المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصل عن أبِي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ٤

[ابن الأحنف اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌سورة القلم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحاقة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المعارج

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة نوح

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المُزّمِّل

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المدثر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة القيامة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الإنسان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المرسلات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النبأ

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فَصْلِ}

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النازعات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة عبس

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة {كُوِّرَتْ}

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {انْفَطَرَتْ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المطففين

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {انْشَقَّتِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة البروج

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطارق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الأعلى

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌ فَصَلَّ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الغاشية

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الفجر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة البلد

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالشَّمْسِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَاللَّيْلِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالضُّحَى}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصلٌ جامعٌ

- ‌سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالتِّينِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة العلق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

الفصل: ‌ ‌فصل عن أبِي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه

‌فصل

عن أبِي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فيه حاسَبَهُ اللَّهُ حِسابًا يَسِيرًا، وَأدْخَلَهُ الجَنّةَ بِرَحْمَتِهِ"، قالوا: ما هي يا رسول اللَّه؟ قال: "تُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ"

(1)

.

وعن ابن عُمَرَ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيا هَوَّنَ اللَّهُ عليه حِسابَهُ يَوْمَ القِيامةِ"

(2)

.

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الكُتُبُ يَوْمَ القِيامةِ تَحْتَ العَرْشِ، فإذا كان المَوْقِفُ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا، فَتُطَيِّرُها فِي الأيْمانِ والشَّمائِلِ"

(3)

.

وعنه أيضًا قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ أحَدٌ يُعْطَى كِتابَهُ بِيَمِينِهِ إلّا ضَحِكَ ضِحْكةً يَسْمَعُها جَمِيعُ أهْلِ المَوْقِفِ".

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نُوقِشَ الحِسابَ هَلَكَ"، قلتُ: يا رسول اللَّه: فإنَّ اللَّه عز وجل يقول فِي كتابه: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} ، قال:"ذَلِكَ العَرْضُ"

(4)

، رواه

(1)

رواه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 235 كتاب الشهادات: باب شهادة أهل المعصية، ورواه الحاكم في المستدرك 2/ 518 كتاب التفسير: سورة "إذا السَّماءُ انْشَقُّتْ"، وينظر: المعجم الأوسط للطبرانِيّ 1/ 279، 5/ 196، الوسيط للواحدي 4/ 453.

(2)

رواه النقاش في شفاء الصدور ورقة 222/ أ، 222/ ب، وينظر: تفسير الثعالبي 5/ 568.

(3)

رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 466، وينظر: شفاء الصدور للنقاش ورقة 222/ أ، التذكرة للقرطبي ص 291.

(4)

صحيح البخاري 1/ 34 كتاب العلم: باب "هل يجعل للنساء يومًا على حدة في العلم"؟ =

ص: 357

البخاري ومسلم في صحيحيهما، وأراد بالعرض المَرَّ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عز وجل.

قوله عز وجل: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10)} قال الكَلْبِي

(1)

: لأن يَمِينَهُ مَغْلُولة إلَى عُنُقِهِ، وتكون يَدُهُ اليُسْرَى خَلْفَ ظَهْرهِ، وقال مقاتل

(2)

: تُخْلَعُ يَدُهُ اليُسْرَى، فتكون وراء ظهره {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11)} يُنادِي إذا قَرَأ كِتابَهُ: يا ويلَاهُ! يا ثُبُوراهُ! كقوله: {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا}

(3)

؛ أي: صاحُوا عند ذلك بالويل والهلاك.

{وَيَصْلَى سَعِيرًا (12)} قرأ نافع وابن كثير وابن عامر والكسائيُّ بضم الياءِ وتشديدِ اللّام

(4)

، واختاره أبو حاتم؛ لقوله:{ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ}

(5)

، وقرأ الباقون بنتح الياء والتخفيف، واختاره أبو عبيد؛ لقوله:{إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ}

(6)

، فمن قرأ بالضم نصب {سَعِيرًا} على خَبَرِ ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ

(7)

، ومن قرأ بالفتح نصب على المفعول، والمعنى: يُقاسِي حَرَّها وَشِدَّتَها.

= 6/ 81 كتاب تفسير القرآن: سورة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، 7/ 197 كتاب الرقاق: باب "مَنْ نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ". صحيح مسلم 8/ 164 كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها: باب إثبات الحساب.

(1)

ينظر قوله في معانِي القرآن للفراء 3/ 250، الوسيط 4/ 453.

(2)

ينظر قوله في الوسيط 4/ 453، الكشاف 4/ 235، تفسير القرطبي 19/ 272.

(3)

الفرقان 13.

(4)

وهي أيضًا، قراءة ابن مُحَيْصِنٍ والحَسَنِ وعُمَرَ بن عبد العزيز وأبِي الشَّعْثاءِ والأعرجِ، ينظر: السبعة ص 677، تفسير القرطبي 19/ 272، البحر المحيط 8/ 439.

(5)

الحاقة 31.

(6)

الصافات 163.

(7)

يعني أنه مفعول ثانٍ للفعل "يُصَلَّى"، وأما المفعول الأول فهو نائب الفاعل الذي هو ضميرٌ مستترٌ فيه.

ص: 358

{إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13)} يعني: كان فِي الدنيا مَسْرُورًا باتِّباعِ هَواهُ وَرُكُوبِ شَهْوَتهِ {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14)} ؛ أي: لن يرجع إلَى الآخرة ولن يُبْعَثَ، والحَوْرُ: الرُّجُوعُ إلَى الشيء، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أعُوذُ بِكَ مِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ"

(1)

، فالحَوْرُ: التَّأخُّرُ والنُّقْصانُ، والكَوْرُ: التَّقَدُّمُ والزيادة، قال ابن عباس

(2)

: كنتُ لا أدرى ما معنى "يَحُورَ" حتى سَمعْتُ أعْرابِيّةً تدعو بُنَيّةً لها تقول: حُورِي حُورِي؛ أي: ارْجِعِي، قال الشاعر:

493 -

وَما المَرْءُ إلّا كالشِّهابِ وَضَوْئِهِ

يَحُورُ رَمادًا بَعْدَ إذْ هُوَ ساطِعُ

(3)

ثم قال تعالى: {بَلَى} ؛ أي: لَيَحُورَنَّ وَلَيُبْعَثَنَّ {إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15)} يعني: بصيرا به مِنْ يَوْمِ خَلْقِهِ إلَى أنْ بَعَثَهُ.

قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ} "لا" زائدة، معناه: فَأُقْسِمُ بِالشَّفَقِ، وهو الحُمْرةُ التِي تَبْقَى بِالأُفُقِ بعد غروب الشمس، وَبِغَيْبُوبَتِهِ يَتَعَلَّقُ أوَّلُ وَقْتِ

(1)

هذا جزء من حديث رواه الإمام أحمد بسنده عن عبد اللَّه بن سَرْجِسَ في المسند 5/ 82، 83، ورواه مسلم في صحيحه 4/ 105 كتاب الحج: باب ما يقول إذا ركب إلَى سَفَرِ الحَجِّ وَغَيْرهِ.

(2)

ينظر قوله في الكشف والبيان 10/ 160، الكشاف 4/ 235، المحرر الوجيز 5/ 458، عين المعانِي ورقة 143/ ب، تفسير القرطبي 19/ 273، تفسير الثعالبي 5/ 569.

(3)

البيت من الطويل، لِلَبِيدِ بن ربيعة.

التخريج: ديوانه ص 88، العين للخليل 3/ 287، الشعر والشعراء ص 278، الزاهر لابن الأنباري 1/ 25، الأغانِي 14/ 99، الكشاف 4/ 235، أمالِيُّ ابن الشجري 3/ 228، عين المعانِي ورقة 143/ ب، تفسير القرطبي 19/ 273، التذكرة الحمدونية 6/ 14، محاضرات الأدباء 2/ 491، الحماسة البصرية ص 622، اللسان: حور، زاد المسير 1/ 226، 6/ 450، 9/ 65، البحر المحيط 8/ 436، ارتشاف الضرب ص 1164، اللباب في علوم الكتاب 20/ 233، همع الهوامع 1/ 358.

ص: 359

العِشاءِ الآخِرةِ

(1)

، وقيل

(2)

: هو البياض، والأول هو الاختيار، قال الشاعر:

494 -

قُمْ يا غُلَامُ أعِنِّي غَيْرَ مُحْتَشِمٍ

عَلَى الزَّمانِ بِكَأْسٍ حَشْوُها شَفَقُ

(3)

وقال آخر:

495 -

وَقَدْ تَغَطَّتْ فِي كُمِّها خَجَلًا

كالشَّمْسِ غابَتْ فِي حُمْرةِ الشَّفَقِ

(4)

وقال آخر:

496 -

أحْمَرُ اللَّوْنِ كَمُحْمَرِّ الشَّفَقْ

(5)

(1)

قاله ابن عباس وأكثر الصحابة والتابعين واللغويين، ينظر: الموطأ للإمام مالك 1/ 13، كتاب الأم للشافعي 1/ 93، معانِي القرآن للفراء 3/ 251، غريب الحديث للهروي 2/ 128، مجالس ثعلب ص 308، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 305، تهذيب اللغة 8/ 332، الكشف والبيان 10/ 160، زاد المسير 9/ 65، 66، تفسير القرطبي 19/ 274، 275.

(2)

هذا قول أبِي هريرة وعمر بن عبد العزيز ومجاهد وأبِي حنيفة، ينظر: تفسير مجاهد 2/ 742، تفسير عبد الرزاق 3/ 358، معانِي القرآن للفراء 3/ 251، غريب الحديث للهروي 2/ 128، جامع البيان 30/ 149، تهذيب اللغة 8/ 332، الكشف والبيان 10/ 160، زاد المسير 9/ 66، عين المعانِي ورقة 143/ ب.

(3)

البيت من البسيط، لَمْ أقف على قائله، ويُرْوَى:"غَيْرَ مُرْتَبِكٍ".

التخريج: الكشف والبيان 10/ 160، مجمع البيان 9/ 697، عين المعانِي ورقة 143/ ب، تفسير القرطبي 19/ 275، اللباب في علوم الكتاب 20/ 235، فتح القدير 5/ 407.

(4)

البيت من المنسرح، للقاضي التَّنُوخِيِّ أبِي القاسم عَلِيِّ بن محمد بن داود في وصف مليحٍ جَسيمٍ، وورد عَجُزُهُ منسوبًا لابن الرومي في ديوان المعانِي، ويُرْوَى:"ثُمَّ تَغَطَّتْ".

التخريج: نِشْوارُ المحاضرة للقاضي التنوخي 7/ 120، ديوان المعانِي للعسكري 1/ 230، معجم الأدباء 14/ 173، الوافِي بالوفيات 21/ 461، معاهد التنصيص 1/ 326.

(5)

البيت من الرجز المشطور، لَمْ أقف على قائله.

التخريج: الكشف والبيان 10/ 160، مجمع البيان 10/ 303، عين المعانِي ورقة 143/ ب، تفسير القرطبي 19/ 275، اللباب في علوم الكتاب 20/ 235.

ص: 360

قال الفَرّاءُ

(1)

: وسمعتُ بعض العرب يقول: الثَّوْبُ أحْمَرُ كَأنَّهُ الشَّفَقُ.

وعن ابن عُمَرَ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الشَّفَقُ الحُمْرةُ"

(2)

، ويقال لِلْمَغْرةِ: الشَّفَقُ

(3)

{وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17)} ؛ أي: جَمَعَ وَضَمَّ، وذلك أن الليل يَضُمُّ كُلَّ شيء إلَى مَأْواهُ، واسْتَوْسَقَ الشَّيْءُ: إذا اجْتَمَعَ وَكَمُلَ

(4)

، ومنه قيل للطعام المجتمع: وَسْقٌ، وهو سِتُّونَ صاعًا، واسْتَوْسَقَتِ الإبِلُ: إذا اجْتَمَعَتْ وانْضَمَّتْ

(5)

، قال الشاعر:

497 -

إنَّ لَنا قَلائِصًا حَقائِقا

مُسْتَوْسِقاتٍ لَمْ يَجِدْنَ سائِقا

(6)

(1)

معانِي القرآن 3/ 251.

(2)

تَمامه: "فإذا غابَ الشَّفَقُ وَجَبَتِ الصَّلاةُ"، رواه عبد الرزاق في مصنفه 1/ 559، والبيهقيُّ في السنن الكبرى 1/ 373 كتاب الصلاة: باب في دخول وقت العشاء، وينظر: المصنف لابن أبِي شيبة 1/ 368، الوسيط للواحدي 4/ 454.

(3)

المَغَرةُ بسكون الغين وفتحها: طِينٌ أحْمَرُ يُصْبَغُ به، والأمْغَرُ: الأحْمَرُ الشَّعَرِ والجِلْدِ على لون المَغرةِ، وَثَوْبٌ مُمَغَّرٌ: مَصْبُوغٌ بِالمَغْرةِ. اللسان: مغر.

(4)

قاله أبو بكر السجستانِيُّ في غريب القرآن ص 176.

(5)

قاله الطبري والنقاش، ينظر: جامع البيان 30/ 150، شفاء الصدور ورقة 222/ ب، وينظر أيضًا: الصحاح 4/ 1566، الكشف والبيان 10/ 160.

(6)

البيتان من الرجز المشطور، لِلْعَجّاجِ.

اللغة: القَلَائِصُ: جَمْعُ قَلُوصٍ وَهِيَ الفَتِيّةُ مِنَ الإبِلِ، الحَقائِقُ: جَمْعُ حِقّةٍ وَهِيَ البَكْرةُ التِي اسْتَوْفَتْ ثَلَاثَ سِنِينَ، مُسْتَوْسِقاتٌ: مُجْتَمِعاتٌ.

التخريج: ملحق ديوان العجاج ص 406، مجاز القرآن 2/ 291، الفاضل للمبرد ص 10، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 305، إيضاح الوقف والابتداء ص 66، 97، ديوان الأدب 3/ 283، تهذيب اللغة 9/ 235، إعراب القراءات السبع 1/ 30، المحتسب 1/ 361، الكشف والبيان 10/ 161، الكشاف 4/ 230، زاد المسير 9/ 66، تفسير القرطبي =

ص: 361

ويقال

(1)

: وَسَقَ الشَّيْءُ: إذا عَلَا، وذلك أن الليل يَعْلُو كُلَّ شَيْءٍ ويُجَلِّلُهُ، ولا يَمْتَنِعُ منه شَيْءٌ، وقيل: هو مأخوذٌ من الوُسُوقِ وهو الحُمْرةُ.

وقيل

(2)

: معناه: وما ساقَ مِنْ ظُلْمَتِهِ إذا أقْبَلَ، والمعنى: ضَمَّ وَحَوَى وَلَفَّ وَجَمَعَ ما كان منتشرًا بالنهار في تَصَرُّفِهِ.

{وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18)} ؛ أي: اجتمع واستوى واستدار وَتَمَّ نُورُهُ، وهو أحسن ما يكون، ويقال: اتَّسَقَ الشَّىْءُ: إذا تَتابَعَ ضِياؤُهُ، وهو "افْتَعَلَ" من الوَسْقِ.

وقوله: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19)} هذا جواب القسم، و {عَنْ} بمعنى "بَعْدَ"، قرأ أهل مكة وأهل الكوفة إلا عاصمًا بفتح الباء

(3)

، والمعنى: لَتَرْكَبَنَّ يا محمدُ سماءً بَعْدَ سَماءٍ، وَدَرَجةً بَعْدَ دَرَجةٍ، وَرُتْبةً بَعْدَ رُتْبةٍ، وقرأ الآخرون بضمه وهو الاختيار؛ لأن المعنى بالناس أشبه بالخطاب، والمعنى: لَتَرْكَبُنَّ حالًا بَعْدَ حالٍ، ومَنْزِلًا بعد مَنْزِلٍ، وَأمْرًا بَعْدَ أمْرٍ فِي الآخرة.

والطَّبَقُ في اللغة هو الحال

(4)

، والعرب تقول لِمَنْ وقع في أمرٍ شديدٍ:

= 19/ 277، اللسان: وسق، البرهان للزركشي 1/ 293، البحر المحيط 8/ 437، الدر المصون 6/ 499، التاج: وسق.

(1)

قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن 2/ 291، وأبو بكر السجستانِي في غريب القرآن ص 176.

(2)

قاله عكرمة والضحاك، ينظر: جامع البيان 30/ 151، 152، مجمع البيان 10/ 306.

(3)

قرأ ابن مسعود وابن عَبّاسٍ ومجاهد وابن جُبَيْرٍ وابنُ كثير وَحَمْزةُ والكِسائِيُّ وخلفٌ وابنُ مُحَيْصِنٍ والأعمش ومسروق وأبو وائل والنَّخْعِيُّ والشَّعْبِيُّ وابنُ وَثّابٍ وأبو العالية: {لَتَرْكَبَنَّ} بفتح الباء، وقرأ الباقون بضم الباء، ينظر: السبعة ص 677، تفسير القرطبي 19/ 278، البحر المحيط 8/ 440، الإتحاف 2/ 600.

(4)

قال ابن الأنباري في الزاهر 1/ 176.

ص: 362

وَقَعَ في بَناتِ طَبَقٍ

(1)

، قال الشاعر:

498 -

الصَّبْرُ أَجْمَلُ والدُّنْيا مُفَجِّعةٌ

مَنْ ذا الذِي لَمْ يَذُقْ مِنْ عَيْشِها رَنَقا

إذا صَفا لَكَ مِنْ مَسْرُورِها طَبَقٌ

أهْدَى لَكَ الدَّهْرُ مِنْ مَكْرُوبِها طَبَقا

(2)

وما بعده ظاهر التفسير إلَى قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23)} يعني كفار مكة، أي: بِما يجمعون فِي قلوبهم من الكفر والتكذيب بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويُوعُونَهُ كما يُوعَى المَتاعُ فِي الوِعاءِ، يقال: وَعَيْتُ في قَلْبِي كذا وكذا، وَفُلَانٌ واعٍ، و {أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}

(3)

، وَأوْعَيْتُ المَتاعَ فَأنا مُوعٍ

(4)

، ثم قال:{فَبَشِّرْهُمْ} يا محمد {بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24)} ؛ أي: وَجِيعٍ.

ثم اسْتَثْنَى منهم المؤمنينَ، فقال تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

(1)

هذا كلام الفراء في معانِي القرآن 3/ 252.

و"وقع في بنات طبق" مَثَلٌ يُقال للداهية، وبنتُ طَبَقٍ: سُلَحْفاةٌ؛ وتزعم العرب أنَّها تبيض تسعًا وتسعين بَيْضةً كلُّها سَلَاحِفُ، وَتَبِيضُ بَيْضةً تَنْقَفُ عن أسوَدَ أي: حَيّةٍ، انظر: ديوان الأدب 1/ 224، الصحاح 4/ 1511، جمهرة الأمثال 1/ 146، مجمع الأمثال 1/ 165، المستقصى 2/ 36.

(2)

البيتان من البسيط، لِحارِثةَ بنِ بَدْرٍ الغُدانِيِّ، ويُرْوَى عَجُزُ الأوَّلِ:

مَنْ ذا الذِي لَمْ يُجَرَّعْ مَرّة حَزَنا

اللغة: الرَّنَقُ: مصدر قولك: رَنقَ الماءُ: إذا كَدِرَ، وعَيْشٌ رَنقٌ؛ أي: كَدِرٌ.

التخريج: التعازي والمراثي للمبرد ص 8، الكشف والبيان 10/ 162، مجمع البيان 10/ 10/ 303 - 304، عين المعانِي ورقة 143/ ب.

(3)

من قوله تعالى: "لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيةٌ". الحاقة 12.

(4)

ينظر: مجاز القرآن 2/ 292، معانِي القرآن للأخفش ص 534، إصلاح المنطق ص 228، 229، غريب القرآن لابن قتيبة ص 521، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 306، غريب القرآن للسجستانِيِّ ص 176 شفاء الصدور 223/ أ.

ص: 363

لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)} {غَيْرُ} نعت {أَجْرٌ} ؛ أي: غير مقطوع ولا منقوص؛ لأن نعيم الآخرة لا ينقطع، و {الَّذِينَ} في موضع نصبٍ، استثناء من الهاء والميم، ويجوز أن يكون استثناءً منقطعًا ليس من الأول، كما رَوَى عِكْرِمةُ عن ابن عباس فِي قوله:{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} ، فقال: هو الشيخ الكبير إذا كَبِرَ وَضَعُفَ، وكان يعمل شيئًا من الخَيْرِ وَقْتَ قُوَّتهِ، كُتِبَ له مِثْلُ أجْرِ ما كان يعمل، ثم قال:{لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} لا يُمَنُّ به عليه

(1)

، واللَّه أعلم.

* * *

(1)

من أول قوله: "والذين: فِي موضع نصب"، قاله النحاس بنصه في إعراب القرآن 5/ 189.

ص: 364