الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
عن أبِي سعيد الخُدْرِيِّ قال: قيل لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يَوْمٌ كان مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنةٍ؟ ما أطْوَلَ هَذا اليَوْمَ!، فقال عليه السلام:"والذي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّهُ لَيُخَفَّفُ عَلَى المُؤْمِنِ حَتَّى يَكُونَ أخَفَّ عَلَيْهِ مِنْ صَلاةٍ مَكْتُوبةٍ يُصَلِّيها في الدُّنْيا"
(1)
.
وقال إبرإهيم التَّيْمِيُّ: "ما قَدْرُ ذلك اليَوْمِ على المؤمن إلّا كما بَيْنَ الظُّهْرِ والعَصْرِ"
(2)
.
ثم عَزَّى نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم فقال: {فَاَصبِرْ} يا محمد على تكذيبهم إيّاكَ {صَبْرًا جَمِيلًا (5)} وهو الذي لا جَزَعَ فيه، وهذا قَبْلَ أن يُؤْمَرَ بالقتال {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ} يعني العذاب {بَعِيدًا (6)} غَيْرَ كائِنٍ {وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} كائنًا؛ لأن كل ما هو آتٍ قَرِيبٌ، ونصب {بَعِيدًا (6)} و {قَرِيبًا} على الحال، ولو قلت: نَصْبُهُما لأنهما مفعولان بـ "يَرَى" كان صوابًا
(3)
.
ثم أخبر متى يقع بهم العذاب فقال: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8)} ؛ أي:
(1)
رواه الإمام أحمد في المسند 3/ 75، وابن حبان في صحيحه 16/ 329 باب إخباره صلى الله عليه وسلم عن البعث وأحوال الناس فِي ذلك اليوم، وينظر: الكشف والبيان 10/ 36، الوسيط 4/ 351.
(2)
ينظر: الكشف والبيان 10/ 10/ 37، الكشاف 4/ 157، تفسير القرطبي 18/ 283، الدر المنثور 4/ 365.
(3)
"رأى" في الموضعين عِلْمِيّةٌ، و {بَعِيدًا} و {قَرِيبًا} منصوبان على المفعول الثانِي، قال المنتجب الهمدانِيُّ:"وقوله: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا} مفعولٌ ثانٍ، ومثله {قَرِيبًا}، والرؤية الأولَى بمعنى الظَّنِّ والاعتقاد، والثانية بمعنى العلم واليقين". الفريد للهمداني 4/ 527، وعلى هذا فإن {بَعِيدًا} و {قَرِيبًا} ليسا منصوبين على الحال؛ لأن "رأى" ليست بَصَرِيّةً.
كَدُرْدِيِّ الزَّيْتِ
(1)
، وقيل
(2)
: كَعَكَرِ القَطِرانِ المُذابِ، وقيل
(3)
: كالفِضّةِ إذا أُذِيبَتْ، وقد تقدم نظيره وتفسيره في سورة الكهف
(4)
.
{وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)} كالصوف الأحمر في خِفَّتِها وَسَيْرِها، وهو أضْعَفُ الصُّوفِ، فأول ما تتغير الجبال تصير رَمْلًا مَهِيلًا، ثم عِهْنًا مَنْفُوشًا، ثم تصير بعد ذلك هَباءً مَنْثُورًا
(5)
{وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10)} لا يَسْألُ الرَّجُلُ قَرِيبَهُ من شدة الأهوال يوم القيامة، والمعنى: لا يَسْألُ ذو قرابة عن قرابته لاشتغاله بنفسه، وَرُوِيَ عن ابن كثير أنه قرأ:"وَلا يُسْألُ"
(6)
بضم الياء؛ أي: لا يُقالُ
(1)
قاله ابن عباس وأبو عمرو وأبو عبيد وابن قتيبة، ينظر: غريب الحديث لأبِي عبيد 3/ 218، غريب القرآن لابن قتيبة ص 267، جامع البيان 15/ 299، 25/ 169، معانِي القرآن وإعرابه 3/ 282، معانِي القرآن للنحاس 4/ 233، 6/ 412، شفاء الصدور ورقة 164/ أ، الصحاح 5/ 1822، الكشف والبيان 6/ 167، الوسيط 4/ 352.
(2)
قاله عطاء، ينظر: الكشف والبيان 6/ 168، الوسيط 4/ 352، مجمع البيان 10/ 120 - 121.
(3)
قال أبو عبيد: "والمُهْلُ: كُلُّ فِلِزٍّ أُذِيبَ، قال: والفِلِزُّ: جواهر الأرض من الذهب والفضة والنحاس وأشباهِ ذلك، ومنه حديث ابن مسعود أنه سُئِلَ عن المُهْلِ، فَدَعا بِفِضّةٍ فَأذابَها، فَجَعَلَتْ تَمَيَّعُ وتَلَوَّنُ، فقال: هذا مِنْ أشْبَهِ ما أنتم راؤُونَ بالمهل". غريب الحديث 3/ 217، وينظر: مجاز القرآن 1/ 400، غريب القرآن لابن قتيبة ص 485، وهو قول ابن عباس والحسن كما ذكر الطبري في جامع البيان 25/ 170، وينظر: معانِي القرآن وإعرابه 3/ 282، معانِي القرآن للنحاس 4/ 233، الكشف والبيان 6/ 167، 168، الوسيط 4/ 352.
(4)
الكهف الآية 29، وهو في القسم المفقود من هذا الكتاب.
(5)
قاله الحسن، ينظر: الكشف والبيان 10/ 37، تفسير القرطبي 18/ 284.
(6)
قرأ نصر عن البَزِّيُّ عن ابن كثير: {وَلَا يُسْألُ} ، وقرأ بها أيضًا إسماعيل بن جعفر عن أبِي جعفر، وأبو حَيْوةَ، والبُرْجُمِيُّ عن أبِي بكر عن عاصم، وقرأ الباقون:{وَلَا يَسْألُ} ، ينظر: السبعة ص 650، مختصر ابن خالويه ص 162، حجة القراءات ص 722، البحر المحيط 8/ 328.
لِحَمِيمٍ: أيْنَ حَمِيمُكَ؟ قال الفَرّاءُ
(1)
: ولستُ أشْتَهِي ضَمَّ الياء؛ لأنه مُخالِفٌ للتفسير، وَلِما أجْمَعَ عليه القُرّاءُ.
قوله: {يُبَصَّرُونَهُمْ} ؛ أي: يُعَرَّفُونَهُمْ ويُرَوْنَهُمْ، والمعنى: يُعَرُّفُ الحَمِيمُ حَمِيمَهُ حتى يعرفه، وهو مع ذلك لا يَسْألُ عن شأنه لِشُغُلِهِ بنفسه، يقال: بَصَّرْتُ زَيْدًا بكذا: إذا عَرَّفْتَهُ إيّاهُ، ثم يُحْذَفُ الجارُّ فَيُقالُ: بَصَّرْتُهُ كذا، والآية على حذف الجارِّ
(2)
.
{يَوَدُّ الْمُجْرِمُ} ؛ أي: يَتَمَنَّى المُشْركُ والكافر {لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ} زوجته {وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13)} يعني عشيرته التي فُصِلَ منهم، تَضُمُّهُ ويَأْوِي إليها {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا}؛ أي: كَلَّا لا يُنْجِيهِ ذلك الفِداءُ من عذاب اللَّه، وتَمَّ الكلامُ، ثم استأنف فقال:{إِنَّهَا لَظَى (15)} وقيل: حَقًّا إنَّها لَظَى، فيكون الكلام متصلًا
(3)
.
ولَظَى -نعوذ باللَّه منها-: اسمٌ من أسماء جهنم، فلذلك لَمْ تَنْصَرِفْ
(4)
، وقيل
(5)
: هي الدَّرَكةُ الثانية، سُمِّيَتْ بذلك لأنها تتَلَظَّى، قال اللَّه تعالى: {فَأَنذَرْتُكُمْ
(1)
معانِي القرآن 3/ 184، باختلاف في ألفاظه.
(2)
قاله الفارسي في الحجة 4/ 63، وينظر: الوسيط 4/ 352، الفريد للهمداني 4/ 527.
(3)
قال مَكِّيُّ بن أبِي طالب: "الوقف على {كَلَّا} حَسَنٌ مَخْتارٌ على معنى: لا يُنْجِيهِ أحَدٌ مِمَّنْ في الأرض ولو افتدى به، وقيل: المعنى: انْتَبِهُوا وازْدَجِرُوا، إن الأمر الذي يُعَذَّبُونَ به لَظَى. ويجوز الابتداء بـ "كَلَّا" على معنى: ألا إنَّها لَظَى، تجعلها افتتاح كلام، ولا يَحْسُنُ أن يُبْتَدَأ بـ {كَلَّا} على معنى "حَقًّا"؛ لأنه يلزم فتح "أنَّ". . . والفتح لَمْ يَقْرَأْ به أحَدٌ". الوقف على كلا وبلى في القرآن ص 56.
(4)
قاله الفراء وأبو حاتم وغيرهما، ينظر: معانيِ القرآن للفراء 3/ 184، المذكر والمؤنث لأبي حاتم ص 164، وينظر: المذكر والمؤنث لابن التستري ص 67، 106، تهذيب اللغة 14/ 395.
(5)
قاله الضحاك، ينظر: الكشف والبيان 10/ 38، عين المعانِي ورقة 137/ ب، تفسير القرطبي 18/ 287.
ناَرًا تَلَظَّى}
(1)
والالتِظاءُ: الإيقادُ، ومعناها في اللغة: اللَّهَبُ الخالص، يقال: لَظِيَتِ النّارُ تَلْظَى لَظًى
(2)
.
{نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى (16)} ؛ أي: هي نَزّاعةٌ لِلشَّوَى، قرأه العامة بالرفع على الابتداء والخبر، وقيل: على نعت لَظَى
(3)
، ورَوَى حَفْصٌ عن عاصم بالنصب
(4)
على الحال والقطع للتنوين من {لَظَى} ، إذْ كانت نكرةً متصلةً بمعرفة، وفي هذه القراءة إشكال؛ لأنه ليس هاهنا عامل مشتق، ولا واقعٌ موقع المشتق، ولكن {لَظَى} -وإن كان عَلَمًا من أسماء جهنم-، ففيها معنى التَّلَظِّي، وذلك المعنى هو العامل فِي الحال، كأنها تتَلَظَّى وتَتَوَقَّدُ نَزّاعةً لِلشَّوَى
(5)
.
وقيل
(6)
: نصب {نَزَّاعَةً} بتقدير: أعْنِي، وقيل
(7)
: إنها حال مؤكدة كما
(1)
الليل 14.
(2)
حكاه الأزهري عن الليث في التهذيب 14/ 395، وينظر: اللسان: لظي.
(3)
وذهب سيبويه إلى أن {نَزّاعةٌ} خَبَرٌ ثانٍ لـ {إنَّ} ، ينظر: الكتاب 2/ 83، وينظر في هذين الوجهين وغيرهما: معانِي القرآن للأخفش ص 508، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 221، إعراب القرآن 5/ 30، مشكل إعراب القرآن 2/ 407.
(4)
قرأ حَفْصٌ عن عاصم، وابنُ أبِي عَبْلةَ وأبو حَيْوةَ والزعفرانِيُّ وابن مقسم واليزيدي:{نَزّاعةً} بالنصب، وقرأ الباقون، وأبو بكر عن عاصم بالرفع، ينظر: السبعة ص 650 - 651، تفسير القرطبي 18/ 287، البحر المحيط 8/ 328.
(5)
قاله الزجاج والأزهري، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 221، معانِي القراءات 3/ 90، وينظر أيضًا: مشكل إعراب القرآن 2/ 407.
(6)
قاله الفارسي في الحجة 4/ 62.
(7)
قاله الزجاج والأزهري، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 221، معاني القراءات 3/ 90، وينظر أيضًا: مشكل إعراب القرآن 2/ 407.
قال تعالى: {هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا}
(1)
، قال ابن الأنباري
(2)
: ويجوز نصبها على المدح على معنى: اذْكُرْ نَزّاعةً، كما تقول: مَرَرْتُ بِهِ العاقِلَ الفاضِلَ.
و"الشَّوَى" جَمْعُ شَواةٍ، وهي جِلْدةُ الرَّأْسِ
(3)
، قال الأفْوَهُ الأوْدِيُّ
(4)
:
392 -
إنْ تَرَيْ رَأْسِيَ فِيهِ قَزَعٌ
…
وَشَواتِي خَلّةٌ فِيها دُوارُ
(5)
وقيل
(6)
: هي الأطراف: اليدان والرجلان، قال امرؤ القيس الشاعر:
393 -
سَلِيمِ الشَّظَى عَبْلِ الشَّوَى شَنِجِ النَّسا
(7)
(1)
فاطر 31.
(2)
إيضاح الوقف والابتداء ص 948.
(3)
قاله ابن قتيبة والزجاج وابن الأنباري وغيرهم، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص 486، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 221، الأضداد لابن الأنباري ص 229، وينظر: ياقوتة الصراط ص 529، الصحاح 6/ 2396.
(4)
هو صَلَاءةُ بن عمرو بن مالك، أبو ربيعة الأوْدِيُّ، شاعر يَمانِيٌّ جاهليٌّ، لُقِّبَ بالأفْوَهِ لغِلَظِ شفتيه، وظهور أسنانه، كان سَيِّدَ قَوْمِهِ وقائِدَهم في حروبهم، وهو أحد الشعراء الحكماء في عصره، توفِّيَ سنة 50 قبل الهجرة تقريبًا. [الشعر والشعراء ص 229 - 230، الأعلام 3/ 206 - 207].
(5)
البيت من الرَّمَلِ، لِلأفْوَهِ الأوْدِيِّ، من قصيدة يذكر فيها انتصار قومه على عرب الشمال.
اللغة: القَزَعُ: بقايا الشعر المُنَتَّفِ في الرُّأْسِ، الشَّواةُ هنا: الرَّأْسُ، الخَلّةُ: المهزولة القليلة اللَّحْمِ.
التخريج: ديوانه ص 72، الشعر والشعراء ص 223، الحماسة البصرية ص 165، الجمان في تشبيهات القرآن ص 226.
(6)
قاله الفراء وأبو عبيدة والزجاج وابن الأنباري وغيرهم، ينظر: معانِي القرآن للفراء 3/ 185، مجاز القرآن 2/ 269، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 221، الأضداد لابن الأنباري ص 230، وينظر أيضًا: ياقوتة الصراط ص 529، تهذيب اللغة 11/ 442، الصحاح 6/ 2396.
(7)
هذا صدر بيت من الطويل، لامرئ القيس، وعجزه: =
وقال الأعشى:
394 -
قالَتْ قُتَيْلةُ: ما لَهُ
…
قَدْ جُلِّلَتْ شَيْبًا شَواتُهْ
(1)
قال مقاتل
(2)
: تَنْزِعُ النّارُ الأطرافَ فلا تَتْرُكُ لَحْمًا ولا جِلْدًا إلا أحْرَقَتْهُ، وقال الضحاك
(3)
: تَنْزِعُ الجِلْدَ واللَّحْمَ عن العَظْمِ.
= لَهُ حَجَباتٌ مُشرِفاتٌ عَلى الفالِ
وله بَيْتٌ آخَرُ من قصيدة قافيتها الألف المقصورة، يقع هذا الصَّدْرُ عَجُزًا فيه، وهو قوله:
طَوِيلِ القَرا نَهْدِ التَّلِيلِ مُشَذَّبٍ
…
سَلِيمِ الشَّظا، عَبْلِ الشَّوَى، شَنِجِ النَّسا
اللغة: الشَّظا: عَظْمٌ دَقِيقٌ إذا زالَ عَنْ مَوْضِعِهِ شَظِيَ الفَرَسُ؛ أَيْ: فُلِقَ شَظاهُ، عَبْلُ الشَّوَى: غَلِيظُ القَوائِمِ، النَّسا: عِرْقٌ يَمْتَدُّ مِنَ الوَرِكِ إلَى الكَعْبِ، وشَنِجُ النَّسا؛ أيْ: مُتَقَبِّضُهُ، وَهُوَ مَدْحٌ لَهُ؛ لأنَّ الفَرَسَ إذا تَقَبَّضَ نَساهُ لَمْ تَسْتَرْخِ رِجَلاهُ، حَجَباتٌ: جَمْعُ حَجَبةٍ وَهِيَ رَأْسُ الوَرِكِ، الفالُ: لُغةٌ فِي الفائِلِ وَهُوَ عِرْقٌ فِي الفَخِذَيْنِ.
التخريج: ديوانه ص 36، 334، الأضداد لابن الأنباري ص 230، تهذيب اللغة 4/ 162، 11/ 398، 15/ 376، الجليس الصالح الكافي 1/ 542، الكشف والبيان 10/ 38، شرح أدب الكتاب للجواليقي ص 149، محاضرات الأدباء 2/ 647، أساس البلاغة: شنج، عين المعاني ورقة 137/ ب، تفسير القرطبي 18/ 288، اللسان: حجب، شظي، شنج، فيل، اللباب في علوم الكتاب 19/ 365، التاج: شنج، عبل، فيل، شظي، نسي.
(1)
البيت من مجزوء الكامل للأعشى.
التخريج: ملحق ديوانه ص 238 (الصبح المنير في شعر أبِي بصير)، مجاز القرآن 2/ 269، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 221، الأضداد لابن الأنباري ص 230، الزاهر لابن الأنباري 1/ 378، تهذيب اللغة 11/ 442، إعراب القراءات السبع 2/ 390، الجليس الصالح الكافِي 1/ 543، الكشف والبيان 10/ 38، أساس البلاغة: شوي، المحرر الوجيز 5/ 367، تفسير القرطبي 18/ 288، اللسان: شوي، البحر المحيط 8/ 325، الدر المصون 6/ 377، اللباب في علوم الكتاب 19/ 364.
(2)
ينظر قوله في الوسيط 4/ 352.
(3)
ينظر قوله في جامع البيان 29/ 95، الكشف والبيان 10/ 38، الوسيط 4/ 352، عين المعانِي ورقة 137/ ب، تفسير القرطبي 18/ 288.
وقوله: {تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ} يريد: عن الإيمان {وَتَوَلَّى (17)} عن الحَقِّ، فتقول النارُ: إلَيَّ يا مُشْرِكُ، إلَيَّ يا مُنافِقُ، إلَيَّ يا فاسِقُ، إلَيَّ يا ظالِمُ، تدعوهم بأسمائهم بِلِسانٍ فَصِيحٍ، ثم تَلْتَقِطُهُمْ كما يَلْتَقِطُ الطَّيْرُ الحَبَّ
(1)
.
قوله: {وَجَمَعَ} يعني: جَمَعَ المالَ {فَأَوْعَى (18)} أمْسَكَهُ فِي الوِعاءِ، وَلَمْ يُنْفِقْهُ في طاعة اللَّه، وَلَمْ يُؤَدِّ حَقَّ اللَّه منه، ولا وَصَلَ رَحِمًا، رُوِيَ عن عبد اللَّه ابن عُكَيْمٍ
(2)
أنه كان لا يَرْبِطُ كِيسَهُ، ويقول: سمعتُ اللَّهَ عز وجل يقول: {وَجَمَعَ فَأَوْعَى}
(3)
.
قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19)} الهَلُوعُ: الحريص على ما لا يَحِلُّ له، الشَّحِيحُ الضَّجِرُ، ويقال: الشَّرِهُ الذي لا يَشْبَعُ، وقيل: هو الجَبانُ، قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"شَرُّ ما أُعْطِيَ العَبْدُ شُحٌّ هالِعٌ وجُبْنٌ خالِعٌ"
(4)
، وهو مأخوذ من الهَلَعِ وهو شِدّةُ الحِرْصِ وقِلّةُ الصَّبْرِ، وقيل: الهَلُوعُ: الذي لا يَرْضَى عند الموجود، ويَسْخَطُ عند المفقود، وقيل: هو الذي إذا افْتَقَرَ جَزِعَ، وإذا أيْسَرَ مَنَعَ
(5)
، ويَدُلُّ
(1)
قاله ابن عباس، ينظر: شفاء الصدور ورقة 165/ أ، الكشف والبيان 10/ 38، الوسيط 4/ 353، زاد المسير 8/ 362.
(2)
عبد اللَّه بن عُكَيْمِ بن زيد بن لَيْثٍ، أبو معبد الجُهَنِيُّ، تابِعِيٌّ ثِقةٌ أدْرَكَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم، ولَمْ يسمِع منه شيئًا، سَمِعَ عُمَرَ وابنَ مسعود وحُذَيْفةَ بن اليمان، كان إمام مسجد جُهَيْنةَ بالكوفة، وتوفِّيَ في إمارة الحجاج. [تهذيب الكمال 15/ 317 - 320، سير أعلام النبلاء 3/ 510 - 512].
(3)
ينظر: جامع البيان 29/ 96، الكشف والبيان 10/ 39، تفسير القرطبي 18/ 289.
(4)
رواه الإمام أحمد بسنده عن أبِي هريرة في المسند 2/ 302، 320، وأبو داود في سننه 1/ 564 كتاب الجهاد: باب في الجرأة والجبن، ورواه ابنُ أبِي شيبة في مصنفه 6/ 253 كتاب الأدب: باب في الشح، وينظر: الكشف والبيان 10/ 39.
(5)
ينظر في هذه الأقوال: معانِي القرآن للفراء 3/ 185، جامع البيان 29/ 96 - 97، الكشف والبيان 10/ 39، عين المعانِي ورقة 137/ ب، تفسير القرطبي 18/ 290.
على صِحّةِ هذا التأويل ما بعده
(1)
، وَرُوِيَ ذلك عن ابن عباس، ونصب {هَلُوعًا} على الحال، وهي الحال المُقَدَّرةُ؛ لأنه إنَّما يَحْدُثُ فيه الهَلَعُ بعد خَلْقِهِ لا في حالِ خَلْقِهِ
(2)
.
وقوله: {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)} يعني: إذا أصابه الفَقْرُ لا يَصْبِرُ، وإذا أصابه المالُ مَنَعَهُ.
والمَنُوعُ: الذي يَمْنَعُ غَيْرَهُ، والمَنِيعُ: الذي يَمْنَعُ نَفْسَهُ
(3)
، وهما منصوبان على تقدير خبر "كانَ" مضمرةً؛ أي: يَكُونُ جَزُوعًا وَيَكُونُ مَنُوعًا
(4)
، وقيل
(5)
: نصبهما على النعت لِهَلُوع.
ثم استثنى الموحدين، فقال:{إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ} يعني المكتوبة {دَائِمُونَ (23)} يُقِيمُونَها في أوقاتها، لا يلتفتون يَمِينًا ولا شِمالًا، فهذا
(1)
يعني قوله تعالى: {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} ، قال أبو عبيدة:"إنَّ الإنْسانَ خُلِقَ هَلُوعًا"، قد فَسَّرَها اللَّهُ: لا يَصْبِر {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} . مجاز القرآن 2/ 270، وينظر: الوسيط 4/ 353.
(2)
قاله مَكِّيٌّ في مشكل إعراب القرآن 2/ 408، وينظر: البيان للأنباري 2/ 461، الفريد 4/ 529.
(3)
قاله أبو عمر الزاهد في ياقوتة الصراط ص 531.
(4)
قاله مَكِّيٌّ والأنباريُّ، ينظر: مشكل إعراب القرآن 2/ 408، البيان للأنباري 2/ 461، وينظر: الفريد للهمداني 4/ 529.
(5)
قاله الفراء والنحاس، ينظر: معانِي القرآن للفراء 1/ 377، 3/ 185، إعراب القرآن 5/ 31، قال مَكِّيٌّ:"وهو بعيد؛ لأنك تنوي به التقديم قبل "إذا". مشكل إعراب القرآن 2/ 408، وينظر: الفريد للهمداني 4/ 529.
معنى قوله: {دَائِمُونَ} ، وليس المراد أنهم يُصَلُّونَ أبَدًا، رُوِيَ ذلك عن عُقْبةَ بن عامِرٍ
(1)
، واختاره الزَّجّاجُ
(2)
.
والمَعْنِيُّ بِهَذا الاستثناء قيل: هم الصحابة خاصّةً، وقيل: هم المؤمنون عامّةً، وإنما استثنى الجمع من الواحد لأن الإنسان اسم الجنس، فهو فِي معنى الجمع.
وما بعد هذا ظاهر التفسير إلى قوله: {وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33)} وقُرِئَ: "بِشَهاداتِهِمْ"
(3)
، والإفراد أوْلَى؛ لأنه مصدر، ومَنْ جَمَعَ ذهب إلَى اختلاف الشهادات، والمعنى أنهم يقومون فيها بالحق ولا يكتمونها.
قوله تعالى: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36)} ؛ أي: فَما بالُهُمْ؟ نزلت هذه الآية
(4)
في جماعة من الكفار جلسوا حول النبي صلى الله عليه وسلم، يَسْتَهْزِئُونَ بالقرآن، ويُكَذِّبُونَ به، فقال اللَّه تعالى: ما لَهُمْ ينظرون إليك يا محمد ويجلسون عندك وهم لا ينتفعون بما يسمعون؟
ونصب {قِبَلَكَ} على الظرف، وقد مضى تفسير الإهْطاعِ في سورة
(1)
رَوَى الطَّبَرِيُّ بسنده عن عقبة بن عامر، رحمه الله، قال:"هُم الذين إذا صَلَّوْا لَمْ يَلْتَفِتُوا خَلْفَهُمْ ولا عن أيمانهم ولا عن شَمائِلِهِمْ". جامع البيان 29/ 98، وينظر: الكشف والبيان 10/ 40، تفسير القرطبي 18/ 291.
(2)
معانِي القرآن وإعرابه 5/ 222.
(3)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي، وأبو بكر عن عاصم:"بِشَهادَتِهِمْ" بالإفراد، وقرأ الباقون، وحَفْصٌ عن عاصم، وعباسٌ عن أبِي عمرو، والحُلْوانِيُّ عن أبي مَعْمَرٍ عن عبد الوارث عن أبِي عمرو:"بِشَهاداتِهِمْ" بالجمع، ينظر: السبعة ص 651، إعراب القراءات السبع 2/ 393، البحر المحيط 8/ 329.
(4)
ينظر: الوسيط 4/ 354، زاد المسير 8/ 364.
إبراهيم و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}
(1)
، وهو منصوب على الحال
(2)
، وقيل: على خبر "مالِ"، قاله الخليل
(3)
.
وقوله: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37)} يعني: متفرقين جَماعةً جَماعةً، وعُصْبةً عُصْبةً، وحِلَقًا خَلْفَ حِلَقٍ، لا يَدْنُونَ من النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، والعِزُونَ: جَماعاتٌ في تَفْرِقةٍ، واحدتها عِزةٌ
(4)
وهي العُصْبةُ من الناس، قال الشاعر:
(1)
إبراهيم 43، وهي في القسم المفقود من هذا الكتاب، وانظر الآية 8 من سورة القمر 3/ 233.
(2)
قاله الزجاج والنحاس، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 223، إعراب القرآن 5/ 33، وينظر أيضًا: عين المعانِي ورقة 137/ ب.
(3)
جاء في الجمل المنسوب للخليل في باب النصب بخبر "ما بال" وأخواتها: "قولهم: ما بالُ زيدٍ قائِمًا؟ ومالَكَ ساكِتًا؟ وما شَأْنُكَ واقِفًا؟ قال اللَّه، جل ذكره، في {سَأَلَ سَائِلٌ}: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ}، وفي المدثر: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ}، نصب "مهطعين" و"معرضين"؛ لأنهما خبر "مالِ"، ومثله في النساء: "فَما لَكُمْ فِي المُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ"، لأنه خبر مالِ". الجمل المنسوب للخليل ص 58.
وهذا قول الكوفيين، ففي قوله تعالى:"وَما لَنا ألَّا نُقاتِلَ" قال الفراء: "جاءت "أنْ" في موضعٍ، وأُسْقِطَتْ من آخر، فقال في موضع آخر: {وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ}، وقال في موضعٍ آخَرَ: {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ}، فمن ألقى "أنْ" فالكلمة على جهة العربية التي لا علة فيها، والفعل في موضع نصب، كقول اللَّه عز وجل: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ}، وكقوله: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}، فهذا وجه الكلام في قولك: مالَكَ؟ وَما بالُكَ؟ وما شَأْنُكَ؟، أن تنصب فعلها إذا كان اسما، وترفعه إذا كان فعلًا أوله الياء أو التاء أو النون أو الألف". معاني القرآن 1/ 163، وقال مثله في المعاني 1/ 281.
وقال النحاس في آية النساء: "وقال الأخفش: {فِئَتَيْنِ} على الحال كما يقال: مالَكَ قائِمًا، وقال الكوفيون: هو خَبَرُ ما لَكُمْ، كخبر كانَ وظَنَنْتُ، وأجازوا إدخال الألف واللام فيه". إعراب القرآن 1/ 478 - 479.
(4)
قاله أبو عبيدة والزجاج، ينظر: مجاز القرآن 2/ 270، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 223، وحكاه الأزهري عن الليث في تهذيب اللغة 3/ 98، وينظر: الوسيط للواحدي 4/ 354.
395 -
كَأنَّ الجَماجِمَ مِنْ وَقْعِها
…
خَناطِيلُ يَهْوِينَ شَتَّى عِزِينا
(1)
وأصله عِزْهةٌ، كما أن أصل السَّنةِ سَنْهةٌ، ثم حُذِفَت الهاءُ
(2)
، فَجُعِلَ جَمْعُهُ بالواو والنون عِوَضًا من الحذف، وإنما جُمِعَ بالواو والنون وهو مؤنث لا يعقل؛ ليكون ذلك عِوَضًا مِمّا حُذِفَ منها
(3)
، وهو منصوب على الحال.
قوله: {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38)} قرأ الحسن
(1)
البيت من المتقارب، لَمْ أقف على قائله.
اللغة: الخَناطِيلُ: القُطْعانُ المُتَفَرِّقةُ من الإبِلِ والدَّوابِّ ونحوها، واحدها خُنْطُولةٌ، وقيل: لا واحد لها من لفظها.
التخريج: الكشف والبيان 10/ 41، تفسير القرطبي 18/ 293.
(2)
يعني أن المحذوف من عِزةٍ هاءٌ، وهي مثل "سَنةٍ"، وقد ذكر سيبويه أن منهم من يجعل المحذوف من سِنةٍ واوًا، ومنهم من يجعله هاءً، ينظر: الكتاب 3/ 360، قال ابن يعيش بعد أن ذكر أن أصل شَفةٍ: شَفَهةٌ: "أو يكون كَسَنةٍ وَعِضةٍ في أنه يكون له أصلان: الهاء والواو". شرح الملوكي ص 419.
وذهب الأصمعي إلى أن اللام المحذوفة من عِزةٍ ياءٌ، وأن أصلها عِزْيةٌ، ووافقه الجوهري، وذهب الخليل والليث والفراء والأزهري إلى أن لامها واوٌ، وأن أصلها عِزْوةٌ وينظر في هذه المسألة: العين 2/ 205، معاني القرآن للفراء 2/ 92، 93، الأصول 3/ 321، تهذيب اللغة 3/ 98، المسائل البغداديات ص 158، 504، المسائل الحلبيات ص 346، المسائل العسكرية ص 171، المسائل العضديات ص 32، سر صناعة الإعراب ص 418، 548، 606، الصحاح 6/ 2425، مشكل إعراب القرآن 2/ 409، المخصص 14/ 7، الكشاف 4/ 160، أمالي ابن الشجري 2/ 278 - 279، شرح المفصل 5/ 38، البحر المحيط 8/ 325، الدر المصون 6/ 379.
(3)
هذا مذهب البصريين، وهو أن عِزِينَ وما أشبهه جُمِعَ بالواو والنون، ليكون ذلك عوضا مِمّا حُذِفَ منه، وأما الكوفيون فإنهم يرون أن هذا ونحوه جُمِعَ بالواو والنون؛ لأنه كان يجب أن يُجْمَعَ على "فُعُولٍ"، ينظر: معانِي القرآن للفراء 2/ 93، إعراب القرآن للنحاس 2/ 389، مشكل إعراب القرآن 2/ 409.
وطلحة: "يَدْخُلَ" بفتح الياء وضم الخاء، ومِثْلَهُ رَوَى المُفَضَّلُ عن عاصم، وقرأ الباقون بضِدِّهِ
(1)
، والمعنى: أيَطْمَعُ كُلُّ رَجُلٍ من الكفار أن يَدْخَلَ جَنَّتِي كما يدخلها الَمسلمون، ويَتَنَعَّمَ فيها، وقد كَذَّبَ نَبِيِّي {كَلَّا} لا يكون ذلك {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39)} يريد: مِنْ نُطْفةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغةٍ، فلا يَسْتَوْجِبُ أحَدٌ الجَنّةَ بكونه شَرِيفًا؛ لأن الناس كُلَّهُم من أصلٍ واحدٍ، وإنما يَتَفاضَلُونَ بالإيمان والطاعة
(2)
.
وقيل
(3)
: معناه: إنا خلقناهم مِنْ أجْلِ ما يعلمون، وهو الأمر والنهي والثواب والعقاب، فحذف "أجْلَ"، كقول الشاعر:
396 -
أأزْمَعْتَ مِنْ آلِ لَيْلَى انْتِظارا
…
وَشَطَّتْ عَلَى ذِي هَوًى أنْ تُزارا
(4)
أي: مِنْ أجْلِ آلِ لَيْلَى.
(1)
قرأ الحسنُ وطلحةُ، والمفضلُ عن عاصمٍ، وأبو رجاءٍ وزيدُ بنُ عَلِيٍّ وابنُ يَعْمُرَ:"يَدْخُلَ" بالبناء للفاعل، وقرأ الباقون، وحَفْصٌ وأبو بكر عن عاصمٍ:"يُدْخَلَ" بالبناء للمفعول، ينظر: السبعة ص 651، إعراب القراءات السبع 2/ 393، تفسير القرطبي 18/ 294، البحر المحيط 8/ 330.
(2)
قاله الثعلبي في الكشف والبيان 10/ 41، وينظر: زاد المسير 8/ 365، تفسير القرطبي 18/ 294.
(3)
هذا الرأي قاله النقاش في شفاء الصدور 166/ ب، وبه قال الباقولِيُّ في كشف المشكلات 2/ 386، وينظر: الكشف والبيان 10/ 42، الفريد للهمدانِيِّ 4/ 531، تفسير القرطبي 18/ 295.
(4)
البيت من المتقارب، للأعشى، وهو مطلع قصيدة يمدح بها قيس بن معدي كرب، ورواية ديوانه:"ابْتِكارًا" بدل "انتظارًا"، وأزمعَ الأمْرَ: مَضَى فيه، وثَبَّتَ عليه عَزْمَهُ، شَطَّتْ: بَعُدَتْ.
التخريج: ديوانه ص 95، العين 1/ 368، الشعر والشعراء ص 259، الأضداد لابن الأنباري ص 329، الصاحبي ص 392، عين المعانِي 137/ ب، القرطبي 18/ 295، اللسان: زمع، ارتشاف الضرب ص 2441، اللباب في علوم الكتاب 19/ 375، خزانة الأدب 3/ 303، 375، التاج: زمع.