المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌هذا هو الفصل الخامس فى أمور تتعلق بالختم - شرح طيبة النشر للنويري - جـ ٢

[النويري، محب الدين]

فهرس الكتاب

- ‌باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف

- ‌باب مذاهبهم فى الراءات

- ‌باب اللامات

- ‌باب الوقف على أواخر الكلم

- ‌باب الوقف على مرسوم الخط

- ‌باب مذاهبهم فى ياءات الإضافة

- ‌باب مذاهبهم فى الزوائد

- ‌باب إفراد القراءات وجمعها

- ‌باب فرش الحروف

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس عليه السلام

- ‌سورة هود عليه السلام

- ‌سورة يوسف عليه الصلاة والسلام

- ‌سورة الرعد وأختيها

- ‌سورة إبراهيم عليه السلام

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم عليها السلام

- ‌سورة طه عليه [الصلاة] السلام

- ‌سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌سورة الحج

- ‌[سورة المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌[سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان عليه السلام

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة الصافات

- ‌ومن سورة ص إلى سورة الأحقاف سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة غافر

- ‌سورة فصلت

- ‌سورة الشورى

- ‌سورة الزخرف

- ‌سورة الدخان

- ‌سورة الجاثية «الشريعة»

- ‌‌‌سورة الأحقاف [وأختيها]

- ‌سورة الأحقاف [

- ‌سورة القتال سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌سورة الفتح

- ‌ومن سورة الحجرات إلى سورة الرحمن عز وجل

- ‌سورة «ق»

- ‌[سورة الذاريات]

- ‌[سورة الطور]

- ‌سورة النجم

- ‌سورة القمر [مكية، وهى خمس وخمسون آية]

- ‌سورة الرحمن عز وجل

- ‌ومن سورة الواقعة إلى [سورة] (7) التغابن سورة الواقعة

- ‌[سورة] (5) الحديد

- ‌[سورة] (1) المجادلة

- ‌[سورة] (1) الحشر [مدنية] (2)، أربع وعشرون آية

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقون

- ‌[ومن سورة التغابن إلى سورة الإنسان] (9) سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌[سورة] (1) الملك

- ‌سورة ن

- ‌سورة الحاقة

- ‌سورة «سأل»

- ‌سورة نوح عليه السلام

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل عليه السلام

- ‌سورة المدثر عليه السلام

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الإنسان والمرسلات سورة الإنسان

- ‌سورة المرسلات

- ‌ومن سورة النبأ إلى التطفيف سورة النبأ

- ‌سورة النازعات

- ‌سورة «عبس»

- ‌سورة التكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌ومن سورة التطفيف إلى سورة الشمس [التطفيف]

- ‌سورة الانشقاق

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطارق

- ‌سورة الأعلى

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة البلد

- ‌ومن سورة الشمس إلى آخر القرآن سورة الشمس

- ‌سورة الليل

- ‌سورة الضحى

- ‌سورة الشرح

- ‌سورة التين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة القدر

- ‌سورة البينة

- ‌سورة الزلزلة

- ‌سورة العاديات

- ‌سورة القارعة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة العصر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الفيل

- ‌سورة قريش

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة الكافرون

- ‌سورة النصر

- ‌سورة «تبّت»

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورة الفلق

- ‌سورة الناس

- ‌باب التكبير

- ‌الفصل الأول: فى سبب وروده [ولم يذكره المصنف]

- ‌هذا هو الفصل الثانى فى ذكر من ورد عنه

- ‌هذا هو الفصل الثالث فى ابتدائه وانتهائه وصيغته

- ‌هذا هو الفصل الخامس فى أمور تتعلق بالختم

الفصل: ‌هذا هو الفصل الخامس فى أمور تتعلق بالختم

‌هذا هو الفصل الخامس فى أمور تتعلق بالختم

منها أنه ورد نصّا عن (1) ابن كثير أنه إذا انتهى فى آخر الختمة إلى سورة الناس قرأ الفاتحة وخمس آيات من [أول](2) البقرة على عدد الكوفيين هو إلى المفلحون [البقرة:

5] [وفاعل هذا يسمى: الحالّ المرتحل](3).

قال الدانى: ولابن كثير فى فعله هذا دلائل (4) من آثار مروية ورد التوقيف فيها عن النبى صلى الله عليه وسلم وأخبار مشهورة مستفيضة جاءت عن الصحابة، والتابعين، والخالفين.

ثم قال: قرأت به على عبد العزيز، ثم ساق سنده إلى البزى إلى ابن عباس عن أبى بن كعب- رضى الله عنهما- عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قرأ «قل أعوذ برب الناس» افتتح من «الحمد» ثم قرأ من البقرة إلى وأولئك هم المفلحون ثم دعا بدعاء الختمة، ثم قام (5).

وساق الحافظ أبو العلاء فى آخر «مفرداته» طرقا كثيرة لهذا الحديث ليس هذا موضع ذكرها وصار العمل على هذا (6) فى جميع الأمصار فى رواية ابن كثير وغيرها حتى لا يكاد أحد يختم ختمة إلا شرع فى الأخرى سواء ختم ما شرع فيها [أم لا، نوى ختمها](7) أم لا، بل جعل ذلك عندهم سنة الختم يسمون فاعل هذا: الحال (8) المرتحل، أى: الذى حل فى قراءته آخر الختمة وارتحل إلى ختمة أخرى.

وقال السخاوى وجماعة: أى: الذى يحل فى ختمة عند فراغه من [أخرى](9) مراحل هذا الحديث فى «جامع الترمذى» عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رجل:

يا رسول الله، أى العمل أحب إلى الله؟ قال:«الحالّ المرتحل» (10) [أى: عمل

(1) فى ز: على.

(2)

سقط فى ص.

(3)

زيادة من م، ص.

(4)

فى ص: دليل.

(5)

فى م، ص: قال.

(6)

فى م، ص: العمل بها على هذا.

(7)

سقط فى م، ص.

(8)

فى ص: ذلك عندهم الحال.

(9)

سقط فى م، ص.

(10)

أخرجه الترمذى (5/ 63) كتاب القراءات (2948) والطبرانى فى الكبير (12783) وأبو نعيم فى الحلية (6/ 174) والمزى فى تهذيب الكمال (30/ 385 من طريق زرارة بن أوفى عن ابن عباس.

وقال الترمذى: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه وإسناده ليس بالقوى.

وأخرجه الترمذى (2948 م) عن زرارة بن أوفى مرسلا وقال: هذا عندى أصح من حديث نصر ابن على عن الهيثم بن الربيع، وذكره الهندى فى الكنز (2814) وعزاه للبيهقى فى الشعب عن ابن عباس، وانظر رقم (2812، 2813).)

ص: 644

الحال] (1).

وساقه من طريق مرسلة ومن (2) طريق موصولة ورواه المصنف عن غير أبى داود مسندا إلى ابن عباس مفسرا: أن رجلا قال: يا رسول الله، أى الأعمال أفضل؟ قال:«عليك بالحال المرتحل» [قال](3): وما الحال المرتحل؟ قال «صاحب القرآن، كلّما حلّ ارتحل» .

ورواه أيضا هكذا أبو الحسن بن غلبون، وزاد فيه: يا رسول الله وما الحال المرتحل؟

قال: «فتح القرآن وختمه صاحب القرآن يضرب من أوّله إلى آخره ومن آخره إلى أوّله، كلّما حلّ ارتحل» .

ورواه أيضا الطبرانى والبيهقى فى شعب الإيمان، وقطع بصحته أبو محمد مكى.

قال المصنف: وضعف أبو شامة من قبل صالح المرى (4)، وكلامه مردود وأطال فيه.

ثم قال أبو شامة: ولو صح هذا الحديث والتفسير لكان معناه: الحث على الاستكثار من قراءة القرآن، والمواظبة عليها وكلما حل فى ختمة شرع فى أخرى، أى: أنه لا يضرب عن القراءة (5) بعد ختمة يفرغ [منها](6) بل تكون قراءة القرآن دأبه وديدنه (7). انتهى.

قال المصنف: وهو صحيح إن لم ندع أن هذا الحديث دالّ نصّا على قراءة الفاتحة والخمس أول البقرة عقيب (8) كل ختمة، بل ينزل على الاعتناء بقراءة القرآن والمواظبة عليها، بحيث إذا فرغ من ختمة شرع فى أخرى، وأن ذلك من أفضل الأعمال، ولا نقول:

إن ذلك لازم لكل قارئ بل كما (9) قال أئمتنا- فارس بن أحمد وغيره- من فعله فحسن ومن لم يفعله فلا حرج عليه.

فإن قيل: قد قال النبى صلى الله عليه وسلم: «ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله» (10) فكيف الجمع بين هذين الحديثين؟

(1) سقط فى م، ص.

(2)

فى م: عن.

(3)

سقط فى د.

(4)

فى م، ص: البزى.

(5)

فى م، ص: القرآن.

(6)

سقط فى ز.

(7)

فى ص: وحرفه.

(8)

فى م، ص: عقب.

(9)

فى م، ص: بل نقول كما.

(10)

أخرجه الطبرانى فى الأوسط (3/ 5)(2296) وفى الصغير (1/ 77) من حديث جابر، وقال الهيثمى فى المجمع (10/ 77: ورجالهما رجال الصحيح.

وله شاهد عن معاذ بن جبل.

أخرجه أحمد (5/ 239) عن معاذ مرفوعا، ومن طريق آخر أخرجه العقيلى فى الضعفاء (4/ 45) وقال: وهذا يروى من طريق أصلح من هذا عن معاذ. قلت: لعله الطريق السابق.

وأخرجه أحمد (5/ 195) والترمذى (3377) وابن ماجه (3790) - واللفظ له- عن معاذ موقوفا، وذكره الحافظ فى المطالب العالية (3387) وعزاه لإسحاق بن راهويه فى مسنده عن معاذ موقوفا.)

ص: 645

فالجواب: أن القرآن من ذكر الله؛ إذ فيه الثناء على الله- عز وجل (1) - ومدحه وذكر آلائه، ورحمته، وكرمه وقدرته، وخلقه المخلوقات، ولطفه بها وهدايته لها.

فإن قيل: ففيه ذكر ما حلل (2) وما حرم ومن أهلك ومن أبعد من رحمته، وقصص من كفر (3) بآياته، وكذب برسله؟.

فالجواب (4): أن جميعه من جملة ذكره؛ لأن ذلك كله كلامه.

فائدة: ورد فى هذا المعنى أحاديث صحيحة:

منها: أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن أفضل الأعمال فقال: «إيمان بالله، ثمّ جهاد فى سبيله، ثمّ حجّ مبرور» (5)، وفى حديث آخر:«الصّلاة لوقتها ثمّ برّ الوالدين، ثمّ الجهاد فى سبيل الله» (6)، وفى آخر:«واعلموا أنّ خير أعمالكم الصّلاة» (7) وفى آخر: أى الأعمال أفضل؟ قال: «الصّبر والسّماحة» (8).

(1) فى م، ص: سبحانه وتعالى.

(2)

فى م: حل.

(3)

فى م، ص: من ذلك من كفر.

(4)

فى د: وذكر الجواب.

(5)

أخرجه البخارى (1/ 109) كتاب الإيمان باب: من قال: إن الإيمان هو العمل (26)، ومسلم (1/ 88) كتاب الإيمان باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال (135/ 83)، وأحمد (2/ 264، 268)، والنسائى (5/ 113) كتاب المناسك باب فضل الحج، وفى (6/ 19)(8/ 93) من طريق سعيد بن المسيب عن أبى هريرة وأخرجه أحمد (2/ 287) والبخارى فى خلق أفعال العباد (20) والترمذى (3/ 290) كتاب فضائل الجهاد باب ما جاء أى الأعمال أفضل (1658 من طريق أبى سلمة عن أبى هريرة.

وأخرجه الطيالسى (2518)، وأحمد (2/ 258، 348، 521)، والبخارى فى خلق أفعال العباد (21)، وابن حبان (4597) من طريق أبى جعفر عن أبى هريرة.)

(6)

أخرجه البخارى (2/ 190) كتاب مواقيت الصلاة باب فضل الصلاة لوقتها (527)، ومسلم (1/ 89) كتاب الإيمان باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال (137/ 85)، وأحمد (1/ 409، 439، 442، 451)، والحميدى (103)، والترمذى (1/ 214) كتاب الصلاة باب ما جاء فى الوقت الأول من الفضل (173)، والنسائى (1/ 292) كتاب المواقيت باب فضل الصلاة لمواقيتها، وأبو يعلى (5286)، وابن خزيمة (327)، وأبو عوانة (1/ 63، 64)، والطحاوى فى شرح المعانى (3/ 27) وفى شرح المشكل له (2125)، وابن حبان (1475، 1477، 1478، 1479)، والطبرانى فى الكبير (9804، 9805)، والدارقطنى (1/ 246)، والحاكم (1/ 188، 189)، وأبو نعيمه فى الحلية (7/ 266) وفى أخبار أصبهان له (2/ 301)، والبيهقى (2/ 215)، وفى الشعب له (4219، 7824) من طريق أبى عمرو الشيبانى عن ابن مسعود، وله طرق أخر غير ما ذكرت.

(7)

أخرجه أحمد (5/ 276، 282)، والدارمى (1/ 168)، والطبرانى فى الصغير (2/ 88)، والحاكم (1/ 130)، وابن ماجه (1/ 252) كتاب الطهارة وسننها باب المحافظة على الوضوء (277)، والبيهقى (1/ 457)، والخطيب فى تاريخه (1/ 293 من طريق سالم بن أبى الجعد عن ثوبان.

وأخرجه أحمد (5/ 280) من طريق عبد الرحمن بن ميسرة عن ثوبان.

وأخرجه ابن حبان (1037) من طريق أبى كبشة السلولى عن ثوبان.)

(8)

أخرجه ابن أبى شيبة فى مسنده عن جابر كما فى المطالب العالية لابن حجر (3122).

ص: 646

وقال لأبى أمامة: «عليك بالصّوم فإنّه لا مثل له» (1).

وقالوا فى الجواب: إن المراد أى عمل من أفضل الأعمال.

وقيل: [ينزل](2) على الأشخاص، وأنه صلى الله عليه وسلم أجاب كل سائل بما هو الأفضل فى حقه وما يناسبه وما يقدر عليه ويطيقه (3)، والله أعلم.

تنبيهان:

الأول: قول المصنف: (حلا وارتحالا ذكره) يحتمل أن يكون معناه: ذكره القراء، ونصوا عليه، ويدل عليه أن المقام للقراء، ويحتمل: ذكره النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث؛ لأن هذا الفعل لما كان يحتاج إلى توقيف علم أن [الموقف](4) هو النبى صلى الله عليه وسلم.

الثانى (5): ما يفعله بعض القراء من قراءة «قل هو الله أحد» ثلاث مرات شىء لم نقرأ به (6) ولا أحد من القراء ولا الفقهاء، ولا نص عليه أحد سوى القزوينى فى «حلية القراء» ونصه:«والقراء كلهم قرءوا سورة الإخلاص مرة واحدة غير الهروانى عن الأعشى فإنه أخذ بإعادتها ثلاث دفعات والمأثور (7) دفعة واحدة» . انتهى.

وهذا الهروانى (8) كان فقيها كبيرا كوفيّا أهلا للاختيار (9) والاجتهاد والظاهر أنه اختيار منه، فإن هذا لم يعرف فى رواية (10) الأعشى [ولا ذكره (11) أحد من القراء عنه (12) بل الذين قرءوا برواية الأعشى](13) غير الهروانى كأبى على البغدادى، وأبى على غلام الهراس شيخ أبى العز وكالشرمقانى (14) والعطار شيخى ابن سوار (15)، وأبى الفضل (وله شاهد من حديث عمرو بن عبسة أخرجه أحمد فى المسند (4/ 385) وصححه العلامة الألبانى فى السلسلة الصحيحة (1495).)

(1) أخرجه النسائى (5/ 165 كتاب الصيام باب ذكر الاختلاف على محمد بن أبى يعقوب.

وابن حبان (929، 930 موارد) وابن خزيمة (1893) والحاكم (1/ 421) والطبرانى فى الكبير (8/ 107)(7463، 7465) والبيهقى (4/ 301) من طريق رجاء بن حيوة عن أبى أمامة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: مرنى بأمر آخذه عنك قال: «عليك بالصوم فإنه لا مثل له» ، وفى بعض الروايات: فإنه لا عدل له»، وقد ذكر هذا الحديث فى سياق طويل كرواية ابن حبان، ومختصر كرواية النسائى وغيره.)

(2)

سقط فى م.

(3)

فى ز: ويطبقه.

(4)

سقط فى د.

(5)

فى م، ص: الثالث.

(6)

فى م، ص: لم أقرأ به.

(7)

فى ز: والمأمور.

(8)

فى جميع النسخ: النهروانى، وصوابه ما أثبتناه.

(9)

فى ز: والأخبار، وفى م: والاجتهاد.

(10)

فى م، ص: فى قراءة.

(11)

فى د: ورد ذكر.

(12)

فى د: له.

(13)

سقط فى م، ص.

(14)

فى م: كالشرقفانى.

(15)

فى ص: وشيخ ابن سوار.

ص: 647

الخزاعى- لم يذكر أحد منهم ذلك عن (1) الهروانى، ولو ثبت روايته عنه عندهم لذكروه.

وقد صار العمل على هذا فى أكثر البلاد فى غير الروايات.

والصواب: ما عليه السلف؛ لئلا يعتقد أن ذلك سنة.

ولهذا نص أئمة المالكية، [والحنابلة](2) على أن سورة الصمد لا تكرر، قالوا: وعن أحمد لا يجوز. والله أعلم.

ثم انتقل إلى بقية ما يفعل بعد الختم فقال:

ص:

وادع وأنت موقن الإجابه

دعوة من يختم مستجابه

ش: أمر الناظم- رضى الله عنه- بالدعاء عقب (3) الختم، وهو سنة تلقاه الخلف عن السلف (4)، وتقدم فى شرح البيت قبل هذا أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يفعله وأخبرنا المصنف عن شيخه أبى الثناء محمود [بسنده إلى شرحبيل] (5) بن سعد عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ القرآن- أو قال: من جمع القرآن- كانت له عند الله دعوة مستجابة إن شاء (6) عجلها له فى الدنيا وإن شاء ادخرها له فى الآخرة» (7) وأخبرنا أيضا عن شيخته ست العرب بسندها إلى (8) قتادة عن أنس- رضى الله عنه- عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (9):

«مع كل ختمة دعوة مستجابة» (10)، وأخبرنا أيضا عن شيخه أبى طاهر بسنده إلى زيد الرقاشى عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «له عند الله دعوة مستجابة وشجرة فى الجنة» (11).

(1) فى م، ص: غير.

(2)

سقط فى م، ص.

(3)

فى م، ص: عقيب.

(4)

فى م، ص: تلقاه السلف عن الخلف.

(5)

فى ص: سنده شرحبيل.

(6)

فى م، ص: أجلها.

(7)

أخرجه: الطبرانى فى الأوسط (6/ 355)(6606) وقال الهيثمى فى المجمع (7/ 166): وفيه مقاتل ابن دوال دوز فإن كان هو مقاتل بن حيان كما قيل فهو من رجال الصحيح وإن كان ابن سليمان فهو ضعيف وبقية رجاله ثقات.

(8)

فى ص: ست الفن سندها إلى، وفى م: ست العز بسندها إلى.

(9)

فى م، ص: أنه قال.

(10)

أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان كما فى كنز العمال (2314) وأخرج الطبرانى عن أنس: أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده فدعا لهم، كما فى مجمع الزوائد (7/ 175 للهيثمى وقال: ورجاله ثقات.

وله شاهد من حديث العرباض بن سارية أخرجه الطبرانى كما فى المجمع (7/ 175) للهيثمى وقال: وفيه عبد الحميد بن سليمان وهو ضعيف.)

(11)

لم أجده بلفظه وطرفه الأخير له شاهد من حديث عبد الله بن الزبير أخرجه الحاكم (3/ 554) وابن عدى فى الكامل (3/ 398) وابن حبان فى المجروحين (1/ 316) فى ترجمة سعيد بن سالم القداح وقال عنه:

ص: 648

وأخبرنا عن شيخه شرف الدين الحنفى بسنده إلى عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استمع حرفا من كتاب الله طاهرا كتب له عشر

حسنات ومحيت عنه عشر سيئات ورفعت له عشر درجات. ومن قرأ حرفا من كتاب الله فى صلاته قاعدا كتبت له خمسون حسنة ومحيت عنه خمسون سيئة ورفعت له خمسون درجة. ومن قرأ حرفا من كتاب الله فى صلاته قائما كتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة ورفعت له مائة درجة.

ومن قرأه فختمه كتبت له عند الله دعوة مستجابة معجلة أو مؤخرة» (1).

قال المصنف: وسألت شيخنا شيخ الإسلام ابن كثير: ما المراد بالحرف فى الحديث؟

فقال: الكلمة؛ لحديث ابن مسعود: «من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف» (2) وهو الصحيح؛ إذ لو كان المراد حرف الهجاء لكان ألف بثلاثة [ولام بثلاثة وميم بثلاثة](3).

وقال بعضهم: إنه رآه فى كلام أحمد بن حنبل كما قال ابن كثير، وكذا نص عليه ابن مفلح الحنبلى فى فروعه، ثم قال: نقله حرب.

قال المصنف: وروينا فى حديث ضعيف عن عون بن مالك مرفوعا: «من قرأ حرفا من القرآن كتب الله له به حسنة لا أقول بسم الله [حرفان] (4) ولكن باء وسين وميم، ولا أقول الم ولكن: الألف واللام والميم» (5).

وروى أبو داود عن ابن مسعود: «من ختم القرآن فله دعوة مستجابة» (6).

(كان يهم فى الأخبار حتى يجىء بها مقلوبة حتى يخرج بها عن حد الاحتجاج به.

قلت: وفى إسناده أيضا محمد بن بحر الهجيمى وهو منكر الحديث قاله الذهبى فى الميزان (6/ 78).)

(1) فى م، ص: أو مؤجلة. والحديث أخرجه ابن عدى فى الكامل والبيهقى فى الشعب كما فى كنز العمال للهندى (2429).

(2)

أخرجه: الترمذى (5/ 33) كتاب فضائل القرآن باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن (2910) والبخارى فى التاريخ الكبير (1/ 679) والحاكم (1/ 555، 566) والخطيب فى تاريخ بغداد (1/ 285.

وأخرجه ابن المبارك فى الزهد (808) وعبد الرزاق (5993، 6017) والطبرانى فى الكبير (8647، 8648، 8649) من طرق عن ابن مسعود موقوفا.)

(3)

ما بين المعقوفين سقط فى م، ص.

(4)

سقط فى م، ص.

(5)

أخرجه الطبرانى فى الأوسط (314) وذكره الهيثمى فى المجمع (7/ 166) وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير والبزار وفيه موسى بن عبيدة الربذى وهو ضعيف.

(6)

أخرجه الطبرانى فى الكبير (18/ 259)(647) عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاة فريضة فله دعوة مستجابة ومن ختم القرآن فله دعوة مستجابة» ، وقال الهيثمى فى المجمع (7/ 175): فيه عبد الحميد بن سليمان وهو ضعيف.

ص: 649

فائدة (1): اختار بعضهم أن يكون القارئ هو الداعى لظاهر قوله صلى الله عليه وسلم: «له دعوة مستجابة» .

وقال المصنف، وسائر من أدركناهم: يدعو الشيخ أو [من](2) يلتمس بركته.

والأمر فيه سهل؛ لأن الداعى والمؤمن واحد؛ قال الله تعالى: قد أجيبت دعوتكما [يونس: 89] قال المفسرون: دعا موسى وأمّن هارون.

تنبيه (3): إذا ثبت أن ساعة الختم ساعة إجابة فينبغى أن يجمع القارئ أهله وأحبابه وأن يحضره جماعة الناس؛ فقد ثبت فى الصحيحين أن النبى صلى الله عليه وسلم أمر الحيض بالخروج يوم العيد فيشهدون الخير (4).

وكان ابن عباس «يجعل رجلا يراقب رجلا يقرأ القرآن، فإذا أراد أن يختم أعلم ابن عباس فيشهد ذلك» (5) وكان أنس بن مالك يجمع أهله (6)، وروى أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يجمع أهله. وكانوا يستحبون جمع أهل الصلاح والخير، واستحبت جماعة الختم يوم الاثنين وليلة الخميس (7)[وبعض أول الليل](8)، وبعض أول النهار، والأولى: أن يكون فى الشتاء أول الليل، وفى الصيف أول النهار.

قال عبد الرحمن بن الأسود: من ختمه نهارا (9) غفر له ذلك اليوم أو ليلا غفر له تلك الليلة. وقال إبراهيم التيمى: كانوا يقولون: إذا ختم الرجل [القرآن](10) صلت عليه الملائكة بقية يومه وبقية ليلته، وكان بعضهم يتخير (11) لذلك الأوقات الشريفة [والأماكن

(1) فى م، ص: تنبيه.

(2)

سقط فى م، ص.

(3)

فى م، ص: تتمة.

(4)

أخرجه البخارى (2/ 463) كتاب: العيدين، باب: خروج النساء إلى المصلى، الحديث (974)، ومسلم (2/ 606) كتاب: صلاة العيدين، باب: إباحة خروج النساء فى العيدين

، الحديث (12/ 890)، وأبو داود (1/ 675، 676) باب خروج النساء فى العيد، الحديث (1136)، والترمذى (2/ 25) كتاب: العيدين، باب: خروج النساء فى العيدين، الحديث (537)، والنسائى (3/ 180) كتاب: صلاة العيدين، باب: خروج العواتق وذوات الخدور فى العيدين، وابن ماجه (1/ 414) كتاب: إقامة الصلاة، باب: خروج النساء فى العيدين، الحديث (1308)، وأحمد (5/ 84)، وابن الجارود فى المنتقى رقم (105)، والبيهقى (3/ 305) كتاب: صلاة العيدين، من طرق عن محمد بن سيرين، عن أم عطية قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن فى الفطر والأضحى، العواتق والحيض وذوات الخدور.

(5)

أخرجه الدارمى فى سننه (2/ 468) بنحوه.

(6)

أخرجه الدارمى فى سننه (2/ 468، 469) وذكره الهيثمى فى المجمع (7/ 175) وقال: رواه الطبرانى ورجاله ثقات.

(7)

فى م، ص: وليلة الاثنين.

(8)

سقط فى م، ص.

(9)

فى م، ص: بالنهار.

(10)

سقط فى م، ص.

(11)

فى م، ص: يستخير.

ص: 650

الشريفة] (1)، كل ذلك رجاء اجتماع أسباب الإجابة، ولا شك أن وقت الختم وقت شريف وساعته ساعة مشهودة.

وروى الدارمى بإسناده عن حميد الأعرج قال: من قرأ القرآن ثم دعا أمّن على دعائه أربعة آلاف ملك (2)، لا سيما ختمة قرئت قراءة صحيحة مرضية متصلة إلى حضرة الرسالة ومعدن الوحى، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

وينبغى أن يلح فى الدعاء وأن يدعو بالأمور المهمة، وأن يكثر من ذلك فى إصلاح المسلمين (3) وصلاح سلطانهم وسائر ولاة أمورهم.

وكان عبد الله بن المبارك إذا ختم أكثر دعائه (4) للمؤمنين، والمؤمنات، [وقال نحو ذلك غيره](5)، وقوله:(وأنت موقن الإجابة) هذا لما روى عن أبى هريرة يرفعه: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب لاه» (6) ورواه الترمذى والحاكم وقال: مستقيم الإسناد. وعنه أيضا يرفعه: «إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة فإنه لا يتعاظم على الله شىء» (7) رواه مسلم وابن حبان [وأبو عوانة](8)، والله أعلم.

فائدة عظيمة: [جرت عادة القراء](9) وغيرهم إذا ختموا ختمة أهدوا ثوابها للنبى صلى الله عليه وسلم وكذلك عادة جماعة كثيرة فى جميع ما يفعلونه من البر، وكذلك جرت عادة [بعضهم بعد أن] (10) يهدى شيئا للنبى صلى الله عليه وسلم أن يقول: وصدقة منه إلى فلان- أما الإهداء إليه صلى الله عليه وسلم فمنعه بعضهم؛ لأنه لا يفعل معه إلا ما أذن فيه صلى الله عليه وسلم وهو الصلاة عليه وسؤال الوسيلة، وأيضا فإنه تحصيل الحاصل؛ لأن أعمال أمته كلها مكتوبة له «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل (11) بها إلى يوم القيامة» (12) «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا

(1) سقط فى م، ص.

(2)

أخرجه الدارمى (2/ 470).

(3)

فى م: المؤمنين.

(4)

فى م، ص: دعاه.

(5)

زيادة من م، ص.

(6)

أخرجه الترمذى (3479) وابن حبان فى المجروحين (1/ 372) والطبرانى فى الأوسط (5105) والحاكم (1/ 493) والخطيب فى تاريخه (4/ 356) وانظر السلسلة الصحيحة (594).

(7)

أخرجه البخارى (12/ 426) كتاب الدعوات باب ليعزم المسألة (6339) ومسلم (4/ 2063) كتاب الذكر والدعاء باب العزم بالدعاء (8/ 2679 من حديث أبى هريرة بلفظ: «إذا دعا أحدكم فلا يقل:

اللهم اغفر لى إن شئت ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شىء أعطاه».

وأخرجه البخارى (6338) ومسلم (7/ 2678) من حديث أنس بن مالك بلفظ: «إذا دعا أحدكم فليعزم فى الدعاء ولا يقل: اللهم إن شئت فأعطنى فإن الله لا مستكره له» .)

(8)

سقط فى ص.

(9)

فى م، ص: جرت العادة بها من القراء.

(10)

فى م، ص: بعضهم أن يقول بعد أن.

(11)

فى م، ص، د: يعمل.

(12)

أخرجه مسلم (3/ 704 - 705)، كتاب الزكاة: باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة

ص: 651

ينقص ذلك من أجورهم شيئا» (1).

وقال الشيخ أبو بكر الموصلى- رحمه الله: ذلك جائز بل مستحب، مع أنه لم يفعل المسلم من أمته طاعة قط إلا كتبت له كما تقدم [قال](2) وكما أنه كان يحب الهدية من أصحابه ويكافئهم عليها (3) مع أن (4) الفضل له فى قبوله فكذلك- والله أعلم- أنه يحب إهداء ثواب الخيرات الفعلية والقولية، وهذا (5) أشد استحبابا. وكذا (6) قال ابن حمدان الحنبلى: إن الكل واصل إليه.

وقال ابن عقيل: يستحب إهداؤها له. وتابعه أبو البركات فى «شرح الهداية» .

وحكى الغزالى عن على بن الموفق أنه حج عن رسول الله حججا، وذكر القضاعى أنها ستون حجة، وذكر محمد بن إسحاق النيسابورى أنه ختم عن رسول الله صلّى الله

عليه وسلّم أكثر من عشرة (7) آلاف ختمة، وضحى عنه مثل ذلك، وفى هذا كفاية.

وأما الثانية: وهو «اللهم اجعله صدقة منه صلى الله عليه وسلم إلى فلان» فلم أر فيها نصّا، ومن وقف (وإنها حجاب من النار حديث (69/ 1017)، والترمذى (5/ 43)، كتاب العلم: باب ما جاء فيمن دعا إلى هدى فاتّبع أو إلى ضلالة حديث (2674)، والنسائى (5/ 75) كتاب الزكاة: باب التحريض على الصدقة حديث (2554)، وابن ماجه (1/ 74)، المقدمة باب «من سن حسنة أو سيئة» حديث (203)، وأحمد (4/ 357، 358، 359)، وابن أبى شيبة (3/ 109 - 110)، والطحاوى فى «مشكل الآثار» (1/ 93)، وابن حبان (3308)، والطبرانى فى «الكبير» رقم (2372، 2373، 2374، 2375) والبغوى فى «شرح السنة» (3/ 416) بتحقيقنا كلهم من طريق المنذر بن جرير عن أبيه به.

وقال الترمذى: حديث حسن صحيح.)

(1) أخرجه مسلم (4/ 2060) كتاب العلم باب من سن سنة حسنة أو سيئة (16/ 2674) وأحمد (2/ 397) وأبو داود (2/ 612) كتاب السنة باب لزوم السنة (4609) والترمذى (4/ 406) كتاب العلم باب ما جاء فيمن دعا إلى هدى (2674) وابن ماجه (1/ 202) فى المقدمة باب من سن سنة حسنة (206) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب عن أبى هريرة

فذكره، وأخرجه أحمد (2/ 520) وابن ماجه (204 من طريق محمد بن سعيد بن أبى هريرة جاء رجل

فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من استن خيرا فاستن به كان له أجره كاملا ومن أجور من استن به ولا ينقص من أجورهم شيئا، ومن استن سنة سيئة فاستن به فعليه وزره كاملا ومن أوزار الذى استن به ولا ينقص من أوزارهم شيئا» .

وأخرجه أحمد (2/ 504) من طريق الحسن عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استن سنة ضلال فاتبع عليها كان عليه مثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شىء، ومن سن سنة هدى فاتبع عليها كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شىء» .)

(2)

سقط فى د، ز.

(3)

فى ص: عليه.

(4)

فى م: من أن.

(5)

فى م، ص: وهو.

(6)

فى م، ص: ولذا.

(7)

فى م، ص: خمسة.

ص: 652

عليه (1) فليثبته هنا. [والله أعلم.

ثم انتقل فقال] (2):

ص:

وليعتنى بأدب الدعاء

ولترفع الأيدى إلى السماء

وليمسح الوجه بها والحمد

مع الصلاة قبله وبعد

ش: أى: أن الداعى ينبغى أن يعتنى بأدب الدعاء؛ فإن له آدابا وشرائط وأركانا، وقد أطالت الناس فى [تلك](3).

قال ابن عطاء: للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات، فإن وافق أركانه قوى، وإن وافق أجنحته طار فى السموات (4)، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه أنجح: فأركانه حضور القلب، والرقة، والاستكانة (5)، والخشوع، وتعلق القلب بالله (6) وقطعه عن الأسباب. وأجنحته: الصدق. ومواقيته: الأسحار. وأسبابه: الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم. وأنا أذكر [هنا](7) ما لا يستغنى عنه:

فمنها: أنه لا يقصد بدعائه رياء ولا سمعة، قال تعالى: فادعوه مخلصين له الدّين [غافر: 65].

ومنها: تقديم عمل صالح من صدقة أو غيرها؛ لحديث الثلاثة الذين أووا إلى الغار (8).

(1) فى ص: على شىء.

(2)

سقط فى ز.

(3)

سقط فى ز.

(4)

فى م، ص: السماء.

(5)

فى ص: والاستعانة.

(6)

فى ص: والتعلق بالله.

(7)

سقط فى م.

(8)

أخرجه البخارى (5/ 209، 210) كتاب الإجارة باب من استأجر أجيرا (2272) ومسلم (4/ 2100) كتاب الذكر والدعاء باب قصة أصحاب الغار (100/ 2743) وأبو داود (2/ 277) كتاب البيوع باب فى الرجل يتجر فى مال الرجل (3387 من طريق سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر بلفظ:

«انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم. فقال رجل منهم: اللهم كان لى أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا، فنأى بى فى طلب شىء يوما فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا، فلبثت والقدح على يدى أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، فاستيقظا، فشربا غبوقهما. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج. قال النبى صلى الله عليه وسلم: وقال الآخر: اللهم كانت لى بنت عم كانت أحب الناس إلى، فأردتها عن نفسها فامتنعت منى، حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتنى فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلى بينى وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قدرت عليها قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهى أحب الناس إلى، وتركت الذهب الذى أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها. قال النبى صلى الله عليه وسلم وقال الثالث: اللهم إنى)

ص: 653

ومنها: تجنب الحرام أكلا وشربا ولبسا وكسبا؛ لحديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه [حرام](1) ومشربه حرام وملبسه حرام؛ فأنى يستجاب له» (2) رواه مسلم.

ومنها: الوضوء؛ لحديث رواه الترمذى وقال: حسن غريب (3).

ومنها: استقبال القبلة؛ لحديث عبد الله بن مسعود «استقبل النبى صلى الله عليه وسلم الكعبة، فدعا على نفر من قريش

» (4) الحديث.

ومنها: رفع اليدين؛ لحديث سلمان يرفعه: «إن ربكم حيى كريم يستحيى من عبده إذا رفع يديه إلى السماء أن يردهما صفرا» (5) رواه أبو داود والترمذى وابن ماجه وابن حبان (استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم، غير رجل واحد ترك الذى له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءنى بعد حين فقال: يا عبد الله أد إلى أجرى، فقلت له: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق. فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بى. فقلت: إنى لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا. اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه.

فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون»، وأخرجه البخارى (5/ 157) كتاب البيوع باب إذا اشترى شيئا لغيره (2215) ومسلم (100/ 2743) من طريق نافع عن عبد الله بن عمر بنحو اللفظ السابق.)

(1) سقط فى م، ص.

(2)

أخرجه مسلم (4/ 703) كتاب الزكاة باب قبول الصدقة (65/ 1015) والبخارى فى رفع اليدين (91) والدارمى (2/ 300) والترمذى (5/ 95) كتاب تفسير القرآن باب ومن سورة البقرة (2989) وعبد الرزاق (8839) وعلى بن الجعد (2094) وأحمد (2/ 328) والبيهقى (3/ 346) من طريق أبى حازم عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يأيّها الرّسل كلوا من الطّيّبت واعملوا صلحا إنّى بما تعملون عليم [المؤمنون: 51] وقال: يأيّها الّذين ءامنوا كلوا من طيّبت ما رزقنكم [البقرة: 172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأنى يستجاب له» .

(3)

روى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «إنى كرهت أن أذكر الله إلا على طهر» أخرجه أبو داود (1/ 5، كتاب الطهارة:

باب أيرد السلام وهو يبول؟، والنسائى (1/ 37)، فى الطهارة: باب رد السلام بعد الوضوء.)

(4)

أخرجه البخارى (8/ 20) كتاب المغازى باب دعاء النبى صلى الله عليه وسلم على كفار قريش (3960) ومسلم (3/ 1420) كتاب الجهاد والسير باب ما لقى النبى صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين (110/ 1794) وأحمد (1/ 393، 397، 417) والنسائى (1/ 161) كتاب الطهارة باب فرث ما يؤكل لحمه يصيب الثوب وابن خزيمة (785 من طرق عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود قال:

استقبل النبى صلى الله عليه وسلم الكعبة فدعا على نفر من قريش على شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأبى جهل بن هشام فأشهد بالله لقد رأيتهم صرعى قد غيرتهم الشمس وكان يوما حارا.)

(5)

أخرجه أحمد (5/ 438) وأبو داود (1/ 468، 469) كتاب الصلاة باب الدعاء (1488) والترمذى (5/ 521) كتاب الدعوات (3556) وابن ماجه (5/ 381) كتاب الدعاء باب رفع اليدين فى الدعاء (3865) وابن حبان (876، 880) والطبرانى فى الكبير (6148) والحاكم (1/ 497) والقضاعى فى مسند الشهاب (111) والبيهقى فى الأسماء والصفات (1/ 157) وفى السنن (2/ 211) وفى الدعوات الكبير (180) والخطيب فى تاريخه (3/ 235، 8/ 317).

ص: 654

والحاكم.

ولحديث: جمع النبى صلى الله عليه وسلم أهل بيته وألقى عليهم كساءه ورفع يديه وقال: «اللهم هؤلاء أهلى

» (1) الحديث.

وقال الخطابى: من الأدب أن تكون اليدان حال رفعهما مكشوفتين.

وروى أبو سليمان (2) الدارانى [قال](3): كنت ليلة باردة فى المحراب، فأقلنى البرد، فخبأت إحدى يدى من البرد- يعنى: فى الدعاء- وبقيت الأخرى ممدودة، فغلبتنى عينى، فإذا تلك اليد المكشوفة قد سورت من الجنة، فهتف بى هاتف: قد وضعنا فى هذه ما أصابها، ولو كانت الأخرى مكشوفة لوضعنا فيها. قال: فآليت على نفسى ألا أدعو

إلا ويداى خارجتان حرّا وبردا.

ومنها: الجثو على الركب والمبالغة فى الخضوع لله عز وجل والخشوع بين يديه، لحديث سعد: أن قوما شكوا إلى النبى صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فقال: «اجثوا على الركب ثم قولوا: يا رب يا رب» قال: ففعلوا؛ فسقوا حتى أحبوا أن يكشف عنهم (4). رواه أبو عوانة فى «صحيحه» .

وأما ما أورده (5) ابن الجوزى «أن النبى صلى الله عليه وسلم [كان] (6) إذا ختم دعا قائما» ففى سنده الحارث بن شرع، قال يحيى بن معين: ليس بشىء، وتكلم فيه النسائى وغيره.

وقال أبو الفتح الأزدى: إنما تكلموا فيه حسدا، ويقويه أن الإمام أحمد أمر ابن زياد أن يدعو بدعاء الختم وهو ساجد. وكان عبد الله بن المبارك يعجبه أن يفعل كذلك، وهو حسن؛ فقد روى عنه صلى الله عليه وسلم «أقرب ما يكون العبد [من ربه] (7) وهو ساجد» (8)؛ ومن نظر إلى

(1) أخرجه مسلم (4/ 1871) كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل على بن أبى طالب رضى الله عنه (32/ 3404) وأحمد (1/ 185) وابن أبى عاصم فى السنة (1335، 1336، 1338) والترمذى (6/ 86، 87) كتاب المناقب (3724) والبزار فى البحر الزخار (1120) والنسائى فى الخصائص (11، 54) وابن حبان (6926) والطبرانى (328) والحاكم (3/ 108، 109، 147، 150) والبيهقى (7/ 63) والخطيب فى تلخيص المتشابه (2/ 644) عن سعد بن أبى وقاص.

(2)

فى م، ص: عن أبى سلمان.

(3)

سقط فى م، ص.

(4)

أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير (6/ 457) من حديث سعد بن مالك وقال: فى إسناده نظر، وذكره الهيثمى فى المجمع (2/ 217) وعزاه للبزار والطبرانى.

(5)

فى م، ص: رواه.

(6)

سقط فى ز.

(7)

زيادة من م، ص.

(8)

أخرجه مسلم (1/ 350) كتاب الصلاة باب ما يقال فى الركوع والسجود (215/ 482) وأحمد (2/ 421) وأبو داود (1/ 294) كتاب الصلاة باب فى الدعاء فى الركوع والسجود (875) والنسائى فى الكبرى (1/ 242) كتاب التطبيق باب أقرب ما يكون العبد من الله جل ثناؤه. عن أبى هريرة.

ص: 655

دعاء الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- عرف كيف يسأل الله، عز وجل.

ومنها: ألا يتكلف السجع (1) فى الدعاء؛ [لما فى البخارى عن ابن عباس- رضى الله عنه-: «وانظر إلى السجع فى الدعاء](2) فاجتنبه؛ فإنى شهدت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفعلون إلا ذلك» (3).

قال الغزالى: المراد [السجع المتكلف فى الكلام](4)؛ لأن ذلك لا يلائم الضراعة والذلة، وإلا ففى الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات متوازنة (5) غير متكلفة.

ومنها: الثناء على الله تعالى- عز وجل أولا وآخرا، وكذلك الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم، لما أخبر الله تعالى عن إبراهيم- عليه السلام: ربّنآ إنّك تعلم ما نخفى وما نعلن

الآية [إبراهيم: 38] وعن يوسف-: عليه السلام ربّ قد ءاتيتنى من الملك

الآية [يوسف: 101]؛ وللحديث القدسى «قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين فنصفها لى ونصفها لعبدى ولعبدى ما سأل

» (6) الحديث.

وفى مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شىء بعد اللهم طهرنى

» (7) الحديث.

(1) فى م، ص: بسجع.

(2)

ما بين المعقوفين سقط فى د.

(3)

أخرجه البخارى (12/ 424) كتاب الدعوات باب ما يكره من السجع فى الدعاء (6337).

(4)

فى م، ص: من السجع الكلام المكلف من الكلام.

(5)

فى د، ز: متواترة.

(6)

أخرجه مالك (1/ 84) كتاب: الصلاة، باب: القراءة خلف الإمام، الحديث (39)، وأحمد (2/ 285)، ومسلم (1/ 297) كتاب: الصلاة، باب: وجوب قراءة الفاتحة، الحديث (38/ 395)، وأبو داود (1/ 512 - 513 - 514) كتاب: الصلاة، باب: من ترك قراءة الفاتحة، الحديث (821)، والترمذى (2/ 25) كتاب: الصلاة، باب: لا صلاة إلا بالفاتحة، الحديث (247)، والنسائى (2/ 135 - 136) كتاب: الصلاة، باب: ترك قراءة البسملة فى الفاتحة، والبخارى فى «جزء الفاتحة» ص (4)، وابن ماجه (2/ 1243) كتاب: الأدب، باب: ثواب القرآن، حديث (3784)، والدارقطنى (1/ 312) وابن خزيمة (1/ 253)، والبيهقى (2/ 39 عن أبى هريرة.

ولفظ مالك عن أبى السائب مولى هشام بن زهرة، عن أبى هريرة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهى خداج، هى خداج هى خداج غير تمام» قال: فقلت: يا أبا هريرة إنى أحيانا أكون وراء الإمام، قال: فغمز ذراعى، ثم قال: اقرأ بها فى نفسك يا فارسى فإنى سمعت رسول الله صلّى الله

عليه وسلّم يقول: «قال الله تبارك وتعالى: قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين، فنصفها لى، ونصفها لعبدى، ولعبدى ما سأل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرءوا، يقول العبد: الحمد لله رب العالمين يقول الله تعالى: حمدنى عبدى .... » . الحديث.)

(7)

ومنها حديث على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال: «وجهت وجهى للذى فطر السماوات والأرض حنيفا

» الحديث، وإذا ركع قال:«اللهم لك ركعت وبك آمنت، ولك أسلمت خشع لك سمعى، وبصرى، ومخى وعظمى، وعصبى» .

ص: 656

وعن أبى هريرة- رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن وحمد الرب وصلّى على النبى صلى الله عليه وسلم واستغفر ربه فقد طلب الخير من مكانه» (1) رواه البيهقى فى شعب الإيمان.

وعن فضالة بن عبيد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو فى صلاته لم يمجد (2) الله، ولم يصل على النبى صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«عجل هذا» ، ثم دعاه فقال له أو لغيره:«إذا دعا أحدكم فليبدأ بتمجيد الله ربه والثناء (3) عليه، ثم يصلى على النبى صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما [شاء]» (4) رواه أبو داود والترمذى والنسائى. وفى الطبرانى الأوسط عن على- رضى الله عنه- «كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد صلى الله عليه وسلم» (5).

وفى الترمذى عن عمر- رضى الله عنه-: «الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شىء حتى يصلى على النبى صلى الله عليه وسلم» (6).

وعن جابر يرفعه: «لا تجعلونى كقدح الراكب [فإن الراكب](7) إذا أراد أن ينطلق علق معالقه وملأ قدحه فإن كانت له حاجة فى أن يتوضأ توضأ أو أن يشرب شرب وإلا أهراقه (8) فاجعلونى فى أول الدعاء ووسطه وآخره

» (9) الحديث.

(أخرجه مسلم: كتاب: صلاة المسافرين، باب: الدعاء فى صلاة الليل، الحديث (201/ 771)، وأبو داود (1/ 481) كتاب: الصلاة، باب: ما يفتتح به الصلاة، الحديث (760)، والترمذى (5/ 485) كتاب: الدعوات، باب: الدعاء عند افتتاح الصلاة، الحديث (3421)، والنسائى (2/ 129 - 130) كتاب: الافتتاح، باب: الذكر والدعاء بين التكبير والقراءة، والطحاوى فى شرح معانى الآثار (1/ 233) كتاب: الصلاة، باب: ما ينبغى أن يقال فى الركوع والسجود، والبيهقى (1/ 32) كتاب: الصلاة، باب: افتتاح الصلاة بعد التكبير، والدارمى (1/ 282) كتاب: الصلاة، باب: ما يقال بعد افتتاح الصلاة، وأحمد (1/ 94) وأبو يعلى (1/ 245) رقم (285) من طريق الأعرج عن عبيد الله بن أبى رافع عن على به.)

(1) أخرجه البيهقى فى الشعب عن أبى هريرة وضعفه كما فى كنز العمال للهندى (2450).

(2)

فى م، ص: لم يحمد.

(3)

فى م، ص: بتحميد ربه والثناء.

(4)

أخرجه أحمد (6/ 18) وأبو داود (1/ 467) كتاب الصلاة باب الدعاء (1481) والترمذى (5/ 463) كتاب الدعوات (3476، 3477) والنسائى (3/ 44) كتاب السهو باب التمجيد والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم وابن خزيمة (709، 710) والطحاوى فى شرح مشكل الآثار (2242) وابن حبان (1960) والطبرانى فى الكبير (18/ 791، 792، 793، 794) والحاكم (1/ 230، 268) والبيهقى (2/ 147، 148) عن فضالة بن عبيد.

(5)

أخرجه الطبرانى فى الأوسط (721) وقال الهيثمى فى المجمع (10/ 163): رجاله ثقات.

(6)

أخرجه الترمذى (1/ 496) كتاب الوتر باب ما جاء فى فضل الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم (486) وضعفه العلامة الألبانى فى الإرواء (2/ 177).

(7)

سقط فى ص.

(8)

فى م، ص: أراقه.

(9)

أخرجه عبد الرزاق (3117) وعبد بن حميد فى مسنده كما فى المطالب العالية (3316) والبزار كما فى مجمع الزوائد للهيثمى (10/ 158) وقال: وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.

ص: 657

ومنها: أن يسأل الله تعالى جميع حوائجه لحديث [أنس يرفعه: «ليسأل أحدكم ربه حاجاته كلها](1) حتى يسأل شسع نعله إذا انقطع» (2) رواه ابن حبان فى صحيحه والترمذى.

ومنها: مسح وجهه بيديه عند الدعاء؛ لحديث ابن عباس- رضى الله عنهما- يرفعه «إذا سألتم الله فسلوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها وامسحوا بها وجوهكم» (3) رواه أبو داود والحاكم فى «صحيحه» ، وفى أبى داود (4) أن النبى صلى الله عليه وسلم «كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه» (5).

وعن عمر- رضى الله عنه-: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع يديه فى الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه» (6) وفى رواية: «لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه» رواه الحاكم فى «صحيحه» والترمذى، وأنكر الشيخ (7) عز الدين بن عبد السلام المسح (8) ولا شك أنه لم يقف على هذه الأحاديث.

ومنها: اختيار الأدعية [المأثورة](9) عن النبى صلى الله عليه وسلم فإنه صلى الله عليه وسلم أوتى جوامع الكلم (10).

(1) فى ص: يرفعه ليسأل الله تعالى جميع حوائجه، وعن أنس يرفعه ليسأل أحدكم.

(2)

أخرجه الترمذى (5/ 560) كتاب الدعوات (3604 م) والبزار (3135، كشف) وأبو يعلى (3403) وابن حبان (866، 894، 895) من طريق ثابت البنانى عن أنس، وأخرجه الترمذى (3604 م) عن ثابت مرسلا وصحح هذه الرواية عن الرواية الموصولة.

(3)

أخرجه أبو داود (1/ 468) كتاب الصلاة باب الدعاء (1485) والحاكم (1/ 566) وسكت عنه والبغوى فى شرح السنة (3/ 167 وقال: ضعيف، وضعفه العلامة الألبانى

فى الإرواء (2/ 179) وله شاهد أخرجه أبو داود (1486) عن مالك بن يسار السكونى وله صحبة.)

(4)

فى م: وفى سنن أبى داود.

(5)

أخرجه أبو داود (1492) عن السائب بن يزيد عن أبيه.

(6)

أخرجه الترمذى (5/ 395) فى الدعوات باب ما جاء فى رفع الأيدى فى الدعاء (3386) وعبد بن حميد (39) والحاكم (1/ 536) وقال الترمذى: غريب، وضعفه العلامة الألبانى فى الإرواء (2/ 178).

(7)

فى م، ص: وأنكر ذلك الشيخ.

(8)

فى م، ص: أعنى المسح.

(9)

سقط فى م.

(10)

فى الباب عن أبى هريرة أخرجه مسلم (1/ 371)(5/ 523) وأحمد (2/ 411) والترمذى (3/ 212) كتاب السير باب ما جاء فى الغنيمة (1553 م) وابن ماجه (1/ 454) أبواب التيمم باب ما جاء فى السبب (567) وأبو عوانة (1/ 395) والطحاوى شرح المشكل (1025) وابن حبان (2313)، (6401)، (6403) والبيهقى (2/ 433) (9/ 5) وفى الدلائل (5/ 472) والبغوى فى شرح السنة (7/ 6 من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لى الغنائم وجعلت لى الأرض طهورا ومسجدا وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بى النبيون» ، ومن طريق آخر أخرجه البخارى (15/ 171، 172) كتاب الاعتصام باب قول النبى صلى الله عليه وسلم: «بعثت بجوامع الكلم» (7273).)

ص: 658

وقد روى فى كتاب «فضائل الأعمال» وفى كتاب «الشمائل» : أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول عند ختم القرآن: «اللهم ارحمنى بالقرآن واجعله لى إماما وهدى ونورا ورحمة، اللهم ذكرنى منه ما نسيت وعلمنى منه ما جهلت وارزقنى تلاوته آناء الليل [وأطراف] (1) النهار، واجعله لى حجة يا رب العالمين» (2).

قال المصنف: ولا أعلم أنه ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم فى ختم القرآن غيره، وأما غيره فصح عنه صلى الله عليه وسلم أدعية جامعة لخيرى الدنيا والآخرة فمن ذلك:«اللهم إنى عبدك [ابن عبدك]، وابن أمتك، ناصيتى بيدك، ماض فى حكمك، عدل فى قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته فى كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به فى علم الغيب عندك- أن تجعل القرآن [العظيم] (3) ربيع قلبى، ونور صدرى (4)، وجلاء حزنى، وذهاب غمى. [فما دعا به أحد] (5) إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحا» (6). «اللهم أصلح لى دينى الذى هو عصمة أمرى وأصلح لى دنياى التى فيها معاشى، وأصلح لى آخرتى التى فيها معادى واجعل الحياة زيادة [لى] (7) من كل خير، واجعل الموت راحة لى من كل شر» (8).

وفى مسلم: «اللهم اغفر لى هزلى وجدى وخطئى وعمدى وكل ذلك عندى» (9).

وفيه: «يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون، ولا تغيره

(1) سقط فى ز.

(2)

انظر: المغنى للعراقى (1/ 279) وإتحاف السادة للزبيدى (4/ 492).

(3)

سقط فى ز.

(4)

فى م: بصرى.

(5)

ما بين المعقوفين زيادة من م، ص.

(6)

أخرجه أحمد (1/ 391، 452) والحاكم (1/ 509) وأبو يعلى (9/ 198، 199)(5297) وابن حبان (2372، موارد) والطبرانى فى الكبير (10/ 209، 210)(10352) والبزار (4/ 31) (3122 عن عبد الله بن مسعود.

وقال الهيثمى فى المجمع (10/ 189، 190): رجال أحمد وأبو يعلى رجال الصحيح غير أبى سلمة الجهنى وقد وثقه ابن حبان.)

(7)

سقط فى م، ص.

(8)

أخرجه مسلم (4/ 2087) كتاب الذكر والدعاء وباب التعوذ من شر ما عمل (71/ 2720) والبخارى فى الأدب المفرد (668).

(9)

أخرجه البخارى (12/ 493) كتاب الدعوات باب قول النبى صلى الله عليه وسلم (6398، 6399) ومسلم (70/ 2719) عن أبى موسى بلفظ: «اللهم اغفر لى خطيئتى وجهلى وإسرافى فى أمرى وما أنت أعلم به منى اللهم اغفر لى جدى وهزلى وخطئى وعمدى وكل ذلك عندى اللهم اغفر لى ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به منى أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شىء قدير» .

ص: 659

الحوادث، ولا يخشى الدوائر، ويعلم مثاقيل الجبال، ومكاييل البحار، وعدد قطر الأمطار، وعدد ورق الأشجار، وعدد ما أظلم عليه الليل، وأشرق عليه النهار، ولا توارى منه سماء سماء، ولا أرض أرضا، ولا بحر ما فى قعره، ولا جبل ما فى وعره: اجعل (1) خير عمرى آخره، وخير عملى خواتمه، وخير أيامى يوم ألقاك فيه» (2).

وفى البخارى، ومسلم:«اللهم إنى أسألك عيشة [نقية] (3)، وميتة سوية، ومردّا غير مخز ولا فاضح» (4).

وفى مسلم والموطأ: «اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» (5)، «اللهم أحسن عاقبتنا فى الأمور كلها وأجرنا من خزى الدنيا وعذاب الآخرة» (6).

وفى الموطأ وغيره: «اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا [ومتعنا](7)

بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث [منا](8) واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا فى ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا [بذنوبنا](9) من لا يرحمنا» (10).

وفى مسلم وغيره: «اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، والسلامة من

(1) فى م، ص: اللهم اجعل.

(2)

أخرجه الطبرانى فى الأوسط عن أنس كما فى مجمع الزوائد للهيثمى (10/ 160، 161 وقال:

ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد أبو عبد الرحمن.)

(3)

سقط فى م، ص.

(4)

أخرجه الحاكم (1/ 541) وصححه والطبرانى والبزار كما فى مجمع الزوائد (10/ 182) عن ابن عمر وقال الهيثمى: وإسناد الطبرانى جيد. وأخرجه أحمد (4/ 381) فى سياق طويل عن عبد الله ابن أبى أوفى.

(5)

أخرجه أحمد (5/ 244، 247) وأبو داود (1/ 447) كتاب الصلاة باب فى الاستغفار (1522) والنسائى (3/ 53) كتاب السهو باب نوع آخر من الدعاء، عن معاذ بن جبل قال: أخذ بيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنى لأحبك يا معاذ، فقلت: وأنا أحبك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا تدع أن تقول فى كل صلاة: رب أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» .

(6)

أخرجه أحمد وابنه فى زوائده (4/ 181) وابن حبان (موارد، 2424، 2425) والطبرانى فى الكبير (2/ 32)(1196، 1197، 1198) والحاكم (3/ 591) عن بسر بن أرطاة أو ابن أبى أرطاة.

(7)

سقط فى م، ص.

(8)

ما بين المعقوفين سقط فى م.

(9)

سقط فى م، ص.

(10)

أخرجه الترمذى (5/ 481) فى الدعوات (3502) والنسائى فى الكبرى (6/ 107) فى عمل اليوم والليلة عن ابن عمر. وقال الترمذى: حسن غريب. وانظر صحيح الترمذى للعلامة الألبانى (2783).

ص: 660

كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا همّا إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها» (1).

وفى الموطأ: «اللهم ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» (2).

وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم غير ذلك وليس هذا موضعه [والله تعالى أعلم](3).

ص:

وهاهنا تم نظام الطيبه

ألفية سعيدة مهذبه

ش: أى تم وانقضى (4) نظم الكتاب الذى قصده وسماه (الطيبة) حال كونها [(ألفية)](5) - نسبة للألف- (سعيدة)؛ أى: مسعودة؛ لأنها تتعلق بكلام الله تعالى وتلزمه ولا تخرج عنه، ومن هذه حالته فقد حصلت له السعادتان. ويجوز- وهو الأليق- أن تكون بمعنى مسعدة لمن قرأها؛ لأنها توصله إلى ما يسعده (6) وهو علم كتاب الله تعالى الذى هو من أقوى أسباب الخير، وتوصله إلى مطلوبه من هذا العلم وزيادة.

وقوله: (مهذبة) قال الجوهرى: رجل مهذب، أى: مطهر الأخلاق، والتهذيب:

الإسراع؛ فعلى هذا يحتمل أن يكون قوله (مهذبة) أى: مهذّبة (7) الأخلاق ويكون ذلك [كناية](8) عن لينها، وعدم حصول اختيار لها وموافقة غيرها، وعدم امتناعها ممن طلبها (9) وإجابتها له مسرعة، ويدل عليه قوله:(والتهذيب): الإسراع، ومعنى ذلك سرعة فهمها وعدم صعوبته على متأملها.

فإن قلت: (ألفية)، نسبة للألف- كما قلت- وهى زائدة باثنى عشر بيتا- قلت: لم يعتبر الناظم الزيادة، وهو [جائز](10) ما لم يبلغ مائة، كما لم يعتبر أنس النقص فى قوله:

«خدمت النبى صلى الله عليه وسلم عشر سنين» (11) وقد خدمه أقل منها بنحو ستة أشهر أو غيرها. فإن قلت

(1) أخرجه ابن ماجه (2/ 503، 504) كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء فى صلاة الحاجة (1384) والترمذى (1/ 489) كتاب الوتر باب ما جاء فى صلاة الحاجة (479) والحاكم (1/ 320) عن عبد الله بن أبى أوفى.

(2)

أخرجه البخارى (9/ 44 كتاب التفسير باب: ومنهم من يقول ربّنآ ءاتنا فى الدّنيا حسنة

(4522)

ومسلم (4/ 2070) كتاب الذكر والدعاء، باب فضل الدعاء (26/ 2690) وأبو داود (1/ 476) كتاب الصلاة باب فى الاستغفار (1519) وأحمد (3/ 101) من حديث أنس بن مالك.)

(3)

ما بين المعقوفين سقط فى ص، وفى د: تعالى.

(4)

فى م، ص: وانقضى هنا.

(5)

سقط فى م، ص.

(6)

فى م، ص: ما أسعده.

(7)

فى م، ص: مطهرة.

(8)

سقط فى د.

(9)

فى م، ص: يطلبها.

(10)

سقط فى م، ص.

(11)

أخرجه مسلم (4/ 1814، 1815) كتاب الفضائل باب طيب رائحة النبى صلى الله عليه وسلم (81/ 2330).

ص: 661

لم سماها «طيبة» ؟ قلت: تفاؤلا بهذا اللفظ الذى وقعت فيه المبالغة من هذا المعنى؛ إذ «الطيبة» [صيغة](1) مبالغة فى نفسها وإضافتها (2) إلى [النشر](3) وهو الرائحة الذكية العطرة، وطيبة النشر بمعنى: أطيب ما فى الرائحة الذكية من [الرائحة](4) ثم [كمل](5) ذكر مكان فراغه منها وزمانه فقال:

ص:

بالروم من شعبان وسط سنة

تسع وتسعين وسبعمائة

ش: يعنى أن فراغه منها كان ببلاد الروم فى شهر شعبان سنة تسع وتسعين وسبعمائة من الهجرة النبوية- على صاحبها أفضل الصلاة والسلام- وأطلق الناظم- رضى الله عنه- على شعبان أنه وسط السنة ووسط الشىء ما يكون بين شيئين مستويين لكنه اعتبره من النصف الثانى اعتدادا بأكثر النصف والله سبحانه وتعالى أعلم.

[ثم شرع فى إجازتها فقال](6):

ص:

وقد أجزتها لكل مقرى

كذا أجزت كل من فى عصرى

رواية بشرطها المعتبر

وقاله محمد بن الجزرى

ش: أجاز (7) الناظم- رضى الله عنه- رواية الطيبة لكل مقرئ أى لكل من صدق عليه وقت الإجازة أنه مقرئ وأما من يصدق (8) عليه أنه سيكون مقرئا فلا يتناوله؛ [لأنه حالة الإجازة معدوم غير](9) معين، والصحيح أن الإجازة للمعدوم غير صحيحة ولعدم عمومها عمم بقوله:«كذا أجزت كل من فى عصرى» ، فأجاز كل من أدرك عصره أى: زمانه، ويتناول هذا من ولد قبل موته بنفس واحد، فأجاز [لمن ذكر روايتها عنه بشرطه](10) المعتبر عند أهل الأثر، ولم يصرح فى الثانى بالمجاز له؛ فيحتمل أنه أراد: أجزت كل من فى عصرى بها، ويحتمل بكل ما يجوز له وعنه روايته، وهو الأولى بحال المصنف؛ لأنه كان كثيرا ما يضرب البلاد شرقا وغربا ويمينا وشمالا قصدا للاجتماع بمن لم يمكنه الزمان أن يجتمع به؛ ليكون له نصيب من دعائهم أجمعين كان هكذا- رضى الله عنه- يقول.

ولقد رأيته رحل- رضى الله عنه- وسنه نحو ثمانين سنة [إلى بلاد اليمن](11) وانتفع به خلق كثير؛ فجزاه الله عن مقصده من أفضل الجزاء والثواب وجعل له من أعالى (12)

(1) بياض فى ص.

(2)

فى م، ص: وأضافها.

(3)

سقط فى ص.

(4)

زيادة من ز.

(5)

زيادة من ز.

(6)

ما بين المعقوفين سقط فى ز.

(7)

فى م، ص: أى أجاز.

(8)

فى د، ز: صدق.

(9)

فى م، ص: لأنه معدوم حالة الإجازة غير.

(10)

فى د، ز: لمن ذكرها عنه روايته بشرطها.

(11)

ما بين المعقوفين سقط فى م، ص.

(12)

فى م، ص: أعلى.

ص: 662

الجنات خير نصيب ومآب.

فائدة: لا بأس بذكر حكم هذه (1) الإجازة فأقول: هذه هى النوع الثالث من أنواع الإجازة التسعة، وهى الإجازة العامة، فاختلف فى جوازها: فجوزها الخطيب، وفعلها أبو عبد الله بن منده، فقال: أجزت لمن قال: لا إله إلا الله.

وحكى الحازمى عمن أدركه من الحفاظ كأبى العلاء الهمذانى وغيره أنهم كانوا يميلون إلى الجواز.

وأجازها أيضا أبو الفضل البغدادى، وابن رشد المالكى وأبو طاهر السلفى وغيره.

ورجح الجواز ابن الحاجب وصحح (2) النووى وخلق كثير [جمعهم](3) بعضهم فى كتاب رتبه (4) على حروف المعجم. انتهى باختصار.

وقوله: (وقاله محمد بن الجزرى) علم من أول الكتاب، وإنما أراد أن يرتب عليه قوله:

ص:

يرحمه بفضله الرحمن

فظنه من جوده الغفران

ش: هذا خبر [فى معنى](5) الطلب: أى: اللهم ارحمه يا رحمن بفضلك. ولم يطلب الناظم- رضى الله عنه- الرحمة من الله تعالى بسبب نظمه لعباد الله تعالى هذا الكتاب ولا بسبب عمل من الأعمال يستحق به الرحمة؛ فإن العباد لا يستحقون على الله شيئا وإن كان قد ورد فى الحديث الصحيح «هل تدرى ما حق العباد على الله» لأن [هذا](6) حق تكرّم لا تحتّم (7)، ولأن هذا وقع جوابا (8) لقوله صلى الله عليه وسلم:«حق الله عز وجل على العباد أن يوحدوه ولا يشركوا (9) به شيئا» (10)، وهذا من أخفى [الأمور](11) على العباد، حتى ما من ولى إلا وخاف على نفسه الشرك، وما من أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وخافه على نفسه؛ ولعظم هذا الأمر قال صلى الله عليه وسلم: «الناس كلهم هلكى إلا العالمين، والعالمون كلهم هلكى

(1) فى م: هذا هو.

(2)

فى م، ص: وصححه.

(3)

ليست فى د، وفى م: جمعهما.

(4)

فى د، ز كتابا رتبه، وفى م: رتبته.

(5)

فى م، ص: بمعنى.

(6)

سقط فى م.

(7)

فى م، ص: لا يحتم.

(8)

فى م: وجوبا.

(9)

فى ص: ولا يشركون.

(10)

أخرجه البخارى (6/ 146، 147) كتاب الجهاد والسير باب اسم الفرس والحمار (2856) وأطرافه فى (5967)(6267)(6500)(7373) ومسلم (1/ 58) كتاب الإيمان باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا (49/ 30 عن معاذ بن جبل قال: كنت ردف النبى صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له:

عفير فقال: «يا معاذ هل تدرى ما حق الله على عباده وما حق العباد على الله؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال:«فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا» فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر به الناس؟ قال: «لا تبشرهم فيتكلوا» .)

(11)

سقط فى د.

ص: 663

إلا العاملين، والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصين، والمخلصون على خطر عظيم» (1) ذكره القرافى فى الفرق الثانى والسبعين والمائتين فنسأل الله [المان بفضله](2) أن يقينا من الشرك؛ إنه المجيب لمن دعاه.

وأيضا فالثواب إنما هو فيما قبل من الأعمال والناظم- رحمه الله تعالى- لا يدرى هل قبل سعيه أم لا؛ لأن أسباب القبول ومواقفه كثيرة، [بل الذى أعتقده](3) أن أحدا لا يقدر أن يقيم الحجة على أنه يستحق ثواب عمل واحد أبدا؛ فلم يبق للعباد إلا فضل الله وسعة رحمته، كما ورد فى الحديث المشهور عن الرجل الذى يقول الله تعالى له: «ادخل الجنة برحمتى، فيقول: بعملى

» بعد عبادته مدة طويلة، ثم لا يدخلها إلا بسعة فضل الله ورحمته (4). فلما قطع المصنف طمع الآمال من الأعمال تعلق بذى الجود والإكرام والإفضال، فقال:(يرحمه بفضله الرحمن)، ولما كان من آداب الدعاء تيقن الإجابة كما تقدم قال:(فظنه من جوده الغفران) يعنى أن ظنه بالله تعالى جميل، فإنه يرحمه ويغفر له ذنوبه [كلها](5) ويدخله فى رحمته، وأرجو أن يكون الله تعالى أجاب دعاه؛ لقوله فيما ورد عنه من الأحاديث القدسية:«أنا عند ظن عبدى بى» .

قال معلق هذا التعليق: ولما ختم الناظم- رحمه الله كتابه بالدعاء، وكانت الأعمال بخواتمها- رأيت أن أختم هذا التعليق بدعاء، وأرجو من كرم الله تعالى وإحسانه وواسع خزائنه [أن يجيبنى؛ فإنى مضطر وهو سبحانه يقول] (6): أمّن يجيب المضطرّ إذا دعاه [النمل: 62]، والمضطر وإن كان صفة للعبد؛ فإنى من العبيد لغة ورجاء، وإن كنت لست منهم عملا: اللهم إنى أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ونفس لا تشبع، وأعوذ بك من [شر](7) هذه (8) الأربع. اللهم تقبل توبتى، واغسل حوبتى، وأجب دعوتى، أسألك عيشة سوية، وميتة [نقية](9)، وأن تذهب عنى الشكوك

(1) أخرجه البخارى فى التوحيد (13/ 395) باب قول الله تعالى: ويحذركم الله نفسه (7405) وانظر (7505، 7536)(7537) ومسلم (4/ 2061) فى الذكر والدعاء باب الحث على ذكر الله تعالى (6175) عن أبى هريرة.

(2)

سقط فى م، ص.

(3)

فى م، ص: بل أعتقد.

(4)

أخرجه الحاكم (4/ 250، 251) عن جابر فى سياق طويل وصححه وقال: إن سليمان بن هرم العابد من زهاد أهل الشام والليث بن سعد لا يروى عن المجهولين. فتعقبه الذهبى قائلا: لا والله وسليمان غير معتمد.

(5)

سقط فى م، ص.

(6)

فى ز: أن يجيبه فإنى مضطر وهو يقول.

(7)

زيادة من ص.

(8)

فى م: هؤلاء.

(9)

سقط فى ص.

ص: 664

والاعتراضات، وتعافى (1) قلبى من الوسواس والنزغات وأن تسلك بى منهاج أهل السنة.

أسألك التأييد برفع من عندك فيما تريد (2) كما أيدت أنبياءك ورسلك، واكسنى جلابيب العصمة فى الأنفاس واللحظات، وانزع من قلبى حب الدنيا، وأمتنى على الإسلام والشهادة، وكذلك من كتبه أو قرأه (3) أو شيئا (4) منه، أو سعى فيه، آمين يا رب العالمين.

والله أسأل أن ينفع به (5) وهو حسبى ونعم الوكيل [ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم](6)، وصلّى الله على أشرف الخلق سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم صلاة دائمة [بعدد الأنفاس](7) إلى يوم الدين (8)[وتنقى من الشرك والأرجاس، آمين (9)](10).

قال ذلك الشيخ شمس الدين محمد بن أبى القاسم النويرى المالكى، ابن الشيخ شمس الدين محمد، أعاد الله على المسلمين من بركته، ونفع بعلمه فى الدنيا والآخرة، وذلك فى ثالث شهر جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وثمانمائة.

وكان الفراغ منها فى التاريخ، أعاد الله علينا من بركات مؤلفها، آمين، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

(1) فى د: وأن تعافى.

(2)

فى ص: فيما أريد، وفى م: فيما تريده.

(3)

فى د: وقرأه.

(4)

فى م: أو حصل شيئا منه.

(5)

فى ز: يفعل به.

(6)

سقط فى د، ز، م.

(7)

فى ص: وصلّى الله على سيدنا محمد صلاة تدوم بعدد الأنفاس.

(8)

سقط فى د، ز، م.

(9)

سقط فى د.

(10)

فى نسخة الرياض: قال مصنفه محمد بن محمد بن محمد النويرى المالكى: فرغت من كتابته بتاريخ ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة. وكان الفراغ من هذه النسخة المباركة فى أواخر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف.

ص: 665