المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب فرش الحروف الفرش: مصدر فرش، أى: نشر، واصطلح أكثر القراء - شرح طيبة النشر للنويري - جـ ٢

[النويري، محب الدين]

فهرس الكتاب

- ‌باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف

- ‌باب مذاهبهم فى الراءات

- ‌باب اللامات

- ‌باب الوقف على أواخر الكلم

- ‌باب الوقف على مرسوم الخط

- ‌باب مذاهبهم فى ياءات الإضافة

- ‌باب مذاهبهم فى الزوائد

- ‌باب إفراد القراءات وجمعها

- ‌باب فرش الحروف

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس عليه السلام

- ‌سورة هود عليه السلام

- ‌سورة يوسف عليه الصلاة والسلام

- ‌سورة الرعد وأختيها

- ‌سورة إبراهيم عليه السلام

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم عليها السلام

- ‌سورة طه عليه [الصلاة] السلام

- ‌سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌سورة الحج

- ‌[سورة المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌[سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان عليه السلام

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة الصافات

- ‌ومن سورة ص إلى سورة الأحقاف سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة غافر

- ‌سورة فصلت

- ‌سورة الشورى

- ‌سورة الزخرف

- ‌سورة الدخان

- ‌سورة الجاثية «الشريعة»

- ‌‌‌سورة الأحقاف [وأختيها]

- ‌سورة الأحقاف [

- ‌سورة القتال سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌سورة الفتح

- ‌ومن سورة الحجرات إلى سورة الرحمن عز وجل

- ‌سورة «ق»

- ‌[سورة الذاريات]

- ‌[سورة الطور]

- ‌سورة النجم

- ‌سورة القمر [مكية، وهى خمس وخمسون آية]

- ‌سورة الرحمن عز وجل

- ‌ومن سورة الواقعة إلى [سورة] (7) التغابن سورة الواقعة

- ‌[سورة] (5) الحديد

- ‌[سورة] (1) المجادلة

- ‌[سورة] (1) الحشر [مدنية] (2)، أربع وعشرون آية

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقون

- ‌[ومن سورة التغابن إلى سورة الإنسان] (9) سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌[سورة] (1) الملك

- ‌سورة ن

- ‌سورة الحاقة

- ‌سورة «سأل»

- ‌سورة نوح عليه السلام

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل عليه السلام

- ‌سورة المدثر عليه السلام

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الإنسان والمرسلات سورة الإنسان

- ‌سورة المرسلات

- ‌ومن سورة النبأ إلى التطفيف سورة النبأ

- ‌سورة النازعات

- ‌سورة «عبس»

- ‌سورة التكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌ومن سورة التطفيف إلى سورة الشمس [التطفيف]

- ‌سورة الانشقاق

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطارق

- ‌سورة الأعلى

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة البلد

- ‌ومن سورة الشمس إلى آخر القرآن سورة الشمس

- ‌سورة الليل

- ‌سورة الضحى

- ‌سورة الشرح

- ‌سورة التين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة القدر

- ‌سورة البينة

- ‌سورة الزلزلة

- ‌سورة العاديات

- ‌سورة القارعة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة العصر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الفيل

- ‌سورة قريش

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة الكافرون

- ‌سورة النصر

- ‌سورة «تبّت»

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورة الفلق

- ‌سورة الناس

- ‌باب التكبير

- ‌الفصل الأول: فى سبب وروده [ولم يذكره المصنف]

- ‌هذا هو الفصل الثانى فى ذكر من ورد عنه

- ‌هذا هو الفصل الثالث فى ابتدائه وانتهائه وصيغته

- ‌هذا هو الفصل الخامس فى أمور تتعلق بالختم

الفصل: ‌ ‌باب فرش الحروف الفرش: مصدر فرش، أى: نشر، واصطلح أكثر القراء

‌باب فرش الحروف

الفرش: مصدر فرش، أى: نشر، واصطلح أكثر القراء على تسمية المسائل المذكورة بأعيانها فرشا؛ لانتشارها.

‌سورة البقرة

تقدم التنبيه على أن الصحيح صحة هذه الترجمة، وأن من قال: لا يقال [إلا](1):

السورة التى يذكر فيها البقرة- مخالف لصريح (2) ما ورد فى السنة.

وهى (3) مدنية، وآيها مائتان وثمانون وست كوفى، وسبع بصرى، وخمس (4) فى الباقى. [فائدة: إذا وصلت أول البقرة بآخر الفاتحة؛ فلقالون عشرون وجها مع صلة الميم، وهى وجه مع صلة الجميع، والوقف على الم [البقرة: 1]، وثلاثة مع الوقف على آخر الفاتحة، وستة مع الوقف عليه، ثم على البسملة؛ لأن ثلاثة الضّآلّين [الفاتحة: 7] تطابق ثلاثة الرّحيم [يعنى: من البسملة] مع السكون المجرد، وتأتى بثلاثة أخرى مع روم الرحيم فالحاصل عشرة مع صلة الميم، وعشرة مع عدمها، ولورش هذه العشرة مع عدم الصلة، ووجه مع وصل الضّآلّين، ب الم وثلاثة مع السكت على الضّآلّين.

ولابن كثير العشرة التى مع صلة ميم الجمع.

ولأبى عمرو ما لورش، وكذا لابن عامر ويعقوب.

ولحمزة وجه فقط.

ولعاصم والكسائى عشرة.

ولخلف أربعة: ثلاثة مع السكت، [و] واحد مع الوصل، وكلها تداخل أوجه نافع؛ إلا حمزة زاد له وجه بضم الهاء فى عليهم [الفاتحة: 7] وينفرد أبو جعفر بعده؛ لأنه يسكت على حروف الهجاء. والله أعلم] (5).

ص:

وما يخادعون (6) يخدعونا

(كنز ثوى) اضمم شدّ يكذبونا (7)

ش: [أى](8)[قرأ مدلول (كنز) (وثوى)](9): الكوفيون، وابن عامر، وأبو جعفر،

(1) سقط فى د.

(2)

فى د: لتصريح.

(3)

فى م: وهذه.

(4)

فى د: مصرى وخمسة.

(5)

ما بين المعقوفين زيادة من م، ص.

(6)

فى د: يخدعون.

(7)

فى د: يكذبون.

(8)

سقط فى م، ص.

(9)

فى د: أى قراءة كنز وثوى.

ص: 142

ويعقوب وما يخدعون [البقرة: 9] بفتح الياء وإسكان الخاء وفتح الدال بلا ألف.

والباقون (1): الحرميان، وأبو عمرو، بضم الياء وفتح الخاء، وألف بعدها، وكسر الدال كالأول.

تنبيه:

علم أن الخلاف فى الثانى من تقييده ب (ما)، واستغنى بلفظ القراءتين عن تقييدهما.

واعلم أن اصطلاح الناظم أن القراءة إذا عمت الوصل والوقف يطلقها إن لم تعرض (2) شبهة، فإن خصت أحدهما نبه على قرينة التخصيص (3).

واصطلاحه: أن يورد المسائل على ترتيب التلاوة، وربما ألجأه الوزن إلى خلافه.

وأصل الخدع: التمويه والخفاء، كالمنافق يظهر خلاف ما يبطن (4).

ومنه المخدع (5)، وخادع [اسم](6) فاعل؛ لنسبة أصله إلى مشارك (7) آخر فيجىء ضمنا، وقد يجىء كالأصل.

فوجه (8) القصر (9): أنه منسوب إلى واحد، والتنبيه على أن الأول بمعناه: كسافرت، وكنى عنه تأدبّا، وهو موافق صريح الرسم (10).

ووجه المد: مناسبة الأول، وأيضا الشخص يخادع نفسه ولا يخدعها، وهو موافق للرسم تقديرا.

تنبيه:

تقدم إمالة فزادهم [البقرة: 10].

ثم كمل «يكذبونا» فقال:

ص:

(ك) ما (سما) وقيل غيض جىء شم

فى كسرها الضّمّ (ر) جا (غ) نى (ل) زم

ش: أى: قرأ ذو كاف (كما) ابن عامر، و [مدلول](سما) المدنيان، والبصريان (11)،

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (128)، الإملاء للعكبرى (1/ 10)، البحر المحيط (1/ 57)، التيسير للدانى (72)، تفسير الطبرى (1/ 277)، تفسير القرطبى (1/ 196)، الحجة لابن خالويه (68)، الحجة لأبى زرعة (87)، السبعة لابن مجاهد (139)، الغيث للصفاقسى (82)، الكشاف للزمخشرى (1/ 32) الكشف للقيسى (1/ 224، 227) المجمع للطبرسى (1/ 46)، المعانى للأخفش (1/ 38)، تفسير الرازى (1/ 192)، النشر لابن الجزرى (2/ 207).

(2)

فى م، د، ز: يعرض.

(3)

فى د: للتخصيص.

(4)

فى ز: ينطق.

(5)

فى م، ص، د: المخدوع.

(6)

سقط فى م، ص.

(7)

فى د: مشاركة.

(8)

فى م، ص: وجه.

(9)

فى د: العسر.

(10)

فى د: الاسم.

(11)

فى ص: والبصريين.

ص: 143

وابن كثير بما كانوا يكذّبون [البقرة: 10] بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال.

والباقون (1) بفتح الياء وسكون الكاف وتخفيف الذال.

تنبيه:

علم فتح الكاف للمذكورين من يكذبون المجمع عليه فى غير هذا الموضع، وعلمت قراءة الباقين من لفظه.

ويمكن أن يفهم من الضد؛ لأن ضد الضم الفتح، والتشديد ضد التخفيف.

والكذب: الإخبار عن (2) الشىء بخلاف ما هو عليه مع العلم به وقصد الحقيقة، فخرج الجهل بالأول، والمجاز بالثانى، وضده: الصدق.

والتكذيب: نسبة الغير إلى الكذب، وضده: التصديق.

والمنافقون يصدق عليهم الصفتان؛ لأنهم كذبوا فى ادعائهم الإسلام وكذبوا الصادق.

ويحتمل التشديد المبالغة، مثل: صدق وصدّق، والتكثير ك «موّت المال» (3)، فيتحدان.

فوجه التخفيف: مناسبة (4) طرفيه، وهما (5)[قوله](6) من يقول ءامنّا

الآية [البقرة: 8]، [وقوله](7) وإذا لقوا الّذين ءامنوا

الآية [البقرة: 14].

ووجه التشديد: مناسبة فى قلوبهم مرض [البقرة: 10] أى: شك فى النبى صلى الله عليه وسلم، والشاك فى صدق من قامت الأدلة القاطعة (8) على صدقه مكذب، ورسمهما (9) واحد.

وقوله: (وقيل) أى: (أشم الكسر ضما) ذو راء (رجا) الكسائى، وغين (غنا) رويس، ولام (لزم) هشام أول (قيل)، [و (غيض)، و (جىء)] حيث حل (10) نحو: قيل لهم [البقرة: 11]، وو قيل اليوم [الجاثية: 34]، وغيض الماء [هود: 44]، وجىء بالنبيين [الزمر: 69]، وجىء يومئذ [الفجر: 23].

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (129)، البحر المحيط (1/ 60)، التيسير للدانى (72)، تفسير الطبرى (1/ 284)، الحجة لابن خالويه (68)، الحجة لأبى زرعة (88)، السبعة لابن مجاهد (141)، الغيث للصفاقسى (83)، الكشاف للزمخشرى (1/ 33)، الكشف للقيسى (1/ 227، 229)، المجمع للطبرسى (1/ 47)، المعانى للأخفش (1/ 40، تفسير الرازى (1/

194)، النشر لابن الجزرى (2/ 207، 208).)

(2)

فى د: على.

(3)

فى م، ص: الملا.

(4)

فى ز: ما سد.

(5)

فى د: وهو.

(6)

سقط فى م.

(7)

سقط فى م.

(8)

فى م، ص: القطيعة.

(9)

فى د: ورسميهما.

(10)

فى ص: جاء.

ص: 144

ثم كمل ما يشم فقال:

ص:

وحيل سيق (ك) م (ر) سا (غ) يث

وسى سيئت (مدا)(ر) حب (غ) لالة (ك) سى

ش: أى أشم الكسر ضما أول وحيل بينهم [سبأ: 54]، وسيق الذين [الزمر: 71، 79] معا؛ ذو كاف (كم) ابن عامر، وراء (رسا) الكسائى، وغين (غيث) رويس.

وأشمها أول سىء بهم [هود: 77]، سيئت وجوه [الملك: 27] مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر، [وذو راء](1)(رحب) الكسائى وغين (غلالة) رويس، وكاف (كسا)(2) ابن عامر.

والباقون (3) بإخلاص الكسر فى الجميع.

تنبيه:

علم عموم «قيل» من الضم، وهذا ثالث أنواع الإشمام.

والفرق بينه وبين المذكور فى باب الوقف [قبله](4): أن هذا يقع فى الأول ويعم الوصل والوقف، ويسمع (5)، وحروفه متحركة، وذلك (6) ضده فى الجميع.

واختلفوا فى التعبير عنه، فعامة النحويين ومتأخروا القراء: كالناظم والشاطبى، والدانى، يسمونه: إشماما، إما مجازا أو على رأى الكوفيين.

وقال أبو العز: روم.

وقال أبو العلاء: ضم، وهو مجاز.

وقال الأهوازى: رفع.

وكيفية النطق به: أن يلفظ على الفاء بحركة تامة مركبة من حركتين: جزء (7) الضمة (8)؛ وهو أقل، ويليه جزء الكسرة (9)، وهو أكثر؛ ولذلك تمحضت [الياء](10).

وكل من هذه فعل ماض أجوف مبنى للمفعول، فخرج بالأفعال نحو: قيلا ليس

(1) سقط فى م، ص.

(2)

فى م، د: كسى.

(3)

ينظر: إتحاف الفضلاء (129)، الإعراب للنحاس (1/ 139)، البحر المحيط (1/ 68)، تفسير القرطبى (1/ 206)، الغيث للصفاقسى (84)، المجمع للطبرسى (1/ 50).

(4)

زيادة من ز.

(5)

فى د: ولسمع.

(6)

فى ز: وذال.

(7)

فى د: حركة.

(8)

فى م، ص: الضم.

(9)

فى ص، م: الكسر.

(10)

سقط فى م.

ص: 145

[النساء: 122، 123]، وقيلا سلما [الواقعة: 26]، وأقوم قيلا [المزمل: 6]، وو قيله [الزخرف: 88].

وبالمبنى للمفعول قال، وو حال (1) [هود: 43] وو سآء [النساء: 22].

وكل منها وزنه فعل، استثقلت الكسرة على الياء والواو، فنقلت (2)[إلى](3) الفاء بعد حذف ضمتها، فسلمت الياء، وانقلبت الواو ياء؛ لسكونها وانكسار ما قبلها، هذا عند قريش ومجاوريهم، وعند بنى فقعس (4) حذفت كسرة العين، فسلمت الواو وانقلبت الياء واوا؛ لسكونها وانضمام ما قبلها، وعليها قوله:[من الرجز] ليت شبابا بوع

فاشتريت (5) وقوله: [من الرجز] حوكت (6) على نيرين إذ تحاك (7) وعامة أسد، وقيس ينقلون ويشيرون إلى ضمة الفاء؛ تنبيها على الأصل.

وجه الكسر: أنه لغة قريش.

ووجه الإشمام: أنه لغة أسد.

ووجه التفرقة: الجمع.

تتمة:

تقدم اختلافهم فى الهمزة الثانية من السّفهاء ألآ [البقرة: 13][ومذهب](8) حمزة وهشام الوقف على السّفهاء وحمزة على ألآ وحذف أبو جعفر [واو](9) مستهزءون [البقرة: 14].

(1) فى ص: وجاء.

(2)

فى د، ز: فقلبت.

(3)

سقط فى د.

(4)

فى م: وعند بنى أسد.

(5)

الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص (171)، والدرر (4/ 26)، (6/ 260)، وشرح التصريح (1/ 295)، وشرح شواهد المغنى (2/ 819)، والمقاصد النحوية (2/ 524)، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص (92)، وأوضح المسالك (2/ 155)، وتخليص الشواهد ص (495)، وشرح الأشمونى (1/ 181) وشرح ابن عقيل (256)، ومغنى اللبيب (2/ 632)، وهمع الهوامع (1/ 248، 2/ 165).

(6)

فى ص: حيكت.

(7)

الرجز بلا نسبة فى أوضح المسالك (2/ 156)، وتخليص الشواهد ص (495)، والدرر (2/ 261)، وشرح الأشمونى (1/ 181)، وشرح التصريح (1/ 295)، وشرح ابن عقيل ص (255)، والمقاصد النحوية (2/ 526)، والمنصف (1/ 250)، وهمع الهوامع (2/ 165).

(8)

سقط فى د.

(9)

سقط فى م.

ص: 146

ووقف حمزة عليه وعلى مستهزءون [البقرة: 14]، وقالوا ءامنّا [البقرة: 14] ونحوه، ومذهب دورى (1) الكسائى فى إمالة طغيانهم [البقرة: 15] وآذانهم (2)[البقرة: 19]، وإمالة بالكافرين (3) [البقرة: 19]، وشاء (4) [البقرة: 20]، وإدغام لذهب بّسمعهم [البقرة: 20] لرويس وشىء (5)[البقرة: 20] لحمزة وورش، والسكت عليه، وإدغام خلقكم [البقرة: 21] وتفخيم لام يوصل [البقرة: 27]، والوقف عليه للأزرق (6)، وإمالة فأحياكم [البقرة: 28] للكسائى (7).

ص:

وترجعوا الضّمّ افتحن (8) واكسر (ظ) ما

إن كان للأخرى وذو يوما (حما)

ش: أى: قرأ ذو ظاء (ظما) يعقوب يرجعون (9)[آل عمران: 83] وما جاء منه إذا كان من رجوع (10) الآخرة، نحو: إليه يرجعون [الأنعام: 36] ويرجعون إليه [النور: 64]، وسواء كان غيبا أو خطابا، وكذلك ترجع الأمور [البقرة: 210] ويرجع الأمر [هود: 123] بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم فى جميع القرآن، ووافقه أبو عمرو فى واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله [البقرة: 281]، وإليه أشار ب (ذو يوما حما).

تنبيه:

خرج ب (إن كان للأخرى) نحو: عمى فهم لا يرجعون [البقرة: 18]، أى: إلى الإسلام وو لآ إلى أهلهم يرجعون [يس: 50].

ثم أشار إلى بقية الموافقين فقال:

ص:

والقصص الأولى (أ) تى (ظ) لما (شفا)

والمؤمنون (ظ) لّهم (شفا) وفا

ش: أى: قرأ ذو ألف (أتى) نافع وظاء (ظلما) يعقوب ومدلول (شفا) حمزة، والكسائى وخلف- يرجعون الأولى من القصص، وهى وظنوا أنهم إلينا لا

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (130)، الحجة لابن خالويه (70)، السبعة لابن مجاهد (143)، الغيث للصفاقسى (90).

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (130)، الغيث للصفاقسى (90).

(3)

ينظر: الحجة لابن خالويه (73)، الغيث للصفاقسى (90)، المجمع للطبرسى (1/ 56).

(4)

ينظر: الغيث للصفاقسى (90).

(5)

ينظر: إتحاف الفضلاء (131).

(6)

ينظر: إتحاف الفضلاء (131)، الكشاف (1/ 45).

(7)

ينظر: إتحاف الفضلاء (131)، الحجة لابن خالويه (73)، الغيث للصفاقسى (109).

(8)

فى ز، ص: افتحا.

(9)

فى ص: ترجعون.

(10)

فى م: مرجوع.

ص: 147

يرجعون [القصص: 39] بفتح الياء وكسر الجيم.

وقرأ ذو ظاء (ظلهم) يعقوب ومدلول (شفا)[حمزة والكسائى وخلف](1) ترجعون فتعالى الله [المؤمنون: 115، 116] كذلك.

ثم أشار إلى الباقين [فقال](2):

ص:

لامورهم (3) والشّام واعكس (إ) ذ (ع) فا

الأمر وسكّن هاء هو هى بعد فا

س: أى: قرأ ترجع الأمور حيث وقع بفتح التاء (4) وكسر الجيم- مفسرهم، وهو ذو ظاء (ظلهم) و (شفا)، ووافقه (5) الشامى، وهو ابن عامر.

والباقون (6) بضم التاء وفتح الجيم فى كل ما ذكر، وقرأ (ذو) ألف (إذ) نافع وعين (عفا) حفص وإليه يرجع الأمر كلّه آخر هود [الآية: 123] بعكس المذكورين، فضما الياء وفتحا الجيم.

وقرأ غيرهما بفتح الياء وكسر الجيم.

و «رجع» لازم، نحو: ولمّا رجع موسى [الأعراف: 150]، ومتعد، نحو: فارجع البصر [الملك: 3].

ووجه الضم: إسناده (7) إلى الفاعل الحقيقى، ثم حذف للعلم به، وبناه للمفعول من المتعدى.

والأمور (8) نائب [الفاعل](9)، ومنه إليه ترجعون [البقرة: 28] ويحشرون [الأنعام: 38].

ووجه الفتح بناؤه للفاعل وإسناده إلى الأمور مجازا، ورفعه على الفاعلية، وأحدهما مطاوع على حد تصير الأمور [الشورى: 53].

تتمة:

تقدم [إمالة](10) سوى (11)[طه: 58] وفسوّاهن [البقرة: 29]، ووقف يعقوب

(1) زيادة من ص.

(2)

سقط فى م.

(3)

فى ز: الأمور.

(4)

فى ز: الياء.

(5)

فى م، ص، د: ووافقهم.

(6)

ينظر: إتحاف الفضلاء (132)، البحر المحيط (1/ 132)، تفسير القرطبى (1/ 250)، المجمع للطبرسى (1/ 70)، النشر لابن الجزرى (2/ 208).

(7)

فى د: إسناد.

(8)

فى م، ص: والأمر.

(9)

سقط فى ز.

(10)

سقط فى م، ص.

(11)

فى م، ص: استوى.

ص: 148

على سواهن (1) بالهاء.

ثم كمل فقال:

ص:

واو ولام (ر) د (ث) نا (ب) ل (ح) ز و (ر) م

ثمّ هو والخلف يملّ هو وثمّ

ش: أى: أسكن ذو راء (رد) الكسائى وثاء (ثنا) أبو جعفر وباء (بل) قالون، وحاء (حز) أبو عمرو (2) هاء (هو) ضمير المذكر الغائب المنفصل (3) المرفوع، والمؤنث كذلك، حيث وقع كل منهما بعد فاء العطف أو واوه أو لام الابتداء، نحو: فهو وليهم [النحل: 63]، وهو بكلّ [البقرة: 29]، وهو خير النّاصرين (4) [آل عمران: 150]، فهى خاوية [الحج: 45]، لهى الحيوان [العنكبوت: 64]، وهى تجرى [هود: 42].

وأسكن ذو راء (رم) الكسائى الهاء من ثم هو يوم القيامة [القصص: 61].

وقوله: (والخلف) أى: اختلف عن ثاء (ثبت) وباء «بدا» ، أول البيت التالى (5) - أبو جعفر وقالون (6) فى هاء (هو) من أن يملّ هو [البقرة: 282] وثمّ هو [القصص: 61].

فأما أبو جعفر فروى عنه عيسى من طريق (7) ابن مهران، وكذلك الأشنانى عن الهاشمى عن ابن جماز-[إسكان الهاء فيهما.

وروى ابن جماز (8)] (9) سوى الهاشمى عنه وابن مهران وغيره عن ابن شبيب عن عيسى- ضم الهاء فيهما عنه.

وأما قالون فروى الفرضى عن [ابن](10) بويان من طريق أبى نشيط عنه إسكان يملّ هو [البقرة: 282]، وكذلك روى الطبرى عن ابن مهران من طريق الحلوانى، ونص عليه الدانى فى «جامعه» عن ابن مهران (11) عن قالون وعن أبى عون عن الحلوانى عنه.

وروى سائر الرواة عن قالون الضم [كسائر الجماعة](12).

وروى ابن شنبوذ عن أبى نشيط الضم فى ثمّ هو [القصص: 61]، وكذلك روى

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (132)، الغيث للصفاقسى (109).

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (132)، الإملاء للعكبرى (1/ 16)، البحر المحيط (1/ 136) التيسير للدانى (72).

(3)

فى ز: المتصل.

(4)

فى م، ص: وهو خير الرازقين.

(5)

فى م، ص: الثانى.

(6)

ينظر: إتحاف الفضلاء (166)، الإملاء للعكبرى (1/ 69)، البحر المحيط (2/ 345).

(7)

فى م، ص: من غير طريق.

(8)

فى ص: عن ابن جماز.

(9)

سقط فى م.

(10)

سقط فى ز.

(11)

فى ز: ابن مروان.

(12)

فى د، ز: كالجماعة.

ص: 149

الحلوانى من أكثر طرق العراقيين عنه.

وروى الطبرى عنه السكون، والوجهان فيهما صحيحان (1) عن قالون، إلا أن الخلف فيهما عزيز عن أبى نشيط، وضم الباقون الهاء [فى «هو»، وكسروها فى «هى»](2) فى الجميع.

تنبيه:

علم عموم الخلاف (3) فى الكل من الضم، وخرج بالضمير لهو ولعب [العنكبوت: 64] ولهو الحديث [لقمان: 6]؛ إذ هو متفق على إسكانه (4)؛ ولهذا لفظ بها الناظم.

ولما عمت عبارته اللام المنفصلة، وكانت مختصة بحكم، ذكرها.

وقراءة الباقين بالضم (5) مفهومة من اللفظ والإجماع لا من الضد.

وجه الإسكان بعد الواو والفاء: أن هذه الحروف لعدم استقلالها؛ تنزلت (6) منزلة الجزء مما اتصلت به؛ فصار (7) المذكر ك «عضد» ، والمؤنث ك «كتف» ؛ فحملا عليهما فى الإسكان، وهى لغة نجد.

ووجه الإسكان بعد (ثم) حمل [(ثم)](8) على الواو والفاء؛ بجامع العطف والتشريك فى الإعراب والمعنى.

ووجه إسكان يميل هو [البقرة: 282]: إجراء المنفصل مجرى المتصل؛ كقوله:

فاليوم أشرب غير مستحقب

.... .... .... (9)

حيث أجرى [الراء والباء](10) والغين مجرى «عضد» ، ونقل للاستثقال (11) وقوة الفعل.

ووجه التفريق (12)[بين](13) يملّ هو [البقرة: 282] وثمّ هو [القصص: 61] وبين الواو والفاء الاستقلال فى الأول والثقل (14) فيهما.

[ووجه التحريك](15): أنه الأصل؛ بدليل تعينه دونها، وهو لغة الحجازيين، والرسم

(1) فى م: والوجهين صحيحين، وفى ص: صحيحين عن قالون وبهما قرأت له من الطرق المذكورة.

(2)

زيادة من م، ص.

(3)

فى د: الخلف.

(4)

فى د، ز: الإسكان.

(5)

فى م، ص: بالضم والكسر.

(6)

فى م، ص: نزلت.

(7)

فى م، ص: فكان.

(8)

سقط فى د.

(9)

تقدم.

(10)

فى م، ص: الياء والراء.

(11)

فى م، ص: يقل للاستقلال، وفى د: ثقل للاستقلال.

(12)

فى م، ص: التفرقة.

(13)

سقط فى د.

(14)

فى م، ص: والنقل.

(15)

سقط فى م.

ص: 150

واحد.

تتمة:

تقدم وقف يعقوب (1) على «هو» و «هى» بالهاء وإنّى أعلم [البقرة: 30] فى الإضافة وهؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] فى «الهمزتين من كلمتين» وفى «باب المد» .

ومذهب حمزة (2) فى أنبئهم، وفى همزتى بأسمائهم [البقرة: 33] فى الوقف.

ثم كمل مسألة (ثم هو) و (يمل هو) فقال:

ص:

(ث) بت (ب) دا وكسر تا الملائكت

قبل اسجدوا اضمم (ث) ق والاشمام (خ) فت

ش: أى: ضم التاء من للملائكة اسجدوا [البقرة: 34] حالة الوصل هنا والأعراف [11]، وسبحان [الإسراء: 61]، والكهف [50]، وطه [116]- ذو ثاء (ثق) أبو جعفر (3) لكن من رواية ابن جماز، ومن غير طريق هبة الله وغيره عن عيسى بن وردان، وروى هبة الله وغيره عن عيسى [عنه](4) إشمام (5) كسرتها ضما، وإليه أشار بقوله:[والإشمام](6)(خفت) خلفا.

وجه الإشمام: الإشارة إلى الضم؛ تنبيها على أن همزة الوصل المحذوفة مضمومة حالة الابتداء.

ووجه الضم: أنهم استثقلوا الانتقال من كسر إلى ضم؛ إجراء للكسرة اللازمة مجرى العارضة، وهذه [لغة أزد شنوءة](7).

وعللها (8) أبو البقاء بأنه نوى الوقف على التاء فسكنها ثم حركها [بالضم؛ اتباعا لضمة الجيم، وهذا من إجراء](9) الوصل مجرى الوقف.

وقيل: إن التاء تشبه ألف الوصل؛ لأن الهمزة تسقط من الدرج؛ لأنها ليست بأصل، ولا التفات إلى قول الزمخشرى، والزجاج: إنها [لا] تسهل (10) حركة الإعراب بحركة الإتباع

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (132).

(2)

ينظر: الغيث للصفاقسى (106).

(3)

ينظر: إتحاف الفضلاء (134)، الإعراب للنحاس (1/ 161)، الإملاء للعكبرى (1/ 18)، البحر المحيط (1/ 152).

(4)

سقط فى م، ص.

(5)

ينظر: إتحاف الفضلاء (134)، النشر لابن الجزرى (2/ 210).

(6)

سقط فى م.

(7)

فى م: أرد شفوة.

(8)

فى ص: وعليه، وفى م: وعليها.

(9)

فى م، ص: الضمة ولم ترد الجيم، وهذا مذهب من أجرى الوصل مجرى الوقف.

(10)

فى م، ص: تستهلك.

ص: 151

إلا فى لغة ضعيفة كقولهم: الحمد لله؛ لأن مثل هذا قد ثبت عند العرب.

تتمة:

تقدم إدغام حيث شئتما [البقرة: 35] لأبى عمرو (1)، وجواز الروم والإشمام، والمد، والتوسط، والقصر، فعلى هذا إذا أدغمها تأتى الثلاثة مع السكون المجرد مع الإشمام والروم مع القصر والإبدال بلا إدغام والإظهار مع الهمز، فهذه تسعة أوجه من طريق الضم، وكذا من طريق «الشاطبية» كما تقدم.

ثم أشار إلى خلف ابن وردان (2) وعموم المسألة بقوله:

ص:

خلفا (3) بكلّ وأزال فى أزل

(ف) وز وآدم انتصاب الرّفع (د) ل

ش: أى: اختلف عن ابن وردان فى ضم التاء (4) من للملئكة فى كل موضع كما تقدم: [البقرة: 34، الأعراف: 11، الإسراء: 61، الكهف: 50، طه: 116].

وقرأ ذو فاء (فوز) حمزة فأزالهما الشيطان [البقرة: 36] بتخفيف اللام وإثبات ألف بينها وبين الزاى، كما لفظ به الناظم، والباقون بالحذف (5)، وتخفيف الزاى [وتشديد اللام](6).

واستغنى بلفظ القراءتين عن القيد.

وجه المد: أنه من «أزال» معدى «زلت» ، أى: تنحيت، وقد أمر بالقرار المسبب عن الطاعة فى قوله تعالى: اسكن أنت وزوجك الجنّة ووكلا ولا تقربا هذه [البقرة: 35] فعصى بإغواء الشيطان فنسب إليه، وناسب الإزالة عن مكانهما فأخرجهما [من](7) الجنة؛ فلا تكرار، أو عن الجنة فأخرجهما من النعيم، ويوافق (8) الرسم تقديرا.

ووجه القصر: أنه من «زل» : وهن (9)، وأزله (10) غيره، فيتحدان، أو من (11) «زل»:

أخطأ، وأزله غيره: أكسبه الزلة، فالضمير للشجرة، أى: أصدر زلتهما (12) عن الشجرة؛ ولهذا عدى ب «عن» نحو: وما فعلته عن أمرى [الكهف: 82] وتقويه (13) قراءة عبد الله فوسوس لهما الشيطان عنها.

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (134).

(2)

فى ز: ابن ذكوان.

(3)

فى م: خلف.

(4)

فى م، ص: تاء الملائكة.

(5)

ينظر: إتحاف الفضلاء (134)، الإملاء للعكبرى (1/ 18)، البحر المحيط (1/ 161)، التبيان للطوسى (1/ 160).

(6)

زيادة من م، ص.

(7)

سقط فى م.

(8)

فى م: ووافق.

(9)

فى م، ص: زهق.

(10)

فى م: وإزالة.

(11)

فى د: ومن.

(12)

فى م، ص: زلتها.

(13)

فى م، ص: يقويه.

ص: 152

وقرأ (1) ذو دال (دل) ابن كثير فتلقى آدم من ربه [البقرة: 37] بالنصب.

ثم ذكر له أيضا رفع كلمات [البقرة: 37] فقال:

ص:

وكلمات رفع كسر (د) رهم

لا خوف نوّن رافعا لا الحضرمى

ش: أى: قرأ ذو دال (درهم) ابن كثير كلمات بالرفع فحاصله أنه قرأ بنصب الميم ورفع التاء.

وقرأ الباقون (2) برفع ءادم وكسر كلمت (3)[البقرة: 37]، وقيد النصب والرفع (4) للضد.

واعلم أن من الأفعال ما يصدر من أحد معموليها إلى الآخر قبل [ما يصدر إليه منه](5) فيصبح إسناده إلى كل منهما ك «وصل» و «لقى» .

فوجه التسعة: إسناد الفعل إلى «آدم» [وإيقاعه على الكلمات](6).

ومعنى تلقيه لها: أخذه لها بالقبول والدعاء بها.

ووجه ابن كثير: إسناد الفعل إلى «الكلمات» (7).

قال ابن مسعود: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، لا إله إلا أنت، ظلمت نفسى، فاغفر لى، إنه لا يغفر [الذنوب] (8) إلا أنت» .

وقيل: ربّنا ظلمنا أنفسنا

الآية، الأعراف: 23].

وقرأ التسعة فلا خوف عليهم حيث وقع برفع الفاء وتنوينها (9)، إلا يعقوب الحضرمى فإنه قرأ بفتحها بلا تنوين.

ثم كمل ما وقع فيه الخلاف بين الضم والفتح فقال:

ص:

رفث لا فسوق (ث) ق (حقّا) ولا

جدال (ث) بت بيع خلّة ولا

ش: أى قرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر ومدلول (حقّا) ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (10)،

(1) فى ص: وقراءة.

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (134)، الإملاء للعكبرى (1/ 19)، البحر المحيط (1/ 165)، التبيان للطوسى (1/ 166)، التيسير للدانى (73).

(3)

فى م، ص: وكسر تاء.

(4)

فى م: وقيد الرفع والنصب.

(5)

فى م، ص، د: ما يصدر منه إليه.

(6)

فى م: والتقاؤه إلى الكلمات، وفى د: وإيقاعه على كلمات والتسعة.

(7)

فى د: كلمات.

(8)

سقط فى د.

(9)

فى ز: وثبوتها.

(10)

ينظر: إتحاف الفضلاء (135)، الإعراب للنحاس (1/ 245)، الإملاء للعكبرى (1/ 50).

ص: 153

برفع الثاء والقاف (1) من فلا رفث ولا فسوق [البقرة: 197].

وقرأ ذو ثاء (ثبت) أبو جعفر (2) برفع اللام (3) من ولا جدال فى الحج [البقرة:

197].

ثم كمل فقال:

ص:

شفاعة لا بيع لا خلال لا

تأثيم لا لغو (مدا)(كنز) ولا

ش: أى: قرأ مدلول (مدا) المدنيان و (كنز) ابن عامر، والكوفيون لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفعة بالبقرة [الآية: 254]، ولا بيع فيه ولا خلل بإبراهيم [الآية: 31] ولا لغو فيها ولا تأثيم بالطور [الآية: 23] بالرفع والتنوين فى الكلمات السبع.

والباقون (4) بالفتح من غير تنوين.

وأجاد الناظم- رضى الله عنه- فى جمع النظائر (5).

وضد الرفع فى قوله: «رافعا» : الفتح لا النصب، وقد ضادّت (6) هنا حركة البناء حركة الإعراب، ولم ينبه عليه الناظم، ولا إشكال [فيه؛ لأن ضد](7) الرفع المنون نصب بلا تنوين، وهو لفظ فتحة البناء.

واعلم أن (لا) الداخلة على اسم [تعمل](8) عمل إنّ بشرط أن يكون الاسم [والخبر نكرتين، وألا يفصل بينها وبين اسمها، وألا يتقدم خبرها عليه.

ثم إن كان الاسم] (9) مفردا بنى [معها](10) على الفتح، وإن كان مضافا أو شبيها به نصب.

ويجب إعمالها مع الشروط إن لم تكرر، فإن كررت نحو:«لا حول ولا قوة» جاز إعمالها وإهمالها.

ويقع فيها خمس صور وهى: فتح الثانى، ورفعه، ونصبه، هذا إن فتح الأول، وإن

(1) فى م، ص: برفع الثاء والقاف والتنوين.

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (135)، الإعراب للنحاس (1/ 245)، الإملاء للعكبرى (1/ 50)، البحر المحيط (2/ 88)، تفسير القرطبى (2/ 408)، الكشاف للزمخشرى (1/ 122)، المجمع للطبرسى (2/ 292).

(3)

فى م، ص: برفع اللام والتنوين، وفى د: بضم اللام.

(4)

ينظر: إتحاف الفضلاء (135) الإعراب للنحاس (1/ 282)، البحر المحيط (2/ 276)، التبيان للطوسى (2/ 305)، التيسير للدانى (82)، تفسير القرطبى (3/ 266).

(5)

فى م، ص: النظير.

(6)

فى م، ص، ز: ضاددت.

(7)

فى م: لأن الضد ضد.

(8)

زيادة من م، ص.

(9)

سقط فى م.

(10)

سقط فى م.

ص: 154

رفع (1) إما على الإهمال أو على إعمالها عمل «ليس» جاز فى الثانى الرفع بالعطف، والفتح بالأصل، ويمتنع النصب.

فوجه رفع الجميع أنها عاملة عمل «ليس» أو مهملة وما بعدها معطوف.

ووجه فتحهما (2) أنها عاملة عمل «إن» .

ووجه رفع الأولين وفتح «جدال» أن (3) الأول اسم «لا» المحمولة على «ليس» تخصيصا للنفى؛ إذ قد يعجز أكثر الناس عن (4) الكف مطلقا.

والثانى معطوف عليه، و (لا) مكررة للتأكيد، ونفى الاجتماع (5) أو رفع بالابتداء على الإلغاء (6)، وإنما نونا؛ لأن كلا منهما متمكن أمكن بلا لام فيستحق التنوين، وبنى الثالث على الفتح بتقدير العموم؛ ليدل تغاير الإعراب على أنه نفى محض، والجدال على رفع الثلاثة مخالطة الخطأ (7).

وعلى كل تقدير لابد من خبر ل (لا)، أو للمبتدأ.

وهو رفع على تقديرين، ونصب على تقدير، وعلى فتح الثلاثة أو رفعها ف فى الحجّ [البقرة: 197] خبرها، فالجملة واحدة، ويحتمل غير ذلك.

تتمة: (8) تقدم مذهب أبى جعفر (9) فى تسهيل إسرائيل [البقرة: 47] ومده [الياء](10) للأزرق، ومذهب يعقوب (11) فى إثبات ياء فارهبونى [البقرة: 40]، وفاتقونى (12) [البقرة: 41] فى الحالين.

ثم كمل يقبل [البقرة: 48] فقال:

ص:

يقبل أنّث (حقّ) واعدنا اقصرا

مع طه الأعراف (ح) لا (ظ) لم (ث) را

ش: أى: قرأ مدلول (حق) ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ولا تقبل منها شفاعة هنا [البقرة: 48] بالتاء المثناة فوق للتأنيث.

(1) فى م، ص: وإن رفع امتنع النصب.

(2)

فى م، ص، ز: فتحه.

(3)

فى ص: أنه.

(4)

فى د: عند.

(5)

فى م، ص: الإجماع.

(6)

فى ص: على الفاء.

(7)

فى ز: الخلط.

(8)

فى م، ص: تنبيه.

(9)

ينظر: إتحاف الفضلاء (135)، البحر المحيط (1/ 171)، تفسير القرطبى (1/ 331) المحتسب لابن جنى (1/ 79).

(10)

زيادة من ص.

(11)

ينظر: إتحاف الفضلاء (135)، البحر المحيط (1/ 176)، تفسير القرطبى (1/ 332).

(12)

ينظر: إتحاف الفضلاء (135)، تفسير القرطبى (1/ 340).

ص: 155

والباقون (1) بالمثناة تحت للتذكير.

وقرأ ذو حاء (حلا) أبو عمرو وظاء (ظلم) يعقوب وثاء (ثرا) أبو جعفر وإذ وعدنا موسى [البقرة: 51] هنا وو وعدنا موسى ثلاثين ليلة بالأعراف [الآية: 143]، ووعدناكم جانب الطور بطه [الآية: 80].

والباقون (2) بألف بين الواو والعين.

تنبيه:

لم يحتج إلى تقييد تقبل ب «الأولى» ؛ لأن اصطلاحه (3): إذا كانت الكلمة المختلف فيها ذات (4) نظير مجمع عليه التزم (5) الترتيب؛ فيعلم (6) من ذكرها (7) موضعها، وإنما صرح بمحل (8) الخلاف فى وعدنا ليخرج أفمن وعدنه [القصص: 61]، وكذا أو نرينّك الّذى وعدنهم [الزخرف: 42].

وجه التأنيث: إسناد الفعل إلى شفعة [البقرة: 48] وهى مؤنثة لفظا.

ووجه التذكير: أن تأنيثها غير حقيقى، وقد فصل بينهما.

وأيضا فهى بمعنى «شفيع» ، واستصحابا للأصل، ورسمهما متحد، وعليه قوله تعالى:

فقد جآءكم بيّنة [الأنعام: 157]، وو إن كان طآئفة بالأعراف [الآية: 87]، [و] لولا أن تدركه نعمة [القلم: 49].

ووجه قصر وعدنا (9): أن الله تعالى وحده، [و] عليها الرسم على حد ألم يعدكم ربّكم [طه: 86].

ووجه المد: أنه على حد قوله تعالى: فحاسبنها [الطلاق: 8] فيتحدان، أو أنه على جهة المفاعلة، ووعد (10) موسى وقومه المجىء أو القبول، ويوافق الرسم تقديرا.

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (135)، الإعراب للنحاس (1/ 171)، الإملاء للعكبرى (1/ 21)، البحر المحيط (1/ 190)، التبيان للطوسى (1/ 210)، التيسير للدانى (73، تفسير

القرطبى (1/ 380)، الحجة لابن خالويه (76)، الحجة لأبى زرعة (95)، السبعة لابن مجاهد (154)، الغيث للصفاقسى (113)، المجمع للطبرسى (1/ 102)، النشر لابن الجزرى (2/ 212).)

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (135)، الإعراب للنحاس (1/ 173)، الإملاء للعكبرى (1/ 21)، البحر المحيط (1/ 199)، التبيان للطوسى (1/ 210)، التيسير للدانى (73)، تفسير الطبرى (2/ 59)، تفسير القرطبى (1/ 394).

(3)

فى د، ز: الاصطلاحية.

(4)

فى د: دائر.

(5)

فى م، ص: ألزم.

(6)

فى م، ص: فعلم.

(7)

فى د: ذكرهما.

(8)

فى م، ص: بموضع.

(9)

فى م، ص: واعدنا.

(10)

فى م: ووعدنا.

ص: 156

ص:

بارئكم يأمركم ينصركم

يأمرهم تأمرهم يشعركم

سكن أو اختلس (ح) لا والخلف (ط) ب

يغفر (مدا) أنّث هنا (ك) م و (ظ) رب

ش: [أى](1): اختلف عن ذى حاء (حلا)، أبو عمرو، فى إسكان الحروف المتقدمة، وهى: الهمزة من بارئكم [البقرة: 54]، والراء من الخمسة الباقية فى اختلاسهما، وفى إشباعهما.

فقرأ أبو عمرو (2) بإسكانهما.

وهكذا ورد النص عنه، وعن (3) أصحابه من أكثر الطرق.

وبه قرأ الدانى فى رواية الدورى على (4) علىّ الفارسى عن قراءته بذلك على أبى طاهر ابن أبى هاشم، وعلى أبى الفتح فارس عن قراءته بذلك على عبد الباقى بن الحسن.

وبه قرأ أيضا فى رواية السوسى على شيخيه أبى الفتح وأبى الحسن وغيرهما، وهو الذى نص عليه لأبى عمرو بكماله أبو العلاء وشيخه أبو العز، وسبط الخياط، وابن سوار، وأكثر المؤلفين [شرقا وغربا](5).

وروى (6) عنه الاختلاس فيهما جماعة من الأئمة، وهو الذى لم يذكر صاحب «العنوان» عن أبى عمرو من روايته سواه.

وبه قرأ الدانى (7) على أبى الفتح عن قراءته على السامرى، وهو اختيار ابن مجاهد.

وروى (8) أكثرهم الاختلاس من رواية الدورى، والإسكان من رواية السوسى.

وبه قرأ [الدانى](9) على أبى الحسن (10) وغيره.

وهو المنصوص فى «الكافى» و «الهداية» و (التبصرة» و «التلخيص» و «الهادى» ، وأكثر كتب المغاربة.

(1) سقط فى م، ص.

(2)

ينظر: الإعراب للنحاس (1/ 76)، الإملاء للعكبرى (1/ 22)، البحر المحيط (1/ 206)، التبيان للطوسى (1/ 243)، تفسير القرطبى، (1/ 402)، الحجة لابن خالويه (77)، السبعة لابن مجاهد (154)، الغيث للصفاقسى (114)، النشر لابن الجزرى (2/ 212).

(3)

فى م: وعن أكثر.

(4)

فى م: عن.

(5)

فى م، ص: غربا وشرقا.

(6)

فى م: ونقل.

(7)

ينظر: إتحاف الفضلاء (136)، الإعراب للنحاس (1/ 176)، الإملاء للعكبرى (1/ 22)، البحر المحيط (1/ 206)، التيسير للدانى (73)، الحجة لابن خالويه (77)، الحجة لأبى زرعة (69)، السبعة لابن مجاهد (155)، الغيث للصفاقسى (114).

(8)

فى م، ص: ونقل.

(9)

سقط فى د.

(10)

فى م: على أبى الفتح.

ص: 157

وروى (1) بعضهم الإشباع عن الدورى خاصة، نص عليه أبو العز من طريق ابن مجاهد عن أبى الزعراء.

ومن طريق الوراق عن ابن فرح كلاهما عن الدورى.

وأطلق الصفراوى الخلاف فى الإسكان والاختلاس والإشباع عن أبى عمرو (2) بكماله؛ فصار عند [غير](3) الصفراوى للدورى ثلاثة [أوجه](4).

وللسوسى الإسكان، والاختلاس؛ فلذا قال:(والخلف طب) أى: اختلف عن الدورى فيما تقدم وفى غيره، وهو الإشباع.

تنبيه: (5) بارئكم موضعان بالبقرة [الآية: 54]، ويأمركم، [البقرة: 67، النساء: 58] شرطه أن يقع مرفوعا على قراءته نحو إنّ الله يأمركم [البقرة: 67، النساء: 58] وو لا يأمركم [آل عمران: 80] وأ يأمركم بالكفر [آل عمران: 80] ويأمرهم بالمعروف [الأعراف: 157]، وأم تأمرهم أحلمهم [الطور: 32]، وينصركم: كذلك عامة نحو: ينصركم من بعده [آل عمران: 160]، [و] ينصركم من دون الرّحمن [الملك: 20].

وعلم (6) شمول الحكم من الجمع وكسر همز بارئكم [البقرة: 54] وضم راء غيره لغير أبى عمرو من اللفظ.

وفهم من قوله: [سكن](7) أن الحكم منوط بالمتحرك؛ إذ هو الصالح للإسكان، فخرج إن ينصركم الله [آل عمران: 160] ومن مطلق (8) لفظه ب يأمركم [، و، وآل عمران: 80] ويأمرهم [الأعراف: 157]، وتأمرهم [الطور: 32]- قصر الخلاف على ما فيه ثلاث ضمات، فخرج لما تأمرنا [الفرقان: 60]، أو خرج بإضافة «تأمر» (9) إلى «هم» و «كم» أو بحصر الأنواع.

[فائدة](10):

لا يقال: الوزن يصح بالإسكان مع صلة الميم؛ لأنه لا قارئ به.

(1) فى م، ص: ونقل.

(2)

ينظر: الكشف للقيسى (1/ 240، 242).

(3)

سقط فى ص.

(4)

زيادة من م، ص.

(5)

فى م: ذكر.

(6)

فى م: أى.

(7)

سقط فى د.

(8)

فى د، ز: يطلق.

(9)

فى م، ص: يأمر.

(10)

سقط فى م.

ص: 158

[تنبيه](1):

قال الأهوازى: الاختلاس هنا: أن يأتى (2) بثلثى الحركة، ويعنى: بأكثرها، وإلا فهو:

تحديد ممتنع عقلا وعادة، بخلاف الروم فإنه الإتيان بأقلها مراعاة لمحليها (3)، ويضبط بالمشافهة.

[وجه](4) الإسكان: نقل الفراء أنه لغة تميم، وأسد [وبعض](5) نجد؛ طلبا لتخفيف اجتماع ثلاث حركات ثقال (6)، وإذا جاز (7) إسكان حرف الإعراب وإذهابه فى الإدغام للتخفيف، فإسكانه وإبقاؤه أولى، ومما جاء على (8) هذه اللغة قراءة مسلمة بن محارب (9) وبعولتهن [البقرة: 228] بإسكان التاء ورسلنا [الزخرف: 80] بإسكان اللام.

وأنشد سيبويه:

فاليوم أشرب غر مستحقب

إثما من الله ولا واغل (10)

وأنشد (11) أيضا:

رحت وفى رجليك ما فيهما

وقد بدا هنك من المئزر (12)

وقال جرير:

سيروا بنى العمّ فالأهواز منزلكم

ونهر تيرى فلم تعرفكم العرب (13)

وجه الاختلاس: ما نقل الأصمعى عن أبى عمرو، قال: سمعت أعرابيّا يختلس كسرة بارئكم [البقرة: 54] حتى كدت لا أفهم الهمزة، أى: حركتها.

ووجه الإتمام: أنه الأصل ومحافظة على دلالة الإعراب أيضا.

تنبيه:

تلخص مما ذكر أن للدورى، والسوسى الاختلاس، والإسكان للدورى، ثالث، وهو الإشباع.

تفريع (14):

قوله تعالى: إنّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة الآية [البقرة: 67]، أصولها المد والقصر

(1) زيادة من م، ص.

(2)

فى م، ص: تأتى.

(3)

فى م، ص: بمحليهما.

(4)

سقط فى ز.

(5)

سقط فى م، ص.

(6)

فى م، ص: ثقال ولو من نوعين.

(7)

فى م، ص: جاء.

(8)

فى م: من.

(9)

فى جميع النسخ: مسلمة بن الحارث.

(10)

تقدم.

(11)

فى م، ص: وأنشد سيبويه أيضا.

(12)

تقدم.

(13)

تقدم.

(14)

فى م، ص: وأما.

ص: 159

مع تثليث الراء مع الهمزة (1)، والتثليث [أيضا](2) مع الإبدال، ولا يكون إلا مع القصر.

فالحاصل تسعة فى ثلاثة الجهلين [البقرة: 67] فالحاصل سبعة وعشرون، [فى اثنين: الفتح والتقليل؛ فالحاصل أربعة وخمسون] (3).

وقوله (4) تعالى: فتوبوا إلى بارئكم [البقرة: 54] أصولها المد، والقصر مع تثليث الهمز، والقصر مع الإبدال، يضرب فى سبعة الرّحيم [النمل: 30، والفاتحة: 3] تبلغ تسعة وأربعين وجها، هذا مع إظهار إنّه هو [الشعراء: 220] وأما مع إدغامه ولا يكون إلا مع القصر، ففيه أربعة أوجه فى بارئكم [البقرة: 54] مع الإدغام بالسكون المجرد، وبالروم، وبالإشمام، فهذه اثنا عشر وجها تضرب (5) أيضا فى سبعة: الرّحيم [النمل:

30، والفاتحة: 3] تبلغ أربعة (6) وثمانين وجها.

[فالحاصل](7) مائة وثلاثة وثلاثون وجها، ويحتاج كله إلى تتبع الطرق.

قوله (8): (يغفر مدا).

أى: قرأ مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر [يغفر لكم](9)[البقرة: 58] بالياء المثناة تحت (10) وبضمها.

وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر هنا بالتاء على التأنيث.

ثم كمل فقال:

ص:

(عمّ) بالأعراف ونون الغير لا

تضمّ واكسر فاءهم وأبدلا

ش: أى: وقرأ ذو ظاء (ظرب) آخر الأول [يعقوب](11) ومدلول (عم)[نافع وأبو جعفر وابن عامر](12): تغفر لكم خطاياكم فى الأعراف [الآية: 161] بالتاء المثناة فوق وضمها.

وقرأ الباقون (13) بالنون المفتوحة وبكسر الفاء فى السورتين.

(1) فى ص: الهمز.

(2)

سقط فى د.

(3)

زيادة من م.

(4)

فى م، ص: وأما قول.

(5)

فى د، ز: يضرب.

(6)

فى د، ز: أربعا.

(7)

سقط فى ص.

(8)

فى م، ص: وأما.

(9)

سقط فى ص.

(10)

فى م، ص: من تحت.

(11)

سقط فى م، ص.

(12)

فى م، ص: وابن عامر ويعقوب.

(13)

ينظر: إتحاف الفضلاء (137)، الإعراب للنحاس (1/ 180)، البحر المحيط (1/ 223)، التيسير للدانى (73)، تفسير القرطبى (1/ 414)، الحجة لأبى زرعة (98) السبعة لابن مجاهد (156)، الغيث للصفاقسى (115).

ص: 160

تنبيه:

فهمت (1) ياء التذكير لنافع من الإطلاق، وضمها من مفهوم قوله:(ونون الغير لا تضم)؛ فصار المدنيان هنا بياء التذكير، وابن عامر بتاء (2) التأنيث المضومتين وفى الأعراف ثلاثتهم بتاء التأنيث، ووافقهم يعقوب فيها، والباقون بالنون المفتوحة فى السورتين.

[ووجه النون: بناء](3) الفعل للفاعل على وجه التعظيم.

ووجه الضم: بناؤه للمفعول: إما للعلم بالفاعل؛ إذ قد تعين عز وجل بغفران الذنوب، أو تعظيما له كما تقرر فى النحو.

ووجه التذكير، والتأنيث: أن الفعل المسند إلى جمع مكسر مذكر أو مؤنث حقيقى أو مجازى يجوز تذكيره بتقدير جمع (4)، وتأنيثه باعتبار جماعة.

ووجه تذكير «البقرة» وتأنيث «الأعراف» تغليب جانبه بالتاء، [وقوى الوجه بها لنصها (5)](6).

تتمة: (7) اتفقوا هنا على تكسير (8) خطاياكم [البقرة: 58]، وتقدم إمالة الكسائى (9) والأزرق «خطايا» ومذهب أبى جعفر فى إخفاء قولا غير [البقرة: 59] ومذهبه هو ونافع (10) فى والصّبئين [البقرة: 62، والحج: 17]، وإمالة (11): والنصارى (12)[البقرة: 62، والمائدة: 69، والحج: 17] وإمالة العين لأبى عثمان عن الدورى.

ثم تمم قوله: (وأبدلا) فقال:

ص:

(ع) د هزؤا مع كفؤا هزءا سكن

ضمّ (فتى) كفؤا (فتى)(ظ) نّ الأذن

ش: أى: أبدل ذو عين (عد) حفص الهمزة من [هزؤا [البقرة: 67، 231]

(1) فى م: أى فهمت.

(2)

فى ز، د: بياء.

(3)

فى د: ووجه النون فى الفعل للفاعل.

(4)

فى د، ز: جمعه.

(5)

فى د: لنصفها.

(6)

فى م، ص: قولى الموحد بها لنصبها.

(7)

فى م، ص: تنبيه.

(8)

فى د، ص: تكسر.

(9)

ينظر: تفسير الرازى (1/ 360).

(10)

ينظر: إتحاف الفضلاء (138)، الإملاء للعكبرى (1/ 24)، البحر المحيط (1/ 241)، التيسير للدانى (74)، الحجة لابن خالويه (81)، الحجة لأبى زرعة (101)، السبعة لابن مجاهد (157)، الغيث للصفاقسى (118).

(11)

فى د: وأما.

(12)

ينظر: إتحاف الفضلاء (138)، الغيث للصفاقسى (120).

ص: 161

وكفؤا] (1)[الصمد: 4] واوا وقرأ الباقون (2) بالهمزة.

واختلفوا فى إسكان العين، وضمها منهما، ومن كل ما كان على وزنهما ك القدس [النحل: 102] وخطوت [النور: 21]، واليسر [البقرة: 185]، والعسر [البقرة: 185، الشرح: 5، 6]، وجزءا [البقرة: 260]، والأكل [الرعد: 4]، والرّعب [الأحزاب: 26]، [وو رسلنا] (3) [الزخرف: 80]، وبابه (4)، والسّحت [المائدة: 62، 63]، وو الأذن [المائدة: 45]، وقربة [التوبة: 99]، وسبلنا [العنكبوت: 69]، وعقبا [الكهف: 44] ونكرا [الكهف: 74]، ورحما [الكهف: 81]، وشغل [يس: 55]، ونكر [القمر: 6] وعربا [الواقعة:

37]، وخشب [المنافقون: 4]، وفسحقا [الملك: 11]، وجرف [التوبة:

109]، وعذرا أو نذرا [المرسلات: 6]، وثلثى الّيل [المزمل: 20].

فأسكن الزاى من هزؤا [البقرة: 67، والكهف 56] مدلول (فتى) حمزة وخلف، وضمها الباقون (5)، وأسكن كفؤا [الإخلاص: 4] مدلول (فتى) أيضا، وذو ظاء (ظن) يعقوب.

ثم عطف على (الأذن) فقال:

ص:

أذن (ا) تل والسّحت (ا) بل (ن) ل (فتى)(ك) سا

والقدس نكر (د) م وثلثى (ل) يسا

ش: أى: أسكن الذال من الأذن [المائدة: 45، والتوبة: 61] المعرف باللام والمنكر فى قوله تعالى والأذن بالأذن [المائدة: 45] وأذن خير لكم [التوبة: 61]، وكأن فى أذنيه وقرا [لقمان: 7]- ذو ألف (اتل) نافع، وأسكن الحاء من السّحت [المائدة: 62] ذو ألف (ابل) نافع ونون (نل) عاصم ومدلول (فتى) حمزة وخلف وذو كاف

(1) فى م، ص: من كفوا وهزوا.

(2)

ينظر: الإعراب للنحاس (1/ 184)، الإملاء للعكبرى (1/ 25)، البحر المحيط (1/ 250)، التبيان للطوسى (1/ 293)، التيسير للدانى (74) الحجة لابن خالويه (81، 82)، الحجة لأبى زرعة (101).

(3)

سقط فى م.

(4)

فى ص: وبابه وعذرا وثلثى الليل، وفى م: وبابه وعذرا ونذرا وثلثى الليل.

(5)

ينظر: الإعراب للنحاس (1/ 184)، الإملاء للعكبرى (1/ 25)، البحر المحيط (1/ 250)، التبيان للطوسى (1/ 293)، التيسير للدانى (74)، الحجة لابن خالويه (81، 82)، الحجة لأبى زرعة (101)، السبعة لابن مجاهد (158)، الغيث للصفاقسى (118)، الكشاف للزمخشرى (1/ 74)، تفسير الرازى (1/ 376).

ص: 162

(كسا) ابن عامر.

وأسكن الدال من القدس حيث وقع، والكاف من نكر خشعا [القمر: 6، 7]:

ذو دال (دم) ابن كثير.

وأسكن اللام من ثلثى الليل [المزمل: 20] ذو لام (ليسا) هشام.

ثم عطف فقال:

ص:

عقبا (ن) هى (فتى) وعربا (فى) ى (صفا)

خطوات (إ) ذ (هـ) وخلف (ص) ف (فتى)(ح) فا

ش: أى: أسكن القاف (1) ذو نون (نهى) عاصم و [مدلول](فتى) حمزة وخلف.

وأسكن الراء من عربا أترابا [الواقعة: 37]، ذو فاء (فى) حمزة ومدلول (صفا) شعبة وخلف.

وأسكن [الطاء](2) من خطوات حيث وقع ذو همزة (إذ) نافع وصاد (صف) شعبة ومدلول (فتى) حمزة وخلف (3) وذو حاء (حفا) أبو عمرو وخلف (4) عن ذى هاء (5)(هو) البزى، فروى عنه أبو ربيعة الإسكان، وابن الحباب الضم.

ثم عطف فقال:

ص:

ورسلنا مع هم وكم وسبلنا

(ح) ز جرف (ل) ى الخلف (ص) ف (فتى)(م) نا

ش: أى: أسكن ذو حاء (حز) أبو عمرو السين من رسلنا [المائدة: 32] ورسلكم [غافر: 50]، ورسلهم [الأعراف: 101] مما وقع مضافا [إلى ضمير](6) على حرفين، وكذلك (7): أسكنها من سبلنا بإبراهيم [الآية: 12]، والعنكبوت [الآية: 69].

وأسكن الراء من جرف بالتوبة [الآية: 109] ذو صاد (صف) أبو بكر وميم (منا) ابن ذكوان ومدلول (فتى) حمزة وخلف.

واختلف عن ذى لام (لى) هشام، فروى الحلوانى عنه الإسكان، وروى الداجونى [عن أصحابه](8) عنه الضم.

ثم عطف فقال:

ص:

والأكل أكل (إ) ذ (د) نا وأكلها

شغل أتى (حبر) وخشب (ح) ط (ر) ها

(1) فى ص: القاف من عقبا.

(2)

سقط فى م.

(3)

فى ص: اختلف.

(4)

فى م: واختلف.

(5)

فى م: هدى.

(6)

سقط فى م.

(7)

فى م: وكذا.

(8)

سقط فى د.

ص: 163

ش: أى: أسكن (1) الكاف من الأكل [الرعد: 4] وأكل المجرد من الإضافة حيث وقع- ذو همزة (2)(إذ) نافع ودال (دنا) ابن كثير.

وأسكن [الكاف](3) من أكلها [البقرة: 265] المضاف لضمير المؤنث الغائب والغين من شغل ذو همزة (أتى) نافع ومدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو.

وأسكن الشين من خشب مسندة [المنافقون: 4] ذو حاء (حط) أبو عمرو وراء (4)(رها) الكسائى.

واختلف عن ذى زاى (زد) أول الثانى (5) قنبل.

فروى ابن مجاهد عنه الإسكان وابن شنبوذ عنه الضم، وإلى هذا أشار بقوله:

ص:

زد خلف نذرا (ح) فظ (صحب) واعكسا

رعب الرّعب (ر) م (ك) م (ثوى) رحما (ك) سا

ش: أى: أسكن الذال من نذرا فى المرسلات [الآية: 6] ذو حاء (حفظ) أبو عمرو ومدلول (صحب)[حمزة والكسائى وخلف وحفص](6).

وقرأ من لم يذكر من أول الباب إلى هنا بضم كل ما ذكر.

ثم شرع فى بقية الباب، ولقلة من ضم ذكره، وترك من سكن، فقرأ ذو راء (رم) الكسائى وكاف (كم) ابن عامر ومدلول (ثوى) أبو جعفر ويعقوب الرعب [آل عمران: 151] ورعبا [الكهف: 18] بضم العين، والباقون بالإسكان.

وقرأ ذو كاف (كسا) ابن عامر ومدلول (ثوى) أبو جعفر ويعقوب رحما [الكهف: 81] بضم الحاء، والباقون بالإسكان.

ثم أشار إلى تتميم رحما فقال:

ص:

(ثوى) وجزأ (ص) ف وعذرا أو (ش) وط

وكيف عسر اليسر (ث) ق وخلف (خ) ط

ش: أى: وضم ذو صاد (صف) أبو بكر الزاى من جزؤا وجزء حيث وقع، وضم الذال [من عذرا أو] (7) فى المرسلات [الآية: 6] ذو شين (شوط) روح عن يعقوب (8).

(1) فى ز: وسكن.

(2)

فى م، ص: ألف.

(3)

زيادة من م، ص.

(4)

فى د: ورواها.

(5)

فى د: التالى.

(6)

ما بين المعقوفين سقط فى ز.

(7)

فى م، ص: من عذرا ونذرا.

(8)

فى د: روح ويعقوب.

ص: 164

وضم ذو ثاء (ثق) أبو جعفر (1) السين من العسر [الشرح: 5، 6] واليسر [البقرة: 185].

وما جاء منه نحو: وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة [البقرة: 280] واليسرى [الليل: 10]، إلا [أنه] (2) اختلف عن ذى خاء (خط) ابن وردان عنه فى فالجريت يسرا [الذاريات: 3] فأسكن السين فيها النهروانى [عنه](3)، وضمها غيره.

وإلى محل الخلاف أشار بقوله:

ص:

بالذّرو سحقا (ذ) ر وخلفا (ر)(خ) لا

قربة (ج) د نكرا (ثوى)(ص) ن (إ) ذ (م) لا

ش: أى: وضم الحاء من سحقا فى الملك [الآية: 11] ذو ذال (ذى) ابن جماز [عن أبى جعفر](4).

واختلف عن ذى راء (رم) الكسائى وخاء (خلا) ابن وردان.

فأما هذا: [فروى النهروانى عنه](5) الإسكان.

وروى غيره عنه الضم.

وأما ذاك: فروى المغاربة عنه الضم من روايتيه (6) وكذلك (7) أكثر المشارقة.

ونص أبو العلاء على الإسكان لأبى الحارث (8) وجها واحدا، وعلى الوجهين للدورى [عنه](9).

وكذلك ابن سوار ذكر الوجهين جميعا من رواية لأبى الحارث أيضا عن أبى على الشرمقانى.

وذكر سبط الخياط الضم عن الدورى والإسكان عن أبى الحارث بلا خلاف.

ونص عليهما صاحب «الجامع» وابن مجاهد وابن سلام.

وضم الراء من قربة فى التوبة [الآية: 99] ذو جيم (جد) ورش من طريق الأزرق.

وضم الكاف من نكرا فى الكهف (10)[الآية: 74] مدلول (ثوى) أبو جعفر ويعقوب وذو صاد (صن)(11) أبو بكر وهمزة (إذ) نافع وميم (ملا) ابن ذكوان.

فوجه إسكان الباب كله: أنه لغة تميم، وأسد، وعامة قيس.

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (165)، المجمع للطبرسى (2/ 393)، النشر لابن الجزرى (2/ 236).

(2)

سقط فى م.

(3)

سقط فى م.

(4)

سقط فى ص.

(5)

فى م، ص: فروى عنه النهروانى.

(6)

فى م: روايته.

(7)

فى م، ص: وكذا.

(8)

فى د: عن أبى الحارث.

(9)

سقط فى م.

(10)

فى ص: فى الكهف والطلاق.

(11)

فى ص: صف.

ص: 165

[ووجه](1) الضم: أنه لغة الحجازيين.

وقيل: الأصل الإسكان وأتبع (2)، أو الضم وأسكن؛ تخفيفا ك «الرسل» .

ووجه إبدال حمزة تقدم فى الوقف.

ووجه إبدال (3) حفص [أفّ](4)[الإسراء: 23، الأنبياء: 67][أن] أصله غالبا: أن يجمع بين اللغتين فى [كل](5) فصل كصلة «فيه» (6) وك ءاعجمىّ [فصلت: 44]، ومجريها [هود: 41].

وخص هذا استثقالا للهمز بعد الضمتين (7) واتفاق القياس، والرسم.

ووجه من فصل: الجمع بين اللغتين، وإنما اشترط فى «رسل» زيادة حرفين؛ [لتحقق الثقل](8).

ص:

ما يعملون (د) م وثان (إ) ذ (صفا)

(ظ) لّ (د) ما باب الأمانى خفّفا

ش: أى: قرأ ذو دال (دم) ابن كثير عما يعملون أفيطمعون [البقرة: 74، 75] بالياء المثناة تحت، والباقون (9) بتاء الخطاب.

وقرأ ذو همزة (إذ) نافع و [مدلول](صفا) أبو بكر وخلف، وظاء (ظل) يعقوب ودال (دما) (10) ابن كثير عما يعملون أولئك الذين اشتروا [البقرة: 85، 86]: وهى الثانية بالغيب، والباقون (11) بالخطاب.

وفهم الغيب (12) من قوله: «وأطلقا رفعا وتذكيرا [وغيبا» ] (13).

وجه غيب الأول: مناسبة قوله تعالى: فذبحوها وما كادوا يفعلون [البقرة: 71]، وو هم يعلمون [البقرة: 75].

ووجه الخطاب: مناسبة وإذ قتلتم نفسا فادّرءتم فيها [البقرة: 72]، وتكتمون

(1) سقط فى م.

(2)

فى م، ص: وأشبع.

(3)

فى م: وأبدل.

(4)

زيادة من ص، د.

(5)

سقط فى م، ص.

(6)

فى م، ص: كملة فيه.

(7)

فى ص: للضمتين، وفى ز: للهمزتين.

(8)

فى م: لتحقق النقل، وفى د: فتحقق.

(9)

ينظر: إتحاف الفضلاء (139)، البحر المحيط (1/ 267)، الحجة لأبى زرعة (101)، السبعة لابن مجاهد (160)، الغيث للصفاقسى (120)، الكشاف للزمخشرى (1/ 77)، الكشف للقيسى (1/ 248)، المجمع للطبرسى (1/ 138)، النشر لابن الجزرى (2/ 217).

(10)

فى م، ص: دنا.

(11)

ينظر: إتحاف الفضلاء (141)، الإملاء للعكبرى (1/ 29)، البحر المحيط (1/ 294)، التيسير للدانى (74)، تفسير الطبرى (2/ 315)، الحجة لأبى زرعة (105)، الغيث للصفاقسى (122)، الكشاف للزمخشرى (1/ 80)، الكشف للقيسى (1/ 252، 253).

(12)

فى م: الخطاب.

(13)

زيادة من م، ص.

ص: 166

[البقرة: 72]، ولعلّكم تعقلون ثمّ قست قلوبكم [البقرة: 73، 74]، لا أفتطمعون [البقرة: 75]؛ لأن الخطاب للمؤمنين.

ووجه غيب الثانى مناسبة يردّون [البقرة: 85]، [و] أولئك الّذين اشتروا [البقرة:

86]، [و] ولا هم ينصرون [البقرة: 86].

ووجه الخطاب: مناسبة وإذ أخذنا ميثقكم [البقرة: 84]، ووقع [منه] (1) إلى يعملون [البقرة: 96]- نيف وعشرون خطابا.

ثم كمل (باب الأمانى) فقال:

ص:

أمنيّة والرّفع والجرّ اسكنا

(ث) بت خطيئاته جمع (إ) ذ (ث) نا

ش: أى: قرأ ذو ثاء (ثبت) أبو جعفر باب [«الأمانى» وهو](2) إلا أمانى [البقرة: 72]، [و] تلك أمانيهم [البقرة: 111]، وليس بأمانيكم ولا أمانى أهل الكتاب [النساء: 123] [و] فى أمنيته [الحج: 52]- بتخفيف الياء فيهن مع إسكان الياء المرفوعة والمجرورة [من ذلك](3)، وبقاء (4) المنصوبة على إعرابها قبل التخفيف، وهو على كسر الهاء من أمانيهم [البقرة: 111] لوقوعها بعد ياء ساكنة.

وقرأ الباقون (5) بتشديد الياء فيهن، وإظهار الإعراب.

تنبيه:

تقدم (6) إمالة بلى للدورى (7) وغيره.

وقرأ ذو همزة (إذ) نافع وثاء (ثنا) أبو جعفر وأحاطت به خطيئاته [البقرة: 81] بجمع السلامة، وهو زيادة ألف دون (8) الهمزة.

وقرأ الباقون (9) بالتوحيد.

و «الخطيئة» ، و «السيئة»:[الكفر](10).

(1) سقط فى م، ص.

(2)

فى ص، م: وهو الأمانى.

(3)

فى د: من غير ذلك.

(4)

فى م: وبقى.

(5)

ينظر: إتحاف الفضلاء (139)، الإعراب للنحاس (1/ 207)، النشر لابن الجزرى (2/ 217).

(6)

فى ص: تتمة.

(7)

ينظر: إتحاف الفضلاء (145)، الغيث للصفاقسى (134).

(8)

فى م، ص: بعد.

(9)

ينظر: إتحاف الفضلاء (140)، البحر المحيط (1/ 279)، التبيان للطوسى (1/ 324)، التيسير للدانى (74)، تفسير القرطبى (2/ 12)، الحجة لابن خالويه (83)، الحجة لأبى زرعة (102)، السبعة لابن مجاهد (162)، الغيث للصفاقسى (121).

(10)

سقط فى د.

ص: 167

أو السيئة: الكفر، والخطيئة: الكبيرة (1)، أو بالعكس.

وجه الإفراد- على أن الخطيئة الكفر-: أنه واحد.

وعلى الكبيرة: أنه جنس، ويدل على العموم، خلافا لمن خصه بسياق النفى، وعليه وإن تعدّوا نعمة الله [النحل: 18].

ووجه الجمع على الأول؛ تنزيل إقامته [على المعصية منزلة] تعدد العصيان، وعلى الثانى؛ تعدد الكبائر أو تعدد الكفر.

ص:

لا يعبدون (د) م (رضى) وخفّفا

تظّاهرون مع تحريم (كفا)

ش: أى: قرأ ذو دال (دم) ابن كثير ومدلول (رضى) حمزة والكسائى لا يعبدون إلا الله [البقرة: 83] بالغيب عن الإطلاق، و [قرأ](2) الباقون (3) بالخطاب.

وقرأ مدلول (كفا)(4) الكوفيون الظاء من تظهرون عليهم [البقرة: 85] هنا، وو إن تظهرا عليه فى التحريم [الآية: 4] بالتخفيف، والباقون (5) بالتشديد.

وجه غيب يعبدون أنه إخبار عن الغيب، وسياق بنى إسرءيل.

ووجه الخطاب: حكاية حال خطابهم؛ وسياق وقولوا [البقرة: 83]، وثمّ تولّيتم [البقرة: 83].

ووجه تخفيف تظهرون [البقرة: 85]؛ أنه حذف إحدى التاءين مبالغة فى التخفيف؛ اعتمادا على [المثل ذاتا وزيادة وشكلا](6)؛ لذلك اختص بتاء المعارضة دون أخواتها، وبالمبنى للفاعل دون المفعول.

ووجه التشديد: التخفيف بإدغام التاء فى الظاء؛ لشدة قرب المخرج، والثانى أقوى، ولم يدغم (7) فى مثلها؛ لما يؤدى إليه من إسكان أول الكلمة.

تتمة:

تقدم إمالة القربى واليتامى [البقرة: 83]، وإمالة ألفهما لأبى عثمان عن

(1) فى د، ز: الكثيرة.

(2)

زيادة فى م، ص.

(3)

ينظر: إتحاف الفضلاء (140)، الإملاء للعكبرى (1/ 27)، البحر المحيط (1/ 282)، التبيان للطوسى (1/ 326)، التيسير للدانى (74)، تفسير الطبرى (2/ 288)، تفسير القرطبى (2/ 13)، الحجة لابن خالويه (83)، الحجة لأبى زرعة (102).

(4)

فى م، ص: وقرأ ذو كفا.

(5)

ينظر: إتحاف الفضلاء (140)، الإعراب للنحاس (1/ 194)، الإملاء للعكبرى (1/ 29)، البحر المحيط (1/ 291)، التبيان للطوسى (1/ 334)، تفسير الطبرى (2/ 318)، تفسير القرطبى (2/ 20)، الحجة لابن خالويه (84)، الحجة لأبى زرعة (104).

(6)

سقط فى د، ز.

(7)

فى م، ص: تدغم.

ص: 168

[الدورى](1).

ص:

حسنا فضمّ اسكن (ن) هى (ح) ز (عمّ)(د) ل

أسرى (ف) شا تفدو تفادو (ر) د (ظ) لل

ش: أى: قرأ ذو نون (نهى) عاصم وحاء (حز) أبو عمرو ومدلول (عم) المدنيان وابن عامر وذو دال (دل) ابن كثير: حسنا وأقيموا [البقرة: 83] بضم الحاء وإسكان السين، والباقون (2)[بفتح الحاء والسين](3).

وقرأ ذو فاء (فشا) حمزة أسرى [البقرة: 85] على وزن «فعلى» كما لفظ به.

والباقون (4) أسرى بوزن (5)«فعالى» ، وهو مفهوم من النظير.

وقرأ ذو راء (رد) الكسائى، وظاء (ظلل)(6) يعقوب، ونون «نال» أول التالى (7) عاصم، ومدلول «مدا» نافع أبو جعفر تفدوهم [البقرة: 85]، وهو بضم التاء (8) وفتح الفاء، وألف بعدها، كما لفظ بها (9)[و] الباقون (10)[تفدوهم](11) بفتح التاء وإسكان الفاء وحذف الألف.

تنبيه:

علمت القراءتان من لفظه، فاستغنى عن القيد، و [علم] مد (12) أسرى من نظيره.

تتمة:

تقدمت الإمالة، وإمالة أبى عثمان عين أسارى [البقرة: 85] [وإسكان](13) ابن كثير

(1) سقط فى د.

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (140)، الإعراب للنحاس (1/ 192)، الإملاء للعكبرى (1/ 28)، البحر المحيط (1/ 284)، التبيان للطوسى (1/ 327)، التيسير للدانى (74)، تفسير الطبرى (2/ 294)، الحجة لأبى زرعة (103)، السبعة لابن مجاهد (162)، الغيث للصفاقسى (121)، الكشف للقيسى (1/ 250).

(3)

ما بين المعقوفين سقط فى د.

(4)

ينظر: إتحاف الفضلاء (141)، البحر المحيط (1/ 291)، التبيان للطوسى (1/ 334)، التيسير للدانى (74)، تفسير الطبرى (2/ 311)، تفسير القرطبى (2/ 21)، الحجة لابن خالويه (84)، الحجة لأبى زرعة (104)، السبعة لابن مجاهد (163)، الغيث للصفاقسى (121).

(5)

فى م، ص: على وزن.

(6)

فى ص: ظل.

(7)

فى ص: الثانى، وفى م: أو الثانى، وفى د: أول الثانى.

(8)

فى د: الياء.

(9)

فى م، ص: به.

(10)

ينظر: إتحاف الفضلاء (141)، الإملاء للعكبرى (1/ 29)، البحر المحيط (1/ 291)، التيسير للدانى (74)، تفسير الطبرى (2/ 311)، تفسير القرطبى (2/ 21)، الحجة لابن خالويه (84) الحجة لأبى زرعة (104)، السبعة لابن مجاهد (163)، الغيث للصفاقسى (121).

(11)

سقط فى م، ص.

(12)

فى م، ص: وضد.

(13)

سقط فى د.

ص: 169

دال القدس [النحل: 102].

وجه فتح حسنا [البقرة: 83]: أنه صفة مصدر، أى: قولا حسنا.

ووجه الضم: أنه مصدر «حسن» ، وصف به للمبالغة، كأنه لإفراط حسنه (1) صار نفس الحسن، كرجل حسن: ذو حسن، [أو صفة](2)؛ كالأخلاق فيتحدان (3)؛ ك الرّشد والرّشد، أو مصدر حسنوا القول.

ووجه أسرى: أنه جمع أسير بمعنى: مأسور.

وقياس فعيل الذى بمعنى مفعول؛ أنه يكسر على فعلى: كقتيل وقتلى، وصريع وصرعى.

ووجه أسرى [البقرة: 85]؛ أنه جمع آخر له: كشيخ قديم، وقدامى، أو حمل على كسلان، وكسالى، بجامع عدم الانبعاث كالعكس، أو جمع الجمع، وأصله الفتح كعطاشى.

وغلب ضم أسرى [البقرة: 85]، وكسالى [النساء: 142]، وسكرى [النساء: 43].

ووجه تفدوهم [البقرة: 85]: أن حقيقة المفاعلة من اثنين، فالأسير يعطى العوض والآسر المعوض، أو مجاز واحد.

ويوافق الرسم تقديرا.

ووجه تفدوهم [البقرة: 85]: أن الفادى يعطى فداء الأسير (4)، فهو طرف واحد، [ويوافق صريح الرسم](5).

وقيل: معنى (6) فداه: خلصه بمال، وفاده (7): خلصه بأسير، وعليه قوله تعالى:

وفدينه بذبح عظيم [الصافات: 107] فيفترقان، ولا يدل إلا على جواز «فادى» موضع «فدى» .

ثم كمل فقال:

ص:

نال (مدا) ينزل كلّا خفّ (حقّ)

لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق

ش: أى: خفف (8)[مدلول](حق)(9) ابن كثير وأبو عمرو، ويعقوب (10) زاى ننزل

(1) فى ز، د: نفسه.

(2)

فى ص: أو ذو صفة.

(3)

فى ز: لتجدان، وفى د: ليحدان.

(4)

فى ص: للأسير.

(5)

فى م، ص: ويوافق الرسم صريحا.

(6)

فى ص: وقيل معناه: فداه خلصه بأسير.

(7)

فى ص: وأفداه.

(8)

فى م: قرأ.

(9)

فى م، ص: ذو حق.

(10)

ينظر: إتحاف الفضلاء (143)، البحر المحيط (1/ 306)، التيسير للدانى (75)، تفسير القرطبى

ص: 170

بعد إسكان النون، المضارع بغير الهمزة المضموم (1) الأول المبنى للفاعل، أو للمفعول (2) حيث حل [إلا](3) ما خص مفصلا (4)، نحو: أن ينزل الله [البقرة: 90] أو أن تنزل عليهم سورة [التوبة: 64]، وننزل عليهم من السماء آية [الشعراء: 4].

فخرج بالمضارع الماضى نحو: مّا نزّل [الأعراف: 71]، وبغير الهمزة نحو:

[سأنزل](5)[الأنعام: 93] واندرجت الثلاثة وبالمضموم الأول، نحو: وما ينزل من السّمآء [سبأ: 2، والحديد: 4].

وأجمعوا على التشديد فى قوله تعالى: وما ننزّله إلّا بقدر مّعلوم فى الحجر [21]، وانفرد ذو دال (دق) ابن كثير بتخفيف الزاى من قل إن الله قادر على أن ينزل آية [الأنعام: 37]، وخالف البصريان أصلهما فيه.

ثم كمل المخصص فقال:

ص:

لأسرى (حما) والنّحل الأخرى (ح) ز (د) فا

والغيث مع منزلها (حقّ)(شفا)

ش: أى: وانفرد البصريان بتخفيف وننزل من القرآن وحتى تنزل علينا كتابا كلاهما بالإسراء [الآيتان: 82، 93].

وخالف ابن كثير أصله فشددهما.

وانفرد ابن كثير وأبو عمرو بتخفيف والله أعلم بما ينزل وهو آخر النحل [الآية:

101].

وأما الأول، وهو: ينزّل الملئكة [النحل: 2] فهم فيه على أصولهم.

واتفق مدلول (حق) البصريان، وابن كثير، و [مدلول] «كفا» الكوفيون على تخفيف وهو الذى ينزل الغيث فى الشورى [الآية: 28]، ومنزلها عليكم بالمائدة [الآية:

115].

تنبيه:

علم المعلوم من قوله: «كلا» ، وعلم إسكان النون من لفظه، وفتحها مع التشديد من

(2/ 28)، الحجة لابن خالويه (85)، الحجة لأبى زرعة (106)، السبعة لابن مجاهد (164)، الغيث للصفاقسى (123)، الكشف للقيسى (1/ 253، 254)، المجمع للطبرسى (1/ 159)، النشر لابن الجزرى (2/ 218).

(1)

فى م: ينزل بعد إسكان المضارع يعنى نونه بغير الهمز المضموم.

(2)

فى م، ص: المفعول.

(3)

سقط فى م.

(4)

فى ز: متصلا.

(5)

سقط فى م.

ص: 171

المجمع عليه.

وأطلق الآراء ليفهم موضعيها، وقيد الأنعام ب «أن» فخرج ما لم ينزّل به عليكم [الأنعام: 81].

وشمل قوله: «كلا» المجهول (1)، وخرج المفتوح الأول لعدم شموله.

تنبيه: (2) نزّل به الرّوح [الشعراء: 193]، وو ما نزل من الحقّ [الحديد: 16]، ومنزلين [يس: 28]، ومنزّل من [الأنعام: 114]، ومنزلون [العنكبوت: 34] تأتى [فى](3) مواضعها.

وجه التخفيف: أنه مضارع المعدى بالهمزة (4).

ووجه التشديد: أنه مضارع [نزل](5) المعدى بالتضعيف، وليس التضعيف هنا للتكثير؛ بدليل: وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرءان جملة وحدة [الفرقان: 32]، والقراءتان على حد نزّل عليك الكتب [آل عمران: 3]، وو أنزل التّورية [آل عمران: 3].

ووجه مخالفة البصريين أصلهما فى الأنعام المناسبة؛ لأنه جواب قوله تعالى:

ويقولون لولا أنزل عليه ءاية من رّبّه [يونس: 20].

وجه مخالفة ابن كثير أصله فى (الإسراء): أن تشديد الأول دال على الحالة التى نزل عليها القرآن، وهو التفخيم تخيلا، وتشديد الثانى مناسبة جوابه (6) فى قوله تعالى: ولو نزّلنا عليك كتبا فى قرطاس [الأنعام: 7].

ووجه تخفيف منزلها [المائدة: 115] استمرار الأصل على أصله [فى إلحاق الفرع بالأصل](7).

ومناسبة الموافقة ربّنآ أنزل [المائدة: 114]، وحمل وينزل الغيث [لقمان: 34] على معناه نحو: أنزل من السّمآء مآء [الرعد: 17].

[ووجه](8) اتفاقهم على وما ننزّله [الحجر: 21]: الجمع، وصورة التكرير؛ لظهور معنى التكثير فيه.

ووجه تشديد ما ننزّل الملئكة [الحجر: 8] عند المخفف: عدم شرطه، وهو ضم أوله، وعند المثقل: طردا لأصله. [والله أعلم](9).

(1) فى م: المحمول.

(2)

فى م، ص: تتمة.

(3)

سقط فى م، ص.

(4)

فى م: بالهمز.

(5)

سقط فى م.

(6)

فى م، ص: وجه.

(7)

سقط فى م.

(8)

سقط فى م.

(9)

سقط فى م.

ص: 172

ص:

ويعملون قل خطاب (ظ) هرا

جبريل فتح الجيم (د) م وهى ورا

ش: أى: قرأ ذو ظاء (ظهر) يعقوب والله بصير بما تعملون [البقرة: 96]، بالخطاب (1)؛ لمناسبة ولتجدنّهم [البقرة: 96] والباقون (2) بالغيب؛ لمناسبة ومن الّذين أشركوا [البقرة: 96]، [وما قبله] (3) وما بعده إلى يعملون [البقرة: 96].

ثم كمل (جبريل) فقال:

ص:

فافتح وزد همزا بكسر (صحبه)

كلّا وحذف الياء خلف شعبه

ش: أى: قرأ ذو دال «دم» ابن كثير (4) قل من كان عدوا لجبريل [البقرة: 97، 98]، ورسله وجبريل هنا [البقرة: 98]، ومولاه وجبريل بالتحريم [الآية: 4] بغير همز ولا ياء كما لفظ به، وفتح (5) الجيم.

وقرأ مدلول (صحبة) حمزة والكسائى وأبو بكر (6) وخلف (7) بفتح الجيم والراء وزيادة (همز) بعد الراء وياء ساكنة.

واختلف عن (شعبة) فى (حذف الياء):

فروى العليمى عنه إثباتها.

وروى يحيى بن آدم عنه حذفها.

هذا هو المشهور من هذه الطرق.

[وقرأ](8) الباقون (9) بكسر الجيم والراء بلا همزة (10).

(1) فى ص: قل بالخطاب.

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (144)، الإعراب للنحاس (1/ 200)، البحر المحيط (1/ 316)، تفسير القرطبى (2/ 35)، النشر لابن الجزرى (2/ 218).

(3)

سقط فى م.

(4)

ينظر: إتحاف الفضلاء (144)، الإعراب للنحاس (1/ 200)، البحر المحيط (1/ 318)، التيسير للدانى (75)، تفسير الطبرى (2/ 389)، تفسير القرطبى (2/ 37)، الحجة لابن خالويه (85، 86)، الحجة لأبى زرعة (107).

(5)

فى م، ص: وبفتح.

(6)

فى م، ص: وشعبة.

(7)

ينظر: إتحاف الفضلاء (144)، الإعراب للنحاس (1/ 200)، البحر المحيط (1/ 318)، التبيان للطوسى (1/ 361)، التيسير للدانى (75)، تفسير القرطبى (2/ 37)، الحجة لابن خالويه (85، 86)، الحجة لأبى زرعة (107)، السبعة لابن مجاهد (167).

(8)

سقط فى ص، وفى م: وقرأ وفيهما: والباقون.

(9)

ينظر: إتحاف الفضلاء (144)، الإعراب للنحاس (1/ 201)، البحر المحيط (1/ 318)، التيسير للدانى (75)، تفسير القرطبى (2/ 37)، الحجة لابن خالويه (85، 86)، الغيث للصفاقسى (127)، الكشاف للزمخشرى (1/ 84)، تفسير الرازى (1/ 423)، النشر لابن الجزرى (2/ 219).

(10)

فى د، ز: همز.

ص: 173

توجيه: (1)«جبرئيل» : اسم أعجمى مركب من «جبرا» اسم عبد، [ومن](2)«إيل» اسم الله تعالى، كعبد الله.

وللعرب فى استعمال الأعجمى وجهان: إبقاؤه بلا تغيير، وتعريبه، أى: إجراؤه مجرى العربى فى الوزن، والإعلال.

فوجه (3) التحقيق: ما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم: «جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره» (4).

وقال أبو عبيد (5): هما ممدودان فى الحديث، وهو (6) لغة قيس وتميم.

ووجه حذف الياء التخفيف.

ووجه فتح الجيم: أنه لغة.

وروى عن ابن كثير أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام يقرأ جبريل وميكائل [البقرة: 98].

كذلك، قال: فلا أزال أقرؤهما كذلك. [ووجه الكسر: أنه لغة الحجازيين](7).

ص:

ميكال (ع) ن (حما) وميكائيل لا

يا بعد همز (ز) ن بخلف (ث) ق (أ) لا

ش: أى: قرأ ذو عين (عن) حفص [ومدلول (حما) البصريان وو ميكئل [البقرة: 98] بحذف الهمزة] (8) والياء التى بعدها، [و] وافقهما ذو ثاء (ثق) أبو جعفر وألف (ألا) نافع على حذف الياء [وأثبتا الهمزة](9).

(1) فى م: تنبيه.

(2)

سقط فى ص، وفى م: وفيهما.

(3)

فى م، ص: وجه.

(4)

أخرجه أحمد (1/ 199 عن الحسن بن على قال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله، لا ينصرف حتى يفتح له.

وأخرجه أبو داود (2/ 432) كتاب الحروف والقراءات (3999) عن أبى سعيد الخدرى قال:

ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصور فقال: عن يمينه جبريل وعن يساره ميكائيل وأخرجه النسائى (2/ 154) كتاب الافتتاح باب تفسير القرطبى ما جاء فى القرآن عن أنس عن أبى قال: ما حاك فى صدرى منذ أسلمت إلا أنى قرأت آية، قال: أى رسول الله، «إن جبريل وميكائيل- عليهما السلام أتيانى فقعد جبريل عن يمينى وميكائيل عن يسارى

» الحديث.)

(5)

فى م، ص: أبو عبيدة.

(6)

فى م، ص: وهى.

(7)

ما بين المعقوفين سقط فى م.

(8)

فى م، ص: عن وحما البصريان وحفص وميكال بحذف الهمز والياء.

(9)

فى م، ص: وإثبات الهمز.

ص: 174

واختلف عن زاى (زن) قنبل، فروى عنه ابن شنبوذ كذلك.

وروى ابن مجاهد عنه بهمزة بعدها ياء كالباقين؛ فصار نافع وأبو جعفر يقرآن وجبريل [البقرة: 98] بكسر الجيم وو ميكائل [البقرة: 98] بالهمز بلا ياء، وقنبل كذلك من رواية ابن شنبوذ، لكن [مع](1) فتح الجيم، ومن رواية ابن مجاهد بالياء.

وكذلك البزى، وحفص، والبصريان بكسر وجبريل وو ميكئل بلا همز ولا ياء، وأبو بكر من رواية العليمى بهمز [جبرئل بلا ياء وميكائيل بالهمز مع الياء.

وكذلك من رواية يحيى، لكن مع ثبوت ياء جبرئيل وهى قراءة حمزة وعلى وخلف،] (2) ولابن عامر وجبريل كأبى عمرو وميكائيل لحمزة، فالحاصل فيهما (3) ست قراءات.

تنبيه:

فهمت القراءة الأولى من لفظه، والثانية [من] (4) قوله:(لا ياء بعد همز)؛ لأن النفى داخل على الياء الخاصة، والثالثة من مفهوم الثانية، وقيد الياء ب (بعد الهمز)؛ لأن الأولى متفق عليها، والكلام فيه كجبريل.

[ووجه الحذفين](5): لغة الحجاز.

ووجه حذف الياء: قول الفراء: هى لغة بعض العرب. وأوفق (6) للرسم؛ لأنه بياء واحدة بعد الكاف.

ووجه إثباتهما الأصل، [و] هو لغة قيس، [ويوافق الحديث المتقدم](7).

ص:

ولكن الخفّ وبعد ارفعه مع

أوّلى الأنفال (ك) م (فتى)(ر) تع

ش: أى: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر ومدلول (فتى) حمزة وخلف وراء (رتع) الكسائى ولكن الشياطين كفروا [البقرة: 102]، ولكن الله قتلهم، ولكن الله رمى كلاهما فى الأنفال [الآية: 17] أولا بتخفيف نون (لكن) ورفع ما بعدها، والباقون (8)

(1) سقط فى م، ص.

(2)

فى م، ص: بهمز بلا ياء وميكائيل بالهمز مع الياء وكذلك من رواية العليمى لكن مع ثبوت ياء جبريل وهى قراءة حمزة والكسائى وخلف.

(3)

فى م، ص: فيها.

(4)

سقط فى ص، وفى م: من قوله.

(5)

فى ص: وجه، وفى م: وجه الحذف.

(6)

فى م، ص: وموافق.

(7)

فى م، ص: وموافق الحديث الأول.

(8)

ينظر: إتحاف الفضلاء (144)، البحر المحيط (1/ 327)، التبيان للطوسى (1/ 370)، التيسير للدانى (75)، تفسير القرطبى (2/ 43)، الحجة لابن خالويه (86)، الحجة لأبى زرعة (108)، السبعة لابن مجاهد (167)، الغيث للصفاقسى (127)، الكشف للقيسى (1/ 256).

ص: 175

بتشديد النون ونصب الاسم بعدها.

تنبيه:

احترز بأول الأنفال من آخرها ولكنّ الله ألّف بينهم [الأنفال: 63].

وعلم سكون النون من اللفظ وكسرها وصلا للمخفف وفتحها للمشدد من الإجماع [نحو](1): ولكن اختلفوا [البقرة: 253]، [و] ولكنّ الله يفعل [البقرة: 253].

ولا روم، ولا إشمام فيهما، و (لكن) حرف استدراك مطلقا، فالمشددة (2) مختصة بالاسمية فتنصب الأول اسما (3) وترفع الثانى خبرا، ومن شرطها وقوعها بين جملتين [متغايرتين، والمخففة فرعها ملغاة.

ووجه المشددة محصورها بين الجملتين] (4) نظير مّآ ألّفت بين قلوبهم ولكنّ الله ألّف بينهم [الأنفال: 63].

ووجه التخفيف: أنها لغة [فيها؛](5) لا أنها العاطفة؛ لأن شرطها عطف مفرد على منفى.

ثم كمل النظائر فقال:

ص:

ولكن النّاس (شفا) والبرّ من

(ك) م (أ) مّ ننسخ ضمّ واكسر (م) ن (ل) سن

ش: أى: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائى وخلف ولكن الناس أنفسهم يظلمون فى يونس [الآية: 44] بتخفيف النون.

وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وهمزة (6)(أم) نافع (7) بتخفيف ولكن البرّ من آمن، ولكن البرّ من اتقى (8) كلاهما [فى البقرة] (9) [الآيتان: 177، 189] بتشديد النون فيهما، وتقدم الخلاف فى أن ينزّل [الأنعام: 37].

وقرأ ذو ميم (من) ابن ذكوان ما ننسخ بضم النون وكسر السين.

(1) سقط فى م.

(2)

فى ص: والمشددة.

(3)

فى م، ص: اسما لها.

(4)

ما بين المعقوفين سقط فى د.

(5)

سقط فى م، ص.

(6)

فى م، ص: وهمز.

(7)

ينظر: إتحاف الفضلاء (153)، الإعراب للنحاس (1/ 230)، الإملاء للعكبرى (1/ 46)، البحر المحيط (2/ 2)، التبيان للطوسى (2/ 94)، التيسير للدانى (79) الحجة لأبى زرعة (123)، الغيث للصفاقسى (146)، الكشاف للزمخشرى (1/ 109)، الكشف للقيسى (1/ 256)، المجمع للطبرسى (1/ 261)، تفسير الرازى (2/ 96).

(8)

ينظر: إتحاف الفضلاء (153)، البحر المحيط (2/ 64)، الغيث للصفاقسى (154).

(9)

فى م، ص: بالبقرة.

ص: 176

واختلف عن ذى لام [(لسن)](1) هشام:

فروى عنه كذلك غير الداجونى، [وروى الداجونى](2) عن أصحابه عنه بفتح النون والسين (3) كالباقين (4).

وجه «لكن» تقدم.

ثم أشار إلى خلاف هشام فقال:

ص:

خلف كننسها بلا همز (كف) ى

(عمّ)(ظ) بى بعد عليم احذفا

ش: أى: قرأ مدلول (5)(كفى) الكوفيون و (عم) المدنيان وابن عامر وذو ظاء (ظبا) يعقوب أو ننسها (6)[البقرة: 106] بضم النون الأولى وكسر السين وحذف الهمزة، والباقون (7) بفتح النون والسين وهمز بعدها.

تنبيه:

استغنى [الناظم](8) بالتشبيه عن التقييد بالضم فالكسر، ويفهم منه أيضا عدم الهمز (9)، ولكن تظهر فائدة التقييد به قراءة (10) المسكوت عنهم؛ لأن الإثبات ضد الحذف، ولم يطرد للناظم قاعدة فى الهمز (11)، فتارة يطلقها وتكون مرفوعة كقوله:«واهمز يضاهون» ، وتارة منصوبة كقوله:«البرية اتل» ، وتارة بحسب الإعراب: كقوله: «باب النبىء» وتارة ساكنة كهذا؛ فلا يفهم هنا إلا من جهة (12) العربية.

تفريع: (13) صار ابن كثير وأبو عمرو بفتح الكلمتين، وابن عامر فى أحد (14) وجهى هشام بضمهما (15).

والباقون بفتح الأولى وضم الثانية.

(1) سقط فى م.

(2)

سقط فى د.

(3)

فى م، ص: وكسرت السين.

(4)

ينظر: إتحاف الفضلاء (145)، الإملاء للعكبرى (1/ 33)، البحر المحيط (1/ 242)، التبيان للطوسى (1/ 392)، التيسير للدانى (76)، تفسير الطبرى (2/ 478)، تفسير القرطبى (2/ 67)، الحجة لابن خالويه (86)، الحجة لأبى زرعة (109).

(5)

فى ص: ذو كاف كفا.

(6)

فى م، ص: أو ننساها.

(7)

ينظر: إتحاف الفضلاء (145)، الإعراب للنحاس (1/ 206)، البحر المحيط (1/ 343)، التبيان للطوسى (1/ 392)، التيسير للدانى (76)، تفسير الطبرى (2/ 478)، تفسير القرطبى (2/ 67).

(8)

زيادة من م، ص.

(9)

فى م: الهمزة.

(10)

فى ص: قراءات.

(11)

فى د، ز: الهمزة.

(12)

فى م: وجه.

(13)

فى م: تنبيه.

(14)

فى م، ص: إحدى.

(15)

فى م، ص: بضمها.

ص: 177

و «ننسخ» بالفتح مضارع «نسخ» ، وبالضم مضارع «أنسخ» (1) فهمزته للتعدية أو المضارعة (2).

والنسخ لغة: الإزالة بخلف، وغيره، نحو: «نسخت الشمس الظل، والريح الأثر.

والتحويل (3)؛ كالكتابة.

و «ننسها» مضارع نسى: ترك، ولم يذكر، وننسئها (4) مضارع أنسأه: أمره بالترك، أو توصل إلى (5) عدم ذكره.

ووجه الشامية (6) أن «ننسخ» من معدى الإزالة لا الإنزال، والتقدير: ما ننسخك.

و (ننسها) من معدى الترك، أو ضد الذكر، وتقديره: أو ننسكها، معناه: يا محمد، ما نأمرك برفع حكم آية وتبقى (7) لفظها، أو نأمرك بترك تلاوتها، أو ننسكها، فلا تذكرها مع بقاء معناها أو رفعه إلى بدل (8) - ننزل خيرا منها للمكلف فى الدنيا إن كان أخف، أو فى (9) الآخرة إن كان [أثقل](10)، أو مثلها فى الثواب.

ووجه نافع ومن معه: أنه من «نسخ» : أزال، وننسها (11) [البقرة: 106] كالأول:

معناه: ما نرفع من حكم ونبقى (12) لفظه أو نرفعه من صدور الحفاظ [كذلك](13) إلى بدل- ننزل [غيره

] (14) إلى آخر السابق.

ووجه المكية- وهم الباقون: أن ننسخ من أزال، وننسأها (15) من التأخير، أى: ما نرفع من حكم ونبقى تلاوته أو نؤخر تلاوتها عن (16) الخلط.

وتقدم أمانيهم [البقرة: 111] لأبى جعفر.

ثم كمل (17) قوله: (بعد عليم) فقال:

ص:

واوا (ك) سا كن فيكون فانصبا

رفعا سوى الحقّ وقوله (ك) سا

ش: أى: حذف ذو كاف (كسا)(18) ابن عامر الواو من وقالوا اتّخذ الله ولدا [البقرة: 116].

(1) فى ص: النسخ.

(2)

فى د، ز، م: أو المصادفة.

(3)

فى م، ص: والتحول.

(4)

فى ص: نفسها.

(5)

فى م: أو توصل إليه، وفى د: أو يوصل إلى.

(6)

فى ص: الثانية.

(7)

فى م، ص، د: ويبقى.

(8)

فى د: بدله.

(9)

فى م: وفى.

(10)

سقط فى م.

(11)

فى د، ز: ننسأها.

(12)

فى د: ويبقى.

(13)

زيادة من م، ص.

(14)

سقط فى م.

(15)

فى م، ص: و «ننسها» .

(16)

فى ص: على.

(17)

فى م، ص: تمم.

(18)

فى د: كما.

ص: 178

وأثبتها الباقون (1).

ونصب أيضا ذو كاف «كبا» (2) ابن عامر (كن فيكون [البقرة: 117]) حيث وقع إلا كن فيكون الحقّ [آل عمران: 59، 60]، قوله الحقّ [الأنعام: 73] فلا خلاف فى رفع نونهما (3).

والمختلف فيه ستة: هنا وآل عمران [الآية: 59] والنحل [الآية: 40]، ومريم [الآية:

35]، ويس [الآية: 83]، وغافر [الآية: 68].

وإلى إخراج الموضعين أشار بقوله: (سوى الحق) وقيد النص (4) بالرفع لتتعين قراءة الباقين؛ لأن ضده الكسر.

ووجه حذف الواو: أن شدة تناسب الجملتين تغنى عن العاطف أو تدل عليه، واستؤنفت مبالغة وهى على رسم الشامى.

ووجه الإثبات: أنه الأصل فى العطف، والمعنى عليه؛ لأن الكل إخبار عن النصارى، وتصلح (5) للاستئناف وهى على بقية المرسوم.

وقوله: (كن فيكون) مثال معناه: أن كل موجود لا يتوقف إلا على مجرد إرادة الحق:

كقوله: وما أمرنا إلّا وحدة [القمر: 50].

ووجه النصب: أنه اعتبرت (6) صيغة الأمر المجرد (7) حملا عليه، فنصب المضارع بإضمار أن بعد الفاء؛ قياسا على جوابه.

ووجه الرفع: الاستئناف، أى: فهو يكون، أو عطف على معنى (كن).

واتفق على رفع فيكون الحقّ [آل عمران: 59، 60] لأن معناه: فكان، ورفع فيكون قوله الحقّ [الأنعام: 73]؛ لأن معناه: الإخبار عن القيامة، وهو كائن لا محالة؛ ولكنه لما كان ما يرد فى القرآن من ذكر القيامة كثيرا يذكر بلفظ الماضى نحو:

فيؤمئذ وقعت الواقعة وانشقّت [الحاقة: 15، 16]، [و] وجآء ربّك [الفجر: 22] ونحو (8) ذلك؛ فشابه ذلك فرفع (9)، ولا شك أنه إذا اختلفت المعانى اختلفت الألفاظ.

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (146)، الإملاء للعكبرى (1/ 35)، البحر المحيط (1/ 362)، التبيان للطوسى (1/ 426)، التيسير للدانى (76)، الحجة لابن خالويه (88، الحجة لأبى

زرعة (110)، السبعة لابن مجاهد (168)، الغيث للصفاقسى (133)، الكشاف للزمخشرى (1/ 90)، الكشف للقيسى (1/ 260).)

(2)

فى د: كما.

(3)

فى كثير من المراجع ابن عامر بفتح.

(4)

فى د، ز: النصب.

(5)

فى م، ص: ويصلح.

(6)

فى م، ص: اعتبر.

(7)

فى م، ص: المجردة.

(8)

فى ص: ونحوه.

(9)

فى د، ز: ورفع.

ص: 179

تنبيه:

اتفقوا على حذف الواو فى يونس من قوله: قالوا اتّخذ الله ولدا سبحنه هو الغنىّ [الآية: 68]؛ لعدم شىء يعطف [عليه](1) قبله، فهو استئناف خرج مخرج التعجب من عظم جرأتهم وقبيح افترائهم (2)، وهنا قبله: وقالوا لن يدخل الجنّة [البقرة: 111]، وقالت اليهود ليست النّصرى [البقرة: 113].

ثم كمل فقال:

ص:

والنّحل مع يس (ر) د (ك) م تسأل

للضّمّ فافتح واجزمن (إ) ذ (ظ) لّلوا

ش: أى: اتفق ذو راء (رد) الكسائى وكاف (كم) ابن عامر على نصب فيكون فى النحل [الآية: 40]، ويس [الآية: 82].

وقرأ ذو همزة (3)(إذ) نافع وظاء (ظللوا) يعقوب ولا تسأل [البقرة: 116] بفتح التاء وجزم اللام.

والباقون (4) بضم التاء ورفع اللام.

وجه الجماعة: أنه مبنى للمفعول بعد «لا» النافية، وفيه مناسبة للأخبار المكتنفة.

ومحل الجملة نصب حال (5) أو خبر ليس، أى: لست تسأل.

[ووجه الجزم:](6) أنه مبنى للفاعل، وجزم ب «لا» الناهية إما حقيقة فيكون جوابا كقوله عليه السلام:«ليت شعرى ما فعل بأبوى؟!» (7) أو مجازا لتفخيم القصة، كقولك لمن قال:

كيف [حال](8) فلان؟ لا تسل عما جرى [له، أى: حل به أمر عظيم غير محصور؛ فيتضمن الجواب](9).

ص:

ويقرأ إبراهام ذى مع سورته

مع مريم النّحل أخيرا توبته

آخر الأنعام وعنكبوت مع

أواخر النّسا ثلاثة تبع

(1) سقط فى د.

(2)

فى د: اقترافهم.

(3)

فى ز: همز.

(4)

ينظر: إتحاف الفضلاء (146)، الإعراب للنحاس (1/ 209)، الإملاء للعكبرى (1/ 36)، البحر المحيط (1/ 368)، التبيان للطوسى (1/ 436)، التيسير للدانى (76)، تفسير الطبرى (2/ 558)، تفسير القرطبى (2/ 92).

(5)

فى م، ص: على الحال.

(6)

فى م، ص: وجه الجزم فيه.

(7)

أخرجه ابن جرير فى تفسيره (1/ 563)(1877، 1878) ووكيع وسفيان بن عيينة وعبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظى كما فى الدر المنثور للسيوطى (1/ 209.

وأخرجه ابن جرير (1879) عن داود بن أبى عاصم بنحوه، وذكره السيوطى فى الدر (1/ 209).)

(8)

زيادة من م، ص.

(9)

ما بين المعقوفين سقط فى م.

ص: 180

ص:

والذّرو والشّورى امتحان أوّلا

والنّجم والحديد (م) از الخلف (لا)

ش: أى: قرأ ذو ميم (ماز) ابن ذكوان بخلف عنه ولام (لا) هشام باتفاق:

إبراهام (1) من قوله: وإذ ابتلى إبرهيم [124] بألف بعد الهاء مع بقية ما فى البقرة، وهو [أربعة عشر] (2) موضعا [من مقام إبرهيم] (3) [125] وعهدنآ إلى إبرهيم [125] وإذ قال إبرهيم [126] وإذ يرفع إبرهيم [127] ومن يرغب عن ملّة إبرهيم [130] ووصّى بهآ إبرهيم بنيه [132] وإله ءابآئك إبرهيم [133] بل ملّة إبرهيم [135] ومآ أنزل إلى إبرهيم [البقرة: 136] أم تقولون إنّ إبرهيم [140] الّذى حآجّ إبرهيم [258] إذ قال إبرهيم [258] قال إبرهيم [258] وإذ قال إبرهيم [260] وأضاف إليها تكملة ثلاثة وثلاثين.

وهى: ثلاثة بمريم واذكر فى الكتب إبرهيم [41] يإبرهيم لئن لّم [46] ومن ذرّيّة إبرهيم [58].

وموضعان بالنحل إنّ إبرهيم [120] أن اتّبع ملّة إبرهيم [123] بالتوبة موضعان، وهم الأخيران وما كان استغفار إبرهيم [114] إنّ إبرهيم [114].

وبآخر الأنعام موضع مّلّة إبرهيم حنيفا [161].

وبآخر العنكبوت موضع رسلنا إبرهيم [31].

وبآخر النساء ثلاثة: واتّبع ملّة إبرهيم حنيفا واتّخذ الله إبرهيم خليلا [125] وأوحينا إلى إبرهيم [163]، وبالذاريات موضع هل أتيك حديث ضيف إبرهيم [24] وبالشورى موضع وما وصّينا به إبرهيم [13] وبأول الممتحنة موضع أسوة حسنة فى إبرهيم [4] وبالنجم موضع فى صحف موسى وإبرهيم [36، 37] وبالحديد [موضع](4) ولقد أرسلنا نوحا وإبرهيم [26].

تنبيه:

علمت قراءة ابن عامر من اللفظ؛ لدورانه بين [الألف](5) والياء، وقد علم من اصطلاحه (6) المتقدم: أن المختلف إذا كان له نظير متفق [عليه](7)، ذكر الوجه المخالف، وهو الألف [هنا،](8) ويحيل الآخر على محل الإجماع وهو الياء.

(1) فى ز: إبراهيم.

(2)

فى د: خمسة عشر.

(3)

سقط فى م.

(4)

سقط فى م.

(5)

سقط فى د.

(6)

فى م، ص: اصطلاح الناظم.

(7)

زيادة من ص، وفى م: متفق عليه ذلك.

(8)

سقط فى م، ص.

ص: 181

وقيد «النساء» ، و «الأنعام» ، و «التوبة» و [«العنكبوت»] (1) و «الامتحان» [أى:

الممتحنة]؛ ليخرج فقد ءاتينآ ءال إبرهيم [النساء: 54] ثم وإذ قال إبرهيم لأبيه [الأنعام: 74] وو تلك حجّتنآ ءاتينهآ إبرهيم [الأنعام: 83] ثم وثمود وقوم إبرهيم [التوبة: 70] ثم وإبرهيم إذ قال لقومه [العنكبوت: 16][و] إلّا قول إبرهيم [الممتحنة: 4].

وإبراهيم: [عبرانى](2) لا ينصرف للعلمية، والعجمة.

وأما خلف ابن ذكوان؛ فروى النقاش عن الأخفش عنه بالياء.

وبه قرأ الدانى على الفارسى، وعلى فارس عن قراءته فى جميع الطرق عن الأخفش.

وكذلك روى المطوعى عن الصورى عنه.

وروى الرملى عن الصورى عن ابن ذكوان بالألف فيها كهشام.

وكذلك أكثر العراقيين عن غير النقاش عن الأخفش.

[وروى بعضهم عنه الألف فى البقرة والياء فى غيرها، وهى رواية المغاربة قاطبة، وبعض المشارقة عن ابن الأخرم عن الأخفش](3)، وبذلك قرأ الدانى على ابن الحسن أحد الوجهين عن ابن الأخرم، وروى عياش وغيره عن ابن عامر (4) الألف فى جميع القرآن.

وفى «إبراهيم» ست لغات: الألف وهى الأصلية، والياء والواو المديات، وحذف الثلاثة، ويتفرع على الألف إمالتها فقط وإمالة الألفين.

قال الأهوازى: وهو فى المصحف الشامى بألف (5) بعد الهاء فى الثلاثة والثلاثين فقط، وفى الستة والثلاثين (6) الباقية بالياء.

قال المصنف: وكذلك رأيتها فى المدنى.

وقيل: الكل على ذلك.

وقال ابن مهران: فى غيره بالياء إلا فى «البقرة» فإنه بغير ياء.

وجه الألف أنه الأصل.

ووجه الخلف، والتخصيص (7): الجمع باعتبار الأمرين، وقوة الاحتمال.

(1) سقط فى م.

(2)

سقط فى م، ص.

(3)

ما بين المعقوفين سقط فى م.

(4)

ينظر: إتحاف الفضلاء (147)، الإملاء للعكبرى (1/ 36)، البحر المحيط (1/ 372، 374)، التبيان للطوسى (1/ 445)، السبعة لابن مجاهد (169)، الغيث للصفاقسى (135)، المجمع للطبرسى (1/ 199)، النشر لابن الجزرى (2/ 221، 222).

(5)

فى د: بالألف.

(6)

فى د: ستة وثلاثين.

(7)

فى ص: والتخصص.

ص: 182

ووجه المبالغة: التعريب ك «إسماعيل» ، وهى (1) أخف من الواو.

ص:

واتّخذوا بالفتح (ك) م (أ) صل وخف

أمتعه (ك) م أرنا أرنى اختلف

ش: أى: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وألف (أصل) نافع واتخذوا من مقام إبراهيم [البقرة: 125] بفتح الخاء، والباقون (2) بكسرها.

وخفف ذو كاف (كم) ابن عامر التاء من فأمتعه قليلا [البقرة: 126] وشددها الباقون (3).

وعلم سكون ميم «أمتعه» لابن عامر من لفظه، وفتحه للباقين من إجماع يمتّعكم مّتعا حسنا [هود: 3].

وجه فتح الخاء: جعله فعلا ماضيا مناسبة لطرفيه (4)، تقديره (5): واذكر يا محمد إذ جعلنا البيت مثابة [للناس وأمنا](6)، وإذ اتخذوا، وإذ عهدنا.

ووجه الكسر: أنه أمر لنا، [أو من كلمات الابتلاء،](7)[أى: إنّى جاعلك](8)[البقرة: 124] واتخذوا.

وروى مالك عن جابر أن النبى صلى الله عليه وسلم أتى مقام إبراهيم فسبقه عمر فقال: يا رسول الله، هذا مقام إبراهيم أبيك الذى (9) قال الله تعالى: واتّخذوا من مّقام إبرهيم مصلّى [البقرة:

125] فقال: «نعم» ، وقرأ بالكسر.

ووجه تخفيف «أمتعه» : أنه مضارع «أمتع» المعدى (10) بالهمزة.

ووجه التشديد: أنه مضارع «متع» (11) المعدى بالتضعيف.

ثم كمل (12) فقال:

(1) فى م، ص، د: وهو.

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (147)، الإعراب للنحاس (1/ 210)، الإملاء للعكبرى (1/ 36)، البحر المحيط (1/ 384)، التبيان للطوسى (1/ 450، 452)، تفسير الطبرى (3/ 32)، تفسير القرطبى (2/ 111).

(3)

ينظر: إتحاف الفضلاء (148)، البحر المحيط (1/ 384)، التبيان للطوسى (1/ 458)، التيسير للدانى (76)، تفسير القرطبى (2/ 119)، الحجة لابن خالويه (2/ 87، 88).

(4)

فى د: لطرفه.

(5)

فى م: تقدير.

(6)

زيادة فى م، ص.

(7)

فى م، ص: أو من الكلمات يعنى كلمات الابتلاء.

(8)

فى م، ص: أى: إنى جاعلك للناس.

(9)

فى م، ص: قد.

(10)

فى م، ص: المتعدى.

(11)

فى ص: أمتع المتعدى، وفى م: متع المتعدى.

(12)

فى م، ص: ثم كمل أرنا.

ص: 183

ص:

مختلسا (ح) ز وسكون الكسر (حقّ)

وفصّلت (ل) ى الخلف (م) ن (حقّ)(ص) دق

ش: أى: اختلف عن ذى حاء (حز) أبو عمرو فى الراء من وأرنا مناسكنا [البقرة:

128] وأرنى كيف تحيى [البقرة: 260] وأرنا الله [النساء: 153]، وأرنى أنظر إليك [الأعراف: 143] وأرنا اللذين أضلانا بفصلت [الآية: 29].

فروى اختلاس الخمسة (1) ابن مجاهد (2) عن أبى الزعراء وفارس والحمامى والنهراوى عن زيد عن ابن فرح (3)، كلاهما عن الدورى.

ورواه (4) الطرسوسى عن السامرى والخياط عن ابن المظفر عن ابن حبش كلاهما عن ابن جرير، والشنبوذى عن ابن جمهور، كلاهما عن السوسى.

وروى إسكانها ابن العلاف، وابن الفحام، والمصاحفى، ثلاثتهم عن زيد عن ابن فرح عن الدورى، وفارس وابن نفيس (5)، كلاهما عن السامرى، والفارسى، وأبو الحسن الخياط [كلاهما](6) عن ابن المظفر، [كلاهما](7) عن ابن جرير والشذائى عن ابن جمهور، كلاهما عن السوسى (8).

وأسكنها فى الخمسة مدلول (حق) ابن كثير، وأبو عمرو فى ثانى وجهيه، ويعقوب.

وأسكنها (9) فى «فصلت» ذو ميم (من) ابن ذكوان وصاد (صدق) أبو بكر ومدلول [(حق)](10).

واختلف [فيها](11) عن ذى لام (لى) هشام:

فروى الداجونى عن أصحابه عنه: الكسر (12).

وروى سائر أصحابه غيره (13) الإسكان.

(1) فى م، ص: الهمزة.

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (148)، البحر المحيط (1/ 390)، التيسير للدانى (76)، تفسير القرطبى (2/ 128)، الحجة لابن خالويه (78)، الحجة لأبى زرعة (114)، السبعة لابن مجاهد (170)، الغيث للصفاقسى (138)، الكشاف للزمخشرى (1/ 94)، المجمع للطبرسى (1/ 209)، تفسير الرازى (1/ 487)، النشر لابن الجزرى (2/ 222).

(3)

فى م، ص: عن زيد بن فرح.

(4)

فى م: وروى.

(5)

فى ز: وابن يعيش.

(6)

سقط فى د.

(7)

سقط فى م.

(8)

فى م، ص: ابن السوسى.

(9)

فى م، د: فأسكنها.

(10)

سقط فى د.

(11)

سقط فى م، ص.

(12)

فى م، ص: الإشباع.

(13)

فى م، ص: عنه.

ص: 184

والباقون (1) بإشباع كسر الراء فى الخمسة.

وحاصله: أن ابن كثير ويعقوب أسكناها فى الخمسة.

ولأبى عمرو فيها وجهان.

ووافقهم على إسكان «فصلت» فقط أبو بكر وابن ذكوان، واختلف فيها عن هشام.

تنبيه:

قيد السكون، لئلا يختل المفهوم، وعلم العموم من قرينة التخصيص، والاختلاس هنا: إخفاء الحركة لا الحرف.

وجه الإسكان: التخفيف، لثقل الحركة على الحرف المتوهم [تعدده على](2) لغة، نحو: كتف؛ إجراء لعارض (3) الاتصال مجرى لازمه.

ووجه الاختلاس: الجمع بين التخفيف، والدلالة.

ووجه الإتمام: أنها حركة الهمزة نقلت إليها فأقرت.

ووجه الموافقة فى البعض: الجمع بين اللغتين. والله أعلم.

ص:

أوصى بوصّى (عمّ) أم يقول (ح) ف

(ص) ف (حرم)(ش) م و (صحبة)(حما) رؤف

ش: أى: قرأ مدلول (عم) نافع وابن عامر وأبو جعفر [وأوصى بها إبراهيم](4)[البقرة: 132] بهمزة مفتوحة بين الواوين (5)، وإسكان الثانية وتخفيف الصاد.

والباقون (6) بحذف الهمزة، وفتح الواو، وتشديد الصاد.

واستغنى عن التقييد بلفظ القراءتين، وكل من المخفف، والمثقل على أصله فى الإمالة.

وقرأ ذو حاء (حف) أبو عمرو وصاد (صف) أبو بكر ومدلول (حرم) نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وذو شين (شم) روح عن يعقوب- أم يقولون إن إبراهيم [البقرة: 140] بياء الغيب.

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (148)، الإعراب للنحاس (1/ 213)، الإملاء للعكبرى (1/ 37)، التبيان للطوسى (1/ 466)، التيسير للدانى (76)، تفسير الطبرى (3/ 78)، تفسير القرطبى (2/ 127).

(2)

فى م، ص: بعده عن.

(3)

فى م، ص: أجرى العارض.

(4)

سقط فى م.

(5)

فى م: وفتح الواو.

(6)

ينظر: إتحاف الفضلاء (148)، الإملاء للعكبرى (1/ 38)، البحر المحيط (1/ 398)، التبيان للطوسى (1/ 484)، التيسير للدانى (77)، تفسير الطبرى (3/ 96)، تفسير القرطبى (2/ 135).

ص: 185

والباقون (1) بتاء الخطاب.

وقرأ مدلول (صحبة) حمزة والكسائى وأبو بكر، وخلف، و [مدلول](حما) البصريان- رؤف بلا واو بعد الهمزة حيث جاء، نحو إن الله بالناس لرؤف رحيم [البقرة: 143، والحج: 65] [و] بالمؤمنين رؤف رحيم [التوبة: 128] والباقون (2) بإثبات الواو.

تنبيه:

معنى القصر هنا: حذف حرف المد.

واستغنى المصنف (3) بوجهى (وصى) عن القيد.

وفهم غيب «يقولون» (4) من الإطلاق.

وجه (أوصى): أنه معدى بالهمز ك يوصيكم الله [النساء: 11] وعليه الرسم المدنى والشامى.

ووجه (وصى) أنه معدى بالتضعيف ك وصّيكم به [الأنعام: 151، 152، 153]، وعليه باقى الرسوم (5).

ووجه الخطاب: مناسبة ربّنا وربّكم ولنآ أعملنا ولكم أعملكم [البقرة: 139][و] ء أنتم أعلم [البقرة: 140][و] عمّا تعملون [البقرة: 140].

ووجه الغيب: مناسبة فإن ءامنوا بمثل مآ ءامنتم به فقد اهتدوا وإن تولّوا فإنّما هم فى شقاق فسيكفيكهم [البقرة: 137].

ووجه قصر رؤف أنه صفة مشبهة على فعل، ففيها معنى الثبوت.

ووجه المد: أنه اسم فاعل للتكثير، ويوافق الرسم تقديرا، وعليه قوله:

نطيع نبيّنا ونطيع ربّا

هو الرّحمن كان بنا رءوفا (6)

ثم كمل (رءوف) فقال:

ص:

فاقصر وعمّا يعملون (إ) ذ (صفا)

(حبر)(غ) دا (ع) ونا وثانيه (ح) فا

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (149)، الإعراب للنحاس (2/ 219)، الإملاء للعكبرى (1/ 39)، البحر المحيط (1/ 414)، التبيان للطوسى (1/ 488)، التيسير للدانى (77)، تفسير الطبرى (3/ 122).

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (149)، الإعراب للنحاس (1/ 220)، البحر المحيط (1/ 427)، التبيان للطوسى (2/ 5)، التيسير للدانى (77)، تفسير الطبرى (3/ 172)، تفسير القرطبى (2/ 158).

(3)

فى م، ص: الناظم.

(4)

فى م: أم يقولون.

(5)

فى ص: باقى المرسوم، وفى م: بقية المرسوم.

(6)

البيت لكعب بن مالك الأنصارى فى ديوانه ص (236)، ولسان العرب (رأف)، وتاج العروس، (رأف)، وبلا نسبة فى مقاييس اللغة (2/ 471).

ص: 186

ش: أى: قرأ ذو همزة (1)(إذ) نافع ومدلول (صفا) أبو بكر وخلف و (حبر) ابن كثير وأبو عمرو وغين (غدا) رويس وعين (عونا) حفص عمّا يعملون ولئن أتيت [البقرة:

144، 145] بياء الغيب والباقون (2) بتاء الخطاب.

وانفرد (3) ذو حاء (حفا) أبو عمرو بالغيب فى يعملون ومن حيث

[البقرة:

149، 150].

تنبيه:

عمّا يعملون [البقرة: 144]، هو الواقع بعد لرءوف [البقرة: 143] وفهم من الترتيب، [والغيب](4) من الإطلاق.

وجه الخطاب توجيهه للمؤمنين؛ مناسبة لقوله [تعالى:](5) وحيث ما كنتم فولّوا وجوهكم [البقرة: 150]، فى الأولى.

وفى الثانية: مناسبة (6) لطرفيه وهو (7): فولّ وجهك شطر المسجد الحرام [البقرة:

149]، والمراد هو وأمته، وقد صرح [به] (8) فى: وحيث ما كنتم الآية [البقرة: 150].

ووجه الغيب: توجيهه (9) لأهل الكتاب؛ مناسبة لقوله تعالى: وإنّ الّذين أوتوا الكتب الآية [البقرة: 144].

وفى الثانى: مناسبة الّذين ءاتينهم الكتب يعرفونه الآية [البقرة: 146]، وقدم يعملون [البقرة: 144] الثانى للضرورة على قوله:

ص:

وفى مولّيها مولّاها (ك) نا

تطوّع التّا يا وشدّد مسكنا

ش: أى: قرأ ذو كاف (كنا)(ابن عامر) هو مولّاها [البقرة: 148] بمفتوحة (10) وألف بعدها، والباقون (11) بكسر اللام (12) وياء بعدها، وأغناه لفظ القراءتين عن تقييدهما.

(1) فى م، ص: همز.

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (150)، البحر المحيط (1/ 430)، التبيان للطوسى (2/ 13)، التيسير للدانى (77)، تفسير القرطبى (2/ 161)، الحجة لأبى زرعة (116)، الغيث للصفاقسى (142)، الكشاف للزمخشرى (1/ 101)،، الكشف للقيسى (1/ 268)، تفسير الرازى (2/ 23)، النشر لابن الجزرى (2/ 223).

(3)

فى م، ص: وقرأ.

(4)

سقط فى م، ص.

(5)

سقط فى م، ص.

(6)

فى م، ص: ومناسبة.

(7)

فى د: وهو قوله.

(8)

سقط فى د.

(9)

فى د: فوجهه.

(10)

فى م، ص: بلام مفتوحة.

(11)

ينظر: إتحاف الفضلاء (150)، الإملاء للعكبرى (1/ 40)، البحر المحيط (1/ 437)، التبيان للطوسى (2/ 23)، التيسير للدانى (77)، تفسير القرطبى (2/ 164)، الحجة لأبى زرعة (117).

(12)

فى د: الميم.

ص: 187

ووجه مولّاها: أنه اسم مفعول، وفعله [متعد إلى مفعولين،](1) فقام أول مفعوليه مقام الفاعل المحذوف فاستتر، وهو عائد على (2) ضمير مضاف «كل» ، وأضيف إلى مفعوله (3) تخفيفا، أصله: مولى إياها.

والتقدير: ولكل فريق وجهة، أو الفريق مولى الجهة، ووحد (4) على لفظ «الفريق» .

ووجه الكسر: أنه اسم فاعل، وهو ضمير [اسم] (5) الله تعالى أو الفريق: والمفعول الأول محذوف، تقديره: موليه إياها، ومعناه: الله تعالى مولى الفريق الجهة، أو الفريق مولى وجهه الجهة.

ثم كمل (تطوع) فقال:

ص:

(ظ) بى (شفا) الثّانى (شفا) والرّيح هم

كالكهف مع جاثية توحيدهم

ش: أى: قرأ ذو ظاء (ظبى) يعقوب ومدلول (شفا) حمزة والكسائى وخلف أن يطوف بهما ومن يطّوع خيرا [البقرة: 158] وهو الأول بياء مثناة تحت وتشديد الطاء وسكون العين.

وكذلك قرأ مدلول (شفا) فى (الثانى) وهو فدية طعام مسكين فمن يطّوع [البقرة:

184].

وقرأ الباقون بالتاء المثناة فوق وتخفيف الطاء والعين.

وقال «مسكنا» لا «جازما» ؛ لئلا يحتمل الضد.

وقيد التاء؛ لخروج الضد عن المصطلح.

وجه السكون: أنه مضارع «تطوع» أدغمت التاء فى الطاء لما تقدم، مجزوم بأداة الشرط (6)، وهو أحد صيغتى الاستقبال وطابق (7) الشرط.

ووجه ضده: أنه ماض [اكتفى](8) بقرينة أداة الشرط؛ لأنها تنقل معناه إلى الاستقبال، وموضعه جزم، ويحتمل «من» الموصولة، فلا موضع له منفردا، والفاء بمعنى العموم، والتاء فيها تاء التفعل، وهو على حد «توسد» ، واختيارى الماضى؛ للخفة والعموم.

ثم كمل الريح فقال:

(1) فى ص: متعدى إلى فعلين.

(2)

زاد فى م، ص: هو.

(3)

فى م، ص: مفعوليه.

(4)

فى ز، د: وجه.

(5)

فى ط: ما بين المعقوفين من الجعبرى.

(6)

فى م: بإرادة الشرط.

(7)

فى م، ص: فطابق.

(8)

سقط فى م.

ص: 188

ص:

حجر (فتى) الاعراف ثانى الرّوم مع

فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع

واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ث) نا

وصاد الاسرا الأنبيا سبا (ث) نا

ش: أى: اختلف فى الريح هنا وفى الأعراف، وإبراهيم، والحجر، وسبحان، [والكهف] (1): والأنبياء، والفرقان، والنمل، وثانى الروم، وسبأ، وفاطر، وص، والشورى، والجاثية، فقرأ مدلول (شفا) حمزة وعلى (2) وخلف (3) المعبر عنهم ب «هم» بالتوحيد فى البقرة وتصريف الريح [164]، وفى الكهف تذروه الريح [45] وبالجاثية تصريف الريح [5]، ووحد مدلول (فتى) حمزة وخلف، وأرسلنا الريح لواقح فى الحجر [22].

ووحد ذو دال (دم) ابن كثير ومدلول (شفا) وهو الذى يرسل الريح بالأعراف [:

57] والله الذى يرسل الريح فتثير سحابا ثانى [الروم: 46]، والله الذى أرسل الريح فتثير سحابا [بفاطر: 9]، ومن يرسل الريح بالنمل [الآية: 63].

ووحد ذو دال (دع) ابن كثير وهو الذى أرسل الريح فى الفرقان (4)[الآية: 48]:

والباقون بالجمع فى كل ما ذكر.

وقرأ ذو همزة (إذ) نافع وثاء (ثنا) أبو جعفر اشتدت به الرياح فى إبراهيم [الآية:

18]، وإن يشأ يسكن الرياح بالشورى [الآية: 33] بالجمع فيهما.

وقرأ ذو ثاء (ثنا)(5) أبو جعفر [بالجمع](6) أيضا فى فسخرنا له الرياح بص [الآية:

36]، ولسليمان الرياح بالأنبياء [الآية: 81]، وقاصفا من الرياح بالإسراء [الآية:

69] ولسليمان الرياح غدوها بسبأ [الآية: 12].

واختلف عنه فى قوله تعالى فى الحج أو تهوى به الرّيح [الآية: 31]:

فروى ابن مهران وغيره من طريق ابن شبيب عن الفضل (7) عن ابن وردان بالجمع.

وكذلك روى الجوهرى والمغازلى [من طريق الهاشمى](8) عن إسماعيل عن ابن جماز كلاهما عنه بالجمع فيه.

(1) سقط فى د.

(2)

فى م، ص: والكسائى.

(3)

ينظر: البحر المحيط (1/ 467)، التبيان للطوسى (2/ 54)، التيسير للدانى (78)، تفسير القرطبى (2/ 198)، الحجة لابن خالويه (91)، الغيث للصفاقسى (144)، الكشاف للزمخشرى (1/ 106)، الكشف للقيسى (1/ 270، 271).

(4)

فى م، ص: بالفرقان.

(5)

فى م: ذو ثنا ثا.

(6)

سقط فى د، ز.

(7)

فى د: الفضيل.

(8)

سقط فى م.

ص: 189

والباقون بالإفراد فيما ذكر من قوله: (واجمع بإبراهيم

) [الأبيات](1).

تنبيه:

واتفقوا على جمع أن يرسل الرّياح مبشّرت أولى الروم [الآية: 46] وتوحيد الرّيح العقيم بالذاريات [الآية: 41].

والريح: الهواء المتحرك، وهى مؤنثة، وأصلها الواو؛ لقولهم: رويحة (2) قلبت (3) فى الواحد؛ لسكونها وانكسار ما قبلها، وفى الجمع؛ لانكسار ما قبلها. وهذه منها ما المراد منه (4) الجمع، وهى: البقرة [164]، والشريعة [الجاثية: 5] وإبراهيم [18]، والإسراء [69]، والحجر [25]، والكهف [45]، والأنبياء [81]، وسبأ [12] وص [36]، والشورى [33].

ومنها ما المراد منه الواحد وهو: الأعراف [57]، والفرقان [48]، والنمل [63]، والروم [46]، وفاطر [9]؛ لأنها التى تتقدم المطر وهى الجنوب؛ إذ هى التى تجمعه، والشمال تقصره فهى مقاربة (5).

[فوجه](6) التوحيد فى مواضع التوحيد: الحقيقة، وفى مواضع الجمع: أنه جنس، فمعناه الجمع: كقولهم (7): جاءت الريح من كل مكان.

ووجه الجمع فى مواضع الجمع: الحقيقة، ومواضع التوحيد: اعتبار التكرر (8) والصفات: من كونها حارة وباردة، [وعاصفة](9) ولينة، ورحمة وعذابا.

ووجه التخصيص: التنبيه على جواز الأمرين.

ووجه الإجماع: على جمع أولى (10)«الروم» وتوحيد «الذاريات» : أن المبشرات ثلاث (11): الجنوب، والشمال، والصبا، تنفس عن المكروب، والمهلكة واحدة:

الدبور؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور» (12)، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم عند هبوب الريح:«اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» (13).

(1) سقط فى م، ص.

(2)

فى د: ريحه.

(3)

فى م، ص: قلبت ياء.

(4)

فى م، ص: منها.

(5)

فى م، ص: مقارنة.

(6)

فى م، ص: وجه، وسقط فى م.

(7)

فى م، ص: كقولك.

(8)

فى د: التكرار.

(9)

سقط فى م، ص.

(10)

فى م، ص: أول.

(11)

فى م، ص: ثلاثة.

(12)

أخرجه البخارى (2/ 520) كتاب الاستسقاء باب قول النبى صلى الله عليه وسلم (1035) ومسلم (2/ 617) كتاب صلاة الاستسقاء باب فى ريح الصبا والدبور (17/ 900) عن ابن عباس.

(13)

أخرجه أبو يعلى (4/ 341)(2456) والطبرانى فى الكبير (11/ 213، 214)(11533) من طريق حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ: «اللهم إنى أسالك خير هذه الريح، وخير ما أرسلت

ص: 190

وإلى خلاف أبى جعفر أشار بقوله:

ص:

والحجّ خلفه ترى الخطاب (ظ) لّ

(إ) ذ (ك) م (خ) لا يرون الضّمّ (ك) لّ

ش: أى: قرأ ذو ظاء (ظل) يعقوب وهمزة (إذ) نافع وكاف (كم) ابن عامر ولو ترى الذين ظلموا [البقرة: 165]- بتاء (الخطاب).

واختلف عن ذى حاء (حلا) ابن وردان:

فروى ابن شبيب من طريق النهروانى عنه بالخطاب، وروى غيره بالغيب كالباقين (1).

وقرأ ذو كاف (كل)(2) ابن عامر يرون العذاب [البقرة: 165] بضم الياء، والباقون (3) بفتحها.

وجه (الخطاب ترى): توجيهه إلى النبى صلى الله عليه وسلم، وبشرى إلى أمته على حد ولو ترى إذ وقفوا على ربّهم [الأنعام: 30].

أو إلى الإنسان؛ ليرتدع العاصى ويقوى الطائع.

أو (4) الظالم؛ تخويفا له.

ووجه الغيب: [إسناد](5) الفعل إلى الظالم؛ لأنه المقصود بالوعيد (6) والتهديد، أو إلى متخذى (7) الأنداد.

ووجه ضم الياء: بناؤه للمفعول من «أراه» (8) على حد يريهم الله [البقرة: 167].

ووجه فتحها: بناؤه للفاعل على حد وإذا رءا الّذين ظلموا [النحل: 85].

ص:

أنّ وأنّ اكسر (ثوى) وميته

والميتة اشدد (ث) ب والارض الميّته

ش: أى قرأ مدلول (ثوى) يعقوب وأبو جعفر إن القوة لله جميعا وإن الله [البقرة: 165] بكسر همزة «إن» [فيهما على تقدير «لقالوا» فى قراءة الغيب، أو «لقلت» (به اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا، اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» وأعله ابن عدى فى الكامل (2/ 353) بحسين بن قيس، ونقل تضعيفه عن أحمد والنسائى.

وأخرجه الشافعى فى مسنده (1/ 344)(502) من طريق آخر عن ابن عباس، وذكره الحافظ فى التلخيص (2/ 188، 189) وعزاه للشافعى فى الأم (1/ 253) وفى إسناده راو مبهم وهو شيخ الشافعى وأظنه إبراهيم بن أبى يحيى وهو متروك.)

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (151)، الإعراب للنحاس (1/ 227)، الإملاء للعكبرى (1/ 43)، البحر المحيط (1/ 471)، التبيان للطوسى (2/ 61)، تفسير الطبرى (3/ 382)، الحجة لأبى زرعة (119)، السبعة لابن مجاهد (173).

(2)

فى ص: كم.

(3)

ينظر: إتحاف الفضلاء (151)، الإملاء للعكبرى، (1/ 43)، البحر المحيط (1/ 471)، التبيان للطوسى (2/ 61)، التيسير للدانى (78)، تفسير القرطبى (2/ 205)، السبعة لابن مجاهد (173).

(4)

فى م: أو إلى.

(5)

سقط فى ز.

(6)

فى ز، د: بالتوحيد.

(7)

فى م، ص: متخذ.

(8)

فى م: إيجازا من أراده، وفى د: إيجازا من أراه.

ص: 191

فى قراءة الخطاب.

ويحتمل أن يكون للاستئناف على أن جواب «لو» محذوف، أى: لرأيت- أو لرأوا- أمرا عظيما] (1).

وقرأ الباقون (2) بفتحهما [على تقدير: لعلموا أو لعلمت](3).

وتقدم خطوت [البقرة: 168] ويأمركم [البقرة: 169] وبل نتّبع [البقرة:

170].

وقرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر (4)(ميتة)، و (الميتة) حيث وقع بالتشديد، فوقع الميّتة هنا [البقرة: 173]، والنحل [الآية: 115]، والمائدة [الآية: 3]، ويس [الآية: 33].

ووقع ميتة المؤنث فى موضعى الأنعام [الآية: 139]، ووافقه بعض على تشديد بعض فشرع فيه [فقال] (5):

ص:

(مدا) وميتا (ث) ق والانعام (ثوى)

(إ) ذ حجرات (غ) ث (مدا) و (ث) ب (أ) وى

ش: أى: اتفق مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر على تشديد وآية لهم الأرض الميّتة بيس [الآية: 33] وشدد ذو ثاء (ثق) أبو جعفر ميّتا المنكر المنصوب حيث وقع، وهو فى الأنعام [الآية: 122]، والفرقان [الآية: 49]، والزخرف [الآية: 11]، والحجرات [الآية: 49]، وق [الآية: 11].

وشدد مدلول (ثوى) أبو جعفر ويعقوب وذو ألف (إذ) نافع ميّتا بالأنعام [الآية:

122] خاصة، وشدد ذو غين (غث) رويس ومدلول (مدا) المدنيان ميّتا فى الحجرات [الآية: 12] والباقون بالتخفيف فى كل ما ذكر.

ثم كمل فقال:

ص:

(صحب) بميت بلد والميت هم

والحضرمى والسّاكن الأوّل ضم

ش: أى: قرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر وألف «إذ» نافع و [مدلول](صحب) حمزة

(1) ما بين المعقوفين زيادة من م، ص.

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (151)، الإعراب للنحاس (2/ 228)، البحر المحيط (1/ 471)، التبيان للطوسى (2/ 61)، تفسير الطبرى (3/ 282)، تفسير القرطبى (2/ 205)، المجمع للطبرسى (1/ 244).

(3)

زيادة من م، ص.

(4)

ينظر: إتحاف الفضلاء (152)، البحر المحيط (1/ 486)، تفسير الطبرى (3/ 318)، تفسير القرطبى (2/ 216)، المجمع للطبرسى (1/ 256)، المعانى للفراء (1/ 102)، النشر لابن الجزرى (2/ 224).

(5)

زيادة من ص.

ص: 192

والكسائى وحفص وخلف (ميّت) المنكر المجرور، وهو سقنه لبلد مّيّت بالأعراف [الآية: 57] وإلى بلد مّيّت [الآية: 9] بفاطر بالتشديد، [وعمهما](1) بإضافته لبلد.

وقرأ هؤلاء ويعقوب الحضرمى الميت المحلى باللام المنصوب، وهو ثلاثة، والمجرور وهو خمسة وتخرج الحىّ من الميّت وتخرج الميّت من الحىّ بآل عمران [الآية:

27]، والنّوى يخرج الحىّ من الميّت ومخرج الميّت من الحىّ بالأنعام [الآية: 95] وو من يخرج الحىّ من الميّت ويخرج الميّت من الحىّ بيونس [الآية: 31]، وو حين تظهرون يخرج الحىّ من الميّت ويخرج الميّت من الحىّ بالروم [الآية: 18، 19]- بتشديد الياء، والباقون بإسكان الياء، فى الجميع [وكسرها](2).

واتفقوا على تشديد ما لم يمت وهو وما هو بميّت [إبراهيم: 17]، [و] بعد ذلك لميّتون [المؤمنون: 15]، [و] أفما نحن بميّتين [الصافات: 58]، وإنّك ميّت وإنّهم ميّتون [الزمر: 30].

تنبيه:

قيد (الميت) ب (بلد) العارى من الهاء، فخرج المتصل بها نحو: بلدة مّيتا [الفرقان:

49].

وقيد الميتة بالأرض؛ ليخرج الميتة بالنحل [الآية: 115]، والمائدة [الآية: 3].

والميت صفة الحيوان الزاهق الروح، و (الميتة): المؤنثة حقيقة ويوصف [به ما لا](3) تحله (4) حياة من الجماد مجازا.

وقال البصريون: أصله «ميوت» ك «سيود» بوزن «فيعل» ، وقلبت الواو ياء؛ لاجتماعهما وسبق أحدهما (5) بالسكون، [وأدغمت [فى] الأولى] (6) للتماثل، وهو بالسكون، وتخفيف المشدد لغة فصيحة لا سيما فى القليل المكسور، وعليها قوله صلى الله عليه وسلم:«المؤمنون هينون لينون» (7)، وجمعهما (8) قول (9) الشاعر:

(1) سقط فى ص.

(2)

سقط فى م، ص.

(3)

فى م، ص: بها.

(4)

فى د: يحله.

(5)

فى م، ص: إحداهما.

(6)

فى م، ص: والأولى أدغمت.

(7)

أخرجه ابن المبارك فى الزهد ص (130) والبيهقى فى الشعب (6/ 272) (8128 عن مكحول مرسلا.

وأخرجه البيهقى فى الشعب (8129) والعقيلى فى الضعفاء (2/ 279) عن ابن عمر مرفوعا وفى إسناده عبد الله بن عبد العزيز بن أبى رواد وفى أحاديثه مناكير.)

(8)

فى م، ص: وجمعها.

(9)

فى د: فى قول.

ص: 193

ليس من مات فاستراح بميت

إنّما الميت ميّت الأحياء (1)

وقال المبرد: لغة التخفيف شاملة من مات ومن (2) لم يمت، وعليه دل البيت.

وقال أبو عمرو: ما مات خفيف، وعكسه عكسه.

وقال الفراء: الميت مخفف ومثقل إذا كان ميتا والغالب على المحرمة (3) والبقاع التخفيف.

وجه تخفيف المختلف كله، وتشديده لغتاهما.

ووجه تخفيف بعض الحقيقى، والمجازى، وتشديد بعضهما: التنبيه على [جواز](4) كل فيهما.

ووجه اتفاق تشديد ما لم يمت: بشبهة (5) منع تخفيفه، وليجمع [معهم](6) تخفيف المختلفة، ويتبع معهم تشديده.

ثم كمل الساكن الأول فقال:

ص:

لضمّ همز الوصل واكسره (ن) ما

(ف) ز غير قل (ح) لا وغير أو (حما)

والخلف فى التّنوين (م) ز وإن يجرّ

(ز) ن خلفه واضطرّ (ث) ق ضمّا كسر

ش: أى: ضم الحرف الساكن الأول من [أول](7) الساكنين المنفصلين إن (8) كان صحيحا [أو](9) لينا وهو من أحد حروف «لتنود» .

وسواء كان الثانى مظهرا أو مخفيا (10) إن تلاه مضموم ضمة لازمة متصل؛ المكون (11) عنهم على تخصيص يأتى عن بعضهم، وكسره ذو نون (نما) عاصم وفاء (فز) حمزة، ومدلول (حما) أبو عمرو ويعقوب، إلا أنه استثنى [(قل).

واستثنى هو ويعقوب (أو).

وكسر أبو عمرو] (12) سوى (أو) وضمه ذو ميم (من) ابن ذكوان إن كان أحد الخمسة، واختلف عنه فى التنوين:

(1) البيت لعدى بن الرعلاء فى تاج العروس (5/ 101)(موت)، ولسان العرب (2/ 91)(موت)، وبلا نسبة فى تهذيب اللغة (14/ 343)، وتاج العروس (حيى)، والتنبيه والإيضاح (1/ 173).

(2)

فى ز: وما.

(3)

فى م، ص: التجربة.

(4)

سقط فى م، ص.

(5)

فى ز، د، ص: شبهه.

(6)

سقط فى م، ص.

(7)

سقط فى م، ص.

(8)

فى م، ص: إذا.

(9)

سقط فى ص.

(10)

فى د، ز: مخفى.

(11)

فى ص: للمسكوت، وفى م: السكون.

(12)

فى م: قل لأبى عمرو واستثنى له هو ويعقوب أو فكر أبو عمرو.

ص: 194

فروى النقاش عن الأخفش كسره مطلقا حيث [أتى](1).

وكذلك ذكره أبو العلاء عن الرملى عن الصورى.

ورواه العراقيون عن ابن الأخرم عن الأخفش، واستثنى كثير عن ابن الأخرم برحمة ادخلوا الجنة فى الأعراف [الآية: 49] وخبيثة اجتثت فى إبراهيم [الآية: 26] فضم التنوين فيهما.

وكذلك قرأ الدانى من طريقه، ولم يذكر المهدوى وابن شريح غيره.

وروى الصورى من طريقيه الضم مطلقا لم يستثن شيئا، وهما صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه، رواهما غير واحد، وضمه أيضا ذو زاى (زن) قنبل فى الخمسة.

واختلف عنه فى التنوين إذا كان عن جر نحو: خبيثة اجتثّت [إبراهيم: 26].

فروى ابن شنبوذ عنه الكسر فيه وضمه فى غيره.

هذا هو الصحيح من طريق ابن شنبوذ كما نص عليه الدانى وسبط الخياط فى «المبهج» وابن سوار وغيرهم، وضم ابن مجاهد عن قنبل جميع التنوين.

فاللام قل انظروا [بيونس [الآية: 101] وقل ادعوا الله بسبحان [الإسراء: 110].

والتاء قالت اخرج [يوسف: 31].

والنون فمن اضطر [البقرة: 173، المائدة: 3]، ولكن انظر إلى الجبل [الأعراف: 143] وأن اغدوا على حرثكم [القلم: 22].

والواو أو اخرجوا من دياركم [النساء: 66]، وأو ادعوا الرحمن [الإسراء: 110]، وأو انقص منه [المزمل: 3] فقط فى الثلاث (2).

والدال نحو: ولقد استهزئ بالأنعام [الآية: 10]، والأنبياء [الآية: 41].

والتنوين اثنا عشر: فتيلا انظر [النساء: 49، 50]، وو غير متشابه انظروا [الأنعام:

99]، وبرحمة ادخلوا الجنة [الأعراف: 49]، ومبين اقتلوا يوسف [يوسف: 8، 9] وكشجرة خبيثة اجتثت [إبراهيم: 26]، وو عيون ادخلوها [الحجر: 45، 46]، وكان محظورا انظر [الإسراء: 20، 21]، ورجلا مسحورا انظر [الفرقان: 8، 9]، وعذاب اركض [ص: 41، 42]، ومنيب ادخلوها [ق: 33، 34].

وفى الضابط قيود: فالمنفصلان خرج به المتصلان من كلمة. وبالصحيح واللين خرج به

(1) سقط فى م.

(2)

فى م، ص: الثلاثة.

ص: 195

المدى نحو: ءامنوا انظرونا [الحديد: 13] للواصل؛ فإن (1) حكمه الحذف، ولا يرد هذا على الناظم (2)؛ لأن الكلام فى حكم أول الساكنين الباقيين؛ لأن وجود الحركة فرع وجود الحرف.

ومن حروف «لتنود» بيان للواقع، وإلا فالحكم عام، وأيضا هو معلوم منها.

ومظهرا كان الثانى أو مخفيا تنويع.

وبأن تلاه حرف مضموم- عبر عنه الناظم بضم همز الوصل- خرج نحو: ولمن انتصر [الشورى: 41] وأن اضرب بعصاك [الأعراف: 160] بضمة لازمة.

والمراد بها: ما استحقه الحرف باعتبار ذاته وصيغته أو مثلها ليست إعرابا.

ولا تابعة، خرج به العارضة نحو: أن امشوا [ص: 6] فالضمة منقولة إليها.

أو مجتلبة بغلم اسمه [مريم: 7] وعزيز ابن [التوبة: 30] للمنون؛ لأنها حركة إعراب [و] إن امرؤا [النساء: 176]؛ لأنها تابعة لحركة الإعراب.

ومنه: أن اتّقوا [النساء: 131]؛ لأن أصله «اتقيوا» .

وإنما قلنا باعتبار صيغته؛ لئلا يرد ذهاب ضمة اخرج (3) فى الماضى و «استهزأ» فى بنائه للفاعل.

لأن مفهوم اللزوم [ما لا ينفك والمراد لا ينفك](4) عن هذه الصيغة لا الكلمة.

وقلنا: أو مثلها، أى: يستحق مثل الضمة الحاصلة عليه؛ لئلا يرد أن اغدوا [القلم:

22] على أحد المذهبين؛ لأن أصله «اغدووا» ، ولا حاجة إليه على المذهب الآخر (5).

وخرج بمتصل وهو أن يكون الثالث من كلمة الساكن الثانى قل الرّوح [الإسراء:

85]، وغلبت الرّوم [الروم: 2]، وإن الحكم [يوسف: 40].

توجيه: (6) إذا اجتمع ساكنان على غير حدهما، فلا بد من تحريك أو حذف، وأصل الحركة الكسرة، والأصل تغيير الأول؛ لأنه غالبا فى محل التغيير، وهو الطرف، وقد يلتزم الأصل، ويترك، ويتساوى، ويرجح عليه.

وجه الكسر: الأصل، وفارقت الهمزة بالاتصال (7).

ووجه الضم: إما اتباع لضمة العين؛ استثقالا لصورة (8) فعل عند ضعف الحاجز

(1) فى م: فإنه.

(2)

فى ص: النظم.

(3)

فى م: إخراج.

(4)

فى د، ز: ما لا ينقل والمراد لا ينقل.

(5)

فى م، ص: الثانى.

(6)

فى م، ص: تنبيه.

(7)

فى م، ص: بالانفصال.

(8)

فى م: استقلالا بصورة.

ص: 196

بالسكون، وهو الأكثر، وإما لوقوعها موقع المضموم.

ووجه اشتراط اللزوم والاتصال: تقوية السبب على نسخ الأصل.

ووجه تخصيص الضم بالواو واللام: زيادة ثقل فعل الذى هو وزن: قل ادعوا [الإسراء: 110]، وقوة سبب الإتباع، وزيادة [ثقل](1) كسر الواو على ضمها.

[ووجه](2) تخصيص الواو: زيادة ثقل كسرتها على ضمتها (3).

ووجه تخصيص التنوين بالكسر: عدم قراره على حالة؛ فقوى بلزوم الأصل.

ووجه خلف البزى (4) فى المجرور: الجرى على أصله، والتنبيه على الجواز.

وقوله: (واضطر ثق).

أى: (كسر) ذو ثاء (ثق) أبو جعفر طاء فمن اضطر حيث وقع.

واختلف عنه فى إلّا ما اضطررتم إليه [الأنعام: 119].

فروى النهروانى وغيره عن الفضل عن عيسى كسره.

وروى غيره [عنه](5) الضم كالباقين (6).

ووجه الكسر بعد الضم: قصد الخفة؛ لأنه أخف من توالى ضمتين.

وإلى الخلاف أشار بقوله:

ص:

وما اضطرر خلف (خ) لا والبرّ أن

بنصب رفع (ف)[ى](ع) لا موص (ظ) عن

ش: أى: قرأ ذو فاء (فى) حمزة وعين (علا) حفص لّيس البرّ أن تولّوا [البقرة:

177] بنصب (البر)، والباقون (7) برفعه، وإنما قيد النصب للمفهوم.

وجه الرفع جعله اسم «ليس» ترجيحا لتعريف اللام على الإضافة؛ لأن السراية من الأول أقوى، وعدم العمل دليل قوة الامتزاج.

ووجه النصب: جعله خبر «ليس» ، ترجيحا لتعريف الإضافة، وقد علم (8) محل

(1) سقط فى م، ص.

(2)

فى ص: وجه. وسقط فى م.

(3)

فى ص: ضمها.

(4)

فى ص: قنبل، وفى م: ابن ذكوان.

(5)

سقط فى م.

(6)

ينظر: إتحاف الفضلاء (153)، الإعراب للنحاس (1/ 229)، البحر المحيط (1/ 490)، التبيان للطوسى (2/ 83)، تفسير القرطبى (2/ 225)، المجمع للطبرسى (1/ 256).

(7)

ينظر: الإعراب للنحاس (1/ 230)، الإملاء للعكبرى (1/ 45)، البحر المحيط (2/ 2)، التبيان للطوسى (2/ 94)، التيسير للدانى (79) تفسير القرطبى (2/ 238)، الحجة لابن خالويه (92)، الحجة لأبى زرعة (123).

(8)

فى ز، م، ص: وعلم.

ص: 197

الخلاف من لفظه.

وخرج وو ليس البرّ بأن [البقرة: 189]؛ لأنه بالباء، وتقدم ولكنّ البرّ [البقرة:

177].

ثم كمل فقال:

ص:

صحبة ثقّل لا تنوّن فدية

طعام خفض الرّفع (م) ل (إ) ذ (ث) بّتوا

ش: أى: قرأ ذو ظاء (ظعن) يعقوب [ومدلول (صحبة) حمزة والكسائى وأبو بكر وخلف](1) - فمن خاف من موصّ [البقرة: 182] بفتح الواو وتشديد الصاد، والباقون (2) بسكون الواو وتخفيف الصاد.

وقرأ ذو ميم (مل) ابن ذكوان وألف (إذ) نافع وثاء (ثبتوا) أبو جعفر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام [البقرة: 184] بحذف تنوين فدية (وخفض) طعام.

والباقون (3) بثبوت التنوين ورفع طعام.

وقيد الخفض؛ لأجل المفهوم.

ووجه تشديد موص [البقرة: 182]؛ أنه اسم فاعل من «وصى» .

ووجه التخفيف بناؤه من «أوصى» .

ووجه تنوين فدية: أنها (4) غير مضافة، وطعام [عطف بيان](5)، أو بدل، أو خبر «هى» .

ولما كانت عامة، والمعنى على الخصوص، بينها؛ بأنها طعام لا شاة ولا غيرها.

ووجه عدمه: أنه خصها بإضافتها إلى جنسها على حد «خاتم حديد» .

ص:

مسكين اجمع لا تنوّن وافتحا

(عمّ) لتكملوا اشددن (ظ) نّا (ص) حا

ش: أى: قرأ مدلول [(عم)](6) نافع وابن عامر وأبو جعفر مساكين بجمع التكسير،

(1) فى م: وحمزة والكسائى وأبو بكر وخلف وهم صحبة.

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (154)، الإعراب للنحاس (1/ 234)، الإملاء للعكبرى (1/ 46)، البحر المحيط (2/ 24)، التبيان للطوسى (2/ 111)، التيسير للدانى (79)، تفسير الطبرى (3/ 405)، تفسير القرطبى (2/ 269).

(3)

ينظر: إتحاف الفضلاء (154)، الإعراب للنحاس (1/ 236)، الإملاء للعكبرى (1/ 46)، البحر المحيط (2/ 37)، التبيان للطوسى (2/ 116)، تفسير الطبرى (3/ 438)، الحجة لابن خالويه (93).

(4)

فى م: أنه.

(5)

فى م، ص: عطف عليه.

(6)

سقط فى م، ص.

ص: 198

وفتح النون بغير تنوين، والباقون (1) بالتوحيد [والتنوين](2) وكسر النون.

وقرأ ذو ظاء (ظنا) يعقوب وصاد (صحا) أبو بكر ولتكمّلوا العدة بفتح الكاف وتشديد الميم، والباقون (3) بسكونها، وتخفيف الميم (4).

وعلم سكون الكاف للمخفف من اللفظ، [وفتحها من إجماع النظير](5).

وجه جمع مساكين مناسبة وعلى الّذين [البقرة: 184]؛ لأن الواجب على جماعة إطعام جماعة.

ووجه التوحيد (6)[بيان](7) أن الواجب على كل واحد إطعام واحد، وهو مجرور بالإضافة عليهما (8)، بمعنى: الإطعام، والمطعوم، وصحت لمآله إليهم؛ فجرى فى التوحيد مجرى المنصرف فكسر [و] نون.

وجرى فى الجمع مجرى ما لا ينصرف للصيغة القصوى؛ ففتح فى الجر ومنع [من](9) التنوين.

ووجه تشديد (تكملوا): أنه مضارع [كمّل» ووجه التخفيف: أنه مضارع «أكمل»](10).

وتقدم لأبى جعفر (11) ضم سين العسر واليسر.

ص:

بيوت كيف جا بكسر الضّمّ (ك) م

(د) ن (صحبة)(ب) لى غيوب (ص) ون (ف) م

ش: أى: اختلف فى جمع التكسير إذا كان على وزن «فعول» ، وكانت عينه ياء [و] الواقع منه فى القرآن خمسة (بيوت)، و (الغيوب)، و (عيون) حيث وقعن [و](جيوبهن) و (شيوخا).

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (154)، الإعراب للنحاس (1/ 236)، الإملاء للعكبرى (1/ 46)، البحر المحيط (2/ 37)، التيسير للدانى (79)، تفسير الطبرى (3/ 440)، تفسير القرطبى (2/ 287)، الحجة لابن خالويه (93).

(2)

سقط فى م.

(3)

ينظر: إتحاف الفضلاء (154)، الإعراب للنحاس (1/ 239)، البحر المحيط (2/ 45)، التبيان للطوسى (2/ 120)، التيسير للدانى (79)، تفسير القرطبى (2/ 305)، الحجة لابن خالويه (93)، الحجة لأبى زرعة (126).

(4)

فى د: وتخفيف اللام.

(5)

فى م، ص: ومن إجماع النظير على فتحها.

(6)

فى ص: التنوين.

(7)

سقط فى م.

(8)

فى ص: إليها، وفى م: اليها.

(9)

سقط فى د.

(10)

ما بين المعقوفين سقط فى د.

(11)

فى د: لأبى الحفص.

ص: 199

فقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر ودال (دن) ابن كثير ومدلول (صحبة) حمزة والكسائى وأبو بكر وخلف وباء (بلى) قالون- بكسر باء (1)(بيوت) كيف جاء نحو: بأن تأتوا البيوت [البقرة: 189] وبيوت النبى [الأحزاب: 53]، وغير بيوتكم [النور: 27]، [وو لا تدخلوا بيوتا] (2) [النور: 27]، والباقون بضم الباء.

وقرأ ذو صاد (صون) أبو بكر وفاء (فم) حمزة بكسر الغين من الغيوب حيث وقع.

ثم كمل فقال:

ص:

عيون مع شيوخ مع جيوب (ص) ف

(م) ز (د) م (رضا) والخلف فى الجيم (ص) رف

ش: أى: كسر ذو صاد (صرف)(3) أبو بكر وميم (مز) ابن ذكوان ودال (دم) ابن كثير ومدلول (رضى) حمزة والكسائى- العين من العيون معرفا أو (4) منكرا والشين [من] شيوخا [غافر: 67] والجيم من جيوبهن [النور: 31].

واختلف عن ذى صاد (صرف) أبى بكر فى الجيم من جيوبهنّ [النور: 31]:

فروى شعيب عن يحيى عنه ضمها.

وكذلك روى العليمى من طريقيه. وبه قرأ الباقون.

وروى أبو حمدون عن يحيى عنه كسرها.

وعلم عموم غيره من عطفه عليه.

وجه ضم الكل: الأصل فى الجمع كقلب وقلوب.

ووجه كسرها: مناسبة الياء؛ استثقالا لضم (5) الياء بعد ضمة، وهى لغة معروفة ثابتة ومروية؛ فلا يلتفت [إلى قول] (6) النحاس: الكسر يؤدى [إلى](7) بناء مرفوض؛ لأن المثبت مقدم، وإنما اغتفروه هنا؛ لأن الكسر عارض؛ للتخفيف.

ووجه التخصيص: الجمع.

تتمة:

تقدم الخلاف فى ولكنّ البرّ [البقرة: 177].

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (155)، الإملاء للعكبرى (1/ 49)، البحر المحيط (2/ 64)، التبيان للطوسى (2/ 140)، التيسير للدانى (80)، تفسير القرطبى (2/ 346)، الحجة لابن خالويه (93)، الحجة لأبى زرعة (127).

(2)

سقط فى م.

(3)

فى م، ص: صف.

(4)

فى م، ص: و.

(5)

فى م، ص: لضمه، وفى د: كضم الياء.

(6)

فى ص، م، د: لقول.

(7)

سقط فى م.

ص: 200

ص:

لا تقتلوا ومعا بعد (شفا)

فاقصر وفتح السّلم (حرم)(ر) شفا

ش: أى: قرأ مدلول [(شفا)](1) حمزة والكسائى وخلف ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلوكم فيه فإن قتلوكم [البقرة: 191] بفتح تاء الأول وياء الثانى وإسكان ثانيهما وضم ما بعدهما وحذف الألف [فى الثلاثة](2).

والباقون (3) بضم أول الأولين، وفتح ثانيهما، وكسر ثالثهما، وألف فى الثلاثة بين القاف، والتاء.

وعلم عدم الألف للمذكورين من قوله: (فاقصر) وإثباتها للمسكوت عنهم من ضد القصر، وهذا كاف للثالثة (4).

وتتمة قيود القراءتين فى الأولين (5)، فهمت من الإجماع، فالمد (6) من قوله: الّذين يقتلونكم [البقرة: 190] قبل ولا تقتلوهم [البقرة: 191].

وعنه (7) احتزر ب (بعد) وحذف النون مخصصة لكنه خفى.

وجه قصر الثلاثة: جعله من القتل؛ مناسبة لقوله تعالى: فاقتلوهم [البقرة: 191].

وأجمع عليه؛ لأن (8) جزاء البدأة بالقتال القتل لا القتال.

ومعنى يقتلوكم: فإن قتلوكم، [أى: بعضكم] (9)، وعليها الرسم.

ووجه المد جعله من «القتال» الذى للمشاركة؛ مناسبة لقوله تعالى: وقتلوهم حتّى [البقرة: 193].

وأجمع عليه؛ لأن الغرض إلجاؤهم للإسلام، وموافق للرسم تقديرا.

وقرأ مدلول (حرم) المدنيان والمكى نافع وابن كثير وأبو جعفر وراء (رشفا) الكسائى ادخلوا فى السّلم [البقرة: 208] بفتح السين، والباقون (10) بكسرها.

تتمة:

تقدم الخلاف فى: فلا رفث ولا فسوق ولا جدال [البقرة: 197] عند فلا خوف

(1) فى ص: قرأ ذو شفا، وسقط فى د.

(2)

فى د، ز: الثالثة.

(3)

ينظر: إتحاف الفضلاء (155)، الإعراب للنحاس (1/ 243)، الإملاء للعكبرى (1/ 49)، البحر المحيط (2/ 67)، التبيان للطوسى (2/ 145)، التيسير للدانى (80)، تفسير الطبرى (3/ 568)، تفسير القرطبى (2/ 352).

(4)

فى م، ص، د: للثلاثة.

(5)

فى م، ص: الأوليين.

(6)

فى م، ص: والمد.

(7)

فى ص: ومنه.

(8)

فى م: أن.

(9)

سقط فى م، ص.

(10)

ينظر: إتحاف الفضلاء (156)، الإملاء للعكبرى (1/ 52)، البحر المحيط (2/ 122)، التبيان للطوسى (2/ 185)، التيسير للدانى (80)، تفسير الطبرى (4/ 252)، الحجة لابن خالويه (95) الحجة لأبى زرعة (130)، السبعة لابن مجاهد (180).

ص: 201

عليهم [البقرة: 38]، وخلاف الكسائى فى إمالة (1) مرضات [البقرة: 207] والوقف عليها.

ثم كمل فقال:

ص:

عكس القتال (فى)(صفا) الأنفال (ص) ر

وخفض رفع والملائكة (ث) ر

ش: أى: و (عكس) ذو فاء (فى) حمزة ومدلول (صفا) أبو بكر وخلف وتدعوا إلى السلم فى القتال [محمد: 35] فقرءوا هنا (2) بالكسر.

وقرأ ذو صاد (صر) أبو بكر (3) فى الأنفال: وإن جنحوا للسّلم [الآية: 61] بالكسر والباقون بالفتح فيهما.

وقرأ ذو ثاء (ثر) أبو جعفر فى ظلل من الغمام والملائكة [البقرة: 210] بخفض التاء، عطفا على ظلل، والباقون (4) برفعها؛ عطفا على اسم الله.

وقيد الخفض؛ لأجل المفهوم، وأطلقه (5) على الجر وإن كان من ألقاب الإعراب؛ مسامحة.

قال يونس والأخفش وأبو عبيدة (6): «السلم» بالكسر: الإسلام.

وقال ابن السكيت: بالفتح: الصلح، وهذا الأفصح (7)، ويجوز فى الأول الفتح وفى الثانى الكسر.

والمراد فى البقرة: الإسلام؛ لأنهم إنما حضوا على الإسلام لا الصلح مع إقامتهم على الكفر، وفى الآخرين: الصلح.

وجه فتح الثلاثة وكسرها: الأخذ بإحدى اللغتين وكل (8) دائر بين الفصحى والفصيحة.

ووجه مغايرة الأنفال: التنبيه على الجواز. ووجه المغايرة بالأول الفصحى.

تتمة:

تقدم [الخلاف](9) فى ترجع الأمور [البقرة: 210].

(1) ينظر: الإملاء للعكبرى (1/ 52)، البحر المحيط (2/ 119)، الحجة لابن خالويه (95)، السبعة لابن مجاهد (180)، الكشف للقيسى (1/ 288).

(2)

فى م، ص: هناك.

(3)

فى م، ص: شعبة.

(4)

ينظر: إتحاف الفضلاء (156)، الإعراب للنحاس (2/ 251)، الإملاء للعكبرى (1/ 53)، البحر المحيط (2/ 125)، التبيان للطوسى (2/ 188)، تفسير الطبرى (4/ 261).

(5)

فى ص: وأطلق.

(6)

فى ز: وأبو عبيد.

(7)

فى م: الأصلح.

(8)

فى د: وكان.

(9)

سقط فى د.

ص: 202

ص:

ليحكم اضمم وافتح الضّمّ (ث) نا

كلا يقول ارفع (أ) لا العفو (حن) ا

ش: أى: قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر ليحكم هنا [البقرة: 213] وآل عمران [الآية:

23] وموضعى النور [الآيتان: 48، 51] بضم الياء وفتح الكاف فى الأربع على البناء للمفعول.

والباقون (1) بفتح الياء وضم الكاف على البناء للفاعل.

وقرأ ذو همزة (ألا) نافع حتى يقول الرسول [البقرة: 214] برفع اللام، والباقون (2) بنصبها.

وقرأ ذو حاء (حنا) أبو عمرو قل العفو [البقرة: 219] بالرفع (3) كلاهما من قوله:

«وأطلقا رفعا وغيبا» .

والباقون (4) بالنصب.

وجه «يحكم» لأبى جعفر: أنه مبنى للمفعول حذف عاطفه (5)؛ لإرادة عموم الحكم من كل حاكم.

ووجه الأخرى: إسناد الحكم إلى كل نبى، أى: ليحكم كل نبى.

و «حتى» ترد عاطفة بعضا على كل، [وتارة لآخر جزاء](6) وملاقية وغاية فى الجمل، ويقع المضارع بعد هذه؛ فيرتفع الحال تحقيقا أو حكاية، وينتصب المستقبل، تحقيقا بالنظر [للفعل](7) السابق.

و (يقول) هنا ماض بالنسبة إلى زمن الإخبار، حال باعتبار حكايته، مستقبل بالنظر إلى زمن الزلزلة.

ووجه (8) الرفع: أنه ماض بذلك الاعتبار، أو حكاية الحال الماضية حملا على المحققة

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (156)، الإعراب للنحاس (1/ 254)، البحر المحيط (2/ 136)، التبيان للطوسى (2/ 193)، تفسير القرطبى (3/ 32)، المجمع للطبرسى (2/ 306)، النشر لابن الجزرى (2/ 227).

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (156)، الإعراب للنحاس (1/ 255)، الإملاء للعكبرى (1/ 53)، البحر المحيط (2/ 140)، التبيان للطوسى (2/ 198)، التيسير للدانى (80)، تفسير الطبرى (4/ 290).

(3)

فى م، ص: وعلم الرفع.

(4)

ينظر: إتحاف الفضلاء (157)، الإعراب للنحاس (1/ 260)، الإملاء للعكبرى (1/ 55)، البحر المحيط (2/ 159)، التبيان للطوسى (2/ 212)، التيسير للدانى (80)، تفسير الطبرى (4/ 346، 347).

(5)

فى ص: حذف فاعله، وفى م: أى حذف فاعله.

(6)

فى د، ز، ص: وجارة لآخر حر.

(7)

سقط فى ص.

(8)

فى م، ص: وجه، وفى د: ووجب.

ص: 203

فى نص سيبويه: «مرض حتى لا يرجونه» .

ووجه النصب: أن حتى من حيث هى حرف جر لا تلى الفعل إلا مؤولا بالاسم؛ فاحتيج إلى تقرير مصدر، ولا يصح «أنّ» ؛ لاختصاصها بالاسم ولا «ما» لعمومها فتعينت (1)«أن» وهى من نواصب الأفعال ومخلصة للاستقبال؛ فلا تعمل إلا فيه.

و «يقول» (2) مستقبل بالنظر إلى [زمن](3) الزلزلة، فنصبته مقدرة جوابا للدلالة على نوعها وخصوصها، وأحالته إلى مصدر؛ فتوفر (4) على الجار مقتضاه.

وتحتمل (5)«حتى» الغاية فماض، والتعليل (6) فمستقبل.

ووجه رفع العفو [البقرة: 219] أنه خبر مبتدأ على الأفصح باعتبار الاسمية، أى:

يسألونك ما (7) الذى ينفقونه؟ قل الذى ينفقونه العفو أو هو العفو.

ووجه النصب: أنه مفعول على الأفصح؛ باعتبار الفعلية تقديره يسألونك أى شىء ينفقون؟ (8) قل: أنفقوا العفو.

وقدم العفو على قوله: إثم كبير [البقرة: 219]؛ للضرورة.

وتقدم تسهيل (9) لأعنتكم [البقرة: 220] للبزى.

ص:

إثم كبير ثلّث البا فى (رف) ا

يطهرن يطّهّرن (فى)(ر) خا (صفا)

ش: أى: قرأ ذو فاء (فى) حمزة وراء (رفا) الكسائى فيهما إثم كبير [البقرة: 219] بالمثلثة (10)، والباقون (11)[بالباء](12) الموحدة تحت.

وقرأ ذو فاء (فى) وراء (رخا) ومدلول (صفا)[حمزة والكسائى وأبو بكر وخلف](13) حتى يطّهّرن بفتح الطاء والهاء وتشديدهما.

والباقون (14) بسكون الطاء وضم الهاء وتخفيفهما.

(1) فى ز، د: فبقيت.

(2)

فى د: وتقول.

(3)

سقط فى م، ص.

(4)

فى د: فيؤول.

(5)

فى د: ويحتمل.

(6)

فى م: وتعليل.

(7)

فى م: عن.

(8)

فى م، ص: ينفقونه.

(9)

ينظر: إتحاف الفضلاء (157)، البحر المحيط (2/ 163)، التيسير للدانى (80)، الكشاف للزمخشرى (1/ 133)، الغيث للصفاقسى (161).

(10)

فى م: بالثاء المثلثة.

(11)

ينظر: الإعراب للنحاس (1/ 260)، الإملاء للعكبرى (1/ 55)، البحر المحيط (2/ 157، 158)، التبيان للطوسى (2/ 212)، التيسير للدانى (80)، تفسير الطبرى (4/ 328).

(12)

سقط فى د.

(13)

زيادة من م، ص.

(14)

ينظر: إتحاف الفضلاء (157)، الإملاء للعكبرى (1/ 55)، البحر المحيط (2/ 168)، التبيان للطوسى (2/ 219)، التيسير للدانى (80)، تفسير الطبرى (4/ 383)، تفسير القرطبى (3/ 88)

ص: 204

وأغناه لفظه بهما عن تقييده (1).

والكثير صفة الآحاد.

[والكبير صفة الواحد](2) بالعظم.

والإثم هنا بمعنى: الآثام بدليل ومنفع [البقرة: 219]؛ ولأنها أم الكبائر.

وجه المثلثة: اعتبار المعنى، أى: آثام كثيرة.

والموحدة (3): اعتبار اللفظة، أى: إثم عظيم.

ووجه تخفيف يطهرن [البقرة: 222]: أنه مضارع «طهرت» المرأة- وفتح الهاء أفصح من الضم- أى: شفيت من الحيض، واغتسلت.

ووجه تشديده: أنه مضارع «تطهّر» أى: اغتسل.

أصله «يتطهرن» أدغمت التاء؛ لاتحاد المخرج.

ص:

ضمّ يخافا (ف) ز (ثوى) تضار (حق)

رفع وسكّن خفّف الخلف (ث) د ق

ش: أى: قرأ ذو فاء (فز) حمزة ومدلول (ثوى)[يعقوب وأبو جعفر](4) إلا أن يخافا أن [البقرة: 229] بضم الياء، والباقون (5) بفتحها.

وقرأ مدلول (حق)(6) البصريان وابن كثير لا تضارّ والدة [البقرة: 233] بتشديد الراء وضمها، والباقون (7) بتشديدها [وفتحها](8) إلا ذا ثاء (ثر) أبو جعفر فروى عنه عيسى من غير طريق ابن مهران عن ابن شبيب، وابن جماز من طريق الهاشمى (9) عيسى من طريق ابن مهران وغيره عن ابن شبيب- تشديد (10) الراء، وفتحها فيهما.

الحجة لابن خالويه (96).

(1)

فى م، ص: تقييدها.

(2)

فى م، ص: بالزيادة وكذلك الكثيرة والكبيرة صفة واحد.

(3)

فى م، ص: وجه الموحدة.

(4)

فى م، ص: أبو جعفر ويعقوب.

(5)

ينظر: إتحاف الفضلاء (158)، الإعراب للنحاس (1/ 265)، الإملاء للعكبرى (1/ 56)، البحر المحيط (2/ 198)، التبيان للطوسى (2/ 242)، التيسير للدانى (80)، تفسير الطبرى (4/ 551).

(6)

فى م، ص: ذو حق.

(7)

ينظر: إتحاف الفضلاء (158) الإعراب للنحاس (1/ 268)، الإملاء للعكبرى (1/ 57)، البحر المحيط (2/ 214)، التبيان للطوسى (2/ 255)، التيسير للدانى (81)، تفسير الطبرى (5/ 47).

(8)

زيادة فى م، ص.

(9)

فى ص: وابن جماز من غير طريق الهاشمى تخفيف الراء مع إسكانها وكذلك ولا يضار كاتب وروى ابن جماز من غير طريق الهاشمى وعيسى من طريق ابن مهران

(10)

فى ص، د: بتشديد.

ص: 205

ولا [خلاف](1) عن العشرة فى المد للساكن (2).

وجه [ضم](3) يخافا: أن أصله: يخاف الحكام الزوجين على ألا يقيما؛ من المعدى لواحد بنفسه.

والثانى بالحرف على حد فإذا خفت عليه [القصص: 7]، ثم بنى للمفعول؛ اختصارا، فحذف الفاعل، وناب الزوجان؛ لكونهما مفعولا صريحا.

ثم حذف على الصورة.

[وأما]«أن» فموضعها نصب عند سيبويه للمباشرة، وجر عند الخليل والكسائى بالمقدرة.

ويجوز أن يكون (4): ألّا يقيما [البقرة: 229] بدل اشتمال من الزوجين كخيف (5) بكر تركه حدود الله، ويكون معدى [إلى واحد](6).

ووجه الفتح: أنه بناء للفاعل، وأسنده إلى ضمير الزوجين المفهومين من السياق، وأوقعه (7) على ألّا يقيما من المعدى إلى واحد.

وأما تضآرّ [البقرة: 233] فالحجازيون وأسد يفتحون كل مضاعف مدغم مجزوم، وتميم وكثير من قيس يكسرونه، وبعضهم يضم مضموم الأول وعليه قوله:

فغضّ الطّرف إنّك من نمير

فلا كعبا بلغت ولا كلابا (8)

فوجه (9) الرفع أن «لا» نافية ومعناه: النهى؛ طلبا لمشاكلة الطرفين، وجاز أن يكون جزما اتباعا على التميمية.

[ووجه](10) الفتح: جزمه ب «لا» الناهية [مناسبة للثانى](11).

(1) سقط فى م.

(2)

فى م، ص: للساكنين.

(3)

سقط فى م.

(4)

فى د: تكون.

(5)

فى ص: كخفيف.

(6)

فى م، ص: لواحد.

(7)

فى م، د: ووافقه.

(8)

البيت لجرير فى ديوانه ص (821)، وجمهرة اللغة ص (1096)، وخزانة الأدب (1/ 72، 74، 9/ 542)، والدرر (6/ 322)، وشرح المفصل (9/ 128)، ولسان العرب (3/ 142)، وبلا نسبة فى أوضح المسالك (4/ 411)، وخزانة الأدب (3/ 531، 9/ 306)، وشرح الأشمونى (3/ 897)، وشرح شافية ابن الحاجب ص (244)، والكتاب (3/ 533)، والمقتضب (1/ 185.

والشاهد فيه قوله: (فغض الطرف) حيث يروى بضم الضاد، وفتحها، وكسرها، فأمّا ضمها فعلى الإتباع لضمة الغين قبلها، وأما فتحها فلقصد التخفيف، لأن الفتحة أخف الحركات الثلاث، وأما كسرها فعلى الأصل فى التخلص من التقاء الساكنين.)

(9)

فى م، ص: وجه.

(10)

سقط فى م.

(11)

سقط فى م.

ص: 206

ولما أريد تخفيف المثلين أدغم عند غير أبى جعفر، وحرك الثانى؛ ليصح الإدغام.

ووجه الحذف: المبالغة فى التخفيف.

تتمة:

تقدم أنّى شئتم [البقرة: 223]، ويؤاخذكم [البقرة: 225]، [وإدغام] (1) يفعل ذلك [البقرة: 85، 231] لأبى الحارث.

ثم كمل حرفى أبى جعفر فقال:

ص:

مع لا يضار وأتيتم قصره

كأوّل الرّوم (د) نا وقدره

ش: أى: قرأ ذو دال (دنا)(2) ابن كثير إذا سلمتم ما أتيتم بالمعروف [البقرة:

233]، «هنا» وأتيتم من ربا أول الروم [الآية: 39]- بحذف الألف، والباقون (3) بإثباتها بعد الهمزة.

تنبيه:

إنما ترجم مع كشف [اللفظ](4) الوجه (5)[لأجل الضد ومن رّبا قيد لأولى (الروم) [الآية: 39] ولا خلاف فى مد ثانى الروم ومآ ءاتيتم من زكوة [الآية: 39].

وجه قصر البقرة: أنه بمعنى «جئتم» ] (6) أى: جئتم به المراضع على حد فأتت به قومها تحمله [مريم: 27]، ثم حذف المفعولان (7)؛ لأن «أو» بمعنى فعلتم وفسر بذلتم، ومنه كان وعده مأتيّا [مريم: 61]، أى: مفعولا، فيتعدى لواحد.

ووجه المد: أنه بمعنى: أعطى؛ ليتعدى (8) لمفعولين متناسبين (9) يجوز الاقتصار على أحدهما، وحذفهما فيصح، أى: ما آتيتموهم إياه.

ووجه قصر الروم: أنه من المتعدى لواحد، وقد استوفاه.

ووجه المد: أنه من أعطى، أى: أى شىء أعطيتم للناس من الربا؟

ولم يقصر الثانى تبعا للمد معهما (10)، نحو: وءاتوا الزّكوة [البقرة: 43]

(1) سقط فى م.

(2)

فى ز: دعا.

(3)

ينظر: إتحاف الفضلاء (158)، البحر المحيط (2/ 218)، التبيان للطوسى (2/ 255)، التيسير للدانى (81)، تفسير القرطبى (3/ 173)، الحجة لابن خالويه (97)، الحجة لأبى زرعة (137)، السبعة لابن مجاهد (183).

(4)

سقط فى د.

(5)

فى م، ص: الواحد.

(6)

ما بين المعقوفين سقط فى م.

(7)

فى د، ز: مفعولات.

(8)

فى م، ص: متعد، وفى د: يتعد.

(9)

فى م، ص: متتابعين.

(10)

فى م، ص، د: معها.

ص: 207

ثم كمل فقال:

ص:

حرّك معا (م) ن (صحب) ثابت وفا

كل تمسّوهن ضمّ امدد (شفا)

ش: أى: قرأ ذو ميم (من) ابن ذكوان ومدلول (صحب) حمزة والكسائى وحفص وخلف وثاء (ثابت) أبو جعفر على الموسع قدره وعلى المقتر قدره [البقرة: 236] بفتح داليهما، والباقون (1) بإسكانها.

وقرأ مدلول ذو (شفا) حمزة والكسائى وخلف تماسوهن فى كل موضع، وهو [ما لم تماسوهن] ومن قبل أن تماسوهن وقد كلاهما هنا [البقرة: 236، 237]. ومن قبل أن تماسوهن فما لكم بالأحزاب [الآية: 49] بضم التاء وألف بعد الميم.

والباقون (2) بفتح تاء الثلاثة وحذف الألف.

تنبيه:

قدم قدره على تمسّوهنّ [للضرورة](3)، وعلم (4) أن المد ألف، وأنه بعد الميم من «يتماسا» (5).

وجه فتح قدره وإسكانها (6) لغتان بمعنى الوسع (7)، أو الساكن (8) مصدر، والمفتوح اسم، وغلب المفتوح فى (9) المقادير.

ووجه مد تماسوهن أن كلا من الزوجين يمس الآخر فى الجماع، وعليه أن يتمآسّا [المجادلة: 3] وبابه المفاعلة.

ووجه القصر: أن الواطئ واحد فنسب إليه، وعليه ولم يمسسنى بشر [مريم: 20].

والإجماع على أن المراد به عليهما: الجماع.

تتمة:

تقدم اختلاس رويس (10) بيده عقدة [البقرة: 237] وبيده فشربوا [البقرة:

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (159)، البحر المحيط (2/ 233)، التبيان للطوسى (2/ 296)، التيسير للدانى (81)، تفسير الطبرى (5/ 136)، تفسير القرطبى (3/ 203) الحجة لابن خالويه (98)، الحجة لأبى زرعة (137).

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (159)، الإملاء للعكبرى (1/ 58)، البحر المحيط (2/ 231)، التبيان للطوسى (2/ 268)، التيسير للدانى (81)، تفسير الطبرى (5/ 118)، تفسير القرطبى (3/ 199).

(3)

سقط فى م.

(4)

فى د: وأعلم.

(5)

فى ص: من يتماسك.

(6)

فى م، ص: وإسكانه.

(7)

فى د: الموسع.

(8)

فى م، ص: والساكن.

(9)

فى م، ص: من.

(10)

ينظر: إتحاف الفضلاء (159).

ص: 208

[249]

فى «الكفاية» .

ص:

وصيّة (حرم)(صفا)(ظ) لا (ر) فه

وارفع (شفا)(حرم)(ح) لا يضاعفه

ش: أى: قرأ مدلول (حرم) نافع وأبو جعفر وابن كثير و [مدلول](صفا) أبو بكر وخلف وذو ظاء (ظلا) يعقوب وراء (رفه) الكسائى ويذرون أزواجا وصية [البقرة:

240] بالرفع، والباقون (1) بالنصب.

وجه النصب: أنه مفعول مطلق، أى: فليوص الذين، أو الذين يتوفون يوصون، أو ليوصوا وصية.

أو مفعول به تقديره: كتب الله عليكم وصية، والذين فاعل على الأول، مبتدأ على البواقى (2).

ووجه الرفع: أنه مبتدأ، خبره لأزوجهم [240]، وجاز الابتداء بالنكرة؛ لأنه موضع تخصيص: كسلام عليكم، أو محذوف، أى: فعليهم وصية للمصحح، أو خبر مبتدؤه والّذين يتوفّون منكم [البقرة: 240] [ولا بد من تقدير فى إحداهما: إما وحكم الذين يتوفون منكم](3) وصية.

و [إما] الذين يتوفون منكم أهل وصية.

أو [مفعول](4) ما لم يسم فاعله، أى: كتب عليكم وصية، والجملة خبر «الذين» .

ثم كمل (يضاعفه) فقال:

ص:

معا وثقّله وبابه (ثوى)

(ك) س (د) ن ويبصط سينه (فتى)(ح) وى

(ل) ى (غ) ث وخلف (ع) ن (ق) وى (ز) ن (م) ن (ي) صر

كبسطة الخلق وخلف العلم (ز) ر

ش: أى: رفع مدلول [ذو](5)«شفا» حمزة والكسائى وخلف و «حرم» المدنيان وابن كثير وذو حاء (حلا) أبو عمرو فيضاعفه له أضعافا (6)[البقرة: 261] وفيضاعفه له

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (159)، الإعراب للنحاس (1/ 274)، الإملاء للعكبرى (1/ 59)، البحر المحيط (2/ 245)، التبيان للطوسى (2/ 278)، التيسير للدانى (81)، تفسير الطبرى (5/ 251)، تفسير القرطبى (3/ 227).

(2)

فى م، ص: الباقى.

(3)

ما بين المعقوفين: سقط فى م.

(4)

سقط فى م.

(5)

زيادة من م.

(6)

فى م، ص: أضعاف فالكثيرة هنا.

ص: 209

وله بالحديد [الآية: 11] ونصبها الباقون (1).

وشدد مدلول (ثوى) يعقوب وأبو جعفر وذو كاف (كس) ابن عامر ودال (دن) ابن كثير العين مع حذف الألف منهما (2) ومن بابهما، وهو كل مضارع بنى للفاعل أو المفعول (3) عرى عن الضمير أو اتصل به بأى إعراب كان، [واسم المفعول](4).

والباقون (5) بالألف وتخفيف العين نحو: والله يضعف لمن يشآء [البقرة: 261]، ويضعف لهم العذاب ما كانوا [هود: 20]، [و] وإن تك حسنة يضعفها [النساء:

40]، [و] إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضعفه لكم [التغابن: 17]، وأضعفا مضعفة [آل عمران: 130].

وقرأ مدلول [ذو](6)(فتى) حمزة وخلف وذو حاء (حوى) أبو عمرو ولام (لى) هشام وغين (7)(غث) رويس (8) والله يقبض ويبسط هنا [البقرة: 245][و] وزادكم فى الخلق بسطة فى الأعراف [الآية: 69]، وهو مراده بقوله:«كبسطة (9) الخلق» بالسين فيهما.

واختلف عن ذى عين (عن) حفض [و] قاف (قوى) خلاد وزاى (زن) قنبل، وميم (من) ابن ذكوان وياء (يصر) السوسى.

فأما حفص فروى الولى عن الفيل وزرعان، كلاهما عن عمرو عن حفص بالصاد فيهما.

وهى رواية أبى شعيب القواس وابن شاهى وهبيرة كلهم عن حفص.

وروى عبيد عنه، والخضيبى عن عمرو وعنه بالسين فيهما.

وهى رواية أكثر المغاربة والمشارقة عنه.

وبالوجهين نص له المهدوى وابن شريح وغيرهما.

(1) ينظر: إتحاف الفضلاء (159)، الإعراب للنحاس (2/ 276)، الإملاء للعكبرى (1/ 60)، البحر المحيط (2/ 252)، التبيان للطوسى (2/ 285)، التيسير للدانى (81)، تفسير الطبرى (5/ 287)، الحجة لابن خالويه (98).

(2)

فى ص: فهما.

(3)

فى م، ص: للمفعول.

(4)

فى ص: أو اسم مفعول.

(5)

ينظر: البحر المحيط (2/ 252)، التبيان للطوسى (2/ 285)، تفسير الطبرى (5/ 287)، تفسير القرطبى (3/ 242)، الحجة لأبى زرعة (138)، السبعة لابن مجاهد (184).

(6)

زيادة من م، ص.

(7)

فى د: وغين غب.

(8)

ينظر: البحر المحيط (2/ 253)، التيسير للدانى (81)، الحجة لابن خالويه (99)، السبعة لابن مجاهد (185)، الكشف للقيسى (1/ 302، 303)، المجمع للطبرسى (2/ 348)، النشر لابن الجزرى (2/ 228، 229).

(9)

فى د، ز: كبصطة.

ص: 210

وأما خلاد فروى ابن الهيثم (1) من طريق ابن ثابت عن خلاد الصاد فيهما.

وكذلك روى فارس من طريق ابن شاذان عنه، وهى رواية الوزان وغيره عن خلاد، وبذلك قرأ الدانى على أبى الفتح فى رواية خلاد من طرقه، وعليه أكثر المشارقة.

وروى القاسم بن نصر عن ابن الهيثم والنقاش عن ابن شاذان كلاهما عن خلاد بالسين (2) فيهما، وهى قراءة الدانى على أبى الحسين (3).

وهو الذى فى «الكافى» ، و «الهداية» و «العنوان» ، وسائر «كتب المغاربة» .

وأما قنبل فروى ابن مجاهد عنه السين، [و] روى ابن شنبوذ عنه الصاد وهو الصحيح [عنه](4).

وأما السوسى فروى ابن حبش (5) عن ابن جرير عنه بالصاد فيهما؛ نص عليه ابن سوار.

وكذا روى عنه أبو العلاء (6) إلا أنه خص الأعراف بالصاد.

وكذا روى ابن جمهور عن السوسى، وهو رواية ابن اليزيدى وأبى حمدون. وأبى أيوب (7) من طريق مدين.

ويروى سائر الناس عنه السين [فيهما فى «التيسير» و «الشاطبية» و «الكافى» و «الهادى» و «التبصرة» و «التلخيص»، وغيرها](8)، وأما ابن ذكوان فروى المطوعى عن الصورى، والشذائى عن الداجونى عنه عن ابن ذكوان السين فيهما، وهى رواية هبة الله وعلى بن السفر (9)، كلاهما عن الأخفش.

وروى زيد، والقباب عن الداجونى وسائر أصحاب الأخفش عنه الصاد فيهما إلا النقاش؛ فإنه روى عنه السين هنا، والصاد فى الأعراف.

وبهذا قرأ الدانى على عبد العزيز وهى رواية الشذائى عن ابن ذؤابة (10) عن الأخفش، وبالصاد فيهما قرأ [على](11) سائر شيوخه فى رواية ابن ذكوان.

ولم يكن وجه السين فيهما عن الأخفش إلا فيما ذكرته.

ولم يقع ذلك للدانى تلاوة.

(1) فى م، ص: أبو الهيثم.

(2)

ينظر: التيسير للدانى (81)، الحجة لابن خالويه (99).

(3)

فى م، ص: على أبى الفتح.

(4)

سقط فى م، ص.

(5)

فى ز: ابن حبيش.

(6)

فى ص: أبو العلاق، وفى م: ابن العلاف.

(7)

فى ص: ابن أيوب.

(8)

ما بين المعقوفين: زيادة من م، ص.

(9)

فى ز، د: المسفر.

(10)

فى م: دلبة.

(11)

سقط فى د.

ص: 211

قال المصنف: والعجب كيف عول على (1) الشاطبى، وليس من طرقه (2)، ولا من طرق «التيسير» ، وعدل عن طريق النقاش التى لم تذكر فى «التيسير» وطرقه؟! فليعلم ذلك.

تنبيه:

البيت موزون بالصاد والسين، لكن تعينت قراءة الصاد من قوله:(سينه) وجه رفع فيضاعفه (3)[البقرة: 245]: الاستئناف أو عطف [على](4) الصلة.

ووجه النصب: حمله على معنى الاستفهام؛ فإن نصبه (5)، ب «أن» مضمرة بعد فاء جوابه، لا على عطفه (6)؛ لأن عطفه الاستفهام هنا عن المقرض.

ولو قلت: أزيد يقرضنى فأشكره (7)؟ امتنع النصب، لكن لما كان بمعنى:«أيقرضنى زيد فأشكره» ، حمل فى النصب عليه، أى:«أيقرض الله أحد» .

ووجه سين يبسط [245] وبسطة [247] الأصل؛ إذ لو كانت الصاد أصلا لتعينت.

ووجه الصاد: مشاكلة الطاء: إطباقا واستعلاء [وتفخيما، ويشارك](8) السين فى المخرج والصفير.

ورسم صادا؛ تنبيها على البدل فلا تناقض السين، قال أبو حاتم: هما لغتان.

ووجه الخلاف جمعهما.

ص:

عسيتم اكسر سينه معا (أ) لا

غرفة اضمم (ظل)(كنز) وكلا

ش: أى: قرأ ذو همزة (ألا) نافع هل عسيتم إن كتب هنا [البقرة: 246]، وفهل عسيتم إن توليتم فى القتال [محمد: 22] بكسر السين، والباقون (9) بفتحها.

وضم غين غرفة بيده [البقرة: 249] ذو ظاء (ظل) يعقوب، و (كنز) الكوفيون (10) وابن عامر وفتحها الباقون.

وجه [كسر)](11) عسيتم وفتحها، قول أبى على: إنهما لغتان مع المضمر، لكن الأصل الفتح؛ للإجماع فى «عسى» .

والكسر مجانسة للفظ الياء مع ثقل الجمود.

(1) فى م، ص: عليه.

(2)

فى م، ص: طريقه ولا طريق التيسير.

(3)

فى م، ص: يضاعف.

(4)

سقط فى م.

(5)

فى ص: فنصبه، وفى م: فى نصبه.

(6)

فى م، ص: لفظه.

(7)

فى ص: وأشكره، وسقط فى م.

(8)

فى م، ص: وتفخيما وتشارك.

(9)

ينظر: الإعراب للنحاس (1/ 277)، الإملاء للعكبرى (1/ 60)، البحر المحيط (2/ 255)، التبيان للطوسى (2/ 287)، تفسير القرطبى (3/ 244)، الحجة لأبى زرعة (140)، السبعة لابن مجاهد (187).

(10)

فى د: وأكثر الكوفيون.

(11)

سقط فى ز.

ص: 212

والغرف: أخذ الماء بالمغفر ملأه.

فوجه ضم (غرفة): أنه اسم للمغترف باليد وغيرها (1)، وقيد بها للتقليل (2)؛ فاندفع تخيل (3) النحاس الإطلاق.

ووجه فتحها: أنها مصدر للمرة.

قال أبو عمرو: الغرفة بالفتح المصدر، وبالضم الاسم، وهو ملاق (4)، فعله فى الاشتقاق دون اللفظ: ك «أنبتكم نباتا» وقياسهما: اغترافة وإنباتا، ونصبها على المفعول المطلق، والمفعول به محذوف.

أى: [اغترف](5) ماء غرفة واحدة، فباء بيده [البقرة: 249] تتعلق بأحدهما.

ثم كمل [قوله: (وكلا)](6)، فقال:

ص:

دفع دفاع واكسر (إ) ذ (ثوى) امددا

أنا بضمّ الهمز أو فتح (م) دا

ش: أى: قرأ ذو همزة (إذ) نافع و (ثوى) أبو جعفر ويعقوب ولولا دفاع الله هنا [البقرة: 251]. والحج [الآية: 40] بكسر الدال وفتح الفاء وألف بعدهما.

والباقون (7) بفتح الدال، وإسكان الفاء وحذف الألف.

تتمة:

تقدم القدس [البقرة: 253] لابن كثير ولا بيع فيه ولا خلّة ولا شفعة [البقرة:

254] وقرأ مدلول (8)(مدا) نافع وأبو جعفر أنا بالألف (9) فى الوصل إذا تلاه همزة قطع مضمومة وهو موضعان بالبقرة أنا أحيى وأميت [الآية: 258] ويوسف (10) أنا أنبئكم [الآية: 45].

أو مفتوحة، وهو عشرة وأنا أول المسلمين بالأنعام [الآية:] [و] وأنا أول المؤمنين [الأعراف: 163]. [و] فأنا أول العابدين بالزخرف [الآية: 81][و] أنا أخوك بيوسف [الآية: 69] وأنا أكثر وأنا أقل بالكهف [الآيتان: 34، 39] وأنا

(1) فى ز: وغيرهما.

(2)

فى م، د: للتعليل.

(3)

فى ص: تحليل.

(4)

فى د، ز: ملان.

(5)

سقط فى م.

(6)

سقط فى م، ص.

(7)

ينظر: الإعراب للنحاس (1/ 279)، الإملاء للعكبرى (1/ 61)، البحر المحيط (2/ 269)، التبيان للطوسى (2/ 299)، التيسير للدانى (82)، تفسير الطبرى (5/ 376)، تفسير القرطبى (3/ 259)، الحجة لابن خالويه (99).

(8)

فى م، ص: وقرأ ذو مد.

(9)

فى م، ص: بألف.

(10)

فى م، ص، د: بيوسف.

ص: 213

آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وأنا آتيك به قبل أن يرتد كلاهما بالنمل [الآية: 40]، وو أنا أدعوكم بغافر [الآية: 42]، وأنا أعلم بالامتحان [الممتحنة: 1].

واختلف عن قالون فيما قبل كسر وهو ثلاثة: إن أنا إلّا نذير بالأعراف [الآية: 188] والشعراء [الآية: 115]، [و] وما أنا إلّا نذير بالأحقاف [الآية: 9].

فروى الشذائى عن ابن بويان عن [أبى](1) حسان عن أبى نشيط إثباتها (2) عندها.

وكذلك روى ابن شنبوذ وابن مهران عن أبى حسان أيضا، وهى رواية أبى مروان [عن قالون](3).

وكذلك رواهما (4) أبو عون عن الحلوانى.

وروى [الفرضى من طرق](5) المغاربة وابن الحباب عن ابن بويان (6) حذفها.

وكذلك روى ابن ذؤابة أداء عن أبى حسان، وكلاهما عن أبى نشيط.

وهى رواية إسماعيل القاضى، وابن أبى صالح، والحلوانى فى غير طريق أبى عون، وسائر الرواة عن قالون، وهى قراءة الدانى على أبى [الحسن](7).

وبالوجهين قرأ على أبى الفتح من طريق أبى نشيط.

تنبيه:

قوله: (امددا)(8) يريد زيادة ألف، وعلم أنه ألف وبعد النون من لفظه.

ويفهم من [عدم](9) تعرضه للوصل: [أن] الألف فيهما ثابتة فى الحالين إلا أن محل الخلاف الوصل.

ويريد بالهمزة (10): همزة القطع؛ ليخرج نحو قوله تعالى: أنا الله [طه: 14][علم](11) من قاعدة الساكنين.

وجه وجهى (دفاع): أنهما مصدر (دفع) كجمع جمعا، وكتب كتابا؛ أو دافع، بمعنى:

دفع كعاقب، وجمعهما (12) أبو ذؤيب فى قوله:

ولقد جزمت بأن أدافع عنهم

وإذا المنيّة أقبلت لا تدفع

وأما «أنا» فالضمير عند البصريين الهمزة والنون، وعند الكوفيين هما والألف.

(1) سقط فى ص، د، ز.

(2)

فى م: إثباتهما.

(3)

سقط فى م.

(4)

فى م، ص: رواها.

(5)

فى م: القرظى من طريق.

(6)

فى د: ابن يونان.

(7)

سقط فى د.

(8)

فى ص: امدد.

(9)

سقط فى ص.

(10)

فى د، ز: الهمز.

(11)

سقط فى ص، م.

(12)

فى م، ص: وجمعها.

ص: 214

وفى الوصل لغتان: الإثبات مطلقا، وهى قيسية ربعية (1)، والحذف كذلك، وهى الفصحى. وفى الوقف ثلاثة: أفصحها إثبات الألف.

فوجه المد: حمل الوصل على الوقف، أو أنه الأصل، واقتصر على البعض؛ جمعا بين الفصحى، والفصيحة (2).

وخص بمصاحب الهمز؛ ليباعد (3) بين الهمزتين.

ووجه تعميمه: طرد الأصل.

ووجه التخصيص: رفع توهم انحصارها بالهمز.

ووجه الخلف: تحصيل الأمرين.

ووجه جعله فى الكسر: تعديله بالوسط لا للقلة؛ لانتقاضه بالضم، [ولا؛ لأن المضمومة](4) أحوج إلى المد لزيادة الثقل؛ لأن الأمر بالعكس.

ووجه القصر: الاقتصار على الضمير أو حذف (5) الألف تخفيفا كالكل (6) مع غير الهمز.

ووجه الاتفاق [على](7) الألف وقفا: زيادتها محافظة على حركة النون مراعاة للأصالة؛ ولهذا لم تدغم؛ أو أنه الأصل من خلف هاء السكت قصد النص على لغته.

تتمة:

تقدم إدغام لبثتّ [البقرة: 259] ولبثتم [الكهف: 19]، وتقدم فى الوقف اختلافهم فى حذف الهاء وصلا من يتسنّه [البقرة: 259]، وتقدم إمالة حمارك [البقرة: 259].

وإلى حكم المكسورة عند قالون أشار بقوله:

ص:

والكسر (ب) ن خلفا ورا فى ننشز

(سما) ووصل اعلم بجزم (ف) ى (ر) زوا

ش: أى: قرأ [ذو](8)(سما) كيف ننشرها [البقرة: 259] بالراء المهملة، والباقون (9) بالزاى المعجمة.

(1) فى م، ص: ربيعة.

(2)

فى م: والفصيح.

(3)

فى ص، م: التباعد.

(4)

فى ص: ولأن المضمومة.

(5)

فى م: وحذف.

(6)

فى م: فالكل.

(7)

سقط فى م.

(8)

زيادة من م، ص.

(9)

ينظر: البحر المحيط (2/ 293)، تفسير الطبرى (5/ 476)، تفسير القرطبى (3/ 295)، الحجة لأبى زرعة (144)، السبعة لابن مجاهد (189)، الغيث للصفاقسى (169)، الكشاف للزمخشرى (1/ 158).

ص: 215

وقرأ ذو فاء (فى) حمزة وراء (1)(رزوا) الكسائى قال اعلم أن الله [البقرة: 259] بوصل الهمز اعلم وجزم الميم. والباقون (2) بقطع الهمزة (3) ورفع الميم.

تنبيه:

لفظ ب (اعلم) بلا واو؛ ليخرج وأعلم أنّ الله [البقرة: 260]، وعلم كسر همزة الوصل من الابتداء.

وفتح همزة القطع فى الحالين من الإجماع.

قلت: وكان ينبغى وصل اعلم بوقف (4)، لكنه تجوز (5)، أو استعمل المذهب الكوفى فى إطلاق ألقاب الإعراب على المبنى، أو أنه معرب مجزوم بلام الأمر مقدرة، ليحصل له غرض التنبيه على رفع الأخرى؛ إذ لو قال: بوقف أو سكون، لاختلت (6).

ونشز (7) - بالإعجام- ارتفع، وأنشزه، ونشزه (8): رفعه، ومنه: نشز الأرض، ونشوز الزوجة.

وأنشره- بالمهملة-: أحياه، ونشره [مرادفه، ومطاوعه](9)، ومنه وإليه النّشور [الملك: 15].

ووجه الإعجام: أنه من النشر، أى: يرفع (10) بعضها على بعض؛ للتركيب.

ووجه الإهمال: أنه من أنشره: أحياه (11)، ومنه إذا شآء أنشره [عبس: 22].

ووجه سكون الميم: أنه فعل أمر للمواجه من ثلاثى مفتوح العين فى المضارع؛ فلزم تصديره بهمزة وصل [مكسورة](12)، وضمير قال [البقرة: 259] [على](13) هذا للبارى، وفاعل (14) اعلم العزير، أى: ارتق من علم اليقين إلى عين اليقين أو ضمير قال [لعزير؛ نزل نفسه منزلة](15) الغير فأمرها (16).

ووجه الرفع: أنه مضارع «علم» وهمزة المضارعة قطع، وهو: خبر عزير على (17)

(1) فى م، ص: وراء رز.

(2)

ينظر: الإملاء للعكبرى (1/ 64)، البحر المحيط (2/ 296)، التبيان للطوسى (2/ 320)، التيسير للدانى (82)، تفسير الطبرى (5/ 481)، تفسير القرطبى (3/ 296)، الحجة لابن خالويه (100).

(3)

فى م، ص: الهمز.

(4)

فى م: توقف.

(5)

فى م: يجوز.

(6)

فى ص: لا اختلت.

(7)

فى ص: وتنشز، وفى م: نشز.

(8)

فى م، ص: ونشزه وأنشزه.

(9)

فى م، ص: مرادفة ومطاوعة.

(10)

فى م، ص: نرفع.

(11)

فى م، ص: إذا أحياه.

(12)

سقط فى م، ص.

(13)

سقط فى م.

(14)

فى د: وفاعله.

(15)

فى م: لعزيز نفسه نزل منزله.

(16)

فى م، ص: وأمرها على المعنيين.

(17)

فى م، ص: عن.

ص: 216

نفسه، ومعناه: التعبد بالإقرار حيث انتقل من علم اليقين إلى عين اليقين.

تتمة:

تقدم انفراد الحنبلى عن هبة الله عن عيسى بتسهيل همزة يطمئن وما جاء على لفظه.

ص:

صرهنّ كسر الضّمّ (غ) ث (فتى)(ث) ما

ربوة الضّم معا (شفا)(سما)

ش: أى: قرأ ذو غين [غث](1).

رويس و (فتى) حمزة وخلف وثاء (ثما) أبو جعفر فصرهن إليك [البقرة: 260] بكسر الصاد، والباقون (2) بضمها، وقرأ مدلول شفا (حمزة والكسائى وخلف) وسما كمثل جنة بربوة [البقرة: 265] وإلى ربوة بالفلاح [المؤمنون: 50] بضم الراء، والباقون (3) بفتحها. وهما لغتان فى الربوة؛ وهى المكان المرتفع.

قال [ابن عباس](4): فصرهنّ [البقرة: 260] بالضم قطعهن. مقلوب صرى: قطع.

أبو عبيدة: أملهن (5).

ولهذا قال أبو على: الضم والكسر يحتمل الأمرين.

وجه الضم والكسر فى فصرهن [البقرة: 260] الأخذ باللغتين تعميما وتخصيصا.

تتمة:

تقدم اختلافهم فى «جزءا» وتشديد أبى جعفر [وابن كثير وابن عامر ويعقوب](6)، وأنبتت سبع [البقرة: 261] ويضعف [261] وإبدال أبى جعفر رياء الناس [264].

ص:

فى الوصل تا تيمّموا اشدد تلقف

تلهّ لا تنازعوا تعارفوا

تفرّقوا تعاونوا تنابزوا

وهل تربّصون مع تميّزوا

تبرّج إذ تلقّوا التّجسّسا

وفتّفرّق توفّى فى النّسا

(1) سقط فى د، ز.

(2)

ينظر: الإملاء للعكبرى (1/ 65)، البحر المحيط (2/ 300)، التبيان للطوسى (2/ 326)، التيسير للدانى (82)، تفسير الطبرى (5/ 497)، تفسير القرطبى (3/ 311).

(3)

ينظر: الإملاء للعكبرى (1/ 66)، البحر المحيط (2/ 312)، التبيان للطوسى (2/ 338)، التيسير للدانى (83)، تفسير الطبرى (5/ 536)، تفسير القرطبى (3/ 316)، الحجة لابن خالويه (102).

(4)

سقط فى ص.

(5)

فى م، ص: أمهلهن.

(6)

زيادة من ص.

ص: 217

تنزّل الأربع أن تبدّلا

تخيّرون مع تولّوا بعد لا

مع هود والنّور والامتحان لا

تكلّم البزّى تلظّى (هـ) ب (ع) لا

تناصروا (ث) ق (هـ) د وفى الكلّ اختلف

له وبعد كنتم ظلتم وصف

وللسّكون الصّلة امدد والألف

من يؤت كسر التا (ظ) بى بالياء قف

ش: أى: اختلف فى تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة فى أوائل الأفعال المستقبلة إذا حصل معها تاء أخرى، ولم ترسم خطا، وذلك فى إحدى وثلاثين تاء: ولا تيمّموا الخبيث هنا [البقرة: 267]، وبآل عمران ولا تفرّقوا [الآية: 103]، وبالنساء الّذين توفّيهم [الآية: 97]، وبالمائدة ولا تعاونوا [الآية: 2]، وبالأنعام فتفرّق بكم [الآية: 153]، وبالأعراف فإذا هى تلقف [الآية: 117]، [وبالأنفال] (1) ولا تولّوا [الآية: 20]، ولا تنزعوا [الآية: 46]، وبالتوبة قل هل تربّصون بنآ [الآية: 52] [وبهود] وإن تولّوا فإنّى أخاف [الآية: 3]، [و] فإنّ تولّوا فقد أبلغتكم [الآية: 57]، [و] لا تكلّم [الآية: 105] وبالحجر ما ننزّل الملئكة [الآية: 8] وبطه يمينك تلقف [الآية: 69] وبالنور إذ تلقّونه [الآية: 15]، فإن تولّوا [الآية: 54]، وبالشعراء هى تلقف [الآية: 45]، على من تنزّل الشّيطين [الآية: 221]، وبالأحزاب ولا تبرّجن [الآية: 33] ولآ أن تبدّل [الآية: 52]، وبالصافات لا تناصرون

[الآية:

25] وبالحجرات ولا تنابزوا بالألقب [الآية: 11]، [و] ولا تجسّسوا [الآية: 12]، [و] لتعارفوا [الآية: 13]، وبالممتحنة أن تولّوهم [الآية: 9] وبالملك تكاد تميّز [الآية: 8]، وبنون لما تخيّرون [الآية: 38]، وبعبس عنه تلهّى [الآية: 10]، وبالليل نارا تلظّى [الآية: 14]، وبالقدر (2) من ألف شهر تنزّل [الآية: 3].

فروى عن ذى هاء (هب) البزى من طريقيه تشديد التاء من (3) هذه المواضع كلها حالة الوصل إلا الفحام، والطبرى، والحمامى، فإن الثلاثة رووا عن أبى ربيعة عن البزى تخفيفها فى المواضع كلها.

وبذلك قرأ الباقون (4)؛ فصار للبزى فى تشديد هذه التاءات وجهان؛ فلهذا (5) قال:

(وفى (6) الكل اختلف له)، أى: للبزى.

(1) فى ص: وفى الأنفال.

(2)

فى م، ص: وبالقدر: تنزل الملائكة.

(3)

فى م، ص: فى.

(4)

ينظر: إتحاف الفضلاء (164)، الإملاء للعكبرى (1/ 67)، البحر المحيط (2/ 317)، التيسير للدانى (83)، تفسير القرطبى (3/ 326)، الحجة لأبى زرعة (146)، الغيث للصفاقسى (169).

(5)

فى م: ولهذا.

(6)

فى د: ومن.

ص: 218

واتفق ذو ثاء (ثق) أبو جعفر، وهاء (هد) (البزى) [على تشديد تاء لا تناصرون بالصافات [الآية: 25].

وكذلك اتفق ذو هاء (هب)] (1)(البزى) وغين (غلا) رويس على تشديد نارا تلظّى بالليل [الآية: 14].

وقوله: (وبعد كنتم ظلتم وصف) أى: روى عن البزى تشديد هاتين التاءين، وسترى تحقيقه.

قال الدانى فى «الجامع» : حدثنى أبو الفرج النجاد (2) عن ابن بدهن عن الزينبى عن أبى ربيعة [عن البزى](3) عن أصحابه عن ابن كثير-: أنه شدد (4) التاء من قوله تعالى: ولقد كنتم تمنون الموت بآل عمران [الآية: 143] وفظلتم تّفكهون بالواقعة [الآية: 65].

قال الدانى: وذلك قياس قول أبى ربيعة؛ لأنه جعل التشديد فى التاء مطردا ولم يحصره بعدد.

وكذلك فعل البزى فى كتابه، فقال المصنف: ولم أعلم أحدا ذكر هذين الحرفين سوى الدانى من هذه الطريق.

وأما النجاد (5) فهو من الأئمة المتقنين الضابطين، ولولا ذلك ما اعتمد الدانى على نقله وانفراده بهما؛ مع أن الدانى لم يقرأ بهما على أحد من شيوخه؛ ولهذا قال: حدثنى.

ولم يقع لنا تشديدهما (6) إلا من طريق الدانى ولا اتصلت تلاوتنا بهما إلا إليه، وهو لم يسندهما فى «التيسير» ، بل قال فيه: وزاد أبو الفرج النجاد

إلى آخره.

وقال فى «مفرداته» : و «زادنى أبو الفرج» ، وهذا صريح فى المشافهة.

وأما ابن بدهن (7) فهو من الإتقان والشهرة بمحل، ولولا ذلك لم يقبل [انفراده عن](8) الزينبى.

وروى عن الزينبى غير واحد: كأبى نصر الشذائى، والشنبوذى، وابن أبى هاشم، والوالى، وأبى بكر بن الشارب (9).

ولم يذكر أحد (10) منهم هذين الحرفين سوى ابن بدهن هذا.

(1) ما بين المعقوفين سقط فى م.

(2)

فى م، ص، د: النجار.

(3)

سقط فى د.

(4)

فى م: بشدد.

(5)

فى م، ص: النجار.

(6)

فى ص: تشديدهم.

(7)

فى م: ابن مدهن.

(8)

فى م، ص: انفراد عنه.

(9)

فى م: العارب.

(10)

فى ص: واحد.

ص: 219

بل كل من ذكر طريق الزينبى [هذا](1) عن أبى ربيعة: كابن سوار المالكى، وأبى العز، وأبى العلاء، وسبط الخياط- لم يذكرهما؛ ولعلم الدانى بانفراده بهما استشهد له بقول أبى ربيعة، ولولا ثبوتهما (2) فى «التيسير» و «الشاطبية» ، ودخولهما فى ضابط [نص](3) البزى، والتزامنا ذكر ما فى «الكتابين» من الصحيح لما ذكرناهما؛ لأن

طرق الزينبى ليست (4) فى كتابنا.

وذكر الدانى لهما فى «التيسير» [اختياره والشاطبى](5) تبع؛ لأنهما ليسا من طريق كتابيهما. انتهى.

وقوله: (وللسكون الصلة امدد والألف) يعنى: إذا التقى ساكنان بسبب الإدغام فإن كان قبل التاء المدغم فيها حرف مد نحو: ولا تّيمموا [البقرة: 267]، [و] عنه تّلهى [عبس: 10]- وجب إثباته ومده مدا مشبعا للساكنين كما تقدم التنبيه عليه فى باب المد، ولا يجوز حذفه؛ لأن الساكنين على حدهما.

وإن كان قبل التاء المدغم فيها حرف ساكن غير الألف سواء كان تنوينا نحو: خير من ألف شهر تنزل الملائكة [القدر: 3، 4] ونارا تلظى [الليل: 14] أو غيره نحو: هل تربّصون [التوبة: 52]- فمفهوم كلامه: أنه يجمع فيهما (6) بين الساكنين وهو كذلك؛ لأن الجمع بينهما فى ذلك ونحوه غير ممتنع؛ لصحة الرواية واستعماله عن القراء والعرب.

قال الدانى (7): وأقرأنى الشيخ برهان الدين الجعبرى بتحريك التنوين بالكسر على القياس.

وقال الجعبرى فى «شرحه» : وفيها وجهان- يعنى: [فى](8) العشرة التى اجتمع فيها ساكنان صحيحان:

أحدهما: أن يترك على سكونه، وبه أخذ الناظم، والدانى والأكثر. والثانى: كسره.

قال: وإليهما أشرنا فى «النزهة» بقولنا: «وإن صح قبل الساكن إن شئت فاكسرن» (9).

قال الناظم: ولم يسبق أحد (10) الجعبرى إلى جواز كسر التنوين، ولا دل عليه كلامهم، ولا عرج عليه أحد منهم.

(1) سقط فى م، ص.

(2)

فى د: إثباتهما.

(3)

سقط فى م.

(4)

فى د: لم تكن.

(5)

فى م: واختيار الشاطبى.

(6)

فى ص: فيها.

(7)

فى م، ص: الديوانى.

(8)

سقط فى م، ص.

(9)

فى د، ز: فاكسرا.

(10)

فى م، ص: لم أجد من وافق.

ص: 220

وأيضا: لو جاز الكسر، لكان الابتداء بهمزة وصل (1).

وإن جاز عند أهل العربية فى الكلام، فإنه غير جائز عند القراء فى القرآن؛ لأن القراءة سنة متبعة، وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام:«اقرءوا كما علمتم» وإذا ابتدأ بهن [هو](2) ابتدأ بتاءات مخففات؛ لامتناع الابتداء بالساكن وموافقة الرسم، والرواية. والله أعلم.

تنبيه (3):

تنزّل الأربع أشار بها (4) إلى [موضع] الحجر [الآية: 21]، وموضعى الشعراء [الآيتان: 221، 222]، وموضع القدر [الآية: 4].

وقوله: (تولوا بعد لا) أشار به (5) إلى موضعى الأنفال [الآيتان: 23، 40]، وأطلق هو ليعم ما فيها و (تلقف)؛ [ليعم الثلاث](6).

وجه الإدغام: أن الفعل أصله فعل مضارع مبدوء بتاءين (7)، أدغمت الأولى فى الثانية بعد الإسكان.

ووجه الإظهار: أن إحدى التاءين محذوفة؛ فلم يجتمع مثلان.

وقرأ ذو ظاء (ظبى) يعقوب ومن يؤتى الحكمة [البقرة: 269](بكسر التاء)(8) مطلقا، وحذف الياء بعدها (9) وصلا وإثباتها وقفا.

والباقون (10) بفتح التاء وحذف [الياء](11) مطلقا.

ووجه الكسر: أنه فعل مبنى للفاعل، وفاعله ضمير عائد على [الاسم العظيم من قوله:

والله وسع عليم [البقرة: 261]، ومفعوله محذوف وتقديره: ومن يؤتيه (12) الله الحكمة.

ووجه قراءة الجماعة: أنه بنى للمفعول، والنائب عن الفاعل مستتر] (13) عائد على «من» ، وأصله كقراءة يعقوب، والله أعلم.

ص:

معا نعمّا افتح (ك) ما (شفا) وفى

إخفاء كسر العين (ح) ز (ب) ها (ص) فى

(1) فى م: بهمزة الوصل.

(2)

سقط فى م.

(3)

فى م، ص: وقوله.

(4)

فى م: إليها.

(5)

فى م: إليه.

(6)

فى م: لتعم الثلاثة.

(7)

فى د: بتاء.

(8)

فى ز: الطاء.

(9)

فى ص: بعده.

(10)

ينظر: إتحاف الفضلاء (165)، الإعراب للنحاس (1/ 290)، الإملاء للعكبرى (1/ 67)، البحر المحيط (2/ 324)، التبيان للطوسى (2/ 350)، التيسير للدانى (84، 96).

(11)

سقط فى د.

(12)

فى م، ص: يؤته.

(13)

ما بين المعقوفين سقط فى د.

ص: 221

ش: أى: قرأ ذو كاف (كما) ابن عامر و (شفا) حمزة والكسائى وخلف فنعمّا هى [البقرة: 271]، ونعّما يعظكم [النساء: 58] بفتح النون فيهما، والباقون بكسرها.

واختلف عن ذى حاء (حز) أبو عمرو وباء (بها) قالون وصاد (صفى) أبو بكر.

فروى عنهم المغاربة قاطبة (إخفاء كسر العين) ليس إلا يريدون الاختلاس؛ فرارا من الجمع بين الساكنين (1).

وروى عنهم العراقيون، والمشرقيون قاطبة الإسكان.

[وروى الوجهين جميعا الدانى، ثم قال: والإسكان](2) آثر (3)، وأقيس، والوجهان صحيحان غير أن النص عنهم بالإسكان.

ولا يعرف الاختلاس إلا من طريق المغاربة ومن تبعهم: كالمهدوى (4)، وابن شريح، وابن غلبون، والشاطبى، مع أن الإسكان فى «التيسير» ، ولم يذكره (5) الشاطبى.

تنبيه:

يريد بالإخفاء هنا: إخفاء الكسرة لا الحرف (6)، فهو مرادف الاختلاس (7).

و (نعم): فعل ماض جامد، جرد من الزمان؛ لإنشاء المدح.

وفيه وفى كل ثلاثى ثانيه حرف حلق مكسور أربع لغات: فتح الفاء (8)، وكسر العين وهى الأصلية حجازية.

وكسرهما على إتباع الأول للثانى لهذيل، وقيس وتميم.

وفتح النون وسكون العين وهى مخففة من الأصلية.

وكسر النون وسكون العين وهى مخففة من التميمية ولما لحقتها «ما» اجتمع مثلان فخفف بالإدغام، ورسم متصلا لأجله.

فوجه الفتح والكسر: مراجعة الأصل فقط.

ووجه الكسرين: الهذلية (9)، أو لغة الإسكان، وكسرت للساكنين.

[ووجه الاختلاس: مراعاة التخفيف والساكنين](10).

ووجه الإسكان: أنه المجتمع (11) عليه قبل ما واغتفر التقاء الساكنين وإن كان الأول غير

(1) فى م، ص: ساكنين.

(2)

ما بين المعقوفين سقط فى ص.

(3)

فى م: أكثر.

(4)

فى د: والمهدوى.

(5)

فى د: ولم يذكر.

(6)

فى ز: الحروف.

(7)

فى م، ص: للاختلاس.

(8)

فى ص: النون.

(9)

فى م، ص: الهذيلية.

(10)

ما بين المعقوفين سقط فى م، ص.

(11)

فى م، ص: المجمع.

ص: 222

حرف مد؛ لعروضه كالوقف، ولما تقدم عنه قوله:«والصحيح قل إدغامه» .

وإلى الوجه الثانى وهو السكون عن الثلاثة، أشار بقوله:

ص:

وعن أبى جعفر معهم سكّنا

ويا يكفّر شامهم وحفصنا

ش: أى: وافقهم أبو جعفر على الإسكان مع الإدغام.

وقرأ ابن عامر وحفص ويكفّر عنكم (1)[البقرة: 271] بالياء والباقون (2) بالنون.

وجه الياء: إسناده إلى ضمير الجلالة من قوله تعالى: فإنّ الله يعلمه [البقرة:

270] أو إلى ضمير الإخفاء أو الإيتاء (3) [المفهومين من تخفوها وتؤتوها [البقرة:

271]، أى: يكفر الله الإخفاء والإيتاء] (4).

ووجه النون: إسناده إلى الله تعالى على وجه التعظيم.

ثم كمل فقال:

ص:

وجزمه (مدا)(شفا) ويحسب

مستقبلا بفتح سين (ك) تبوا

ش: أى: قرأ المدنيان وذو (شفا) حمزة والكسائى وخلف ويكفر [البقرة: 271] بجزم الراء، والباقون (5) برفعها.

ووجه الجزم: عطفه على محل الفاء؛ لأنه جواب الشرط.

ووجه الرفع: أنه عطف على الاسمية بعد الفاء اسمية محذوفة الصدر، أى: والله يكفر، أو ونحن نكفر، أو استأنف الفعلية، أى: ويكفر- أو ونكفر- نحن.

وقرأ ذو كاف (كتبوا) ابن عامر وفاء «فى» أول البيت حمزة، ونون «نص» عاصم، وثاء «ثبت» أبو جعفر- «يحسب» (بفتح (6) السين) إذا كان مضارعا خاليا من الزوائد البنائية، خبرا كان أو استفهاما، تجرد عن الضمير أو اتصل به، مرفوع أو منصوب، نحو:

يحسبهم الجاهل [البقرة: 273] وو لا تحسبنّ الّذين قتلوا [آل عمران: 169]، [و] وهم يحسبون أنّهم [الكهف: 104]، [و] يحسبه الظّمئان [النور: 39]، [و] أيحسب

(1) فى م: ويكفر عنهم.

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (165)، الإعراب للنحاس (1/ 291)، الإملاء للعكبرى (1/ 68)، البحر المحيط (2/ 325)، التيسير للدانى (84)، تفسير القرطبى (3/ 335)، الحجة لابن خالويه (102).

(3)

فى ص: أو إلى الإيتاء، وفى م: أو إلى الإتيان.

(4)

سقط فى م.

(5)

ينظر: إتحاف الفضلاء (165)، الإعراب للنحاس (1/ 291)، البحر المحيط (2/ 325)، التبيان للطوسى (2/ 351)، التيسير للدانى (84)، تفسير الطبرى (5/ 585)، تفسير القرطبى (3/ 335).

(6)

فى ز: بكسر.

ص: 223

الإنسن [القيامة: 3، 37]، [و] يحسب أنّ ماله [الهمزة: 3].

والباقون بكسرها (1) فى الكل.

فخرج بالمضارع: الماضى، وبالخالى من الزوائد ذو الزوائد (2)، نحو:«يحتسبون» ، وقيدت- ب «البنائية» ، [أى:] (3) التى ينتقل الوزن بها (4) إلى وزن آخر؛ لئلا يخرج ذو همزة الاستفهام، والباقى تنويع، وعلم العموم من قوله (مستقبلا)، أى: صالح له؛ لئلا يخرج عنه ما معناه المضى مما تقدم.

وقياس عين مضارع فعل وفعل: أن يخالف الماضى، فمن ثم كان القياس فتح السين.

وقد خرج من بابه ب «نعم» ، و «بئس» ، و (يحسب) فصار (5) فيها لغتان: القياسية والسماعية.

فوجه الكسر: السماعية، وهى [لغة](6) الحجاز، وكنانة.

ووجه الفتح: القياسية، وهى لغة تميم.

وإلى تكميل (يحسب) أشار بقوله:

ص:

(ف) ى (ن) صّ (ث) بت فأذنوا امدد واكسرا

(ف) ى (ص) فوة ميسرة الضّمّ (ا) نصر

ش: أى: قرأ ذو فاء (فى) حمزة وصاد (صفوة) أبو بكر فآذنوا بحرب [البقرة:

279] بفتح الهمزة وألف بعدها [وكسر الذال](7) والباقون (8) بإسكان الهمزة وحذف الألف وفتح الذال.

وقرأ ذو همزة (انصر) نافع إلى ميسرة [البقرة: 280] بضم السين، والباقون (9) بفتحها.

تتمة (10):

[علم أن المد زيادة](11) حرف المد، وأنه ألف، وأنه بعد الهمزة- من الإجماع على

(1) فى ز: بفتحها.

(2)

فى ص: الزائد.

(3)

سقط فى م.

(4)

فى م: إليها.

(5)

فى ز: فصدر.

(6)

سقط فى د.

(7)

سقط فى د.

(8)

ينظر: إتحاف الفضلاء (165)، الإملاء للعكبرى (1/ 68)، البحر المحيط (2/ 338)، التبيان للطوسى (2/ 367)، التيسير للدانى (84)، تفسير الطبرى (6/ 24)، الحجة لابن خالويه (103).

(9)

ينظر: الإعراب للنحاس (1/ 295)، البحر المحيط (2/ 340)، التبيان للطوسى (2/ 368)، التيسير للدانى (85)، تفسير القرطبى (3/ 374)، الحجة لابن خالويه (103).

(10)

فى م: تنبيه.

(11)

فى م: علم المد بزيادة.

ص: 224

ءاذنتكم [الأنبياء: 109].

وجه المد: [أنه من آذن](1)[أى:] أعلم، معناه: أن المخاطبين بترك الربا أمروا أن يخاطبوا غيرهم من المقيمين عليه بمحاربة الله ورسوله، [أى] (2): لمخالفتهما.

ووجه القصر: أنه أمر من «أذن» [أى:] علم؛ لملازمة (3) الربا.

معناه: كونوا على يقين من مخالفتكم، ومعناه التهديد.

ووجه الضم للسين: أنها لغة الحجاز، وفتحها لغة تميم وقيس، ونجد، وهى أشهر.

وتقدم ضم أبى جعفر سين عسرة [البقرة: 280].

ص:

تصدّقوا خفّ (ن) ما وكسر أن

تضلّ (ف) ز تذكر (حقّا) خفّفن

ش: أى: قرأ ذو نون (نما) عاصم وأن تصدّقوا [البقرة: 280] بتخفيف الصاد، والباقون (4) بتشديدها.

وكسر ذو فاء (فز) حمزة (5) إن تضل [البقرة: 282] بكسر الهمزة وفتحها الباقون (6).

وقرأ مدلول (حق) فتذكر إحداهما [البقرة: 282] بإسكان الذال وتخفيف الكاف، [والباقون (7) بفتحها؛ فصار حمزة بالكسر، والتشديد](8)، ورفع الراء، ومدلول (حق) بالفتح (9)،: والتخفيف، ونصب الراء، والباقون بالفتح والتشديد ونصب الراء.

وعلم سكون الذال للمخفف من لفظه وهو: (تذكر).

وأصل تصدقوا [البقرة: 280] عليهما: تتصدقوا بتاءين: للمضارعة، والتفعل.

وجه التخفيف، والتشديد: حذف أحدهما، والتخفيف بالإدغام كما تقدم.

ووجه كسر (إن) جعلها شرطية، و (تضل) جزم به، وفتحت اللام؛ لإمكان الإدغام، والفاء جوابه.

(1) فى م: أنه أمر من أذن.

(2)

سقط فى م، ص.

(3)

فى م، ص: اللازم.

(4)

ينظر: إتحاف الفضلاء (166)، البحر المحيط (2/ 341)، السبعة لابن مجاهد (193)، الغيث للصفاقسى (170)، الكشف للقيسى (1/ 319)، النشر لابن الجزرى (2/ 236).

(5)

فى د: همزة.

(6)

ينظر: إتحاف الفضلاء (166)، الإعراب للنحاس (1/ 298)، البحر المحيط (2/ 348)، التبيان للطوسى (2/ 371)، التيسير للدانى (85)، تفسير الطبرى (6/ 36).

(7)

ينظر: إتحاف الفضلاء (166)، البحر المحيط (2/ 349)، تفسير القرطبى (3/ 397)، الحجة لأبى زرعة (149)، السبعة لابن مجاهد (194)، الكشف للقيسى (1/ 320).

(8)

فى م، ص: والباقون بفتح الذال وتشديد الكاف، وقرأ ذو فاء فز حمزة بالفتح والتشديد برفع الراء والباقون بفتحها، وفى م: فصار حمزة بالفتح والتشديد.

(9)

فى م، ص: بالإسكان.

ص: 225

ووجه فتحها: [جعلها](1) ناصبة ففتحة تضلّ [البقرة: 282] إعراب، والعامل (2) فيه «واستشهدوا» المقدر.

قال سيبويه: لأن تضل، أو من أجل أن تضل.

وجه تخفيف فتذكر [البقرة: 282]: أنه مضارع «أذكره» (3) معدى بالهمزة.

ووجه تشديده: أنه مضارع «ذكّره» معدى بالتضعيف (4)، وهو من الذكر المقابل للنسيان.

ووجه رفعه: أنه بعد فاء جواب الشرط؛ فيرتفع بالمعنوى على حد ومن عاد فينتقم الله منه [المائدة: 95].

ووجه نصبه: عطفه على أن تضلّ المنصوب ب (أن)، ثم كمل فقال:

ص:

والرّفع (ف) د تجارة حاضرة

لنصب رفع (ن) ل رهان كسرة

ش: أى: قرأ ذو نون (نل) عاصم إلّا أن تكون تجرة حاضرة [البقرة: 282] بنصب الاسمين، والباقون (5) برفعهما.

وجه النصب: جعل «كان» ناقصه، واسمها ضمير مستتر، تقديره: إلا أن تكون الأموال أموال تجارة، فحذف المضاف من الخبر، وأقيم المضاف إليه مقامه، وعلى هذا فمفسر الضمير لفظى، ويحتمل أن يكون ذهنيا، وتقديره: أن (6) تكون السلعة، أو التجارة أو العقد (7).

ووجه الرفع: جعلها ناقصة، أو تامة ف تديرونها (8) [البقرة: 282] خبر على الأول، [و] صفة على الثانى، وحاضرة [البقرة: 282] صفة على القراءتين، وإنما قيد النصب؛ ليعلم الضد.

وتقدم لا يضارّ (9)[البقرة: 282] لأبى جعفر.

ثم كمل (رهان) فقال:

ص:

وفتحة ضمّا وقصر (ح) ز (د) وا

يغفر يعذّب رفع جزم (ك) م (ثوى)

(1) سقط فى م.

(2)

فى ص: والفاعل.

(3)

فى م، ص: أذكر.

(4)

فى م، ص: ذكر معدى بالتشديد.

(5)

ينظر: إتحاف الفضلاء (166)، الإعراب للنحاس (1/ 300)، الإملاء للعكبرى (1/ 70)، البحر المحيط (2/ 353)، التبيان للطوسى (2/ 371)، التيسير للدانى (85)، تفسير الطبرى (6/ 80)، الحجة لابن خالويه (103).

(6)

فى م، ص: وتقديره: لأن تكون.

(7)

فى ص: الفقدة وفى ز: العقدة.

(8)

فى ز: يديرونها.

(9)

فى ز، م: ولا تضار.

ص: 226

(ن) ص كتابه بتوحيد (شفا)

ولا نفرّق بياء (ظ) رفا

ش: أى: قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو ودال (دوا) ابن كثير فرهن مقبوضة [البقرة:

283] بضم كسرة (1) الراء وضم فتحة الهاء والقصر، وهو حذف الألف بعد الهاء.

والباقون (2) بكسر الراء، وفتح الهاء، وألف بعدها.

وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر و (ثوى) أبو جعفر ويعقوب ونون (نص) عاصم فيغفر لمن يشآء ويعذّب من يشآء [البقرة: 284] برفعهما.

وقرأ الباقون (3) بجزمهما.

وإنما قيد الرفع؛ ليعلم الضد.

وقرأ [ذو](4)(شفا) حمزة والكسائى وخلف وكتابه ورسله [البقرة: 285] بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعدها على التوحيد، والباقون (5) بضم الكاف والتاء بلا ألف (6) على أنه جمع تكسير.

وقرأ ذو ظاء (ظرفا) يعقوب (7) لا يفرّق بين أحد [البقرة: 285] بالياء والباقون بنون.

الرهن (8): مصدر رهن، ثم سمى به المرهون.

والرهان- قال الكسائى-: جمع رهن، وهو قياس فعل: كفرخ وفراخ وكبش وكباش.

ويطلق الرهان أيضا على المال الذى يجعل لسابق الخيل.

والرّهن- بضمتين-: جمع رهن ك «سقف» ، «سقف» .

وإنما حكم به مع قلته: مراعاة لقول سيبويه: لا يقدم (9) على جمع الجمع إلا بسماع، وكذلك قال يونس: رهان ورهن واحد.

وقال الكسائى والفراء: ورهن جمع رهان، كإزار وأزر، وثمار وثمر، وكأنهما لم يثبتا

(1) فى م، ص: كسر.

(2)

ينظر: إتحاف الفضلاء (167)، الإعراب للنحاس (1/ 302)، الإملاء للعكبرى (1/ 71)، البحر المحيط (2/ 355)، التبيان للطوسى (2/ 379)، التيسير للدانى (85)، تفسير الطبرى (6/ 96)، تفسير القرطبى (3/ 408).

(3)

ينظر: إتحاف الفضلاء (167)، الإعراب للنحاس (1/ 304)، الإملاء للعكبرى (1/ 71)، البحر المحيط (2/ 360)، التبيان للطوسى (2/ 381)، التيسير للدانى (85)، تفسير القرطبى (3/ 423).

(4)

زيادة من م، ص.

(5)

ينظر: إتحاف الفضلاء (167)، الإملاء للعكبرى (1/ 71)، البحر المحيط (2/ 364، 365)، التبيان للطوسى (2/ 383)، التيسير للدانى (85)، تفسير الطبرى (6/ 125).

(6)

فى ص: بلا ألف بعدها.

(7)

ينظر: إتحاف الفضلاء (167).

(8)

فى م، ص: رهان.

(9)

فى م، ص: تقدم.

ص: 227

مجىء فعل فى فعل؛ فلهذا جعلاه (1) جمع الجمع.

[فوجه رهان: أنه جمع رهن](2).

ووجه رهن: أنه جمع ثان، أو جمع الجمع.

ووجه رفع يغفر ويعذب: الاستئناف: إما بتقديره (3) مبتدأ؛ فتكون اسمية أو بلا تقدير ففعلية.

ووجه الجزم: العطف على يحاسبكم [البقرة: 284].

وكتاب: مصدر كتب، ثم نقل إلى مطلق المكتوب، سواء قل أو كثر، وإلى المكتوب المدون، وكتب جمعه.

وعن ابن عباس أن الكتاب أكثر من الكتب ومعناه: أن كتابا إذا أريد به المصدر صدق على كل ما يكتب، وكتبا المجموعة فى القرآن المراد [بها:] (4) مفردات (5) الشرائع، ولا خفاء [فى] (6) أن الأول أعم؛ لاندراج نحو: الصحف فيها.

ووجه التوحيد هنا [البقرة: 285]، وفى التحريم [الآية: 12] إرادة الواحد، وهو «القرآن» هنا و «الإنجيل» فى التحريم.

أو يراد به الجنس، فيرادف الجمع ويعم [جميع] الكتب.

ووجه الجمع فيهما: إرادة جميع (7) الكتب المنزلة.

ومن جمع [فى] البقرة ووحد [فى] التحريم جعله فى الأول منسوبا للمؤمنين ومؤمنو كل ملة (8) لهم (كتاب) فتعدد، وفى الثانى إلى مريم و (كتاب) ملتها واحد فتوحد.

وجه ياء يفرق [البقرة: 285] الحمل: على لفظ «كل» ، والجملة إما فى محل نصب على الحال، وإما فى محل رفع خبر ثان.

ووجه النون: أن الجملة محلها نصب بقول محذوف، تقديره: يقولون: لا نفرق، أو نقول: وحاصله أنه يجوز مراعاة لفظ «كل» ومعناها: فمن راعى اللفظ قدره: يقول [ومن راعى المعنى قدره: نقول].

وهذا القول المقدر محله نصب على الحال، أو الخبر بعد خبر؛ قاله الحوفى، والله أعلم.

(1) فى م: جعلوه.

(2)

فى ص: وجه، وفى م: وجه رهن أنه جمع رهان أو جمع الجمع.

(3)

فى ص: بتقدير.

(4)

سقط فى د.

(5)

فى ص: مقدرات.

(6)

سقط فى م، ص.

(7)

فى م، ص: جمع.

(8)

فى م، ص: أمه.

ص: 228

فائدة (1): إذا ابتدأت ب أوتمن [البقرة: 283] من قوله تعالى: فليؤدّ الّذى اؤتمن [البقرة: 283][قرأت] بهمزة مضمومة، وبعدها واو ساكنة.

وذلك لأن (2) أصله «اأتمن» بهمزتين الأولى للوصل، والثانية فاء الكلمة، وقعت ساكنة بعد أخرى قبلها مضمومة؛ فوجب قلبها بمجانس (3) حركة الأولى وهو الواو.

وأما فى الدرج فتذهب (4) همزة الوصل، فتعود الهمزة إلى حالها؛ لزوال موجب قلبها، بل تقلب الياء صريحة فى رواية من أبدل الساكنة.

وإنما نبهت على هذا؛ لأن كثيرا ممن لا علم عندهم بالعربية من القراء يغلطون فيبتدئون بهمزة مكسورة. فيها من ياءات الإضافة ثمان ياءات: إنى أعلم الموضعان [البقرة: 30، 33] فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.

عهدى الظّلمين [البقرة: 124] أسكنها حمزة وحفص.

بيتى للطّآئفين [البقرة: 125][فتحها](5) المدنيان وهشام وحفص.

فاذكرونى أذكركم [البقرة: 152]، فتحها ابن كثير وليؤمنوا بى [البقرة: 186]، فتحها ورش.

منى إلا [البقرة: 249] فتحها المدنيان وأبو عمرو.

ربى الذى [البقرة: 258] أسكنها حمزة.

وفيها (6) من ياءات الزوائد ست: فارهبونى [البقرة: 40]، [و] فاتقونى [البقرة: 41]، [و] تكفرونى (7) [البقرة: 152] أثبتهن فى الحالين يعقوب.

الداعى إذا [البقرة: 186] أثبتها وصلا أبو عمرو، وورش وأبو جعفر، واختلف عن قالون كما تقدم، وأثبتها يعقوب فى الحالين.

دعانى [البقرة: 186] أثبت الياء وصلا أبو جعفر وأبو عمرو [وورش](8)، واختلف عن قالون كما تقدم، [وأثبتها فى الحالين](9) يعقوب.

واتقونى يا أولى [البقرة: 197] أثبتها وصلا أبو جعفر، وأثبتها يعقوب فى الحالين، والله الموفق للصواب.

[تفريع: إذا جمعت](10) الأوجه التى يمكن وجودها بين كل سورتين حصل لكل قارئ

(1) فى م: تنبيه.

(2)

فى م، ص: بأن.

(3)

فى م: بمجتنسة.

(4)

فى ز: فيذهب.

(5)

سقط فى د.

(6)

فى م، ص: وأما.

(7)

فى م، ص: ولا تكفرون.

(8)

سقط فى د.

(9)

فى م، ص: أثبتها وصلا.

(10)

فى ص: فائدة: إذا اجتمعت.

ص: 229

عدد كثير.

وها أنا أذكرها بين سورتين من كل أربع وأحيلك على ذهنك فى الباقى.

فأقول: إذا ابتدأت بقوله تعالى: أنت مولينا [البقرة: 286] ووقفت على القيّوم [آل عمران: 2]، فالواصلون مختلفون لحمزة، إمالة مولانا وفتح الكفرين [البقرة: 286] ووصل السورتين (1) ومد لا إله [آل عمران: 2] وجه لورش [وجهان](2) مولانا، وتقليل الكافرين وجهان، ولأبى عمرو وجها المنفصل، ولابن ذكوان الطول مع [الفتح](3)، والتوسط والإمالة ثلاثة، ولهشام التوسط والقصر، فداخله فى التوسط، ولخلف مثل حمزة، ولكنه توسط.

وجه العشرة فى سبعة القيّوم سبعون والساكنون لورش وجها مولانا، ولأبى عمرو وجها المد، ولابن عامر الأربعة.

ولخلف أيضا السكت التسعة فى ثلاثة وقف الكفرين سبعة وعشرون فى سبعة القيوم مائة وتسعة وثمانون.

والمبسملون: إما (4) وصل الطرفين فلورش وجها مولانا.

ولقالون والأصبهانى وجها المنفصل وابن كثير وأبو جعفر مندرج فى قصرهما، ولأبى عمرو وجها المد، ولابن عامر الأربعة، ولعاصم زيادة المد وجه، ولأبى الحارث إمالة مولانا، وفتح الكفرين. [وجه](5)، وللدورى إمالتهما.

وجه الثلاثة وعشرون فى سبعة القيّوم أحد (6) وتسعون.

وأما مع فصلهما فالثلاثة عشر فى ثلاثة وقف الكفرين، والرّحيم [الفاتحة:

3] تسعة وثلاثون، وفى ثلاثة الكفرين مع روم قصر الرحيم [مجموعها ثمانية وسبعون](7) مجموعها [فى](8) سبعة القيّوم خمسمائة وستة وأربعون.

وإما بفصل أولها ووصل آخرها، فالثلاثة عشر فى ثلاثة الكفرين فى سبعة القيّوم مائتان وثلاثة وسبعون، ومجموع هذه تضرب فى وجهى بسم الله؛ لأنهم صرحوا بأنها لكل القراء يحصل ألفان وثلاثمائة وثمانية وخمسون.

واعلم: أن يعقوب من رواية رويس يندرج مع أبى عمرو؛ لإمالته (9) الكفرين، ومن رواية روح مع هشام؛ لفتحه إياها.

(1) فى م، ص: بين كل سورتين.

(2)

سقط فى د.

(3)

سقط فى د.

(4)

زاد فى م، ص: مع.

(5)

سقط فى م، ص.

(6)

فى م، ص: إحدى.

(7)

سقط فى د.

(8)

سقط فى م.

(9)

فى م، ص: فى إمالة، وفى د: لإمالة.

ص: 230