المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما جاء فيها من الإعراب - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ٤

[ابن الأحنف اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌سورة القلم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحاقة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المعارج

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة نوح

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المُزّمِّل

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المدثر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة القيامة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الإنسان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المرسلات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النبأ

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فَصْلِ}

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النازعات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة عبس

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة {كُوِّرَتْ}

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {انْفَطَرَتْ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المطففين

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {انْشَقَّتِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة البروج

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطارق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الأعلى

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌ فَصَلَّ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الغاشية

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الفجر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة البلد

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالشَّمْسِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَاللَّيْلِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالضُّحَى}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصلٌ جامعٌ

- ‌سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالتِّينِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة العلق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

الفصل: ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

‌سورة الإنسان

مدنية، وقيل: مكية

وهي ألف وأربعة وخمسون حرفًا، ومائتان واثنتان وأربعون كلمةً، وإحدى وثلاثون آيةً.

‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

عن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأ سُورةَ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} كانَ جَزاؤهُ عَلَى اللَّهِ جَنّةً وَحَرِيرًا"

(1)

.

وَرُوِيَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ قَرَأ سُورةَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ فِي الجَنّةِ أعْلَى مِنْهُ إلّا نَبِيٌّ"

(2)

.

‌باب ما جاء فيها من الإعراب

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} يعني آدَمَ عليه السلام، وهو أوَّلُ مَنْ

(1)

ينظر: الكشف والبيان 10/ 93، الوسيط 4/ 398، الكشاف 4/ 201، مجمع البيان للطبرسي 10/ 206.

(2)

لَمْ أعثر له على تخريج.

ص: 193

سُمِّيَ به، {هَلْ} هاهنا خَبَر بمعنى "قَدْ"، وليس باستفهام

(1)

، وقيل

(2)

: هو إستفهام، والإنسان عامٌّ.

وقوله: {حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} وَقْتٌ من الدهر {لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)} بأمْرٍ وَلَا نَهْيٍ ولا شَرَفٍ ولا غَيْرِهِ، قال ابن عباس

(3)

: الإنسان: آدم، والحِينُ: أَربعون سنةً، كان جَسَدُهُ مُلْقًى من طين على باب الجنة قبل أن يُنْفَخَ فيه الروحُ، وقيل

(4)

: كان مُلْقًى بين مكة والطائف، وقال صاحب "إنسان العين"

(5)

: تسعة أشهر، والإنسان عامٌّ.

وقوله: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ} يعني وَلَدَ آدَمَ {مِنْ نُطْفَةٍ} يعني مَنِيَّ الرَّجُلِ ومَنِيَّ المرأة، وكُلُّ ماءٍ قَلِيلٍ فِي وِعاءٍ فهو نُطْفةٌ كقول عبد اللَّه بن رَواحةَ الأنصاريِّ:

(1)

قاله أكثر العلماء، وجعله ابن الأنباري من الأضداد، ينظر: معانِي القرآن للفراء 3/ 213، مجاز القرآن 2/ 279، غريب القرآن لابن قتيبة ص 502، المقتضب 1/ 181، 182، 3/ 289، الأضداد لابن الأنباري ص 192، تهذيب اللغة 5/ 364، الصحاح 5/ 1853، أمالِيُّ ابن الشجري 1/ 324، 325، زاد المسير 8/ 428، تفسير القرطبي 19/ 119.

(2)

هذا قول الزجاج وابن جني ومَكِّيِّ بن أبِي طالب، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 257، الخصائص 2/ 462، مشكل إعراب القرآن 2/ 434، وذكره العكبري في التبيان ص 1257، وأنكر أبو حيان وابن هشام أن تكون "هَلْ" بمعنى "قَدْ" أصلأ، وقالوا: كونها بمعنى "قَدْ" هو تفسيرُ معنًى، والاستفهام بها معناه التقرير، ينظر: ارتشاف الضرب 5/ 2364 - 2365، مغني اللبيب ص 460 - 461.

(3)

ينظر: جامع البيان 29/ 252، تفسير القرطبي 19/ 119.

(4)

ذكره الثعلبي بغير عزو في الكشف والبيان 10/ 93.

(5)

حكاه صاحب إنسان العين عن ابن عباس في عين المعانِي ورقة 140.

ص: 194

440 -

هَلْ أنْتِ إلّا نُطْفةٌ فِي شَنَّهْ

(1)

وجمعها: نِطافٌ وَنُطَفٌ، وأصلها من: نَطَفَ: إذا قَطَرَ

(2)

.

وقوله: {أَمْشَاجٍ} ؛ أي: أخْلَاطٍ، وهو من نعت النُّطْفةِ، واحدها: مِشْجٌ ومَشِيجٌ مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ، يقال: مَشَجْتُ هذا بِهَذا: إذا خَلَطْتَهُ فهو مَمْشُوجٌ وَمَشِيجٌ مثل مَخْلُوطٍ وخَلِيطٍ

(3)

.

قال أهل المعانِي

(4)

: وَبِناءُ الأمْشاجِ بِناءُ جَمْعٍ، وهي في معنى الواحد؛ لأنه نعت النطفة، وهذا كما يُقالُ: بُرْمة أعْشارٌ، وَجَفْنةٌ أكْسارٌ، وَثَوْب أسْمالٌ،

(1)

البيت من الرجز المشطور، لعبد اللَّه بن رواحة يعاتب نفسه قبل أن يستشهد في غزوة مُؤْتةَ، وقبله:

أقْسَمتُ يا نَفسُ لَتَنزِلِنَّهْ

ما لِي أراكِ تَكرَهينَ الجَنَّهْ

التخريج: السيرة النبوية لابن هشام 3/ 833، السنن الكبرى للبيهقي 9/ 154، المحاسن والمساوئ للبيهقي ص 430، جامع البيان 29/ 252، تاريخ دمشق 28/ 121، 123، 126، أسد الغابة 3/ 159، شرح نهج البلاغة لابن أبِي الحديد 15/ 69، تفسير القرطبي 19/ 120.

(2)

من أول قوله: "مني الرجل ومني المرأة" قاله الثعلبي في الكشف والبيان 10/ 93، وينظر: تهذيب اللغة 13/ 366، 367، تفسير القرطبي 19/ 120.

(3)

قاله الفراء وابن قتيبة، ينظر: معاني القرآن للفراء 3/ 214، غريب القرآن لابن قتيبة ص 502، وينظر: جامع البيان 29/ 252، غريب القرآن للسجستانِيِّ ص 169، الكشف والبيان 10/ 93.

(4)

ذكره الثعلبي في الكشف والبيان 10/ 94، وبه قال الزمخشري في الكشاف 4/ 194، وينظر: الفريد للهمدانِيِّ 4/ 583، تفسير القرطبي 19/ 121، وقال النحاس:"ومن قال: الأمْشاجُ: العَلَقةُ والمُضْغةُ، فالتقدير عنده: مِنْ نُطْفةٍ ذاتِ أمْشاجٍ". إعراب القرآن 5/ 95.

ص: 195

وَبُردٌ أخْلَاقٌ، وحَبْلٌ أرْمامٌ

(1)

، وَوَصْفُ الجماعة منها كَوَصْفِ الواحد، ومعناه أن ماء الرجل وماء المرأة يختلطان في الرَّحِمِ، فيكون الوَلَدُ منهما جميعًا

(2)

.

وقيل

(3)

: هو اختلاط النطفة بالدم، وماء الرجل أبيض غليظ، وماء المرأة أصفر رقيق، فما كان مِنْ عَصَبٍ وَعَظْمٍ وَقُوّةٍ فهو من ماء الرجل، وما كان مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ وَشَعَرٍ فهو من ماء المرأة، فَأيُّهُما عَلا ماءَ صاحِبِهِ كان الشَّبَهُ لَهُ.

وَتَمَّ الكلام، ثم قال:{نَبْتَلِيهِ} ؛ أي: نَخْتَبِرُهُ بالأمر والنهي والدِّينِ {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} قال الفَرّاءُ

(4)

: فيه تقديم وتأخير، المعنى: جَعَلْناهُ سَمِيعًا بَصِيرًا لِنَبْتَلِيَهُ، {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} يعني: بَيَّنّا له الطرِيقَ طَرِيقَ الهُدَى والضَّلَالةِ والخَيْرِ والشَّرِّ {إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)} يعني: إما مؤمنًا سعيدًا وإما كافرًا شَقِيًّا، معناه: خلقناه إما كذا وإما كذا، وهما منصوبان على الحال، وقيل: معنى الكلام الجَزاءُ، يعني: بَيَّنّا له الطريق إنْ شاءَ شَكَرَ، وإنْ شاءَ كَفَرَ، وهو اختيار الفَرّاءِ

(5)

، وهذا على مذهب الكوفيين، أجازوا أن تكون "ما"

(1)

حَبْلٌ أرْمامٌ: بالٍ، واحده رُمّةٌ، وجَفْنةٌ أكْسارٌ: عظيمة مُوَضلةٌ لِكِبَرِها أو قدمها، كأنهم جعلوا كل جزء منها كِسْرًا ثم جمعوه على أكْسارٍ. اللسان: رمم، كسر.

(2)

قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد والحسن، ينظر: جامع البيان 29/ 253، الكشف والبيان 10/ 94.

(3)

قاله ابن عباس والحسن، ينظر: شفاء الصدور ورقة 187/ ب، الكشف والبيان 10/ 94، الوسيط 4/ 398، تفسير القرطبي 19/ 121، البحر المحيط 8/ 386.

(4)

معانِي القرآن 3/ 214.

(5)

قال الفراء: "و"إمّا" هاهنا تكون جزاءً أي: إنْ شَكَرَ وَإنْ كَفَرَ". معانِي القرآن 3/ 214، ولكن الفراء أجاز أيضًا أن تكون "إمّا" حرف عطف على أصلها، فقال:"وتكون على "إمّا" التي مثل قوله: {إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ}، فكأنه قال: خَلَقْناهُ شَقِيًّا أوْ سَعِيدًا". معانِي القرآن 3/ 214.

ص: 196

زائدة، و"إنْ" للشرط، ولا يجوز هذا عند البصريين

(1)

.

وقيل

(2)

: هي حال مقدرة، والتقدير: إمّا أنْ يَحْدُثَ مِنْهُ عند فَهْمِهِ الشُّكْرُ، فهو علامة السعادة، وَإمّا أنْ يَحْدُثَ مِنْهُ الكُفْرُ، فهو علامة الشقاوة، وذلك كُلُّهُ على ما سَبَقَ في عِلْمِ اللَّه فيهم.

ثم بَيَّنَ ما أعَدَّ للكافرين، فقال:{إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ} يعني: في جهنم، كل سلسلة سبعون ذراعًا بذراع الرجل الطويل من الخَلْقِ الأول {وَأَغْلَالًا} يعني: في أيديهم تُغَلُّ إلَى أعناقهم {وَسَعِيرًا} وَقُودًا شديدًا.

قرأ أبو جعفر وشيبةُ ونافعٌ، وعاصمٌ برواية أبِي بكر، وهشامٌ والأعمشُ وأيوبُ والكسائيُّ:{سَلَاسِلَ} بإثبات الألف في الوقف والتنوينِ في الوصل،

(1)

والدليل على أن البصريين لا يجيزون هذا: أن "إمّا" قد تُحْذَفُ منها "ما" في ضرورة الشعر، ومع ذلك تبقى "إنْ" بمعنى "إمّا"، ولا تكون شرطيةً، فإذا كانت كذلك مع حذف "ما" منها، فَأوْلَى أن تبقى "إما" على معناها، قال سيبويه: وأما قول الشاعر:

لقَدْ كَذَبَتْكَ نَفْسُكَ فاكْذِبَنْها

فَإنْ جَزَعًا، وَإنْ إجْمالَ صبْرِ

فهذا على "إمّا"، وليس "إنِ" الجزاءِ، كقولك: إنْ حَقًّا وَإنْ كَذِبًا، فهذا على "إمّا" محمول، ألا ترى أنك تُدْخِلُ الفاءَ، ولو كانت على "إنِ" الجزاء، وقد استقبلت الكلام، لاحتجت إلَى الجواب، فليس قوله:، "فَإنْ جَزَعًا" كقوله:"إنْ حَقًّا وَإنْ كَذِبًا"، ولكنه على قوله تعالى:{فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} . الكتاب 1/ 266، 267، وذكر مثله في 3/ 332، وينظرْ: معانِي القرآن للأخفش ص 519، الكامل للمبرد 1/ 289، المقتضب 1/ 149، 3/ 28، 29، إعراب القرآن 5/ 96، المسائل الحلبيات ص 329، 330، مشكل إعراب القرآن 2/ 434، 435، النكت للأعلم ص 342.

(2)

ذكره النحاس بغير عزو في إعراب القرآن 5/ 96، وينظر: مشكل إعراب القرآن 2/ 435، أمالِيُّ ابن الشجري 3/ 128.

ص: 197

وكذلك "قَوارِيرًا. قَوارِيرًا"، وقرأ ضِدَّهُ خَلَفٌ وَحَمْزةُ وحَفْصٌ ويعقوبُ برواية وَرْشٍ

(1)

.

وفيه وجهان، أحدهما: أنَّ مِن العرب مَنْ يَصْرِفُ جَمِيعَ ما لا ينصرف، وهو لغةُ الشعراء، لأنهم اضطروا إليه فِي الشِّعْرِ فَصَرَفُوهُ، فَجَرَتْ على ألسنتهم كذلك

(2)

.

والوجه الآخر: أن هذا الجمع أشْبَهَ الآحادَ؛ لأنهم قالوا: "صَواحِباتُ يُوسُفَ"

(3)

، ويقولون: مَوالِياتٌ في جمع المَوالِي، فمن حيث جَمَعُوهُ جَمْعَ الآحادِ المُنْصَرِفةِ، وجعلوه في حكمها، صَرَفُوهُ، وأنشد النحويون للفرزدق:

وَإذا الرِّجالُ رَأوْا يَزِيدَ رَأيْتَهُمْ

خُضُعَ الرّقابِ نَواكِسَ الأبْصارِ

(4)

(1)

قرأ: {سَلَاسِلا} بالتنوين أيضًا: ابنُ مسعود وَرُوَيْسٌ، وابنُ عامر في رواية هشام عنه، وابنُ كثير في رواية شبل عنه، وقرأ قُنْبُلٌ والبَزِّيُّ كلاهما عن ابن كثير، وأبو عمرو وحمزةُ، وابنُ ذكوان عن ابن عامر، وحفصٌ عن عاصم، وطلحةُ وعمرُو بنُ عبيد:"سَلَاسِلَ" بغير تنوين لا وصلا ولا وقفًا، وَرَوَى بعضُهم عن حفص عن عاصم وعن ابن ذكوانَ، وعن البَزِّيِّ عن ابن كثير أنهم يقفون بالألف، وَرُوِيَ عنهم أيضًا الوقفُ بغير ألف، ينظر: السبعة ص 663، تفسير القرطبي 19/ 123، النشر 2/ 394، 395، البحر المحيط 8/ 387، الإتحاف 2/ 576 - 577.

(2)

قاله الزجاجي في أماليه ص 84، وينظر: أخبار أبِي القاسم الزجاجي ص 228 - 229، وحكى النحاس عن الكسائي أن العرب تصرف جميع ما لا ينصرف إلا "أفعل منك". إعراب القرآن 4/ 44، 5/ 42، 101، وذكر النحويون أن هذه لغة حكاها الأخفش عن بعض العرب، ينظر: الأصول لابن السراج 3/ 436 وما بعدها، الحجة للفارسي 4/ 80، الإنصاف للأنباري ص 493 وما بعدها، شرح الكافية للرضي 1/ 92، ارتشاف الضرب 2/ 891، همع الهوامع 1/ 121، التصريح 2/ 227، 228، الأشمونِي 3/ 275.

(3)

هذا جزء من حديث رُوِيَ عن أبِي بُرْدةَ وعائشةَ، رواه الإمام أحمد في المسند 4/ 412، 5/ 361، وابنُ ماجَهْ في سننه 1/ 89، 90 كتاب إقامة الصلاة: باب ما جاء في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه.

(4)

تقدم برقم 356، 3/ 391.

ص: 198

وَرَوَوْهُ بكسر السين من نَواكِسِ، وأصله "نَواكِسِينَ"، فَحُذِفَت النونُ للإضافة والياءُ لالتقاء الساكنين، فبقيت السين مكسورةً في اللفظ، فَدَلَّ جَمْعُهُ على أنه يُجْمَعُ كسائر الجموع، والجُمُوعُ كُلُّها منصرفة، فَصُرِفَ هذا أيضًا على ذلك

(1)

.

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: {قَوَارِيرًا} الأولى بالألف، والثانيةَ بغير ألف

(2)

، قال أبو عبيد

(3)

: رأيتُ في الإمامِ مُصْحَفِ عُثْمانَ: {قَوَارِيرًا} الأولى بِألِفٍ مُثْبَتةٍ، والثانية كانت بالألف فَحُكَّتْ، وَرَأيْتُ أثَرَها بَيِّنًا هناك.

ثم ذَكَرَ ما أعَدَّ للشاكرين فقال تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ} يعني المطيعين للَّه، واحدهم: بارٌّ مثل: ناصر والأنصار، وبَرٌّ أيضًا مثل: نَهْرٍ وأنْهارٍ

(4)

{يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ} ؛ أي: من إناء فيه خَمْرٌ {كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} وَصَفَها اللَّهُ

(1)

المؤلف هنا نقل باختصار ما قاله الفارسي في الحجة 4/ 80، 81، وينظر: مشكل إعراب القرآن 2/ 436 - 437، الكشف عن وجوه القراءات 352، الوسيط للواحدي 4/ 399.

(2)

قرأ ابن كثير وخلف وابن محيصن وهشام: "قَوارِيرًا. قَوارِيرَ" بصرف الأول، ومنع الثانِي، ويقفون على الأول بالألف، وقرأ أبو بكر عن عاصم، ونافعٌ والكسائي وأبو جعفر والحسنُ والأعمشُ، وابنُ شَنَبُوذٍ عن هشامٍ بتنوينهما معًا، ويقفون عليهما بالألف، وقرأ أبو عمرو وحمزة وابن عامر وحفص بمنعهما من الصرف مَعًا، ووقف حَفْصٌ على الأول بالألف، وعلى الثانِي بغير ألف، ووقف أبو عمرو عليهما بالألف، ورُوِيَ عن ابن عامر الوجهان، ينظر: السبعة ص 663، 664، النشر 2/ 395، البحر المحيط 8/ 389، الإتحاف 2/ 577 - 578.

(3)

ينظر قول أبِي عبيد في إيضاح الوقف والابتداء ص 368، الكشف والبيان 10/ 95.

(4)

قال النحاس: "واحد الأبْرارِ بَرٌّ، وربما غَلِطَ الضعيفُ في العربية فقال: هو جمع "فَعْلٍ" شُبِّهَ بـ "فَعِلٍ"، وذلك غلط، إنما هو جمع "فَعِلٍ"، يقال: بَرِرْتُ والِدِي فأنا بارٌّ وبَرٌّ، فَبَرٌّ "فَعِلٌ" مثل حَذِرْتُ فأنا حَذِرٌ، و"فَعِلٌ" و"أفْعالٌ" قياس صحيحٌ". إعراب القرآن 5/ 97، وقال الأزهري:"وَرَجُلٌ بَرٌّ بِذِي قَرابتِهِ، وَبارٌّ من قَوْمٍ بَرَرةٍ وَأبْرارٍ". تهذيب اللغة 15/ 190، 191، وينظر: اللسان: برر.

ص: 199