الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو الذي يُعْرَفُ باللوح المحفوظ من الشياطين، ومن الزيادة فيه والنقصان، ومعنى حِفْظِ القُرْآنِ أنه يُؤْمَنُ مِنْ تَحْرِيفِهِ وتبديله وتغييره، فلا يَلْحَقُهُ شَيْءٌ من ذلك.
قرأ يَحْيَى بنُ يَعْمُرَ: "فِي لُوحٍ" بضم اللام
(1)
؛ أي: أنه يَلُوحُ، وهو ذُو نُور وَعُلُوٍّ وَشَرَفٍ
(2)
، وقرأ الباقون بفتح اللام، وقرأ نافعٌ وابنُ مُحَيْصِنٍ:{مَحْفُوظٍ} بضم الظاء
(3)
على نعت القرآن، كأنه قيل: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ مَحْفُوظٌ فِي لَوْحٍ، وقرأ الباقون بالكسر على نعت اللوح، قال أبو عُبَيْدٍ
(4)
: الوجه الخفض؛ لأن الآثار الواردة في اللَّوْحِ المَحْفُوظِ تُصَدِّقُ ذلك.
فصل
رُوِيَ عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: "إنَّ فِي صَدْرِ اللَّوْحِ المَحْفُوظِ مَكْتُوبًا: لا إله إلا اللَّه وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، دِينُهُ الإسْلَامُ، وَمُحَمَّدٌ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَمَنْ آمَنَ باللَّه عز وجل، وَصَدَّقَ وَعْدَهُ، واتَّبَعَ رُسُلَهُ أدْخَلَهُ الجَنّةَ، قال: واللَّوْحُ لَوْح مِنْ دُر بَيْضاءَ، طُولُهُ ما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، وَعُرْضُهُ ما بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، وَحافَّتاهُ الدُّرُّ والياقُوتُ، وَدَفَّتاهُ ياقُوتة حَمْراءُ، وَقَلَمُهُ نُورٌ،
(1)
وهي قراءة ابن السَّمَيْفَعِ أيضًا، ينظر: إعراب القراءات السبع 2/ 458، تفسير القرطبي 19/ 299، البحر المحيط 8/ 446.
(2)
قال ابنُ السِّكِّيتِ: "واللُّوحُ: الهَواءُ"، إصلاح المنطق ص 123، وقال الأزهري:"وقال الليث: ويقال للشيء إذا تلألأ: لاح يلوح لَوْحًا ولُوحًا. . . قال: واللوح: الهواء". تهذيب اللغة 5/ 248، وينظر: الصحاح 1/ 402.
(3)
وهي أيضًا، قراءة زيد بن عَلِيٍّ والأعرجِ:"مَحْفُوظٌ" بالرفع، ينظر: السبعة ص 678، البحر المحيط 8/ 446.
(4)
ينظر قوله في الوسيط للواحدي 4/ 463.
وَكَلَامُهُ نُورٌ، مَعْقُودٌ بِالعَرْشِ، وَأصْلُهُ فِي حِجْرِ مَلَكٍ يُقالُ لَهُ: ماطَرْيُونُ، مَحْفُوظٌ مِنَ الشَّياطِينِ، فذلك قوله تعالى:{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} ، وللَّهِ عز وجل فيه فِي كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثُمِائةٍ وَسِتُّونَ نَظْرةً، يُحْيِي ويُمِيتُ، ويُعِزُّ ويُذِلُّ، وَيَفْعَلُ ما يَشاءُ، وَيَحْكُمُ ما يُرِيدُ"
(1)
.
وعن أنَسِ بن مالِكٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ للَّهِ -تعالَى- لَوْحًا مِنْ زُمُرُّدةٍ خَضْراءَ، جَعَلَهُ تَحْتَ العَرْشِ، كَتَبَ فِيهِ: أنا اللَّهُ، لَا إلَهَ إلّا أنا، أرْحَمُ وَأتَرَحَّمُ، خَلَقْتُ بِضْعةَ عَشَرَ وَثَلاثَمِائةِ خُلُقٍ، مَنْ جاءَنِي بِخُلُقٍ مِنْها مَعَ شَهادةِ أنْ لَا إلَهَ إلّا إللّهُ دَخَلَ الجَنّةَ"
(2)
، واللَّه أعلم.
* * *
(1)
ينظر: الكشف والبيان 10/ 175 - 176، الوسيط 4/ 463، عين المعانِي ورقة 144/ أ، تفسير القرطبي 19/ 298، البداية والنهاية لابن كثير 1/ 15.
(2)
ينظر: المعجم الأوسط 2/ 20، الكامل في الضعفاء 7/ 119، شفاء الصدور ورقة 228/ أ، مجمع الزوائد 1/ 36 كتاب الإيمان: باب في أصول الدين وفرائضه، الدر المنثور 6/ 335، كنز العمال 1/ 39.