهم، أو وقلنا لهم، وهو المختار؛ لأن المؤمنين أولى بالبشارة.
وضار وضر لغتان فصيحتان.
فوجه التخفيف: أنه مضارع «ضار» وعليه لا ضير (3)[الشعراء: 50]، وأصله:
يضيركم كيغلبكم، نقلت الكسرة للضاد؛ فحذفت الياء؛ [لالتقاء](4) الساكنين، والكسرة دالة عليها.
ووجه التشديد: أنه مضارع [ضر،](5) وعليه لا يضرّكم مّن ضلّ [المائدة: 105]، وأصله ك «يضرركم» ك «ينصركم» نقلت ضمة الراء إلى الضاد ليصح الإدغام.
ثم سكنت الثانية؛ للجزم، فالتقى ساكنان؛ فحركت الثانية له؛ لأنها طرف، وكانت ضمة إتباعا ك «لم يرد» (6) فليست الضمة على هذا إعرابا، وهو المختار، ولما لم يفهم (7) قراءة الباقين من ضد القيود، صرح بها مع ذكر باقى قراء الأولى فقال:
ص:
حقّا وضمّ اشدد لباق واشددوا
…
منزّلين منزلون (ك) بّدوا
ش: أى: قرأ ذو كاف (كبدوا) وابن عامر بثلاثة آلاف من الملائكة منزّلين هنا [آل عمران: 124]، إنا منزّلون على بالعنكبوت [الآية: 24] بفتح النون وتشديد الزاى، والباقون (8) بإسكان النون وتخفيف الزاى.
(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (178)، الإعراب للنحاس (1/ 361)، الإملاء للعكبرى (1/ 86)، البحر المحيط (3/ 43)، التبيان للطوسى (2/ 575)، التيسير للدانى (90)، تفسير الطبرى (7/ 157).
(2)
فى م، ص: وضد الرفع الجزم.
(3)
فى ص: لا يضر، وأصله (يضرركم)، وفى م: لا يضير، وأصله «يضيركم» .
(4)
زيادة من م، ص.
(5)
سقط فى ص.
(6)
فى د: لكم، وفى ص: يود.
(7)
فى ص: لم نفهم.
(8)
ينظر: إتحاف الفضلاء (179)، التبيان للطوسى (2/ 579)، التيسير للدانى (90)، تفسير القرطبى
تتمة: (1) الأصل عدم عموم الفرش (2) فخرج خير المنزلين [يوسف: 59][و] وما كنّا منزلين [يس: 28].
وعلم فتح النون للمشدد (3) من لفظه ب (منزّلين) وسكونها للمخفف من (منزلون).
وجه التشديد: أن الأول اسم مفعول، والثانى اسم فاعل، من «نزّل» المعدى بالتضعيف.
ووجه [التخفيف](4): أنهما كذلك من «أنزل» المعدى بالهمزة (5).
ص:
ومنزل (ع) ن (ك) م مسوّمين (ن) م
…
(حقّ) اكسر الواو وحذف الواو (عمّ)
ش: أى: قرأ ذو عين (عن) حفص وكاف (كم) ابن عامر منزّل مّن رّبّك بالحقّ بالأنعام (6)[الآية: 114] بالفتح والتشديد، والباقون بالإسكان والتخفيف، والتوجيه واحد.
وقرأ ذو نون (نم) عاصم و (حق) البصريان وابن كثير من الملئكة مسوّمين [آل عمران: 125] بكسر الواو، والباقون بالفتح (7).
وسوّم: أعلم، أو أرسل فرسه للغارة.
وجه الكسر: أنه اسم فاعل من «سوّم» على إسناد الفعل إليهم، أى:(مسومين) أنفسهم، أو خيلهم، على المعنيين.
ووجه الفتح: أنه [اسم](8) مفعول منه؛ على أن غيرهم سوّمهم، إما الله تعالى بأمره، أو ملائكة أخر.
ثم كمل (سارعوا) فقال:
ص:
من قبل سارعوا وقرح القرح ضمّ
…
(صحبة) كائن فى كأيّن (ث) لّ (د) م
((4/ 195)، الحجة لابن خالويه (113)، الحجة لأبى زرعة (172)، السبعة لابن مجاهد (215)، الغيث للصفاقسى (182)، الكشاف للزمخشرى (1/ 215)، الكشف للقيسى (1/ 355)، المجمع للطبرسى (2/ 497)، تفسير الرازى (3/ 45)، النشر لابن الجزرى (2/ 242).)
(1) فى م، ص: تنبيه.
(2)
فى د: اللفظ.
(3)
فى د: المشددة.
(4)
سقط فى د.
(5)
فى د، ز: بالهمز.
(6)
فى م: فى الأنعام.
(7)
ينظر: إتحاف الفضلاء (179)، الإملاء للعكبرى (1/ 87)، البحر المحيط (3/ 51)، التبيان للطوسى (2/ 580)، تفسير القرطبى (4/ 196)، الكشاف للزمخشرى (1/ 215)، تفسير الرازى (3/ 45).
(8)
سقط فى م.
ش: أى: قرأ [ذو](1)«عم» آخر الأول [المدنيان وابن عامر](2) وسارعوا إلى مغفرة من رّبّكم [آل عمران: 133] بحذف الواو التى (قبل) وسارعوا، والباقون (3) بإثباتها.
وقرأ ذو (صحبة) حمزة، والكسائى، وشعبة، وخلف إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله [آل عمران: 140] ومن بعد ما أصابهم القرح [آل عمران: 172] بضم القاف، والباقون (4) بفتحها.
وقرأ ذو ثاء (ثل) أبو جعفر ودال (دم) ابن كثير وكائن حيث وقع [و] هو سبعة هنا [آل عمران: 146]، وبيوسف [الآية: 105] والحج [الآية: 45، 48] معا، والعنكبوت [الآية: 60]، والقتال [محمد: 13]، والطلاق [الآية: 8]- بألف وهمزة مكسورة بين الكاف، والنون، والباقون (5) بهمزة مفتوحة [وياء مكسورة مشددة](6) بينهما.
تنبيه:
علم عموم قرح [آل عمران: 173] من ضم المعرف، واستغنى بلفظى (كائن)[و (كأين)] عن قيدهما.
واصطلاحه حصر خلاف وو كأيّن من التى هنا، [آل عمران: 146] لكن يلوح من عطفه على العموم عمومها.
وجه حذف الواو: إما القطع، أو أنه معطوف على واتّقوا [آل عمران: 131] وو أطيعوا [آل عمران: 132] لكن حذف العطف؛ استغناء بتلبسهما بالضمائر، وعليها (7) رسم المدنى والشامى.
ووجه الإثبات: أنه الأصل فى العطف، وعليه المعنى وبقية الرسوم.
تتمة:
تقدم لأبى جعفر تسهيل كأين، والخلاف فى الوقف عليه.
ص:
قاتل ضمّ اكسر بقصر (أ) وجفا
…
(حقّا) وكلّه (حما) يغشى (شفا)
(1) زيادة فى م، ص.
(2)
سقط فى م.
(3)
ينظر: إتحاف الفضلاء (179)، الإعراب للنحاس (1/ 364)، البحر المحيط (3/ 57)، التبيان للطوسى (2/ 591)، التيسير للدانى (90)، تفسير القرطبى (4/ 203)، الكشاف للزمخشرى (1/ 217)، تفسير الرازى (3/ 50)، النشر لابن الجزرى (2/ 242).
(4)
ينظر: إتحاف الفضلاء (179)، الإعراب للنحاس (1/ 366)، التبيان للطوسى (2/ 600)، الحجة لابن خالويه (114)، الغيث للصفاقسى (182).
(5)
ينظر: إتحاف الفضلاء (179)، والإعراب للنحاس (1/ 369)، والبحر المحيط (3/ 72).
(6)
فى م: وياء مشددة مكسورة.
(7)
فى م: وعليهما.
ش: أى: قرأ ذو همزة (أو جفا) نافع و (حقا) البصريان وابن كثير: وكأين من نبى قتل [آل عمران: 146] بضم القاف وكسر التاء والقصر، أى: حذف الألف.
والباقون (1) بفتحهما وألف بينهما ضد الثلاث (2)، فصار نافع، والبصريان يقرءون وكأيّن بالتشديد قتل بالقصر، وأبو جعفر بتسهيل وكأين، ومد قاتل وابن كثير بمد (3) كأين وقصر قتل والباقون بقصر وكأيّن ومد قاتل.
وقرأ [(حما)](4) البصريان إنّ الأمر كلّه لله [آل عمران: 154] برفع اللام.
[علم](5) من الإطلاق: والباقون بنصبها.
وقرأ ذو (شفا) حمزة والكسائى وخلف تغشى طائفة [آل عمران: 154] بتاء التأنيث (6) كما سنذكره [على إسناده إلى ضمير الأمنة، والباقون (7) بياء التذكير](8) على إسناده لضمير «النعاس» وهو الأولى للقرب.
تنبيه:
خرج بالتزام الترتيب أفإين مات أو قتل [آل عمران: 144]، وفهم رفع كله [آل عمران: 154] من الإطلاق [على](9) الأول.
وجه قتل: جعله من القتال، وبناؤه للفاعل.
ووجه قتل أخذه من القتل، وبناؤه للمفعول.
وعليهما فمرفوعه فاعل على الأول، ونائب على الثانى، وهو ضمير وكأيّن أو نبىّ وهو معنى قول قتادة وعكرمة: المخبر عنه بالقتل النبى، أو ربّيّون وهو معنى قول الحسن:«ما قتل (10) نبى فى حرب قط» .
ووجه رفع كله [آل عمران: 154] أنه مبتدأ ولله خبره، والجملة خبر إنّ.
ووجه نصبه: جعله تأكيدا للأمر، وبدلا للأخفش ولله خبر إنّ وهو المختار
(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (180)، والبحر المحيط (3/ 72)، الحجة لأبى ذرعة (175).
(2)
فى م، ص: الثلاثة.
(3)
فى د: مد.
(4)
سقط فى م، ص.
(5)
سقط فى د.
(6)
فى م، ص: بتاء الخطاب.
(7)
ينظر: إتحاف الفضلاء (180)، الإملاء للعكبرى (1/ 90)، البحر المحيط (3/ 86)، التيسير للدانى (91)، الحجة لأبى زرعة (176)، المجمع للطبرسى (2/ 521)، تفسير الرازى (3/ 71).
(8)
ما بين المعقوفين سقط فى ص، م.
(9)
سقط فى م.
(10)
فى م: قاتل.
لظهور كل فى التأكيد.
تتمة:
تقدم اختلافهم فى الرّعب ورعب.
ثم صرح بتأنيث تغشى [آل عمران: 154] فقال:
ص:
أنّث ويعملون (د) م (شفا) اكسر
…
ضمّا هنا فى متّم (شفا) أرى
وحيث جا (صحب)(أ) تى وفتح ضمّ
…
يغلّ والضّمّ (ح) لا (ن) صر (د) عم
ش: أى: قرأ ذو دال (دم) ابن كثير و (شفا) حمزة والكسائى وخلف بما يعملون بصير ولئن [آل عمران: 156، 157][بياء الغيب](1)، علم من إطلاقه، والباقون (2) بالخطاب.
واختلف فى [مات](3) الماضى المتصل بالضمير التاء (4) أو النون أو الميم حيث وقعت نحو: أو متّم لمغفرة [آل عمران: 157] وو لئن قتلتم [آل عمران: 157] وأ ءذا متنا [الصافات: 16، 53] وأ ءذا ما متّ [مريم: 66]، وأ فإين متّ فهم [الأنبياء:
34]- فكسر الميم منه هنا فقط مدلول (5) ذو (شفا) حمزة والكسائى وخلف وهمزة (أرى) نافع.
وضمها الباقون (6).
وكسرها فى الجميع [مدلول ذو (صحب) حمزة والكسائى وخلف وهمزة (أتى)(7).
والباقون بضمها فى الجميع، وعلم العموم من حيث جاء.
ويقال: مات يموت كقام يقوم، ومات يمات كخاف يخاف بكسر عين الماضى وفتحها فى المضارع.
وأثبت سيبويه أيضا كسر عين الماضى وضم المضارع، وإذا اتصل بالماضى الأجوف ضمير المتكلم أو المخاطب [مطلقا](8) سكن آخره.
(1) فى م، ص: والغيب علم.
(2)
ينظر: إتحاف الفضلاء (181)، تفسير القرطبى (4/ 247)، السبعة لابن مجاهد (217)، الكشف للقيسى (1/ 361)، النشر لابن الجزرى (2/ 242).
(3)
سقط فى م، ص.
(4)
فى ز: بالياء.
(5)
فى د، ز: مدلول شفا وهمزة أرى وضمها الباقون.
(6)
ينظر: إتحاف الفضلاء (181)، الإعراب للنحاس (1/ 373)، البحر المحيط (3/ 96)، الغيث للصفاقسى (184)، تفسير الرازى (3/ 77)، النشر لابن الجزرى (2/ 243).
(7)
فى د، ز، ص: مدلول صحب وهمزة أتى.
(8)
سقط فى د.
ثم قصد الفرق بين الواوى واليائى، فللأكثر (1) نقل الواوى إلى فعل المضموم، واليائى إلى المكسور، ثم نقلت ضمة العين فى [بنات](2) الواو وكسرها (3) فى بنات الياء إلى الفاء تخفيفا، ثم حذفت للساكنين وحصل الفرق ضمنا.
وجه الضم: أخذه (4) من مفتوح الماضى مضموم [المضارع](5) ك «قمتم» .
ووجه كسره: أخذه من مكسور الماضى مفتوح المضارع لا مضمومه؛ لندوره كخفتم.
ووجه التفريق: الجمع جريا على أصله (6) فيه.
وخص الأولين: ك «خفتم» تقديما للفصحى.
وقرأ ذو (حا) حلا أبو عمرو، ونون (نصر) عاصم ودال (دعم) ابن كثير أن يغلّ [آل عمران: 161] بفتح الياء وضم الغين، والباقون (7) بضم (8) الياء وفتح الغين.
تنبيه:
قيد الفتح للضد (9).
والغلل: دخول الماء فى الشجر (10).
والغلول: أخذ الشىء فى خفية، يقال: غل غلولا، وأغل: سرق من الغنيمة، وأغل الجازر (11): سرق اللحم فى الجلد، وأغللت الرجل: وجدته غالا (12)، وأغللت أمير الجيش: خنته (13) فى الغنيمة.
وجه الفتح: أنه مبنى للفاعل من «غل» ، والمراد نفى الخيانة عن النبى صلى الله عليه وسلم أى: ما جاز لنبى أن يخون قومه، والمعصوم لا يفعل ما لا يجوز.
ووجه الضم: أنه مبنى للمفعول من «أغله» ، فالهمزة للمصادفة (14)، فيوافق الأولى أو من الأخيرين فهى بمعنى النهى لغيره أن ينسبه للخيانة أو أن (15) يخونه.
وتقدم رضوان [آل عمران: 15] لأبى بكر.
ص:
ويجمعون (ع) الم ما قتّلوا
…
شدّ (ل) دى خلف وبعد (ك) فلوا
(1) فى م، ص: فالأكثر.
(2)
سقط فى م.
(3)
فى م، ص: وكسرتها.
(4)
فى م، ص: أخذ.
(5)
سقط فى م.
(6)
فى ص: أصل.
(7)
ينظر: إتحاف الفضلاء (181)، البحر المحيط (3/ 101)، تفسير القرطبى (4/ 255)، السبعة لابن مجاهد (218)، الكشف للقيسى (1/ 363، 364)، تفسير الرازى (3/ 84).
(8)
فى د: بفتح.
(9)
فى ص: الضد.
(10)
فى م، ص: السحر.
(11)
فى م، ص: الجزار.
(12)
فى م، ص: غلا.
(13)
فى م، ص: حبه.
(14)
فى م، ص: للمصادقة.
(15)
فى م، ص: أنه.
ش: أى: قرأ ذو عين (عالم) حفص ورحمة خير مّمّا يجمعون [آل عمران: 157] بياء الغيب [علم من إطلاقه](1) والباقون (2) بتاء الخطاب.
واختلف عن ذى لام (لدى) هشام (3) فى لو أطاعونا ما قتلوا [آل عمران: 168]:
فروى الداجونى عنه تشديد التاء (4)، واختلف عن الحلوانى:
فروى عنه التشديد ابن عبدان، وهى طريق المغاربة قاطبة.
وروى عنه سائر المغاربة التخفيف.
قال المصنف: وبه قرأنا (5) من طريق ابن شنبوذ عن الأزرق عن الجمال عنه، وكذلك (6) قرأنا من طريق أحمد بن سليمان وهبة الله وغيرهم، كلهم عن الحلوانى.
وبه قرأ الباقون، وشدد ذو كاف (كفلوا) (7) ابن عامر قتّلوا فى سبيل الله [آل عمران: 169] وهو الذى بعد هذه، وثم قتّلوا فى الحج [: 58].
تنبيه:
خرج بالترتيب ما ماتوا وما قتلوا [آل عمران: 156]؛ لأنها قبل.
يجمعون [آل عمران: 157] إسناده إلى الكفار المفهوم من (8) كالّذين كفروا [آل عمران: 156]، أو المسلمين الذين [لم](9) يحضروا القتال لجمع المال.
أى: يجمع الكافرون أو المسلمون أو الجامعون.
ووجه الخطاب: إسناده إلى المقاتلين مناسبة لطرفيه، أى: خير [مما تجمعون أنتم](10).
ثم [أشار](11) إلى ثانية ابن عامر مع بقية النظائر فقال:
ص:
كالحجّ والآخر والأنعام
…
(د) م (ك) م وخلف يحسبنّ [لا] موا
ش: أى: قرأ ذو دال (دم) ابن كثير وكاف (كم) ابن عامر آخر هذه السورة: وقتّلوا
(1) سقط فى م، ص.
(2)
ينظر: إتحاف الفضلاء (181)، التيسير للدانى (91)، الكشاف للزمخشرى (1/ 226)، الكشف للقيسى (1/ 362)، النشر لابن الجزرى (2/ 243).
(3)
ينظر: إتحاف الفضلاء (182)، البحر المحيط (3/ 111)، التيسير للدانى (91)، الغيث للصفاقسى (185)، الكشف للقيسى (1/ 364)، النشر لابن الجزرى (2/ 243).
(4)
فى د، ز: الياء.
(5)
فى م: قرأ.
(6)
فى ز: ولذلك.
(7)
فى د: كفروا.
(8)
فى م، ص: من قوله.
(9)
سقط فى د.
(10)
فى ص: ما تجمعوهم، وفى م: مما أنتم تجمعون.
(11)
سقط فى م، ص.
[آل عمران: 195]: وفى الأنعام [140]: قتّلوا أولادهم بتشديد التاء (1)، والباقون بتخفيفها، فيهما.
واختلف عن ذى لام (لاموا) هشام فى ولا تحسبن الذين قتّلوا [آل عمران: 169].
فروى [عنه](2) العراقيون قاطبة الغيب (3).
واختلف عن الحلوانى عنه من طريق المغاربة والمصريين: فرواه الأزرق عن الجمال عنه كذلك، وهى عن قراءة الدانى على الفارسى من طريقه.
وقرأ به على فارس عن قراءته على عبد الباقى بن الحسن على محمد بن المقرى عن قراءته على مسلم بن عبيد الله عن قراءته على أبيه عن قراءته على الحلوانى.
وكذلك (4) روى إبراهيم بن عباد عن هشام.
ورواه ابن عبدان عن الحلوانى بالتاء على الخطاب.
وهى قراءة الدانى على أبى الفتح عن قراءته على ابن عبدان وغيره عنه.
وقراءته على أبى الحسن عن قراءته على أبيه عن أصحابه عن الحسن بن العباس (5) عن الحلوانى، وبذلك قرأ الباقون.
[وجه تشديد (6) قتلوا](7)[آل عمران: 196]: مجرد التكثير لعدم المزاحم.
ووجه التخفيف: [الأصل.
ووجه التخصيص: الجمع (8)] (9).
ووجه غيب يحسبن [آل عمران: 169]: إسناده إلى ضمير الرسول أو حاسب ف الّذين [آل عمران: 169] مفعول [أول](10)، وأموتا [آل عمران: 169] ثان.
أو إسناده إلى الّذين قتلوا [آل عمران: 169]، والأول محذوف، أى: لا يحسبن
(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (182، 184)، الإعراب للنحاس (1/ 387)، البحر المحيط (3/ 145)، التيسير للدانى (93)، تفسير الطبرى (7/ 492)، الغيث للصفاقسى (187)، تفسير الرازى (3/ 125)، النشر لابن الجزرى (2/ 246).
(2)
سقط فى د.
(3)
ينظر: إتحاف الفضلاء (182)، التيسير للدانى (91)، الغيث للصفاقسى (185)، تفسير الرازى (3/ 96)، النشر لابن الجزرى (2/ 244).
(4)
فى م: وكذا.
(5)
فى م، ص: الحسن بن عباس.
(6)
ينظر: إتحاف الفضلاء (182)، التيسير للدانى (91)، الغيث للصفاقسى (185)، النشر لابن الجزرى (2/ 243).
(7)
فى م، ص: وجه التشديد فى قتلوا.
(8)
فى ص: المجمع.
(9)
ما بين المعقوفين سقط فى م.
(10)
سقط فى د.
الشهداء أنفسهم أمواتا.
ووجه الخطاب: إسناده إلى مخاطب ما، أى: لا تحسبن يا محمد أو يا مخاطب، وهو المختار، وتقدم اختلافهم [فى السين](1).
ص:
وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن
…
وفرح ظهر (كفى) واكسر وأن
ش: أى: قرأ ذو فاء (فنن) حمزة ولا تحسبن الذين كفروا [آل عمران: 178]، ولا تحسبن الذين يبخلون [آل عمران: 180] بتاء الخطاب (2)، والباقون بياء الغيب.
[و] قرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب ومدلول (كفى)(3) الكوفيون لا تحسبنّ الّذين يفرحون [آل عمران: 188] بتاء الخطاب، والباقون (4) بياء الغيب.
وجه الخطاب الأول: إسناده إلى المخاطب، والّذين كفروا [آل عمران: 178] مفعول أول، و «أن» وصلتها سدت عن الثانى، وهى بدل من الّذين كفروا [و «ما» مصدرية أو موصولة](5).
أى: لا تحسبن يا محمد أن الذى نمليه (6) للكفار خير لهم أو أن [إملاءنا](7) خير لهم.
أو الّذين كفروا أول (8)، وسدت «أن» عن الثانى، بتقدير شأن الذين ف «ما» مصدرية.
ووجه الغيب: إسناده إلى الّذين كفروا وأنّما سدت عن المفعولين أو إلى الرسول فترادف الأولى.
ووجه الخطاب الثانى: إسناده للنبى (9) صلى الله عليه وسلم ويقدر مضاف؛ ليتحد [أى:](10) لا تحسبن يا محمد [بخل](11) الذين يبخلون هو خيرا (12) ف «بخل» و «خيرا» مفعولاه.
ووجه غيبه: إسناده إلى الّذين ويقدر (13) مفعول دل عليه يبخلون أى: لا يحسبن (14) الباخلون لبخلهم (15) خيرا لهم، أو إلى الرسول فيتحدان.
(1) سقط فى م.
(2)
ينظر: الإملاء للعكبرى (1/ 93)، التبيان للطوسى (3/ 62)، التيسير للدانى (92).
(3)
فى م، ص، د: وكفا.
(4)
ينظر: إتحاف الفضلاء (184)، الإملاء للعكبرى (1/ 94)، البحر المحيط (3/ 137)، التبيان للطوسى (3/ 75)، التيسير للدانى (92)، الحجة لأبى زرعة (186).
(5)
فى م، ص: وما موصولة أو مصدرية.
(6)
فى م: يميله.
(7)
سقط فى م.
(8)
فى د: مفعول به.
(9)
فى ص: إلى النبى.
(10)
سقط فى م، ص.
(11)
سقط فى د.
(12)
فى م، ص: خبر بالرفع.
(13)
فى ص: ومقدم، وفى م: ومقرر.
(14)
فى د: لا تحسبن.
(15)
فى د، ز: بخلهم.
ووجه غيب الثانى (1): يحسبنهم (2) الآتى [آل عمران: 188] أن الأول مسند للنبى صلى الله عليه وسلم.
وأول مفعولى الأول الّذين، وأول الثانى ضمير «هم» المنصوب، وبمفازة ثانى:
أحدهما مقدر (3) للآخر والثانى أولى (4).
وجاز عطف أحدهما على شريطة (5) التفسير، والفاء عاطفة جملة على مثلها؛ لاختلاف الفاعل.
أى: لا يحسبن الرسول الفارحين ناجين (6)، أو: ولا يحسبن الفارحون أنفسهم ناجين، ويجوز غير هذا.
ووجه خطابهما: إسنادهما (7) للنبى صلى الله عليه وسلم فمن ثم فتحت التاء؛ لأن الضمير لواحد مذكر.
أى: [لا تحسبن](8) يا محمد الفارحين ناجين لا تحسبنهم (9) كذلك.
ووجه خطاب تحسبنّهم وغيب يحسبن كما سيأتى: إسناد الأول ل الّذين والثانى للنبى صلى الله عليه وسلم فتعين العطف.
ثم كمل وكسر «إن» فقال:
ص:
الله (ر) م يحزن فى الكلّ اضمما
…
مع كسر ضمّ (أ) م الأنبيا (ث) ما
ش: أى: قرأ ذو راء (رم) الكسائى وإن الله لا يضيع أجر المحسنين [آل عمران:
171] بكسر الهمزة: والباقون بفتحها (10).
وقرأ (11) ذو همزة (أم) نافع (يحزن)(12) المتعدى بضم الياء (13) وكسر الزاى حيث جاء نحو: ولا يحزنك الذين [آل عمران: 176][و] ليحزننى أن [يوسف: 13].
وأما لا يحزنهم الفزع بالأنبياء [الآية: 103] فلم يقرأها كذلك إلا ذو (ثما) أبو
(1) فى ز: الثالث.
(2)
فى م، ص: هو ويحسبهم، وفى د: وهو يحسبهم.
(3)
فى د: مقدرا.
(4)
فى ص: أول.
(5)
فى ص: شرطية.
(6)
فى م: الناجين.
(7)
فى ص، م: إسناده.
(8)
زيادة من م، ص.
(9)
فى ص: لا تحسبهم.
(10)
ينظر: إتحاف الفضلاء (182)، البحر المحيط (3/ 116)، التبيان للطوسى (3/ 49)، التيسير للدانى (91)، تفسير الطبرى (7/ 398)، السبعة لابن مجاهد (219)، الكشف للقيسى (1/ 364).
(11)
ينظر: إتحاف الفضلاء (182)، الإملاء للعكبرى (1/ 92)، البحر المحيط (3/ 121)، التبيان للطوسى (3/ 55)، الغيث للصفاقسى (186)، المجمع للطبرسى (2/ 542)، تفسير الرازى (3/ 101).
(12)
فى م: فى جميع يحزن.
(13)
فى ز: التاء.
جعفر، وفهم اختصاصه بها من إفراده، ولو شاركه لذكره معه.
وقرأ الباقون (1) بفتح الياء (2) وضم الزاى، وكذلك أبو جعفر [فى غير](3) الأنبياء.
تنبيه:
علم عموم (يحزن) من قرينة الضم، وعلم أن الخلاف فى المتعدى من قوله:(كسر ضم).
أى: الذى زايه (4) دائرة بين الضم والكسر، فخرج اللازم، فإنه مفتوح الزاى نحو:
ولا هم يحزنون [آل عمران: 170][و] ولا تحزنوا [آل عمران: 139].
وقيد (5) الكسر؛ لأجل الضد.
ووجه كسر إن: الاستئناف.
ووجه فتحها: عطفها، أى: بنعمة وفضل [و] بأن الله؛ فالنعمة دلت على النعيم (6)، والفضل دل على سعته.
وقال الفراء: العرب تقول: حزنهم وأحزانهم، أى: بمعنى.
وقال الخليل: حزنه: جعل فيه حزنا: كدهنه، وأحزنه جعله حزينا كأدخله، وكان الأول أبلغ من الثانى.
ووجه ضمه: أنه مضارع «أحزن» .
و [وجه] الفتح: أنه مضارع «حزن» والاستثناء الجمع وفتح الأثقل معدلة.
ص:
يميز ضمّ افتح وشدّده (ظ) عن
…
(شفا) معا يكتب يا وجهّلن
ش: أى: قرأ (7) ذو ظاء (ظعن) يعقوب، و (شفا) حمزة والكسائى وخلف حتى يميز الخبيث [الآية: 37] هنا وليميز الله بالأنفال [الآية: 37] بضم الياء الأولى وفتح الميم وكسر الياء (8) الأخرى وتشديدها.
والباقون بفتح الياء وكسر الميم وتخفيف الياء (9)[الأخرى] وإسكانها.
وماز هذا من هذا: فصله (10) عنه، وميزه لمجرد التكثير؛ لأنه متعد بنفسه؛ [فلهذا](11)
(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (312)، البحر المحيط (6/ 342)، تفسير القرطبى (11/ 346)، الكشاف للزمخشرى (2/ 285)، النشر لابن الجزرى (2/ 244).
(2)
فى ز: التاء.
(3)
سقط فى د.
(4)
فى م: الذين زايهم.
(5)
فى م: وقيل.
(6)
فى ص: التعميم.
(7)
ينظر: الإملاء للعكبرى (1/ 93)، التبيان للطوسى (3/ 62)، التيسير للدانى (92).
(8)
فى م، ز: بالتاء.
(9)
فى ز: بالتاء.
(10)
فى م، ص: فصيلة.
(11)
سقط فى م.
قال أبو عمرو: التخفيف (1) واحد من واحد، والتشديد كثير من كثير، وعلم التوجيه.
ثم كمل فقال:
ص:
قتل ارفعوا نقول يا فز يعملوا
…
(حقّ) وفى الزّبر بالبا (كمّ) لوا
ش: أى: قرأ ذو فاء (فز) حمزة سيكتب ما قالوا [آل عمران: 181] بالياء (2) المثناة من تحت والبناء للمفعول، وهو معنى قوله: و (جهّلن). [وقرأ] ويقول ذوقوا [آل عمران:
181] بالياء (3)، ورفع (4) قتلهم [آل عمران: 181] بالعطف على نائب الفاعل وهو «ما» .
أى: سيحصى (5) الملك قولهم وفعلهم فى الدنيا ويعذبهم الله بسببه فى الآخرة.
والباقون ببنائه للفاعل المعظم، ونصب وقتلهم، وو نقول [آل عمران: 181] بالنون.
أى: سنحصى نحن، وهو المختار؛ لأنه أبلغ فى الوعيد.
وقرأ (6) مدلول (حق) البصريان وابن كثير والله بما يعملون خبير لقد [آل عمران:
180، 181] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
وجه غيبه: إسناده للناجين (7) مناسبة ل يبخلون وسيطوّقون [آل عمران: 180].
وهو المختار لقرب المناسبة.
ووجه [خطابه](8): إسناده للكفار مناسبة لقوله تعالى: وإن تؤمنوا وتتّقوا [آل عمران: 179].
وقرأ (9) ذو كاف (كملوا) ابن عامر وبالزبر [آل عمران: 184] بالباء، والباقون بحذفها.
(1) فى م: والتخفيف.
(2)
ينظر: إتحاف الفضلاء (183)، الإعراب للنحاس (1/ 382)، التيسير للدانى (92)، الغيث للصفاقسى (186)، المعانى للفراء (1/ 249)، النشر لابن الجزرى (2/ 245).
(3)
ينظر: إتحاف الفضلاء (183)، الإملاء للعكبرى (1/ 93)، التيسير للدانى (92)، الحجة لأبى زرعة (184) تفسير الرازى (3/ 109)، النشر لابن الجزرى (2/ 245).
(4)
ينظر: إتحاف الفضلاء (183)، الإعراب للنحاس (1/ 382)، البحر المحيط (3/ 131)، الكشف للقيسى (1/ 369)، تفسير الرازى (3/ 108)، النشر لابن الجزرى (2/ 245).
(5)
فى ز: سنحصى.
(6)
ينظر: إتحاف الفضلاء (183)، البحر المحيط (3/ 129)، السبعة لابن مجاهد (220)، الكشف للقيسى (1/ 369)، النشر لابن الجزرى (2/ 245).
(7)
فى م: للباخلين.
(8)
سقط فى د.
(9)
ينظر: إتحاف الفضلاء (183)، البحر المحيط (3/ 134)، تفسير الطبرى (7/ 451)، المجمع للطبرسى (2/ 548)، تفسير الرازى (3/ 111)، النشر لابن الجزرى (2/ 245).
ص:
وبالكتاب الخلف (لذ) يبيّنن
…
ويكتمون (حبر)(ص) ف ويحسبن
ش: أى: اختلف عن هشام فى بالكتاب [آل عمران: 184].
فرواه عنه الحلوانى (1) من جميع طرقه إلا من شذ منهم بزيادة الباء وعلى ذلك أهل الأداء عن الحلوانى عنه.
وقال فارس: قال لى عبد الباقى بن الحسن: شك الحلوانى فى ذلك فكتب إلى هشام فيه، فأجابه:
أن الباء ثابتة فى الحرفين.
قال الدانى: وهذا هو الصحيح عندى عن هشام؛ لأنه قد أسند ذلك من طريق ثابت إلى ابن عامر.
ورفع مرسومه من وجه مشهور إلى أبى الدرداء صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم أسند الدانى ما أسنده ابن سلام، فقال: حدثنا هشام ابن عمار عن أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارس عن عبد الله ابن عامر.
قال هشام: وحدثنا سويد بن عبد العزيز أيضا عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أبى الدرداء فى مصحف أهل الشام كذلك.
وكذا ذكر أبو حاتم السجستانى أن الباء مرسومة فى مصحف أهل حمص الذى بعث به عثمان إلى أهل الشام.
قال المصنف: وكذا رأيته (2) فى المصحف الشامى.
وكذا رواه هبة الله بن سلامة عن الداجونى عن أصحابه عنه، ولولا رواية النقاش (3) عن هشام حذف الباء أيضا لقطعت بها، [و] قطع به الدانى [عن هشام](4)؛ فقد روى الداجونى من جميع طرقه إلا من شذ منهم عن أصحابه عن هشام حذف الباء.
وكذا روى النقاش عن أصحابه عن هشام.
وكذا روى ابن عياد عن هشام وعبيد الله (5) بن محمد عن الحلوانى عنه.
وقد رأيته فى مصحف المدينة بالحذف، وبذلك قرأ الدانى على أبى الفتح من هذين الطريقين.
(1) ينظر: البحر المحيط (3/ 134)، التيسير للدانى (92)، الغيث للصفاقسى (186)، الكشف للقيسى (1/ 370)، النشر لابن الجزرى (2/ 245).
(2)
فى د: روايته.
(3)
فى م، ص: الثقات.
(4)
سقط فى م، ص.
(5)
فى م، ص: وعبد الله.
وقطع أبو العلاء عن هشام من طريقى (1) الداجونى والحلوانى جميعا فيهما، وهو الأصح عندى عن هشام، ولولا ثبوت الحذف عندى عنه من طريق كتابى هذا لم أذكره.
انتهى.
وقرأ الباقون بالحذف فيهما، وكذا هما فى مصاحفهم.
وقرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو، وصاد (صف) أبو بكر (2) ليبيننه للناس ولا يكتمونه [آل عمران: 187] بياء الغيب، علم من الإطلاق، والباقون (3) بتاء الخطاب.
وجه [باء](4) بالزبر وبالكتاب [آل عمران: 184]: التأكيد إلا أنه (5) يصير عطف جمل على حد [قوله](6): ءامنّا بالله وباليوم الأخر [البقرة: 8].
ووجه حذفها: نيابة العاطف فى المفردات على حد (7): كلّ ءامن بالله وملئكته [البقرة: 285].
ووجه المغايرة: الجمع.
ووجه الغيب: إسنادهما لأهل الكتاب، وهو غيب؛ مناسبة لقوله: فنبذوه ورآء ظهورهم [آل عمران: 187].
ووجه الخطاب: حكاية خطابهم عند الأخذ على حد وإذ أخذ الله ميثق النّبيّين لمآ ءاتيتكم [آل عمران: 81].
وإعراب ولا تكتمونه [آل عمران: 187] مثل: لا تعبدون إلّا الله [البقرة: 83][ثم كمل (يحسبن) [فقال](8):
ص:
غيب وضمّ الباء (حبر) قتّلوا
…
قدّم وفى التوبة أخّر يقتلوا
ش: أى: قرأ [مدلول (حبر)](9) ابن كثير وأبو عمرو فلا يحسبنهم [آل عمران:
188] (بياء الغيب وضم الباء)(10)، والباقون بتاء الخطاب وفتح الباء، وتقدم
(1) فى م، ص: من طرق.
(2)
فى م، ص: شعبة.
(3)
ينظر: الإعراب للنحاس (1/ 384)، الإملاء للعكبرى (1/ 94)، البحر المحيط (3/ 136)، التبيان للطوسى (3/ 73)، التيسير للدانى (93)، الكشف للقيسى (1/ 371)، تفسير الرازى (3/ 114)، النشر لابن الجزرى (2/ 246).
(4)
سقط فى د.
(5)
فى م، ص: لأنه.
(6)
سقط فى م، ص.
(7)
فى م: على حد قوله.
(8)
زيادة من م، ص.
(9)
فى م، ص: قرأ ذو حبر، وفى د: قرأ ابن كثير.
(10)
ينظر: إتحاف الفضلاء (184)، الإملاء للعكبرى (1/ 94)، التيسير للدانى (93) تفسير القرطبى
توجيهها (1) مع لا يحسبن الذين يفرحون [آل عمران: 188].
وقرأ (2) مدلول «شفا» أول الآتى حمزة والكسائى وخلف وقتلوا وقاتلوا لأكفرون [آل عمران: 195] بتقديم وقتلوا [آل عمران: 195] المقصور على الممدود، (وفى التوبة) بتأخير يقتلون (3) [الآية: 111] المفتوح الأول وتقديم المضموم (4) الأول، وقرأ الباقون بالعكس.
وجه تأخير المبنى للفاعل: المبالغة فى المدح؛ لأنهم إذا قاتلوا وقتلوا بعد وقوع القتل فيهم وقتل بعضهم، كان ذلك دليلا على قوة إيمانهم وشجاعتهم وصبرهم.
ووجه تقديمه: أنه الأصل؛ لأن القتال قبل القتل (5)، ويقال: قتل، ثم قتل ورسمهما (6)[واحد](7).
تتمة (8):
تقدم تشديد ابن كثير: قتّلوا والأبرار ربّنا [آل عمران: 193، 194].
ثم ذكر (9) القارئ فقال:
ص:
(شفا) يغرّنك الخفيف يحطمن
…
أو نرين ويستخفّن نذهبن
وقف بذا بألف (غ) ص و (ث) مر
…
شدّد لكنّ الّذين كالزّمر
ش: أى: اختلف عن يعقوب (10) فى هذه الخمسة ألفاظ.
فروى عنه ذو غين (غص) رويس بتخفيف (11) النون فى الخمسة.
وروى روح تثقيل النون (12) كالجماعة.
وانفرد أبو العلاء عن رويس بتخفيف يجرمنكم [المائدة: 8]، ولعله سهو (13) قلم إلى رويس من الوليد عن يعقوب؛ فإنه رواه كذلك، والصواب: تقييده ب لا يغرّنك [آل ((4/ 307)، الحجة لابن خالويه (117)، النشر لابن الجزرى (2/ 246).)
(1) فى م، ص: توجيههما.
(2)
ينظر: إتحاف الفضلاء (184)، الإعراب للنحاس (1/ 387)، التبيان للطوسى (3/ 88)، التيسير للدانى (93)، الغيث للصفاقسى (187)، الكشف للقيسى (1/ 373)، النشر لابن الجزرى (2/ 246).
(3)
فى ص: تقتلون.
(4)
فى ز: المعمول.
(5)
فى د: لقتيل.
(6)
فى د: ورسمهما.
(7)
سقط فى ص.
(8)
فى م، ص: تنبيه.
(9)
فى م، ص: كمل.
(10)
فى ز: وأبى جعفر.
(11)
فى ص: تخفيف، وفى د: بتخفيف النون من يجرمنكم.
(12)
سقط فى م.
(13)
فى ص: سبق.
عمران: 196] فقط؛ قاله المصنف.
واتفق الأئمة على الوقف لهم (1) على نذهبن أنه بالألف (2) نص عليه ابن سوار وأبو العز وغير واحد.
ووقفوا على الأربع (3) الباقية كالوصل.
و (شدد)(4) ذو ثاء (ثمر) أبو جعفر (5) لكنّ الذين اتقوا هنا [الآية: 198] وفى (6) الزمر [الآية: 20][و] خففها الباقون.
وجه قراءة أبى جعفر (7): قصد التخفيف، وحصول الغرض من التوكيد بالحقيقة.
ووجه التخصيص (8): الجمع.
ووجه التشديد: قصد المبالغة، والزيادة فى التوكيد (9).
و «لكن» حرف استدراك، أصلها تنصب الاسم، وترفع الخبر، ويجوز تخفيفها.
ويقل (10) عملها.
فيها [أى: فى سورة آل عمران] من ياءات الإضافة ست: وجهى لله [الآية: 20] فتحها المدنيان وابن عامر وحفص [و] منى إنك [الآية: 35]، [و] ولى آية [الآية:
41] فتحهما (11) المدنيان وأبو عمرو [و] وإنى أعيذها [الآية: 36]، وأنصارى إلى الله [الآية: 52] فتحهما (12) المدنيان، [و] إنى أخلق [الآية: 49] فتحها المدنيان، وابن كثير وأبو عمرو.
وفيها من الزوائد ثلاث ومن اتبعنى [الآية: 20] أثبتها فى الوصل المدنيان، وأبو عمرو، وفى الحالين يعقوب ورواية (13) لابن شنبوذ عن قنبل [و] وأطيعونى [الآية:
50] أثبتها فى الحالين يعقوب [و] وخافونى [الآية: 175] أثبتها فى الوصل أبو عمرو وأبو جعفر وفى الحالين يعقوب.
(1) فى م، ص: له.
(2)
فى م، ص: نذهبن بالألف.
(3)
فى م، ص: الأربعة.
(4)
ينظر: إتحاف الفضلاء (182، 184)، الإعراب للنحاس (1/ 387)، البحر المحيط (3/ 145)، التيسير للدانى (93)، الكشاف للزمخشرى (1/ 238)، تفسير الرازى (3/ 125)، النشر لابن الجزرى (2/ 246).
(5)
فى د: أبو حفص.
(6)
فى د: وهى فى.
(7)
فى م، ز، د: يعقوب.
(8)
فى ز: وجه التخفيف، وفى م: وجه التخصيص.
(9)
فى م، ص: التأكيد.
(10)
فى م: ونقل.
(11)
فى م: آية فتحها.
(12)
فى م: فتحها.
(13)
فى م، ص: ورويت.