المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصل عن ابن عُمَرَ رضي الله عنه أن النبي صلى الله - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ٤

[ابن الأحنف اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌سورة القلم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحاقة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المعارج

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة نوح

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المُزّمِّل

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المدثر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة القيامة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الإنسان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المرسلات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النبأ

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فَصْلِ}

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النازعات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة عبس

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة {كُوِّرَتْ}

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {انْفَطَرَتْ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المطففين

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {انْشَقَّتِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة البروج

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطارق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الأعلى

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌ فَصَلَّ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الغاشية

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الفجر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة البلد

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالشَّمْسِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَاللَّيْلِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالضُّحَى}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصلٌ جامعٌ

- ‌سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالتِّينِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة العلق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

الفصل: ‌ ‌فصل عن ابن عُمَرَ رضي الله عنه أن النبي صلى الله

‌فصل

عن ابن عُمَرَ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سَمِعَ قارِئًا يقرأ: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} ، فَصُعِقَ

(1)

.

وعن خُلَيْدِ بن حَسّانَ الهَجَرِيِّ

(2)

قال: "أمْسَى الحَسَنُ صائمًا، فلما أُتيَ بإفطاره عَرَضَت له هذه الآيةُ:{إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} ، فَتقَلَصَتْ يَدُهُ عن عَشائِهِ، فقال: ارفعوه فَرُفِعَ، فأصبح صائمًا، فلما أُتِيَ بإفطاره عَرَضَتْ له أيضًا هذه الآية فَرُفِعَ، فلما كانت الليلة الثالثة أُتِيَ بالطعام، فَعَرَضَتْ له. هذه الآيةُ، فانْطَلَقَ ابْنُهُ إلى ثابتٍ البَنانِيِّ ويَزِيدَ الضَّبِّيِّ

(3)

ويحيى البَكّاءِ

(4)

وناسٍ من أصحابه، فقال: أدْرِكُوا أبي، فإنه لَمْ يَذُقْ طَعامًا منذ ثلاثة أيام، كُلَّما قَرَّبْنا إليه الطعامَ ذَكَرَ هذِهِ الآيةَ:{إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ} ، فَيَتْرُكُهُ، فَأتَوْهُ فَلَمْ يَزالوا به حتى أسْقَوْهُ شَرْبةً من سَوِيقٍ"

(5)

.

(1)

رواه الطبري بمسنده عن حُمْرانَ بن أعْيَنَ في جامع البيان 29/ 168، وينظر: الكامل في الضعفاء 2/ 436، الكشف والبيان 10/ 63، 64، الوسيط 4/ 375.

(2)

أبو حَسّانَ الهَجَرِيُّ العَصْرِيُّ، من أهل البصرة، ثقة صاحَبَ الحسنَ البصري وروى عنه، سكن بخارى وحدث بِها. [التاريخ الكبير 3/ 198، الجرح والتعديل 3/ 384، لسان الميزان 2/ 406].

(3)

يَزِيدُ بن نَعامةَ الضَّبِّيُّ، أبو مودود البصري، تابعي صالح الحديث، أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وزعم بعضهم أن له صُحْبة، روى عن أنس وعتبة بن غَزْوان. [الثقات 3/ 442، 5/ 545، ثهذيب الكمال 32/ 255 - 257].

(4)

هو يحيى بن مسلم، أو ابن سليمان بن أبي خُلَيْدٍ البصري من موالي الأزْدِ، مُحَدِّثٌ ليس بالقوي روي عن ابن المسيب وأبِي العافية، توفي سنة (130 هـ). [تهذيب الكمال 31/ 533 - 536، سير أعلام النبلاء 5/ 350].

(5)

ينظر: الكشف والبيان 10/ 64، الوسيط 4/ 376، الكشاف 4/ 177، عين المعانِي ورقة 138/ ب، تفسير القرطبي 19/ 47.

ص: 132

ثم أخبر متى يكون ذلك، فقال تعالى:{يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ} أي: تتحرك وتضطرب بمَنْ عليها، والرَّجْفةُ: الحركة، ونصب {يَوْمَ} على الظرف

(1)

{وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14)} يعني: رَمْلًا سائِلًا مُتَناثِرًا إذا مَسِسْتَهُ تَتابَعَ، يقال لكل ما أرْسَلْتَهُ من يَدِكَ من رَمْلٍ أو تُرابٍ أو نحو ذلك: قد هِلْتُهُ أهِيلُهُ هَيْلا

(2)

، يعني أن الجبال فتتَتْ من زَلْزَلَتِها، حتى صارت كالرمل المُذْرَى، وأصله مَهْيُولٌ "مفعول" من قول القائل: هِلْتُ الرَّمْلَ فأنا أهِيلُهُ هَيْلًا، وذلك أنه إذا تَحَرَّكَ أسْفَلُهُ انْهالَ عليه مِنْ أعلاه

(3)

، يقال: مَهِيلٌ ومَهْيُولٌ ومَكِيلٌ ومَكْيُولٌ ومَعِينٌ ومَعْيُونٌ

(4)

، قال الشاعر:

(1)

والعامل في هذا الظرف هو الاستقرار الذي دَلَّ عليه قوله: "لَدَيْنا"، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 242، مشكل إعراب القرآن 2/ 420، البيان للأنباري 2/ 470.

(2)

قاله أبو عبيد في غريب الحديث 1/ 252، وحكاه عنه الأزهري في تهذيب اللغة 6/ 416، وينظر: الصحاح 5/ 1885، غريب القرآن للسجستانِيِّ ص 166، الوسيط 4/ 376، النهاية لابن الأثير 5/ 288.

(3)

قاله الفراء في معانِي القرآن 3/ 198، وينظر: إعراب القرآن 5/ 58، شفاء الصدور ورقة 177/ أ.

(4)

يعني أن اسم المفعول من الأجوف اليائي هنا يجوز أن يأتِيَ بالإتمام، قال سيبويه:"وبعض العرب يخرجه على الأصل فيقول: "مخيوط ومبيوع. . . ولا نعلمهم أتَمُّوا في الواوات؛ لأن الواوات أثقل عليهم من الياءات". الكتاب 4/ 348، 349، وينظر: معانِي القرآن للفراء 3/ 198، المقتضب 1/ 100 - 101، الأصول لابن السراج 3/ 283 - 284، وقال النحاس: "وقد أجْمَعُوا جَمِيعًا على أنه يجوز: مَهْيُولٌ ومَبْيُوعٌ ومَكْيُولٌ ومَغْيُومٌ، قال أبو زيد: هي لغة لتميم، وقال علقمة بن عبدة:

يَوْمُ رَذاذٍ عَلَيْهِ الدَّجْنُ مَغْيُومُ

فهذا جائز في ذوات الياء، ولا يجيزه البصريون في ذوات الواو". إعراب القرآن 5/ 58، 59، وينظر: الخصائص 1/ 260 - 261.

ص: 133

416 -

قَدْ كَانَ قَوْمُكَ يَحْسِبُونَكَ سَيِّدًا

وَإخالُ إنَّكَ سَيِّدٌ مَعْيُونُ

(1)

قوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ} يا أهل مكة {رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ} يعني النبي صلى الله عليه وسلم {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15)} يعني موسى عليه السلام، {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} يعني موسى عليه السلام، وهذا محمول على العهد بلا خلاف {فَأَخَذْنَاهُ} يعني فرعون {أَخْذًا وَبِيلًا (16)} يعني شديدًا وَخِيمًا صَعْبًا ثَقِيلًا، يقال: ماءٌ وَبِيلٌ أي: وَخِيمٌ لا يُسْتَمْرَأُ وَتَضُرُّ عاقِبَتُهُ، والوَبِيلُ: الوَخِيمُ ضِدُّ المَرِيء، وكذلك يقال: كَلأٌ مُسْتَوْبَلٌ وطَعامٌ مُسْتَوْبَلٌ: إذا لَمْ يُسْتَمْرَأْ، ويقال للمطر الشديد: وابِلٌ

(2)

، ومنه ماءُ الوَبالُ

(3)

، قالت الخنساء:

417 -

لَقَدْ أكَلَتْ بَجِيلةُ يَوْمَ لَاقَتْ

فَوارِسَ مالِكٍ أكْلًا وَبِيلَا

(4)

(1)

البيت من الكامل، للعباس بن مِرْداسٍ يهجو كُلَيْبًا السُّلَمِيَّ، ويُرْوَى:"يَزْعُمُونَكَ سَيِّدًا"، ويُرْوَى:"مَغْيُونُ" بالغين، من قولهم: غَبِنَ عَلَى كذا أي: غُطِّيَ عليه، وكأنه مأخوذ من الغَيْنِ الذي هو الغَيْمُ، ويروى:"مَغْبُونُ" بالباء، والمعيون: الذي أصابته عين.

التخريج: ديوانه ص 156، الحيوان 2/ 142، المقتضب 1/ 240، جمهرة اللغة ص 956، الخصائص 1/ 261، أمالِيُّ ابن الشجري 1/ 167، 321، تفسير القرطبي 18/ 255، 19/ 47، شرح شافية ابن الحاجب للرضي 3/ 149، اللسان: عين، البحر المحيط 8/ 311، المقاصد النحوية 4/ 574، التصريح 2/ 395، شرح شواهد شرح الشافية ص 387، 389.

(2)

ينظر: مجاز القرآن 2/ 273، غريب القرآن لابن قتيبة ص 494، إعراب القرآن 5/ 61، تهذيب اللغة 15/ 386 - 387.

(3)

قال الجوهري: "ووَبالٌ: اسم ماء لبني أسد". الصحاح 5/ 1840، اللسان: وبل.

(4)

البيت من الوافر للخنساء، ولَم أقف عليه فِي ديوانها.

التخريج: الزاهر لابن الأنباري 1/ 458، الكشف والبيان للثعلبي 10/ 64، شمس العلوم 11/ 7046، تفسير القرطبي 19/ 49، اللباب فِي علوم الكتاب 19/ 474، فتح القدير للشوكاني 5/ 319.

ص: 134

وتقول العرب: لقد أُوبِلَ عليك الشَّرُّ، أي: تُوبِعَ، ومعنى الآية: عاقَبْناهُ عُقُوبةً غَلِيظةً وهو الغَرَقُ، وهذا تخويفٌ لأهل مكة.

قوله: {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا} ؛ أي: عذاب يوم {يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17)} يعني شُمْطًا، وَصْفٌ لذلك اليوم من هَوْلِهِ وشِدَّتِهِ، كما يقال: هذا أمْرٌ يَشِيبُ فيه الوَلِيدُ: إذا كان عظيمًا شديدًا، وهو يوم يَسْكَرُ فيه الكَبِيرُ من غير شراب، ويَشِيبُ فيه الصغير من غير كِبَرٍ، من أهوال يوم القيامة.

وهذا مَثَلٌ يُضرَبُ لِشِدّةِ كُلِّ أمْرٍ وُصِفَ بالشدة، كما تقول العرب: حَتى يَبْيَضَّ القارُ وتَشِيبُ النَّواصِي

(1)

.

و {شِيبًا} جَمْعُ أشْيَبَ، ونصب {يَوْمًا} بـ {تَتَّقُونَ} ، وليس بظرف لـ {كَفَرْتُمْ} ، لأنهم لا يكفرون ذلك اليومَ

(2)

، والمعنى: إذْ كَفَرْتُمْ فِي الدنيا، يعني: لا سبيل لكم إلى التقوى، ولا تنفعكم التقوى إذا وافَيْتُمْ يَوْمَ القيامة.

وقرأ ابن مسعود وعَطِيّةُ

(3)

: "فَكَيْفَ تَتَّقُونَ يَوْمًا يَجْعَلُ الوِلْدانَ شِيبًا إنْ

(1)

ومثله: حتى يَشِيبَ الغُرابُ، ينظر: الحيوان للجاحظ 5/ 528، أمالِيُّ القالِي 2/ 233، تهذيب اللغة 1/ 226، الصحاح 5/ 2096، جمهرة الأمثال 1/ 293، ثمار القلوب ص 462، النهاية لابن الأثير 4/ 360، اللسان: قير.

(2)

قاله مَكِّيٌّ في مشكل إعراب القرآن 2/ 420، وينظر: الكشاف 4/ 178، الفريد للمنتجب الهمدانِيِّ 4/ 555 - 556.

(3)

هو عطية بن سعد بن جُنادةَ العَوْفِيُّ الجَدَلِيُّ القَيْسِيُّ، أبو الحسن الكوفيُّ، من رجال الحديث، يعد من شيعة الكوفة، خرج مِع ابن الأشعث، فأسره عامل الحجاج على العراق، وطلب منه يسَبَّ عَلِيّ، رحمه الله، فَأبَى، فضَرَبَهُ أربعمائة سوط، وحلق رأسه ولحيته، ثم عاد إلى الكوفة، وتوفي بها سنة 111 هـ. [تهذيب الكمال 20/ 145 - 149، الأعلام 4/ 237].

ص: 135

كَفَرْتُمْ"

(1)

على التقديم والتأخير، وقرأ أبو السَّمّالِ العَدَوِيُّ:"فَكَيْفَ تَتَّقُونِ"

(2)

بكسر النون على الإضافة.

ثم زاد في وَصْفِ هَوْلِ ذلك اليومِ، فقال:{السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} ابتداء وخبر، يعني: مُنْشَقّةٌ بذَلِكَ اليَوْمِ من هوله لِنُزُولِ الملائكة، كما قال:{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}

(3)

، {مُنْفَطِرٌ} نعت للسماء، وإنما أتى {مُنْفَطِرٌ} بغير هاء، والسماءُ مؤنثةٌ؛ لأنه بمعنى النَّسَبِ؛ أي: السماءُ ذاتُ انْفِطارٍ

(4)

، وقيل

(5)

: إنما ذَكَّرَ لأن السماء بمعنى السَّقْفِ، والسَّقْفُ مُذَكَّرٌ، وقال الفراء

(6)

: السماء يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، فأتى {مُنْفَطِرٌ} على التذكير، قال الشاعر:

418 -

فَلَوْ رَفَعَ السَّماءُ إلَيْهِ قَوْمًا

لَحِقْنا بِالسَّماءِ مَعَ السَّحابِ

(7)

(1)

ينظر: الكشف والبيان 10/ 64، تفسير القرطبي 19/ 49.

(2)

وهي أيضًا قراءة قَعْنَبٍ وحَفْصٍ في روايةٍ، ينظر: تفسير القرطبي 19/ 50، النشر 2/ 393.

(3)

الانفطار 1.

(4)

هذا القول حكاه سيبويه عن الخليل في الكتاب 2/ 47، وينظر أيضًا: المذكر والمؤنث للمبرد ص 94، 111، وقاله الزجاج في معاني القرآن وإعرابه 5/ 243، وينظر: إعراب القرآن 5/ 61، مشكل إعراب القرآن 2/ 421.

(5)

قاله الخليل في العين 5/ 81، وحكاه أبو حاتم عن يونس بن حبيب في المذكر والمؤنث ص 181، وهو قولٌ آخَرُ للزجاج في معاني القرآن وإعرابه 5/ 243، وللكسائي في شفاء الصدور 178/ أ، وينظر: المذكر والمؤنث لابن التستري ص 83، إعراب القرآن 5/ 61، وحكاه الأزهري عن الليث في التهذيب 8/ 413، وينظر: مشكل إعراب القرآن 2/ 421، تفسير القرطبي 19/ 51.

(6)

معانِي القرآن 1/ 127، 128، 3/ 199، المذكر والمؤنث للفراء ص 91.

(7)

البيت من الوافر، للفرزدق يهجو الأصَمَّ الباهِلِيَّ، ورواية ديوانه:"وَلَوْ رَفَعَ الإلَهُ إلَيْهِ".

التخريج: ديوانه 1/ 33، معاني القرآن للفراء 1/ 128، 3/ 199، جامع البيان 29/ 173، إعراب القرآن للنحاس 4/ 363، إعراب ثلاثين سورة ص 98، المخصص =

ص: 136

وقوله: {كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18)} يعني: كائِنًا بكل ما وَعَدَ من البعث والحساب والثواب والعقاب {إِنَّ هَذِهِ} يعني السورة والآيات {تَذْكِرَةٌ} موعظة {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19)} بالإيمان والطاعة والتصديق.

قوله: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ} يا محمد {تَقُومُ} يعني: إلَى الصلاة {أَدْنَى} ؛ أي: أقْرَبَ {مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ} ، وقرأ هشام ساكنة اللام

(1)

{وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ} نصبه أهل مكة والكوفة على معنى: وَتَقُومُ نِصْفَهُ وثُلُثَهُ، وقيل: مَنْ نَصَبَ عَطَفَهُ على {أَدْنَى} ، وهو في موضع نصب، وَخَفَضَهُ الباقون

(2)

عطفًا على {ثُلُثَيِ اللَّيْلِ} .

ثم قال: {وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} يعني: من المؤمنين، كانوا يقومون معه أيضًا نِصفَهُ وثُلُثَهُ، {وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ}؛ أي: أنه يعلم مقادير الليل والنهار، فيعلم القَدْرَ الذي يقومونه من الليل {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ}؛ أي: لن تطيقوا معرفة ذلك {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} ؛ أي: فعاد عليكم، وتَجاوَزَ عنكم بالعَفْوِ والتخفيف {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} يعني: في الصلاة من غير أن يُؤَقِّتَ وَقْتًا، قال الحَسَنُ

(3)

: هو ما يُقْرَأُ فِي صلاة المغرب والعشاء.

= 17/ 22، أمالِيُّ ابن الشجري 3/ 94، زاد المسير 8/ 394، تفسير القرطبي 19/ 51، اللسان: سما، البحر المحيط 8/ 357.

(1)

قرأ ابنُ عامر في رواية الحُلْوانِيِّ عن هشام عنه، وأبو حَيْوةَ وابنُ السَّمَيْفَعِ والحسنُ وشيبة وقُنْبُلٌ في رواية ابن مجاهد:"ثُلْثَيِ اللَّيْلِ" بإسكان اللام، وجاء ذلك عن نافع، ينظر: السبعة ص 658، تفسير القرطبي 19/ 52، البحر المحيط 8/ 358.

(2)

قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر: "وَنِصْفِهِ وَثُلُثِهِ" بالخفض، وقرأ بقية السبعة وزَيْدُ بن عَلِيٍّ وخَلَفٌ وابن محيصن والأعمش بالنصب، ينظر: السبعة ص 658، إعراب القراءات السبع 2/ 407، 408، الحجة للفارسي 4/ 72، تفسير القرطبي 19/ 52، البحر المحيط 8/ 358، النشر 2/ 393، الإتحاف 2/ 569.

(3)

ينظر قوله في الكشف والبيان 10/ 65، زاد المسير 8/ 396.

ص: 137

ثم ذكر عذرهم، فقال تعالى:{عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} فلا يُطِيقُونَ قِيامَ اللَّيْلِ، و {أَنْ} مخففة من الثقيلة، والهاء مضمرة، و {سَيَكُونُ} الخَبَرُ، تقديره: عَلِمَ أنَّهُ سَيَكُونُ، ومثله:{أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا}

(1)

، تأويله: أفلا يعلمون أنه لا يَرْجِعُ إليهم قولًا، وأتى {سَيَكُونُ} على لفظ التذكير لأن تأنيث {مَرْضَى} غير حقيقي.

قوله: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ} يريد: للتجارة {يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} ؛ أي: يطلبون الرزق {وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} فلا يطيقون قيام الليل، فهذه رُخْصة من اللَّه تعالى لَهُمْ بعد التشديد و"آخَرُونَ" عطف على {مَرْضَى} .

قوله: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} يعني: من القرآن {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} يعني: أتِمُّوا الصلواتِ الخَمْسَ بوضوئها وركوعها وسجودها والمواظبة عليها فِي مواقيتها {وَآتُوا الزَّكَاةَ} ؛ أي: أعطوا الزكاة المفروضة من أموالكم، وهما فريضتان واجبتان، لا رخصة فيهما {وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} طَيِّبةً بها نُفُوسُكُمْ، يريد صدقةَ التطوِع وصلةَ الرحم وقِرَى الضَّيْفِ {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ} يعني من صَدَقةِ فرِيضةٍ أو تَطَوُّعٍ {تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ}؛ أي: تجدوا ثوابه في الآخرة {هُوَ خَيْرًا} يعني: من الشُّحِّ والتَّقصِير {وَأَعْظَمَ أَجْرًا} يعني: أفضل أجْرًا من ذلك الذي قَدَّمْتُمُوهُ لو لَمْ تكونوا قَدَّمْتُمُوهُ.

ونصب {خَيْرًا} و {أَعْظَمَ أَجْرًا} على أنه مفعول ثانٍ لـ {تَجِدُوهُ} ، وقيل: على الخبر لـ {تَجِدُوهُ} ، قاله الخليلُ

(2)

، و {أَجْرًا} على التفسير، و {هُوَ} فصل في

(1)

طه 89، وينظر في هذه المسألة: الكتاب 3/ 74، 166، 167، المقتضب 2/ 31، 3/ 7، الأصول لابن السراج 1/ 239، 240، إعراب القرآن للنحاس 2/ 149، مشكل إعراب القرآن لمكي ابن أبِي طالب 2/ 422.

(2)

الجمل المنسوب للخليل ص 168.

ص: 138