الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ}
مكية
وهي مائة وثلاثة أحرف، وسبع وعشرون كلمةً، وثماني آيات.
باب ما جاء فِي فضل قراءتها
عن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأ {أَلَمْ نَشْرَحْ} أُعْطِيَ مِنَ الأجْرِ كَمَنْ لَقِيَ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم مُغْتَمًّا فَفَرَّجَ عَنْهُ"
(1)
.
وَرُوِيَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ قَرَأ سُورةَ {أَلَمْ نَشْرَحْ} جُعِلَتْ ذُنُوبُهُ هَباءً مَنْثُورًا، وَلا يُحاسَبُ بِها فِي الآخِرةِ أبَدًا".
باب ما جاء فيها من الإعراب
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)} يعني: ألَمْ نَفْسَحْ لَكَ، وَنُوَسِّعْ وَنُلَيِّنْ قَلْبَكَ يا مُحَمَّدُ بالإيمان والنُّبُوّةِ والعِلْمِ والحِكْمةِ، والشرح: التَّوْسِعةُ، وَكُلُّ ما وَسَّعْتَهُ وَفَتَحْتَهُ فَقَدْ شَرَحْتَهُ، وقوله:{أَلَمْ نَشْرَحْ} لفظه استفهام، ومعناه التقرير
(1)
ينظر: الكشف والبيان 10/ 232، الوسيط 4/ 515، الكشاف 4/ 268، مجمع البيان للطبرسي 10/ 387.
والوجوب، أي: قَدْ فَعَلْنا ذلك
(1)
، يَدُلُّ على هذا قوله في النَّسَقِ عليه:{وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2)} يعني: حَطَطْنا عَنْكَ إثْمَكَ الذي سَلَفَ منك في الجاهلية.
والوِزْرُ: الثِّقْلُ الذي كان قبل الرسالة، فَغَفَرَ اللَّه لَهُ بقوله:{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}
(2)
، والوِزْرُ: الإثْمُ، وأصله الحِمْلُ الثَّقِيلُ، وَكُلُّ شَيْءٍ يَحْمِلُهُ الرَّجُلُ عَلَى ظَهْرِهِ فهو وِزْرٌ، ومنه سُمِّيَ الوَزِيرُ وَزِيرًا لأنه يَحْمِلُ أثْقالَ صاحِبِهِ، وهو مَحَطُّ الأثْقالِ وَمُسْتَوْدَعُ الأعْباءِ
(3)
.
ثم وَصَفَ ذلك الوِزْرَ بقوله: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3)} ؛ أي: أثْقَلَهُ وَأوْهَنَهُ حَتَّى سُمِعَ نَقِيضُهُ؛ أي: صَوْتُهُ
(4)
، وهذا مَثَلٌ، يُقال: أنْقَضَ ظَهْرَكَ: أثْقَلَهُ حَتَّى جَعَلَهُ نِقْضًا، والنِّقْضُ: البَعِيرُ المَهْزُولُ الذي أتْعَبَهُ السَّفَرُ والعَمَلُ، فنَقِضَ لَحْمُهُ فَيُقالُ له حينئذ: نِقْضٌ
(5)
.
(1)
قاله مَكِّيٌّ في مشكله 2/ 482، وينظر: تفسير القرطبي 20/ 105، مغني اللبيب ص 25.
(2)
الفتح 2.
(3)
قاله ثعلب في مجالسه ص 225 - 226، وحكاه النقاش عنه في شفاء الصدور ورقة 249/ أ.
(4)
قاله ابن قتيبة في غريب القرآن ص 152، 532، وثعلب في مجالسه ص 225.
(5)
قال ابن السكيت: "والنِّقْضُ: البعير المهزول، وجمعه أنقاض". إصلاع المنطق ص 17، وقال الأزهري:"قال الليث: والنِّقْضُ والنِّقْضةُ هما الجَمَلُ والناقةُ اللَّذانِ قد هَزَلَتْهُما الأسْفارُ وَأدْبَرَتْهُما، والجميع الأنْقاضُ. . . وقال اللَّه تعالى: "وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكْ. الَّذِي أنْقَضَ ظَهْرَك" قال الفَرّاءُ في التفسير عن الكلبي: أثقلَ ظَهْرَكَ، قال أبو منصور: وقال نَحْوَ ذلك مُجاهِدٌ وَقَتادةُ، والأصل فيه أن الظَّهْرَ إذا أثْقَلَهُ حِمْلُهُ سُمِعَ له نَقِيضٌ أي صَوْتٌ خَفِيٌّ، وذلك عند غاية الإثْقالِ، فَأخْبَرَ اللَّهُ عز وجل أنه غَفَرَ لِنَبيِّهِ أوْزارَهُ التي كانت تَراكَمَتْ على ظَهْرِهِ حتى أوْقَرَتْهُ، وأنها لو كانت أثقالًا حُمِلَتْ على ظَهرِهِ، لَسُمِعَ لَها نَقِيضٌ؛ أي: صوتٌ، وكل صوت لِمَفْصِل أو إصْبَع أو ضِلَعٍ فهو نَقِيضٌ، وقد أنْقَضَ ظَهْرُ فُلَانٍ: إذا سُمِعَ له نَقِيضٌ". تهذيب اللغة 8/ 344، 345.