الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الفَرّاءُ
(1)
: وهي لغةُ أهْلِ الحجازِ وَمَنْ جاوَرَهُمْ.
ومحل الهاء والميم نصب مفعول، هذا إذا جعلتَ {كَالُوهُمْ} كلمةً واحدةً، فإن جعلتَهما كلمتين فمحل الهاء والميم رفع بالابتداء
(2)
، وكذلك يُقْرَأُ على الوجهين، فمنهم من يقرأ:"وإذا كالُوا هُمْ أوْ وَزَنُوا هُمْ"، في
فصل
بينهما في اللفظ
(3)
، ومنهم من يقرأ:{كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ} على لفظة واحدة، وكذلك "وَزَنُوهُمْ" فيه ما ذكرنا فِي {كَالُوهُمْ} ، الحُكْمُ فيهما واحدٌ.
فصل
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خَمْسٌ بِخَمْسٍ" قالوا: يا رسول اللَّه: وما خَمْسٌ بِخَمْسٍ؟ قال: "ما نَقَضَ قَوْمٌ العَهْدَ إلّا سَلَّطَ اللَّهُ عليهم عَدُوَّهُمْ، وما حَكَمُوا بِغَيْرِ ما أنْزَلَ اللَّهُ إلا فَشا فيهم الفَقْرُ، وما ظَهَرَتْ فيهم الفاحِشةُ إلّا فَشا فيهم المَوْتُ، ولا طَفَّفُوا المِكْيالَ إلّا مُنِعُوا النَّباتَ، وَأُخِذُوا
(1)
قال الفراء: "وَمَنْ جاوَرَهُمْ من قَيْس". معانِي القرآن 3/ 246.
(2)
كون "هُمْ" رفعًا بالابتداء هو قولَّ عَيسى بن عُمَرَ، وعند غيره "هُمْ" توكيد للضمير في "كاَلوُا" و"وَزَنُوا"، قال النَّحّاسُ:"وقال عيسى بن عُمَرَ: الهاء والميم في موضع رفع، وَعَبَّرَ عنه أبو حاتم بأن المعنى عنده: هُمْ إذا كالُوا أو وَزَنُوا يُخْسِرُونَ؛ لأن عيسى قال: الوقف "وإذا كالوا"، ثم تبتدئ: "هم أو وزنوا". إعراب القرآن للنحاس 5/ 174، وينظر: إيضاح الوقف والابتداء ص 346، 347، زاد المسير 9/ 52، عين المعانِي ورقة 143/ أ، تفسير القرطبي 19/ 252 - 253.
(3)
قال ابن خالويه: "اتفقت القراء السبعة على "كالُوهُمْ" أن يجعلوا الهاء والميم مفعولًا، وإنما ذكرتُه لأن حمزة رَوَى عنه عيسى بنُ عُمَرَ: "كالُوا هُمْ أوْ وَزَنُوا هُمْ"، جعلاه من كلمتين، فتكون الهاء والميم على هذه القراءة في موضع رفع تأكيدًا للضمير، كما تقول: قمتَ أنتَ، وقامُوا هُمْ". إعراب القراءات السبع 2/ 450، وينظر: تفسير القرطبي 19/ 252.