الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة العلق
مكية
وهي مائتان وثمانون حرفًا، واثنتان وسبعون كلمةً، وتسع عشرة آيةً.
باب ما جاء فِي فضل قراءتها
عن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأ سُورةَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، فَكَأنَّما قَرَأ المُفَصَّلَ كُلَّهُ"
(1)
.
وَرُوِيَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ قَرَأ سُورةَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} خَلَقَ اللَّهُ مِنْها مَلَكًا ساجِدًا، لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ، وَلَا يَفْتُرُ مِنَ الدُّعاءِ لِقارِئها"
(2)
.
باب ما جاء فيها من الإعراب
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} يعني: خَلَقَ الخَلْقَ كُلَّهُمْ، والباء في {بِاسْمِ} يجوز أن تكون متعلقة بموجود إذا جعلتها معمولة لقولك:
(1)
ينظر: الكشف والبيان 10/ 242، الوسيط 4/ 527، الكشاف 4/ 272، مجمع البيان 10/ 396.
(2)
لَمْ أعثر له على تخريج.
{اقْرَأْ} ، ويجوز أن تكون متعلقة بمحذوف إذا جعلتها حالًا، كأنه قال: اقْرَأْ مُسْتَفْتِحًا بِاسْمِ رَبِّكَ، ففي الجارِّ والمجرور على هذا مُضْمَرٌ مرفوعٌ، وليس فيه على التقدير الآخر ضمير مرفوع، بل الضمير المرفوع في قول اللَّه تعالَى:{اقْرَأْ} لا غَيْرُ
(1)
، والألف من "اسْمِ رَبِّكَ" لازمة فِي الوجهين جميعًا؛ لأنه لَمْ يَكْثُرْ هذا في الاستعمال
(2)
.
قال أبو عبيدة
(3)
: ومجازه: اقْرَأْ اسْمَ رَبِّكَ، والباء زائدة. وإنما دخلت الباءُ لِتَدُلَّ على الملازمة والتكرير، ومثله: أخَذْتُ بالخِطامِ، فلو قلتَ: اقْرَأْ اسْمَ رَبِّكَ، وَأخَذْتُ الخِطامَ، لَمْ يكن في الكلام ما يدل عَلى لزوم الفعل وتكريره
(4)
، والمعنى: اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ، كأنه أُمِرَ أن يَبْتَدِئَ القِراءةَ باسم اللَّه تعالَى تَأْدِيبًا.
ثم وصف ذلك فقال تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)} يعني الدَّمَ، واحدها عَلَقةٌ، وإنما جمع لَفْظُ العَلَقِ، والإنسانُ واحد؛ لأنه في معنى الجمع.
وهذه السورة أوَّلُ ما نزل من القرآن على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأول ما نزل
(1)
من أول قوله: "والباء في قوله: "بِاسْمِ" يجوز. . . " نقله المؤلف عن طاهر بن أحمد بن بابشاذ في شرح المقدمة المحسبة ص 437، وينظر أيضًا: الكشاف للزمخشري 4/ 270، الفريد للهمدانِيِّ 4/ 697.
(2)
قال ابن قتيبة: "باب ألف الوصل في الأسماء، تكتب "بِسْمِ الِله" إذا افتتحتَ بها كتابًا، أو ابتدأت بها كلامًا، بغير ألف؛ لأنها كثرت في هذه الحال على الألسنة في كل كتاب يُكْتَبُ، وعند الفَزَعِ والجَزَعِ، وعند الخَبَرِ يَرِدُ، والطعامِ يُؤكَلُ، فَحُذفت الألف استخفافًا، فإذا توسَّطَتْ كلامَا أثْبَتَّ فيها ألِفًا نحو: أبْدَأُ باسم اللَّه، وأختم باسم اللَّه، وقال اللَّه تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، و {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}، وكذلك كُتِبَتْ في المصاحف في الحاليْنِ مبتدأةً ومتوسطةً". أدب الكاتب ص 184.
(3)
مجاز القرآن 2/ 304.
(4)
قاله مَكِّيٌّ في مشكل إعراب القرآن 2/ 484.
منها خَمْسُ آيات من أولها إلَى قوله: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} ، نزل بها جبريل عليه السلام على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو قائم على حراء، فَعَلَّمَهُ إيّاهُنَّ
(1)
.
قوله: {اقْرَأْ} تكرير للتأكيد، ثم استأنف فقال:{وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} يعني: الحليم عن جهل العباد، لا يَعْجَلُ عليهم بالعقوبة، وهو ابتداء وخبر في موضع حال من المضمر في {اقْرَأْ}
(2)
.
قوله: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)} يعني: عَلَّمَ الكِتابَ بِالقَلَمِ، فحذف الكتاب، وهو المراد فِي المعنى {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} مفعول ثانٍ، أي: عَلَّمَ الإنْسانَ خَطًّا بالقَلَمِ، قيل
(3)
: أراد بالإنسان هاهنا جميعَ الخَلْقِ، وهو قوله تعالى {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا}
(4)
.
وقيل
(5)
: أراد آدَمَ عليه السلام، عَلَّمَهُ الأسْماءَ كُلَّها، وهو قوله تعالى:{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}
(6)
، وقيل
(7)
: أراد بالإنسان هاهنا محمَّدًا صلى الله عليه وسلم، وهو
(1)
روى الإمام أحمد ذلك بسنده عن السيدة عائشة، رضي الله عنها، في المسند 6/ 232، 233، ورواه البخاري في صحيحه 6/ 87 كتاب تفسير القرآن: سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ، 8/ 67 كتاب التعبير، وينظر: البرهان للزركشي 1/ 206 - 208.
(2)
أي: اقْرَأْ مُجازِيًا لَكَ رَبُّكَ، قاله مَكِّيٌّ في مشكل إعراب القرآن 2/ 484.
(3)
ينظر: شفاء الصدور ورقة 251/ أ، المحرر الوجيز 5/ 502، تفسير القرطبي 20/ 122، البحر المحيط 8/ 489.
(4)
النحل 78.
(5)
ينظر: شفاء الصدور ورقة 251/ أ، الكشف والبيان 10/ 245، عين المعانِي ورقة 146/ ب، تفسير القرطبي 20/ 122.
(6)
البقرة 31.
(7)
ينظر: شفاء الصدور ورقة 251/ أ، الكشف والبيان 10/ 245، المحرر الوجيز 5/ 502، زاد المسير 9/ 176، تفسير القرطبي 20/ 122، البحر المحيط 8/ 489.